وبدأ شنودة الثالث حكمه للكنيسة القبطية بكل الهمة والتفانى والاخلاص لكل تعاليم رهبان جماعة الامة القبطية المتواجدين باديرة الصحراء الغربية .. وتفنن بكل ما أوتى من دهاء ومكر للوصول باهداف الجماعة للغاية المنشودة .. لم تكن بدايته بتلك الصعوبة التى بدأ بها كيرلس السادس حكمه للكنيسة .. استلمها شنودة وهى تحت السيطرة الكاملة لنفوذ وتعاليم تلك الجماعة العنصرية المتطرفة والارهابية .. استلم كنيسته واكثر من 80% من العاملين بها ممن ينتمون قلبا وقالبا للامة القبطيه المنحرفة عقائديا .. لذا بدا واعوانه وقيادات رهبانه اعمالهم فى مناخ من الاستقرار والامان بوضع عدة محاور هامة تنطلق منها كنيسته.. محاور غاية من الخطورة لخروجها عن كل المبادىء والاديان والاعراف واى شرعية او قانون محلى كان او دولى .. محاور وخطط عمل لا تستخدم الا من قبل تشكيلات عصابية اجرامية .. ومؤامرات خططت لها الكنيسة بكل ذكاء وحذر من عدم الصاق الشبهات بها ولكن لم تستطع ان تخفى كل الادلة التى تدينها .. دائما وابدا يترك الفاعل خلفه بصمات وادله شاهدة على افعاله و تدينها .. ولان تلك المحاور تحتاج لسرد تفاصيلها ومراحلها فاننا لا نستطيع ان نتناولها جميعا فى وقت واحد ..لذا سأبدأ سرد خطط الكنيسة والمحاور التى انطلقت منها برامج العمل كل على حدة وطبعا لن يتسع المجال لتغطية كل تلك المحاور .. ومؤكد هناك معلومات لا استطيع وضعها على النت او نشرها لكن قدر الامكان ساضع المهم منها بحسب استطاعتى .. ونبدأ باهم محور وضعه شنودة لبناء اقتصاد قوى للكنيسة يستطيع من خلاله تمويل كل خطط ومؤامرات الكنيسة للنيل من اعدائها وكذلك انعاش احوال المسيحين الاقباط واجتذابهم واغرائهم للتواصل مع الكنيسة وتعاليم الجماعة المتطرفة التى تحكمها ولمساندتها وشد ازرها .. استلم شنودة الكنيسة واقتصادها وميزانيتها تكاد تسد رواتب العاملين بها بل وتوصف انها تحت خط الفقر .. فقد كانت الى 1968 كنيسة فقيرة جدا تعتمد فى ميزانيتها على بعض تبرعات الطبقة العلمانية المسيطرة على المجلس الملى وبعض تبرعات الاسر الغنية المحدودة . . حتى ان الكنيسة فى الستينات عهد كيرلس السادس استعانت بعبد الناصر لتقديم مساعدات مالية من خزينة الدولة لدفع رواتب العاملين بها ولم يكن اعدادهم يتجاوز عشر هذا العدد الموجود الان وربما اقل بكثير .. وحتى مبنى الكاتدرائية لم تكن الكنيسة تملك تكاليف بنائه فى نهايه الستينات والتى تكفل عبد الناصر بكل تكاليف انشائها والتى استمر العمل بها الى مطلع السبعينات .. لم تكن الكنيسة تملك حتى تكاليف الديكورات وهى التى ابدعت الان فى تشييد كنائس وكاتدرائيات واديرة عديدة بالمئات والتى يفوق تكاليف الواحدة منها اضعاف ما انفق على الكاتدرائية عام 1968 .. من اين للكنيسة بتلك الاموال التى تفوق بمجملها ميزانية دول .. لم تكن الاحوال المادية للاقباط وقت ان استلم شنودة الثالث حكم الكنيسة كما هى الان .. بل كان الاقباط شأنهم مثل شأن كل المصريين .. فهم شرائح من المجتمع المصرى تسرى عليهم الاحوال الاقتصادية للبلد .. هم مثل كل فئات المجتمع المصرى منهم الموظفين والعمال والاغنياء والفقراء .. بل ان كثير من الفقراء المسيحيين بصعيد مصر كانوا من الطبقة المعدومة اقتصاديا من شدة الفقر ... وكان منهم الكثيرون ممن يمتهن مهن بسيطة جدا كعمال بناء ( فواعلية ) وسعاه ( فراشين ) وعمال فلاحة ( اجريين ) وغيرها من الاعمال البسيطة جدا والشريفة فى نفس الوقت .. ومن تلك الطبقة المعدومة من هم اباء لرجال اعمال اقباط معروفين الان وذائعى الصيت من اصحاب شركات ومعاملات مالية وتجارية تقدر بعشرات ومئات بل والوف الملايين من الدولارات .. بل ان من هؤلاء المعدومين انفسهم من اصبح فى عهد شنودة من كبار اصحاب شركات المقاولات والصرافة واسماء لامعة فى عالم المال والاقتصاد المصرى .. وبعضهم لم يحصل على الابتدائية بل ويجهل حتى فك الخط ... وكان كثير من الاسر المسلمة والمسيحية الغنية فى الستينات يتقاسمون الانفاق عليهم وخصص البعض لهم من اموال الزكاه ... كانت الاديرة والطرق المؤدية لها والكنائس قليلة وبحالة بسيطة جدا غير تلك الحالة التى عليها الان ولا تلك الامكانيات .. بكل المقاييس اصبحت القفزة الاقتصادية القبطية المدوية عالميا بروادها ونجومها والتى حققتها الكنيسة القبطية عهد شنودة الثالث تستحق ان تدخل بها الموسوعة العالمية للارقام الفلكية .. بل تلك القفزة الاقتصادية التى رفعت من معدل الدخل المعيشى للاسر القبطية ليصبح بالملايين ومئات الاضعاف ماكانت عليه قبل عهد شنودة ... و التصاعد الاقتصادى الرهيب فى ميزانية الكنيسة ورعاياها تستحق ان يدرس فى اكبر كليات الاقتصاد فى العالم .. والذى صعد بدخل ومدخرات واملاك الاسرة القبطية الواحدة ليعادل دخول ومدخرات اكثر من 20 اسرة امريكية او سويسرية او كلاهما مجتمعين بل ويزيد دون اى مبالغة .. هذا الارتفاع الاقتصادى القوى المفاجىء المدوى والمتواصل فى الارتفاع لمنحنى الرسم البيانى للاحوال الاقتصادية للكنيسة القبطية يستحق ان يمنح كل كهنتها الدكتوراة الفخرية من اكبر جامعات الاقتصاد بالعالم بل ويستحقوا ان يعينوا اساتذة لعلم الاقتصاد بها .. نستعرض بعض اسباب تلك القفزة الاقتصادية للكنيسة القبطية بعهد شنودة الثالث ودوافعها ومصادر وجهات الانفاق ..
Bookmarks