النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حياة عيسى عليه السلام بالدليل ردا على القاديانيين !

  1. افتراضي حياة عيسى عليه السلام بالدليل ردا على القاديانيين !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وعلى آله وصحبه و من والاه .
    أما بعد :
    فإن حياة عيسى عليه السلام و رجوعه مما أجمعت عليه الأمة من زمن الصحابة إلى يوم الناس هذا ولا يضر مخالفة بعض الأفراد مع قيام الدليل على ذلك من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . و سيكون ردي على تابع الغلام ميرزا وفق هذه المحاور :
    1 _ حياة عيسى عليه السلام في القرآن الكريم :
    هناك آيات أشارت إلى حياة عيسى عليه السلام في كتاب الله تعالى منها قوله تعالى :
    {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران : 55]
    لماذكر الطبري رحمه الله معاني التوفي موردا اقوال من سبقه قال : وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا، قولُ من قال:"معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ"، لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكَرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه.
    قال الإمام القرطبي رحمه الله في كتابه الجامع لأحكام القرآن : قال وهب بن منبه : توفى الله عيسى عليه السلام ثلاث ساعات من نهار ثم رفعه إلى السماء. وهذا فيه بعد ؛ فإنه صح في الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم نزوله وقتله الدجال على ما بيناه في كتاب التذكرة ، وفي هذا الكتاب حسب ما تقدم ، ويأتي. وقال ابن زيد : متوفيك قابضك ، ومتوفيك ورافعك واحد ولم يمت بعد. وروى ابن طلحة عن ابن عباس معنى متوفيك مميتك. الربيع بن أنس : وهي وفاة نوم ؛ قال الله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام : 60] أي ينيمكم لأن النوم أخو الموت ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم لما سئل : أفي الجنة نوم ؟ قال : "لا ، النوم أخو الموت ، والجنة لا موت فيها" . أخرجه الدارقطني. والصحيح أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة ولا نوم كما قال الحسن وابن زيد ، وهو اختيار الطبري ، وهو الصحيح عن ابن عباس .
    قال الإمام ابن عطية رحمه الله في كتابه المحرر الوجيز : وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل ويظهر هذه الملة ملة محمد ويحج البيت ويعتمر ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة ثم يميته الله تعالى
    {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران : 55]
    {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء : 159]
    {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء : 157]
    {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة : 117]
    {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [الزخرف : 61]
    في تفسير ابن أبي حاتم : عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : وانه لعلم للساعة قال : خروج عيسى قبيل يوم القيامة .قال ابن كثير في تفسيره : وقوله: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } : تقدم تفسير ابن إسحاق: أن المراد من ذلك: ما بُعث به عيسى، عليه السلام، من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، وغير ذلك من الأسقام. وفي هذا نظر. وأبعد منه ما حكاه قتادة، عن الحسن البصري وسعيد بن جبير: أي الضمير في { وإنه } ، عائد على القرآن، بل الصحيح أنه عائد على عيسى [عليه السلام] (4) ، فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة، كما قال تبارك وتعالى: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } أي: قبل موت عيسى، عليه الصلاة والسلام، ثم { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [النساء: 159]، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى: "وإنه لعَلَم للساعة" أي: أمارة ودليل على وقوع الساعة، قال مجاهد: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } أي: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة. وهكذا روي عن أبي هريرة [رضي الله عنه] ، وابن عباس، وأبي العالية، وأبي مالك، وعكرمة، والحسنن وقتادة، والضحاك، وغيرهم.
    وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى [ابن مريم] (6) ، عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا.
    قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان :
    التحقيق أن الضمير في قوله : (وإنه) راجع إلى عيسى لا إلى القرآن ، ولا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعنى قوله : لعلم للساعة على القول الحق الصحيح الذي يشهد له القرآن العظيم والسنة المتواترة - هو أن نزول عيسى في آخر الزمان حيا علم للساعة ، أي علامة لقرب مجيئها ; لأنه من أشراطها الدالة على قربها .
    2 _ حياة عيسى عليه السلام في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
    الأحاديث في حياة عيسى بلغت حد التواتر كما نقله أهل الشأن والاختصاص . وقد زعم بعض من لا علم له أن أحاديث النزول آحاد لقلة بضاعته في الحديث . وممن نص من العلماء على تواترها :
    1 _ الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره عند تفسير آية آل عمران حيث قال بعد أن ذكر الخلاف في معنى وفاة عيسى : " وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قولُ من قال : " معنى ذلك : إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ " ، لتواتر الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال " ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في نزوله .
    2 _ الإمام ابن كثير رحمه الله قال في تفسير سورة النساء قال :
    فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة، وابن مسعود، وعثمان بن أبي العاص، وأبي أمامة، والنواس بن سمعان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومُجَمِّع بن جارية وأبي سَرِيحة وحذيفة بن أُسَيْد، رضي الله عنهم. وفيها دلالة على صفة نزوله ومكانه، من أنه بالشام، بل بدمشق، عند المنارة الشرقية، وأن ذلك يكون عند إقامة الصلاة للصبح وقد بنيت في هذه الأعصار، في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة منارة للجامع الأمَويّ بيضاء، من حجارة منحوتة، عِوَضا عن المنارة التي هدمت بسبب الحريق المنسوب إلى صنيع النصارى -عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة-وكان أكثر عمارتها من أموالهم، وقويت الظنون أنها هي التي ينزل عليها [المسيح] عيسى ابن مريم، عليه السلام، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، فلا يقبل إلا الإسلام كما تقدم في الصحيحين، وهذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وتقرير وتشريع وتسويغ له على ذلك في ذلك الزمان، حيث تنزاح عللهم، وترتفع شبههم من أنفسهم؛ ولهذا كلهم يدخلون في دين الإسلام مُتَابَعَة لعيسى، عليه السلام، وعلى يديه؛ ولهذا قال تعالى: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ [وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا] } .
    عند تفسير آية الزخرف فقال رحمه الله وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى [ابن مريم] ، عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا.
    3 _الشوكاني رحمه الله في كتاب له بعنوان : " التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح "
    4 _ الشيخ محمد جعفر الكتاني رحمه الله قال في كتابه: " نظم المتناثر من الحديث المتواتر " (نزول سيدنا عيسى).
    نزول سيدنا عيسى عليه السلام قرب الساعة وحكمه في الناس قال الأبي في شرح مسلم في الكلام على أحاديث الأشراط ما نصه : وتقدم في حديث جبريل عليه السلام قول ابن رشد الأشراط عشرة والمتواتر منها خمسة اه.
    والذي تقدم له في حديث جبريل هو أنه بعدما نقل عن القرطبي أن الأشراط تنقسم إلى معتاد كالمذكورات في حديث جبريل وكرفع
    العلم وظهور الجهل وكثرة الزنى وكثرة شرب الخمر وغير معتاد كالدجال ونزول عيسى وخروج ياجوج وماجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها قال قلت قال ابن رشد واتفقوا على أنه لابد من ظهور هذه الخمسة واختلفوا في خمسة أخر خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب والدخان ونار تخرج من قعر عدن تروح معهم حيث راحوا وتقيل معهم حيث قالوا زاد بعضهم وفتح قسطنطينية وظهور المهدي اه.
    وقال أيضا قبله في الكلام على أحاديث نزول عيسى ما نصه : لابد من نزوله لتواتر الأحاديث بذلك اه.
    وقد ذكروا أن نزوله ثابت بالكتاب والسنة والإجماع والأحاديث في نزوله كثيرة ذكر الشوكاني منها في التوضيح تسعة وعشرين حديثا ما بين صحيح وحسن وضعيف منجبر منها ما هو مذكور في أحاديث الدجال ومنها ما هو مذكور في أحاديث المنتظر وتنضم إلى ذلك أيضا الآثار الواردة عن الصحابة فلها حكم الرفع إلا لا مجال للاجتهاد في ذلك والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة وكذا الواردة في الدجال وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام.
    5 _ صديق حسن خان رحمه الله في كتابه " الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة " تحت عنوان باب في نزول عيسى بن مريم عليهما السلام وهو من الأشراط القريبة من خروج المهدي ومزاه ثابت بالكتاب و السنة و إجماع الأمة . ذكر كلاما منه ما نقله عن السفاريني والشوكاني في تواتر أحاديث النزول .
    6 _ الشيخ محمد أنور شاه الكشميري (ت1352هـ) قال في كتابه : " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " : ولعلك قد عرفت مما ذكرنا أن الأحاديث في هذا الباب متواترة وقد صرح به جماعة من المحدثين فقال العلامة السيد محمود الآلوسي في تفسيره روح المعاني ولا يقدح في ذلك أي في ختم النبوة ما أجمعت الأمة عليه واشتهرت فيه الأخبار ولعلها بلغت مبلغ التواتر المعنوي ونطق به الكتاب على قول ووجب الإيمان به وأكفر منكره كالفلاسفة من نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان لأنه كان نبيا قبل تحلي نبينا صلى الله عليه وسلم بالنبوة في هذه النشأة
    وبه صرح الحافظ عماد الدين ابن كثير حيث قال في تفسيره في تفسير سورة الزخرف عند قوله تعالى ! ( وإنه لعلم للساعة ) ! وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا وصرح به في تفسير سورة النساء أيضا وذكر الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري تواتر نزول عيسى عليه السلام عن أبي الحسين الآبري وقال في التلخيص الحبير من كتاب الطلاق وأما رفع عيسى عليه السلام فاتفق أصحاب الأخبار والتفسير على أنه رفع ببدنه حيا وإنما اختلفوا هل مات قبل أن يرفع أو نام فرفع وقال في فتح الباري من باب ذكر إدريس إن عيسى رفع وهو حي على الصحيح .
    7 _ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند : قال في الصفحة 89 و 99 من المجلد السابع في تعليقه على مسند الإمام أحمد : وقد لعب المجددون أو المجردون في عصرنا الذي نحيا فيه بهذه الأحاديث الدالة صراحة على نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان قبل انقضاء الحياة الدنيا بالـتأوبل المنطوي على الإنكار تارة و بالإنكار الصريح أخرى ذلك بأنهم في حقيقة أمرهم لا يؤمنون بالغيب أو لا بكاد يؤمنون .وهي أحاديث متواترة المعنى في مجموعها يعلم مضمون ما فيها من الدين بالضرورة .فلا يجديهم الإنكار ولا التأويل وقد ذكر الحافظ ابن كثير طائفة طيبة جمة من الأحاديث الصحاح الواردة في ذلك في تفسيره (3 : 15 -23) ثم قال : فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه اهـ قول أحمد شاكر ثم ذكر في المجلد الثامن الصفحة العشرون في تعليقه على الحديث 7890 قال : ويدل على أنه سينزل من السماء في آخر الزمان كما ثبت في الأحاديث المتواترة في ذلك . اهـ
    8 _ الشيخ الغماري رحمه الله في كتابه " عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام " وفي إقامة البرهان على نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان .
    9 _ الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز . قال رحمه الله في الصفحة 501 : واعلم أن أحاديثالدجال ونزول عيسى عليه السلام متواترة يجب الإيمان بها و لا تغتر بمن يدعي فيها أنها أحاديث آحاد فإنهم جهال بهذا العلم و ليس فيهم من تتبع طرقها و لو فعل لوجدها متواترة كما شهد بذلك أئمة هذا العلم كالحافظ ابن حجر وغيره ومن المؤسف حقا أن يتجرأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم لا سبما و الأمر دين وعقيدة !
    وإن من هؤلاء أخيرا المدعو عز الدين بليق في كتابه موازين القرآن والسنة الذي زعم فيه تقليدا لغيره ممن لا معرفة عنده بهذا العلم أن روايات نزول عيسى بعد الدجال إنما هي من رواية وهب بن منبه وكعب الأحبار وهذا اختلاق محض فلا وجود لهما في شيء منها مطلقا و قد كنت قديما خرجت نحو أربعين حديثا ليس لهما فيها ذكر .
    من الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام في الصحاح :
    1- قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) [ البخاري في البيوع برقم2222 , مسلم في الإيمان برقم 387 الترمذي رقم 2240] .
    2- قوله صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) [ البخاري في أحاديث الأنبياء رقم3449، ومسلم في الإيمان رقم 390].
    3- قوله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الحرب ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها ) [ البخاري أحاديث الأنبياء برقم 3448 ].
    4- قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ... ) [ البخاري المظالم رقم 2476].
    5- قوله صلى الله عليه وسلم : ( والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ) [ مسلم كتاب الإيمان رقم 389 ].
    6- قوله صلى الله عليه وسلم : ( ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا .. حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) [ مسلم الإيمان رقم 388 ].
    7- قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: " تعال صل لنا" فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ) [ مسلم الإيمان رقم 393 ، والجهاد رقم 4931 ].
    8- قوله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين .. فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ..) الحديث [ مسلم الفتن رقم 7307].
    ومن الأحاديث التي أخرجها أصحاب السنن:
    9- ما في سنن أبي داود من حديث النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: ( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم .. إلى أن قال: ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيدركه عند باب لد فيقتله ) [ أبوداود رقم 4321 ].
    10- وعند أبي داود أيضا ( ليس بني وبينه ـ أي عيسى ـ نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه .. ) الحديث [ أبوداود رقم 4324 ].
    11- وفي سنن ابن ماجة بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود قال: لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا الساعة فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم، فرد الحديث إلى عيسى بن مريم فقال : " قد عهد الله إلي فيما دون وجبتها فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله فذكر خروج الدجال قال: فأنزل فأقتله .. الحديث)[ ابن ماجة الفتن رقم 4081 ].
    12- وعند ابن ماجة أيضا في قصة الدجال يقول: ( إذ بعث الله عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهروتين واضع كفيه على أجنحة ملكين .. ) الحديث [ ابن ماجة رقم 4075 ].
    13- وعند ابن ماجة أيضا من حديث أبي أمامة الباهلي جاء فيه : ( فبينما أمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل فإنها لك أقيمت ..) الحديث [ ابن ماجة رقم 4077 ].
    14- وعند ابن ماجة أيضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا .. ) الحديث [ ابن ماجة برقم 4078 ].
    ومن أحاديث المسانيد والمستدركات والمجامع وغيرها:
    15- حديث ابن عباس : ( كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها ) [ الدر المنثور 2/225، الطبري 3/290، الثعلبي في تفسيره 3/82 ، تاريخ دمشق 5/395 برقم 169 فتاوى ابن تيمية 27/101 وجزم بالرواية، كنز العمال 14/119 رقم 38671 ].
    16- حديث عبدالله بن معاذ عن أبيه ( ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما ...) [ المسند المستخرج على صحيح مسلم 1/217 رقم 387 مسند أبي عوانة 1/98 رقم 310 ].
    17- حديث ( كيف أنتم إذا نزل بكم ابن مريم عليه السلام فأمنكم ) [ مسند أبي عوانة 1/99 رقم 316 ، المسند المستخرج 1/20 رقم393 ].
    18- حديث ( والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما ) [ مسند أبي عوانة 2/422 رقم3685 ـ 3686 ، المسند المستخرج 3/347 رقم 2894 ].
    19- حديث مجمع بن جارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يقتل ابن مريم الدجال بباب لد ) [ موارد الظمآن 1/468 رقم 1901 ، والجامع 11/398 رقم 20835 ] .
    20- حديث ( الأنبياء إخوة لعلات وأمهاتهم شتى وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم إنه نازل فاعرفوه ... إلى قوله : فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ) [ موارد الظمآن 1/469 رقم 1902 ـ 1903 ] .
    21- حديث عائشة قالت: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك ؟ فقلت: يا رسول الله! ذكرت الدجال . قال: فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن مت فإن ربكم ليس بأعور وإنه يخرج معه اليهود فيسير حتى ينزل بناحية المدينة وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج الله شرار أهلها فينطلق يأتي لدا فينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة غمام عدلا وحكما مقسطا ) [ موارد الظمآن 1/469 رقم 1905].
    22- حديث ( يذوب الدجال حين يرى ابن مريم كما يذوب الرصاص حتى يأتيه أو يدركه عيسى فيقتله ) [ الجامع 11/ 398 رقم 20834].
    23- حديث ثوبان مرفوعا ( عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم ) [ مسند الشاميين3/90 رقم 1851 وصححه وأحمد رقم 642 والنسائي رقم 426 وأبو عروبة 2102 والبخاري في التاريخ الكبير 726 وابن عساكر 110015 ].
    24- حديث ( رأيت ابن مريم عليه السلام يخرج من عند يمنة المنارة البيضاء شرقي دمشق واضع يده على أجنحة الملكين بين ريطتين ممشقتين .. الحديث ) [ مسند الشاميين 3/387ـ388 رقم 2525 وابن عساكر في تاريخ دمشق برقم 2141 ].
    25- حديث ( عشر بين يدي الساعة:خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ، والدخان ، ونزول عيسى بن مريم، والدجال ، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج ) [ كنز العمال 14/116 رقم 38647 ].
    26- حديث ( يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين فيبعث الله تعالى عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ..) [ كنز العمال 14/631 رقم 38745].
    27- حديث عبد الله بن مغفل ( ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد على ملته إماما مهديا وحكما عدلا فيتقل الدجال ) [ الكنز 14/141 رقم 38808 وعزاه للطبراني].
    28- حديث ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ) الطبراني عن أوس بن أوس.
    29- حديث عبد الله بن عمرو: ( ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا عيسى بن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر ) [ ابن الجوزي في كتاب الوفاء مشكاة المصابيح3/1524 رقم 5508].
    30- حديث ( أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه خليفتي على أمتي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه ) [ الطبري 3/291 والدر المنثور 2/736 وعزاه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وأبي داود وابن جرير وابن حبان].
    ومن الأحاديث الموقوفة التي لها حكم الرفع لأنها مما لا يقال برأي:
    31- أن عمر سأل رجلا من اليهود عن شئ فحدثه فصدقه فقال له عمر : قد بلوت صدقك فأخبرني عن الدجال قال :"وإله اليهود ليقتلنه ابن مريم بفناء لد" [الجامع 11/398 رقم 20836].
    32- قال أبو هريرة : ( يوشك من عاش منكم أن يرى عيسى بن مريم إماما مهديا وحكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها ) [ معرفة السنن والآثار 5/133 رقم 3971].
    3 _حياة عيسى في أقوال الصحابة رضي الله عنهم :
    في صحيح ابن حبان ل محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عفراء : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله : { وإنه لعلم للساعة } [ الزخرف : 61 ] قال : ( نزول عيسى ابن مريم من قبل يوم القيامة )
    في المستدرك للحاكم : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد حدثنا محمد بن شعيب أنبأ شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأنه لعلم للساعة قال خروج عيسى قبل يوم القيامة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
    وسبق إيراد الأحاديث و لو اشكل على الصحابة و تعارض الموت مع النزول لسألوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم أكثر من تسع و عشرين صحابيا .
    الميرزا ذكر تحديا عجيبا لمخالفيه و نحن بدورنا نأخذ هذا السهم لنرمي به أتباعه ! يقول الميرزا : والصحابة كلهم كانوا يؤمنون بوفاة المسيح . [ تحفة بغداد الصفحة العاشرة ]
    ويقول أيضا : بل الحق أن معظم الصحابة رضي اللهعنهم كانوا يؤمنون بموت المسيح واعتقدوا بموت الدجال المعهود أيضا فمن اين يثبتالإجماع على عكس ذلك ؟ و في القرآن الكريم ما يقارب ثلاثين شهادة تدل على موتالمسيح ابن مريم عليه السلام دلالة بينة .إذن فالقول بأن المسيح الذي صعد إلىالسماء بالجسد سينزل بالجسد نفسه قول لغو و كلام لا أصل له و ما أجمع عليه الصحابةقط . أما إذا كان الإجماع قد عقد على ذلك فعلافسموا لنا على الأقل ثلاثمئة أو أربعمئة من الصحابة الذينأدلوا بشهادتهم بهذا الشأنو إلا فإن تسمية بيان شخص أو شخصينإجماعا إنما هو خيانة كبرى.
    [ إزالة الأوهام الصفحة 275 ] و ترقب السؤال المتعلق بما قال الميرزا بعد قليل مع التذكير بهذا النص !
    4 _ إجماع الأمة :
    أجمعت الأمة على نزول المسيح كما قاله الراسخون في العلم :
    قال الإمام ابن عطية رحمه الله في كتابه المحرر الوجيز : وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان .
    وقال السفاريني رحمه الله في كتابه : لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ما نصه : وأما الإجماع فقد أجمعت الأمة على نزوله ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه ، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء وإن كانت النبوة قائمة به وهو متصف بها .اهـ
    قال ابن حزم في الفصل :قول الله تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين وقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا نبي بعدي فكيف يستجيزه مسلم ان يثبت بعده عليه السلام نبيا في الارض حاشا ما استثناه رسول الله صلى الله عليه و سلم في الآثار المسندة الثابتة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان وكفار برغواطه الى اليوم ينتظرون صالح بن طريف الذي شرع لهم دينهم . و قال ابن حزم في المحلى :
    41 مسألة وأن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولكن توفاه الله وجل ثم رفعه إليه
    وقال عز وجل { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا }
    وقال تعالى { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون }
    وقال تعالى عنه أنه قال { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد }
    وقال تعالى { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }
    فالوفاة قسمان نوم وموت فقط ولم يرد عيسى عليه السلام بقوله فلما توفيتني وفاة النوم فصح أنه إنما عنى وفاة الموت
    ومن قال إنه عليه السلام قتل أو صلب فهو كافر مرتد حلال دمه وماله لتكذيبه القرآن وخلافه الإجماع . وعلى هذا القول الذي أخذ فيه بالظاهر يكون قد قال بحياة المسيح عليه السلام مع فراقه لنا في مسألة حياته فنحن نقول رفع حيا و ابن حزم قال رفع ميتا !
    وقال الزمخشري المعتزلي في كتابه الموسوم بالكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل
    :
    وَأَنَّهُ ( وإن عيسى عليه السلام ) لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ ( أي شرط من أشراطها تعلم به ، فسمى الشرط علماً لحصول العلم به . وقرأ ابن عباس : لعلم ، وهو العلامة . وقرىء ( للعلم ) وقرأ : أبيّ : لذكر ، على تسمية ما يذكر به ذكراً ، كما سمي ما يعلم به علماً . وفي الحديث :
    أن عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل على ثنية بالأرض المقدّسة : يقال لها أفيق وعليه ممصرتان ، وشعر رأسه دهين ، وبيده حربة ، وبها يقتل الدجال ، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم ، فيتأخر الإمام فيقدِّمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد عليه الصلاة والسلام ، ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ، ويخرب البيع والكنائس ، ويقتل النصارى إلا من آمن به . اهـ
    5 _ معنى التوفي في اللغة العربية :
    في لسان العرب:
    وتَوافَينا في الميعاد ووافَيْتُه فيه وتوَفَّى المُدَّة بلَغَها واسْتَكْمَلها.
    و في لسان العرب أيضا:
    وأَوْفَى الرجلَ حقَّه ووَفَّاه إِياه بمعنى أَكْمَلَه له وأَعطاه وافياً وفي التنزيل العزيز ووَجدَ اللهَ عندَه فوفَّاه حسابَه وتَوَفَّاه هو منه واسْتَوْفاه لم يَدَعْ منه شيئاً ويقال أَوْفَيْته حَقَّه ووَفَّيته أَجْره ووفَّى الكيلَ وأَوفاه أَتَمَّه وأَوْفَى على الشيء.
    و فيه أيضا:
    والوَفاةُ المَنِيَّةُ والوفاةُ الموت وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه وفي الصحاح إذا قَبَضَ رُوحَه وقال غيره تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه في الدنيا وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته كله وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم وأَنشد أَبو عبيدة لمنظور الوَبْرِي إنَّ بني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ ولا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ في العددْ أَي لا تجعلهم قريش تَمام عددهم ولا تَسْتَوفي بهم عدَدَهم ومن ذلك قوله عز وجل الله يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها أَي يَسْتَوفي مُدَد آجالهم في الدنيا وقيل يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يوم القيامة وأَمّا تَوَفِّي النائم فهو اسْتِيفاء وقْت عَقْله وتمييزه إِلى أَن نامَ وقال الزجاج في قوله قل يَتَوَفَّاكم مَلَكُ الموت قال هو من تَوْفِية العدد تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعين فلا ينقُص واحد منكم كما تقول قد اسْتَوْفَيْتُ من فلان وتَوَفَّيت منه ما لي عليه تأْويله أَن لم يَبْقَ عليه شيء وقوله عز وجل حتى إذا جاءتهم رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهم قال الزجاج فيه والله أَعلم وجهان يكون حتى إذا جاءتهم ملائكةُ الموت يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عند المُعايَنة فيعترفون عند موتهم أَنهم كانوا كافرين لأَنهم قالوا لهم أَين ما كنتم تدعُون من دون الله ؟ قالوا ضَلُّوا عنا أَي بطلوا وذهبوا ويجوز أَن يكون والله أَعلم حتى إذا جاءتهم ملائكة العذابِ يتوفونهم فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على ضربين أَحدهما يَتَوَفَّوْنَهم عذاباً وهذا كما تقول قد قَتَلْتُ فلاناً بالعذاب وإن لم يمت ودليل هذا القول قوله تعالى ويأْتِيه الموتُ من كلِّ مَكانٍ وما هو بمَيِّت.
    و في درة الغواص:
    هو الله سبحانه وتعالى ، وهو اسم الفاعل من غير الثلاثي ومنه قوله تعالى في التنزيل الحكيم { الله يتوفى الأنفس حين موتها } أي يستوفي عدد آجالهم في الدنيا .
    أما الميت الذي توفاه الله ، أي أماته فيقال له المتوفى ( بالألف المقصورة ) وهو اسم المفعول من غير الثلاثي .
    ومما يذكر في هذا السياق ما رواه أحد اللغويين ، فقال : مررت في طريقي فرأيت جنازة تشيع ، وسمعت رجلا يسأل : من المتوفي ( بالياء ) فقلت له : الله سبحانه وتعالى ، فضربت حتى كدت أموت .
    ومنه قول منظور :
    ( إن بني الأدرد ليسوا من أحد ** ولا توفاهم قريش في العدد )
    ونظيره قوله تعالى : { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } وهو من توفية العدد ، وليس من الوفاة ، أي يقبض أرواحكم أجمعين بأمر ربه ، فلا ينقص واحدا منكم ، كأن تقول : توفيت من فلان مالي واستوفيته ، أي لم يبق لي عليه شيء منه
    في مختار الصحاح للرازي:
    الوَفَاءُ ضد الغدر يقال وَفَى بعهده وَفَاءً و أَوْفَى بمعنى و وَفَى الشيء يَفِي بالكسر وُفِيَّا على فُعُول أي تمَّ وكثُر و الوَفِيُّ الوافي و أَوْفَى على الشيء أشرف و وَافَاهُ حقَّهُ و وَفَّاهُ تَوْفِيَةً بمعنى أي أعطاه وافِيا و اسْتَوْفَى حقَّه و تَوَفَّاهُ بمعنى وتَوَّفاه الله أي قبض روحه و الوَفَاةُ الموت و وَافَى فلان أتى و تَوَافَى القوم تَتَامُّوا
    في معجم مقاييس اللغة لابن فارس:
    (وفي) الواو والفاء والحرف المعتلّ: كلمةٌ تدلُّ على إكمالٍ وإتمام. منه الوَفاء: إتمام العَهْد وإكمال الشَّرط. ووَفَى: أوْفَى، فهو وفِيٌّ. ويقولون: أوْفَيْتُكَ الشَّيءَ، إذا قَضَيْتَه إيّاهُ وافياً. وتوفَّيْتُ الشَّيءَ واستَوْفَيْته؛ [إذا أخذتَه كُلّه] حتَّى لم تتركْ منه شيئاً. ومنه يقال للميِّت: تَوفَّاه الله.
    في المغرب في ترتيب المعرب.لمؤلفه : ناصر بن عبد السيد أبى المكارم ابن على، أبو الفتح، برهان الدين الخوارزمي المُطَرِّزِىّ (المتوفى : 610هـ)
    ( و ف ي ) : ( وفى ) الشيء تم وفيا ( وكيل واف وأوفاه ) أتمه إيفاء ومنه قوله ( أوفى العمل ووفاه حقه وأوفاه إياه ) أعطاه وافيا تاما ( واستوفاه وتوفاه ) أخذه كله ( ومنه ) حديث عاصم بن عدي ( وأتوفى ) تمرك بخيبر ( ووفى بالعهد ) وأوفى به وفاء وهو وفي ومنه وقولهم هذا الشيء لا يفي بذلك أي يقصر عنه ولا يوازيه والمكاتب مات عن وفاء أي عن مال يفي بما كان عليه والجذع من الضأن يفي بالسيد من المعز ومن قال يفي السيد وفسره بيكافي فقد ترك الفصيح وفي مختصر الكرخي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم { الجذع من الضأن يوفي به الثني من المعز } وهو مثل الأول ( ووافاه ) آتاه مفاعلة من الوفاء ومنه كفل بنفس رجل على أن يوافي به المسجد الأعظم وإنما خصه لأن القاضي كان يجلس في المسجد للحكم وفي المنتقى ( والله لأوافينك ) بهذا على اللقاء قلت هو صحيح لأن التركيب دال على التمام والكمال والإتيان إنما يتم باللقاء .
    في تاج العروس:
    توفَّاه بمعْنَى اسْتَوْفاه.
    قال ابو جعفر النحاس : وقوله عز و جل اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا
    في الآية قولان
    احدهما ان المعنى أني رافعك ألي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك
    وهذا جائز في الواو لانه قد عرف المعنى وانه لم يمت بعد
    والقول الاخر ان يكون معنى متوفيك قابضك من غير موت مثل توفيت مالي من فلان أي قبضته كما قال جل وعز الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها .
    4 _ حياة عيسى في أقوال الميرزا غلام أحمد القادياني :
    إن من قرأ مؤلفات الميرزا غلام أحمد القادياني سيقف على تناقضاته الشنيعة ومن تلك التناقضات قوله بحياة المسيح أولا ثم وفاته .
    يقول الميرزا غلام أحمد :
    [النبي عيسى (عليه السلام ) ترك الإنجيل بصورته غير الكاملة و رفع إلى السماء، و سيظل الإنجيل غير مكتمل إلى فترة طويلة بين أيدي الناس]
    ( براهين أحمدية الجزء 4 صفحة 431)
    و يقول الميرزا غلام في براهينه :
    [عندما يعود عيسى (عليه السلام) مرة أخرى إلى هذا العالم فإن الدين سينتشر في كل بقاع الأرض] (براهين أحمدية الجزء 4 صفحة 593.)
    [إلا أن طائفة من المسلمين – و كنت من بينهم – كانوا يعتقدون بكل شدة أن عيسى سوف ينزل من السماء لذلك ما أردت حمل وحي الله سبحانه و تعالى على الظاهر بل أولته و ظللت متمسكا بعقيدة جمهور المسلمين و نشرتها في "البراهين الأحمدية" و لكن بعد ذلك نزل علي وحي من الله بهذا الشأن كالمطر قائلا : إنك أنت المسيح الموعود نزوله "" انتهى كلامه نقلا حرفيا من كتابه :
    ( حقيقة الوحي 132 -133 )
    إذن فالميرزا غلام يقول برفع المسيح إلى السماء و يقول بنزوله و أنه تفنى الملل و النحل و الأديان الفاسدة في عهده و يعترف الميرزا في موضع آخر بعودته حين يقول : قد ورد في الحديث الصحيح أن المسيح الموعود يحج . [ أيام الصلح الصفحة 169 ]
    و يقول :
    والصحابة كلهم كانوا يؤمنون بوفاة المسيح . [ تحفة بغداد الصفحة العاشرة ]
    ويقول أيضا : بل الحق أن معظم الصحابة رضي اللهعنهم كانوا يؤمنون بموت المسيح واعتقدوا بموت الدجال المعهود أيضا فمن اين يثبتالإجماع على عكس ذلك ؟ و في القرآن الكريم ما يقارب ثلاثين شهادة تدل على موتالمسيح ابن مريم عليه السلام دلالة بينة .إذن فالقول بأن المسيح الذي صعد إلىالسماء بالجسد سينزل بالجسد نفسه قول لغو و كلام لا أصل له و ما أجمع عليه الصحابةقط . أما إذا كان الإجماع قد عقد على ذلك فعلافسموا لنا على الأقل ثلاثمئة أو أربعمئة من الصحابة الذينأدلوا بشهادتهم بهذا الشأنو إلا فإن تسمية بيان شخص أو شخصينإجماعا إنما هو خيانة كبرى .
    [ إزالة الأوهام الصفحة 275 ]
    السؤال الأول : هل العقيدة قابلة للتغيير ولماذا غير الميرزا عقيدته ؟
    السؤال الثاني : ذكر الميرزا أن المسيح الموعود يحج و يقصد ما ورد في الحديث الصحيح الذي ساقه الإمام مسلم رحمه الله بسنده قائلا : وحدثنا سعيد بن منصور وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن بن عيينة قال سعيد حدثنا سفيان بن عيينة حدثني الزهري عن حنظلة الأسلمي قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده ليهلن بن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهم . فهل صدق الميرزا في قوله : ورد في الحديث الصحيح أن المسيح الموعود يحج . [ أيام الصلح الصفحة 169 ]
    السؤال الثالث : ما هو شرح الميرزا لكلمة التوفي ؟
    السؤال الرابع : سأسرد لك عشرين صحابيا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم نزول المسيح مؤمنين بحياته و أنا أتحداك أن تذكر لي عشرة فقط ذكروا موت المسيح بأحاديث يروونها عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا أتحداك بأربعمئة أو ثلاثمئة لعلمي أن الميرزا نفسه يعجز عن ذلك !
    و كتبه أبو أنس علي الصارم الصقيل بجنوب المغرب شارعا في تحريره ليلة الثلاثاء و منتهيا منه بعد ضحى يوم الثلاثاء السادس و العشرين من محرم الحرام 1434 للهجرة
    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين .

    هذا جزء من مناظرتي لقادياني على الفايس بوك
    يقول المرزا غلام : أنا دودة الأرض يا حبيبي و لست من ولد آدم و أنا موضع الكراهية للبشر وعار على الإنسانية روحاني خزائن جلد 21 براهين أحمدية حصة پينغم الصفحة 127

  2. افتراضي

    أود تزويدي بمعلومات عن عيسى عليه السلام
    ولكم جزيل الشكر
    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن حياة عيسى عليه السلام مرت بمراحل أربع:
    المرحلة الأولى: الولادة، حيث ولد ـ عليه السلام ـ في بيت لحم في أرض فلسطين من أم بلا أب، لحكمةٍ عظيمة، وهي: بيان كمال قدرة الله ـ سبحانه ـ وأنها قدرة مطلقة، لا تحدها نواميس الحياة التي خلقها ـ سبحانه ـ فخلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية خلقه من ذكر وأنثى، فاكتملت القسمة. وعند ولادته أكرم الله أمه بكرامتين تثبيتاً لها:
    الأولى: أنه سبحانه أجرى جدولاً من الماء تحت قدميها.
    الثانية: منَّ عليها بفاكهة الرطب.
    ثم بعد ولادته اتهمها قومها بالزنا، رغم معجزة تكلم عيسى، وهي معجزة تستوجب الإذعان والقبول، مع ما عرفت به مريم وبيت آل عمران من الصلاح والخير، والبعد عن مواطن الشبهات. لكن اليهود ـ عليهم لعائن الله ـ لم يستجيبوا، بل بالغوا في الشناعة على مريم عليها السلام.
    المرحلة الثانية: مبعثه رسولاً، وقد آتى الله عيسى معجزات منها: إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله، فحسده اليهود ـ عليهم لعائن الله ـ وحاكوا ضده المكائد، فعاش عليه السلام داعياً إلى الله، صابراً محتسباً، وآمن به الحواريون.
    المرحلة الثالثة: رفعه إلى السماء ، ذلك أن اليهود اشتد كيدهم له، وهموا بصلبه وقتله، فنجاه الله منهم، وألقى شبهه على أحد الناس، ورفع نبيه إليه، كما قال تعالى: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) [آل عمران: 55] والتوفي هنا هو: النوم، فأخذت عيسى سنة من النوم، فرفعه الله إليه، ونجاه من كيد اليهود المعتدين.
    المرحلة الرابعة: مرحلة نزوله إلى الأرض، حيث إن عيسى لم يتوفه الله بمعنى الموت، فإنه ينزل عند قرب الساعة، وهو على دين محمد صلى الله عليه وسلم حكماً عدلاً مقسطا، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويؤمن به من أهل الكتاب أناس. والله أعلم.

    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...atwaId&Id=6073

    فعيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله إليه .. وسينزل قبل يوم القيامة ويتبع محمداً صلى الله عليه وسلم .. وسيكذب اليهود الذين زعموا قتل عيسى وصلبه .. والنصارى الذين غلوا فيه وقالوا هو الله .. أو ابن الله .. أو ثالث ثلاثة .قال النبي عليه الصلاة والسلام .. (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما ًمقسطاً فيكسر الصليب و يقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) . متفق عليه أخرجه مسلم برقم 155.

    https://islamqa.info/ar/10277

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من قتل شبيه عيسى عليه السلام؟
    بواسطة BStranger في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-26-2012, 07:25 PM
  2. نزول عيسى عليه السلام
    بواسطة أبو معاوية غالب في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2009, 01:18 AM
  3. حقيقة عيسى عليه السلام بالاسلام : {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون}
    بواسطة سمير السكندرى في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-22-2008, 07:01 PM
  4. أحاديث قتل المسيح عليه السلام في قتل الدجال تفسد كل ادعاءات القاديانيين
    بواسطة مساعد في المنتدى قسم الحوار عن القاديانية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-22-2007, 11:05 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء