المنطق والعقل والاستدلال على وجود الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخوتي الكرام,
الحقيقة أنني مؤخرا بدأت ألحظ شيئا جديدا (بالنسبة لي على الأقل) فيما يتعلق بموضوع الاستدلال على حقيقة وجود الله تعالى من خلال القواعد المنطقية الأولية وعلى رأسها:
- القوانين الثلاثة الأساسية في المنطق: قانون الهوية, وقانون عدم التناقض, وقانون الثالث المرفوع.
- مبدأ عدم الاكتمال لكيرت غودل.
كلنا نتذكر حوارات الأخ الفاضل الأستاذ عبد الواحد (والذي اشتقنا جميعا إلى مواضيعه وحواراته القيمة في المنتدى, و نرجوا الله تعالى أن يكون بخير) مع الزملاء نيوتن (هنا وهنا), ومع الزميل إبراهيم (نيرون) في الموضوعين الذين تجدونهما في قسم الحوارات الثنائية.
كانت الفكرة الأساسية التي قدمها الأستاذ عبد الواحد في حواره مع الزميل نيوتن تحديدا تتلخص (أو هكذا فهمتها على الأقل, وأرجوا التصحيح إن كنت مخطئا) في أن إنكار وجود لله سيقود حتما بالضرورة إلى إنكار القوانين البديهية المنطقية الأساسية, وبالتالي إلى إنكار العقل.
لكن (وهذا ما استجد علي مؤخرا) ثمة من يقول بأن قوانين المنطق ليست مسلمات بديهية, وإنما هي من اختراع أهل الإغريق, ثم طورها المسلمون بعد ذلك, ثم انتقلت إلى أوروبا.. إلخ. أي أنها (حسب رأيهم) من وضع البشر أنفسهم وليست قوانين أزلية بديهية.
وعليه (حسب وجهة نظرهم على الأقل) لا يستدل على وجود الله تعالى من خلال المنطق. ذلك بأن ما نسميه القوانين الأولية للمنطق إنما هي من وضع البشر, ويذكرون مثالا على ذلك يتمثل في الفلسفة الهيجيلية, وأن هيجيل نفسه كان ضد مبدأ عدم التناقض, على سبيل المثال. وبعضهم أيضا يستشهد بـ "قطة شرودنغر" على عدم صحة مبدأ عدم التناقض.
وهذا ما أثار الفضول في نفسي ودفعني لأتساءل, إذا كان كلام هؤلاء صحيحا, وأن القواعد المنطقية ليست أولية ولا بديهية, إنما هي من اختراع البشر, فهل صدقا لا ينبغي الاستدلال على وجود الله من خلال المنطق العقلي؟ أم أن الأمر ليس بهذه الصورة؟
أرجوا المساعدة, وجزاكم الله خيرا, وعذرا على الإطالة.
يقول الملحد الضال المضل من أصل يهودي الهالك كارل ساجان أنه "من الأفضل تقبل الكون على حقيقته بدل الإيمان بالخرافات والخيالات."
والحقيقة أنه لا توجد في الكون خرافة أكبر وأعظم إضحاكا وسخفا من التصديق بإمكانية ظهور مثقال حبة خردل فما فوقها أو تحتها صدفة من غير شيء!
فسبحان ربِّك رب العزة عما يصفون, وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
Bookmarks