النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كيف أجمع بين هذين النصيين؟

  1. افتراضي كيف أجمع بين هذين النصيين؟

    السلام عليكم ورحمة الله.

    1- في دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء الغزوة : ((إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَلَنْ تُعْبَدَ فِي الأَرْضِ أَبَدًا )).

    2- قرأتُ في كتاب النبأ العظيم أن من نبوءات القرآن ما هو متصل بالإسلام ومنها : مثال هذا ما جاء في بيان أن هذا الدين قد كتب الله له البقاء والخلود، وأن هذا القرآن قد ضمن الله حفظه وصيانته، متى وأين صدرت هذه البشارات المؤكدة، بل العهود الوثيقة؟ إنها آيات مكية من سور مكية. وأنت قد تعرف ما أمر الدعوة المحمدية في مكة؟.
    ----
    هل من توضيح لهذا الأمر؟


    شكرا لكم.

  2. #2

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    فإنه والحمد لله لا وجود لأي تعارض بين الدعاء وبين بقاء الدين؛ بل على العكس.. من تأمّل الحديث وتأمّل دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأكّد أن الحديث يؤيد وبقوة شديدة نقطة بقاء الدين هذه! نعم، بل وحجة ذلك قوية جدًا! فيكون الحديث بذلك داعمًا لهذا المعنى العظيم الذي هو من أدلة أن الإسلام هو دين الحق، لا معارضًا له ولا مناقضًا؛ بل يكون دليلًا أن الإسلام هو الحق من عند الله.
    والدعاء يرد في ما قاله عمر بن خطاب: "لما كان يوم بدر، نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين، وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلًا. فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه "اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض". فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه؛ فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: "يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك". فأنزل الله - عز وجل -: (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ )). فأمده الله بالملائكة". رواه مسلم.

    فهذا الدعاء: "اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" هو جزء من الحديث المذكور بالأعلى.. فإن كان صاحب الشبهة الأول ملحدًا؛ فيبدو لي جليًا أنه فاقد للأمانة - كما هو متوقَّع -، فإنه أراد التشكيك عبر وضع الكلام في غير سياقه.. ولو قرأ الحديث ونقله بغير قصٍّ له، لقرأنا فيه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني". فهل رجل كاذبٌ مدعٍ للنبوة - ولا يكون رسول الله كاذبًا والعياذ بالله (( بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ )) - فهل رجل كاذبٌ مدعٍ للنبوة سيدعو ربه أمام أصحابه يوم هم قلة أمام كثرة، بل يوم كان عددهم أقل من ثلث عدد المشركين، ويقول حينئذ أن الله وعده بما فيه نصر وتمكين؟ وإن كان كاذبًا، فهل سيجلس ليدعو الله هكذا حتى يسقط رداؤه عن منكبيه؟ وهل إن كان كاذبًا سيتمكن من افتراء هذه آية معجزة من كتاب الله هي (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ))، بل وفي أثناء الحرب أو يكون قد افتراها قبل الحرب حتى والعرب جميعًا لا يمكنهم افتراء مثل القرآن؟ وهل إن كان كاذبًا سيقول في كلام افتراه على الله أن الله قد استجاب لهم وأمدّهم بألف من الملائكة مردفين؟ وهم قلة أمام كثرة؟! فماذا إن قال أن الله أنزل هذه الآية وقال أن الله وعده وقال أن إهلاك هذه العصابة له آثار هي كذا وكذا، ثم هُزم المسلمون؟! أويقول في أثناء الحرب أن الله استجاب لهم ويخاطر مخاطرة كهذه وعدد المسلمين أقل من ثلث عدد المشركين؟ هل هذا معقول؟

    ونعود ونؤكد أن في الحديث أن الله وعد رسوله - عليه الصلاة والسلام - بما فيه نصر وتمكين! فهل إن كان في وقت كهذا رجل كاذب سيفتري على ربه ويذكر هذا الوعد؟ ألن يخاف أن يهزم المسلمون فيكون هذا حجة ضده؟ ألن يخاف أن يغضب عليه ربه من ذلك؛ فيجعلهم يُهزمون هزيمة شديدة؟ سبحان الله. كيف يفكُّر هؤلاء الملاحدة واللاأدرية والربوبيون؟ ثم لننظر الآن - إذن -، لقول الرسول الأمين - عليه الصلاة والسلام -: "اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض". فهل قال - عليه الصلاة والسلام - أن هذا مُتحقق وسيحدث فعلًا أن الله لن يعبد في الأرض وأن هذه العصابة سَتُهْلَك؟ بل على العكس! كأنه - عليه الصلاة والسلام - يقول: يا رب! أنت وعدتني بما فيه نصر وتمكين. ويا رب! هذا لا يكون إلا إن شئت للمسلمين أن ينتصروا. فاللهم انصرهم على عدوِّهم.

    فهل في هذا المعنى أن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يظن أن الإسلام لن يبقى؟ أم يدعو ربه ويكون قدوة للمسلمين في الدعاء وهو يعلم أن الله لن يخلف وعده؟ فقد كان عليه الصلاة والسلام يصلي ويعبد كثيرًا حتى قيل له: "أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟". فانظر ماذا قال نبيّنا - عليه الصلاة والسلام -! قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟".

    فأعود وأؤكد أن الحديث حجة للإسلام وحجة لهذه النقطة، نقطة بقاء الإسلام، لا حجة ضدهما - والعياذ بالله - كما حسب من حسب ذلك! بل لا تعارض. بل هي حجة لنا، بل وأرجو أن نستفيد منها - إن شاء الله -. والحمد لله رب العالمين.

  3. #3

  4. #4

    افتراضي

    أخي عمر خطاب .. اتابع ردودك منذ زمن ..
    لكني لم اتخيل يوما انك بهذه القوة في العلم والحجة .. حتى انا المسلم زاد اقتناعي وايماني
    نفع الله بك وجعلك مثل الفاروق

  5. افتراضي

    السلام عليكم ..
    شكرا لكم، وبارك الله فيكم على هذا الجواب الشافي.
    زادنا الله وإياكم علما وفهما.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف الجمع بين هذين في عقوبة القتل
    بواسطة حسن تامر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 05-17-2013, 10:18 PM
  2. ماهي النصيحه لابواشرف صاحب القصه
    بواسطة ابوحسام في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-29-2010, 04:55 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء