صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 34

الموضوع: هل القرأن معجز بلاغيا ؟

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي

    أنا أسأل صاحب الموضوع: هل شعر المتنبي معجز بلاغيا؟ والجواب قطعا لا فإن نظم الشعر في مقدور البشر, ويوجد من فحول الشعراء من يسامي المتنبي في مرتبته, ومنهم من يتفوق عليه, لكننا متفقان أن كل ذلك يسمى شعرا, وقل مثل ذلك في الشعر والخطابة والأمثال وغيرها.
    الآن لنعد إلى سؤالك: هل القرآن معجز بلاغيا؟ والجواب أنك لو خرقت السبع الطباق, ولو غصت في الأرض لتأتي بشيء تعارض به القرآن فإنه لن يخرج عن كلام البشر المعهود, منثوره ومنظومه, ولو نظر فيه من له أدنى إلمام بالعربية لما تطرق إليه شك في أنه ليس قرآنا, وهذا القدر يكفي لإلجام المعاند, ورحم الله القحطاني صاحب النونية المشهورة إذ يقول:
    وَكَلاَمُ رَبِّي لاَ يَجِيءُ بِمِثْلِهِ *** أَحَدٌ وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلاَنِ

    وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا *** وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ

    مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ يُبَارِيَ نَظْمَهُ *** وَيَرَاهُ مِثْلَ الشِّعْرِ وَالْهَذَيَانِ

    فَلْيَأْتِ مِنْهُ بِسُورَةٍ أَوْ آيَةٍ *** فَإِذَا رَأَى النَّظْمَيْنِ يَشْتَبِهَانِ

    فَلْيَنْفَرِدْ بِاسْمِ الأُلُوهَةِ وَلْيَكُنْ *** رَبَّ البَرِيَّةِ وَلْيَقُلْ سُبْحَانِي

    فَإِذَا تَنَاقَضَ نَظْمُهُ فَلْيَلْبَسَنْ *** ثَوْبَ النَّقِيصَةِ صَاغِرًا بِهَوَانِ

    أَوْ فَلْيُقِرَّ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُ مَنْ *** سَمَّاهُ فِي نَصِّ الكِتَابِ مَثَانِي

    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  2. #17

    افتراضي

    {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
    مثال بسيط على البلاغة في القرآن العظيم

    اتفق علماء البيان على أنّ هذه الآية - في الإيجاز مع جمع المعاني- بالغة إلى أعلى الدرجات..! وذلك لأنّ العرب عبّروا عن هذا المعنى بألفاظ كثيرة، كقولهم:
    قتل البعض إحياء للجميع، وقول آخرين: أكثروا القتل ليقلّ القتل. وأجود الألفاظ المنقولة عنهم في هذا الباب قولهم القتل أنفى للقتل وقد كانوا مطبقين على استجادة معنى كلمتهم واسترشاق لفظها..! ومن المعلوم لكلّ ذي لبّ أنّ بينها وبين ما في القرآن كما بين الله وخلقه! وأنّى لها الوصول إلى رشاقة القرآن وعذوبته..!
    قال في (الإتقان) وقد فضلت هذه الجملة على أوجز ما كان عند العرب في هذا المعنى وهو قولهم (القتل أنفى للقتل) بعشرين وجها أو أكثر. وقد أشار ابن الأثير إلى إنكار هذا التفضيل وقال: لا تشبيه بين كلام الخالق وكلام المخلوق..!
    وإنما العلماء يقدحون أذهانهم فيما يظهر لهم من ذلك..!
    الأول: أنّ ما يناظره من كلامهم وهو الْقِصاصِ حَياةٌ أقلّ حروفا، فإنّ حروفه عشرة وحروف (القتل أنفى للقتل) أربعة عشر..!
    الثاني: أنّ نفي القتل لا يستلزم الحياة، والحياة ناصّة على ثبوتها التي هي الغرض المطلوب منه!
    الثالث: أنّ تنكير حَياةٌ يفيد تعظيما، فيدلّ على أن في القصاص حياة متطاولة، كقوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ [البقرة: 96] . ولا كذلك المثل، فإنّ اللام فيه للجنس، ولذا فسروا الحياة فيها بالبقاء!
    الرابع: أنّ الآية فيه مطّردة، بخلاف المثل، فإنه ليس كلّ قتل أنفى للقتل، بل قد يكون أدعى له، وهو القتل ظلما.! وإنما ينفيه قتل خاصّ، وهو القصاص، ففيه حياة أبدا..!
    الخامس: أنّ الآية خالية من تكرار لفظ القتل الواقع في المثل. والخالي من التكرار أفضل من المشتمل عليه وإن لم يكن مخلا بالفصاحة..!
    السادس: أنّ الآية مستغنية عن تقدير محذوف. بخلاف قولهم. فإنّ فيه حذف (من) التي بعد أفعل التفضيل وما بعدها، وحذف (قصاصا) مع القتل الأول، (وظلما) مع القتل الثاني، والتقدير: القتل قصاصا أنفى ظلما من تركه.
    السابع: أنّ في الآية طباقا، لأنّ القصاص يشعر بضدّ الحياة بخلاف المثل..!
    الثامن: أن الآية اشتملت على فنّ بديع، وهو جعل أحد الضدّين- الذي هو الفناء والموت- محلّا ومكانا لضدّه- الذي هو الحياة. واستقرار الحياة في الموت مبالغة عظيمة..! ذكره في (الكشاف) ، وعبّر عنه صاحب (الإيضاح) بأنه جعل القصاص كالمنبع للحياة والمعدن لها بإدخال «في» عليه.
    التاسع: أنّ في المثل توالي أسباب كثيرة خفيفة- وهو السكون بعد الحركة- وذلك مستكره. فإن اللفظ المنطوق به إذا توالت حركاته تمكّن اللسان من النطق به وظهرت بذلك فصاحته! بخلاف ما إذا تعقّب كلّ حركة سكون، فالحركات تنقطع بالسكنات. نظيره: إذا تحركت الدابة أدنى حركة، فحبست، ثم تحرّكت فحبست،لا تطيق إطلاقها، ولا تتمكن من حركتها على ما تختاره، فهي كالمقيدة!
    العاشر: أنّ المثل كالتناقض من حيث الظاهر. لأن الشيء لا ينفي نفسه!
    الحادي عشر: سلامة الآية من تكرير قلقلة القاف الموجب للضغط والشدّة، وبعدها عن غنة النون.
    الثاني عشر: اشتمالها على حروف متلائمة، لما فيها من الخروج من القاف إلى الصاد. - إذ القاف من حروف الاستعلاء، والصاد من حروف الاستعلاء والإطباق.
    بخلاف الخروج من القاف إلى التاء- التي هي من حرف منخفض- فهو غير ملائم للقاف. وكذا الخروج من الصاد إلى الحاء أحسن من الخروج من اللام إلى الهمزة، لبعد ما دون طرف اللسان وأقصى الحلق.
    الثالث عشر: في النطق بالصاد والحاء والتاء حسن الصوت، ولا كذلك تكرير القاف والتاء.
    الرابع عشر: سلامتها من لفظ (القتل) المشعر بالوحشة، بخلاف لفظ (الحياة) فإن الطباع أقبل له من لفظ (القتل) .
    الخامس عشر: أنّ لفظ القصاص مشعر بالمساواة، فهو منبئ عن العدل، بخلاف مطلق القتل.
    السادس عشر: الآية مبنية على الإثبات، والمثل على النفي، والإثبات أشرف لأنه أول، والنفي ثان عنه.
    السابع عشر: أنّ المثل لا يكاد يفهم إلا بعد فهم أنّ القصاص هو الحياة. وقوله فِي الْقِصاصِ حَياةٌ مفهوم من أول وهلة..!
    الثامن عشر: أنّ في المثل بناء (أفعل التفضيل) من فعل متعدّ، والآية سالمة منه..!
    التاسع عشر: أنّ (أفعل) في الغالب يقتضي الاشتراك، فيكون ترك القصاص نافيا للقتل، ولكنّ القصاص أكثر نفيا..! وليس الأمر كذلك، والآية سالمة من ذلك.
    العشرون: أنّ الآية رادعة عن القتل والجرح معا، لشمول القصاص لهما.
    والحياة أيضا في قصاص الأعضاء. لأنّ قطع العضو ينقص أو ينغّص مصلحة الحياة، وقد يسري النفس فيزيلها، ولا كذلك المثل..!

    منقول من كتاب "محاسن التأويل" للقاسمي

  3. افتراضي

    هناك أمر عجيب وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنه بيت شعر واحد ... رغم أن خصومه يقولون أنه هو مؤلف القرآن ...... يعني يؤلف أعظم نص عربي على الإطلاق ... ولكنه لم يؤلف بيت شعر واحد !

    كما نعلم جميعاً فإن القرآن الكريم هو أعظم نص عربي على الإطلاق ....


    هذه حقيقة لا يُخالف فيها إلا مُكابر أو مُعاند ....


    لا يوجد نص عربي أخذ كل هذا الزخم الذي لا يُحصى من التدبر والقراءة العميقة التفصيلية التي لم تترك حرفاً واحداً بدون تأمل أو بحث أو دراسة ....


    خلال 1400 سنة تم تأليف عدد لا يُحصى من الكتب التي كُرِّست لتدبر الجوانب البلاغية والبيانية والأدبية في القرآن الكريم ......


    عدد لا يُحصى بمعنى الكلمة ..... مُجلدات ضخمة لا حصر لها أُلِّفت في تدبر جوانب الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم ....


    لا يوجد شاعر ولا أديب في كل التاريخ العربي حظِيَ إنتاجه الأدبي ولا بنسبة واحد بالمئة مما حظي به القرآن الكريم من التأملات والبحث والدراسة في جوانبه الأدبية والبلاغية والبيانية ......


    بل اللغة العربية أصلاً تُؤخذ قواعدها من القرآن الكريم ....


    هل أدركتم إلى أي درجة بلغ القرآن الكريم من المكانة الأدبية البلاغية في اللسان العربي ؟


    القرآن الكريم أصبح ميزان الصواب والخطأ في لسان العرب !


    هل هناك أعظم من هذا ؟


    الان نسأل هؤلاء الذين يُشككون في نبوة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .... ممن لديه عقل طبعاً .... نسألهم هذا السؤال البديهي :


    بالله عليكم ... رجل يأتي بأعظم نص بلاغي أدبي بياني في تاريخ اللسان العربي ..... ومع ذلك لم يؤثر عنه بيت شعر واحد ؟!!!!


    كما نعلم فإن الشعراء الصغار يستطيع الواحد منهم نظم قصيدة في ساعة أو أقل .... وأما الشعراء الكبار فكما قرأنا عنهم كان يتدفق الشعر من أفواههم بكل سهولة بدون أدنى جهد فكري بسبب تمكنهم الكبير من اللغة ..... فكانوا لا يشاهدون شيئاً أمامهم إلا نظموا فيه بيتاً أو قصيدة في الحال واللحظة ...


    هذا في الشعراء الكبار ..... فما بالكم إذن بمن تقولون أنه ))مؤلف (( القرآن الكريم الذي هو أعظم نص بياني بلاغي أدبي في تاريخ اللسان العربي على الإطلاق ؟


    الجواب :


    لم يؤثر عنه بيت شعر واحد !!!!


    والله لو كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو مؤلف هذا النص الأدبي البلاغي البياني الذي بلغ الكمال في اللسان العربي بشهادة الجميع .... لو كان هو مؤلف القرآن الكريم ... لكان كلامه صلى الله عليه وسلم كله شِعر .... لكان كل ما يراه من أحوال وأحداث تتحول تلقائياً ولا شعورياً إلى أبيات شعرية .....


    لأن من يصل إلى هذه المرحلة من الكمال اللغوي الرهيب سيتحول كلامه إلى قِطَع أدبية وأبيات شعرية بديعة بدون أي عناء يُذكر وبدون أن يتكلف التفكير أصلاً .... لأن النَّظم البياني والبلاغي عنده أصبح لا شعورياً مثل حركة التنفس ....


    ومع ذلك لم ينقل لنا أصحابه ولا أعداءه بيت شعرٍ واحد عنه !!




    إنَّ الزَّعم بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ألَّف القرآن الكريم بدون أن يستطيع نظم بيت شعرٍ واحد ....


    هو مثل الزَّعم أن أينشتاين لا يعرف أن يحل مسألة رياضيات في كتاب أولى متوسط ..... !!


    ولكن صدق الله تعالى إذ يقول :


    {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } سورة يس الآية 69


    وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ


    وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ


    وهذا بشهادة جميع من عاصر محمداً صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها .... فلم يسمعوا منه صلى الله عليه وسلم بيتاً واحداً من الشعر حتى إنتقل إلى ربه عز وجل ......


    والله لو لم يكن هناك دليل على النبوة إلا هذا الدليل لكفى ....


    الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام ..... والحمد لله رب العالمين على نعمة القرآن .... والحمد لله رب العالمين على نعمة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ....

    اللهم احشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آمين

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أحسنت قولاً يا رحلة الذاكرين - نرجو ذكر الجنس - و نضيف إلى ذلك الفرق الشاسع بين أسلوب النبي صلى الله عليه و سلم و أسلوب القرآن . فمن المحال أن يتمكن من التنقل بين أسلوبين مختلفين هكذا و أحدهما يعجز الشعراء و أهل الكلام .

  5. افتراضي

    السلام عليكم..ليس هنالك قول صرف النظر فيه او اكل عليه الدهر وشرب الى غير ذلك من المسميات التي تحقر ولا تدحضه وتفنده..فلا تحقرن عدواً رماك ******وإن كان في ساعديه قصر
    فإن السيوف تجذ الرقاب ******وتعجز عما تنال الإبر..وينبغي الرد على اي قول و بيان تهافته بالبراهين السمعية والعقلية..ولقد قرأت للامام بن حزم كلاما جيدا في اعجاز القران يقول فيه:
    فقالت طائفة وجه إعجازه كونه في أعلى مراتب البلاغة وقالت طوائف إنما وجه إعجازه أن الله منع الخلق من القدرة على معارضته فقط فأما الطائفة التي قالت إنما إعجازه لأنه في أعلى درج البلاغة فإنهم شغبوا في ذلك بأن ذكروا آيات منه مثل قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولكم في القصاص حياة ‏"‏ ونحو هذا وموه بعضهم بأن قال لو كان كما تقولون من أن الله تعالى منع من معارضته فقط لوجب أن يكون أغث ما يمكن أن يكون من الكلام فكانت تكون الحجة بذلك أبلغ‏.‏
    قال أبو محمد‏:‏ ما نعلم لهم شغباً غير هذين وكلاهما لا حجة لهم فيه أما قولهم لو كان كما قلنا لوجب أن يكون أغث ما يمكن أن يكون من الكلام فكانت تكون الحجة أبلغ فهذا هو الكلام الغث حقاً لوجوه أحدها أنه قول بلا برهان لأنه يعكس عليه قوله بنفسه فيقال له بل لو كان إعجازه لكونه في أعلى درج البلاغة لكان لا حجة فيه لأن هذا يكون في كل من كان في أعلى طبقة وأما آيات الأنبياء فخارجة عن المعهود فهذا أقوى من شغبهم‏.‏
    وثانيها أنه لا يسأل الله تعالى عما يفعل ولا يقال له لم عجزت بهذا النظم دون غيره ولم أرسلت هذا الرسول دون غيره ولم قلبت عصا موسى حية دون أن تقلبها أسداً وهذا كله حمق ممن جاء به لم يوجبه قط عقل وحسب الآية أن تكون خارجة عن المعهود فقط‏.‏
    وثالثها أنه حين طردوا سؤالهم ربهم بهذا السؤال الفاسد لزمهم أن يقولوا هلا كان هذا الإعجاز في كلام بجمع اللغات فيستوي في معرفة إعجازه العرب والعجم لأن العجم لا يعرفون إعجاز القرآن إلا بأخبار العرب فقط فبطل هذا الشغب الغث والحمد لله رب العالمين‏.‏
    قال أبو محمد‏:‏ وأما ذكرهم ‏"‏ ولكم في القصاص حياة ‏"‏ وما كان نحوها من الآيات فلا حجة لهم فيها ويقال لهم‏:‏ إن كان كما تقولون ومعاذ الله من ذلك فإنما المعجز منه على قولكم هذه الآيات خاصة وأما سائره فلا وهذا كفر لا يقوله مسلم فإن قالوا جميع القرآن مثل هذه الآيات في الإعجاز قيل لهم فلم خصصتم بالذكر هذه الآيات دون غيرها إذاً وهل هذا منكم إلا إيهام لأهل الجهل أن من القرآن معجزاً وغير معجز ثم نقول لهم قول الله تعالى‏:‏ ‏"‏ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ‏"‏ أمعجز هو على شروطكم في كونه في أعلى درج البلاغة أم ليس معجزاً فإن قالوا ليس معجزاً كفروا وإن قالوا أنه معجز صدقوا وسألوا هل على شروطكم في أعلى درج البلاغة فإن قالوا نعم كابروا وكفوا مؤنتهم لأنها أسماء رجال فقط ليس على شروطكم في البلاغة فلو كان إعجاز القرآن لأنه في درج البلاغة لكان بمنزلة كلام الحسن وسهل بن هرون والجاحظ وشعر أمرئ القيس ومعاذ الله من هذا لأن كل ما يسبق في طبقته لم يؤمن إن يأتي من يماثله ضروة فلا بد لهم من هذه الخطة أو من المصير إلى قولنا أن الله تعالى منع من معارضته فقط وأيضاً فلو كان إعجازه من أنه في أعلى درج البلاغة المعهودة لوجب أن يكون ذلك الآية ولما هو أقل من آية وهذا ينقض قولهم أن المعجز منه ثلاث آيات لا أقل فإن قالوا فقولوا أنتم هل القرآن موصوف بأنه في أعلى درج البلاغة أم لا قلنا وبالله تعالى التوفيق إن كنتم تريدون أن الله قد بلغ به ما أراد فنعم هو في هذا المعنى في الغاية التي لا شيء أبلغ منها وإن كنتم تريدون هل هو في أعلى درج البلاغة في كلام المخلوقين فلا لأنه ليس من نوع كلام المخلوقين لا من أعلاه ولا من أدناه ولا من أوسطه وبرهان هذا أن إنساناً لو أدخل في رسالة له أو خطبة أو تأليف أو موعظة حروف الهجاء المقطعة لكان خارجاً عن البلاغة المعهودة جملة بلا شك فصح أنه ليس من نوع بلاغة الناس أصلاً وأن الله تعالى منع الخلق من مثله وكساه الإعجاز وسلبه جميع كلام الخلق برهان ذلك أن الله حكى عن قوم من أهل النار أنهم يقولون إذا سئلوا عن سبب دخولهم النار ‏"‏ لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ‏"‏ وحكى تعالى عن كافر قال‏:‏ ‏"‏ إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر ‏"‏ وحكى عن آخرين أنهم قالوا‏:‏ ‏"‏ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ‏"‏ فكان هذا كله إذ قاله غير الله عز وجل معجز بلا خلاف إذ لم يقل أحد من أهل الإسلام أن كلام غير الله تعالى معجز لكن لما قاله الله تعالى وجعله كلاماً له أصاره معجزاً ومنع من مماثلته وهذا برهان كافٍ لا يحتاج إلى غيره والحمد لله‏.‏

  6. افتراضي

    كلام هذا الشيوعي رأيته في كثير من المواقع الالحادية وهم اعني اعداء الاسلام ايا كانت ملتهم ونحلتهم يظنون انهم اتوا بما يلجم المسلمين ويعجزهم..ولكن الحق ان كاتب هذا الكلام جاهل بلغة العرب والقرآن إذ اعترض بهذا الاعتراض على هذه الأنوار الساطعة والحقائق الظاهرة ...

  7. #22

    افتراضي

    1 .
    أول ما جاء من القرآن الخمس آيات الأولى من سورة العلق ، و نلاحظ أنها بدأت بداية جميلة (إقرأ باسم ربك الذي خلق) ، فيها رحابة و رشاقة ، ثم اتجه لتحديدٍ لا أعرف له مبررًا سوى اللهاث وراء الموسيقى الخارجية حين قال (خلق الإنسان . من علق) فنجده يضحي بالرحابة التي قدمتها كلمة خلق الغير معرفة ، بعد ذلك يكرر نفس السيناريو مع علم الإنسان ما لم يعلم ، و من يعلمنا ما نعلم ؟ لا أعلم ؟
    2 .
    معظم السور التي تسمى بالمفصل تشبه سجع الكهان ، و لو أتى بمثلها الآن شاعر مبتدئ لعوقب بالحبس ، مثل الناس و الفلق و لا أدري أي بلاغة في المعوذتين ؟ فهل يدري أحدكم فيخبرني ؟ كذلك الهمزة و الفيل و قريش و ...... إلخ
    3 .
    (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) أي بلاغة تظنونها هنا ؟ و معظم الأحكام جاءت بدون اهتمام أو تركيز على الصياغة الجيدة.

    ثم أنه هناك عدة شروط لابد أن تتوفر في النص القرآني ليكون معجز ألخصها بما يلي :
    1 .
    أن يعجز البشر جميعًا عن الإتيان بمثله ، و لكن كيف نحدد مثله هذه ، المؤمنون بإعجازه لا يرضيهم أي نوع من المقارنة ، فهم يصادرون على الإمكانية مسبقًا قبل حتى قراءتها ، و لأن البلاغة تخضع في كثير من الأحيان للذوق الشخصي فالأمر يصبح شبه مستحيل ، و هم يحجمون عن تعريف مثله هذه بوضوح و معايير مفهومة ، و لكنني سأضع بين يديكم نص لقس بن ساعدة الإيادي ، أي أنه سابق على القرآن ، و لكم أن تحاكموه كما أردتم ، فأنا أراه ينطبق عليه وصف مثله فيقول :

    اسمعوا وعوا**إن من عاش مات** ومن مات فات** وكل ما هو آت آت** ليل داج** ونهار ساج** وسماء ذات أبراج** إن في الأرض لعبرا** وإن في السماء لخبرا** أقسم قس قسما حتما** لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعد سخطا** بل إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم** بل هو المعبود الواحد** ليس بمولود ولا والد** أعاد وأبدى** وإليه المآب غدا

    طبعًا يمكننا الحديث لساعات عن تكرار كلمة آت و بلاغته و عن دقة اختيار الألفاظ و إعجازها ، فما بالك بالذين يحدثوننا عن هذا منذ ألف سنة !!

    2 .
    النص المعجز الذي لا يمكن أن يحدث لبس و يختلط بكلام غيره ، فهو لا يشبه غيره لا من قريب و لا من بعيد ، و كيف هذا وهو معجز ، فلو اختلط بغيره لكان غيره معجز أيضًا ، فالمتلقي البليغ الذي لا يميز بينه و بين غيره هو دليل على عدم إعجازه ، و لكن ما رأيكم بهذين الحديثين

    لا تكتبوا عني غير القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه
    و دخل زيد بن ثابت على الخليفة معاوية، فسأله عن حديث فأمر إنساناً يكتبه، فقال له زيد: إنّ رسول اللّه أمرنا أن لا نكتب شيئاً من حديثه فمحاه
    الأول في مسند أحمد و صححه مسلم ، و الثاني في سنن أبي داوود و ذكره أحمد في مسنده أيضًا
    هذان الحديثان لا ينكرهما أهل السنة و لكنهما يبررون المنع بحجة عدم اختلاط القرآن بالحديث ، أما الآن و قد استقر القرآن في القلوب فلا حاجة للمنع ، كيف يختلط الحديث بالقرآن إذا كان القرآن معجز و الحديث غير معجز ؟ كيف يحدث لبس إلا إذا توافر شرط مثله المزعوم؟

    3 .
    النص المعجز يجب أن يكون معجز دائمًا ، أي أن يعبر عن الجمل بذات البلاغة ، فليخبرني الزملاء المسلمون بأمانة هل يجدون يوسف مثل النساء في الجمال و البلاغة و الجزالة ؟

    4 .
    النص المعجز لا يخضع للتطور الذي يحدث لأي مبدع موهوب من ضعف و اهتمام باستعراض الصنعة على حساب المعنى مرورًا بالنضج الفني و انتهاءً بضعف يميزه عن الأول خبرة كبيرة ، و لو رتبنا القرآن كيفما نزل سنلاحظ التطور في طول الجملة و استعمال الموسيقى الداخلية و الخارجية و وحدة النص ... إلخ

    5 .
    النص المعجز لا تضطره القافية للفظ لا يفيد المعنى كما بينا في حالة سورة العلق ، و هناك مثال آخر و هو مثلاً قوله سيصلى نارًا ذات لهب ما فائدة كلمة لهب هنا ، و هل هناك نار ليست ذات لهب ؟ ثم لماذا حافظ في السورة على الباء أربع مرات و كسرها في الخامسة بكلمة مسد ؟
    هل هناك من سبب بلاغي أم أنه خلل
    لا يوجد تعليق

  8. #23

    افتراضي

    لو عندي وقت لرددت عليك لكن اقل لك انت مستذكر جيد من كتب المستشرقين

  9. #24

    افتراضي

    اخر نقطه :-

    ولو فرضنا مجازا ان القرأن معجز !
    وكان تحدى للعرب !

    اذن فهو ليس معجز للعجم ! او لغير ممن لا يتحدثون العربيه !

    او لم تكن اللغه العربيه هى لغتهم الام ؟

    فكيف سيؤثر عليهم القرأن باعجازه ؟ على بشر لا يعلمون اى شئ عن اللغه التى انزل بها

    حتى ولو تعلموها ! او ترجم لهم ! فلن يكن معجزا لغير العرب

    تخيل ان ااتى اليك الان

    واضع اليك مثلا

    ابيات شعر يابانى او تايلاندى !

    هل ستؤثر فيك روحانيا او داخليا ! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    بالطبع لا
    فأنت لست يابانى او تايلاندى ليؤثر عليك شعر التايلاندى او اليابانى !

    انتهى
    لا يوجد تعليق

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    خذ:
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...424#post211424

    ولكنكم قومٌ لا تقرؤون
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  11. #26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجرّد إنسان مشاهدة المشاركة
    خذ:
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...424#post211424

    ولكنكم قومٌ لا تقرؤون
    قرأت هذا الترقيع من قبل !

    شكرا لك على اهتمامك !
    +
    الف شكر على طريقتك ( ولكنكم قومٌ لا تقرؤون )

    لا ادرى ماذا اضافت لك . عندما قلتها ؟

    خير امه اخرجت للناس !
    لا يوجد تعليق

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    لو كان عندك ما تنقض به هذا "الترقيع!!!" لأتيت به....ولكن.....

    أما:

    لا ادرى ماذا اضافت لك . عندما قلتها ؟
    هذا حكمٌ استقرائي أومن به....ولستَ ملزماً بقبوله أو ردّه...لكن قرائنه لتنوء بحملها الجبال....وليس الحديث "عنك" ولكن "عنكم"...فتأمّل
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  13. #28

    افتراضي

    لا يوجد تعليق

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    دار الممر
    المشاركات
    1,715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هتلر مشاهدة المشاركة
    اخر نقطه :-

    ولو فرضنا مجازا ان القرأن معجز !
    وكان تحدى للعرب !

    اذن فهو ليس معجز للعجم ! او لغير ممن لا يتحدثون العربيه !

    او لم تكن اللغه العربيه هى لغتهم الام ؟

    فكيف سيؤثر عليهم القرأن باعجازه ؟ على بشر لا يعلمون اى شئ عن اللغه التى انزل بها

    حتى ولو تعلموها ! او ترجم لهم ! فلن يكن معجزا لغير العرب

    تخيل ان ااتى اليك الان

    واضع اليك مثلا

    ابيات شعر يابانى او تايلاندى !

    هل ستؤثر فيك روحانيا او داخليا ! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    بالطبع لا
    فأنت لست يابانى او تايلاندى ليؤثر عليك شعر التايلاندى او اليابانى !

    انتهى
    بالطبع نعم
    على طريقة إخواننا خذ هذا
    http://www.youtube.com/watch?v=CueVE_ihZO0
    http://www.youtube.com/watch?v=ZqVbGVuHv_g
    ليس فى تلك الحياة كلها شيء اغلى من الدين
    فهو من أجله خُلقت ومن أجله تموت ومن أجله تُبعث


    فإ ن المتتبع للفتن العظيمة التي ألمت
    بأمة الإسلام على مدار تاريَخها؛ لا يكاد
    يجد فتنة منها إلا وقد قيض الله لها )إمام
    هدًى( يلي الأمر بالمعروف والنهي عن
    المنكر حقًا، ويسلك سبيل أئمة الهدى
    قبله في الأخذ بيد )العامة والخاصة( على
    طريق النجاة من الفتنة، لا بشيء سوى
    بالدلالة على )الوحي( و)معنى الوحي(
    و)مقتضى الوحي(


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumd...aysprune=&f=27

  15. #30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هتلر مشاهدة المشاركة
    1 .
    أول ما جاء من القرآن الخمس آيات الأولى من سورة العلق ، و نلاحظ أنها بدأت بداية جميلة (إقرأ باسم ربك الذي خلق) ، فيها رحابة و رشاقة ، ثم اتجه لتحديدٍ لا أعرف له مبررًا سوى اللهاث وراء الموسيقى الخارجية حين قال (خلق الإنسان . من علق) فنجده يضحي بالرحابة التي قدمتها كلمة خلق الغير معرفة ، بعد ذلك يكرر نفس السيناريو مع علم الإنسان ما لم يعلم ، و من يعلمنا ما نعلم ؟ لا أعلم ؟
    2 .
    معظم السور التي تسمى بالمفصل تشبه سجع الكهان ، و لو أتى بمثلها الآن شاعر مبتدئ لعوقب بالحبس ، مثل الناس و الفلق و لا أدري أي بلاغة في المعوذتين ؟ فهل يدري أحدكم فيخبرني ؟ كذلك الهمزة و الفيل و قريش و ...... إلخ
    3 .
    (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) أي بلاغة تظنونها هنا ؟ و معظم الأحكام جاءت بدون اهتمام أو تركيز على الصياغة الجيدة.

    ثم أنه هناك عدة شروط لابد أن تتوفر في النص القرآني ليكون معجز ألخصها بما يلي :
    1 .
    أن يعجز البشر جميعًا عن الإتيان بمثله ، و لكن كيف نحدد مثله هذه ، المؤمنون بإعجازه لا يرضيهم أي نوع من المقارنة ، فهم يصادرون على الإمكانية مسبقًا قبل حتى قراءتها ، و لأن البلاغة تخضع في كثير من الأحيان للذوق الشخصي فالأمر يصبح شبه مستحيل ، و هم يحجمون عن تعريف مثله هذه بوضوح و معايير مفهومة ، و لكنني سأضع بين يديكم نص لقس بن ساعدة الإيادي ، أي أنه سابق على القرآن ، و لكم أن تحاكموه كما أردتم ، فأنا أراه ينطبق عليه وصف مثله فيقول :

    اسمعوا وعوا**إن من عاش مات** ومن مات فات** وكل ما هو آت آت** ليل داج** ونهار ساج** وسماء ذات أبراج** إن في الأرض لعبرا** وإن في السماء لخبرا** أقسم قس قسما حتما** لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعد سخطا** بل إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم** بل هو المعبود الواحد** ليس بمولود ولا والد** أعاد وأبدى** وإليه المآب غدا

    طبعًا يمكننا الحديث لساعات عن تكرار كلمة آت و بلاغته و عن دقة اختيار الألفاظ و إعجازها ، فما بالك بالذين يحدثوننا عن هذا منذ ألف سنة !!

    2 .
    النص المعجز الذي لا يمكن أن يحدث لبس و يختلط بكلام غيره ، فهو لا يشبه غيره لا من قريب و لا من بعيد ، و كيف هذا وهو معجز ، فلو اختلط بغيره لكان غيره معجز أيضًا ، فالمتلقي البليغ الذي لا يميز بينه و بين غيره هو دليل على عدم إعجازه ، و لكن ما رأيكم بهذين الحديثين

    لا تكتبوا عني غير القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه
    و دخل زيد بن ثابت على الخليفة معاوية، فسأله عن حديث فأمر إنساناً يكتبه، فقال له زيد: إنّ رسول اللّه أمرنا أن لا نكتب شيئاً من حديثه فمحاه
    الأول في مسند أحمد و صححه مسلم ، و الثاني في سنن أبي داوود و ذكره أحمد في مسنده أيضًا
    هذان الحديثان لا ينكرهما أهل السنة و لكنهما يبررون المنع بحجة عدم اختلاط القرآن بالحديث ، أما الآن و قد استقر القرآن في القلوب فلا حاجة للمنع ، كيف يختلط الحديث بالقرآن إذا كان القرآن معجز و الحديث غير معجز ؟ كيف يحدث لبس إلا إذا توافر شرط مثله المزعوم؟

    3 .
    النص المعجز يجب أن يكون معجز دائمًا ، أي أن يعبر عن الجمل بذات البلاغة ، فليخبرني الزملاء المسلمون بأمانة هل يجدون يوسف مثل النساء في الجمال و البلاغة و الجزالة ؟

    4 .
    النص المعجز لا يخضع للتطور الذي يحدث لأي مبدع موهوب من ضعف و اهتمام باستعراض الصنعة على حساب المعنى مرورًا بالنضج الفني و انتهاءً بضعف يميزه عن الأول خبرة كبيرة ، و لو رتبنا القرآن كيفما نزل سنلاحظ التطور في طول الجملة و استعمال الموسيقى الداخلية و الخارجية و وحدة النص ... إلخ

    .
    النص المعجز لا تضطره القافية للفظ لا يفيد المعنى كما بينا في حالة سورة العلق ، و هناك مثال آخر و هو مثلاً قوله سيصلى نارًا ذات لهب ما فائدة كلمة لهب هنا ، و هل هناك نار ليست ذات لهب ؟ ثم لماذا حافظ في السورة على الباء أربع مرات و كسرها في الخامسة بكلمة مسد ؟
    هل هناك من سبب بلاغي أم أنه خلل

    لا أدري ما الدافع لأعادة الأسئلة بعد طرحها في المشاركة الأولى.
    1- لا تروق لك ولاللبلاغة العربية كلمة علق؟ إذاً نطالبك بأن تأتينا بكلمة بدل (علق) تصلح أكثر في نظرك. هذه واحدة، وأخرى: نحن لانرى في كلمة (علق) الضيق الذي توهمته، وثالثة، فسّر لنا (قولك كلمة خلق الغير معرفة) أيّ تعريف تريد؟ أتعريف الفعل؟ هذا ما لم نعهده. أتريد أن يكون الفعل معرفًا بالألف واللام؟
    2- (علّم الإنسان ما لم يعلم) انظر ما يقول فيها أرباب التفاسير ثم تعال لتناقش. الآية تبين الربوبية وهي في مقام الامتنان. تعلّمَ آدمُ من ربه من غير كسب ولا نظر. أو هي خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سوف يعلمه ربه ما لم يكن يعلمه لاهو ولاقومه من قبل. أو هي لبني آدم الذين يخرجون من بطون أمهاتهم وهم جهال ثم يتعلمون شيئًا فشيئًا. فإذا امتنّ عليك والدك وقال لك مثلاً: أنا علمتك السياقة ولم تكن تحسنها. أتراه أعاد الكلام بغير فائدة؟
    3- المعاقبة بالحبس-إن حصلت- ليس للسجع وقد كتبت مقامات مسجوعة ولم نسمع عن أصحابها أنهم حبسوا بسببها، وإنما لمضاهتها القرآن وتلاعبها بالألفاظ واقتباسها من القرآن، كما نراه في بعض المنتديات الكفرية المشؤومة. وقد جاءنا مرة هنا غمر أتى بكلام فيه شبه بسورة الإخلاص فطرد شرّ مطرد.
    4- ثم أخبرني، أنت لاترى بلاغةً في بعض قصار السور بذوقك أم بذوق الأقحاح الفصحاء من العرب؟ فإن قلت بذوقي بسطنا أرجلنا في المجلس بل اضطجعنا ولايهمنا مايخرج من رأسك. وإن قلت بل بذوق الفصحاء الأُوّل طالبناك بالدليل، ودونه شرب ماء البحر الأجاج.
    ياهذا العبرة بمن عاش في زمن النبي صلّى الله عليه وسلم؛ هم الذين تحدّاهم القرآن بأن يأتوا بسورة من مثله أما أمثال هذا العصر فيحالوا على مقامة أخينا الفاضل هشام ابن الزبير (ذب الذبان عن جناب القرآن) وإن كنت أُجل الذباب بعض الشيء لأن في أحد جناحيه شفاءً.
    5- قولك إن المعجز لاينبغي أن يخشى عليه لأنه معجز ولذلك لامانع بخلطه بالحديث وخاصة بعد تدويين القرآن كلام غريب. لأن هنا حالتين: إما أن تريد أن يخلط الحديث بالقرآن في نفس الصفحة أي يتخلل بعضَ الآيات حديثُ النبي صلّى الله عليه وسلّم. ويكفي تصور هذا على الردّ عليه. وإما أن تريد أن يكتب الحديث على هامش مثلاً، فهذا ممكن وهناك بعض المصاحف على هامشها غريب القرآن وتفسيره.
    وقد تكون اعتبارات أخرى لعدم الخلط، من بينها الحفاظ على مقام كلام رب العالمين فلا يخلط بكلام بشر. فلو خُلط كلام ملك من الملوك بكلام أحد وزرائه لكان ذلك هضمًا لحقه فكيف بكلام رب العالمين سبحانه وتعالى.
    6- الذي يدّعي أن القرآن يتتبع القوافي جاهل، بل أحيانا يتجنبها كما في هاتين الآيتين من سورة آل عمران مثلاً أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون) فإن أي واحد يلهث وراء السجع كما زعمت يقدر على وضع كلمة (بصير) في موضع (يعملون.)
    وقد ردّ عليك بعض الإخوان بالنسبة لسورة المسد ففيه بغية لمن أراد الحق. وأضيف أمرًا آخر لم يذكره الأخ وهو أن الله تعالى فصّل في بيان ما يُعذب به أبو لهب عن طريق الإطناب وهو نوع معروف من أنواع البلاغة. كقوله تعالى ( ولاطائر يطير بجناحيه) وطيران الطيور لايكون إلا بالأجنحة وكقوله ( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) والقلوب لاتكون إلا فيها؛ وكقوله ( ( ذلك قولكم بأفواهكم) للمبالغة في التشنيع على المفترين.
    والله تعالى أعلم.

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القرآن الكريم ليس معجزا بلاغيا فحسب
    بواسطة ابن سلامة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-25-2013, 02:23 AM
  2. هل القرأن معجز ؟
    بواسطة الفوهرر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-2013, 11:51 PM
  3. بل القرآن معجز ببلاغته...
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 94
    آخر مشاركة: 04-17-2011, 08:56 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء