بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و خاتم النبيين و رحمة الله للعالمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعد :
فقد قال عز من قائل (( و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) و في الإعادة الإفادة . فإن لم أكن قد أتيت بجديد فأسأل الله الأجر في إعادة التحذير .
أولاً : من أبو الفرج الأصفهاني ؟
هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الأصبهاني . قال عنه لإمام الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال "وكان وسخا زريا . وكانوا يتقون هجاءه ." و أيضاً "رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به ."
و قال هلال بن المحسن الصهابي "كان أبو الفرج الأصفهاني وسخاً قذراً و لم يغسل له ثوباً منذ فصله إلى أن قطعه"
و قال الخطيب البغدادي "حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طباطبا العلوي، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول : كان أبو الفرج الأصفهاني أكذب الناس . كان يشتري شيئاً كثيراً من الصحف ثم تكون روايتهُ منها"
قال عنه الإمام ابن الجوزي "مثلهُ لا يوثق بروايتهِ . يصرح في كتبهِ بما يوجب عليهِ الفسق ، ويهون شرب الخمر . وربما حكى ذلك عن نفسه . و من تأمل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر"
هذه أقوال أهل العلم في أبي الفرج الأصفهاني . و هم يشهدون عليه بسوء قوله و خلقه .
ثانياً : مؤلفاته
دعونا من التعمق في ما كتب و لننظر للعناوين !
( الأغاني ) - ( مجرد الأغاني ) - ( الحانات ) - ( الخمارون و الخمارات ) .
إن كانت العناوين وحدها تنفر النفس فما بالكم بما في الكتب ؟
ثالثاً : كتاب الأغاني
كان كتاب الأغاني من الكتب ذات النطاق شديد الضيق . و انصرف العلماء عنه لتهافت أقواله و نكارتها . و لم ير هذا الكتاب أضواء الشهرة إلا على يد المستشرقين الذين يجعلون من البغل أسداً و من البصل عسلاً فيتخذونه مصدراً للتاريخ ! و لم أكن لأعلم بوجوده لولا أن ذكره جناب القمص الكذاب زكريا بطرس و وصف صاحبه بأنه مشهور يقصد خيراً به ! إن هذا الكتاب يحمل في طياته ما يندى له الجبين و تشمئز منه الطبائع السليمة . و من ذلك الافتراء على الصالحين و التابعين و الصحابة و حتى أهل البيت ! و أؤكد لكم أني لم أندم يوماً في حياتي لشرائي كتاباً كما ندمت على شراء "طرائف الأصفهاني في كتاب الأغاني" . فمن الكلام البذيء الفاحش ، مروراً بالأفعال المشينة التي تنصرف عنها البهائم و انتهاءاً بما أخجل من ذكره .
إن أذناب العلمانية و المستشرقين و من على شاكلتهم يكثرون الاستشهاد بهذا الكتاب في عدائهم للإسلام . و لذا توجب التحذير منه . فإن العامة إن سمعوا السند في الكلام ( حدثني فلان عن فلان ) ظنوا للشيء قيمة لعدم إلمامهم بعلوم الحديث و الجرح و التعديل . فلا يمكنهم لهذا التفريق في المصداقية بين ابن عمر الواقدي و بين عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .
و كخلاصة : كتاب الأغاني لا يستشهد به لمشكلة في كل سند فيه ، ألا و هي صاحب الكتاب نفسه ! فإن علم ذلك سقطت أقوال بني علمان و شرقان ( المستشرقون ) .
و الحمد لله رب العالمين .
Bookmarks