مرحبا بالجميع مجددا
نقاش هاديء وممتع ومفيد لي على المستوى الشخصي
تحياتي للزميل عيسى الربوبي
أسأل الله أن يوفقنا وإياه للحق
أقول :الإيمان باله لايحتاج إلى كتاب أول معجزات ولكن يحتاج العقل والطبيعة نحن نرى التصاميم الموجودة في الكون وهذا الإدراك يجلب لنا صوت الاعتقاد بالإله.
إسقاط أُسطورة الإيمان بالعقل بدون حاجة إلى كتاب
عندما تُرك الناس للعقل آمنوا بالله وآمنوا بالأصنام والأوثان وعبدوا الملوك وألحدوا وصاروا لاأدرية في آن واحد ..فمعطيات العقل متفاوتة للغاية وتخريجاته مزعجة ومُربكة لأقصى مما نتصور .
فقد استخدم أرسطو العقل وأسس للمنهج الإتجاهي الحذر وقال أنه لا يثق إلا بما تزودنا به الحواس الخمس وهو في هذا استخدم العقل وبرهن على استخدامه .
ووصل ديكارات (1637) بإستخدام العقل إلى قمة الجنون الفلسفي واستخدم وسيلة الشك المنهجي الجذري واستطاع بهذه الوسيلة أن يهدم معتقداته في كل شيء حتى الأفكار المُجردة ..ثم بعد ذلك أيضا عقليا أسس لفلسفة الكوجيتو cogito – أنا أُفكر إذن أنا موجود – وأيضا هذه الفلسفة ضمن مفردات ومنتوجات العقل إذن العقل يبني ويهدم .. يرفع ويخفض .. يُؤله ويُوثن .
ثم إن الشك التصاعدي الذي لا يرحم والذي يؤدي إلى الوسواس القهري هو أيضا أحد مفردات العقل .
يقول الفيلسوف ديفيد هيوم إن العقل قد بولغ جدا في تقديره ...
والعقل البشري ليس بنية مكتملة متميزة منحازة معزولة عن السياقات المعرفية بل يمكن خداعه بسهولة وقولبته وتدجينه والتأثير فيه سلبا أو إيجابا وأكبر طبقة عُمالية في العالم توجد في أمريكا وهي أكبر دليل على فلسفة القطيع العقلي وهي أكبر دليل على سقوط التقييم العقلي المجرد ...
مثال : في المناظرة التاريخية على الرئاسة بين ريتشارد نيكسون وجون كينيدي وكانت أول مناظرة متلفزة وكان نيكسون خارجا لتوه من المستشفى لعلاج آلام الركبة ولم يضع مكياجا في مقابل الوسيم جون كينيدي ولدى الإقتراع بعد المناظرة ربح نيكسون بأغلبية ساحقة جمهور الراديو الذي استمع له فقط لكن في اقتراع الجمهور الذي شاهد التلفاز ربح كينيدي بأغلبية ساحقة .
المصدر :- الفيلم الوثائقي لغة الجسد على قناة العربية
إن العقل قاصر للغاية في التقييم المجرد .
ثم إن العقل البشري لا يملك أي عتاد حقيقي يمنعه من التورط في صناعة الخرافة وقبولها .. أيضا العقل البشري من منظور آخر هو نفعي مادي بحت وهو في هذين الإطارين عاجز أشد العجز عن التقييم السليم والفحص الرزين .
كل هذه الأدلة تؤكد سقوط أُسطورة أن العقل كافٍ للإيمان .
وبدون العودة بالعقل إلى وظيفته الأصلية ضمن أُطر ومسلَّمات يُؤمِّنها الوحي ويُحدد أبعادها الكتاب بدون هذه العودة فإننا نظلم العقل وندخله ميادين ليست ميادينه وحروبا ليست حروبه ثم بعد ذلك نلومه ونغضب عليه إذا عاد خائبا منكسرا حزينا .
هل ما زلت مُصرا على أن الإيمان بالله لا يحتاج إلى كتاب فقط بالعقل ؟
*أنا في هذه الجزئية ذكرت المسلمات والوقائع التاريخية ولم أذكر الأمثلة والإسقاطات في الواقع حتى لا يطول بنا البحث إلى ما لا نهاية وإلا فإذا أذا أراد الزميل التوسع فعلى العين والرأس فإن تاريخ خلل العقل في التقييم هو تاريخ الحضارات الإنسانية وتاريخ الأمم والعصور .
3- هل تعتبر أن اللادينية تصلح أن تكون موقف حياتي دائم – تعيش عليها وتموت عليها – أم تعتبرها مرحلة وقتية - مرحلة بحث – بعدها تقرر الطريق الحق ؟
وأقول :الحقيقة لا أعلم لكني واثق في الخالق العظيم كما خلقني في الحياة وجعل أمراة (والدتي) تسهر على رعايتي وترضعني وتحميني وجعل لي رجلاً (والدي) يعمل ليل نهار ليربني فكل هذا الحب هو من الله هذا شعور وضعه الله لوالدي ووالدتي من أجلي اذاً هو يحبني وأنا متأكد أني معه لن أضيع.
والله أحسنت
أسأل الله لك التوفيق والهداية
أنت تقول أنا متأكد أني معه لن أضيع.
أنت هنا بالفعل لم تضيع لكنك أضعت إلهك فقد أدخلته في إطعامك وأكلك وشرابك ثم أخرجته بعد ذلك من كل شيء جعلته عبدا عندك يطعمك ويرزقك ولن يحاسبك .
يؤسس لك هذا الفندق العظيم الذي أنت تقيم فيه – أمك ترعاك وأباك يعمل من أجلك كما تقول - والأرض تُدر غلاتها من أجلك وقوانين الطبيعة كلها مُعدة بعناية من أجلك fine-tuned وهرمونات جسمك تنضبط لتُحقق لك أقصى درجات الأمان والإتزان واتخاذ القرارات السليمة وحياة طويلة عريضة تفعل فيها ما تشاء كل هذا من أجلك .. ثم بعد كل ذلك تقول بلسان حالك ها أنا آمنت بوجود خالق لهذا الفندق الذي أنا أعيش فيه ألا يكفيه هذا ؟ دعنى الآن آكل وأشرب وأتمتع وأفعل كل الشهوات وأزني وأفسق ولا تحجر علي فضميري سيوبخني في اللحظة المناسبة .
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ [محمد : 12]
يا زميل الذي له الخلق له أيضا الأمر فهو كما لم يخلقك عبثا لن يتركك عبثا أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]
وأقول :الخالق العظيم لم يخلق الشر ولا الظلم مطلقاً الشر من صنع الإنسان وليس هنالك شر الشر كما يقول أنشتاين :هو غياب الخير كما أن الليل غياب الشمس.
هذا أهم ما في المناظرة
وجود الشر يؤسس لنهاية اللادينية كفلسفة للحياة
في البداية : الله خالق كل شيء
لكن سأتنزل معك
الشر هو غياب الخير
الآن الله كلي القدرة كلي العلم كلي الخير – كما أنت ذكرت في إجابتك على السؤال رقم 6 ورقم 7– الآن الله لماذا يسمح بوجود الشر والمرض والبلاء وهو قادر حتما طبقا لعقيدتي وعقيدتك على إزالته ؟
إذا كانت اللادينية هي الحل وإذا كان الإنسان فقط يؤمن بوجود المصمم الأعظم ثم يموت بهذا الإيمان وانتهت القضية - طبقا لأغلبكم - لماذا لم يُزل الإله المصمم الأعظم هذا الشر وهذا البلاء لماذا ترك الظالم يموت منتصرا قويا عزيزا في أهله وترك المظلوم يموت مكلوما مقهورا غريبا عن أهله لماذا لم يتدخل الإله كلي الخير كلي القدرة كلي العدل ويجعل العالم أكثر أمنا وسلاما وعافية .
إذا كانت اللادينية هي الحل وكان الإله كلي القدرة كلي الخير كلي العدل قد قرر أن تكون اللادينية هي المنهج الذي يرتضيه لعباده فمن المستحيل أن تجد في عالمه شرا ولا ضرا ولا بلاءا
( إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم فيستحيل أن تجد فيه ما يسوءك من الله كلي الخير والقدرة والعدل)
فأنت أمام أحد أمرين لا ثالث لهما
إما أن تؤمن باليوم الآخر والحساب – بأي مفهوم كان – ويستحيل حتما أن يكون في هذا العالم لأن الملايين يموتون مكلومين كل يوم .
وإما أن تُنكر إلهك كلي الخير كلي العدل كلي القدرة .
وجود الشر في هذا العالم هو أكبر ضربة للفكر اللاديني ويستحيل أن يتعافى الفكر اللاديني بعدها .
أما بخصوص الموت الخالق العظيم خلقنا لنفعل الخير وهذا نعرفه بضمائرنا فكل أنسان يخطئ يحاسبه ضميره فلذلك يجب على الأنسان أن ينسجم مع قوانين الكون فلا يجوز تدمير كل هذه الروعة فهذه هدية الخالق العظيم فلا يجوز فعل ما هو مضر أو مثلا زنى المحارم لا يحتاج لتحريم لأن البشر بطبيعتهم لايفعلوا ذلك ولايرغبون به أو القتل وغيرها من المحرمات عقلاً
الله أكبر
الآن صار الضمير يُعادل الميزان والحساب واليوم الآخر الثلاثة مجتمعين ...
بخمسة دولارات تستطيع أن تشتري عقار من مجموعة LSD وبهذا العقار تُذيب ضميرك يقول الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسي يقول في كتابه ثقوب في الضمير أن أي عقار من عقاقير LSD أو مركبات الأفيون تؤدي إلى ذوبان الضمير تماما في غضون أسابيع قليلة ولا يوجد بعد ذلك أي ملامح لوخز الضمير الأخلاقي .
الآن أنت أمامك عرض لا يُفوت تشتري ضميرك واليوم الآخر والحساب والميزان بخمسة دولارات طبقا للعقيدة اللادينية وتفعل بعدها ما تشاء .
يا رجل هل هذه عقيدة تدين الله العظيم بها
يا رجل اتق الله الذي أنت تؤمن بوجوده ودع عنك هذه الافكار المخزية .
الآن وهو الأهم
هل الضمير يصلح لتقويم البشر ؟
لا يعرف تاريخ الدنيا كلها ولا تعرف الحضارات ولا دساتير الدنيا أن أحد المُشرعين عبر كل العصور اعتمد على الضمير في تقويم سلوك البشر ولو أن شخصا استخدم هذه الحجة وتقدم بها إلى أحد المشرعين فلا مانع أن يحكم هذا المشرع بشنقه بتهمة الدعوة إلى الإباحية الإلحادية ولن نستطيع أن ندافع عنه .
وفي أعظم الأبحاث والمراجع العلمية (allen&santrock )
يعتبرون العقاب هو المانع الوحيد للدوافع وحيل التوافق .....
أُكرر مرة أُخرى العقاب هو المانع الوحيد للدوافع وحيل التوافق .....
ولا يوجد في دساتير الدنيا كلها شيء بخصوص الضمير لأنه يستحيل أن يتم التعويل عليه في التشريعات ......
بل وفي أحد التعريفات الشهيرة للباعث incentive
هو قوة بيولوجية نفسية داخل الفرد تستحثه على القيام بنشاط معين لإشباع أو إرضاء رغبة محدده كما أن هذه القوة تستمر في دفع الفرد وتوجيه سلوكه حتى يُشبع رغبته هذه ... وطبعا القوة البيولوجية تشمل جميع أنواع الشهوات .... والشهوة امام الدافع والحاجة والتوتر والحافز والمثير تتحول إلى فيضان كاسح ..... وساعتها قُم بتبليغ سلامي الحار للضمير وللوازع .
لا يوجد مانع إلا الجزاء والعقاب لأن الإنسان هو الإنسان منذ آلاف السنين التي مضت إلى آلاف السنين التي يلدها التاريخ لن تتغير طبيعته ولن تتبدل مآربه .
,ولا نعرف هل توجد حياة أخرى أم لا ,الوجود لا بد له من غاية وهو ما يعرف في المصطلح العلمي ((المبدأ البشرية)).
ما هذا
الله أكبر
انتهت المناظرة
هل أنت تستوعب مُؤدى كلامك يا رجل ؟
شيء رهيب وعظيم كاليوم الآخر بل ربما أعظم شيء ينتظره الإنسان بل هو أهم من الحياة ذاتها لا يخبرنا إلهك هل هو موجود أم لا ؟ ثم تتحدث عن الحياة وعظيم نعم الله علينا وعن أمك الحنونة وأباك الذي وهبه الله لك ليرعاك ؟
أقسم بالله فلتذهب هذه النعم إلى الجحيم ولست بحاجة إليها إذا كان هناك يوم آخر ينتظرنا ولم يخبرنا إلهك المُنعم بهذا اليوم .
يا رجل كفاك شتما وسبا لإلهك .
أما عن كونك لا تدري فتلك مصيبة أعظم – بمعنى أدق أعظم المصائب - لأنك تُقرر أن إلهك لم يخبرك وربما يوجد هذا اليوم .
يا رجل الإله أعظم وأحكم من ذلك يا رجل اتق إلهك الذي أنت تؤمن بوجوده .
7- هل يجوز عمليا طبقا لتأسيساتك العقلية أن يكون قد مات إلهك – موتا يليق بعظمته من منظورك – وهذا قد أكده نيتشه وأثبت موت إلهه – أم أن إلهك يستحيل أن يموت وما هو دليلك إذن ؟
وأقول : هذا ما يظنه أصحاب العقول الساذجة ولا يجوز وصف الإله بالموت والحياة لأنه لا يخضع لقوانين الطبيعة التي وضعها سبحانه ,والخالق العظيم لا يجري عليه الزمان ولا المكان فكيف ... وهو جلت قدرته واهب الحياة وهنالك قاعدة عقليه فاقد الشيء لايعطيه ,ما دام الخالق يمد الطبيعة بالحياة فهو مالكها وهذا المفهوم يخالف الأزلية فأما أن الكون ازلي وأثبت العلم أن درجة حراة الكون تنقص وذلك بسبب أنتقال الحراة من الموجب للسالب لذلك وجب عقلاً أن يكون الأله أزلي.
في البداية هذا خطأ علمي لا يوجد شيء اسمه حرارة الكون تنقص
حرارة الكون ثابتة وهي 3.5 درجة كلفن
الذي يحدث هو انتقال الحرارة – الطاقة – من الأجسام الأعلى حرارة – طاقة – إلى الأجسام الأدنى حرارة – طاقة – داخل نفس المنظومة – الكون - حتى تتساوى حرارة الجميع وهذا طبقا للقانون الثاني للثرموديناميك وعندها يحدث الموت الحرارى للكون thermal death of universe .
ثانيا : أنا سأفترض من الآن أن إلهك مات موتا يليق بذاته بعد أن وهب الحياة للكون وأستطيع أن أطرح مئات الأدلة العقلية – المغلوطة طبعا - على ذلك لكن بعد أن تأتي بدليلك على أنه لم يمت – أنه حي – .
أما حُجتك بأن الإله هو واهب الحياة فكيف يموت .. فهذه حجة خاطئة لأن مبرمج الكمبيوتر يوما ما ستتوقف برمجة عقله فليس في هذا حجة
ما زلت أنتظر الدليل على أن إلهك لم يمت - موتا يليق بعظمته - بعد أن وهب الحياة للكون .
*- بالمناسبة صدقني لو اعتصرت عقلك لألف عام لن تستطيع أن تأتي بدليل عقلي واحد على أن إلهك لم يمت فالإله لن تعرفه حق المعرفة إلا بالنقل لا العقل – وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً [الفرقان : 58]
9- هل إلهك يطعمك ويرزقك ولن يحاسبك أم تؤمن بجزاء أُخروي أو جزاء تعويضي لمن يموت مظلوما مكلوما مقهورا وجزاء انتقامي لمن يموت ظالما فاجرا باغيا أم أن الجميع يستوون بعد الموت وبالتالي فالحياة لمن غلب ؟
وأقول : لا يتفق الربوبيون حول مذهب محدد عن خلود الروح وعن ما إذا كان الموت هو نهاية المطاف بالنسبة للبشر ... فمنهم من يؤمن بوجود حياة بشكل ما بعد الموت ومنهم من لا يؤمن بذلك ... ولكن الشئ الذي يتفق عليه الربوبيون هو استحالة الجزم بذلك لأن الإله العظيم لم يخبر الناس عن ذلك ولا يمكن الوصول ليقين حول هذا الشئ عن طريق العقل والمنطق المجرد.
يا رجل ما هذه الدُرر ؟
الشئ الذي يتفق عليه الربوبيون هو استحالة الجزم بذلك لأن الإله العظيم لم يخبر الناس عن ذلك ولا يمكن الوصول ليقين حول هذا الشئ عن طريق العقل والمنطق المجرد. ؟
هل تحتاج عبارة أقوى من هذه العبارة لنفض الفلسفة اللادينية من الجذور ؟
يعني أولا تعترف أن مسألة البعث وخلود الروح هي أعظم المسائل ثم تقرر بالجزم أن إلهك لم يخبركم بذلك ثم تأتي بثالثة الأسافي وتقول أن العقل يستحيل أن يعرف هذه القضية ؟
هل ما زلت ربوبيا ؟
طالما أن أعظم قضية في تاريخ البشر وهي الموت والبعث والتي طبقا لول ديورانت هي أساس حضارات وديانات وفلسفات الدنيا كلها لم يخبركم إلهك عنها شيئا ويستحيل معرفة هذه القضية بالعقل كما أنت ذكرت إذن بالعقل أيضا والمنطق لابد أن إلهك كلي الخير كلي الفضل كلي العدل لابد وحتما - فضلا منه وتكرما - أنه أخبرنا بهذه القضية ليس عن طريق العقل كما أنت تفضلت واعترفت وإنما عن الطريق الوحيد الباقي وهو طريق الرسل والرسالات .
هل ما زال عقلك بحاجة للمزيد من الأدلة ؟
أسأل الله أن يوفقك للحق سريعا قبل أن يأتي الموت والبعث وأنت لا تعرف عن هذه القضية شيئا .
10- هل يستوي الذي يكفر بإلهك والذي يؤمن به ؟
من يكفر بالخالق العظيم هو شخص متوحش كاره للعقل ولم يفكر بعقلانية
ومن يؤمن بالخالق العظيم هو من فكر بعقلانية.
شخص متوحش ما معنى كلمة متوحش ؟ كِخ مثلا - بالمناسبة كلمة كخ هي كلمة عربية فصحى -
ما معنى متوحش كاره للعقل ؟
ما الفرق بين المتوحش والمفكر بعقلانية على مستوى التطبيق ؟
هل تصنفني أنا مثلا أني مؤمن بإلهك أم كافر به ؟
ما هو الفرق بين أشد المؤمنين بإلهك وأشد الكافرين به ؟
هل إلهك خلق الكون ووهبك أُما حانية وأبا راعيا وأنت آمنت به أشد الإيمان تستوي أنت ومن يكفر به أشد الكفر ؟
ثم يأتي أكفر الناس هذا ويصلبك ويعذبك ويعيش على خيراتك وينكح زوجتك وفي لحظة تتعادلان صدقني أي عاقل هذا الذي يمانع في قتلك ؟ الآن المنطق والعقل يقول بأن الكفر بإلهك هو الغنيمة الباردة ؟
ما هذا الإله الذي يُعظم وينصر من يكفر به ويرضى بصلب وتعذيب من يؤمن به ؟
الآن بالله عليك ما الفرق بين من يؤمن بإلهك ومن يؤمن بصنم ؟ الذي يؤمن بإلهك سيتضرر أشد الضرر وبلا مقابل .. والذي يؤمن بصنم لن يستفيد ولن يتضرر .
الحق أن الربوبية قدمت أجابات منطقية لجميع الأسألة لكنها أخفقت في سؤال واحد ومهم وهو لماذا خلقنا الله ومستحيل الإجابة عنه عقلاً وقد يرسل الخالق رسول يقول له خلقتكم لكذا مثلاً لكن لا نعرف من هو الحق ولا أستبعد ذلك.
هذا كلام رائع صدقني ولا يصدر إلا من قلب باحث عن الحق أسأل الله أن يوفقني وإياك للحق
لكن أنت تقول
وقد يرسل الخالق رسول يقول له خلقتكم لكذا مثلاً لكن لا نعرف من هو الحق ولا أستبعد ذلك.
أذكر أنني منذ سنوات كنت أُناقش أحد الربوبيين على البالتوك وساعتها قال لي أنه لا يمانع إطلاقا من الإيمان برسول لكن لا أعرف من هو الحق ومع من الحق فلذا أنا ربوبي فقلت له هذا هو القاضي الفاشل الذي وجد أن الحق يتنازع عليه أشخاص كُثر فحَكم على الجميع بالسجن ولم يبحث عن الحق بينهم ثم يلتزم به.
فهذا المفترض أن يخجل من فشله لا أن يجعل من فشله مذهبا يدافع عنه ويسميه اللادينية الربوبية .
وصدقني في اليوم التالي جاء نفس الرجل وأعلن الشهادة وقال أنا اعترف أني كنت قاض فاشل فلله الحمد في الأولى والآخرة .
الخاتمة
والآن هل ما زلت تعتقد أن الربوبية هي العقيدة التي يرتضيها إلهك من البشر وهي العقيدة التي تحيا عليها وتموت عليها ؟
هل تعتقد أن الغاية العظمى من وجودك توجد داخل فلسفة الربوبية ؟
هل تؤمن بإله كلي القدرة كلي الخير لم يخبرك عن غايتك من الوجود ولم يخبرك بشيء عما بعد الموت مع أنه أهم مما قبل الموت ؟
هل تؤمن بإله كلي الخير كلي العدل كلي العظمة يسمح للشر بأن يوجد وللبلاء بأن يقع وفي النهاية لا تعرف الغاية ؟
هل تؤمن بإله يطعمك ويرزقك ولن يحاسبك هل هذه عقيدة أم شهوة وهروب من التكليف ؟
ما الذي يمنعك من التسليم بالرسالات بعد أن أثبتنا من كلامك حاجة البشر إليها حتما ؟
طالما أنك آمنت بالإله كلي القدرة كلي الخير كلي العدل فهذا هو الإله الذي نؤمن به نحن أيضا ما الذي يمنعك من الإسلام والإذعان لله في الخلق والأمر وليس في الخلق فقط ؟
هل تعتبر أن الوقت في صالحك وأنت تعترف بقصور معطيات الفكر اللاديني وعجزه عن تقديم أجوبة عن أهم ما في الوجود ؟
متى ستقولها وبصدق أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ؟أسأل الله أن يوفقك لها في مداخلتك القادمة فكل لحظة هي جرس إنذار ولحظة اقتراب من مصيرك المجهول بالنسبة لك ..
لقد أقسم الله عز وجل أن الإنسان مخلوق في أحسن تقويم لكن ابتعاده عن المنهج يجعله في أسفل سافلين
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ .. وَطُورِ سِينِينَ ..وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ .. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ .. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ .. فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ .. أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين ]
Bookmarks