النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: بعد موت البوطي ..لا تلوموا بشار ............الدكتور إياد قنيبى

  1. #1

    افتراضي بعد موت البوطي ..لا تلوموا بشار ............الدكتور إياد قنيبى

    بعد موت البوطي أطل علينا البعض يترحمون عليه وينعونه إلى الأمة، والحقيقة إخواني أني لا أكتب هذا الكلام اهتماما بشأن البوطي تحديدا، لكن لأني أرى عقيدة الولاء والبراء تُضيع بالكلية، لا تميع فحسب! إذ يتلاشى استنكار الناس لمواقف علماء السوء، وتسمى الخيانة ومناصرة الباطل "اجتهادا"!

    لا بد هنا من التأكيد على أن حديثي هنا ليس عن الكيفية التي تم بها قتل البوطي. لكن مهما قيل عن هذه الطريقة: "خطأ"، "حرام"، "ليس من السياسة الشرعية"، "انتهاك لحرمة المسجد"، "جريمة"...مهما اعتقد المعتقدون بقتل البوطي وطريقة القتل فهذا لا يبرر ما كان عليه الرجل طوال عقود من جريمة ظاهرة في مناصرة النظام النصيري المجرم وإضفاء "الشرعية" عليه.
    ولست مهتما هنا بمعرفة القاتل.
    بل ولست مهتما بمناقشة رواية أن البوطي بدأ يغير موقفه... لا يهمني إثبات ذلك أو نفيه.
    إنما يهمني التحذير من طروحات خطيرة منتشرة، فبعضها يسمي ما كان عليه البوطي طوال حياته من خيانة "اجتهادا"، وبعضها يعتبره "مكرها"، وآخرون يتعذرون له بأنه "لُبس عليه وأُعطي معلومات مضلِّلة"، وآخرون يقولون "لا تعرف ما نيته"، وآخرون يقولون "مع اختلافنا معه في المواقف السياسية لكن نقدر له علمه ودعوته".

    إذن فهنا المشكلة الرئيسية، ليست فيمن يقنع نفسه بأنه تاب، لكن فيمن يبرر له ما كان عليه أو يهون من خياناته. وهذا إخواني يضعِف من بغض الباطل وأهله، مع أن هذا البغض هو أقل درجات إنكار المنكر الذي كان عليه البوطي من إضلال وخيانة لله تعالى ولدينه ولرسوله. ((وذلك أضعف الإيمان))، ((وليس بعد ذلك مثقال حبة من خردل من إيمان)). وهؤلاء يريدوننا أن نضيع حتى أضعف الإيمان!

    صح عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله)). فليعلم "الحناين" الذين يترحمون على كل من مات أن البغض والمعاداة في سبيل الله مطلوبان في مكانهما، وليست "الحنية" مقبولة في كل مقام، بل قد تفصم عروة الإيمان!

    البوطي لم يكن مضلَّلا، بل كان رأسا في الإضلال. ولو افترضنا أنه عاش في ظل عائلة الأسد خمسين عاما قد خفيت عليه مجازر حمص وحماة أيام المقبور حافظ الأسد واعتقال وتعذيب وقتل معارضي النظام ثم خفيت عليه جرائم الجيش والشبيحة اليومية وسبهم لله بأبشع السباب وأمرهم المسلمين بأن يقولوا لا إله إلا بشار، إن كانت هذه خفيت عليه، مع أنها لا تخفى على الأطفال في جزر الهونولولو!، فلم يخفَ على "العلامة" كفر الطائفة النصيرية كفرا أصليا، ومع ذلك فقد بقي يمجد حافظا الأسد وصلى عليه عند هلاكه ومجد ابنه من بعده، وهو الذي قرأ وأقرأ وشرح وفسر قوله تعالى: ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله)). فإن لم يكن بشار الذي يسب جنوده الله ورسوله صباح مساء محادا لله ورسوله، فمن المحاد؟؟!!

    مع إضفاء الشرعية على نظام كافر مجرم ماذا نفع البوطيَّ علمُه؟ بل أليس حجة عليه، وهل يشفع له أنه كان يراجع "ولي الأمر" أحيانا في بعض المنكرات التي استمر جنوده عليها بشكل ممنهج يومي كسب الله وتسجيد المسلمين لصورة بشار؟! وهل مصلحة توفير متنفَّس للــدعوة البوطية راجحة على مفسدة تضييع دين الناس وتطويعهم لحاكم كافر كفرا أصليا ووصفه بالمسلم المحب لله المعظم له وتشبيه جيشه بالصحابة؟؟!!

    والذي أن البوطي كان مكرها على نفاقه وكذبه ودجله لعقود من الزمن فمن باب أولى أن يعذر علماء السوء الذين كانوا مع التتار الحاكمين بالياسق والمحتلين لبلاد المسلمين! علما بأن من أشاع عن البوطي –هنا في بلدي- أنه كان مكرها وأن النظام ابتزه وهدده باغتصاب ابنته وحفيداته...هو ذاته الذي يأتي بأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا هي في الصحاح ولا المسانيد ولا كتب السير ولم أسمعها إلا منه، ولم تُروَ إلا عنه، وقد راجعته في ذلك قبل تسع سنين، وكان من آخرها ما سمعته منه قبل حوالي عامين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخد، أي يأخذ من شعر الخد!

    كثير من الذين ترحموا على البوطي لا نسمع لهم صوتا ولا استنكارا ولا ترحما ولا ثناء عندما يقتل الكفار المحاربون المجاهدين وقياداتهم! طبعا، فهؤلاء أخطاؤهم لا تغتفر بينما البوطي يشفع له علمه، وهكذا فليكن الحول الفكري!

    إذا بقي المترحمون في غفلتهم فسيصلون إلى مرحلة يبررون فيها كل موبقة، بل سنسمع عند هلاك بشار من يقول: رحمه الله، لا يجوز على الميت إلا الرحمة، لا تعرف ما نيته، لا يعلم ما في القلوب إلا الله، لعله كان مُضَّللا، لعل ماهرا الأسد كان يعطيه معلومات خاطئة، كان له صموده ومقومته ووقوفه في وجه أمريكا!

    أعود فأقول: لست هنا في مقام الحكم على البوطي إن تاب وغير موقفه أم لا، لكن المصيبة فيمن لا يبرر له تاريخه السابق الظاهر للجميع، الخطير في الموضوع هو هدم عقيدة الولاء والبراء، وتضييع معاني الحب في الله والبغض في الله، وإطفاء بقايا إنكار المنكر في قلوب المسلمين، والتبرير السفيه للخيانة والتضليل، والتلاعب بمفهوم الإكراه. وهذا يُحدث لدى الناس نفسية رمادية تجاه الأشياء والمبادئ والأشخاص، فلا حق مطلق ولا باطل مطلق، وأهل الباطل لديهم أعذارهم وقد يسبقوننا الى الجنة! فعلام العمل إذن؟
    من أجمل ما ستسمع أذناك للشيخ المنشاوي رحمه الله تعالى:
    هنا
    لاتنسوا إخواننا المستضعفين في كل مكان من الدعاء

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك للاسف 99%من من ينتسب الي العلماء لايعرفون الولاء والبراء ولو كتب هنالقالو لك علماء ربانيون
    معدلة من المشرف#####
    التعديل الأخير تم 03-26-2013 الساعة 02:04 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بخصوص المد الإيراني في مصر.. د. إياد قنيبي
    بواسطة الموحد 33 في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-05-2013, 03:56 AM
  2. رسالة إلى الدكتور عدنان إببراهيم بشأن خطبته عن الشيخ البوطي
    بواسطة أبو سلمى المغربي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-25-2013, 02:46 AM
  3. شهادة أستاذنا العلامة الدكتور البوطي لإسلام موريس بوكاي
    بواسطة د. أحمد إدريس الطعان في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-23-2010, 12:25 AM
  4. هل القرآن يغني عن السنة ؟ بقلم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
    بواسطة سالم في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-26-2010, 10:43 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء