سلسلة : تفجير العلم السائد لنجاسة الإلحاد الحاقد ( 1 ) ،
الصدفة والعبثية مُحال واضح ، ما يحتاج تبيان .... فلنري ذلك في جسد الإنسان ... فهيا إلي الإيمان ( 1 ) :

لماذا وُجدت الأنف ؟ هل للتنفس فقط ، أم للشم فقط ، أم لحُسن الشكل فقط ، أم ... إلخ ؟
وأي شئ في هذا العضو الذي يُمكّنه من فعل تلك الخوارق المُعجزة ، وهو فقط لحم وعظام وغضاريف ؟

بطانة التجويف الأنفي :
لننظر إلي هذا التجويف الذي يتقزز كل منا من النظر فيه ، ويغفل كل منا عما فيه من آيات مُبهرات ،
1. المدخل : هو الجزء الأمامي منه ، مُبطن بجلد فيه شعر ، وللعلم فإن كل الفتحات الخارجية ( مثل الطرف الخارجي من الحواجب - الطرف الظاهر من الشفتين - الانف - الشرج - .. إلخ ) لها بطانة من الخلايا من نوع خاص سميك ، والجلد المُغطي لكل الجسد يزيد عليها في طبقة الكيراتين التي تجعله أكثر سمكا وأقوي ؛ لمنع دخول جُل الميكروبات ، وأما الشعر فله وظيفة قادمة .
2. المنطقة الشمّية : هي الجزء العلوي منه ، مُبطنة بالخلايا الشمية العصبية ، وطبعا هذه المنطقة لتدرك ما حولك من الروائح والتي تجعلك ميالا لهذا دون ذاك من الأطعمة وغيرها ، وتُنبهك للخطر لو هناك غاز مُسرب ، و .... إلخ .
3. المنطقة التنفسية : هي بقية التجويف الأنفي ، مُبطنة بنفس بطانة الجهاز التنفسي .. ووظيفتها قادمة .

فلنتخيل أننا دخلنا غرفة ، ووجدناها مدهونة بألوان مُختلفة ، ووجدنا فيها تكيف ، ووجدنا فيها جهاز إنذار للحريق ، ومكثنا بها قليلا ، فوجدنا كل ذلك يتجدد ويتغير ويُزال القديم ويُصلح ما قد خَرب ، ويُوضع الجديد ، فهل كل هذا يُمكن أن يكون صُدفة ؟

لماذا وُجدت الأنف ؟
لماذا ؟! هل هي قطعة زائدة ؟ أم هي فقط للجمال ؟ أم ربما هي لكي نُصاب بالبرد فقط ؟ أم لكي نُدرك ما حولنا فقط ؟ أم لها دور في التنفس الذي بدونه لا تستمر الحياة ؟
وهل خلقُها علي ما هي عليه ظاهرا وباطنا أولي ، أم أن تكون متغيرة المكان ، والشكل ، والمحتويات ، والوظائف أولي ؟

وُجدت الأنف لـ 8 وظائف - حسب ما أعلم - ، ومن أجل هذه الوظائف الثمانية اُمدت بكل ما تحتاج إليه من أدوات وعُمال ،

مُهمة الأنف المُستحيلة :

1. هي ممر جُعل ليتيسر دخول الهواء إلي الرئة ، ومعلوم ماذا يحدث إذا فُقد الهواء ، فواعجبا كيف يسرت لنا الصدفة مدخل للهواء غير الأنف - الفم - نستخدمه عند الطوارئ ..... فتخيل لو كانت الأنف فقط هي الممر الوحيد للهواء ، لكان كل أحد جاء له برد في أنفه مات ، وتصبح الإنفلونزا وباء البشرية القاتل ! ولكانت البشرية إنقرضت مُنذ أمد بعيد ، وواعجبا من وجود الهواء المُناسب للتنفس ، وواعجبا من تيسره في كل مكان ، وواعجبا من دخوله وخروجه حتي أثناء النوم ، وواعجبا ! ، تخيل لو أن الصدفة جعلت الهواء أحمر اللون ، لكانت الحياة مُستحيلة أو كئيبة لو كان أسودا ، ولكان كل إنسان كأنه مُدخن مُستمر ! تخيل لو أنه أنه يحتاج مجهودا قويا حتي يتم شفطه إلي الداخل ، لكان لا نوم ، ولكانت هذه هي وظيفة الإنسان في الحياة ! تخيل لو أن الأنف كانت لها غطاء كالعين يُغلق عند النوم ! تخيل لو كانت شعر الأنف مثل شعر اللحية ! تخيل لو .... إلخ .

2. تكييف الهواء : الهواء لابد أن يصل إلي أسفل الجهاز التنفسي وهو في درجة حرارة مناسبة ورطوبة مناسبة ، فلإجل هذا جُعلت الأنف غنية بالأوعية الدموية التي تمُد الهواء عند دخوله الأنف بدرجة الحرارة ( المناسبة بين الحرارة والبرودة ) – نظرا لما يجري فيها من دماء جارية كالأنهار ، كما أُمدت الأنف بخلايا تُفرز مُخاط خفيفا يُعطي للهواء الداخل رطوبة ( مناسبة ) ، ولكن هناك مُشكلة كُبري ، ألا وهي هل الوقت اللذي يمر فيه الهواء من بداية الأنف إلي قُرب نهايته كاف لحدوث كل ذلك ؟؟
لذا وُجد في داخل الأنف بروزا مُعينة ، كما وُجدت ما يُسمي بالجيوب الأنفية التي هي عبارة عن تجويفات مليئة بالهواء بالجمجمة لهذه المُهمة أيضا ، وهم أربعة علي كل جانب ..... فتخيل لو لم يُوجد هذ التكييف العبقري ، لكان الهواء الداخل إلي الأنف في الصيف ساخن حار ، وفي الشتاء بارد قارس والإثنان يُتلفان البطانة التنفسية ! وتخيل لو كان المدخل الأنفي أوسع قليلا ، او كانت سرعة الهواء عالية ، لكانت كمية الهواء الداخلة إليك - ولا تملك له إغلاقا - كالرياح ! ، وتخيل لو كانت الأنف تشعر بالبرودة من الداخل ، لكان للإنسان في الشتاء وجبة أنفية - مائية ساخنة ! ، وتساؤل هل لهذا التكيف من صيانة وتجديد في مكوناته ؟

3. تنقية الهواء : عن طريق تزويد الأنف بأجهزة دفاع علي أعلي مستوي ... حتي لا يهرب منها إلي الداخل إلّا النادر ، وهي :
- الشعر في بداية الأنف ؛ فهو كالمكنسة اليدوية تلتقط القازوات من الهواء القادم ، ولكنها مكنسة مستمرة طوال عُمر الإنسان ، وشعرها من أدق الشعر صناعة وحياكة في مكانه !
- المُخاط المفروز به أجسام مُضادة للميكروب الذي لم يعبر أو عبر حاجز الشعر .
- العطس : هو سلوك ( لا إرادي ) المقصود الأكبر منه طرد الجزيئات التي تخطت الحاجزيين بالأعلي وحاولت الوصول للعُمق .
- عملية تنظيف خاصة بالمخاط : للجزيئات الأصغر ، حيث تلتصق هذه الجُزيات ببطانة الأنف التي عليها مخاط خفيف ثم تتحرك إلي الخلف عن طريق الحركة الهدبية للغشاء المخاطي إلي أن تُطرد في العطس أو تنزل إلي الجهاز الهضمي حيث المواد الكاوية ..... فتخيل لو أن أي هواء يدخل إليك دون ان يُنقي ، لكانت أمراض الدنيا التي تنتقل عن طريق الهواء فيك ، إلّا إذا تقنعت مُنقي أنفي دائما ، ولكانت المحافظة عليه وظيفة إلي الممات ! ، وتخيل لو أن الأجهزة الدفاعية تلك وجهتها الصدفة إلي التعاون مع الميكروبات و مُهاجمتك أنت !

4. الشم : هو إدراك روائح ما حولك ، وليحدث هذا يجب أن تذوب المواد التي لها رائحة في المُخاط الرقيق المُغطي بطانة الأنف ثم تنتقل عبر الخلايا الشمية والتي تُغطي 1 سم مُربع فقط في كل أنف !! ثم تُحول إلي نبضات كهربية إلي العصب الأول ( العصب الشمي ) ثم إلي البُوصلة الشمية ، ثم إلي الدماغ حيث يتم إدراك الروائح ! ، فواعجبا كيف يتم إدراك الروائح والتفريق الشديد بينها وتدرك ذلك في الكائنات ! ، فتخيل لو لم تشم ؟! أترك الإجابة لكم !

5. رنين الأصوات ( الغُنة وغيرها ) : خاصة ( م ، ن = m , n ) ، فحاول أن تُجرب نُطقهما من الفم فقط ، ثم خبّرني هل الصدفة هي من علمت حاجتك لذلك فأوجدتها لك ، أم أنك وُجدت وهي معك !

6. تصريف الدموع : الدموع التي تأتي متتابعة من الغُدد الدمعية تُصرّف عن طريق القناة الدمعية الأنفية إلي الأنف حيث الهواء ، فالدموع تسيل من الغدد الدمعية بمقدار حتي تعمل غسيل مُستمر وترطيب للقرنية ، ثم تُنحّى إلي جانب العين الداخلي بغلق الرموش وفتحها كمثل المسّاحات الأمامية للسيارة ، ومنها إلي الأنف عن طريق القناة المذكورة ! ، فتخيل لو إنعدمت الدموع ، لما أحصيت كثرة لمشاكل العين ! ، تخيل لو أن القناة مُغلقة ، لكانت الدموع مُتجمعة في العين ، ثم تسيل لا إراديا علي الخد ، فتكون مُلقب بـ البكّاء الدائم ! ، تخيل لو كانت الدموع تنزل من العين إلي خارج الأنف مُباشرة دون تحكم !

7. الشكل الجمالي ، ومهما كان شكلها لا يعجب الإنسان ، فلو خُيّر بين وجودها أو أن نقطعها له من الجذر ، إيش يقول ؟!.

والأن ... لنتأمل ،

(( يقولون أن الصدفة هى المُوجدة لهذا العضو الصغير ، ولكن لماذا لم تخلقه علي غير هيئته داخليا وظاهريا ، ولماذا لم يكن لـ ( تخيل ) موضع في أساس خلقة الأنف إلأ النادر ؟!
إن العقل يقتضى بأن وجود الأنف بالصدفة كان يحتمل أن يتخذ أكثر من صورة وحالة غير ما هي عليه الآن ، فهناك إحتمالات كثيرة لا حصر لها : لونا ، شكلا ، باطنا ، ظاهرا ، وظيفة ...إلخ ،
ومن المُستحيل عقلا أن تُرجح إحدى الإحتمالات علي غيرها دون مُرجّح ، أو أن نقول أن موافقة الحكمة في خلقها مع اللانهائية للإحتمالات هو صدفة !! ، فوجب أن يكون لخلقها علي صفتها بحيث تُلائم الوظيفة وتُصيب الهدف إنّما هو تخصيص أحد الإحتمالات في كل شئ منها ، أي لابد من مُخصص قد خصصها بإحتمال موافق للحكمة والإبداع والإتقان من جملة الإحتمالات الكثيرة ، أي أن أحدا إختار أن تكون كذا وكذا ، ووظيفتها كذا وكذا ، وشكلها كذا وكذا ، و .... إلخ ، بما يُتوافق مع الحكمة ، الحكمة لا تصدر إلّا عن حكيم ))

رسالة إلي المُلحد : أم خُلقوا من غير شئ = العدم = نفي ما يخطر بالبال من ذا أو صفات ، فلا قوة ولا قدرة ولا حياة ولا علم ولا حكمة ، أم هم الخالقون = توقف وُجودك انت علي وجودك نفسك ؟! ذاك مُستحيل عقلا ... يا صاحب العقل العبقري ( دون حرف ع )

رسالة إلي اللاديني : ( أفحسبتم أننا خلقناكم عبثا ) ،

رسالة إلي المُؤمن : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها ) ، ( إن الله بكم لرؤف رحيم ) ، ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .

مُلاحظة : أعتذر إلي الرب الخالق العظيم من كل ( مبني للمجهول ) قلته ، وأرجوا أن يُقرأ المقال مُستبدلا إيّاه بـ : أوجد الرب تبارك وتعالي ، خلق الرب تبارك وتعالي ، ... إلخ ؛ فإن من أشد الجحود أن تُنكر لصاحب الخير فضله ، وأن تُنسب صناعة الصانع إلي غيره .

تجميع : الطبيب الذليل لله ، بمشاركة الطبيب المُتأمل .