صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 41

الموضوع: هل العدم موجود ام غير موجود ؟؟...سؤال باطل من الاساس

  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب أهل الحديث مشاهدة المشاركة
    هناك مقولة مشهورة لابن تيمية رحمه الله تعتبر بلسماً شافياً لمن تفكر في مدلولها يقول :كُلّ معطل يجمع بين التشبيه والتعطيل"؛ لأنه لا يمكن أنْ يَقَعَ في التعطيل إلا وقد مَرَّ بمرحلةِ التشبيهِ، انقدح في ذهنه التشبيه؛ فَعَطَّلَ، ولهذا يجمع في تعطيله بين التشبيه والتعطيل.
    بارك الله فيك استاذي محب لاهل الحديث فهذا كلام صحيح فالمعطل فعلا حصر معنى النص على المعنى الحسي فعطله

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي الطيب محمود وفقه الله .
    ان الامر كله متصل ببعض , بمعنى أن الامر يعود الى من شبهة الجسمانية او المادة, ومن ثم التعطيل او التفويض -وكلاهما بمعنى- ومن ثم نفي المكان لاجل هذه التوهمات .
    فإذا ما أثبت يا اخي الفاضل ربك بذاتٍ وصفات تليق به ,فقد أثبتَ وجوده ! واذا قيل أين الله الذي أشرت الى وجوده , فأنت بين أمرين إما أن تنفيه بأي عبارة تقوم بعبارات النفي
    ك بلا مكان أو تقول أنه في العلو ومستو على العرش , كما اثبت ذلك الكتاب والسنة .

    فالله سبحانه على العرش استوى وفوق السماوات , وهذا يعتبر مكاناً بهذا الاعتبار , أما تَوهُم احتياج الله لهذا المكان فهذا باطل حتماً لان الله هو خالق الزمان والمكان , ولذلك أشرتُ لك الى تعبير بعضهم بالوجود العدمي او الوجود الحقيقي , ويقصدون بالوجود العدمي الخارج العالم العلوي , الذي قال الله فيه "وترى الملائكة حافين من حول العرش .." فنحن نثبت الملائكة ولا ننفيهم , ونثبت ذواتهم وصفاتهم , ونقول بأنهم في السماء ,ومنهم مقربين من حول العرش , والله مستو على العرش , وترى ذلك ماثلاً في العندية في قوله " إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون" وقوله "ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون "فالقول بأن الملائكة بلا مكان غير مفهوم بعد بيان الله حال بعضهم من قربهم من العرش , وبعد اشارة القرآن لعروجهم وصعودهم الى العلو , واشارة النبي صلى الله عليه وسلم للعلو في قوله " اللهم فاشهد " وعروجه الى السماء معلوم مفهوم من مقابلة ربه . ,فإثبات وجود الملائكة لا يكون الا بمكان , وهم عند الله حول العرش كما بيّنا . ثم إن كل موجود صح السؤال عنه " بأين " التي تدل على المكان , ولذلك فقد ثبت في صحيح مسلمٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل الجارية " أين الله " قالت : في السماء ! قال: أعتقها فإنها مؤمنة " ! ففي السماء أي العلو , وكل ما علاك فهو سماء , والله سبحانه فوق السماوات مستو على العرش , وذلك مكان بهذا الاعتبار لصحة دلالة " أين " المكانية عليه .

    فان كان المقصود يا أخي أن اثبات صفات ذاتية لله , كالوجه لقوله " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام " واليدين في قوله " والارض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوبات بيمينه " وعلى انه شيء كما قال الله " قل أيُ شيءٍ أكبر شهادة قل الله " او الشخوص كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا شخص أغير من الله .." كما عند البخاري , والكِبر والكبر " عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال " مع وقوله " وسع كرسيه السماوات ولارض " فإن كان في اثبات هذه المعاني جسمانية , يستفصل في الامر .
    لان الجسم : هو ما كان عظماً ودماً وروحاً على تعبير بعضهم , وهذا منفيٌ عن الله لأنه نور " الله نور السماوات والارض مثل نوره .. " ولاجابة النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما سأله هل رأيت ربك ؟ قال : نور أنى أراه " ومعلوم أن ذلك كان في المعراج , فلو لم يكن الله موجود بمكان يليق به لا تصح رؤيته , علماً أن تعليل النبي كان بأمر آخر الا وهو النورانية !, و بقول الله" قل هو الله احد الله الصمد " على ان الصمد هو الذي لا جوف له , وعليه فلا يحتاج لما تحتاج اليه المخلوقات من الاكل والنوم .. كما قال " وهو يُطعِمُ ولا يُطعم " وقوله " لا تأخذه سنة ولا نوم " , فهذا منافٍ للجسمانية من هذا الوجه .

    اما ان كان المقصود بوجود نفس أو روح قائمة بذاتها بصفات كقوله تعالى في قول عيسى " تعلم مافي نفسي ولا أعلم مافي نفسك " وقوله " فنفخت فيه من روحي" فأثبت الله سبحانه الروح والنفس , فنثبت نفساً تتصف بصفات الكمال , بما وصف به نفسه . وعليه فإن مبنى الامر عند في الاثبات المناف للتفويض , لان التفويض هو التعطيل ومن ثم هو التأويل , لكونه صرفٌ للامر عن ظاهره , وقد قال شيخ الاسلام " كل مشبه يعبدُ صنماً ! , وكل مأول يعبدُ عدماً " واهل السنة وسط بين الفرق فيثبتون لله صفات لا تماثل المخلوقين كما اثبتها لنفسه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ففي الاية نفيٌ واثبات , نفيٌ لمشابهة الصفات بالمخلوقات , واثبات لصفات كاملة منافية لمماثلة المخلوقات . فأنت ترى أنك سميع بصير , والرب كذلك , وانظر الفارق بين من وسع سمعه الاصوات وبصره المرئيات , حتى تسبح الله عن هذه المماثلة . , فإن المراد بالجسمانية والماديّة هذا الاعتبار فهو اعتبارٌ مردود .

    فإذا تبين ذلك أخي الكريم , يمتنع اثبات موجود قائم بذاته بصفاته الكاملة , لا مكان يليق به بل ولا صورة ! , والا كان الخوض في ذلك كالخوض في اسطورة العنقاء او التنانين الصينية ! حيث انهم يغرقون في الحديث عنها وفي اثباتها وايقاع رسومات لها , ثم هي لا وجود لها ألبته ! فصار الحديث عنها حديثاً أشبه بالخيال والمعدومات .
    وحتى الذين توهموا تنزيه الله بنفي صفاته عنه خشية الوقوع في التجسيم او الماديّة او الاجزاء والابعاض والتراكيب , والتحيّز والتنزيه عن المكان , اوقعهم تنزييهم بتشبيه الله بالهواء والعدم!, والله سبحانه يقول " قلُ أأنتم أعلمُ أم الله " وقال " قلُ أتعلمون الله بدينكم " وقال " ومن أحسنُ من الله قيلاً " وقال " ومن أحسن من الله حُكماً لقومٍ يوقنون " , فالله سبحانه قد وصف نفسه بصفات تليق به , ولو أراد تنزيه نفسه لأجل توهمات الناس لبينه , ولأرشد نبيه صلى الله عليه وسلم لذلك .

    والحاصل أن أساس نفي المكان عن الله سبحانه في مقالتك - فيما يبدو - يكمن في تفويضك , فالتفويض= التعطيل = التأويل , لأن كل مفوّضٍ قد عطّل لازم الصفة او ملزومها وان زعم اثباتها . ثم انه قد وقع في التأويل , وان لم يفسرها , فحسبه صرف الصفة عن ظاهرها والمعنى المتبادر وتجريدها من سياقها , وبمخالفة ما عليه السلف الصالح .

    ثم إن في قولك
    فنحن لا نتصور الا كل ما له مكان وهذا هو الوجود (التصويري او التخيلى ) لدينا كما لا نتصور الا من كان يسري عليه الزمان فالذي يطغى عليه التصور على التعقل فى تلك النقطة يقول ليس ثمة موجود بلا زمان كما تقول انت الان ليس ثمة موجود بلا مكان فكما ان للزمان بداية وحدود لا زمان قبلها (وهذا نعقله ولا نتصوره) فان ايضا للمكان او الخلاء او الحيز حدود لا يوجد بعدها خلاء او ملاء وهذا لا يمكن ويستحييييييييييييل تصوره ولكن هذا واجب عقلى .
    تصوّر الاشياء بخاصة الغيبية منها لا يعطي المفاد الحقيقي لما عليه تلك الاشياء بالضرورة , فلذا احتجنا الى السمع والنقل في هذه المسألة من خبر المعصوم , فعاد الامر الى التعقل والتفهم في تصورك للمسألة , ولذا بيّنتُ أنه لا معنى للتصور والتفهم في هذه المناسبة لما لهدم اعطاء الحقيقة الغيبية المقتصرة على السماع . فقد جاءت النصوص في اثبات ما اثبته الله على نفسه من غير تحريف ولا تكييف -طلب للكيفية - ولا تأويل ولا تعطيل , فكان في مقابلة هذه الاربع الاثبات مع الفهم للايات , والا وقع المرء في أحد هذه المحظورات شعر أم لم يشعر . فحينما يقول الله سبحانه " هو الاول والاخر والظاهر والباطن " والنبي صلى الله عليه وسلم يفسر هذه المعاني بما لا يدعو الى الريب فيقول " اللهم انت الاول الذي ليس قبلك شيء , وانت الاخر الذي ليس بعدك شيء , وانت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء " فهذه للدلالة على الاحاطة الزمانية والمكانية التي لا تكون الا في علو ! . ومضي الزمان على باعتبار أفعاله فيهم وجريان قدره في مخلوقاته جائز فقد قال الله " وان يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون " وقال " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" وقال " بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك " وقال تعالى " قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " نسأل الله السلامة والعافية !
    يقول ابو جعفر الطبري " فتأويل الكلام: قال الله كم لبثتم في الدنيا من عدد سنين؟ قالوا مجيبين له: لبثنا فيها يوما أو بعض يوم، فاسأل العادين، لأنا لا ندري، قد نسينا ذلك.
    .. في قوله كم لبثتم ) وتأويل الكلام على قراءتنا: قال الله لهم: ما لبثتم في الأرض إلا قليلا يسيرا، لو أنكم كنتم تعلمون قدر لبثكم فيها." فجميع ذلك كان احصاءاً من الله عليهم طوال مكثهم في الحياة الدنيا وبما كان الخلق عاملون , يجري فيهم حكمه العادل الى أن يرث الله الارض ومن عليها وحتى يوافي أهل الجنة الجنة , واهل النار النار . فالله هو الاول والاخر , وكانت احاطته الزمانية والمكانية شاملة لنفوذ احكامه فيهم .

    وأخيراً أخي مع قولك
    فانى اؤمن بها انها من عند ربنا ولكن افوض معناها الى الله تعالى بلا تاويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف وانزه الله تعالى عن الجسمية والافتقار الى مكان لوجوده .
    التفويض اخي الفاضل , لم ليس بمذهب سديد , وان زُعِم زعماً مجافٍ للصواب بأنه مذهب للسلف ! وليس الامر كذلك كما خُيّلَ للبعض , وقد علق الامام الذهبي على قول امام من الائمة لما شعر من قوله شيئاً يفيد بمعنى التفويض حيث مر به قول أبو عبيد: ما أدركنا أحدا يفسر هذه الأحاديث، ونحن لا نفسرها ! قلت-الذهبي-: قد صنف أبو عبيد كتاب (غريب الحديث)، وما تعرض لأخبار الصفات الإلهية بتأويل أبداً، ولا فسر منها شيئا. وقد أخبر بأنه ما لحق أحدا يفسرها، فلو كان -والله- تفسيرها سائغا، أو حتما، لأوشك أن يكون اهتمامهم بذلك فوق اهتمامهم بأحاديث الفروع والآداب، فلما لم يتعرضوا لها بتأويل، وأقروها على ما وردت عليه، علم أن ذلك هو الحق الذي لا حيدة عنه."

    وكلامهم في هذا الباب معروف وتجد جزءاً من ذلك في الموضوع المثبت في هذا القسم من الصفحة الثانية في بيان كلام الائمة وتفسيرهم لبعض الامور خشية أن يتبادر منها تعطيل او تحريف . ولأن مقتضى التفويض التجهيل ! فمعاذ الله ان يخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم بلا يفهم , ويأمر الناس بذلك , ويخبرهم عن عروجه الى السماء , ويدعوهم بأن الله في العلو , وان الجنة في السماء , والعرش سقف الفردوس , وتمر به وبجبريل وبالصحابة والاعلام قوله تعالى " أامنتم من في السماء " وهم لا يعون ما معنى هذه الاية , بل ويخبر الله بحال الخائفين الراجين بقوله " يخافون ربهم من فوقهم " ويقر الله سبحانه ما قام في نفوسهم من الفوقية ولا ينبه الله نبيه لهذا الامر الجسيم في اقرارهم بهذه الفوقية !
    فالتفويض لا يعقل , ولو لم يكن في الزاماته الا تجهيل جبريل و الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الاخيار واقراراً من الله على ذلك , لكفى بهذا المذهب تنفيراً وتشنيعاً ! .

    أعتذر عن الاطالة , الا اني آثرت اماطة اللثام عن المصطلحات المبهمة لتنطق عن معانيها , والعلم عند الله , وفقنا الله واياكم لما يحبه الله ويرضاه .
    التعديل الأخير تم 03-02-2013 الساعة 06:26 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هدانا الله جميعا...
    اخى الكريم واستاذي الفاضل ماكولا
    اذا كان المقصود بالمكان العدمى الخلاء فلا يختلف شيء عن المكان الوجودي بغض النظر عن محتوياته اكان يحتوي على شيء ام لا فانه فى الاخر خلاء وحيز وكل حيز وخلاء مخلوق والله تعالى خلق كل شيء وخلق الزمان والمكان كما قلت ومن الاستحالة ان يحتاج الخالق فى وجوده الى المخلوق سبحانه وتعالى علوا كبيرا بل ان كل مخلوق حادث والخالق ازلى اول بلا ابتداء .
    والجسم ليس المقصود به محتوياته من عظم ولحم ولكن الجسم هو كل من شغل مكانا او خلاء او حيز فالنور بذلك جسم والنار بهذا المعنى جسم فالتجسيم هو شغل الحيز والمكان بغض النظر عن ماهية الجسم .
    وسؤال اين الله (اذا كان المقصود به المكان) لا يختلف عن سؤال متى الله ؟ والله تعالى كما اسلفنا خلق المكان والزمان وكان ولم يكن شيء معه .
    اما التفويض فانه مخالف للتعطيل والتاويل فمثلا فى صفة اليد .. نؤمن بان لله سبحانه وتعالى يد بلا تعطيل ولا تاويل ولا تشبيه وعدم التشبيه يقتضى صرفها عن معناها الحسي المعهود فى اوهامنا وتصوراتنا
    فالله تعالى ليس كمثله شيء
    ووجود الله مختلف تماما عن وجودنا فنحن نحتاج ونفتقر لمكان وزمان لوجودنا والله تعالى لا يحتاج الى شيء هو الغنى سبحانه.
    وقلنا ان النصوص نؤمن بها كما جاءت من عبد ربنا ولا نعلم تاويلها فالذي يعلم تاويلها هو الله فنحن فقط نرد المتشابه الى المحكم ونصرف المعنى عن الحس ونقول ليس كمثله شيء .
    فمثلا الاحرف التى فى بداية بعض سور القران ك(الم) و(الر) نفوض معناها الى الله تعالى :
    (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ).
    والله اعلى واعلم .

  4. #19

    افتراضي

    أرى أن كلامك أخي محمود : يمكن أن يصح إذا كان في الحديث عن الله تعالى قبل أن يخلق شيء .. أي حينما كان أول : لا شيء معه ولا قبله .. فحينها يصح كلامك عن نفي المكانية والجهة .. ويصح كلامك عن حدود التعقل والتصور إلخ ..

    أما وقد خلق الله تعالى الخلق : فقد وسعهم بكرسيه عز وجل " وسع كرسيه السماوات والأرض " .. واستوى على عرشه ((من فوقهم)) " الرحمن على العرش استوى " .. فسبحانه له الفوقية المكانية والمطلقة وله العلو في الاتجاه ...
    وكل ذلك عليه أدلة كثيرة واضحة من القرآن والسنة : وهي صريحة فطرية : إلا ما استحدثه الناس فيها من تأويل أو تعطيل أو تفويض إلخ ..
    وهنا فارق هام بين ما بينه النص الديني بكل جلاء ووضوح (قرآنا أو سنة) وبين شيئا تركه الله تعالى مشتبها لحكم مثل الحروف المقطعة التي قلت أنت فيها :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عمر مشاهدة المشاركة
    وقلنا ان النصوص نؤمن بها كما جاءت من عبد ربنا ولا نعلم تاويلها فالذي يعلم تاويلها هو الله فنحن فقط نرد المتشابه الى المحكم ونصرف المعنى عن الحس ونقول ليس كمثله شيء .
    فمثلا الاحرف التى فى بداية بعض سور القران ك(الم) و(الر) نفوض معناها الى الله تعالى :
    (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ).
    والله اعلى واعلم .
    فنعم .. نحن نرد المتشابه إلى المحكم إذا عرفناه ..
    ونفوض بما لا نعرفه من المحكمات ونقول كما أرشدنا عز وجل " آمنا به كل من عند ربنا " ..
    وهذه بمفردها واحدة من أجلّ اختبارات المتشابه التي يختبر الله بها إيمان المؤمنين ..

    وأما صعوبة تخيل مطلق العلو المكاني لله تعالى والاتجاهي .. وخصوصا بعد اكتشاف كروية الأرض :
    فليس كما يتصوره البعض ...
    ففي السلف الصالح من تحدث فيه - كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - وقال :
    أنه حتى للذين في الجانب السفلي من اتجاه العلو : فلهم نفس اتجاه العلو أيضا لم يتغير ..
    تماما مثلما لو علقنا رجلا من قدميه : فسيبقى اتجاه السماء بالنسبة إليه : لم يزل من أعلاه !!!..
    وحتى في العصر الحديث والأبحاث والدراسات الكونية والفيزيائي المثيرة :
    فهي تؤكد أن هناك حالات للكون الكروي يكون فيها لا معنى للخط المستقيم بلا نهاية !!!..
    بل سيعود لنفس نقطة انطلاقه من جديد !!!..
    رغم أنه من المفترض أنه سينطلق منها في اتجاه متباعد ولا يرجع إليها أبدا !!!!..
    وكل هذه الأشياء تدخل في جدل التعقل والتصور الذي أخبرتنا أنت عنه ..
    وعلماء الفيزياء أنفسهم يعترفون باستحالة تصور ذلك !!!.. ولكنهم يعقلونه ويفهمونه من واقع معادلاتهم !!..

    وأما نحن المسلمون على أهل السنة والجماعة نؤمن بما قاله ربنا من فوقية وعلو وبينونة عن خلقه ..
    لا يضرنا عجز تصور : ما دمنا نتعقل كل تلك النصوص ولا نجد فيها تناقض أو ما يطعن في ذات الله تعالى ..

    والله تعالى أعلى وأعلم ..

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ الفاضل ابو حب الله ...
    الله تعالى خالق كل شيء وهو اول بلا ابتداء أي ازلى ولا يسري عليه الزمان لانه خالقه ولذلك فان الله تعالى يغير ولا يتغير فالله تعالى خلق المكان والزمان ولم يكن له ذات مادية او جسم يوجد فى مكان او حيز ولم يسري عليه زمان وقولك انه تعالى لم يكن فى مكان قبل الخلق ثم كان فى مكان او حيز بعد الخلق هذا يقتضي التغير وهذا محال سبحان الله
    وفعلا الارض كروية فمن يقف على القطب الشمالى للكوكب جهة العلو لديه (سواء كان معلقا من رجليه او واقف على قدميه) تقتضى ان تكون مخالفة تماما او فى عكس اتجاه جهة العلو لمن يقف فى القطب الجنوبى للكرة (سواء كان وافقا على قدميه او معلق من رجليه).
    وفعلا الهندسة الكلاسيكية النظرية التى تدرس الخطوط المستقيمة ليس لها مكان فى كوننا بل انها هندسة بحتة نظرية وليست تطبيقية ولا تمت لهندسة الكون بصلة .
    والله اعلى واعلم .

  6. #21

    افتراضي

    الله تعالى خالق كل شيء وهو اول بلا ابتداء أي ازلى
    هذا صحيح ..

    ولا يسري عليه الزمان لانه خالقه
    الزمان الذي تقصده أنت هنا هو الزمان المخلوق مع المكان .. لأن ذلك الزمان ما هو إلا تعبير عن المكان .. فدورات الأرض والشمس والقمر ينتج عنها اليوم والشهر والسنة إلخ .. ولذلك تجد مثلا اليوم على عطارد غير اليوم على الأرض غير المريخ غير المشترى وأورانوس إلخ

    وأما الله تعالى : وحتى قبل خلقه للمكان : فله ترتيب في أفعاله سبحانه .. ومنها خلق المكان نفسه !!!.. وإلا لو لم يكن له ترتيب زمني لأفعاله : لقلنا أنه خلق المكان أزلا أو في لا زمان !!!.. وهذا من المستحيلات العقلية ولم يقل به أحد ولا جاء في قرآن ولا سنة .. بل يخلق سبحانه خلقا من بعد خلق .. وقد وصف نفسه بأنه هو الدهر فقال :
    " قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر .. وأنا الدهر بيدي الأمر .. أقلب الليل والنهار " .. رواه البخاري .. فالزمان هو وعاء العمل .. والله تعالى خالق منذ الأزل .. وهنا زمان من لوازم صفات الله تعالى وأفعاله : يمتد لما قبل خلق المكان نفسه (أو كوننا هذا إن شئت الدقة) .. ووصف الله تعالى ذاته بالدهر : يشمل كل زمان .. ما كان قبل خلق المكان بمفهومه الذي نعرفه : وما قبله من الأزل ...

    ولذلك فان الله تعالى يغير ولا يتغير
    هذه العبارة تحتاج تفصيل ولا تؤخذ بعمومها وإلا : فالله تعالى يتكلم .. ويغفر ويرحم ويعذب ويجيء وينزل ويتوب إلخ .. وكل هذه فيها نوع من أنواع التغيير .. فإما أن تبين مقصودك ومرادك .. وإما أن تنفي عن الله تعالى أي تغيير بالكلية : فكأنك هنا استبدلت الله تعالى بإله صنم !!!.. وجوده مثل عدمه وحاشاه ...

    فالله تعالى خلق المكان والزمان ولم يكن له ذات مادية او جسم يوجد فى مكان او حيز ولم يسري عليه زمان
    لنتجد عالما من أهل السنة قال أن الله تعالى يوجد أو يتحيز ((في)) مكان !!!!..
    بل ننسب له فقط مكانية العلو وجهة العلو المطلق سبحانه ...
    وهذه ليس فيها تحديد ولا إحاطة بالله تعالى ولا تحييزا له سبحانه وحاشاه أن يحده شيء من مخلوقاته !!..
    وكل ذلك لا يتنافى مع العلو والفوقية .. لأن العلو والفوقية لا تعنيان التحيز والمداخلة ..

    وأما قولك عن الله تعالى أنه ليس له ذات مادية أو جسم ..
    فإذا أردت بذلك نفي وجود ذات لله تعالى يكون لها اتجاه علو فنقول لها فوق أو على : فهذا باطل !!!..
    وأول ما يظهر باطله هو صريح القرآن والسنة ...
    وأما الذي يفوضه أهل السنة فهو الكيفية ..
    فنحن لا نعلم كيفيات صفات الله عز وجل ...
    فنسلم له بما وصف به ذاته ونفسه سبحانه وبما وصفه به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ..
    فنثبته له .. ونقول أن له كيفية ولكن : لا نعلم ما هي ..
    وفرق كبير بين أن نقول أن له كيفية لا نعلمها : وبين أن ننفي أن يكون لصفاته كيفية أصلا !!!..
    فنصير كالذي يعبد (لا شيء) !!!..
    فلا هو بذات ولا له اتجاه ولا له ترتيب أفعال إلخ إلخ إلخ ..

    وقولك انه تعالى لم يكن فى مكان قبل الخلق ثم كان فى مكان او حيز بعد الخلق هذا يقتضي التغير وهذا محال سبحان الله
    للمرة الثانية : لن تجد عالما من أهل السنة يقول أن الله تعالى (في) أو يحده (حيز) !!!..
    وإنما ننسب له فقط الفوقية والعلو على مخلوقاته وفوق عرشه سبحانه ...
    وأما كونه لم يكن له اتجاه ومكان : ثم صار له اتجاه ومكان (والمكان هنا المقصود به العلو) :
    فهذا شيء طبيعي .. لأنه كان أولا ولا شيء معه !!!.. فكيف وعلى ماذا كان له مكان أو اتجاه بالنسبة لمخلوقات لم تخلق بعد أصلا ؟!..
    أما وقد خلقها سبحانه : فهو أعلاها لم يزل ..

    وفعلا الارض كروية فمن يقف على القطب الشمالى للكوكب جهة العلو لديه (سواء كان معلقا من رجليه او واقف على قدميه) تقتضى ان تكون مخالفة تماما او فى عكس اتجاه جهة العلو لمن يقف فى القطب الجنوبى للكرة (سواء كان وافقا على قدميه او معلق من رجليه). وفعلا الهندسة الكلاسيكية النظرية التى تدرس الخطوط المستقيمة ليس لها مكان فى كوننا بل انها هندسة بحتة نظرية وليست تطبيقية ولا تمت لهندسة الكون بصلة .
    والله اعلى واعلم .
    أخي الكريم ...
    عندما أضع كرة صغيرة الحجم تحت مقعد أو منضدة : فكل من سيقف على هذه الكرة سيكون له سقف علو واحد .. واتجاه علو واحد ..
    حسنا ً...

    ماذا لو كان كل شيء في كوننا الكروي : منتهاه هو نقطة واحدة أعلاه وتحت العرش ؟!!!..
    وللتوضيح أكثر :
    انظر معي للصورة التالية جيدا ً...



    وتخيل معي أن الأرض هي نقطة الصفر الذ في أسفل تلك الصورة ...
    وبما فيها الواقفين عليها في كل الاتجاهات ...

    حسنا ً...
    الذي كان معلوما من قبل أننا لو أطلقنا شعاعين من الأرض في اتجاهين متقابلين : فإنهما سينطلقان إلى ((مالانهاية)) ولن يتقابلان قط ..
    أليس كذلك ؟؟..
    أقول :
    الفيزياء والرياضيات الحديثة تثبت أنه لو كوننا كروي بالفعل : فإن هذان الشعاعان سيتلاقيان في نقطة !!!!!..
    صدق أو لا تصدق !!.. (هنا سنحتاج كلامك عن التعقل والتصور كما أخبرتك من قبل )



    ويضربون مثالا توضيحيا لذلك أنك لو نظرت إلى الأمام عبر الكون بأكمله (فرضا) : لرأيت رأسك من الخلف
    وذلك لأنه حتى أشعة الضوء ستنحني بانحناء الكون !!!..

    وساعتها أخي - وهذا مثال تقريبي فقط ولله تعالى المثل الأعلى - :
    لا معنى لقولك أعلى الأرض أو أسفلها !!!..
    فالكل سيصدر عنه نفس التوجه لنقطة واحدة أو اتجاه مكاني واحد لو صح التعبير ...

    فسبحان الكبير المتعال ..
    " فأينما تولوا : فثم وجه الله " !!!!..

    والشاهد أخي الكريم .. وسواء صح ذلك التفسير أم هناك ما سيأتي به العلم أيضا في نفس المعنى والتوكيد :
    أنه لا مشكلة البتة في وجود اتجاه علة مكاني واحد لله عز وجل : وإليه ينتهي توجه كل الخلائق سواء علمنا كيفية ذلك أم في المستقبل أم لن نعلمه ..
    فنصوص الدين عندنا هي الأصل واكتشافات العلم هي المتغيرة ...

    والله تعالى أعلى وأعلم ...
    التعديل الأخير تم 03-03-2013 الساعة 12:29 AM

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكم .
    وثمة نقاط في قول الاخ محمود وفقه الله
    والجسم ليس المقصود به محتوياته من عظم ولحم ولكن الجسم هو كل من شغل مكانا او خلاء او حيز فالنور بذلك جسم والنار بهذا المعنى جسم فالتجسيم هو شغل الحيز والمكان بغض النظر عن ماهية الجسم .
    يمتنع أخي الكريم اثبات ذاتٍ متصفةٍ بصفات لا ماهية لها , أو قُل بلا صفات حقيقية , لان تجريد الذات عن صفاتها يمنع من وجودها , وامتناع وجودها باعتبار انها لا ذات لها ! فما لا صفات حقيقية له , لا ذات له , ثم انه لاوجود له !
    هذا وقد أثبتت نصوص الكتاب والسنة أن الله سبحانه وتعالى نور ليس كالانوار , فقال الله " الله نور السماوات والارض " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم انت نور السماوات والارض .." . الا انك تعطل المعنى المراد بتفويضك اياه مما تحيله وتمنعه , فتسط عليه القواعد العقلية التي لا مجال لها في مقابلة النصوص .
    الا أن في قول الله تعالى " الرحمن على العرش استوى " وقوله " ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته " وقوله " وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم "مع قوله "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت " ما يتلخص من خلاله اموراً واثبات :
    * (اثبات مكان لذوات , منهم الخالق مستو على العرش, ومنهم مخلوقات , حافين من حوله ينزهونه ويعظمونه.)

    فالسؤال هو يا اخي الكريم : في ضوء هذه الايات , هل ثمة وجود لعرشٍ ما , وملائكة أم لا ؟

    بالتوفيق
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ الفاضل ابو حب الله...
    الزمان الذي اقصده هو أي زمان فالزمان يعنى التغير الحادث للشيء وكل حادث له محدث يحدثه وكذلك المكان اقصد به أي حيز
    فنحن متفقون على ان الله خالق الزمان والمكان وهذا لا جدال فيه ثم معنى كلامكم بعد ذلك انه يسري عليه زمان وتثبتون له المكان(الحيز) ثم تقولون ان ذلك الزمان وذلك المكان هما مغايران للزمان والمكان المعهود عندنا فما هى اذا تلك المغايرة ؟؟
    اذا كان المقصود بالمكان هو الحيز والمقصود بالزمان هو التغير الحادث؟؟
    وهل ذلك الزمان وذلك المكان غير مخلوقين أي ازليين ؟؟
    والجهات تنتهى بانتهاء المكان او الحيز حيث انك تعرف ان لكل مخلوق حدود وان الحيز مخلوق فيجب عقلا ان ينتهى ولا يكون بعده لا خلاء ولا ملاء والجهة تقتضى ان يكون المتجه اليه فى حيز .
    اما اذا كنت تقصد ان المكان الذي تقصدونه هو ليس مكان بمعنى الحيز أي انه لا يوجد حيز فوق المكان وان تلك الجهة المقصود بها تنزيه الله عن الوجود فى الكون كجسم (سبحان الله) مع الاعتقاد بعدم وجود حيز فوق المكان فنحن اذا متفقون تماما .
    فانى اسالك الان هل المقصود بالجهة تنزيه الله عن الوجود داخل حدود المكان بذات مادية او جسمية مع الاعتقاد بانه لا يوجد حيز او مكان خارج المكان (الحيز) ؟
    فان اجبت بنعم فنحن فى اتفاق واثبت معك جهة العلو لله تعالى حيث اذا انها ليست جهة مكانية .
    وان كان لا فانك اذا تصرح بانه يوجد حيز فوق المكان وتوضح لى ماهية الاختلاف بينه وبين أي حيز وهل هو مخلوق ام ازلى... او لتوضح لى شيئا اخر اذا كنت مخطئا.
    اما قولك فى ان جهة العلو فى القطب الشمالى هى نفس الجهة فى القطب الجنوبى فهذا ممكن وليس محال واتفق معك فيه واعترف بخطئي عندما اثبتت انها مخالفة (بالضرورة) وكان الاحري ان اقول بالامكان.
    والله اعلى واعلم .

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ الفاضل ماكولا ...
    ما علاقة ماقلته فى تعريف الجسم على انه كل ما يشغل حيز بغض النظر عن ماهية الجسم بنفى الصفات عن الذات ؟؟
    فكل ذات لها صفات وانا اؤمن بذلك ولا اقول انه يوجد ذات بلا صفات واما عندما قلت ان النور هو جسم فانى اقصد انه شغل حيزا اذا هو جسم ولا اقصد معنى (الله نور السماوات والارض) فلا اعلم معنى النور فى تلك الاية ولكن هو بالضرورة غير النور المعهود عندنا اذا اشعلت مصباحا مثلا فلا يمكن ان يكون الله تعالى هو النور الخارج من المصباح (سبحان الله وتعالى علوا كبيرا).
    ولم انكر استاذي العزيز وجود ملائكة حول العرش او وجود العرش وان انكرت ذلك انى اذا لفى ضلال مبين فما علاقة وجودهما بموضوع نقاشنا ؟؟
    والله اعلى واعلم

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي .
    سبب استفهامك أخي الكريم من المقدمة السابقة هي ما سأخلص إليه من تسليمك لي بما قدمته لك > انه ما من موجود إلا وله صفات تليق به ,فما من ذات متصفة بصفات تليق بها الا وهي متصفة بالجسم -على حد تعبير المتكلمين - ولقد اتفقوا على انه ما من جسم -باعتبار اتصافه بصفات تليق بها- الا وهو في مكان لاستحالة وجود جسمٍ مجردٍ عن مكان يليق به .<

    فلذلك قام المعتزلة واشباههم بنفي الصفات عن الله سبحانه , حتى لا يسلموا لهذه المقدمة , فأضاعوا ربهم بحق !
    فسواءاً عليك ما وصفت ذات بصفة فأنت مجسم , فلو قلت بأن الملائكة مخلوقات من نور لقيل هي اجسام . الجسم = نور , النار= جسم = الطين ..الخ , فلم يبقى الا تجريد الذات عن الصفة حتى ينتفي اللازم والملزوم , فلا صفة = ليس بجسم ! , وبناءاً عليه يسهل نفي الاله ووجوده عند الملاحدة , في هذه الالزامات الباطلة في تقعيدهم تعقيدات ما أنزل الله بها من سلطان باسم العقل والعقلانية ! فضلوا واضلوا .

    وسألتك عن الملائمة فأثبت لي بأنهم حول العرش , فأثبت لي وجود وموجودات !
    فإذا أثبت لي وجود وموجودات -وفق ما مر , من اتصاف هذه الموجودات بصفات يحيل العقل تواجدها بأمكنة باعتبار أنها أجسام , كيف وقد أخبر الله عنهم بأنهم حول العرش ؟
    وقد أقررت بذلك , فلزمك اخي الكريم القول باثبات المكان لله كما اثبت مكاناً للملائكة والعرش , اذ سياق الخبر المُخِبر عن أحوال هذه المخلوقات واحد حيث قال الله في غيرما آية " ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته " وقوله " وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم " فيلزمك أن تثبت أن الله مستو على العرش" الرحمن على العرش استوى " اذ سياق ما ثبته واحد , فالقول في اثبات الملائكة ووجودها ومكانها حول العرش عند الرب , ولا معنى لنفي استواء الله هناك الا لظنون لا محل لها , خاصة ان في اثباتك لمكان الملائكة هو في سياق اثبات مكان الله فوق العرش , فالقول باثبات مكانهم كالقول في اثبات مكان الرب سواءاً بسواء , فان نفيت المكان لزمك نفي مكان الملائكة والعرش وانهم بلا مكان وبلا جهة وبلا فوقية . , ولا يصح التفويض هنا لانك فهمت معنى في الملائكة والعرش , فيلزمك فهم مكان للرب فوق العرش , والا كان تحكماً .

    وفقكم الله
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  11. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الاستاذ الفاضل ماكولا ...
    انا لا انكر ان لكل موجود صفات ولكن لم اقل انه يجب لكى يكون له صفات ان يكون جسما او متحيز والمعتزلة وغيرهم نفوا الصفات عن الله لانهم يعتبرونها ذوات متعددة وهذا خطا فالذات لها صفات والصفات ليست ذوات بدورها .
    ثم اننى حتى الان لم افهم ما هى علاقة اثبات المكان للعرش وللملائكة باثباته لله فالملائكة والعرش مخلوقات لله كما ان الزمان والمكان كذلك مخلوقات لله تعالى فالزمان قانون يحكم المخلوقات وليس الخالق(سبحانه) وكذلك المكان مخلوق تخلق فيه المخلوقات وتحل فيه كاجسام فتتحرك وتسكن وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
    فلتوضح لى اذا ما العلاقة التى لم افهمها حتى الان بين اثبات المكان للمخلوقات واثباته للخالق ؟؟
    وسؤالى لك استاذي الفاضل ....
    ما الفرق بين المكان او الحيز الذي تثبته لله واى مكان او حيز اخر لمخلوقاته؟
    وهل هذا المكان والحيز مخلوق ام ازلى؟
    بارك الله فيك
    والله اعلى واعلم ...

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حفظكم الرحمن .
    لم تكن حجة المتكلمة فيما نحن بصدده بتعدد الذوات , بل كانت في قواعد كلامية أُخر ,أُسُها التي تنص على كل ما حلّت به الحوادث فهو حادث ! فكان لهم كلام في الصفات , الفعلية منها بخاصة ! , وعوار هذا القول في القياس الفاسد , و اعتمادهم العقل في أمور لا يدركها , فيسارع الى نفيها , معرضين عن محدوديّة الحواس .
    وعلاقة اثبات المكان في الأُحُجية السابقة هي في قوله " حافين من حول العرش " وفي العندية المكانية , التي تدل على تواجد المخلوقات النورانية عند الله , وكذلك الحال بالنسبة للعرش وان الله مستو عليه , فنفي وجود ذلك في ذلك المكان هو نفي لوجود الله ثمَ ! , ولو قيل بأن ذلك المكان مغايرٌ للمكان الذي نحن فيه لكان أوجه , ولذلك قد عرّجت لهذا الامر في أُولى المشاركات لو رجعتَ اليها والى كلام الشيخ الهراس حيث أنهم فصّلوا في المكان الوجودي والمكان العدمي , ويقصدون به ما كان فوق السماوات أو المكان الذي كان الله فيه قبل أن يخلق هذه الدنيا ! , وضدُّ ذلك أخي الكريم هو العدم المحض الذي يستحيل تواجد الموجودات فيه ! , وفي ضوء ذلك يفهم قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " أي على عليه وارتفع واستقر على العرش , بعد أن خلق السماوات والارض كما في قوله " إن ربّكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيامٍ ثم استوى على العرش "
    فلا يصح أن يقال وهو على ما كان قبل أن يخلق كذا وكذا بعد نص الله على استوائه , الا اللهم أن يقال بأنه على ما هو عليه خارج العالم !
    لأنه معلومٌ يا أخي المكرم أن الله سبحانه لا يخلو من كونه لما خلق الكون أن يكون خلقهم خارجاً عنه , او أنه خلقه في ذاته - وهو مذهب الحلولية والوحدة- , أو يكون خلقهم لا خارج ذاته ولا داخلها، ومعلومٌ بطلان الاخيرين ! , ويلزم الاخير نفي وجود الله وان جهد في اثباته لجمع النقيضين فيه , كاجتماع الحياة والوفاة ! فلم يبقى الا الاول " وهو أن الله خلق الخلق خارج ذاته- فلا يخلو إما أن يكون خلقهم خارج ذاته من فوقهم، أو خلقهم خارج ذاته من تحتهم، أو خلقهم خارج ذاته أمامهم، أو خلقهم خارج ذاته خلفهم، أو عن أيمانهم، أو عن شمائلهم.وأليّقُها بالله جهة العلو، فثبت أن الله خلق الخلق خارج ذاته من فوقهم، ويلزم من ذلك أن الله عليٌ على عرشه فوق مخلوقاته "
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  13. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك ...
    وهدانا الله جميعا ..
    وما هو الدليل على ان العندية هنا مكانية ؟ فاذا كانت مكانية فماذا تقول فى قوله تعالى :
    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
    وقوله اين ما كانوا... هل الاين هنا اين مكانية بمعنى ان الله تعالى له ذات جسمية حلت فى المكان الذي فيه البشر ....سبحان الله وتعالى علوا كبيرا
    والحيز هو حيز سواء كان يحتوي على اشياء او لا وهل معنى انك تقول بوجود حيز عدمى ان ذلك الحيز العدمى ازلى ام مخلوق ؟ .
    ثم مقولة انه خالق الزمان والمكان وهو على ما كان قبل خلق المكان معناها ان الله تعالى قبل خلق المكان (أي مكان) وقبل خلق الزمان(اى زمان) لم يكن فى مكان ولم يسري عليه زمان لانه خالق كل شيء وبعد خلق المكان والزمان لم يتغير الله (سبحانه) حيث انه لم يحل فى مكان بذات جسمية ولم يسري عليه زمان .
    وقولك ان الله خلق المخلوقات خارجا عن ذاته لا انكر اننى كنت من فترة اعتقد ذلك ولما تاملته مؤخرا وجدته باطلا لان هذا القول(الله خلق المخلوقات خارجا عن ذاته) هو تفكير مادي وتصور حسي لا يليق بالله فالمادة او الجسم هما الذان ينطبق عليهما ذلك القول على انهما يشغلان حيزا خاص بهم لا يشغله معهم شيء غيرهم وهذا تصور حسي غير لائق .
    فسؤالى لك استاذي العزيز ...
    المكان او الجيز العدمى ما اختلافه عن الحيز الوجودى وذلك فى كونه حيز وليس فى محتوياته ؟
    وهل هذا الحيز مخلوق ام ازلى ..؟؟
    وفقك الله
    والله اعلى واعلم

  14. #29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عمر مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ الفاضل ابو حب الله...
    الزمان الذي اقصده هو أي زمان فالزمان يعنى التغير الحادث للشيء وكل حادث له محدث يحدثه وكذلك المكان اقصد به أي حيز
    فنحن متفقون على ان الله خالق الزمان والمكان وهذا لا جدال فيه ثم معنى كلامكم بعد ذلك انه يسري عليه زمان وتثبتون له المكان(الحيز) ثم تقولون ان ذلك الزمان وذلك المكان هما مغايران للزمان والمكان المعهود عندنا فما هى اذا تلك المغايرة ؟؟
    أخي الكريم ...
    الزمان الخاص بالله تعالى : هو زمان أزلي .. وهو لازم من لوازم صفاته عز وجل ...
    فالله تعالى لم يزل فاعلا .. هو فاعل وهو الأول .. وهو فاعل الآن .. وهو فاعل وهو الآخر سبحانه ..
    وكل فعل له زمن وإلا :
    لكان قولك أن رفع الله لعيسى عليه السلام هو في نفس وقت ميلاد النبي محمد عليه السلام !!!!..
    وهذا باطل ومن المحال على العقول تقبله بحال ..
    بل نعلم أن رفعه عز وجل لعيسى عليه السلام : هو ((سابق)) في زمن الله تعالى لميلاد محمد صلى الله عليه وسلم ..
    وأرجو التفريق هنا بين ترتيب الأفعال في زمن الله عز وجل : وبين علمه بوقوعها تقديرا وإحاطة ..
    فبعلمه وإحاطته : تساوى الحدثين ..
    وأما في الترتيب الزمني لأفعاله عز وجل : تفاوتا قدما وحدوثا وإلا لما كان هناك أي معنى لأي موجود !

    إذا ًأكرر كلامي من جديد - وأعتقد أنه بالسهولة التي لن يتعصى عليك فهمها إن شاء الله - :

    الزمان زمانان ...
    >>>
    زمان أزلي وهو من لوازم صفات الله تعالى : فهو أزلي بحياة الله (الحي) القيوم بذاته : وهو أزلي بأزلية أفعال الله تعالى وترتيبها (والترتيب هنا نسبي لبعضه البعض - أي يتم نسبة الأفعال لبعضها البعض فنقول قبل كذا أو بعد كذا - وليس ترتيبا مطلقا له نقطة معينة معلومة) هو ممتد في الأزل والأبدية بامتداد وصف الله تعالى لذاته بالأول والآخر سبحانه ..
    >>>
    زمان خاص بالأمكنة التي يخلقها الله تعالى .. وكل زمان من هذا النوع : له نقطة بداية معينة .. فزمان كوننا هذا وسماءه وأرضه : بدايته هي بداية خلق وظهور السماء والأرض للوجود .. فهذا الزمان هو الذي ترتبط سنته وشهره ويومه بدورانات الأرض والشمس والقمر .. وهو الذي يكون الاختلاف في مقدار سنته وشهره ويومه هو باختلاف الأجرام التي سيُنسب إليها كما هو معلوم !!.. فسنة الأرض غير سنة عطارد .. ويوم الأرض غير يوم المشترى .. وهكذا ...

    وأما المكان ...
    >>>
    فالله تعالى يخلق الأمكنة وهو خارج عنها بائن منها سبحانه ... وهو أكبر من كل خلقه عز وجل .. ولا يحده مكان أو يحتويه أو يحيزه ..
    وأما من ناحية الجهة : فله جهة العلو الدائم وفق ما شاء وأراد سبحانه ..
    ولم نؤمر بأكثر من الإيمان بذلك والتوجه للعلو بفطرتنا ما دمنا على الأرض ...
    فكل سماء تعلو مكان الإنسان : فهي أعلى منه : ويجوز له الإشارة إليها على أنها اتجاه علو الله سبحانه ..
    وهذا هو ما قبله النبي من الجارية المسلمة البسيطة التي لطمها الصحابي في الحديث الشهير ..
    والأمر غير قابل للتفويض ولا التأويل لبيانه ووضوحه قرآنا وسنة ..

    وأما عجز مَن عجز عن تخيل ذلك وتصوره : فلا يلزم غيره ممن استطاع تخيله وتصوره : فتعقل قبوله كما جاء ..

    وللمرة الثانية أو الثالثة أخي :
    لن تجد أحد علماء أهل السنة يقول لك أن الله تعالى متحيز في مكان أو يحده مكان !!!..
    وتعبير يحده مكان هنا لو أطلقه عالم سنة : فينصرف إلى تحديد مباينة الله تعالى للخلق .. وليس المقصود بيحده مكان أنه يحيط به وحاشاه ..
    وكل ذلك معلوم ومعروف حتى في حياتنا اليومية .. وله أمثلة مقاربة كثيرة ..

    فأنا مثلا لو واقف في الصحراء وأمامي بيت .. فيجوز لمَن هم داخل هذا البيت أن يقولوا أني لا يحدني البيت ..
    وعندما أقول أني خارج حدود البيت : فيجوز هنا أن أصف البيت بأنه يحدني (أي يفصلني) مكانيا عمن بداخل البيت ..
    وعندما أقول أني في اتجاه ( كذا ) من البيت : فهذا لا يعني أني (( بداخل )) البيت أو أشغل حيزا ًفيه حتى فتنبه !
    وهكذا يا رعاك الله ...

    فأرجو أن تكون قد فهمت كل ذلك أخي ..
    فإن لم تستطع بعد كل ذلك الشرح تعقله ولا تصوره : فساعتها يمكنك التسليم به على صريح عبارة القرآن والسنة ..
    وأن تحتسبه من تسليمك في الدين بما عجز عقلك عنه ..
    والله الموفق ...
    التعديل الأخير تم 03-05-2013 الساعة 03:35 PM

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خيراً , ونفع بكم .
    وثمة أمرٌ يا فاضل قد ألمحتُ اليه سابقاً وها أنا أعيده عليك , ان النصوص الشرعية محلها الشرع , فالنقل مقدم على السمع , لمحدوديّة العقل في النظر بالغيبيات , ولان الايمان هو انعقاد القلب في الماورائيات والغيبيات وقد اثنى الله على عباده بايمانه به في الغيب وجعله هدى لهم واتقاءاً لضدها من سبل الايمان التي نحت بمنىً آخر حيث قال سبحانه " أ ل م .ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين الذين يؤمنون بالغيب .. " وقد يكون لنا وقفات في هذا المنحى وايراد النصوص عليه , وذكر كلام للرازي في تقديمه العقل على النقل والرد عليه من كلام شيخ الاسلام ان شاء الله , وانه لا يوجد نصٌ صريحٌ صحيحٌ , يخالفُ عقلاً سليماً .

    أخي الفاضل بالنسبة للعندية المكانية فلا اعلم فيها خلافاً خاصةً في ذلكم السياق التي سيقت لاجله العندية , فعندما أقول ان محمداً عند زيد , فلا يتصور الا ان محمد متواجد في مكان زيد ! واما عن استشكالك
    فاذا كانت مكانية فماذا تقول فى قوله تعالى :
    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
    وقوله اين ما كانوا... هل الاين هنا اين مكانية بمعنى ان الله تعالى له ذات جسمية حلت فى المكان الذي فيه البشر ....سبحان الله وتعالى علوا كبيرا
    نقول بارك الله فيك ما قاله الامام احمد انها في العلم , فأول الاية واخرها هي في العلم , فهو مستو على العرش وعلمه في كل مكان .
    والمعيّة اخي الكريم بحسب ما اضيفت له , فتارة تقتضي المخالطة والامتزاج كقولي : ان معي علمي أينما ذهب فهو معي .
    وقد لا تقتضي المخالطة انما الاجتماع : سافرت الى مكة ومعي زوجتي واولادي .
    وتارة يعبر بالمعية ولا يشترط فيها الاجتماع المتصل : كقوله معي سيارتي وان لم تكن بحوزته وهكذا .
    والمعيّة المضافة لله هي بمعنى المصاحبة ولازالت العرب تقول : لا زلنا نسير والقمرُ معنا ! ومعلومٌ من أن القمر في السماء , وهم على الارض , وليس بينهما امتزاج ولا اختلاط وانما مطلق المصاحبة ... فالحاصل أن الله سبحانه يقول انه مع هؤلاء النفر قلوا أو كثروا اينما كانوا , ومعلوم أن هذه المعية المطلقة والاطلاع عليهم لا يكون الا في علو , فالله سبحانه في السماء مستو على عرشه وهم على الارض اينما كانوا واينما حلو وارتحلوا . يسمعهم ويراهم ويعلم احوالهم ,فسبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو عليٌّ في دُنوه , قريبٌ في عُلِوه .!

    ثم ان قولك
    والحيز هو حيز سواء كان يحتوي على اشياء او لا وهل معنى انك تقول بوجود حيز عدمى ان ذلك الحيز العدمى ازلى ام مخلوق ؟ .
    وقولك
    المكان او الجيز العدمى ما اختلافه عن الحيز الوجودى وذلك فى كونه حيز وليس فى محتوياته ؟ وهل هذا الحيز مخلوق ام ازلى ..؟؟
    اذا تنبهت أخي الكريم أن النصوص الشرعية مردها الى السماع , وانها لا تتعارض مع العقل , وان النبي صلى الله عليه وسلم قد اوضح لامته كلام ربنا وقد قال صلى الله عليه وسلم " إنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها فى أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها "رواه مسلم , حيث أن النُكرة كائنة بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرون الاول . فاذا سلمت لي بهذه المقدمة كان ما ذكرته من قبيل الشبهات .
    فنقول : بأن الحيز وهذه المصطلحات مُوّلدة وليست من اصول اهل السنة والجماعة حتى يرد الخلاف اليها حيث اشار الله الى رد الخلاف الى الكتاب والسنة فقال " فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً " فالرد الى الله اي الى كتابه والى الرسول اي الى سنته من بعد مماته , وان ذلك خير من التأويلات , ومن تقعيدات غيرهما . هذا من ناحية .

    ومن ناحية اخرى اخي الموقر أن ثمةَ تلازم بين الحيّز والمكان والجسم , عندهم , فكل ما ثبت له صفات فقد ثبت له جسم ومن ثم مكان عندهم ,وبعض الفلاسفة لا يستجيز اطلاقه على الله فكما لخص اقوالهم شيخ الاسلام حيث قال "يطلق الفلاسفة المتقدمون؛ كأرسطو، وأمثاله، لفظ الجوهر على الله - تعالى -، وعنهم أخذت النصارى هذه التسمية، فإن أرسطو كان قبل المسيح بأكثر من ثلاثمائة سنة، كما أن بعض النصارى يحتج على هذا الإطلاق بأنه موجود في كتب الفلسفة.
    وأما المتأخرون من الفلاسفة؛ كابن سينا، فقد منع من إطلاق لفظ الجوهر على الله؛ لأنه يقول الجوهر ما إذا وجد كان وجوده لا في موضوع-والمراد بالموضوع:المحل المتقوم بذاته المقوم لما يحل فيه -، وهذا إنما يكون فيما وجوده زائد على ذاته، وواجب الوجود وجوده عين ذاته، فلا يكون جوهرا، ونفى الجوهر عن الله نفاة الصفات، الذين يقولون إن الجوهر ما شغل الحيز، وحمل الأعراض، قالوا: والله - سبحانه وتعالى - ليس كذلك" والجسم والجوهر أخي الكريم عند المناطقة كما يقول الكندي : "الجوهر هو القائم بنفسه، وهو حامل للأعراض لا تتغير ذاتيته؛ موصوف لا واصف، ويقال هو غير قابل للتكوين والفساد".

    وقد يخالفهم البعض ويوافقهم لعدم تصور موجود بصفات بلا مكان فيقول الباقلاني "الجوهر الذي له حيز، والحيز هو المكان، أو ما يقدر تقدير المكان، عن أنه يوجد فيه غيره"
    ويقول أبو المعالي: "الجوهر قد ذكرت له حدود شتى، غير أنا نقتصر على ثلاثة منها، فنقول: الجوهر، المتحيز، وقيل: الجوهر ماله حجم، وقيل: الجوهر ما يقبل العرض"

    فالحاصل " أن نفاة الصفات من المتكلمين والفلاسفة كلهم ينفون الجوهر، والجسم، ونحو ذلك. ويدخلون في نفيها نفي صفات الله، وحقائق أسمائه، ومباينته لمخلوقاته، بل قد يتضمن ذلك نفي حقيقة ذاته - سبحانه - كما سبق ذكر ذلك عند لفظ الجسم، وهذا باطل شرعاً وعقلاً"

    وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم عن بداية الخلق بقوله "كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض" رواه البخاري وغيره , فـ " كان " تطلق للزمان والمكان , ولا تقال الا للموجود , بوجوده المكاني ,اما العدمي المحض فلا يُطلق على الله ! فالله سبحانه موجود قبل العرش وقبل الماء
    فمما لابد من يأصل له من أن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء ,و أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له ومربوب ، كائن بعد أن لم يكن.
    فاذا تقرر ذلك كان جواباً على سؤالك ! علماً بأن الحيّز الذي تخشاه لازمه نفي استواء الله على العرش وهذا باطل !
    فالحاصل اخي الكريم ان السؤال يُعكس عليك فيقال بأنك تثبت أن ثمةَ ذات كاملة تصفها بالوجود هل هي في العدم أم في الوجود ؟ فان قيل بالعدم فقد نفى الله , وان قيل في الوجود , فكل ما في الوجود فهو مخلوق مربوب لله سبحانه .

    ثم انه لا بد من تفصيل لضبط بعض الجوانب من الالفاظ الذي تستند اليها , فأظن انه هي مكمن الخطأ الوارد , خاصة وانك تُثبت ضد هذه الالفاظ فقولك
    حيث انه لم يحل فى مكان بذات جسمية ولم يسري عليه زمان .
    هو تفكير مادي وتصور حسي لا يليق بالله فالمادة او الجسم هما الذان ينطبق عليهما ذلك القول على انهما يشغلان حيزا خاص بهم لا يشغله معهم شيء غيرهم وهذا تصور حسي غير لائق .
    الجسم عند المتكلمة والفلاسفة يعنون به أموراً , أثبت يا أخي ضدها , وهذا ما جعلني في حيرة ! فمثلاً يقول الخوارزمي في بيان معناه عندهم: "فالجسم مؤلف من الهيولى والصورة".ويقول ابن سينا: "الجسم اسم مشترك، يقال على معان: فيقال جسم لكل كم، متصل، محدود، ممسوح، فيه أبعاد ثلاثة بالقوة. ويقال جسم لصورة ما يمكن أن يفرض فيه أبعاد كيف شئت طولاً، وعرضاً، وعمقاً، ذات حدود متعينة. ويقال جسم لجوهر مؤلف من هيولى، وصورة".
    ويذكر شيخ الإسلام قول الفلاسفة فيقول: "والقول بأن الجسم مركب من المادة والصورة، قول الفلاسفة المشائين"
    وكما وقد تأثرت فرق المتكلمين بذلك فقالت المعتزلة" الجسم هو الطويل، العريض، العميق، قال النظام: "الجسم هو الطويل، العريض، العميق"، ويقول القاضي عبد الجبار: "الجسم هو ما يكون طويلاً، عريضاً.."

    أما الجسم عند الأشاعرة فيدور تعريفه على أنه المؤلف المركب، فيكون هو الذي يقبل الانقسام، وهذا تأثر منهم بتعريف الفلاسفة. قال الباقلاني: "الجسم هو المؤلف المركب".
    ويقول التفتازاني في شرح المقاصد: "الجسم عندنا القابل للانقسام، فيتناول المؤلف من الجزئين فصاعداً" ويقول الرازي: "الجسم ما يكون مؤلفاً من جزئين فصاعداً".

    فيقول شيخ الاسلام في تلبيس الجهمية "والنظار كلهم متفقون على أن الجسم يشار إليه، وإن اختلفوا في كونه مركباً من الأجزاء المنفردة، أو من المادة والصورة، أو لا من هذا ولا من هذا"

    "وقد قال المتكلمون من الأشاعرة، والمعتزلة، والكلابية، والماتريدية، وبعض الرافضة، والفلاسفة أيضاً، بنفي الجسم عن الله، من باب التنزيه بزعمهم، حتى جعلوا انتفاء الجسمية عن الله، ذريعة لانتفاء الصفات عنه؛ لأنه لو قامت به الصفات لكان جسماً، وهو منزه عن الجسم؛ لأنه يعني المركب، والمؤلف من الجواهر المفردة كما أن الأجسام متماثلة، ولو كان جسماً لكان مماثلاً لغيره من الأجسام، وهذا باطل، لذلك فالصفات ممتنعة عليه، لأنها لاتقوم إلا بجسم، وهذا قول المعتزلة والفلاسفة.
    أما الأشاعرة، والماتريدية، والكلابية، فقد جعلوا هذه الشبهة ذريعة لنفي الصفات باستثناء الصفات السبع، أو الثمان، التي يقولون بإثباتها.

    وهذا منقوض من وجوه ذكرها شيخ الاسلام , منها :
    * أن قولهم محدث مبتدع لم يرد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من صحابته، أو من التابعين لهم.
    * الذين قالوا إن الجسم هو الموجود، أو القائم بنفسه، أو ما يمكن الإشارة إليه، فإن هذا المعنى غير صحيح، فليس كل شيء موجود، أو قائم بنفسه، أو يمكن الإشارة إليه، يصح أن يسمى جسماً في لغة العرب، فالهواء والنار ليست جسماً، وهي في اصطلاحهم جسم.

    والحاصل أخي انه كما يقول ابو العباس " إن نفاة الصفات كلهم، ينفون الجسم والجوهر والمتحيز، ونحو ذلك، ويدخلون في نفي ذلك نفي صفات الله، وحقائق أسمائه، ومباينته لمخلوقاته. بل إذا حقق الأمر عليهم، وجد نفيهم متضمناً لحقيقة نفي ذاته، إذ يعود الأمر إلى وجود مطلق، لا حقيقة له إلا في الذهن والخيال، أو ذات مجردة، لا توجد إلا في الذهن والخيال، أو إلى الجمع بين المتناقضين، بإثبات صفات ونفي لوازمها"

    "فلفظ الجسم فيه إجمال؛ قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت، أو ما يقبل التفريق والانفصال، أو المركب من مادة وصورة، أو المركب من الأجزاء المفردة، التي تسمى الجواهر الفردة، والله - تعالى - منزه عن ذلك كله. وقد يراد بالجسم ما يشار إليه، أو ما يرى، أو ما تقوم به الصفات، والله يرى في الآخرة، وتقوم به الصفات، ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم، وقلوبهم، ووجوههم، وأعينهم، فإن أراد بقوله ليس بجسم هذا المعنى، قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ، معنى ثابت بصحيح المنقول، وصريح المعقول، وأنت لم تقم دليلاً على نفيه.وأما اللفظ، فبدعة نفياً، وإثباتاً، فليس في الكتاب، ولا السنة، ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها، إطلاق لفظ الجسم في صفات الله - تعالى -، لا نفياً، ولا إثباتاً".

    فاذا تقرر ما سبق اخي الكريم , لم يبقى في اثبات الله واثبات صفات له تليق به , من وجود يليق به الذي يكون ضد العدم , ويسمي بعضهم بالوجود العدمي او المكان العدمي .
    والعلم عند الله
    وفقكم الرحمن
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العدم موجود ام غير موجود ؟؟...سؤال باطل من الاساس!!
    بواسطة محمود عمر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 05-21-2013, 03:40 PM
  2. ( أنا أشك إذن أنا موجود )
    بواسطة سفيرالاسلام في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-21-2009, 02:23 AM
  3. أنا أفكر إذن أنا موجود
    بواسطة أبو القاسم1 في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 05-04-2009, 02:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء