صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 34

الموضوع: هل القرأن معجز بلاغيا ؟

  1. #1

    افتراضي هل القرأن معجز بلاغيا ؟

    مرحبا بكم جميعا ومرحبا بجميع اعضاء هذا المنتدى العريق
    أولا :- اقدم نفسى لكم .. انا انسان دائما يبحث عن الحق ولست من الاشخاص المعاندين ! فأنا كنت مسلم سابقا ( سنى )
    فلا اريد اتهامات عامه الناس ! انى مسيحى او شيعى او يهودى ..0

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ما أريد ان اقوله اخوتى الكرام فى الأنسانيه !
    هو ان نتقبل النقد وبصدر رحب لنصل الى حل

    فكما ترون

    اسم الساحه هو : الحوار عن الأسلام ..

    فمن يتحاورن

    يقولون الرأى ويتقبلون الرأى الاخر فليس عدلا من خير امه اخرجت للناس ان تتذمت فى رأيها وتحذف او تطفئ اراء الاخرين !

    فأنا دائما اقول لجميع المؤمنين :- لا تحدثنى عن اخلاق دينك ! بل ارنى اخلاق دينك فى تعاملك معى
    ولى عتاب كبير جدا للأخوه المشرفين :-

    سبق من قبل انى سجلت فى هذا المنتدى من فتره ليست ببعيده ّ ووضعت موضوع نقدى عن الأسلام ليس به مايخالف الاخلاق او الشرع ! بل مجرد اسئله فقط !
    فوجئت

    بل صدمت انه تم حظرى وحذف موضوعى وكتب السبب ! انه يحتوى على كثير من الأسئله
    وأسف جدا جدا على الاطاله

    واتمنى ان تقومونى وتصححو لى ما اقول ! عسى ان يتم هدايتى على يدكم واكون اسدا من اسود هذا الدين العظيم والعريق
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

    فها هو الطرح :-
    إسلاميًا نجد رأيين في هذا الأمر ، الرأي الأول أنه ليس بمعجز و أن العرب أتوا بما هو أبلغ و أكثر تعقيدًا من القرآن ، و يفسرون التحدي الوارد في سورة الإسراء آية 88 بأن المعجز فيه هو صرفهم عن تأليف مثله برغم سهولته ، و سمي هذا (الصرفة) ، و قد تبنى هذا الرأي المعتزلة و على رأسهم النظام و تلميذه النجيب الجاحظ ، و قد كان الجاحظ لسان حال المعتزلة لفترة طويلة ، و يقال أن له من الكتب 360 كتاب لم يصلنا منها غير القليل ، الرأي الثاني و هو أن القرآن معجز بلاغيًا و أنه سقف البلاغة العربية و لم و لن يصل إليه شاعرٌ أو ناثر ، و تبنى هذا الرأي أهل السنة و الجماعة و هم يقدمون النقل على العقل عمومًا بخلاف المعتزلة ، و لم يكن تبنيهم لهذا الرأي قائم على حجج علمية حتى ظهر عبد القاهر الجرجاني أحد أعظم و أهم علماء اللغة في التاريخ العربي بأسره ، و صاحب نظرية النظم الوحيدة في اللغة العربية ، و صاحب العبارة المحورية القائلة (اللفظ خدم المعاني) ، و برغم رأينا الشخصي في أنه فصّل كتابه العظيم (دلائل الإعجاز) تفصيلاً ليلائم رأيه في إعجاز القرآن إلا أن هذا لا ينتقص من قدر نظريته و أهميتها في تحليل النصوص العربية ، و ما أرمي إليه هنا هو تحليل الرأيين و الوقوف على إجابة السؤال الرئيسي ، هل القرآن معجز بلاغيًا ؟ و لابد قبلها أن نفهم ما هي البلاغة


    البلاغة مشتقة من كلمة بلغ ، أي وصل ، و هي تعني إيصال المعنى كاملاً ، و تنقسم إلى ثلاثة علوم هي : أولاً علم البيان ، و هو يهتم بالصور الخيالية و العاطفة ، و سمي بعلم البيان لأنه يساعد على تبيين المعنى المراد باستخدام التشبيه و المجاز و الاستعارة ، ثانيًا علم المعاني ، و هو يهتم بالمعاني و الأفكار ، و يوفق ما بين التركيب اللغوي المختار و المعنى المراد إيصاله للقارئ أو المستمع ، و هو الذي يدرس الإيجاز و الإطناب و الوصل و الفصل ، ثالثًا علم البديع ، و يختص بالصياغة ، و حسن التنسيق و اختيار اللفظ

    و قبل الجرجاني كان المشتغلون بالأدب كابن قتيبة يقولون في ثنائية اللفظ \ المعنى ، بل كانوا يقدمون اللفظ و حسن الصياغة على المعنى ، و رأى الجرجاني أن في هذا قتل للفكر ، و انحاز لمن يقدمون المعنى على اللفظ ، و رأى أن البلاغة ليست في تخير الألفاظ و الموسيقى و المجاز ، و إنما هي حسن النظم و التأليف ، و ما قصده بالنظم هو ربط الألفاظ في سياق يكون وليد الفكر بحيث ينشأ عن ذلك معنى مقصود بذاته دون سواه ، ولهذا كانت المعاني لا الألفاظ هي المقصودة في إحداث النظم والتأليف ، فلا نظم في الكلم ولا تأليف حتى يعلق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وبهذا يكون اللفظ تابعاً للمعنى، بحسب ما يقصد فيه ويراد له ، أي أن رأي الجرجاني أن بلاغتك في اتفاق القول مع ما ترمي إليه بالضبط ، و أن استبدال أي كلمة في هذه الحالة يخل بالنظم أي يخل بالبلاغة

    و مشكلة الجرجاني أنه أهمل تغير دلالات الألفاظ و تولد معاني جديدة ، مما يسقط رأيه في الإعجاز ، فلو كانت البلاغة هي توافق اللفظ مع المعنى ، و كانت الألفاظ تتطور و المعاني و الصور و التشبيهات تولد و تموت ، فكيف نحكم على نص بأنه بليغ بشكل مطلق ؟ فما بالك بأن نحكم عليه بأنه معجز في بلاغته ! كما يعاب على أصحاب الإعجاز البلاغي حسب مفهوم الجرجاني إهمالهم لمبهم النص القرآني ، فبعض معاني القرآن مبهمة و غير مفهومة و حولها خلاف ، كالحروف المقطعة في فواتح السور ، و بعض الغامض من الألفاظ كلفظة (أبا) التي أحجم عمر بن الخطاب عن تفسيرها لأنه لا يعلم معناها ، أو (العاديات ضبحا) التي اختلف في المقصود بها ، فكيف نحكم بحسب نظرية النظم على بلاغة نصوص لا نعرف معناها بشكل مؤكد ؟ و بالنسبة لي أرى أن رأي المعتزلة أكثر منطقية ، فعندما خبروا حكمة الفرس و علوم اليونان ، و درسوا الشعر و النثر في ضوء المستجدات المعرفية ، أعلنوا بكل أمانة و شجاعة أنهم يجدون ما هو أبلغ من القرآن ، لذا لجأوا لفكرة الصرفة ، و لكن و بسبب عادة أهل السنة في محاربة ما يخالفهم من الأفكار لم تصلنا معظم كتب المعتزلة ، فلم نقرأ عن فكرتهم إلا من أعدائهم .

    هناك نقطة أخرى هامة ، و هي أن البلاغة تحمل في طياتها وجدان الشعب الذي تتحدث بلغته ، فكثير من النصوص تفقد بلاغتها حالما تترجم ، و منها القرآن نفسه ، فلا يبقى أثر للبلاغة ، و للتأكد من هذا جرب أن تحول سورة من القرآن للهجتك العامية ، ستجد أمامك نصًا متهافتًا لا يحمل أدبًا و لا علمًا قياسًا ببلاغة أهل لهجتك و المعاني التي أتى بها الفلاسفة و الحكماء على مر العصور .

    و من رأيي أن التحدي الوارد في القرآن لا معنى له ، فمن أتى بمثل ما أتى به امرؤ القيس ؟ لا أحد ، فالحالة الإبداعية حالة متفردة تمامًا ، و مثله هذه مقولة مبهمة تمامًا ، و نحن هنا نقيم تحدي جديد بأن يأتي أحد بقصيدة مثل الحمى للمتنبي ، أو اليتيمة لدوقلة ، أو الطلاسم لجبران ، مستحيل ، إن الإتيان بمثل عمل إبداعي يعني تكرار الشفرة الوراثية و الظروف المحيطة بالمبدع و هو المستحيل بعينه .

    أما مقولة الوليد بن المغيرة و التي لا يمل الإسلاميون من تكرارها فدليل على الإفلاس ، فعندما لا يجدون ما يقولونه يسألونك باستنكار (أأنت أعلم بالبلاغة من أهلها الذين قالوا ... ) و يردد على مسامعك مقولة الوليد و التي لا يدخل عقل وليد أنه قالها ، فلو كان الوليد قال هذا فلم لم يسلم ؟ و هل هناك استكبار في مسألة مصيرية مثل الدين ؟ و من الذي نقل لنا هذه المقولة ؟ أليس علماء المسلمين الذين ذكروها ؟ و هل كل من استمع لهذه المقولة مكابر معاند متآمر على الحق ؟ لم لم يسلم أحدهم نتيجة مقولته ؟ إنكم تشهدون على أعداءكم و تسخرون من شهادة أعداءكم عليكم يا سادة

    و نأتي لبعض الأمثلة على ركاكة القرآن حسب عدة مقاييس :
    1 .
    أول ما جاء من القرآن الخمس آيات الأولى من سورة العلق ، و نلاحظ أنها بدأت بداية جميلة (إقرأ باسم ربك الذي خلق) ، فيها رحابة و رشاقة ، ثم اتجه لتحديدٍ لا أعرف له مبررًا سوى اللهاث وراء الموسيقى الخارجية حين قال (خلق الإنسان . من علق) فنجده يضحي بالرحابة التي قدمتها كلمة خلق الغير معرفة ، بعد ذلك يكرر نفس السيناريو مع علم الإنسان ما لم يعلم ، و من يعلمنا ما نعلم ؟ لا أعلم ؟
    2 .
    معظم السور التي تسمى بالمفصل تشبه سجع الكهان ، و لو أتى بمثلها الآن شاعر مبتدئ لعوقب بالحبس ، مثل الناس و الفلق و لا أدري أي بلاغة في المعوذتين ؟ فهل يدري أحدكم فيخبرني ؟ كذلك الهمزة و الفيل و قريش و ...... إلخ
    3 .
    (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) أي بلاغة تظنونها هنا ؟ و معظم الأحكام جاءت بدون اهتمام أو تركيز على الصياغة الجيدة.

    ثم أنه هناك عدة شروط لابد أن تتوفر في النص القرآني ليكون معجز ألخصها بما يلي :
    1 .
    أن يعجز البشر جميعًا عن الإتيان بمثله ، و لكن كيف نحدد مثله هذه ، المؤمنون بإعجازه لا يرضيهم أي نوع من المقارنة ، فهم يصادرون على الإمكانية مسبقًا قبل حتى قراءتها ، و لأن البلاغة تخضع في كثير من الأحيان للذوق الشخصي فالأمر يصبح شبه مستحيل ، و هم يحجمون عن تعريف مثله هذه بوضوح و معايير مفهومة ، و لكنني سأضع بين يديكم نص لقس بن ساعدة الإيادي ، أي أنه سابق على القرآن ، و لكم أن تحاكموه كما أردتم ، فأنا أراه ينطبق عليه وصف مثله فيقول :

    اسمعوا وعوا**إن من عاش مات** ومن مات فات** وكل ما هو آت آت** ليل داج** ونهار ساج** وسماء ذات أبراج** إن في الأرض لعبرا** وإن في السماء لخبرا** أقسم قس قسما حتما** لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعد سخطا** بل إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم** بل هو المعبود الواحد** ليس بمولود ولا والد** أعاد وأبدى** وإليه المآب غدا

    طبعًا يمكننا الحديث لساعات عن تكرار كلمة آت و بلاغته و عن دقة اختيار الألفاظ و إعجازها ، فما بالك بالذين يحدثوننا عن هذا منذ ألف سنة !!

    2 .
    النص المعجز الذي لا يمكن أن يحدث لبس و يختلط بكلام غيره ، فهو لا يشبه غيره لا من قريب و لا من بعيد ، و كيف هذا وهو معجز ، فلو اختلط بغيره لكان غيره معجز أيضًا ، فالمتلقي البليغ الذي لا يميز بينه و بين غيره هو دليل على عدم إعجازه ، و لكن ما رأيكم بهذين الحديثين

    لا تكتبوا عني غير القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه
    و دخل زيد بن ثابت على الخليفة معاوية، فسأله عن حديث فأمر إنساناً يكتبه، فقال له زيد: إنّ رسول اللّه أمرنا أن لا نكتب شيئاً من حديثه فمحاه
    الأول في مسند أحمد و صححه مسلم ، و الثاني في سنن أبي داوود و ذكره أحمد في مسنده أيضًا
    هذان الحديثان لا ينكرهما أهل السنة و لكنهما يبررون المنع بحجة عدم اختلاط القرآن بالحديث ، أما الآن و قد استقر القرآن في القلوب فلا حاجة للمنع ، كيف يختلط الحديث بالقرآن إذا كان القرآن معجز و الحديث غير معجز ؟ كيف يحدث لبس إلا إذا توافر شرط مثله المزعوم؟

    3 .
    النص المعجز يجب أن يكون معجز دائمًا ، أي أن يعبر عن الجمل بذات البلاغة ، فليخبرني الزملاء المسلمون بأمانة هل يجدون يوسف مثل النساء في الجمال و البلاغة و الجزالة ؟

    4 .
    النص المعجز لا يخضع للتطور الذي يحدث لأي مبدع موهوب من ضعف و اهتمام باستعراض الصنعة على حساب المعنى مرورًا بالنضج الفني و انتهاءً بضعف يميزه عن الأول خبرة كبيرة ، و لو رتبنا القرآن كيفما نزل سنلاحظ التطور في طول الجملة و استعمال الموسيقى الداخلية و الخارجية و وحدة النص ... إلخ

    5 .
    النص المعجز لا تضطره القافية للفظ لا يفيد المعنى كما بينا في حالة سورة العلق ، و هناك مثال آخر و هو مثلاً قوله سيصلى نارًا ذات لهب ما فائدة كلمة لهب هنا ، و هل هناك نار ليست ذات لهب ؟ ثم لماذا حافظ في السورة على الباء أربع مرات و كسرها في الخامسة بكلمة مسد ؟
    هل هناك من سبب بلاغي أم أنه خلل ؟
    اخيرا :-
    هل القرآن معجز بلاغيًا ؟؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمدُ لله ربّ العالمين , والصلاةُ والسلامُ على المبعوث رحمةً للعالمين , وعلى آله وصحبه , وإخوانه , أما بعدُ :.
    الزميل العربي أصلح الله أحواله , مرحباً بك .
    بدايةً يعي القارئ حقيقة ما انطوت عليه نفسك ما ان تمعن النظر بين ثنايا أحرفك ! ليخرج بنتيجة محققة , أنك وللأسف ما قادك الى ما اقدت إليه سوى منعطف شديد مر بك !
    وقد يكون بسبب إهمالاً لشخصك , أو سوء تعاملٍ من أحدهم اتجاهك , فحملت على قرآنك , وإلا لا يسع الناقد الحصيف إلا أن يُثني عنقود مقالك للتتجرع منه وتتذوقه , وتتأمله بسؤالك هل ترى من فطور ؟ . والذي استقر في نفسي من خلال ما مر بي أن للنفس دورٌ في قراءة الامور ! فتجد من أُبتليَ ببلاءٍ مزمن , حاقداً ناقماً على سائر الخليقة ! , وتجد الاعزب شاخصاً لاهثا نحو الثرى ! , وتجد من ابتلي بجنون العظمة وحب الظهور مبتلاً شغوفاً بكل غامضٍ ناشز ! فهو ساعٍ ماضٍ في اشباع ما سولت له ولو بالبولِ في بئرِ زمزم ! ويظهر هذا التناقد ابتداءاً من انتقاءك لما وسمت به نفسك من وسام النازية , بوشم اسم هتلر ! وإلباسه لبوس العربي الشهم ! وأنى له بأبي جهلٍ الجاهليّ! ولو انشغلت بتناقضات هتلر لكان خيراً لك مما لا تطاله يدك ! ..

    وباشارة خاطفة على منثور أحرفك , يجد الناقد محاولة يائسة للقول بـ" الصرفة " بدلج من الكلام ! أو لجعلها قولاً حتى ..! , مع العلم بأن أصول المعتزلة تخالف ما عليه أهل السنة والجماعة , أليس كذلك -يا سني سابق-؟ فبتوجهك لمثل هذا المنتدى كان لزاماً عليك أن تراعي هذا الاصل ! إذ ان القول بالصرفة قد صرف النظر فيه فضلاً عن إلزام التحدي بشيء قد رفعت إحدى أدواته الرئيسية في المواجهة , وهذا نوعٌ من الظلم من ناحية ! ومن أخرى أنه لو جاز ذلك لكان تحدياً في القدرة ! ولو كان كذلك لأمروا بخلق بعير ,أو احتواءهم سحابة وحلبها ! , ثم إن صرفهم عن الاتيان بمثله وفيهم من فيهم من الشعراء والبُلغاء لكانت في حد ذاتها دليل كافٍ على صدق النبي صلى الله عليه وسلم , واثبات واجب للوجود ,متصفٍ بصفات الكمال , وجب التسليم له في علمه , وقدرته , وخبرته , وسمعه وبصره وكلامه ! إذ أنه لو لم يحط بهم خبراً لما تحداهم بما يتقِنونه !
    فكان ذلك تحقيقٌ لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ" [هود: 13]

    يقول الجرجاني "أيجوزُ أنْ يكونَ تعالى قد أمرَ نبيه صلى الله عليه وسلم بأنْ يتحدَّى العربَ إلى أن يُعارضوا القرآنَ بمثلِهِ، من غيرِ أن يكونوا قد عَرَفوا الوصفَ الذي إذا أتَوا بكلامٍ على ذلك الوصفِ، كانوا قد أَتَوا بمثلِه؟ ولا بُدَّ من "لا"، لأنَّهم إنْ قالوا: "يجوزُ"، أبطلوا التحدِّي، من حيث إنَّ التحدي -كما لا يخفى- مطالبةٌ بأن يأتوا بكلامٍ على وصفٍ، ولا تصحُّ المطالبةُ بالإِتيان به على وصفٍ من غيرِ أن يكونَ ذلك الوصفُ معلوماً للمطالَبِ ويبطلُ بذلك دعوى الإِعجاز أيضاً؛ وذلك لأنه لا يتصور أن يقالَ: إنه كانَ عَجْزٌ، حتى يثبتَ معجوزٌ عنه معلوم؛ فلا يقومُ في عَقْل عاقلٍ أن يقول لخصمٍ له: "قد أعجزَك أن تفعل مثل فعلي"، وهو لا يشير له إلى وصفٍ يَعلَمُه في فعله، ويراهُ قد وقعَ عليه؛ أفلا تَرى أنَه لو قالَ رَجلٌ لآخرَ: "إني قد أحدثتُ في خاتَمٍ عملتهُ صنعة أنتَ لا تستطيعُ مثلَها"، لم تَتَّجه له عليه حجةٌ، ولم يثبُتْ به أنه قد أتى بما يعجزُه، إلا من بعدِ أن يرِيَهُ الخاتمَ، ويشيرَ له إلى ما زعمَ أنه أبدعَه فيه منَ الصَّنعة، لأنه لا يصحُّ وصفُ الإِنسانِ بأنه قد عَجزَ عن شيءٍ، حتى يريدَ ذلك الشيءَ ويقصدَ إليه، ثم لا يتأتَّى له !! وليس يتصوَّرُ أن يقصِدَ إلى شيءٍ لا يعلَمُه ! وأن تكونَ منه إرادةٌ لأمرٍ لم يعلمْه في جملةٍ ولا تفصيلٍ !! "

    ويقول أيضاً " لو لم يكنْ عجْزُهم عن مُعَارضةِ القرآن وعن أنْ يأتوا بمثلِه، لأنه مُعْجِزٌ في نفسه؛ لكنْ لأن أُدخِلَ عليهمُ العَجزُ عنه، وصُرفَتْ هِمَمهُمُ وخَواطرُهم عن تأليفِ كلامٍ مثْلهِ، وكان حالُهم على الجملةِ حالَ مَن أُعْدِمَ العلمَ بشيءٍ قد كان يَعلَمُه، وحيل بينَه وبينَ أمرٍ قد كانَ يَتَّسِعُ له، لكانَ ينبغي أنْ لا يتعاظَمَهُمْ، ولا يكون منهم ما يدل على إكبارهم امره،
    وتعجُّبهم منه، وعلى أَنه قد بَهَرَهُم، وعظُمَ كل العظم عندهم؛ بل كان ينبغي أن يكون الإكبار منهم والتعجب للذي دخل من العجز عليهم، ورأوه مِن تَغيُّرِ حالِهم، ومِنْ أَن حِيلَ بينَهم وبينَ شيءٍ قد كانَ عليهِمْ سَهْلاً، وأنْ سُدَّ دونَه بابٌ كانَ لهُم مفتوحا، أرأيتَ لو أنَّ نبياً قال لقومِهِ: "إنَّ آيتي أنْ أَضعَ يدي على رأسي هذه الساعةَ، وتُمْنَعون كلُّكُم من أَن تستطيعوا وَضْعَ أَيديكُمْ على رؤسكم"، وكان الأمرُ كما قال، مِمَّ يكونُ تعجُّبُ القومِ، أَمِنْ وضعِه يدَه على رأسهِ، أمْ من غجزهم أن يضعوا أيديهم على رؤسهم؟"

    فالأمرُ منتهٍ إذاً ! ولا حاجة للَجلجةٍ حوله ! ولا يستقيم أن يقابل بما لا يُقابل به من مقابلتك بـ
    و نحن هنا نقيم تحدي جديد بأن يأتي أحد بقصيدة مثل الحمى للمتنبي ، أو اليتيمة لدوقلة ، أو الطلاسم لجبران ، مستحيل ، إن الإتيان بمثل عمل إبداعي يعني تكرار الشفرة الوراثية و الظروف المحيطة بالمبدع و هو المستحيل بعينه .
    وهذا بحدِ ذاته دليلٌ على " التصميم الذكي " من موجدٍ ذي خبرةٍ , وعلمٍ , وقوة , تحققت فيه صفات الكمال , التي أيد بها رسله , وجعلها علامة تدل عليه وحدانيةً , وربوبيةً , بلا منازعةً , فشكراً لك لهذه .!

    أما عن مقابلتك بمثل هذه التحديات , فيؤسفني أن أفاجئك بأنها ليست بشيء , إذ أنها لا تحمل في طيّاتها قيماً , ولا محتوىً , ولا علماً , كالاتيان بأخبار من سلف , وعلوم الغيب , والعلوم التي تتجلى في عصرنا الحاضر , والحديث عن نشأة الخلق , والقطع بهلاك ابي لهبٍ وهو ما يزال حيٌ يرزق , وقد كان بالامكان التنكيل بالدعوة باشهاره اسلامه لسويعاتٍ ! الحاصل أن التحدي كان بالاتيان بمثل القرآن , وقد تحدثت عن بعض جوانبه , إلا أنك أهملت الجانب الغيبي لما يحتوي على أخبار الامم السالفة والهالكة !
    كالحديث عن الحضارة الفرعونية , وبني إسرائيل , وعاد وثمود .. مع ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزرها ! وهذا ما لا تحتويه اشعار من ذكرتَ في سرد عبادات , وشرح الضيق الذي يعتري المعترض , والانشراح الذي ينعم به الموحد ! فالقرآن شريعة وأحكام , ومنهجُ حياة ! لا يقتصر على ما اقتصرت به , لذلك يُحكَى عن الكندي أنه قيل له "أيها الحكيم! اعمل لنا مثل هذا القرآن" فقال: نعم! أعملُ لكم مثلَ بعضِه"، فاحتجب أياماً كثيرة، ثم خَرَجَ فقال: "واللهِ لا يَقْدِرُ أحد على ذلك، إنني فتحت المصحفَ فخرجت سورةُ المائدة؛ فإذا هو قد نَطَقَ بالوفاء، ونهى عن النكث، وحَلَّل تحليلاً عاماً، ثم استثنى استثناءً بعد استثناء، ثم أَخْبَرَ عن قُدْرَتِه وحكمته في سطرين" . "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ" (المائدة: 1)" الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (4/ 184، 185).

    وهذا ما حدا ببعض كفرة الغرب من الاقرار بأنه وحيٌ من عند الله ومنه قول المستشرق فون هامر في مقدَمة ترجمته للقرآن، فقد قال: "القرآن ليس دستورَ الإسلام فحسب، وإنما هو ذِروة البيانِ العربي، وأسلوبُ القرآن المدهش يشهد على أن القرآنَ هو وحيٌ من الله، وأن محمداً قد نشر سلطانَه بإعجاز الخطاب، فالكلمةُ لم يكن من الممكن أن تكونَ ثمرةَ قريحة بشرية" ويقول فيليب حتي في كتابه "الإسلام منهج حياة": "إن الأسلوب القرآني مختلف عن غيره، إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر، ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى".
    وأما جورج حنا فيقول في كتابه "قصة الإنسان": "إذا كان المسلمون يعتبرون أن صوابية القرآن هي نتيجة محتومة لكون القرآن منزلاً ولا يحتمل التخطئة، فالمسيحيون يعترفون أيضاً بهذه الصوابية، بقطع النظر عن كونه منزلاً أو موضوعاً، ويرجعون إليه للاستشهاد بلغته الصحيحة كلما استعصى عليهم أمر من أمور اللغة".
    ويقول الفيلسوف الفرنسي هنري سيرويا في كتابه "فلسفة الفكر الإسلامي" : "القرآن من الله بأسلوب سام ورفيع لا يدانيه أسلوب البشر".
    وأما المستشرق بلاشير فلم يألُ جهداً في الطعن في القرآن ومعاداته في كتابه "القرآن الكريم"، لكن الحقيقة غلبته، فقال: "إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ؛ تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف".
    وبهرت جزالة القرآن وروعة أساليبه المستشرق الأديب غوته، فسجل في ديوانه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي" هذه الشهادة للقرآن: "القرآن ليس كلام البشر، فإذا أنكرنا كونه من الله، فمعناه أننا اعتبرنا محمداً هو الإله ". وينظر في البقية هنا http://www.saaid.net/Doat/mongiz/15-13.htm

    أما عن قولك
    و مشكلة الجرجاني أنه أهمل تغير دلالات الألفاظ و تولد معاني جديدة ، مما يسقط رأيه في الإعجاز ، فلو كانت البلاغة هي توافق اللفظ مع المعنى ، و كانت الألفاظ تتطور و المعاني و الصور و التشبيهات تولد و تموت ، فكيف نحكم على نص بأنه بليغ بشكل مطلق ؟
    لا يمنع توافق اللفظ مع المعنى , ان تتعد دلالات ألفاظه ! فقد تقتصر عند العرب على ما عرفوه وألفوه , ومن المتقرر أن في البلاغة أن اللفظة قد تحمل في طياتها معانٍ متعددة متجانسة ومتشاكلة بتعاقبٍ ترادفي ! فما يمنع ومثال " هو الله الذي لا اله الا هو الخالق البارئ المصور .." فخلقة فبرئ فصور ! ولك أن تجزئ منها وتقيم وتضع بحسب الوصف والحالة !

    و للتأكد من هذا جرب أن تحول سورة من القرآن للهجتك العامية ، ستجد أمامك نصًا متهافتًا لا يحمل أدبًا و لا علمًا قياسًا ببلاغة أهل لهجتك و المعاني التي أتى بها الفلاسفة و الحكماء على مر العصور .
    وهذه مغالطة مبنية , على قصور في فهم الاعجاز القرآن ببلاغته وحكمته وتشريعه وغيبه ! فأصل لامر خاطئ فتفتق عنه ما ذكرت , إذ اني لو قُدّر أني قرأت بالعامية فلن أعدم خيراً من فائدة تربوية أو منهجيه أو حكمية .. الخ

    ومغالطة أخرى مبينة على أساس المنهجية في النقد ففي قولك
    أول ما جاء من القرآن الخمس آيات الأولى من سورة العلق ، و نلاحظ أنها بدأت بداية جميلة (إقرأ باسم ربك الذي خلق) ، فيها رحابة و رشاقة ، ثم اتجه لتحديدٍ لا أعرف له مبررًا سوى اللهاث وراء الموسيقى الخارجية حين قال (خلق الإنسان . من علق) فنجده يضحي بالرحابة التي قدمتها كلمة خلق الغير معرفة ، بعد ذلك يكرر نفس السيناريو مع علم الإنسان ما لم يعلم ، و من يعلمنا ما نعلم ؟ لا أعلم ؟
    وقولك
    النص المعجز لا تضطره القافية للفظ لا يفيد المعنى كما بينا في حالة سورة العلق ، و هناك مثال آخر و هو مثلاً قوله سيصلى نارًا ذات لهب ما فائدة كلمة لهب هنا ، و هل هناك نار ليست ذات لهب ؟ ثم لماذا حافظ في السورة على الباء أربع مرات و كسرها في الخامسة بكلمة مسد ؟
    فالقرآن نزل بلسانٍ عربيِّ مبين يا عربي !! أي بلسان العرب الفصحاء البلغاء , ولم يأتِ بلسان أهل المنطق والفلسفة وارسطوطاليس , وهذا فارقٌ جوهري تغافلت عنه ! فحينما تقول لي ما فائدة " ذات لهب " مع ان النار لا تعرف الا بلهب , فهذه مضحكة مبكية ! إذ لو أنك تأملت كلام العرب لما تَقَوّلت وتعللت بذا ! فالعرب تضفي كلامات لتكمل المشهد في العبارة للسامع , وليس يخطر ببالها أساليب الممنطقة والا لفسدت القوانين البلاغية , وهذا كما تدخل الزيت عسلاً !

    وختاماً اعتلالك بقولك
    معظم السور التي تسمى بالمفصل تشبه سجع الكهان ، و لو أتى بمثلها الآن شاعر مبتدئ لعوقب بالحبس ، مثل الناس و الفلق و لا أدري أي بلاغة في المعوذتين ؟ فهل يدري أحدكم فيخبرني ؟ كذلك الهمزة و الفيل و قريش و ...... إلخ
    ليس المذموم من السجع ما كان سجعاً لذاته , إنما ما كان لينفق فيه دجله وكذبه , ومعارضته لحقيقة جلية بينة , والا في الاشعار السجع الكثير الذي يغني ولا يغني ! , اما في كتاب الله , فسورتي الفلق والناس لو تأملتها بروية وتجرد لظهر لك جانب من اخبار السواحر وتأثير السحر , والبيان عن عالم الجن , وكذا في الفلق
    وباقي السور تحتاج لبسط ان استدعى الامر بسطناه بحول الله وقوته , وهذا البسط هو سر جوامع الكلم في القرآن !

    وما ذكرته عن قس هو في جملة الاعتراضات الاولى لا يفي بالغرض .
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    129
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هتلر العرب مشاهدة المشاركة
    ثم أنه هناك عدة شروط لابد أن تتوفر في النص القرآني ليكون معجز ألخصها بما يلي :
    1 .
    أن يعجز البشر جميعًا عن الإتيان بمثله ، و لكن كيف نحدد مثله هذه ، المؤمنون بإعجازه لا يرضيهم أي نوع من المقارنة ، فهم يصادرون على الإمكانية مسبقًا قبل حتى قراءتها ، و لأن البلاغة تخضع في كثير من الأحيان للذوق الشخصي فالأمر يصبح شبه مستحيل ، و هم يحجمون عن تعريف مثله هذه بوضوح و معايير مفهومة ، و لكنني سأضع بين يديكم نص لقس بن ساعدة الإيادي ، أي أنه سابق على القرآن ، و لكم أن تحاكموه كما أردتم ، فأنا أراه ينطبق عليه وصف مثله فيقول :

    اسمعوا وعوا**إن من عاش مات** ومن مات فات** وكل ما هو آت آت** ليل داج** ونهار ساج** وسماء ذات أبراج** إن في الأرض لعبرا** وإن في السماء لخبرا** أقسم قس قسما حتما** لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعد سخطا** بل إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم** بل هو المعبود الواحد** ليس بمولود ولا والد** أعاد وأبدى** وإليه المآب غدا

    طبعًا يمكننا الحديث لساعات عن تكرار كلمة آت و بلاغته و عن دقة اختيار الألفاظ و إعجازها ، فما بالك بالذين يحدثوننا عن هذا منذ ألف سنة !!

    2 .
    النص المعجز الذي لا يمكن أن يحدث لبس و يختلط بكلام غيره ، فهو لا يشبه غيره لا من قريب و لا من بعيد ، و كيف هذا وهو معجز ، فلو اختلط بغيره لكان غيره معجز أيضًا ، فالمتلقي البليغ الذي لا يميز بينه و بين غيره هو دليل على عدم إعجازه ، و لكن ما رأيكم بهذين الحديثين

    لا تكتبوا عني غير القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه
    و دخل زيد بن ثابت على الخليفة معاوية، فسأله عن حديث فأمر إنساناً يكتبه، فقال له زيد: إنّ رسول اللّه أمرنا أن لا نكتب شيئاً من حديثه فمحاه
    الأول في مسند أحمد و صححه مسلم ، و الثاني في سنن أبي داوود و ذكره أحمد في مسنده أيضًا
    هذان الحديثان لا ينكرهما أهل السنة و لكنهما يبررون المنع بحجة عدم اختلاط القرآن بالحديث ، أما الآن و قد استقر القرآن في القلوب فلا حاجة للمنع ، كيف يختلط الحديث بالقرآن إذا كان القرآن معجز و الحديث غير معجز ؟ كيف يحدث لبس إلا إذا توافر شرط مثله المزعوم؟

    3 .
    النص المعجز يجب أن يكون معجز دائمًا ، أي أن يعبر عن الجمل بذات البلاغة ، فليخبرني الزملاء المسلمون بأمانة هل يجدون يوسف مثل النساء في الجمال و البلاغة و الجزالة ؟

    4 .
    النص المعجز لا يخضع للتطور الذي يحدث لأي مبدع موهوب من ضعف و اهتمام باستعراض الصنعة على حساب المعنى مرورًا بالنضج الفني و انتهاءً بضعف يميزه عن الأول خبرة كبيرة ، و لو رتبنا القرآن كيفما نزل سنلاحظ التطور في طول الجملة و استعمال الموسيقى الداخلية و الخارجية و وحدة النص ... إلخ

    5 .
    النص المعجز لا تضطره القافية للفظ لا يفيد المعنى كما بينا في حالة سورة العلق ، و هناك مثال آخر و هو مثلاً قوله سيصلى نارًا ذات لهب ما فائدة كلمة لهب هنا ، و هل هناك نار ليست ذات لهب ؟ ثم لماذا حافظ في السورة على الباء أربع مرات و كسرها في الخامسة بكلمة مسد ؟
    هل هناك من سبب بلاغي أم أنه خلل ؟
    اخيرا :-
    هل القرآن معجز بلاغيًا ؟؟


    1 - الفرق بين كلام الله و كلام البشر - و لا مجال للمقارنة - :

    اسمعوا وعوا**إن من عاش مات** ومن مات فات** وكل ما هو آت آت** ليل داج** ونهار ساج** وسماء ذات أبراج** إن في الأرض لعبرا** وإن في السماء لخبرا** أقسم قس قسما حتما** لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعد سخطا** بل إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم** بل هو المعبود الواحد** ليس بمولود ولا والد** أعاد وأبدى** وإليه المآب غدا

    بسم الله الرحمن الرحيم


    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} ﴿٩٤﴾ سورة الأنعام

    إن كان لديك إحساس فسيجعلك تميز بين القرآن و بين غيره من الكلام، حتى دون أن تنظر في معاني الكلمات، و هذا التأثير ستجده عند الأذان أيضا، لأن المقصود هو أن كلام الله أو الأذان على حد سواء يخاطبان الروح مباشرة :

    اقرأ هذا الخبر :

    تركيا : 634 سائحا يعتنقون الإسلام العام الماضي بسبب صوت الآذان

    طبقًا للمعلومات الصادرة عن رئاسة الشئون الدينية التركية: اعتنق الإسلام 634 شخصًا ... ومنهم 467 سيدة، ومتوسط العمر من 30 إلى 35 عامًا، وجنسياتهم على الترتيب الآتي: "ألمانيا"، "مولدافيا"، "هولندا"، "فرنسا"، "الصين"، "البرازيل"، "الولايات المتحدة الأمريكية"، "رومانيا"، "إستونيا".

    http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=11777

    2- لماذا نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن تدوين حديثه الشريف إلى جانب كلام الله :

    قال الخطيب البغدادي : " وقد ثبت أن كراهة من كتب الكتاب من الصدر الأول ، إنما هي لئلا يضاهي بكتاب الله تعالى غيره ، أو يشتغل عن القرآن بسواه ، ونهى عن الكتب القديمة التي تتخذ ، لأنه لا يعرف حقها من باطلها ، وصحيحها من فاسدها ، مع أن القرآن كفى منها ، وصار مهيمنا عليها . ونهي عن كتب العلم في صدر الإسلام وجدته لقلة الفقهاء في ذلك الوقت ، والمميزين بين الوحي وغيره ، لأن أكثر الأعراب لم يكونوا فقهوا في الدين ، ولا جالسوا العلماء العارفين ، فلم يؤمن أن يلحقوا ما يجدون من الصحف بالقرآن ، ويعتقدوا أن ما اشتملت عليه من كلام الرحمن.


    3- اختلاف النظم القرآني من سورة إلى سورة :

    القرآن هو القرآن، لا تختص سورة منه بالإعجاز دون أخرى، فكل سورة لها نظم خاص بها، يتناسب مع معانيها، و لكل سورة وقعها الخاص على الأذن و القلب، فتجد أن تأثير السور مختلف تبعا لاختلاف النظم، و هذا ملاحظ في شعر المعلقات فكيف بالقرآن الكريم.

    4- لماذا هناك فرق بين سور القرآن المكية و سوره المدنية :

    لا بد أن يكون هناك فرق حسب التسلسل الزمني لدعوة النبي صلى الله عليه و سلم، و إليك بعض وجوه هذا الفرق الحتمية :

    خصائص السورة المكية:
    *قوة الألفاظ وشدة الخطاب لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون.
    *قصر الآيات وقوة المحاجة.
    *العناية بتقرير التوحيد وتأصيله خصوصاً ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.
    *وضع الأسس العامة للتشريع والأمر بأصول العبادات.
    *الإستشهاد كثيراً بقصص الأنبياء والسابقين لتقرير مسائل العقيدة وتحذير المشركين من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان ما جرى للمخالفين من الأمم السابقة.

    خصائص السور المدنية:
    *الغالب في أسلوبه اللين وسهولة الخطاب،لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون.
    *الغالب فيه طول الآيات وذكر الأحكام مرسلة بدون محاجة.
    *الغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات والحدود.
    *الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه،والمنافقين وأحوالهم وهتك أستارهم وتحذير المسلمين منهم ومن أفعالهم.
    *جدال أهل الكتاب وإثبات تحريف كتبهم ودعوتهم إلى الإسلام.

    5- لماذا نارا ذات لهب :

    قال ابن عاشور - (المتوفى سنة 1393 هجرية)- في تفسيره المسمى بـ "التحرير والتنوير":
    ووصف النار بـ ذَاتَ لَهَبٍ لزيادة تقرير المناسبة بين اسمه وبين كفره إذ هو أبو لهب والنار ذات لهب.
    وهو ما تقدم الإيماء إليه بذكر كنيته كما قدمناه آنفا، وفي وصف النار بذلك زيادة كشف بحقيقة النار وهو مثل التأكيد.
    وبين لفظي لهب الأول و لهب الثاني الجناس التام. ا. هـ.




    أنصح أخانا في الإنسانية بقراءة هذا الموضوع بتمعن، و هو للمحاور الفاضل مالك مناع :

    منتدى التوحيد، بتاريخ : 06-02-2010

    الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم :

    بلاغة القرآن
    الشيخ/ محمد الخضر حسين

    لدعوة الإسلام براهين ناطقة بأنَّها دعوة حق ولسان صدق، وأقوى هذه البراهين دلالةً، وأملؤها للقلوب يقينًا، ذلك الكتاب الذي نزل به الروح الأمين على خاتم النبيين، ولو لم تقترن الدعوة الإسلامية إلا به لكان كافيًا في إقامة الحُجَّة على أنَّها الرسالة الشاملة الخالدة.

    وللبحث في إعجاز القرآن نواحٍ كثيرة اتَّجه إليها المفسرون وعلماء البيان بتفصيل، فكشفوا الغطاء عن كثير من أسرارها، ووضعوا أيديهم على جانب عظيم من حقائقها، والناحية التي سنحدثك عنها في هذا المقال هي ناحية بلاغته وحسن بيانه.

    بلاغة القول: أن تكون ألفاظه فصيحة، ونظمُه مُحكمًا، ودلالته على المعنى منتظمة وافية.

    أمَّا فصاحة ألفاظه: فبِأَنْ يسهل جريانُها على اللسان، ويخف وقعها على السمع، ويألفها الذوق غير ناب عنها، وهي مع ذلك جاريةٌ على ما يَنطق به العَرَبُ أو يَجْرِي على قياس لغتهم.

    وأمَّا إحْكامُ نَظْمِه: فبِأَنْ تقع كلُّ كلمةٍ منه موقعها اللائق بِها، بحيثُ تكونُ كلماتُه مُتناسبةً يأخذ بعضها برقاب بعض، فلا يُمكنك أن تضع يدك على كلمة وتقول: ليت هذه الكلمة تقدَّمَتْ عن تلك الكلمة أو تأخَّرتْ عنها.

    وأمَّا انتظام دلالته: فبأن يطرق اللفظ سَمعَك فيخطر معناهُ في قلبك، وحصول المعنى في القلب بسرعة أو بعد مهلة يرجع إلى حال السامع من الذكاء أو بُطْءِ الفهم، وحال المعنى من جِهَةِ ظُهورِه وقُرْبِ مأخذِه، أو دقته وغرابته.

    ويتحقَّقُ انتظامُ دلالة الكلام بإخراج المعانِي في طرقٍ تُرِيكها في أقوم صورة وأعلقها بالنفس، كالتشابيهِ وضرب الأمثال، والاستعارات والكنايات المصحوبة بقرائن تجعل قصد المتكلم قريبًا من فهم السامعين.

    وأمَّا كون الدلالة على المعنى وافية: فبأن يؤدي اللفظ صور المعاني التي يقصد المتكلم البليغ إفادتَها للمخاطَبين على وجه أكمل، بحيث تكون العبارة بِمُفرادتِها وأسلوبِها كالمرآة الصافية تعرِضُ عليْكَ ما أودعْتَ من المعاني، لا يفوت ذهنَكَ منها شَيْءٌ، ونريد من المعاني الَّتِي يُؤَدِّيها الكلام غَيْرَ مَنْقُوصةٍ ما يشمل المعاني التي يراعيها البليغ زائدة على المعنى الأصلي الذي يقصد كُلُّ متكلِّم إلى إفادته، وهي المعاني الَّتِي يُبْحَثُ عنْها في علم البيان، وتُسمَّى: "مستتبعات التراكيب"، وكثيرًا ما نُنَبِّهُ لَها فيما نكتب من التفسير.

    هذه الوجوه التي يرجع إليها حسن البيان، يتنافس فيها البلغاء من الكُتاب والشعراء، ويتفاضلون فيها درجات، فترى كلامًا في أدنى درجة، وآخر فيما هي أرفع منها، ولا تزال تُصَعِّد نظرك في هذه الدرجات المتفاوتة إلى أن تصل إلى كلام يبهرك بفصاحة مفرداته، ومتانة تأليفه، وانتظام دلالته، وبهجة معانيه المالئة ما بين جوانبه.

    فإذا أردنا أن نتحدث عن بلاغة القرآن، أتينا إلى البحث عنها من هذه الوجوه التي وضعناها بين يديك، فننظر في ألفاظه من جهة فصاحتها، وفي نظمه من جهة أخذ كل كلمة الموضع اللائق بها، وفي دلالته من جهة تصوير المعاني، وإيصالها إلى الأذهان من غير تعسف ولا التواء، ثم في جمله من جهة ما تحمل من المعاني التي يستدعي المقام مراعاتها.

    أمَّا فصاحة مفرداته، فلا تَمرُّ بك كلمة منه إلا وجدتَها محكمة الوضع، خفيفة الوقع على السمع.

    وأمَّا متانة نظمه، فقد بلغت الغاية التي ليس وراءها مطلع، فلا يمكنك وأنت العارف بقوانين البيان، الناظر في منشآت البلغاء بإمعان، أن تشير إلى جملة من جمله وتقول: ليتها جاءت على غير هذا الوضع، أو تشير إلى كلمة من كلمها وتقول: لو استبدل بها كلمة أخرى لكانت الجملة أشد انسجامًا، وأصفى ديباجة.

    يصل الكلمة بما يلائمها، ويعطف الجملة على ما يناسبها، ويضع الجملة معترضة بين الكلمتين المتلائمتين، أو الجملتين المتناسبتين، فترى الكلمتين أو الجملتين مع الجملة المعترضة بينهما كالبناء المحكم المتلائم الأجزاء، فلا يكاد الفكر يشعر بأنه انقطع بالجملة المعترضة عن الكلمة الأولى أو الجملة، ثم عاد إلى كلمة أو جملة مرتبطة بها ارتباطًا وثيقًا.

    وأمَّا انتظام دلالته على ما يقصد إفادته وإحضاره في الأذهان، فإنك ترى فيه التشابيه الرائعة، والأمثال البارعة، والاستِعارات الطريفة، والمَجازات اللَّطيفة، والكنايات المُنقَطِعة النَّظير، والتعريض الذي يقتضيه المقام، فيكون أقرب إلى حسن البيان من القول الصريح.

    وقد يخطر على بالك أن في القرآن آيات مشكلة، أو متشابهة، والحق الذي لا مرية فيه أنْ لا إشكال في القرآن عند مَن يتدبره بروية، ويأتي إلى التفقه فيه وقد تزود بقوانين لغة العرب، واستضاء بمعرفة فنون بيانها.

    وليس في القرآن متشابه على معنى أن في الآيات ما لا يظهر تأويله للناس، بحيث يتلونه أو يستمعون إليه ولا يعودون بفائدة علمية أو أدبية.

    وأمَّا استيفاؤه للمعاني التي يستدعي الحال الإفصاح عنها أو الإيماء إليها، فإنك تنظر في الآية، وتتدبَّر المعنى الذي سيقت من أجله، فتعود منها ويدُكَ مَملوءة من الفوائد التي تَقَعُ إليْها، من حيثُ تُقَرِّرُ شريعة، أو تُقِيمُ حُجَّة، أو تلقي موعظة، أو ترسل حكمة، إلى نحو هذا مِمَّا تَستبينُ به سبيلُ الرشد، وتنتظم به شؤون الحياة، وترتفع به النفوس إلى أعلى درجات الفلاح في دُنْياها وآخِرَتِها.

    بلغ القُرآن الطرف الأعلى من حسن البيان، على الرغم من أشياء اجتمعت له، ولو عرضت لكلام مخلوق لنزلت به عن المكانة العالية إلى ما هو أدنى.

    ترى البليغ من البشر يحسن البيان، ويأخذك لبَّك بالمنشآت الرائقة، حتَّى إذا طال به مجال القول وقطع فيه أشواطًا واسعة، رأيت في جمله أو أبياته تفاوتًا في البراعة، وأمكنك أن تبصر فيها ضعفًا، وتستخرج بنقدك الصحيح من أواخر كلامه مآخذ أكثر مما تستخرج من أوائلها.

    ولكن القرآن الكريم على طول أمده، وكثرة سوره، نزل متناسبًا في حسن بيانه كما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23]، ثم قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].

    وترى البليغ من البشر يخوض في فنون من الكلام متعددة، فإذا هو يرتفع في فن وينحط في آخر.

    ولكنَّ القرآن الكريم يتصرَّفُ في فنون كثيرة؛ مثل الوعظ، وإقامة الحجج، وشرع الأحكام، والوصف، والوعد والوعيد، والقصص، والإنذار، وغير ذلك منَ الوُجوه الَّتِي تتَّصل بِالهداية العامَّة، فلا تتفاوت فيها ألفاظه الرشيقة، وأساليبه البديعة.

    والمعروف أنَّ القرآن أَتَى بِحقائقَ أسَّس بِها شريعةً واسعةَ النطاق، وليس من شأن هذه المعاني أن تظهر فيها براعةُ البُلغاء كما تظهر فيما ألفوه من نحو المديح والرثاء والتهنئة والغزل ووصف المشاهد، إلى غير ذلك مِمَّا يطلقون لأفكارهم فيه العنان، فتذهب مع الخيال كل مذهب، وترتكب من المبالغات ما استطاعت أن ترتكب، والقرآن الكريم يعبر عن تلك المعاني التي تَسْتَدْعِي صِدْقَ اللهجة وصوغ الأقوال على أقدارِ تِلْكَ الحقائق، فَتَرى الفصاحةَ ضاربةً أطنابَها، والبلاغة مرسلة أشعتها.

    في بلغاء البشر من تحس من شعره أو خطبته أو رسالته أنه لم يكن يتصنع فيما يقوله؛ ذلك أنك تجد في كلامه الجيد، والوسط، والرديء، وفيهم مَنْ تُحِسُّ فيما يقولُه التَّصَنُّع وهذا هو الذي يَغْلِبُ على كلامِه المنظوم أوِ المنثور الجودةُ في تَصوير المعنَى، والتعبير عنه بكلام موزون، أو غير موزون.

    ولكنَّ القُرآن الكريم بالغ الغاية من حسن البيان، فلا يَجِدُ فيه الرَّاسِخُ في نَقْدِ المُنْشآتِ البليغة ما يَنْزِلُ عنِ الدَّرَجَةِ العُليا؛ بَلْ يُحِسُّ رُوحَ البلاغة التي لا يَحوم عليها شَيْءٌ منَ التَّصَنُّع ساريةً في آياته وسوره، سواء في ذلك تصويره للمعاني، أو نظم الألفاظ الناطقة بها.

    ومن مظاهر بلاغة القرآن، أنه يورد القصة في أوفى درجة من حسن البيان، ثم يعيدها في سورة أخرى على حسب ما يقتضيه مقام الوعظ، حتى إذا عقدت موازنة بين حكايتها هنا وحكايتها هناك، وجدتهما في مرتبة واحدة من البلاغة لا تَنزِلُ إحْدَاهُما عن الأخرى بحال، أمَّا البليغ من البشر، فقد يسوق إليك القصة في عبارات أنيقة، ثم يريد أن يعيدها مرة أخرى فإذا هي في درجة من البراعة منحطة عن درجتها الأولى.

    القرآن الكريم واللغة العربية
    علي النجدي ناصف
    المصدر: من كتاب: "مع القرآن الكريم في دراسة مستلهمة"

    كان عرب الجاهلية يُعرفون ببراعة البيان، وشدة العارضة، والتقدم في اللسن، وكان الكلام البليغ أملك لنفوسهم، وأوقَعَ في قلوبِهم، وهُمْ إلَيْهِ أشوق، وفيه أرغب؛ لذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل القرآن دون غيره معجزة نبيه - صلى الله عليه وسلم - إليهم، يتحدى به، ويعوِّل عليْه في الدعوة والتشريع، واثقًا به، مطمئنًّا إليه، يعلم حق العلم أن الله جلت قدرته قد آتاه من فصاحة النظم، وصحة الحكم، وبراعة التقسيم، وشرف القصد مالم يؤتِ كلامًا سواه.

    ولو أنصف العرب لكانوا أحق أن يقدروه، وينزلوه منزلته فوق منازل الكلام، وأن يذعنوا له، ويلبوا داعيه، خاشعين مذعنين، لكنهم انقسموا في الإيمان به كما ينقسم الناس في كل جديد يتصدى لواقع من الأمر يريد أن يبدله، ويحمل الناس على خلافه، فكيف إذا كان الجديد نقضًا صريحًا لعقيدة دينية راسخة، وإبطالاً جازمًا لتقاليد موروثة متأصلة؛ فمنهم من غلب على هواه، وتخلص من عصبيته، وربأ بنفسه عن اللجاج والإصرار على المكابرة والعناد، فآمن به، ودعا إليه، وجاهد فيه أصدق جهاد وأبلغه فداء واحتمالاً.

    ومنهم من كفر به، وصد عنه، وراح يؤلِّبُ عليه، ويبطش بأصحابه تعاليًا واستكبارًا، حتى كان منهم من سمع آيات منه فأحمده،، وخشع له، ولم يسعه حين وصفه إلا أن يقر بامتيازه وتفرده في الكلام، فما هو برجز ولا شعر ولا بضرب آخر من جنس ما يتعاطون من فنون القول، ومع ذلك أبتْ عليه العصبية في شدتها، والحمية في ضراوَتِها أن يؤمن به، أو يعدل في أمره عن سنن معارضيه من مقاومته والافتراء عليه.

    وحار كُفَّار العَربِ في القرآن، لا يدرون ما هم قائلون فيه، ولا ما هم صانعون به؛ لانتقاصه والنَّيْلِ مِنْهُ ومِنْ صاحِبِه؟ إنَّه كلامٌ عَرَبِيٌّ، ما في ذلك ريب ولا عليه خلاف، لكنَّه كلامٌ لا يُدَانِيهِ كلام سواه، في براعة نَظْمِه، وحلاوة منطقه، وائْتِلافِ فواصله، وإحكام تقاسيمه، ومتانة نسجه، لا ترى فيه كلمة ينبو بِها مكانها، أو تضيق بها جيرتها، ولا تجد من حروفها حرفًا نافرًا، يلوي اللسان بها، أو يخل بخفة أدائها وعذوبة جرسها.

    وما كان الله - تعالت حكمته - ليدع هؤلاء المعاندين وشأنهم، يزين لهم الهوى أن يتمادوا في التقول على القرآن والخوض فيه، فأخذ بتلابيبهم إلى التي لا قِبَل لهم بها، ليكشف عوارهم، ويطامن من كبريائهم، فتحدَّاهم جهرة، وفى غير مواربة، أن يأتوا إن استطاعوا بقرآن مثله، ولما أن عجزوا وطال عجزهم، حط عنهم وتحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله، لا يحدها بقدر، ولا يعينها بوصف، ولما أن عجزوا وطال عجزهم أيضًا، حطَّ عنهم وتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة مطلقة أيضًا من المقدار والوصف، ولما أن عجزوا وطال عجزهم تحداهم آخر الأمر أن يأتوا بشيء من مثله: آية أو آيَتَيْنِ مثلاً، ولما أن عجزوا وطال عجزهم، قالها عالية مدوية يتردد صداها في سمع الزمان: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].

    ولقد أقاموا مع ذلك على صمتهم، فما يُبدِئون ولا يعيدون، كأن التحدي لم يكن لهم، وكأنهم ليسوا أمراء البيان، وأصحاب الحمية الجاهلية فيما يعلم الناس، فحق عليهم بذلك خزي الكذب الصراح، والادعاء الباطل؛ إذ كانوا - كما يحكي القرآن عنهم - يقولون حين تتلى عليهم آياته: {قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 31]، ولو قد تكلف منهم متكلِّف، فعارض القرآن أو شيئًا منه لظهر أمره، ولوجد كما يقول الجاحظ: "من يستجيده، ويحامي عنه، ويكابر فيه".

    وهذا أبو العلاء المعري مثلاً، لقد حاجَّ في القرآن، ونفى أن يكون من كلام البشر، فيقول: "هذا الكتاب الذي جاء به محمد - صلَّى الله عليه وسلم - كتاب بَهَرَ بالإعجاز، ولقي عدوه بالإرجاز، ما حذي على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ما هو من القصيد الموزون، ولا في الرجز من سهل ولا حزون، ولا شاكل خطابة العرب، ولا سجع الكهنة ذوي الأرب"، ومع ذلك لقد اتُّهم المعري بأنه ألف كتابًا عارض فيه القرآن، سماه: "الفصول والغايات في مجاراة السور والآيات".

    وما أحسب مسيلمة ومن عمل مثله كانوا يريدون أن يعارضوا القرآن، ويبطلوا إعجازه بما كانوا يتكلَّفون لأصحابِهم من قول، لأنهم كانوا يعلمون حقًّا ما يشوبه من ضعف وقصور، وإلا فما لهم لم يستطيعوا الفكاك من الانجذاب إليه، والأخذ على سننه؟ ولكنهم أرادوا بما عملوا أن يكون لدعواهم خصائص النبوة، ومعالم الرسالة الإلهية، وأنها ليست اختلاقًا من عندهم، ولكنها وحي من عند الله يتنزل عليهم من السماء.

    فليس عجيبًا إذًا أن يتَّخذَه النَّاسُ مَثَلَهُم الأعلى في نصاعة البيان وبلاغة التعبير، وأن يكون لهم من منتخب كلمِه، ومُحكَمِ نَظْمِه، وشرف معانيه، مددٌ لا نفاد له ولا انقطاع، يُزَيِّنُون به كلامهم من المنظوم والمنثور، على تعاقب العصور، منذ عصر النبوة إلى يومنا هذا.

    ولا أريد أن أستكْثِرَ في هذا المقام من الشواهد التي تدلُّ على بعض ما أفاد الشعراء لشعرهم من مفرداتِه، وأساليب آياته، وبارع معانيه، وبِحَسْبِي لمحاتٌ خاطفة، أرجو أن يَكونَ في قليلِها كفايةٌ وبلاغ.

    قال حسَّان بن ثابت في رثاء الرسول، صلوات الله عليه:

    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أَنْ يَحِيدُوا عَنِ الهَوَى حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَسْتَقِيمُوا وَيَهْتَدُوا

    أخذه من آية: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128].

    وقال أبو الأسود الدؤلى، يمدح آل البيت:

    فَإِنْ يَكُ حُبُّهُمْ رُشْدًا أُصِبْهُ وَلَسْتُ بِمُخْطِئٍ إِنْ كَانَ غَيَّا

    فقيل له: شككت يا أبا الأسود، فقال: أما سمعتم قول الله عز وجل: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24]؟

    وقال ابن قيس الرقيات:

    يَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يَبَرُّوا وَيَنْسَى وَعَلَيْهِ مِنْ كِبْرِهِ جِلْبَابُ

    أخذه من آية: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44].

    وقال الفرزدق يمدح سليمان بن عبدالملك:

    بُعِثْتَ لأَهْلِ الدِّينِ عَدْلاً وَرَحْمَةً وَبِرًّا لأَرْبَابِ الجُرُوحِ الكَوَالِمِ
    كَمَا بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا عَلَى فَتْرَةٍ وَالنَّاسُ مِثْلُ البَهَائِمِ

    المعنى في البيتين من آية: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وآية: {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} [المائدة: 19].

    وقال مروان بن أبي حفصة يمدح المهدي، ويحتج لحق بني العباس في الخلافة:

    هَلْ تَطْمِسُونَ مِنَ السَّمَاءِ نُجُومَهَا بِأَكُفِّكُمْ أَوْ تَسْتُرُونَ هِلالَهَا
    أَوْ تَجْحَدُونَ مَقَالَةً عَنْ رَبِّكُمْ جَبْرِيلُ بَلَّغَهَا النَّبِيَّ فَقَالَهَا
    شَهِدَتْ مِنَ الأَنْفَالِ آخِرُ آيَةٍ بِتُرَاثِهِمْ فَأَرَدْتُمُو إِبْطَالَهَا

    يشير إلى قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75].

    وقال أبو تمام يمدح المعتصم:

    لاَ تُنْكِرُوا ضَرْبِي لَهُ مَنْ دُونَهِ مَثَلاً شَرُودًا فِي النَّدَى وَالبَاسِ
    فَاللهُ قَدْ ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنُورِهِ مَثَلاً مِنَ المِشْكَاةِ وَالنِّبْرَاسِ

    أخذه من آية: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ[1] فِيهَا مِصْبَاحٌ} [النور: 35].

    وقال المتنبي يمدح المغيث العجلي بالتخلي عن صحبة المال:

    تُحَايِدُهُ كَأَنَّكَ سَامِرِيٌّ تُصَافِحُهُ يَدٌ فِيهَا جُذَامُ

    فيه إشارة إلى قوله تعالى: {فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه: 97].


    وقال المعري في رثاء فقيه:

    طَالَمَا أَخْرَجَ الحَزِينَ جَوَى الحُزْ نِ إِلَى غَيْرِ لاَئِقٍ بِالسَّدَادِ
    مِثْلَ مَا فَاتَتِ الصَّلاَةُ سُلَيْمَا نَ فَأَنْحَى عَلَى رِقَابِ الجِيَادِ

    يشير البيت الثاني إلى آية: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 32، 33].

    ولما أن اكتسح التتار أقطار الدولة العباسية، وغلب الناس على أمرهم، ولا ناصر لهم ولا مجير - تولَّى الشعراء المسعاة لكشف الضر عنهم، لا بالجهاد والقتال، ولكن بالشعر، يمدحون به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبثون شكواهم إليه، ويستشفعون به إلى ربهم، عسى أن يرحمهم، ويدفع البلاء عنهم، ومن هنا نشأت المدائح النبوية الكثيرة، وهي قصائد تقتضي بموضوعها والفنون التي تدور عليها أن يقتبس لها الكثير من ألفاظ القرآن وعباراته، وأن يشار فيها إلى ضروب شتى من معانيه.

    وخلف من بعد هؤلاء الشعراء خلف راقهم هذا اللون من ألوان الشعر، فعالجوا نظمه، وعارضوا منه ما طاب لهم أن يعارضوه، فكان لهم من القرآن في الحالين مثل ما كان لسلفهم منه.

    ومن الشعراء من لم يقنع في الأخذ من القرآن بالكلمة ينقلها، أو المعنى يشير إليه، فراض نفسه على اقتباس بعض أساليبه، ينقلها كما هي؛ كقول أحمد بن محمد بن يزيد:

    سَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ وَاتَّقِهْ فَإِنَّ التُّقَى خَيْرُ مَا تَكْتَسِبْ
    وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَصْنَعْ لَهُ (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبْ)

    وقول عبدالقاهر بن طاهر التميمي البغدادي:

    يَا مَنْ عَدَا ثُمَّ اعْتَدَى ثُمَّ اقْتَرَفْ ثُمَّ انْتَهَى ثُمَّ ارْعَوَى ثُمَّ اعْتَرَفْ
    أَبْشِرْ بِقَوْلِ اللَّهِ فِي آيَاتِهِ: (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفْ)

    وأما آثار القرآن في النثر فأكثر من أن يحيط بها حصر، إذ كان اقتباس بعض آياته في الخطب سمة ملازمة، وعرفًا متبعًا، لا يحيد الخطيب عنه، ولا يفرط فيه، حتى كانوا يسمون الخطبة التي تخلو من القرآن الكريم والحديث الشريف – بالشوهاء.

    وهذا عمران بن حطان يقول: "خطبتُ عند زياد خطبة ظننت أني لم أقصر فيها عن غاية، ولم أدع لطاعن علة، فمررت ببعض المجالس، فسمعت شيخًا يقول: "هذا الفتى أخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القرآن".

    بل هذا مصعب بن الزبير، يقدم على البصرة واليًا من قبل أخيه، فيصعد المنبر ليخطب في الناس، فلا يزيد على أن يتلو آيات من أول سورة القصص، يقرن إلى بعضها إشارات بيده، فلما أن وصل في التلاوة إلى: {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4] أشار نحو الشام، ولما أن وصل إلى: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] أشار نحو الحجاز، ولما أن وصل إلى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 6] أشار إلى العراق، ثم نزل راضيًا، لا يحس أنه قصر في الإفصاح عن مراده، ولا أن القوم لم يفهموا عنه أنه قد نال من خصمه في الشام حين عناه مشيرًا إليه بقول الله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}، وأنه قد وعد شيعة أخيه في الحجاز وعدًا حسنًا، ومناهم أن العاقبة لهم، والدائرة على عدوهم حين عناهم مشيرًا إليهم بقول الله تعالى: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}، وأنه قد توعد من بالعراق من عدوه أن سيحل بهم العقاب الذي يحذرون، لا ينفعهم حذر، ولا يغني عنهم جند، حين عناهم مشيرًا إليهم بقول الله تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.

    وتعد الخطب الدينية ومواعظ الوعاظ أكثر أنواع الكلام أخذًا من القرآن، وأشده تأثرًا به، وتعويلاً عليه في التمكين للقضية، وإقامة الحجة لها، والحمل على الاقتناع بها، ثم في الترغيب والترهيب، وفي التذكير والإرشاد، ففي القرآن من ذلك فيض غزير، ومدد كبير.

    ولم تحرم الكتابة الأدبية نصيبًا منه، وخاصة كتابة أصحاب البديع، الذين كانوا يستكثرون منه، ويفتنون فيه، فقد كانوا يرفدون ما يصطنعون منه بآيات من الكتاب العزيز، اقتباسًا لها، أو إيماء إليها، أو تمهيدًا لتمثلها في الأذهان.

    وأمدَّ القرآنُ العربيةَ بألفاظ نقلها إلى معانٍ لم تكن لها من قبله، لمناسبة تجمع بين المعنى الذي نقلت منه، والمعنى الذي نقلت إليه؛ مثل: الصيام، والزكاة، والحج، والعمرة، والإيلاء، والظهار، والربا، وغيرها.

    واستحدث فيها علومًا اشتقت منه، وأخرى ألفت له، أو ألفت فيه؛ اشتق علم الفقه من آيات الأحكام في العبادات، والمعاملات، والحدود، والميراث، والوصية وغيرها، واشتق علم أصول الفقه من مطلقه ومقيده، وعامه وخاصه، وناسخه ومنسوخه، واشتق علم الكلام من متشابه آياته، كتلك التي تجعل لله يدًا، والتي تسند إليه الاستواء على العرش، فقد أثارت هذه الشبه تساؤل الناس عن معناها، وكيف هي في جانب الله تعالى؟ فأما السابقون الأولون فقد أمسكوا عن تأويلها، والخوض في المراد بِها، وردوا الأمر في علمها إلى الله تعالى، ثم لم يلبث الناس مع تقدم الزمن، وتحول الحال أن تناولوا أمور العقيدة كلها بالبحث والدراسة، حتى كانت مذاهب المتكلمين.

    ووضع النحو صيانة للقرآن من اللحن أن يتطرق إليه، بعدما استفحل أمره في اللغة، وعاث فيها فسادًا.

    وألفت كتب في إعجازه، وكتب في قراءاته، وكتب في غريبه، وكتب في مجازه، وكتب في تأويله، وكتب في ناسخه ومنسوخه، وكتب في معانيه، وكتب في الوقف والابتداء في تلاوته، إلى كتب أخرى تقول في كل ما يخطر بالبال وما لا يخطر به من وجوه الدراسة له والتأليف فيه، حتى عدد الآيات والحروف.

    وألفت كتب في إعرابه، وكتب في الاحتجاج لقراءاته ما شذ منها وما لم يشذ، فكان منها بحوث بارعة في اللغة، والنحو، والصرف، والأصوات، وألفت كتب مختلفة في تفسيره، منها ما يقوم على الأثر، ومنها ما يجمع بينه وبين الرأي، ومنها ما يُعنى بأحكام الفقه، أو مسائل النحو والصرف، أو وجوه البلاغة، أو غيرها من أنواع التفسير.

    وإنه ليثير الآن، وسيظل يثير إلى يوم الدين بحوثًا، ويوحي بمقالات لا عد لها، كشفًا عن أسراره، أو إثباتًا لإعجازه، أو تأويلاً لبعض آياته، أو استنباطًا منه لحقائق مختلفات، ولقد أفادت اللغة من ذلك كله ذخرًا مهولاً من المصطلحات الفنية، والنظريات الفلسفية، وقضايا السلوك، وشؤون الحياة والاجتماع.

    ومن الباحثين فيه من أرهق نفسه عسرًا، وحملها في صبر عجيب على تتبع آياته، والارتياض لإيقاع الأصوات فيها؛ لعله يجد من بينها آيات توازن بحور الشعر، على تعددها، واختلاف موسيقاها، فكان له منها ما يريد، فأقبل ينظم لكل بحر بيتين، يضمن أولهما اسم البحر، وأما ثانيهما فشطره الأول لنصف تفاعيل البحر، وشطره الثاني للآية التي جاءت على وفاق وزنه؛ كقوله في البحر المديد:

    يَا مَدِيدَ الهَجْرِ هَلْ مِنْ كِتَابٍ فِيهِ آيَاتُ الشِّفَا لِلسَّقِيمِ؟
    فَاعِلاَتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاَتُنْ (تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)

    فكأنَّما أراد صاحب هذه المحاولة المضنية، بِما تكلَّف من جهد ووقت أن يدل على أن القرآن لم يندَّ عنه من علوم العربيَّة شيء، كما لم ينِدَّ عنه من علوم الشريعة شيء، فها هو ذا يجعل للعروض عنده نصيبًا، وإن لم يكنِ العروض بسبب منه، فالقرآن ليس من الشعر ولا من الرجز، نزهه الله أن يكونهما، أو يكون بسبب منهما، لكن الشعر شيء، والوزن في الكلام المنثور شيء آخر، وكثير جدًّا أن يلقى المَرْء ضروبًا من العبارات الموزونة، تقع لصاحبها عفوًا، دون تكلف لها أو قصد إليها.

    والأثر الذي لا يعدله أثر آخر من آثار القرآن في العربيَّة أنَّه أمسك عليها خصائص سَمْتِها الأصيل، وكَفَلَ لَها الخلود على الأيام صالحة نقيَّة، لم يُصِبْها مسخ، ولا شابَها انحراف؛ فهذه مفرداتُها لم تزل بفضله على عهد الأولين بها، مجوَّدة الأداء، مضبوطة المخارج والأصوات، وهذه مناهجها في الصياغة، وطرائقها في التعبير، ألست تراها على ما نزل به القرآن من التنوع والافتنان؛ فحقيقة ومجاز، وكناية وتصريح، وحذف وذكر، وفصل ووصل، وقصر وإطلاق.

    لهذا لا يشُقُّ عليْنَا أن نفْهَمَ عن أسلافنا، ونتذوَّق جَمال الفنِّ فيما خلفوا لنا من المنظوم والمنثور على مر العصور، وتلك مزيَّة نادرة، ونعمة سالفة أن يستقيم لأُمَّة أن يتَّصل آخرُها بأَوَّلِها، ويقوم حاضِرُها على أساسٍ من ماضيها، فتظل أبدَ الدهر أمة عريقة، وبنية متماسكة غير ذات تفكك ولا انفصام.

    وعلى قدر صلة المَرْءِ بالقرآن، ومدى مصاحبته له يكون - فيما يرى الناس - حظ لغته من أصالة العرق، ونقاء المعدن، وسلامة البنية من الآفات، مشافهًا بها، ومنشئًا لها، يتبيَّن ذلك جليًّا لمن يعنى به، ويلقي باله إليه.

    إنَّ القرآن لم يُمْسِكِ العربية لتجمد، ولا حال بينها وبين التَّطوُّر، ولا صدَّها عن الاستجابة لمطالب العلوم ومحدثات الحضارة، بفضل ما أُوتِيَتْ من وسائل النُّمُوِّ الذَّاتي، والثراء غير المجلوب، لكنها تدور أبدًا في فلكه، وتنجذب أبدًا إليه، حماية لها من عوادي الأحداث أن تنال منها، فتغير من أصولِها، وتبدلها حالاً بحال، فإذا هي مسخ شائه، لا هو بالعربي ولا بالأعجمي، أو تنحدر بِها الأحداث على الأيام إلى الاضمحلال والاندثار، لتخلفها عامية عاجزة، كأنها الخلق المرقع بما تجمع من عربية محرفة، وأخلاط من لغات أجنبية وافدة، وهيهات لمثلها أن يطيق التعبير إلا عن المطالب اليسيرة، والخواطر الهينة، أما الأدب في تساميه، والعلم في تعمقه، فليس منها، ولا هي منهما في شيء.

    وهي بعدُ لغةُ أهلها خاصة، هم الذين يصطنعونها، ويفهمون معانيها، ويدركون ما عسى أن يكون فيها من إشارات، إنها عامل عزلة، وداعية حرب على الفصحى، تبدد آثارها الحسان في رأب الصدع، ولمِّ الشعث، وبث روح الإخاء والتعاون بين العرب على ما فيه الخير وصلاح الأمر.

    ويمكن أن نقول في ثقة واطمئنان: إنَّه ما من كتاب من وحي السماء، أو من صنع البشر استطاع أن يصنع للغته ولأهله مثل ما صنع القرآن للعربية والمتكلمين بها؛ بل للبشرية كافة، وللحضارة الإنسانية كلها، بما رفع لها من قواعد، وأصل من أصول، ولقد لقي من حفاوة الدنيا به، وإقبال العلماء عليه دراسة وترجمة ما لم يلقه إلا صاحب رسالته صلوات الله وسلامه عليه.

    ومن عجيب أن تنشأ أواخر القرن الماضي، وأوائل القرن الحاضر ناشئة من رأي، تتوقع أن العربية لا بد يومًا لاحقة باللاتينية، وصائرة إلى ما صارت إليه من الفناء، رأي كان يراه بعض الأجانب، ويتبعهم فيه بعض المصريين ممن لم يتح له - على ما يبدو - أن يعلموا مكانها من القرآن، وحياطته لها إلى آخر الدهر، فهي اللغة التي اصطفاها الله له، وقد وعد سبحانه أن يكفل له الخلود، ووعده جل ذكره لا يتخلف، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

    وكنَّا نودُّ لو نَسَأَ اللَّهُ في عمر أصحاب هذا الرأي إلى اليوم، ليتبيَّنُوا عن يقين أنَّهم لم يكونوا في رأيِهم ذاك على صواب، ولا كانوا يدركون مبلغ الصلة التي تشد العربية إلى القرآن، وتقرن خلودها إلى خلوده، ولا كانوا يُدركون أيضًا مبلغ صلة العربية بالقرآن من جانب، والتعبد في الإسلام من جانب آخر، ولا يدركون كذلك مبلغ حب الناس للقرآن، وحرصهم على تلاوته والاستماع له من حاكمين ومحكومين.

    وها نحن أولاء نرى العرب في أقطارها المتعدِّدة، قد جعلت له نصيبًا مفروضًا، ومواعيد معلومة بين برامج الإذاعة المسموعة والمرئية على سواء، نزولاً على إرادة شعوبِها، ومشاركة لها في الاستمتاع به، والإفادة منه، يرتله صفوة منتخبة من أجود القراء ترتيلاً، وأعذبهم أصواتًا، إلى ما جرت به عادة الناس قبلاً، ولا تزال جارية به إلى اليوم من دعوة القراء إلى تلاوته في المحافل الجامعة والمناسبات المتنوعة، واحتشاد الجموع للاستماع له، ومشاركة أصحاب الدعوة فيما يكونون فيه من شأن.

    ولم يقتصر الأمر في تربية الناشئين على سور وآيات منه، يحملون على حفظها وفهم معانيها فيما يحفظون ويفهمون من النصوص الأدبية المختارة، ولكن رئي أن يعزز هذا الجهد بجهد شعبي أوسع نطاقًا، وأكبر نفعًا.

    فأنشئت مدارس لحفظه وتجويده، وتقام المسابقات العامة لحفظته، فيشترك فيها جموع من الشبان والشابات إلى جانب المنقطعين للحِفْظِ والتجويد من الصبيان، ويمنح الفائزون من هؤلاء وأولئك جوائز تشجيع، وشهادات تقدير.

    ثم لا بد في أداء الصلاة من أن يقرأ المصلي ما تيسر من القرآن، وهو لذلك حاضر في أذهان أهله أبدًا، حتى ما يكاد يفارقهم قراءة له أو استماعًا لقارئيه، فإذا لهم منه غذاء روحي كريم، ومدد ثقافي لغوي متجدد، والعربية إذًا ليست لغة الدنيا وحسب، ولكنها لغة الدين أيضًا، بها يكون التفاهم والتعبد جميعًا.

    هذا هو سلطان القرآن على النفوس وعمله لها في زمان يشتد فيه الصراع بين الاستقامة والزيغ، وتتعدد المذاهب المتنافرة، والدعوات الشاردة، يحاول كل أن تكون له الكلمة العليا، والإرادة الماضية، في تغيير أساليب الحياة، وقيم المجتمع، وآداب السلوك، في غير وعي ولا تمييز، وتلك هي صلة العربية به، وأسباب انتمائها إليه، واستظلالها بظله، فهل يصح في فهم بعد هذا وذاك أن تقرن إلى اللاتينية، وأن يتوقَّع متوقِّع أنَّها صائرة إلى المصير الذي صارت اللاتينية إليه؟!

    هل في القرآن الكريم من أحرف الزيادة؟
    علي النجدي ناصف
    المصدر: من كتاب: "مع القرآن الكريم في دراسة مستلهمة"


    ليست الزيادة في العربية لغوًا فارغًا، ولا هراء باطلاً، ولكنها نافلة من اللفظ تكسب العبارة فضل توكيد فيما يقول النحويون، لكنهم لم يبينوا لنا المراد بالتوكيد الذي تفيده العبارة منها، ولا كيف يكون؟ ولعل ذلك – والله أعلم - لتعدد حروف الزيادة، وتنوع الأساليب التي تقع فيها، وكأنهم تركوا لكل حرف زائد أن يدل على نوع توكيده في الأسلوب الذي يذكر فيه، وتركوا للحس وحده أن يتذوقه، وينفعل به حيثما يكون.

    وما من قارئ ولا سامع إلا يحس ما صنعته (مِن) الزائدة من توكيد النفي في قوله تعالى: {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ} [المائدة: 19]، وإلا يدرك الفرق بين المعنى مع الزيادة والمعنى بدونها - فإن نفي مجيء البشير في الآية مع (من) الزائدة غير نفي مجيئه بدونها في نحو قولنا: ما جاءنا بشير، إنه في الآية نفي جامع مستوعب لكل بشير، وهو في العبارة نفي لمجيء واحد منهم لا غير، لكنه ليس نفيًا لمجيء أكثر منه.

    ولم أرَ أحدًا ذكر التوكيد أو الحكمة التي زيدت لها (ما) في نحو قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159]، ويبدو – والله أعلم – أن سر زيادتها هو استحداث صوت جديد، ينبعث من (ما)، فيمسك القارئ هنيهة ليعرف السبب الذي كان من أجله الحكم الذي تضمنته القضية في العبارة، وفي ذلك موعظة له واعتبار.

    وقضية الزيادة في القرآن قضية معمرة، ولكنها باقية متجددة، طال عليها الأمد، وتداولتها الأجيال على مر الزمان، سبق إليها الأولون، وقالوا فيها ما شاء الله أن يقولوا، فإذا لهم فيها آراء، وبينهم فيها خلاف، وتوارثها عنهم الآخرون، يبدئون فيها ويعيدون، ويتفقون ويختلفون، ولا يزال القول فيها قائمًا، والخلاف من حولها دائرًا.

    لكن هذا الجهد المبذول، وذلك الوقت الموصول – لم يؤتيا ثمرًا ناضجًا، ولا أعقبا حصادًا مكافئًا، فكل ما بين أيدينا من ذلك كله نتف من أقوال، وأشتات من آراء، ترى مبعثرة بمطارحها من بطون الأسفار، لا تجمعها جامعة، ولا يأتلف منها بحث مدروس يضم أطرافها، ويلم شعثها، وينظمها في نسق محكم قويم.

    وهي قضية ليست ككثير من القضايا: جلالة قدر، وحَرَج مسلك، وهيبة مقام؛ فهي تعرض للقرآن الكريم في بعض كلماتِه، وتبيين معناه، وتحاول بالنظر الصحيح والرأي الرشيد أن تخلص من حومة الجدل المحتدم حولها، والخلاف المتشعب فيها - بكلمة سواء يصح الأخذ بها، والاطمئنان إليها، وما كان لقضية كهذه أن يسهل صعبها، ويدنو بعيدها إلا بحبل من الله، ومدد من عونه، وعلى نور من هداه.

    فلم يكن إلا أن أرجع إليه سبحانه خاشعًا متضرعًا، أسأله عز شأنه أن يجنبني فيها زيغ القول، ويعصمني من خطل الرأي، ويباعد بيني وبين التكلف والاعتساف.

    ولعل ابن عباس - رضي الله عنهما - أن يكون أول من لحظ الزيادة في القرآن، ففسر بها، وأومأ إليها وهو يريدها، غير مفصح عنها، ولا ذاكرٍ اسمًا لها، إذ يفسر قول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ[1]} [التكوير: 15] فيقول: "أقسم ببقر الوحش؛ لأنها خُنْس الأنوف"[2]، فأدار معنى الآية على ثبوت القسم لا نفيه، مع تقدم (لا) عليه.

    ولعل الخليل وسيبويه أن يكونا أول من قال في الزيادة، ووضع اسمها لها، ففي "الكتاب" يقول سيبويه: "وسألتُ الخليل عن قول العرب: ولا سيما زيدٍ، فزعم أنه مثل قولك: ولا مثل زيد، و(ما) لغو"[3] ويقول في موضوع آخر: "وأما قوله عز وجل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} [النساء: 155] فإنما جاء لأنه ليس لـ (ما) معنى سوى ما كان قبل أن تجيء إلا لتوكيد، فمن ثم جاز ذلك، إذا لم ترد به أكثر من هذا"[4]، وقال مثل هذا عن قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[5] [آل عمران: 159].

    وجاء المبرِّد فعبر بالزيادة مكان اللغو، إذ يقول في "المقتضب": إنَّ (لا) تقع زائدة في مثل قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} [الحديد: 29]؛ أى ليعلم، وإذ يقول عن (ما): إنها تقع زائدة مؤكدة لا يخل طرحها بالمعنى، كقوله عز وجل: {فَبِمَا رَحْمَةٍ}، وكذلك: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}[6].

    وجاء الرمَّاني فاستعمل الزيادة مكان اللغو أيضًا في كتابه "معاني الحروف"، إذ يقول عن (لا): وقد زيدت توكيدًا في نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}، واستعمل الصلة مكان الزيادة في مكان آخر من الكتاب، إذ يقول عن (ما): وأما التي للصلة فنحو قوله عز وجل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}؛ أي بنقضهم، كذلك: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[7].
    وصنع الهروي في "الأزهية"[8] مثل ما صنع الرماني في "معاني الحروف".

    أما الكوفيون فيسمُّون الزائد صلة، أو حشوًا[9]، كأنما أرادوا أن يكون لهم في الزيادة مصطلحان كما للبصريين مصطلحان، وكأنَّما جعلوا الصلة إزاء الزائد، والحشو إزاء اللغو.

    ومضت دراسة النحو على امتداد تاريخها تستعمل الكلمات الأربع على سبيل المراوحة بينها، لكن الزائد والصلة كانا أكثرها شيوعًا، وإن لم يكن معناهما من معنى اللغو والحشو بعيدًا، فاللغو هو الكلام لا يعتد به، ويوشك الحشو أن يكونه، فهو يعني فضول الكلام، وربما رجع هذا التفاوت في الاستعمال إلى أن الزيادة والصلة آنس لفظًا، وأخف على السمع وقعًا.

    وأيًّا ما يكن اللفظ الذي يذكر في هذا المقام، فهناك من يضيقون به، ويعيذون القرآن منه، ويؤثرون أن يقال: التوكيد، لا يبغون به بدلاً[10].

    ولا أعتقد أنَّ السابقين إلى هذه الكلمات كانوا يصدرون فيها عن تهاون بالقرآن، أو غضٍّ منه، فما علمنا عنهم رقَّة في الدين، ولا اجتراءً على كلام رب العالمين، وهذا صنيعُهم له، وحفاوتُهم بدراسته، وجِدُّهم في تبيين خصائصه، شاهدًا عدلاً، وقولاً فصلاً فيما أقول، غير أن سلطان البحث في اللغة، والاستغراق في تجريد الدلالات لاختيار المصطلحات قد باعد بين القوم في هذا المقام وبين استحضار آداب العقيدة، واستشعار الخشية أن يبدر منهم غير ما يريدون، فقالوا دون أن يكون ذلك منهم على بال.

    على أنَّنا نرى بعض أصحاب القرآن والمستكثرين من دراسته والبحث في علومه يستعمل هذه الكلمات في غير حذر ولا توقُّف؛ فهذا مكي بن أبي طالب صاحب أكثر من ثمانين كتابًا في علوم القرآن يقول عن آية {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}: "{رحمة} مخفوضة بالباء، وما زائدة للتوكيد"[11].

    وهذا حجة الإسلام أبو حامد الغزالي يُنطق الزائد في القرآن بأصرح مما أنطقه به غيره، فيقول في عد أنواع المجاز: "القسم الثاني عشر: الزيادة في الكلام لغير فائدة؛ كقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، (ما) ها هنا زائدة لا معنى لها؛ أي فبرحمة من الله لنت لهم".

    وجاء ابن الأثير فخطَّأ مقالته هذه، ولكن لغةً لا ديانة، ثم اعتذر عن خطئه بأنَّه يتعاطى القول في غير فنه[12].

    والآن أنتقل إلى اللغة أنظر ماذا عندها مما يمكن أن يكون موصول الأسباب بما أقول؟

    إننا إذ نرجع إلى العبارة العربية في نظمها، والمفردات التي تتألف هي منها - نراها تأخذ بالإيجاز حينًا، وبالإطناب حينًا آخر، أمَّا المساواة فلا مقام لها هنا، لأنها الوسط بينهما، لا حذف، ولا زيادة فيه.

    وإذ ننظر في الكلمة المفردة نراها تتعرَّض لمثل ما تتعرض العبارة له، فربما جار عليها الحذف، فلم يدع منها غير حرف أو حرفين. ففي الحديث الشريف أنَّه لمَّا نزل قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 24] قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: "إن رأى رجلٌ مع امرأته رجلاً فيقتله تقتلونه، وإن أخبر يجلد ثمانين، أفلا يضرب بالسيف؟"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كفى بالسيف شا))، أراد أن يقول: شاهدًا، فأمسك، ثم قال: ((لولا أن يتتابع فيه الغيران والسكران))؛ أي في القتل، لتممت على جعله شاهدًا[13].

    ويقول سيبويه: "وسمعت من العرب من يقول: ألا تا، بلى فا، فإنما أرادوا: ألا تفعل، وبلى فافعل، ولكنه قطع كما كان قاطعًا بالألف في أنا"[14]. ويمكن أن يعد من هذا القبيل حذف التنوين من (حسرة) في آية {يَا حَسْرَةَ عَلَى الْعِبَادِ} [يس: 30]، ومن كلام ابن جني في الاحتجاج لها: "العرب إذا أخبرت عن الشيء غير معتمدته، ولا معتزمة عليه أسرعت فيه، ولم تتأن على اللفظ المعبر به عنه، وذلك كقول الوليد بن عقبة بن أبي معيط:

    قُلْنَا لَهَا قِفِي فَقَالَتْ قَافْ = لاَ تَحْسَبِينَا قَدْ نَسِينَا الإِيجَافْ

    معناه: وقفت، فاقتصرت من جملة الكلمة على حرف منها"[15].

    وكما تحذف العرب من اللفظ المفرد أحيانًا فإذا هو على شبه من الإيجاز في العبارة - تزيد في أحرفه، أو في صوت حرف منه أحيانًا أخرى، فإذا هو أيضًا على شبه من الإطناب في العبارة.

    ففي أسلوب الندبة تزيد على آخر المندوب ألفًا، فتزيد بها من صوت التفجع أو التوجع، إعلامًا جهيرًا بحرقة الحزن، أو شدة الألم، ثم هي تزيد الهاء أيضًا بعد الألف حين الوقف، إشباعًا للمد، وذهابًا به إلى مدى بعيد.

    ويعلل ابن الزملكاني لدلالة (لا) على نفي البعيد، ودلالة (لن) على نفي القريب، فيقول: (لا) آخره ألف، والألف يمكن أداء الصوت به، بخلاف النون[16].

    بل ربما قام مد الصوت في كلمة إلى أبعد من حدوده مقام الوصف بصفة تزيد من معناها، فقد قال سيبويه: "إنهم يقولون: سير عليه ليل، يريدون: ليل طويل، وهذا إنما يفهم بتطويل الياء، فيقولون: سير عليه ليل، فقامت المدة مقام الصفة"[17].

    وكانوا ربما عمدوا إلى حرفٍ ليس من حروف المد، فمطلوا حركته حتى يجعلوا منه حرف مد؛ لزيادة معنى على الكلمة التي مطلت حركة الحرف فيها.

    فقد رووا أنَّ رجلاً ضرب ابنًا له، فقالت له أمه: لا تضربه، ليس هو ابنك، فرافعها إلى القاضي فقال: هذا ابني عندي، وهذه أمه تذكر أنه ليس مني، فقالت المرأة: ليس الأمر على ما ذكره، وإنما أخذ يضرب ابنه، فقلت له: ليس هو ابنك، ومدت فتحة النون جدًّا، فقال الرجل: والله ما كان فيه هذا المطل[18].

    فقد فهم الرجل من مقالة امرأته حين سمعها وهو يضرب الولد غير ما فهمه منها حين سمعها وهما بين يدي القاضي، شغله الغيظ من ابنه والانهماك في ضربه عن الانتباه إلى الصوت الذي أرسلته صاحبته في النون، فوقع في وهمه أنها تنفي نسب الولد عنه حقًّا، لكنها لما أعادت الكلمة على ما قالتها تبين أنها إنما أرادت أن تصرفه إلى ما هو أنكى من السخط على ابنها رحمة به، وإبقاء عليه.

    يمكن أن يقال إذًا: إن الزيادة والحذف من أصول العربية المقررة، وإن العرب لم تكن تأخذ بهما عبثًا، ولكن لفضل معنى، والزيادة هي التي تعنينا في هذا المقام.

    ويقول الزركشي عن ورودها في القرآن نقلاً عن الطرطوسي: الدهماء من العلماء والفقهاء والمفسرين على إثبات الصلات في القرآن، وقد وجد ذلك على وجه لا يسع إنكاره[19].

    فلا علينا أن نقول: إن في القرآن زيادة، كما أن في اللغة زيادة، ويؤيدها هذا الذي يقوله جمهور العلماء: إن القرآن إنما أنزل بلسان عربي مبين، وقد تحدى الله العرب أن تأتي بشيء من مثله، وإنما يكون التحدي على بابه إذا كان بين النظائر والأشباه، وإلا انفسح مجال العذر لمن لا يطيقه أن يعتل بأنه تحدٍّ غير منصف ولا جاد.

    ولأمر ما كان ابن عباس يرجع إلى الشعر في تفسير القرآن، ويستشهد به في المساءلات التي كانت تقع بينه وبين مسائليه، كالذي نراه في مساءلة نافع بن الأزرق، وقد أورد السيوطي أكثرها في "الإتقان"[20]، ولعلَّ استشهاد ابن قتيبة في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، ثم استشهاد غيره من المفسرين في كتبهم إنما كان عن محاكاة لابن عباس واقتداء به.

    وما أرى الاستشهاد للقرآن بالشعر إلا ضربًا من الاحتجاج لإعجازه، وتثبيت معنى الإعجاز في النفوس؛ لأنه يدل على أن عجز العرب عن الإتيان بشيء من مثله لم يكن لخلاف بين لغتها ولغته، ولكن لأنه الكلام لا يتسامى إليه أو يدنو منه إنس ولا جان.

    آن لنا بعد هذا التطواف البعيد أن ننتقل إلى القرآن الكريم، نستشرفه في أفقه الأعلى، لعلنا واجدون هنالك ما يؤيد وقوع الزيادة فيه.

    يلاحظ الذين يتدبرون القرآن الكريم أنه تارة يكرر بعض الكلمات في الأسلوب، حفاظًا على تماسكه، ووصلاً لأوله بآخره، وتارة يزيد في بنية بعض كلماته حرصًا على تجاوب الجرس وائتلاف النغم، فمن النوع الأول قوله تعالى: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4]، وقوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} [المؤمنون: 35]، فقد ذكرت {رأيت} في أول الآية الأولى، وكررت عند آخرها، وكررت {أن} كذلك في الآية بعدها، ولم تكن بالآيتين حاجة إلى هذا التكرار لولا طول الفصل بين الطرفين في كل منهما، حتى كأن ليس بينهما شيء من الاتصال.

    ومن أمثلة النوع الآخر قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] وقوله: {يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ} [الأحزاب: 66]، فقد ختمت الآيتان بألف غير مبدلة من التنوين للوقف، ولكنَّها مزيدةٌ ليكونَ مقطع النغم فيهما مثل مقاطعه في سائر الآيات الأخرى طليقًا مرسلاً.

    ويلحق بالزيادة للتنغيم تنوينُ غيرِ المنون، كقوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثًا وَيَعُوقًا وَنَسْرًا} [نوح: 23] في قراءة الأعمش[21]، وقوله: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلاً وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان: 4] في قراءة نافع والكسائي[22]، ليس التنوين هنا بدعًا من العربية، فبنو أسد ينونون الأسماء كلَّها، وبعض القبائل لا يمنع من التنوين إلا أفعل التفضيل[23].

    ويَحتجُّ أبو تَمَّام للزيادة المؤكدة، اقتباسًا من التثويب في الأذان، فيقول:

    لَوْ رَأَيْنَا التَّأْكِيدَ خُطَّةَ خَسْفٍ مَا شَفَعْنَا الأَذَانَ بِالتَّثْوِيبِ

    يتضح من ذلك كله أن الزيادة في القرآن وفصيح البيان ليست لغوًا باطلاً، ولا عبثًا فارغًا، ولكنها كانت تراد قصدًا لمطلب كريم من مطالب البلاغة وفصاحة التعبير.

    ولقد لقي الذين أنكروها في القرآن من هذا الإنكار نصبًا ، واضْطُرُّوا إلى كثيرٍ من الاستِكْراه وضروبٍ من التَّأويل البعيد، الذي يجب أن ينزه عنه القرآن، وإني ذاكر هنا بعض ما لَقُوه واضْطُرُّوا إليه.

    قال قائل منهم يعرب (ما) في آية {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}: إن (ما) استفهامية للتعجب، والمعنى: فبأي رحمة من الله، تعجبًا من الرحمة، وإعظامًا لها .

    وقد أخذ على هذا الإعراب أن ألف (ما) ثابتة في رسم المصحف، وإثباتها مع الجار قليل أو شاذ، وأنه لا وجه لخفض (رحمة) بعد (ما)؛ إذ لا يصح خفضها بالإضافة، لأن أسماء الاستفهام التَّعجُّبِيِّ لا يضاف منها غير أي، وكذلك لا يصح خفضها على البدل أو عطف البيان؛ لأنَّ المبدل من اسم الاستفهام يجب أن يقترن بِهمزته، وعطف البيان كالنعت يؤتى به لتوضيح المتبوع أو تخصيصه، وما لا ينعت لا يتبع بعطف البيان[24].

    وقالوا عن (لا) التي تذكر قبل فعل القسم غير مسبوقة بالفاء في نحو: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 1]: إنها نافية، ثم اختلفوا في المنفي ما هو؟ فذهب بعض إلى أنه هو ما كانوا يلفظون به ويفيضون فيه من إنكار البعث يوم الدين.

    والمعنى لا صحة لما تنكرون، ثم استؤنف الكلام، فقيل: أقسم بيوم القيامة لتبعثن، وسوغ هذا الفصل عندهم بين النافي والمنفي أن القرآن كله كالسورة الواحدة، فربما ذكر أمر في سورة، وجاء جوابه في أخرى.

    ويؤخذ على هذا التأويل أنَّ فيه حذفًا لاسم (لا) وخبرها دون دليل يشير إليهما؛ كأن تكون (لا) جوابًا لسؤال، وأما أن القرآن كالسورة الواحدة فأمر لا خلاف عليه، ولكن في تقرير الأحكام وعرض القضايا، وقص القصص: يفصل من أولئك ما عسى أن يذكر مجملاً، ويخصص ما عسى أن يذكر عامًّا، ويتم ما عسى أن يكون بحاجة إلى تمام.

    أما أن يذكر في سورة أمرًا يريد نفيه، ثم يذكر الحرف الذي ينفيه في سورة أخرى - فمباعدة بين متلازمين يقتضي البيان أن يقترنا؛ ليعلم المرء من فوره أن الكلام مبني على النفي لا على الإثبات.

    وقيل: إنَّها نافيةٌ، والمنفيُّ هو فعل القسم، والكلام خبر لا إنشاء، حذف خبر المبتدأ فيه، والمعنى: لا أقسم بيوم القيامة إعظامًا له، لا إعراضًا عنه؛ لأن القسم لا ينهض بحقه منه، وإن كان لا يقسم إلا بذي شأن كبير.

    وجعل (لا) نافية في هذا الأسلوب، أيًّا ما كان الوجه الذي يصار بالمعنى إليه، يوقع في خلف ظاهر بين القسم وجوابه أحيانًا، وذلك حين يكون الجواب مثبتًا لا منفيًّا، نحو قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 1 - 4]، فالمعنى حينئذ: لا أقسم أنا خلقنا الإنسان في كبد.

    وأوضح من هذا في الدلالة على الخلف قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 75، 76]، فصدر الآية الأولى ينفي القسم بمواقع النجوم، والآية التالية لها تؤكد أن القسم بها عظيم.

    ثم لماذا الإعظام للمقسم به في هذا الأسلوب ونحوه على سبيل نفي القسم به، وقد أقسم الله تعالى بربوبيته، وبالقرآن الكريم قسمًا مثبتًا، فقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93] وقال: {وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1].
    وقيل: إن (لا) هنا زائدة للتوكيد[25]، وهذا هو الرأي، ولا مكان لرده بحجة أن الزائد لا يكون في أول الكلام، لأن الزيادة استغناء واطراح، والبدء بالزائد عناية واهتمام، وهي حجة لا سند لها من اللغة؛ بل من الفلسفة، على أننا لا ندري ماذا يضير البيان أو يغض منه إذا استهل الكلام بزيادة للتنبيه واسترعاء الأسماع، ولقد زيدت الباء مع ذلك ابتداء في (بحسبك) من قول الشاعر، يرويه أبو زيد:

    بِحَسْبِكَ فِي القَوْمِ أَنْ يَعْلَمُوا بِأَنَّكَ فِيهِمْ غَنِيٌّ مُضِرّْ[26]

    ويمكن أن تعد (لا) في زيادتها ابتداء مثل (ألا) الاستفتاحية ، ومثل (يا) حين تدخل على ما لا ينادى، نحو قوله تعالى: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} [يس: 26، 27]، وجعل (يا) مزيدة هنا للتنبيه أولى من جعلها للنداء، وجعل المنادى محذوفًا؛ لأن ذلك يعفي من ثقل الحذف والتقدير لغير حاجة، ثُمَّ إنَّ النداء دعاء واستقبال، والحذف إعراض وإغفال.
    هكذا دار القول على (ما) و(لا) حين لا تتَّصل بِها الفاء، وهكذا كان الخلاف بين القائلين بزيادتهما والمنكرين لها.

    ومثال (لا) التي تتصل الفاء بها قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}، وكان الظن - وقد اتَّصلَتِ الفاء بِها - ألا يكون في زيادتها خلاف بين القائلين بالزيادة في القرآن، لكنا نرى أبا حيان - وهو لا ينكر الزيادة على إطلاقها - يذهب في تأويل الآية مذهبًا غريبًا؛ ليجنِّبَها الزيادة، مع أنَّه كان من القُرَّاء، وقضى شطرًا من حياته يأخذ بمذهب أهل الظاهر، فهو حقيق أن يكون أكثر تحفظًا، وأقل أخذًا بالتأويل في دراسة النصوص، ولا سيما القرآن، ولكن هذا ما كان.

    قال أبو حيان: إن أصل {فَلَا أُقْسِمُ} فلأقسم، كما كانت في قراءة الحسن، لكن أشبعت فتحة اللام فصارت (لا)، كما أشبعت فتحة الراء في قول القائل: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ العَقْرَابِ.

    وكما أشبعت كسرة الهمزة في قراءة: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37]، ثم نظر فإذا الفعل (أقسم) غير مؤكد، وهو هنا واجب التوكيد، فلم يكن بد من أن يقول: إن التقدير: فلأنا أقسم؛ ليصير الكلام خبرًا لا إنشاء، كما قال ابن جني في تخريج قراءة الحسن[27].

    ولا أدري كيف طوَّعتْ لأبي حيَّان نفسه أن يَحتجَّ لقراءة الجمهور بشذوذ قراءة وضرورة شعر، ولا كيف استجاز أن يأخذ فيها بتخريج ابن جني لقراءة الحسن، وهو يعلم أن ابن جني إنما يتكلم عن واقع من الأمر، فقراءة (فلأقسم) مروية هكذا بلا تأويل، أما أبو حيان فيقيم تخريجه على أساس من التوهم والافتراض.

    أما بعد، فقد رأينا في عرض قضيتنا هذه كيف أفضى القول بنفي الزيادة عن القرآن إلى كثير من الخلاف الذي لا خير فيه ولا جدوى منه، وكيف أدى إلى ضروب من التكلف البعيد والإحالة المفرطة، التي تجافي روح البيان الأصيل في كلام الناس، فكيف هي في كلام رب العالمين؟

    لنقل إذًا مع القائلين بالزيادة، لا نحذرها تقية لها، أو تحرجًا منها، فقد سبق إلى قولها علماء أبرار، ثقات عدول، قالوها صريحة غير ذات خفاء، ثم هي تمسك على الأسلوب القرآني جماله وجلاله في المقامات التي تقال فيها، وتنزهه عن تكلف الصناعة، واعتساف الضرورة تأويلاً وتخريجًا.

    -----------------------------------------------------------

    [1] الخنس: انخفاض قصبة الأنف مع ارتفاع قليل في طرفه.
    [2] "الكامل" للمبرد: 2/ 44.
    [3] "الكتاب": 1/ 350.
    [4] "الكتاب": 1/ 92.
    [5] "الكتاب": 1/ 44.
    [6] "المقتضب": ا/ 47، 48.
    [7] "معاني الحروف": 84، 55.
    [8] "الأزهية": 161.
    [9] "البرهان": 3، 7، 71.
    [10] "البرهان": 3/ 70.
    [11] "تقسير مشكل إعراب القرآن": 1/ 65.
    [12] انظر: "المثل السائر" 2/ 93، 94.
    [13] "النهاية": 1/ 202.
    [14] "الكتاب": 2/ 62.
    [15] "المحتسب": 2/ 204، 208.
    [16] "التبيان في علم البيان": 84.
    [17] "المحتسب": 2/ 209، والعبارة في "الكتاب": 1/ 112، ويبدو أن ابن جني رواها بالمعنى.
    [18] "المحتسب": 2/ 210.
    [19] "البرهان": 1/ 72.
    [20] "الإتقان": 2/ 55 – 58.
    [21] "الكشاف": 2/ 492.
    [22] "إتحاف فضلاء البشر": 264.
    [23] "الهمع": 1/ 37، و"إتحاف فضلاء البشر": 264.
    [24] "البرهان": 3/ 73، و"المغني": 1/ 185.
    [25] "المغني": 1/ 185.
    [26] "النوادر": 73.
    [27] "البحر المحيط": 8/ 112.

    لقراءة المزيد : إنتقل إلى هذا الرابط

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%DF%D1%ED%E3





  4. #4

    افتراضي

    زملائى الاعزاء

    كلامكم كله على راسى

    ولكن كل مايزعجنى هو التناقض او الاشكالات التى اقرأها فى احاديث البخارى ومسلم :-

    ها هى :-
    1- البخاري كتاب الرقاق حديث رقم 5957 ‏
    حدثني ‏ ‏محمد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مخلد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عطاء ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لو أن لابن ‏ ‏آدم ‏ ‏مثل واد مالا لأحب أن له إليه مثله ولا يملأ عين ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏إلا التراب ويتوب الله على من تاب ‏‏قال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فلا أدري من القرآن هو أم لا ‏ ‏قال وسمعت ‏ ‏ابن الزبير ‏ ‏يقول ذلك ‏ ‏على المنبر
    فيقول هنا ابن عباس في حديث البخاري السابق انه لا يعرف هذه الآيات ان كانت من القران ام لا .. ولو كان القران معجزة قاهرة واضحة ولم يعرف العرب ان يأتوا بمثلها فكيف لا يعرف ابن عباس القران المعجزة من الغير معجزة؟؟؟ فواضح هنا ان القران ليس معجزة ويوجد مثله لان المعجزة تكون واضحة ظاهرة تماما بحيث يسهل جدا معرفتها وإيضاحها.. وإلا كان ابن عباس يكون واثقا كل الثقة مفرقا بوضوح بين القران وبين غيره

    2- سورة التراب
    حدثني ‏ ‏سويد بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏علي بن مسهر ‏ ‏عن ‏ ‏داود ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حرب بن أبي الأسود ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏ ‏بعث ‏ ‏أبو موسى الأشعري ‏ ‏إلى قراء أهل ‏ ‏البصرة ‏ ‏فدخل عليه ‏ ‏ثلاث مائة رجل قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل ‏ ‏البصرة ‏ ‏وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ‏ وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ‏ ‏ببراءة ‏ ‏فأنسيتها غير أني قد حفظت منها ‏ ‏لو كان لابن ‏ ‏آدم ‏ ‏واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى ‏ ‏المسبحات ‏ ‏فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ( صحيح مسلم الجزء 2 الصفحة 726 حديث رقم 1740)
    3- أخرج البخاري ومسلم باسنادهما عن ابن عباس ، قال : خطب عمر بن الخطاب خطبته بعد مرجعه من آخر حجة حجها ، قال فيها : ان الله بعث محمداً بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل عليه الله آية الرجم . فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله ورجمنا بعده . فأخشى إن طال بالناس الزمان ان يقول قائل : والله مانجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة انزلها الله.( البخاري ج8 ص208 باب رجم الحبلى حديث رقم 6328 ومسلم ج4ص167 وج5ص116)
    4- كذلك قال عمر : إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . أو ان كفراً بكم أن ترغبوا عـن آبائكم. البخاري ج8ص208 حديث رقم 6328
    5- عن عمر قال : ( لولا ان يقول الناس ان عمر زاد في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي ) ( البخاري ج4 ص152و135 باب الشهادة عند الحاكم في ولاية القضاء)
    قال لي أبي بن كعب كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت : إما ثلاثا وسبعين آية أو أربعا وسبعين آية قال : إن كانت لتقارن سورة البقرة أو لهي أطول منها وإن كان فيها لآية الرجم قلت : أبا المنذر وما آية الرجم قال : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم. الراوي: زر بن حبيش - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح كالشمس - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 11/235
    6- حدثنا ‏ ‏موسى ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏مغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏علقمة: ‏دخلت ‏ ‏الشأم ‏ ‏فصليت ركعتين فقلت اللهم يسر لي جليسا فرأيت ‏ ‏شيخا ‏ ‏مقبلا فلما دنا قلت أرجو أن يكون استجاب قال من أين أنت قلت من ‏ ‏أهل الكوفة ‏ ‏قال ‏ ‏أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان أولم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كيف قرأ ‏ ‏ابن أم عبد ‏والليل، ‏‏فقرأت ‏‏والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ‏‏والذكر والأنثى قال أقرأنيها النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏فاه إلى ‏في فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني.
    البخاري حديث رقم 3477 ‏ وانظر نحوه رقم 4562
    7- حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏ دعا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على الذين قتلوا ‏ ‏يعني أصحابه ‏ ‏ببئر معونة ‏ ‏ثلاثين صباحا حين يدعو على ‏ ‏رعل ‏ ‏ولحيان ‏ ‏وعصية ‏ ‏عصت الله ورسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فأنزل الله تعالى لنبيه ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الذين قتلوا أصحاب ‏ ‏بئر معونة ‏ ‏قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه .( البخاري حديث رقم 3786 ورقم 3782 ومسلم حديث رقم 1085)

    8- وذكر ابن حجر العسقلاني انه روى مسلم عن عائشة انها أملت في مصحفها ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى- وصلاة العصر- قالت : سمعتها من رسول الله ).( فتح الباري في شرح البخاري ج 8 ص 158 )

    9- أخرج البخاري في كتاب فضائل القران باب نسيان القرآن وكذلك باب من لايرى بأساً أن يقول سورة كذا وكذا وأخرج مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت آية كذا .. عن عائشة قالت : سمع رسول الله رجلاً يقرأ في سورة بالليل ، فقال : يرحمه الله لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أُنسيتها من سورة كذا وكذا

    10- ورد في الصحاح عن عمر أنه سمع هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة الرسول وقال فاستمعت لقراءته 'فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله .
    البخاري ج6ص239 باب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة كذا وكذا .

    11- في صحيح مسلم (..فنزلت هذه السورة :{ تَبَت يدا أبي لَهَبٍ و (قد) تَبّ } ثم قال : كذا قرأ الأعمش الى آخر السورة
    (صحيح مسلم ج1ص194/355 ) كتاب الايمان باب في قوله تعالى : {وانذر عشيرتك الأقربين}
    12- عن عائشة ؛ أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن . ثم نسخن : بخمس معلومات . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن .
    الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1452 خلاصة حكم المحدث: صحيح

  5. #5

    افتراضي

    الاعجاز والبلاغه !

    ماذا ان طلبت من اخوتى الاعزاء المسلمين !
    ان يقيمو او يقيسو بعضا لأشعار المتنبى ! فى مقياس البلاغه واللغه والتأثير ؟

    هل تستطيعون ان تقولو لى رأيكم فيه :-

    حـسبي بعلمي إن نـفــع ..

    ما الــذل إلا في الطمــع !

    من راقـب الله رجــــع ..

    ما طــار طير وارتفــع

    إلا كـما طـار وقــــع !

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي

    وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق

    سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق

    ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هتلر العرب مشاهدة المشاركة
    زملائى الاعزاء

    كلامكم كله على راسى

    ولكن كل مايزعجنى هو التناقض او الاشكالات التى اقرأها فى احاديث البخارى ومسلم :-

    ها هى :-
    1- البخاري كتاب الرقاق حديث رقم 5957 ‏
    حدثني ‏ ‏محمد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مخلد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عطاء ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لو أن لابن ‏ ‏آدم ‏ ‏مثل واد مالا لأحب أن له إليه مثله ولا يملأ عين ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏إلا التراب ويتوب الله على من تاب ‏‏قال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فلا أدري من القرآن هو أم لا ‏ ‏قال وسمعت ‏ ‏ابن الزبير ‏ ‏يقول ذلك ‏ ‏على المنبر
    فيقول هنا ابن عباس في حديث البخاري السابق انه لا يعرف هذه الآيات ان كانت من القران ام لا .. ولو كان القران معجزة قاهرة واضحة ولم يعرف العرب ان يأتوا بمثلها فكيف لا يعرف ابن عباس القران المعجزة من الغير معجزة؟؟؟ فواضح هنا ان القران ليس معجزة ويوجد مثله لان المعجزة تكون واضحة ظاهرة تماما بحيث يسهل جدا معرفتها وإيضاحها.. وإلا كان ابن عباس يكون واثقا كل الثقة مفرقا بوضوح بين القران وبين غيره

    2- سورة التراب
    حدثني ‏ ‏سويد بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏علي بن مسهر ‏ ‏عن ‏ ‏داود ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حرب بن أبي الأسود ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏ ‏بعث ‏ ‏أبو موسى الأشعري ‏ ‏إلى قراء أهل ‏ ‏البصرة ‏ ‏فدخل عليه ‏ ‏ثلاث مائة رجل قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل ‏ ‏البصرة ‏ ‏وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ‏ وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ‏ ‏ببراءة ‏ ‏فأنسيتها غير أني قد حفظت منها ‏ ‏لو كان لابن ‏ ‏آدم ‏ ‏واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى ‏ ‏المسبحات ‏ ‏فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ( صحيح مسلم الجزء 2 الصفحة 726 حديث رقم 1740)
    3- أخرج البخاري ومسلم باسنادهما عن ابن عباس ، قال : خطب عمر بن الخطاب خطبته بعد مرجعه من آخر حجة حجها ، قال فيها : ان الله بعث محمداً بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل عليه الله آية الرجم . فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله ورجمنا بعده . فأخشى إن طال بالناس الزمان ان يقول قائل : والله مانجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة انزلها الله.( البخاري ج8 ص208 باب رجم الحبلى حديث رقم 6328 ومسلم ج4ص167 وج5ص116)
    4- كذلك قال عمر : إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . أو ان كفراً بكم أن ترغبوا عـن آبائكم. البخاري ج8ص208 حديث رقم 6328
    5- عن عمر قال : ( لولا ان يقول الناس ان عمر زاد في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي ) ( البخاري ج4 ص152و135 باب الشهادة عند الحاكم في ولاية القضاء)
    قال لي أبي بن كعب كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت : إما ثلاثا وسبعين آية أو أربعا وسبعين آية قال : إن كانت لتقارن سورة البقرة أو لهي أطول منها وإن كان فيها لآية الرجم قلت : أبا المنذر وما آية الرجم قال : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم. الراوي: زر بن حبيش - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح كالشمس - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 11/235
    6- حدثنا ‏ ‏موسى ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏مغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏علقمة: ‏دخلت ‏ ‏الشأم ‏ ‏فصليت ركعتين فقلت اللهم يسر لي جليسا فرأيت ‏ ‏شيخا ‏ ‏مقبلا فلما دنا قلت أرجو أن يكون استجاب قال من أين أنت قلت من ‏ ‏أهل الكوفة ‏ ‏قال ‏ ‏أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان أولم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كيف قرأ ‏ ‏ابن أم عبد ‏والليل، ‏‏فقرأت ‏‏والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ‏‏والذكر والأنثى قال أقرأنيها النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏فاه إلى ‏في فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني.
    البخاري حديث رقم 3477 ‏ وانظر نحوه رقم 4562
    7- حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏ دعا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على الذين قتلوا ‏ ‏يعني أصحابه ‏ ‏ببئر معونة ‏ ‏ثلاثين صباحا حين يدعو على ‏ ‏رعل ‏ ‏ولحيان ‏ ‏وعصية ‏ ‏عصت الله ورسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فأنزل الله تعالى لنبيه ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الذين قتلوا أصحاب ‏ ‏بئر معونة ‏ ‏قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه .( البخاري حديث رقم 3786 ورقم 3782 ومسلم حديث رقم 1085)

    8- وذكر ابن حجر العسقلاني انه روى مسلم عن عائشة انها أملت في مصحفها ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى- وصلاة العصر- قالت : سمعتها من رسول الله ).( فتح الباري في شرح البخاري ج 8 ص 158 )

    9- أخرج البخاري في كتاب فضائل القران باب نسيان القرآن وكذلك باب من لايرى بأساً أن يقول سورة كذا وكذا وأخرج مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت آية كذا .. عن عائشة قالت : سمع رسول الله رجلاً يقرأ في سورة بالليل ، فقال : يرحمه الله لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أُنسيتها من سورة كذا وكذا

    10- ورد في الصحاح عن عمر أنه سمع هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة الرسول وقال فاستمعت لقراءته 'فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله .
    البخاري ج6ص239 باب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة كذا وكذا .

    11- في صحيح مسلم (..فنزلت هذه السورة :{ تَبَت يدا أبي لَهَبٍ و (قد) تَبّ } ثم قال : كذا قرأ الأعمش الى آخر السورة
    (صحيح مسلم ج1ص194/355 ) كتاب الايمان باب في قوله تعالى : {وانذر عشيرتك الأقربين}
    12- عن عائشة ؛ أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن . ثم نسخن : بخمس معلومات . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن .
    الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1452 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    هذه المشاركة لها بحث مستقل ! وهذه فعلة المضطر ! ومما يؤيد ما ذكرته سابقاً من الخنق المبسق لتصور الامور هذه
    كلامكم كله على راسى

    ولكن كل مايزعجنى هو التناقض او الاشكالات التى اقرأها فى احاديث البخارى ومسلم :-
    وهي بمثابة ترويض للنفس , فسرعان ما تسرد ما في داخلتك , لئلا يوثق أحدهم حقوتك !

    وما ذكرته من مشاركة الثانية هي أقرب لمادة الحوار حيث تقول
    هل تستطيعون ان تقولو لى رأيكم فيه :-

    حـسبي بعلمي إن نـفــع ..

    ما الــذل إلا في الطمــع !

    من راقـب الله رجــــع ..

    ما طــار طير وارتفــع

    إلا كـما طـار وقــــع !
    لا تخرج عن طي الحكم ! , وما نقمته في المشاركتك الاولى موجود في هذه الابيات , فلو أعمدت المنطق الفلسفي فيها لتخرخت أركانها ! بل لو قلتها بالعامية التي انت عليها لخر سقفها عليك , الا ان اصول اعتراضات مما تحلونه عاماً وتحرمونه عاماً لتواطئوا ما عندكم ! اضف الى ان هذه الابيات تحيل الى الايمان بالله والتصديق به , فأي شيء يفيد استشهادك بها ؟

    واما هذه
    توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
    وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق
    سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
    ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
    فيغني ذكر الايمان بالله عن نقضها فهي ناصرة وليست ناقمة !
    التعديل الأخير تم 02-22-2013 الساعة 05:57 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  7. افتراضي

    هذا واضح أنه صاحب شبهة ومجادل

    والكتاب واضح من عنوانه

    لا يعلم عن الناسخ والمنسوخ شيئاً

    فإن كان يريد الحق فعليه أن يرد على كل رداً أورده الأخوة في الأعلى أما أنه يقول ( كلامك على راسي ) وكاَن الردود لم تعجبه ثم ياتي بشبهة أخرى قد تم الرد عليها أكثر من مليون مرة

    فهذا غير مقبول

    !!!

  8. #8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب بلال بن رباح مشاهدة المشاركة
    هذا واضح أنه صاحب شبهة ومجادل

    والكتاب واضح من عنوانه

    لا يعلم عن الناسخ والمنسوخ شيئاً

    فإن كان يريد الحق فعليه أن يرد على كل رداً أورده الأخوة في الأعلى أما أنه يقول ( كلامك على راسي ) وكاَن الردود لم تعجبه ثم ياتي بشبهة أخرى قد تم الرد عليها أكثر من مليون مرة

    فهذا غير مقبول

    !!!
    هل لك ان تفسر لى معنى كلمه شبهه ؟
    هل السؤال يكون سؤال فى اى مكان !

    الا عندما يكون سؤالا نقديا للأسلام !

    تتحول كلمه سؤال الى شبهه ؟

  9. #9

    افتراضي

    ثم انى استعجب !

    مالعيب فى ان اكون مجادل او صاحب رأى او اشكالات او اسئله حول الاسلام !

    كأنك تريد ان تقول هذى الساحه ليست للحوار عن الاسلام ! بل التمجيد فى الاسلام فقط ! ولا شئ اخر
    واى مجادل او صاحب شبهه ّ

    فهو ممنوع من الدخول !

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    اخيرا :- لا افهم مالذى يزعجك بردودى على الاخوه الكرام
    انا حر مالم اضر

  10. #10

    افتراضي

    يا هتلر العرب، أتقبل أن أعطيك فكرة صغيرة ثم تبحث بنفسك - بما أنها "أسئلة" وليست شبهات - أم لا بد من الرد؟
    أما "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِلْءَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ مِثْلُهُ وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَاللَّهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ" فهي كانت من كتاب الله القرآن حقًا، ثم نُسخت! أي أن الله عز وجل تكلم بها. وتساءل ابن عباس إذا كانت لا زالت قرآنًا أم أصبحت منسوخة؟ لأن المنسوخ لا يسمى قرآنًا. جيد؟ أتحب أن أتابع؟

  11. #11

    افتراضي

    لا أريد أن أزيد على ما تفضّل به الإخوان حفظهم الله.

    ولكني أُعلم القرّاء أن هذه الفقرة من مشاركة (هتلرالعرب) موافقة تمامًا لما قاله رشيد المتنصّر المغربي في إحدى شطحاته التلفزيونية. ( ولو شئت لأوردت رابط الحصة على اليوتيوب)

    "هناك نقطة أخرى هامة ، و هي أن البلاغة تحمل في طياتها وجدان الشعب الذي تتحدث بلغته ، فكثير من النصوص تفقد بلاغتها حالما تترجم ، و منها القرآن نفسه ، فلا يبقى أثر للبلاغة ، و للتأكد من هذا جرب أن تحول سورة من القرآن للهجتك العامية ، ستجد أمامك نصًا متهافتًا لا يحمل أدبًا و لا علمًا قياسًا ببلاغة أهل لهجتك و المعاني التي أتى بها الفلاسفة و الحكماء على مر العصور ."

    وهذه من أعجب الحجج التي سمعتها في الاعتراض على بلاغة القرآن.
    المطلوب منك أن تتلفظ بالقرآن بالعامية -وهو أصلاً بلغةٍ أخرى، لغةَ مضر- ثم تحكم على المعاني الصادرة لتتضح لك ركاكتها!!
    وقد سمعت هذا الهالك يتلفظ بألفاظ عامية نابية بالمقابل للفظة "تبّ" القرآنية! ثم يأمر المشاهد بالحكم بنفسه على كذا وكذا، ولاحول ولا قوة إلا بالله.

    فما تلفظتَ به ليس قرآنًا أصلاً وعليه فأي حكم أنزلته فلا شأن للقرآن به ولو كان إيجابيًا.
    ويحضرني هنا ما قاله رسولنا صلّى الله عليه وسلّم: "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتمَ قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمّد"
    والمعنى أن السامع إذا سمع أحد الشاتمين يذكر مذممًا بسوء، فإنه لا يعرفه لأنه لايستحضر صورة المشتوم.
    فأنت تعيب كلامًا ليس بكلام الله وإنما هو كلامك!

  12. #12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هتلر العرب مشاهدة المشاركة
    ماذا ان طلبت من اخوتى الاعزاء المسلمين !
    ان يقيمو او يقيسو بعضا لأشعار المتنبى ! فى مقياس البلاغه واللغه والتأثير ؟
    هل تستطيعون ان تقولو لى رأيكم فيه :-
    نعم، قد لا يتمكن الكثير منّا - وأنا أولهم - من التعليق على مقياس البلاغة في الأبيات المذكورة، لكن الإشكال أن يكون السائل شخصًا مثلك لم يعلم كيف يفرّق في الكتابة بين همزة القطع وألف الوصل والمدود! فتراه يكتب: "القرأن"، ويكتب "الأسلام"، ويكتب "اقدم" والأمثلة على ذلك كثيرة حقًا في مقالك ذا. ولا يعرف كيف يكتب تاء ويكتبها هاءً! فلا أعرف على أي أساس قلبت التحدي ضدنا نحن أن نقوم بنقد أبيات المتنبي أو غيره، ويكأنّك في منتدى الفصحاء البلغاء اللغويين العرب - ولا شك أن هناك منهم أعضاء هنا إن شاء الله تعالى -، بدل أساس موضوعك! فلو على التحدي الشخصي بيننا وبينك، فلا أحسبك تقف أمام أعضاء المنتدى يهدمون كلماتك عليك هدمًا! فاصمت واحفظ لنفسك ما قد بقي من ماء الوجه، إن كان بقي شيء من الأساس..

    ثانيًا وقد نسيت، هل فعلًا المعتزلة قالوا بأن القرآن هناك كلام من كلام البشر فاقه؟ كل ما أعلمه أنه: بسبب أنهم قالوا أن القرآن مخلوق، فاضطروا - بسبب ذلك وليس بسبب نظرتهم للقرآن أساسًا - أن يقولوا بأنه ممكن نظريًا للبشر أن يتكلموا بمثله، ولكنهم لن يقدروا. هذا ما أعلمه. لكن أقالوا أن هناك فعلًا مثله؟ لا أظن. وهل قالوا هذا بعد نظرهم للقرآن؟ لا. بل لأنهم لما حاولوا نفي ما ظنوه تركيبًا، ألزموا أنفسهم بإلزامات باطلة. وليس هذا لنظرهم للقرآن. إذا كان عندك شيء معين متسمك به من كل هذا، فاطرح شيئًا واحدًا فقط، واحدًا تلو الآخر، حتى نرد عليه.

  13. افتراضي

    جئتَ مندَفِعاً يا هتلر وظنك انه لم يسبقك احد الى ما جئتَ به ..المهم ان حقوق البراءة والسبق فاتت عليك في هذا المرّةلان الموضوع مكرر آلاف المرّات .

    ثم اقرأ هذه الآية بتمعّن ..!! قال تعالى .

    وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44]
    قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [إبراهيم : 10]

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    دار الممر
    المشاركات
    1,715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    6

    افتراضي

    نسأل الله أن يهديك
    لو لم يكن القرآن معجزاً لجلس كفار قريش يعقدون حلقاتهم فى معارضة القرآن بدلاً من أن يخوضوا حروب طوال مع المسلمين
    تجعلهم يقدمون أرواحهم فبدلاً من ذلك كان أولى بهم تقديم أقلامهم
    ( فاعتبروا يـا اولي الألباب )
    ليس فى تلك الحياة كلها شيء اغلى من الدين
    فهو من أجله خُلقت ومن أجله تموت ومن أجله تُبعث


    فإ ن المتتبع للفتن العظيمة التي ألمت
    بأمة الإسلام على مدار تاريَخها؛ لا يكاد
    يجد فتنة منها إلا وقد قيض الله لها )إمام
    هدًى( يلي الأمر بالمعروف والنهي عن
    المنكر حقًا، ويسلك سبيل أئمة الهدى
    قبله في الأخذ بيد )العامة والخاصة( على
    طريق النجاة من الفتنة، لا بشيء سوى
    بالدلالة على )الوحي( و)معنى الوحي(
    و)مقتضى الوحي(


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumd...aysprune=&f=27

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب معلق بالله مشاهدة المشاركة
    نسأل الله أن يهديك
    لو لم يكن القرآن معجزاً لجلس كفار قريش يعقدون حلقاتهم فى معارضة القرآن بدلاً من أن يخوضوا حروب طوال مع المسلمين
    تجعلهم يقدمون أرواحهم فبدلاً من ذلك كان أولى بهم تقديم أقلامهم
    ( فاعتبروا يـا اولي الألباب )
    ما أبلغ هذا الرد على قصره !
    أحياناً نتعب أنفسنا فى التفصيل والتدقيق... فى حين أن القضية كلها يمكن تلخيصها وتخليصها فى بضع كليمات !
    بارك الله فيكِ يا أختنا الفاضلة.
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القرآن الكريم ليس معجزا بلاغيا فحسب
    بواسطة ابن سلامة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-25-2013, 02:23 AM
  2. هل القرأن معجز ؟
    بواسطة الفوهرر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-2013, 11:51 PM
  3. بل القرآن معجز ببلاغته...
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 94
    آخر مشاركة: 04-17-2011, 08:56 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء