وما من احتمال ثالث يلائمه. ألا يشعر من يصنف نفسه لا أدريا من ضيق، لما يظهر لأول وهلة أنه يعاني فكرا مبعثرا
وضياعا في الرؤية، من غير تحديد واضح لفكرة معقولة يقع تحت تأثيرها؟ .. ولا من منطلق منهج فكري محدد يمكنه من البحث واستخلاص النتائج وإطلاق الأحكام الصائبة .. دعني أساعدك .. ألم يأمرك الله تعالى بدقة النظر في كتابه المنظور بعقلك؟ ثم ألم يرسل إليك بكتابه المسطور ؟
ألا تجد وثيقة إثبات في نفسك أولا، هي عقلك المتجاوز للمادة ؟ من أعطاه لك ؟ هل يمكنك تقديم تفسير عن ماهيته وغايته ؟ ألا يبدو لك أنه في الأساس وضع لتحصيل المعرفة، وتحصيل العلم واليقين ؟ ألا تعلم أنه من تفاهة المزح أن تحكم على نفسك بالدراية باللاأدرية، ثم هل تجد أنه من غرائب الصدف حقا أنك تحمل بين ثناياك دليل إثبات تحجبه وتحاول إخفاءه؟
أليست هذه جريمة كبرى؟ أن تمنح عقلك للاشيئ .
ألا تنظر في هذه القرائن من حولك وتحاول تجميع خيوطها لتخرج لك بمفوم موحد يمكنك من الحكم الصحيح
ألا يجد أنك مدين بنفسه للإله الذي خلقك وسواك في أحسن صورة، وأنعم عليك بنعمة العقل، الذي لا تستعمله، ألم تكن حاضرا في هذا العالم المليئ بالقرائن و البراهين التي تشهد على أنه ما من خالق إلا ارب العلمين ؟
هل هذا العالم يشهد تدخلا من غير خالقه في تسيير شأنه، وهل تشهد فيه تبديلا أو تغييرا لخلقه ؟
تصور أنك أيه الملحد أو اللا أدري في محكمة العدل الإلهية، وأنها أسئلة تطرح عليك ، فما سيكون جوابك؟
ورفعت الجلسة .
Bookmarks