صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20

الموضوع: المبادئ الكونية وإشكالية التبعية للغرب

  1. افتراضي المبادئ الكونية وإشكالية التبعية للغرب

    المبادئ الكونية وإشكالية التبعية للغرب


    لا تخلو الساحة الإعلامية من وقت لآخر في وطننا العربي عموما والمغربي خصوصا من دعوات مُستميثة لتجاوز الوحي بُحجة أن ما أنتجه العقل من مبادئ كونية هو أجدى وأنفع، ولا يجب الأخذ من الوحي إلا ما توافق مع هذه المبادئ، وما عدا ذلك فهو نتاج سياق تاريخي لا يلزم اتباعه في شيء.

    إن مثل هذا الكلام لا ينبثق إلا من سطحية في الطرح وعدم إطلاع على السياقات السوسيوثقافية التي أنتجت هذه المبادئ المزعوم أنها كونية. وقد عرفت الساحة العربية مقالات عديدة وكتب مُتنوعة تناولت إشكالية هذه المبادئ من الناحية التاريخية والاجتماعية، وأيضا من منظور الوحي. ليس في الساحة العربية فقط، بل حتى في بعض كتابات الغربيين الذين شككوا في كونية هذه المبادئ، وردوها إلى سياقاتها الحقيقية، مُمسكين لجام الأنا الغربي الذي ما انفك يُعلن في خُيلاء أنه سيد الحضارات ومُنتهى العلم ومركز الإنسانية. غير أن العلمانيين العرب في حالة شرود مُستمر مقصود، غاضين الطرف عن النقد المُوجع، مُقتفين نتاج الغرب في بلاهة قل لها نظير بين الحضارات والأمم، حتى أن بعضهم قال في هذه المبادئ الكونية أنها لا تقبل التأويل ولا يجوز ذلك في حقها، ولا تقبل التحريف أو التلاعب بدلالاتها وأبعادها. فهذا حال العلمانيين العرب، نزعوا القُدسية عن النص الديني وألبسوها للغرب.

    وأحببت في هذا المقال أن أقف على بعض الإشكاليات التي تحف كل قائل بضرورة اقتفاء هذه المبادئ الكونية:

    1- لا يخلو ترديد مُصطلح المبادئ الكونية من التمركز الغربي حول أناه، واعتبار نفسه وصيا على باقي الحضارات، وأرقى منها منزلة وشأنا، فتصدير هذا المُصطلح باعتباره كونياً هو إعلاء للغرب من جهة، وتذويب لماهية باقي الثقافات والحضارات والشعوب في هذه الكونية الغربية. وقد سبق أن عرجت في مقال سابق على هذه الإشكالية عند الحديث عن نقد برتراند راسل للدين، ومعلوم مكانة المؤرخ والفيلسوف راسل في الفكر الغربي، وكيف اعتنوا بمؤلفاته لما بلغت من غُلو في التمركز حول الأنا الأوربي الغربي، حتى قال في إحدى مؤلفاته "حكمة الغرب": "الفلسفة والعلم، كما نعرفهما، اختراعان يونانيان"، وامتد هذا الاستعلاء إلى أن وصل العرق نفسه، فكان الأوربيين هم العرق البشري الذي امتاز بالتفكير المنطقي دونا عن باقي الأعراق، كما قال "T. Heath": "إن الإغريق كانوا جنس المفكرين". فهذا الزهو بالذات جعلهم يُلصقون "ماركة" الكونية على أي من مُنتجاتهم الفكرية، ويُصدرونها لباقي الشعوب باعتبار أنها مُطلقة شمولية، فإما أن يقبلوها بإرادتهم، أو يقبلوها بالغزو والتفجير والترهيب والاستعمار، كما حصل مع العراق وأفغانستان وفي حمالات الاستعمال في القرن 19 و 20.

    2- مُصطلح المبادئ الكونية لا يخلو أيضا من أخطاء في جانبه الاصطلاحي، بالإضافة إلى ما ذكرته في النقطة الأولى. فمُصطلح كوني، يجعل المُتلقي يتلقفه باعتباره نتاج كل الحضارات والشعوب، وهو في الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك، وكل مُروج لهذا المُصطلح جاهل بالسياقات التاريخية والاجتماعية والثقافية التي أفرزته. إن هذه المبادئ التي يُزعم أنها كونية، هي نتاج أوربي محظ، نتاج لتفاعلات الفلسفة الهيلينية مع الدين المسيحي منذ القرن الأول ميلادي إلى القرن السابع عشر، ثم نتاج لتفاعل الدين المسيحي المُشبع بالهيلينية مع فلسفة عصر الأنوار التي ضاقت ضرعا بجبروت رجال الدين والطبقة الحاكمة من النبلاء والفرسان، فثارت عليهم وأطاحت بحُكمهم، لتُنتج بعدها مفاهيم جديدة تُنظم العلاقات فيما بينها، فجاء بعض من تلك المبادئ كالحرية والمؤاخاة والمساوات، وما فتئ أن تتابعت المبادئ بعض اكتمال بناء صرح فلسفة الحداثة، والتي سُرعان ما تصدعت جُدرانها وعانت من العدمية والتشاؤمية والوجودية، وكل ما من شأنه أن يهدم صرح هذه المبادئ التي صُدرت لنا على أنها كونية شمولية.

    3- تصدير هذه المبادئ لشعوب أخرى لم تعش نفس السياق التاريخي والاجتماعي، هو مُحاولة لطمس هُويتها، وهذه لوحدها جريمة نكراء يجب التنبيه لخطرها على التاريخ وعلى المُجتمع.

    4- ما يقوم به العلمانيون العرب من تنحية للوحي بحُجة أنه أصبح مُتجاوزا إذا ما قورن بالمبادئ الكونية، هو فعل يقوم على مجموعة من المُغالطات، أولها أن حُجة العلمانيين العرب تتركز بالأساس أن الأخلاق في الإسلام هي نتاج تاريخ وثقافة مُعينة، لذلك وجب تجاوزها، وإنهم إذ يفعلون هذا بالوحي فإنهم يُجيزونه عند الحديث عن نتاج الغرب ومبادئه، وهو تناقض صارخ يُبرز عداءهم لكل ما له علاقة بالقرآن والسنة. فالحجة التي بها أزاحوا الوحي، هي نفسها موجودة في المبادئ الغربية المزعوم أنها كونية، فهي أيضا نتاج بيئة تاريخية وثقافية مُعينة. المُغالطة الثانية تتجلى في الخطأ الشنيع عند مُحاولة مُقارنة التطبيقات الأخلاقية لأمة من الأمم بأخلاق أمة أخرى، أو جعل نُظم وتطبيقات والمبادئ العملية لحضارة من الحضارات هي المعيار الذي يجب أن يُقاس عليه نتاج باقي الأمم، وهذا موضوع طويل وشائك لعله يُفرد في مقال مُستقل. ولبسطه قليلا، فما يظهر مثلا من عدل في بعض القوانين الدولية التي تستنكر جريمة الإعدام، قد يراه البعض الآخر ظلماً وتشجيعاً للجُرم، وما يراه البعض حرية تعبير في إطلاق العناء لكل شيء، يراه آخرون قمة الاستهتار بالحرية أولا والأمن المُجتمعي ثانياً، لذلك يصعب بل يستحيل أن يصل الإنسان إلى مبادئ عامة وشمولية، لاختلاف المشارب والفلسفات والظروف المعيشة، وأستغرب حقيقة من الأوربيين كيف يفرضون فلسفتهم ومبادئهم قهرا وعنوة على باقي الشعوب والحضارات.



    خاتمة لابد منها:

    قد يُعقب البعض قائلا وما بالكم تُحاولون فرض مبادئ الإسلام قهراً.

    وجوابه أن الإسلام لم يُجبر أحداً على الدخول فيه قهراً والآيات في ذلك كثيرة وواضحة، الأمر الثاني وإن كان مُسَبقا على الأول؛ أن الإسلام وحي رباني إلهي، وليس نتاجاً تاريخياً أو اجتماعياً، وهذه لوحدها كفيلة بالرد الحاسم على هذه الادعاءات. ويُضاف إلى ذلك ومن باب الاستطراد فقط أن الإسلام راع الخصوصيات الأخلاقية للشعوب والحضارات، حتى جعلها المذهب الفقهي المالكي من مصادر التشريع الإسلامي "تحكيم العُرف". غير أن هذا الأمر يحتاج هو الآخر إلى تفصيل، وهو ضرورة التفريق بين الأخلاق كمبادئ والأخلاق كتطبيقات عملية، فأما الأولى فهي مبادئ إنسانية بل هي في الأساس فطرية، اتفق عليها الناس بالفطرة، وهذه من أقوى الحُجج التي تُواجه الفلسفات الإلحادية، التي لم تستطع حتى الآن تجاوزها أو ردها، لأنها ببساطة طبيعة الإنسان وخلقه، فالإنسان مجبول على حب الخير والعدل والصدق والشجاعة والأمانة، ومجبول على تقبيح أضدادها، منذ غابر العصور حتى زمننا الحاضر، وأما في الجانب المُعاملاتي "الأخلاق العملية" أي تنزيل هذه المبادئ الفطرية على أرض الواقع، فهُنا يقع الخلاف الذي قد يصل إلى حد التضاد، وقد جاء الوحي ليفصل في بعض ما ينفع الإنسان منها وجعله من الواجبات والقربات، وترك باقي الأمور لاجتهاد الناس.

    فهذا بعُجالة بعض ما أحببت التنبيه عليه، خصوصاً بعد سماع حديث أحد العلمانيين الذي دعا إلى ضرورة تجاوز الوحي والإسلام، والأخذ بالمبادئ الكونية الغربية كما هي من غير تأويل ولا تحريف ولا تبديل.

    المقال على مدونتي

    2013®..ياسين اليحياوي.

  2. افتراضي

    مقال ماتع...جزاك الله خيرا
    "كذلك كنا قديما اول من صاح في الناس: (الحرية، العدالة ، المساواة) كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة متجمهرة من كل مكان حول هذه الشعائر و قد حرمت بترديدها العالم من نجاحه "
    لَم يَبقَ في العالَمينَ مِن ذَهَبٍ .... وَ إِنَّما جُلَّ مَن تَرى شَبَهُ
    دَعهُم فَكَم قُطِّعَت رِقابُهُمُ .... جَدَعاً وَلَم يَشعُروا وَلا أَبَهوا
    قَد مُزِجوا بِالنِفاقِ فَاِمتَزَجوا .... وَاِلتَبسوا في العِيانِ وَاِشتَبَهوا
    وَما لِأَقوالِهِم إِذا كُشِفَت .... حَقائِقٌ بَل جَميعُها شُبَهُ

  3. #3

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الحبيب ياسين ..
    أحب مقالات النقد الصريح مع التدليل والأمثلة ..
    هي من أنجع الأدوية لكل غافل لو كان صادقا في طلب الحق وحبه ..
    بالتوفيق ..
    وأستأذنك في النقل إن شاء الله ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تلك أصوات متشردة هنا و هناك ينبغي أن لا يُعتد بها كما و لا كيفا، خاصة في بلاد المغرب حيث الشعوب لم تتسمم بالثقافات الدخيلة، لنقل لأنها لم تغرف من مستنقعاتها كفاية، و هذا من حسن حظها،
    استعلائهم بأنفسهم هو استعلاء قومي لا يختلف كثيرا عن استعلاء الأريثريين و اعتزازهم بثقافتهم، و لا ننسى نزعة الغيرة و الحسد التي تملكت مثقفيهم و مستشرقيهم خاصة على مر العصور و التي عملت على تخليق تلك النظرة الدونية التي لا مبرر لها أساسا.
    المقال لم يذكر أثر الحضارة الإسلامية في نهضة أوربا، و هذا يبثر من النظرة الحقيقية التي ينظرون بها إلينا كعرب و مسلمين فاتحين سابقين بالفضل أخلاقيا و مدنيا.
    على كل نشكر لصاحب المقال، و نبشره أن الغد للإسلام، يكفيه أن يستطلع عددا من الفيديوهات التي تبث اعتناق آلاف من الغربيين للإسلام عاما بعد عام في عقر دار العلمانية.
    أما هنا فنحن نشكو الجهل أكثر من أي شيء آخر، الجهل بتاريخنا، و بحضارتنا، و بديننا أولا و آخرا.

    و الله المستعان

    لا بأس بهذه الإضافة، فهي ترمي إلى ما قصدته ضمن مداخلتي المتواضعة :

    يقول د. عامر شيخوني في تصديه لكتاب '' أين الخطأ'' للمستشرق البريطاني اليهودي برنارد لويس :

    ''إنه رغم قيام المستشرقين الأجداد ببناء الأساس الفكري لكشف المنطقة العربية والدول الإسلامية، ودراسة العلم العربي والإسلامي إلا أن كتابات كثيرة كانت لا تخلو من أغراض تخدم مصالح الدول التي ينتمون إليها.
    وكانت هذه الاكتشافات ليست خالصةً للعلم وحده، وإنما تمهيد لجحافل الاستعمار التي تكالبت على اقتسام دول هذه المنطقة، ثم جاء المستشرقون وأخذوا يمهدون لغزو المنطقة بالشكل الذي نراه الآن، من خلال افتعال حروب بينية تفتت العالمين العربي والإسلامي، ومن خلال ضرب الدول التي تشكل قوى للتصدِّى الاستعماري بحجة أنها دول إرهابية، أو تأوي متطرفين، وذلك كله يتمُّ بعد دراسات يقوم بها منظرون؛ تنفيذًا لمخطط إمبريالي محكم.''



  5. #5

    افتراضي

    لطالما تغنى عصيد وأشباهه بهذه الكونية الغريبة..
    لكن الحلاوة في كونية العلمانيين المغاربة هي تلك المحاولة المتهالكة منهم لتقديس إصدارات المنظمات الحقوقية العالمية عبر سترها في جلباب مغربي "بالسّفيفة والْعْقَادْ" لتبدو الحبكة ـ التزام دولي تحت تأثير المخاوف الإقتصادية من جهة وإظهار حب وطني تحت تأثير الوعي المغربي بتفاهة ادعاء كونية المبادىء أو حتى الحقوق من جهة أخرى ـ متقنة الصنع
    عدونا في المغرب يعلن الغباء ويخفي الدهاء ليقوم بحركات بهلوانية يسقط فيها الركائز بينما الغالبية غافلة بالضحك على شطحاته..
    جزاك الله خيرا

    "لا رحم الله امرِئً مسلما رأى شططي عن الحق فما زجرني"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب من المغرب مشاهدة المشاركة

    لطالما تغنى عصيد وأشباهه بهذه الكونية الغريبة..

    الأخت زينب، أعتقد أن مشكلة عصيد مع العروبة و ليست مع الإسلام أو الحداثة و لو كان يدعو إلى ما يدعو إليه في قالب علماني .. ما دامت جذوره الأمازيغية و التي هي أقدم من الإسلام و الحداثة تحرك منه كل ساكن، و تظل شعاراته منطوية على أسطورة الأرض الأمازيغية الموعودة الشبيهة إلى حد ما بإسرائيل الكبرى.

  7. #7

    افتراضي

    بل ذاك غربال يستر به شر حقده الدفين على الإسلام.. وهو لا يخفى على مغربي أبدا..
    كما وأنه لا ينفك يردد في كل جولة لقلمه عبارة كونية الحقوق سواء بطاقية أو بغيرها.. وهذا ما لا يخدم الأمازيغية بأي شكل لكنه في المقابل تمييع لإسلام المغاربة.
    التعديل الأخير تم 04-25-2013 الساعة 03:48 AM

    "لا رحم الله امرِئً مسلما رأى شططي عن الحق فما زجرني"

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    كأي حزب استعمل الديموقراطية و حقوق الإنسان للوصول إلى مآربه .. لا لسواد عيوننا و إنما لأيديولوجية و عقيدة متطرفة راسخة في نفسه، هذا ظاهر بين في خطاباته المعادية للعرب و تاريخ العرب متمثلا في الخلافة الإسلامية ( الإستعمارية ) .. و هلم جرا.


  9. افتراضي

    أتابع ردود الأفعال من كلا التياران حول التصريحات الأخيرة للعلماني عصيد "وأذكره بالاسم بعد أن تمت الإشارة إليه، رغم أنه من عادتي أن أُنَكِّر النكرة" وبين ردود الأفعال ألاحظ مُغالات واضحة وتقديساً مُبالغاً من التيار اليساري لفكر عصيد، حتى أن أحدهم "وهم كثير" يذكر أن التيار الإسلامي لا يستطيع مُجابهة تصريحا هذا الدعي، أرجعني هذا لذكريات مضت حينما كُنت أدخل المُنتدى وأقرأ عنتريات الملاحدة الأنترنتين،
    والحق يُقال أن المنتوج الفكري لعصيد، "وأقولها بموضوعية" ضحل جدا وهزيل، وتصريحاته ومقالاته في الجرائد تُظهر سطحيته في الطرح، وهو ما يجعلني أرى أن فكره مبني على الكتابات العلمانية الحاقدة غربية كانت أو عربية، وما ساعده على صعود سلم الشهرة هو دندنته المُستمرة حول النعرة الأمازيغية، التي تُحاول خلق صدام بين الفئات الاثنية في المُجتمع المغربي

  10. #10

    افتراضي

    لعل ضحالة فكره وهزال تنويره وسقم معرفته ببلده قاسم مشترك بين كل العلمانيين في الساحة الإعلامية ..
    لكن هذه الفوضى المحتدة في اختراق أعرافنا وحيائنا والكثير من هيكل جسدنا المغربي لا تحتاج كثير نظر لتبدو في فوضويتها تخطو في طريق دقيق التخطيط.. وهذا ما نبهت له في مشاركتي السابقة والذي عندي (على الأقل) أشد داع للنقاش والفضح من طرف الفئات التي تروم الإصلاح..
    وفي غمرة الضبابية التي يشهدها الوعي المغربي لا بأس من التسمية ( أعتقد) فقط حتى يكون لخطابنا مساحة شاسعة بين الذين يفهمون والذين لا يكادون يميزون..
    وعلى فكرة لو أنك لاحظت المنتوج الإعلامي ككل بكل أنواعه من أفلام وفكاهات وغيره ستجدها تتبلور حول قطبين السفالة والتفاهة معا.. حتى أنك لا تكاد تجد موضوعا سنيمائيا أو تلفزيا في الآونة الآخرة يناقش قضية ذات بعد -إن لم أطلب أخلاقي- على الأقل منطقي.. فعصيد وأمثاله ينظّر لتلك الطبقة التي يتم صنع فكرها الهش ومنطقها الأعوج من خلال هذه الفوضى..
    لست أبالغ لكن يمكن التأكد بالوقوف أمام باب ثانوية والاستماع إلى مواضيعهم..

    "لا رحم الله امرِئً مسلما رأى شططي عن الحق فما زجرني"

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    شكرا جزيلا على هذا المقال، وسبحان الله فقد كنتُ أنوي خلخلة مصطلح " القيم الكونية " التي صدع بها العلمانيون الأغبياء رؤوسنا في كل شاردة وواردة، وبدأتُ أنظمه في فكري وأمدده في منطقي . أما عصيدٌ هذا وكل من يقف في صفه نتحداهم في مناظرات مفتوحة، عوض أن يستعرضوا عضلاتهم في الجرائد على كل من هب ودب، تعالوا عند المتخصصين حتى يقلبوا عليكم الطاولة أيها الأدعياء .

    مقال موفق أيها الكريم حفظك الإله وأيدك ببركاته

  12. #12

    افتراضي

    لن يناظر أحدا فهو يعرف جيدا أن ما عنده فراغ عند أبسط نزال. لكنه لا يتوقف !!
    فما العمل في هذه الحال؟؟

    "لا رحم الله امرِئً مسلما رأى شططي عن الحق فما زجرني"

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب من المغرب مشاهدة المشاركة
    لن يناظر أحدا فهو يعرف جيدا أن ما عنده فراغ عند أبسط نزال. لكنه لا يتوقف !!
    فما العمل في هذه الحال؟؟
    نحن علينا النضال الفكري والذب عن المقدسات ونقض إيديولوجيته، وتحذير الناس من أفكاره وأغاليطه، أما دون ذلك فخارج اختصاصنا :

    فمن جهة : هذه مشكلة المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف أليست هي الساهرة على حماية معتقدات المغاربة ؟

    ومن جهة ثانية : هي مشكلة وزارة الاتصال التي تسمح لأمثاله بأن يكتبوا في منابر إعلامية.

    ومن جهة ثالثة : هي مشكلة وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني في حماية ثوابت المغاربة الدستورية، وأول هذه الثوابت الإسلام، فرجل يتعدى على المقدسات ويريد من المغاربة أن يكفروا بدينهم فيه خرق لبنود الدستور المغربي وجناية يعاقب عليها القانون، كما فيه ضرب لإمارة المؤمنين، وهو يصنف في خانة العلمانيين الاستئصاليين الذين يدعون الناس إلى عصبية قبلية بمعنى أنه يفرق بين شعب واحد على أساس العرق، حتى أصبحنا نرى عددا من الأمازيغ الإنترنتيين من أتباعه يدعون إلى محاربة العرب والعربية ورميهم في البحر، وكأن القبائل العربية المغربية ستبقى تتفرج وهي ترمى وتذبح !! فإن لم تكن هذه دعوة إلى حرب أهلية فماذا إذن ؟

  14. #14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عبد البر الصغير مشاهدة المشاركة
    نحن علينا النضال الفكري والذب عن المقدسات ونقض إيديولوجيته، وتحذير الناس من أفكاره وأغاليطه،
    هذا عين ما أبغي وأتمنى أن أراه مشروعا قيد التنفيذ عما قليل إن شاء الله ..
    نحتاج في هذه المرحلة إلى عمل جهتنا أما الجهات الأخرى فقد أدركنا منذ زمن أنها لاشيء

    "لا رحم الله امرِئً مسلما رأى شططي عن الحق فما زجرني"

  15. افتراضي

    أنتظر مقالك أخي ابن عبد البر، ولو كُنت أعلم أنك ستكتب فيه لأحجمتُ

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الليبرالية العربية.. هدم «النص» والسقوط في التبعية..!
    بواسطة حازم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-20-2013, 05:10 AM
  2. التبعية الطبيعية والمساواة ..
    بواسطة الورّاق في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-28-2011, 03:16 PM
  3. المبادئ الفطرية
    بواسطة عبد الغفور في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-13-2011, 09:12 PM
  4. من يعرف كتب تتكلم عن ( التبعية ) ..؟
    بواسطة صالح عبدالله التميمي في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-09-2011, 03:41 AM
  5. معنى الحياه --- ( من المبادئ الإلحاديه )
    بواسطة ll NaDia ll في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-25-2005, 12:01 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء