قد ينبهر أول الأمر من يرى هذا المنبر الإخباري وشعاراته البراقة من ادعاء للحيادية وإفساح المجال لكل الآراء وغيرها من الجمل التسويقية التي ألفناها، لكني كمتفحص متأمل لهذا المنبر منذ عامين تقريبا، ألاحظ عدة أشياء ألفت نظر القارئ العربي لها عامة والمغربي خاصة :
* التعاطف مع الحركة الأمازيغية العلمانية : أقول الحركة الأمازيغية العلمانية ولا أقول التعاطف مع الأمازيغية لأن بينهما فرقا شاسعا، فالحركة الثقافية الأمازيغية كما هو معلوم حركة استئصالية تعصبية قائمة على أساس زرع الفتنة بين أطياف البلد الواحد، من خلال اللعب على وتر الأمازيغية والتظلم على وزان فعل اليهود بعد الهولوكوست، حيث تم إفساح المجال لكتاب علمانيين يشيعون هذا الفكر الاستئصالي ويساهمون في بث الظهير البربري من جديد برعاية " ماما فرنسا " .. وإن أبصرت المستعمر الغربي متبنيا لحركة معينة فاعلم بأن له مآرب معلومة لكل ذي لب في ذلك .
* حذف التعليقات التي لا تتماشى مع أجندة الموقع : لطالما قرأت مواضيع في ذلك الموقع مذيلة بتعليقات القراء، حيث أقرأ عددا لا بأس به منها، لكني حينما أرجع لنفس الصفحة بعد ساعات أتفاجأ بحذفها، بالرغم من أنها كانت لا تتجاوز حدود الأدب واللياقة والوجاهة، لكنها لا تتماشى مع سياسة الموقع التحريرية ! مما جعلني أتفق مع أربعة أفاضل آخرين حتى نعلق على مواضيع معينة ونرى فكانت المفاجأة : كل تعليق انتقد دعوات الحركة الثقافية الأمازيغية يحذف حتى لو كان من أمازيغي ولا يُترك إلا شيء بسيط جدا، كل تعليق مؤسس انتقد بعض الدعوات العلمانية يواجه أيضا بالحذف !
فلا ترى في أغلب التعليقات إلا أعداء الإسلام أو العروبة أو أفكارا علمانية مؤيدة، مما يجعل القارئ يتوهم أن هذه الدعوى منتشرة جدا بين أوساط القراء، في حين أن الحقيقة هي حذف لكل تعليق معارض .
* إفساح المجال للكتاب العلمانيين أكثر من الإسلاميين : فتجد على سبيل التقريب مقالين للإسلاميين مقابل ست مقالات لأهل العلمانية، وهذا من دس السم في العسل .
* التنسيق بين الجريدة وجمعيات علمانية حقوقية : ففي كثير من المرات تكون جريدة هسبريس الإلكترونية هي أول من طرح الموضوع، وبعدها بساعات معدودات تتزامن هذه النقاشات مع إعلان عدد من الجمعيات حملات معينة يلزمها تحضير مسبوق، نذكر على سبيل المثال : حملة الإجهاض، نقاش علاقة الدين بالسياسة، القانون المجرم لاستهلاك الخمور، عقوبة الإعدام، الدعارة ، حد الردة... مما يجعل أمر التنسيق أمرا وارادا جدا .
* التعريف بكل رويبضة علماني : فكل من أظهر كرهه للدين الإسلامي يتم التعريف به على صفحات الجريدة، حتى ولو لم يكن ذا باع أو صيت أو تكوين علمي، فلو صرح ببعض الغثاءات التي تهافتها يغني عن نقضها لرأيت هسبريس تقوم بالإعلان له ومتابعة كل جديد .
* نشر المواضيع التي تنفث الشبهات وتهاجم الإسلام والمسلمين : وقد وصلت إلى حد نشر مقال لمنصر عربي معروف بتدليسه وكذبه بين أهل دعوة النصارى، وقس على هذا مقالات أحمد عصيد، وغيره ممن ينتمي للتيار العلماني أو جمعياته ..
هذا عوارض أكتبها على عجل أنبه فيها إلى شيء من السم داخل هذا العسل الإخباري المجاني.
والله أعلم .
Bookmarks