الإيقان والإيمان باليوم الآخر
************************************************** ***************
كل نفس ذائقة الموت . فلقد سوى الله بين البرية فى ورود حوض المنية وجعل سبحانه وتعالى لكل منا أجل سماه الله
لا يستقدم عنه العباد ولا يستأخرون . وسوف تهب كل الأموات من السبات فى يوم البعث والقيامة .
سوف يبعثهم الله فى يوم الدين سيبعث كل الأولين والآخِرين .
فمنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وحتى تفنى بمن فيها فإن كل من أحياه الله بها ليأتى بعد الممات إلى هذا الميقات .
فهذا هو يوم الميعاد . هذا هو آخر يوم من الأيام ( اليوم الآخر ) .
يقول سبحانه وتعالى :( قُلْ إِن الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَات يَوْمٍ مَّعْلُومٍ )
الأولون : هم كل الأمم والشعوب والأقوام التى خلقها الله منذ أبينا آدم عليه السلام وحتى مبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قبل الرسالة ) .
والآخِرون : هم كل الأمم والشعوب والأقوام التى خلقها الله منذ مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدين الإسلام وحتى قيام يوم الساعة ( بعد الرسالة ) .
...
اليوم الآخر هو يوم الوعد والوعيد . سيجازى كل إنسان فيه عما فعل واحتقب وسيحاسب عن كل ما كسب واكتسب .
وإن كان الناس نسوا أعمالهم فالله لم ينساها وإن لم يحصوا أفعالهم فالله قد أحصاها .
يقول تبارك وتعالى : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ .. إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
كل صغيرة أو كبيرة فى هذه الحياة نسخها الله وسوف نجدها فى كتابنا الذى نلقاه منشورا .
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )
هذا هو اليوم الذى ينظر المرء فيه ما قدمت يداه ويتذكر الإنسان ماسعى ويعض الظالم على يديه ويقول الكافر
يا ليتنى كنت ترابا . يومٌ تكون فيه البشرى وتكون فيه الحسرة والندامة .
...
زعم الكفار والمشركون ومن حادوا عن صراط الله المستقيم أنهم لن يبعثوا فقالوا : إن هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين .
قالوا إن هى إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين . قالوا كيف نحيا بعد موتنا ونبعث بعد أن نصبح تراباً وعظاماً بالية .
..
كان هناك رجلاً حاملاً زاده وطعامه راكباً حماره .. مرّ على قرية فوجدها مُوحشة مُقفرةقد بَادَ أهلها
وفَنِىَ سكانها وليس فيها حَسِيسٌ ولا أنيس تهدمت دورها وبيوتها وأصبحت خاوية على عروشها.
وقف أمامها متعجباً لها مستبعداً أن تحيا هذه القرية بعد موتها .
أماته الله مائة عام ثم بعثه وأحياه . هبَّ الرجل من سُباته وانتفض من رقاده فرأى القرية وقد أصبحت
غامرة وبالناس والبنيان عامرة . سأله سبحانه وتعالى عن المدة التى لبثها فى نومه وموته أجاب بأقصى
ظنه فقال بأنه لبث يوما أو بعض يوم . أخبره الله تعالى أنه لبث مائة عام لا يشعر بها ولا يحس بوقتها أو عصرها أو زمنها .
أمره عز وجل أن ينظر إلى زاده وطعامه فوجدهما على حالهما ليس بهما عطب أو فساد ولم يعتر أى منهما
تبديل أو تغيير . وأمره الله أن ينظر إلى حماره ولم يبق منه إلا عظامه وأراه الله كيف ينشز تلك العظام ويجمعها ويعيدها
لسيرتها الأولى فأحيا الله حماره وعاد إلى حياته كما كان قبل موته .
أخذ الرجل زاده وطعامه وركب حماره وعاد إلى أهله وأولاده وقد صاروا شيوخاً تجاوزوا من الأعوام المائة والعشرين
وهو ما زال شاباً لم يتجاوز الأربعين . فعلِم علم اليقين بمقدار وطول المدة التى لبثها والتى مرت عليه
فى نومه ورقاده وتيقن بالمشاهدة والمعاينة عدد سنواته التى قضاها فى سُباته .
رأى بعين اليقين قدرة العزيز الرحيم وتبين له كيف يحيى الله العظام وهى رميم .
( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ
وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
..
ناجى سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه طالباً أن يُرِيَه كيف يحيى الموتى لكى يطمئن قلبه ويُوقن
بقدرته وعظمته . أمره الله أن يأتِ بأربعة من الطير مدركاً لهم عالماً بهم وأن يقوم بذبحهم
وأن يخلط أجزاء بعضهم ويلقهم فى أى مكان فوق الجبال .
فعل نبى الله وخليله ما أمره به العزيز الرحمان . أمره سبحانه وتعالى أن يدْع كل طائر منهم . فأتته الطيور
حية كما كانت قبل ذبحها وأسرعت إليه مرفرفة ساعية كما كانت قبل موتها .
اطمأن نبى الله بقلبه بأن الله عزيز حكيم وشاهد بفعله مشاهدة الرؤية والعيان كيف يحيى الله العظام
وهى رميم . يقول رب العالمين :
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً
ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
..
الأرض الميْتة التى أجدبت تربتها أو يبس نباتها واصفر شجرها وبارت زراعتها . فإنه بنزول المطر عليها
نراها تترعرع بعد يبوستها وتينع بعد قفرها وتنبت بعد جدبها . إن من أحياها بعد موتها لقادر على أن يحيينا بعد موتنا .
يقول جل شأنه : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
..
اختلف قوم بنى إسرائيل فى أمر نفس قُتلت ولم يُعرف لها قاتلاً . فاختصموا فيها إلى سيدنا موسى نبى الله عليه السلام
يطلبون منه معرفة القاتل . أمرهم نبى الله أن يذبحوا بقرة فامتعضوا وعاندوا ثم أتواْ يسألونه عن وصفها
فقال إنها بقرة ليست هرِمة ولا صغيرة بل عوان بين ذلك . بغواْ وعتواْ عما أمروا ثم عادوا يسألونه عن لونها
أجابهم أنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين . ثابوا إلى رشدهم وقدّموا مشيئة الله وقالوا يا نبى الله
إن البقر تشابه علينا فاهدنا إليها وإنا إن شاء الله لمهتدون . قال إنها بقرة ليس بها عيب يشينها
وليست معدة للسقيا أو مذللة للحرث . وجدوها وعثروا عليها وجاءوا بها إلى نبى الله وذبحوها .
أمرهم سيدنا موسى أن يضربوا القتيل بأى جزء منها . فأحياه الله وبعثه بعد قتله وموته وأخبر عن قاتله .
يقول جل ذكره : ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
ولينظروا إلى الأرض والسماوات وما فيها وعليها أليس القادر على خلقهم قادر على أن يحيى العباد بعد موتهم .
..
ولْيسألوا أنفسهم مَن الذى خلقهم والقادر على خلقهم قادرٌ على بعثهم .
يقول تبارك وتعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ
عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
...
اليوم الآخر هو يوم الحساب والمآب إما إلى جنة الخلد والنعيم وإما إلى نار جهنم وسكنى الجحيم .
سوف تتشقق الأرض عن كل الخلق والعباد فيخرجون من قبورهم وأجداثهم كأنهم جراد منتشر .
ستأتهم الساعة بغتة وهم لايشعرون . قد تأتنا ونحن نائمون أو تأتنا ونحن لاهون لاعبون .
( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ .. أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ )
( لاختلاف المواقيت بين البلاد والأقطار على وجه هذه الأرض ) .
سيفزع الناس ويصعقون . سيخرجون من الأرض يتناسلون مهطعين مادّين أعناقهم ناظرين مشدوهين
لن يرتد إليهم طرف عيونهم من هول هذا اليوم العظيم .
إنه يوم لاخفايا فيه ولا أسرار . ستشهد ألسنتنا وأيدينا وأرجلنا ويفتضح أمام الخلائق ما أخفيناه ويبلى أمامهم
ويظهر كل ما أسررناه . ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) . ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) .
سيفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وزوجته وبنيه وفصيلته التى تؤويه ويتمنى أن يلقِى بهم جميعاً فى النار
لينجو بنفسه من عذاب العزيز الجبار .
سيؤمن الكفار بوحدانية الله ويشهدون بأن لا إله إلا الله ولكن أنّى لهم فلن ينفعهم فى هذا اليوم إيمانهم
فلقد أتى أمر الله وطويت الصحف وجفت الأقلام
والمؤمنون إن لم يكن إيمانهم مجدياً ( فى القول والعمل ) فهو ليس منجياً من عذاب الله
فما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ومن اقترف السيئات ليس كمن آمن وعمل الصالحات . يقول عز وجل :
( أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى .. فقالوا يا رسول الله :
ومن يأبى قال : من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى )
..
ستنتهى فى هذا اليوم كل النواميس التى وضعها الله للحياة :
سيجمع الشمس والقمر فلا ضياء ولا أنوار ولا ليل ولا نهار ولا مسار للأفلاك فى المدار . ستمحى كل
الكواكب وتنتثر وتنفطر السماء وتطمس النجوم وتنكدر .
رعب وفزع وهلع . ظلمة وظلام . دك للأرض وزلزلة وخروج لما فيها من أحمال وأثقال .
رجف ورجرجة وبث وتسيير للجبال . تسجير وتفجير للبحور وبعثرة للأجداث والقبور .
يوم عبوس قمطرير . يوم شره مستطير . يوم عسير على المشركين غير يسير .
لا ناصر ولا نصير لا ضراعة ولا شفاعة لا حجة ولا برهان . سوف تبدل الأرض غير الأرض والسماوات .
ستشرق الأرض بنور الله ويأتى الإبصار . ستجثو الأمم أمام الواحد القهار . ستوضع الموازين بالعدل دون جور أو ظلم .
سيسألنا الله ويسأل الأنبياء والمرسلين .
..
لا بشرى يومئذ للمجرمين :
الذين اتخذوا آلهة مع الله فكفروا وأشركوا وكذبوا أنبياءهم ورسلهم ( قبل الرسالة ) .
والذين بلغهم دين الإسلام وبلغهم القرآن وذكر نبى الله عليه الصلاة والسلام فجحدوا وأنكروا
وكذبوا واختاروا الباطل وآثروا الكفر على الإيمان ( بعد الرسالة ) .
هؤلاء لا بشرى لهم فلقد أعماهم الشيطان ولم يعوا أن اللعين أفصح لنا عن عداوته وأقسم بالله وعزته
ليغويننا أجمعين إلا عباد الله المخلصين وأنه أضمر حقده الدفين منذ أن أمره الله بالسجود لأبينا آدم عليه السلام
فأبى وزها بخلْقه من النار على خلْقنا من الطين فطرده الله من رحمته وصب عليه لعنته وجعله من المرجومين الآثمين
وبعد أن كان جاناً صار شيطاناً فأصبح هو ونسله شياطين وأن الله قد جعل لهم نصيباً من عباده وعبيده ليغوينهم
ويزينن لهم الكفر والشرك ومعصية الله ولكى يضلنهم ويجرنهم إلى نار جهنم وبئس المصير .
( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن
سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم )
..
سيصطرخون ويتحاجون ويتخاصمون ويختصمون ويقولون ما أضلنا إلا المجرمون .
سيقفون على النار ناكسوا رؤوسهم ويقولون ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين .
سيقولون لو سمعنا أو عقلنا وفقهنا ما كنا من أصحاب النار والسعير . سيقولون يا ويلنا ولن ينفعهم حسرة ولا ندم .
عذابهم أليم وحالهم ذميم وموردهم وخيم . سيشربون الحميم ويصطلون النار والجحيم ويلبثون فى جهنم أحقاباً خالدين .
سيأتهم الموت من كل مكان وماهم بميتين . صبروا أم لم يصبروا فلن يخرجوا سيظلون فيها ماكثين . نار موقدة عليهم مؤصدة

( اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ .. إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
كلما نضجت جلودهم تبدل غيرها ليذوقوا عذاب النار والحريق . إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى
الوجوه . أكلهم من زقوم يملأون منها البطون . شربهم من حميم يشربون منه كشرب الهيم . تتقطع
أمعاؤهم ويتجرعون الصديد . ولهم من الله المزيد من الأنكال والجحيم .
مآلهم وحشرهم فى النار : صماً لا يسمعون . بكماً لا ينطقون . عمياً لا يبصرون .
( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً)
..
البشرى يومئذ للمؤمنين :
الذين آمنوا وصدقوا بأنبيائهم ورسلهم ( قبل الرسالة ) . والذين اتبعوا دين الإسلام ( بعد الرسالة ) .
البشرى لمن لم يطع هواه وأتمر بما أوجب ونهى عنه الله .
هؤلاء لا خوف عليهم ولاهم يحزنون كفلهم الله برحمته واستثناهم بمشيئته من هول هذا اليوم العظيم
سيقيهم الله شر ذلك اليوم العسير ويحفظهم من هوله المستطير وينجيهم من خزى هذا اليوم العبوس القمطرير .
لا رعب لهم ولا فزع ولا ظلمة لهم ولا ظلام . نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم تتلقاهم ملائكة الرحمن بالسلام
وتبشرهم بالجنة وعقبى الدار ونجاتهم من عذاب النار .
لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار لانصب فيها ولا تعب لاغل فيها ولا حقد ولا حسد . لهم ما تشتهيه أنفسهم
وتلذ أعينهم ومايطلبون ويشاءون . ثيابهم من حرير وسندس وإستبرق . شرابهم من معين يأكلون مما يتخيرون .
سررهم مرفوعة وزوجاتهم من الحور العين أبكارا مطهرة كأمثال اللؤلؤ المكنون . فى مقام أمين سعداء فرحين
وجوههم بيضاء ناضرة إلى ربها ناظرة . غرفاتهم عالية وعيونهم جارية وعيشتهم راضية وحدائقهم مذللة دانية
وظلهم ممدود وسدرهم مخضود وطلحهم منضود . رحيقهم
مختوم وخلودهم فى نعيم مقيم . ولهم المزيد من الحسنى عند الله ( لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
************************************************** ***
سعيد شويل