النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: فائدة عن الغزالي في معنى الإختلاف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي فائدة عن الغزالي في معنى الإختلاف

    سئل الغزالي عن معنى قوله تعالى "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً "

    فأجاب بما صورته : الإختلاف لفظ مشترك بين معان وليس المراد نفي اختلاف الناس فيه بل نفي الإختلاف عن ذات القرآن يقال هذا كلام مختلف أي لا يشبه أوله آخره في الفصاحة إذ هو مختلف أي بعضه يدعو إلى الدين وبعضه يدعو إلى الدنيا أو هو مختلف النظم فبعضه على وزن الشعر وبعضه منزحف ,وبعضه على أسلوب مخصوص في الجزالة وبعضه على أسلوب يخالفه وكلام الله تعالى منزه عن هذه الإختلافات !, فإنه على منهاج واحد في النظم مناسب أوله آخره وعلى مرتبة واحدة في غاية الفصاحة فليس يشتمل على الغث والسمين ! ومسوقٌ لمعنىً واحد , وهو دعوة الخلق إلى الله تعالى وصرفهم عن الدنيا إلى الدين .

    وكلام الآدميين يتطرق إليه هذه الإختلافات إذ كلام الشعراء والمترسلين إذا قيس عليه وجد فيه اختلاف في منهاج النظم ثم اختلاف في درجات الفصاحة بل في أصل الفصاحة حتى يشتمل على الغث والسمين فلا تتساوى رسالتان ولا قصيدتان ! بل تشتمل قصيدة على أبيات فصيحة وأبيات سخيفة ! وكذلك تشتمل القصائد والأشعار على أغراض مختلفة لأن الشعراء والفصحاء " في كل واد يهيمون " فتارة يمدحون الدنيا وتارة يذمونها!,وتارة يمدحون الجبن فيسمونه حزماً وتارة يذمونه ويسمونه ضعفاً ! , وتارة يمدحون الشجاعة ويسمونها صراحة وتارة يذمونها ويسمونها تهوراً ! ولا ينفك كلام آدمي عن هذه الإختلافات لأن منشأ هذه الإختلافات اختلاف الأغراض واختلاف الأحوال والإنسان تختلف أحواله فتساعده الفصاحة عند انبساط الطبع وفرحه ويتعذر عليه عند الإنقباض !

    ولذلك تختلف أغراضه فيميل إلى الشيء مرة ويميل عنه أخرى فيوجب اختلاف الأحوال والأغراض اختلافاً في كلامه بالضرورة فلا تصادف اللسان يتكلم في ثلاث وعشرين سنة وهي مدة نزول القرآن فيتكلم على غرض واحد وعلى منهج واحد ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بشرا تختلف أحواله فلو كان هذا كلامه أو كلام غيره من البشر لوجد فيه اختلاف كثير فأما اختلاف الناس فهو تباين في آراء الناس لا في نفس القرآن وكيف يكون هذا المراد وقد قال تعالى " يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً " فقد ذكر في القرآن أنه في نفسه غير مختلف ,وهو مع هذا سبب لاختلاف الخلق في الضلال والهدى فلو لم يختلف فيه لكانت أمثال هذه الآيات خلفاً وهي أشد أنواع الإختلاف والله أعلم .


    البرهان في علوم القرآن 2-48- بواسطة اصول التفسير خالد العك197
    التعديل الأخير تم 02-19-2013 الساعة 06:10 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا يعني تطبيق الشريعة ... دعوة للإتفاق وليس الإختلاف
    بواسطة الربوبي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 04-24-2012, 10:43 PM
  2. فائدة اليوم _ معنى الرفث _ والقضاء أم الست من شوال
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2010, 03:46 PM
  3. منشأ الإختلاف بين الفقهاء
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 12:02 AM
  4. الإنصاف في بيان أسباب الإختلاف كتاب الكتروني رائع
    بواسطة Adel Mohamed في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-07-2008, 04:08 PM
  5. النهى عن الإختلاف
    بواسطة سيف الكلمة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-25-2006, 11:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء