صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 41

الموضوع: إستفسار حول مسألة سماح القرآن بالأكل في بيوت الآقرباء والأصدقاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي إستفسار حول مسألة سماح القرآن بالأكل في بيوت الآقرباء والأصدقاء

    بعد موافقة الإشراف الضمنية على فتح هذا الموضوع (بشرط الإلتزام بالإختصار وعدم تجاوز الحدود) ، أطرح فيما يلي أول الأسئلة التي تؤرقني وتجعلني متشككاً في صحة الإسلام ، وأتمنى أن يتم دحض هذه الشبهة وتقديم رد منطقي عليها

    يقول القرآن
    (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)

    وبغض النظر عن الحكم ببلاغة هذه الآية ، فإن هناك 8 جوانب غموض فيها تحتاج لتوضيح ... أوردها فيما يلي:

    1. ما هو الحرج في أن يأكل الأعمى والأعرج من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية .... وهل الآية تختص بالأكل أم بالجهاد كما قال بعض المفسرين أو بغير ذلك ... وهل هناك رأي متفق عليه بين المفسرين حول معنى الآية أو دليل قاطع يجعلنا نصرف الآية لمعنى محدد دون غيره ! ...
    أم أن القرآن نزل بحيث يمكن أن تفهم آياته بعدة معاني محتملة قد لا يربطها أي رابط والأمر متروك لإجتهادات المفسرين والمأولين

    2. أي حرج في أن يأكل الإنسان في بيته حتى ينزل الله قرآنا ليرفع ذلك الحرج ، ومن يقول أن المقصود هو بيوت الأبناء ، فما هو دليله على ذلك سوى تأويل بعض المفسرين الذي ليس عليه إجماع ... ومعظم المفسرين قالوا أن بيوت الأبناء ليس هي المقصودة حصراً بقول القرآن (من بيوتكم) وإنما هي تدخل ضمن المقصود إجمالاً

    3. إذا أخذنا مناسبة الآية (ليس على الأعمى حرج) ، فسنجد أربع روايات متناقضة لسبب نزول الآية ... وبالطبع كل تلك الروايات هي أحاديث مقطوعة وغير صحيحة السند ، فكيف نفسر القرآن بأحاديث غير ثابتة أو غير قاطعة ؟؟
    أليس معظم مناسبات النزول الآيات (التي تعد أهم عنصر في فهم الآيات) قد وصلتنا بأحاديث ضعيفة أو مقطوعة ... فلماذا كل مناسبات النزول (على أهميتها وضرورتها لفهم القرآن) هي غير قاطعة الثبوت ، ألا يؤدي ذلك لجعل معظم آيات القرآن هي غير قطعية المعنى وصعبة الإستيعاب في سياق سبب نزولها

    4. بالنسبة للأكل في بيوت الأعمام والعمات والأخوال والخالات ... فمن المعروف بأن علاقة الناس بأعمامهم وأخوالهم تتفاوت ... هناك خال أو عم يكون كالغريب ليس بينه وبين الشخص ألفة ، وهناك خال أو عم يكون مثل الوالد تماماً ... وعليه ، فما هي رسالة الآية أو فائدتها العملية في هذا الخصوص ، إذا كان الطبيعي وربما من الأسلم أن يتحرج الشخص في الأكل بدون إذن في بيت عمته التي قد يكون على عداء مع زوجها أو معها شخصياً ،
    وما هي الفائدة العملية للآية إذا كان من الطبيعي أن يأكل الشخص بدون إذن في بيت عمه أو خاله الذي تجمعه معه علاقة أشبه بعلاقة الولد بوالده .. أليست المسألة نسبية بدرجة كبيرة وخاضعة للذوق العام بالمقام الأول

    5. هل الأكل يكون مما هو موضوع في المائدة أم ما هو مخزن في المطبخ أو مخزن الطعام ... (المفسرين إختلفوا حول هذه المسألة ولم يقدموا إجابة واضحة) ... ولكن بغض النظر عن إختلافهم هذا ، فإذا كان المقصود هو الأكل مما هو مقدم في المائدة فهل يحتاج الأمر لإستئذان وآيات قرآنية ، وإن كان الأكل من المطبخ أو مخزن الطعام ، فكيف الحال إذا كان خالي أو عمي أو صديقي الذي سمحت لي الآية بالأكل في بيته بدون إستئذان هو رقيق الحال ولا يملك من الطعام إلا القليل الذي يختزنه لمؤونة أيام صعبة قادمة ، وماذا لو كان هذا الأكل المختزن في بيت عمي أو خالي هو أكل خاص جداً غالي الثمن (مثلاً كافيار أعده خالي لوليمة ينوي إقامتها لأحد وجهاء المدينة ، فدخلت أنا مطبخه وأكلت الكافيار بدون إستذانه ، مبرراً فعلي ذلك بالتصريح الممنوح لي في الآية !!)...
    أليست المسألة هنا أيضاً هي مسألة تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنصوص ؟

    6. تقول الآية ما معناه ... بأنه ليس عليكم جناح بأن تأكلوا في بيوت صديقكم ...
    فما معنى الصداقة المقصود وما هو معيارها أو مقياس قوتها ... الصداقة كلمة عامة جداً وليس لها حدود واضحة ، فأي نوع من الأصدقاء أو أي مستوى صداقة تقصده الآيات ؟ وكيف الحال إذا كان هذا الصديق هو شخص يدعي صداقتي وأنا لا أطيقه ولا أعتبره صديقاً !! وشاءت الظروف أن يدخل بيتي لسبب أو لآخر !! أليست القضية هي قضية تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنص قرآني ؟

    7. وتقول الآية ... (أو ما ملكتم مفاتيحه) ، فهل يعني ذلك مثلاً أن بواب العمارة الذي لديه نسخة من مفاتيح شققها لديه تصريح قرآني بالأكل في كل شقق السكان ؟؟؟ كيف يستقيم السماح للغريب الذي يملك مفاتيح منزلي بالأكل في منزلي بدون إذني! ، ولو قصد بمعنى (ما ملكتم مفاتيحه) الوكيل المستؤمن كما قال بعض المفسرين ، فبدايةً المعنى غير متفق عليه مرة أخرى ، وثانياً
    هل من العدل أو من الذوق أن يأكل الوكيل المستؤمن من بيت أو مخزون غذاء موكله بدون إذن صريح أو ضمني من هذا الموكل ، وطالما أنه كذلك ، فمرة أخرى أجد أن الفائدة العملية من هذه الآية بحاجة لتوضيح !!

    8. قرأت في تفسير القرطبي هذا المقطع عن تفسير الآية : (الأولى : قوله تعالى :
    ليس على الأعمى حرج اختلف العلماء في تأويل هذه الآية على أقوال ثمانية . أقربها : هل هي منسوخة ، أو ناسخة ، أو محكمة)(

    هذا كلام القرطبي !!! فهل هناك تبرير منطقي لوجود ثمانية أقوال لتفسير آية يفترض أنها نزلت في قرآن منزل لهداية البشر ومفترض فيه الوضوح وسهولة الفهم؟

    ************************************************** *******************


    هذه اول قضية أطرحها ، ولدي 20 قضية أخرى مشابهة يمكنني أن أطرحها تباعاً ، وأتمنى أن أجد تبريراً منطقياً لها ، فوجود هذا التبرير بالتأكيد شئ سيسعدني ... وهذه الشبهات ليست في رأسي فقط لكنها في رأس الكثير من المسلمين ، لذا من المهم إيجاد تبريرات واضحة لها .

    تحياتي ،،،

  2. افتراضي

    سبحان الله هل هذه شبهة
    والله أكبر جواب هذه المسألة هو ما عنونته أنت قائلا : سماح القرآن بالأكل !!
    القضية الواقعة من اختلاف التنوع وليس التضاد
    فالآية نزلت لسبب وأنت تتفق معنا عليه وهو - سماح -
    ثم تختلف المسألة باختلاف العرف ولهذا اختلفوا فقد تأتي أنت زائرا بيتي وتأكل حتى تمتلئ كرشتك وترحل وقد آتي أنا وأفعل ذلك فلا تقبل وقد تقبل شئ ولا تقبل أشياء فقد تمد يدك إلى كعكة فتلتهمها عن بكرة أبيها في حين أني قد أمد يدي إلى رغيف الخبز الذي في بيتك فتمنعني أو قد ألاحظ عدم ارتياحك فالمسألة قد تختلف بيني وبينك عرفا وبين المفسرين تنوعا في معنى السماح و بناء على العرف وما يقتضي رفع الحرج على ضوء الآيات ...
    التعديل الأخير تم 05-02-2013 الساعة 06:13 AM
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  3. افتراضي

    ترددت في ادراج المشاركة فهناك من الإخوة من هو أكثر من علما على كل حال بداية أنت تطرح أسئلة إجابتها طويلة تحتاج بحثا و ليس من المعقول أن نقوم بهذا نيابة عنك و نحرر لك المسألة - و نعمل بحثا نيابة عنك -و إذا ما لم نجبك تتهمنا بالعجز فهذا لا تقبله على نفسك و لا نقبله نحن على أنفسنا و أنت الآن تسأل في فروع الشريعة التي خطابنا فيها مع المسلمين الذين سلموا بأصولها و أنت لم تؤمن بأصولها ثم تسأل في فروعها و هذا لا يندرج في مسلك الحوار و البحث العلمي و على كل حال سنجيبك على سبيل الإجمال الإختصار و سأبدأ بالإثنتين الأولين و إن وجدت وقت أكملت على الباقي و لعل الإخوة يقومون بهذا !
    هناك قواعد و أصول في التفسير يجب على المفسر أن يلتزم بها و هي ما تسمى بأصول التفسير يجب مراعاتها عند تفسير الآيات الكريمة و تفسير المفسرين هو اجتهاد منهم لسنا مطالبين بالإلتزام به إذا خالف هذه القواعد و الأصول وذكر هذه الأصول و بيانها و التدليل عليها يحتاج مجلد و طبيعي أن يحصل اختلاف بين المفسرين لإختلافهم في المدارك و العلم و غيرها كما هو واقع في الحالة البشرية و أؤكد على أنه ليكن في علمك أن القواطع العقلية أو ما يسمى بالضرورة العقلية أو اليقين العقلي و هو الذي احتمل احتمال واحد صحيح يصرف اللفظ إلى المعنى المراد و الله سبحانه و تعالى نهانا عن الظن في مواضع كثيره من كتابه من كتابه و الخطاب القرآني أنزل لللبيان و ليس التلبيس فإذا احتملت الآية معاني صحيحة تطابق مدلولاتها اللغوية كان اليقين الأخذ بجميع هذه المعاني !
    قولك ( ما هو الحرج في أن يأكل الأعمى والأعرج من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية .... وهل الآية تختص بالأكل أم بالجهاد كما قال بعض المفسرين أو بغير ذلك )
    قوله سبحانه و تعالى ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج عرج و لا على المريض حرج ) منفصل عن ( و لا على أنفسكم .... الآية )
    فقولك ( من بيوت هؤلاء ) لا وجه لهذا القول لأنها منفصلة عن ما بعدها من الآية و الحرج يشمل ما تجره ضرارتهم إليهم من الحرج من الأعمال ، فالحرج مرفوع عنهم في كل ما تضطرهم إليه أعذارهم لأن الآية عامة و ذكر الجهاد و غيره إنما هو للتمثيل و ليس الحصر و هو ما يسمى في أصول التفسير باختلاف التنوع !

    قولك ( أي حرج في أن يأكل الإنسان في بيته حتى ينزل الله قرآنا ليرفع ذلك الحرج ، ومن يقول أن المقصود هو بيوت الأبناء ، فما هو دليله على ذلك سوى تأويل بعض المفسرين الذي ليس عليه إجماع ... ومعظم المفسرين قالوا أن بيوت الأبناء ليس هي المقصودة حصراً بقول القرآن (من بيوتكم) وإنما هي تدخل ضمن المقصود إجمالاً )

    استغرب مثل هذا السؤال فطبائع الناس تختلف فما لم تتحرج فيه غيرك قد يتحرج في ذلك و القرآن لم ينزل ليخاطب فرد أو مجتمع واحد بل ليخاطب البشرية كلها و عوائد المجتمعات و طبائعهم تختلف من مكان لآخر و من زمان إلى زمان و تتغير و لهذا قال ابن عاشور في تفسيره أن المراد بالحرج ( بأكل الإنسان من بيته الأكل غير المعتاد ، أي أن يأكل أكلا لا يشاركه فيه بقية أهله كأن يأكل الرجل وزوجته غائبة ، أو أن تأكل هي وزوجها غائب فهذه أثرة مرخص فيها ) أهـ و لا شك أن هذه الآية تشمل هذا فهي عامة لأي حرج في أكل الإنسان من بيته و ما ذكره ابن عاشور مجرد مثال هذا ما تيسر و لعلي أرجع و أكمل أو يكمل الإخوة !

  4. افتراضي

    نكمل على وجه الإيجاز !!
    قولك إذا أخذنا مناسبة الآية (ليس على الأعمى حرج) ، فسنجد أربع روايات متناقضة لسبب نزول الآية ... وبالطبع كل تلك الروايات هي أحاديث مقطوعة وغير صحيحة السند ، فكيف نفسر القرآن بأحاديث غير ثابتة أو غير قاطعة ؟؟ أليس معظم مناسبات النزول الآيات (التي تعد أهم عنصر في فهم الآيات) قد وصلتنا بأحاديث ضعيفة أو مقطوعة ... فلماذا كل مناسبات النزول (على أهميتها وضرورتها لفهم القرآن) هي غير قاطعة الثبوت ، ألا يؤدي ذلك لجعل معظم آيات القرآن هي غير قطعية المعنى وصعبة الإستيعاب في سياق سبب نزولها
    -----------
    لا يتوقف فهم الآية على أسباب النزول و لم يقل بهذا أحد من علماء المسلمين و هناك قاعدة شرعية متقررة عندهم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ففهم الآية متوقف بالدرجة الأولى على البنية اللغوية و دلالاتها و موقعها مما تقتضية الصنعة الإعرابية و هناك قواعد أخرى مذكورة في أصول التفسير ليس منها سبب النزول و وجود روايات مختلفة لأسباب النزول لا يستغرب ما دام وجود الكذب و الكذبة في البشر فمل تقوله في أسباب النزول غير صحيح فلا تلزمنا بشيء لا نلتزمه !!!

    قولك
    بالنسبة للأكل في بيوت الأعمام والعمات والأخوال والخالات ... فمن المعروف بأن علاقة الناس بأعمامهم وأخوالهم تتفاوت ... هناك خال أو عم يكون كالغريب ليس بينه وبين الشخص ألفة ، وهناك خال أو عم يكون مثل الوالد تماماً ... وعليه ، فما هي رسالة الآية أو فائدتها العملية في هذا الخصوص ، إذا كان الطبيعي وربما من الأسلم أن يتحرج الشخص في الأكل بدون إذن في بيت عمته التي قد يكون على عداء مع زوجها أو معها شخصياً ، وما هي الفائدة العملية للآية إذا كان من الطبيعي أن يأكل الشخص بدون إذن في بيت عمه أو خاله الذي تجمعه معه علاقة أشبه بعلاقة الولد بوالده .. أليست المسألة نسبية بدرجة كبيرة وخاضعة للذوق العام بالمقام الأول
    --------------
    الآية نزلت للرفع الحرج الذي ذكرته و هو تشريع عند المسلمين لا يسألون لماذا فالله يفعل ما يشاء و هذه من التنظيمات التشريعية في داخل الصف الإسلامي الذي تميزه عن غيره من المجتمعات و التميز فيه من الفوائد و الحكم الكثيرة النفسية و الإجتماعية التي تحافظ على بقاء المجتمع و استمراريته في أداء رسالته و كم من دخل مجتمع مسلم فأسلم و لم يدعه أحد للإسلام و ذلك لمجرد مشاهدته التنظيم الداخلي للمجتمع المسلم و قد اطلعت بنفسي على وقائع كثيره من هذا فالتميز مطلب شرعي هذا من جهه و من جهه أخرى إذا تأملنا هذا التشريع نجد فيه من الحكم الكثيرة منها توثيق الروابط بين الأقارب و منها طرح الكلفة بينهم و منها حث على الزياره بينهم فقد يذهب المسلم إلى بيت عمه و هو جائع و لا يجد عمه مثلا فربما لام نفسه على ذهابه فيجد في هذا التشريع فسحة تعزز هذا الفعل الإيجابي أعني التواصل بين الأقارب إلى غير ذلك من الحكم الكثيرة التي تظهر للمتأمل !!

    قولك
    هل الأكل يكون مما هو موضوع في المائدة أم ما هو مخزن في المطبخ أو مخزن الطعام ... (المفسرين إختلفوا حول هذه المسألة ولم يقدموا إجابة واضحة) ... ولكن بغض النظر عن إختلافهم هذا ، فإذا كان المقصود هو الأكل مما هو مقدم في المائدة فهل يحتاج الأمر لإستئذان وآيات قرآنية ، وإن كان الأكل من المطبخ أو مخزن الطعام ، فكيف الحال إذا كان خالي أو عمي أو صديقي الذي سمحت لي الآية بالأكل في بيته بدون إستئذان هو رقيق الحال ولا يملك من الطعام إلا القليل الذي يختزنه لمؤونة أيام صعبة قادمة ، وماذا لو كان هذا الأكل المختزن في بيت عمي أو خالي هو أكل خاص جداً غالي الثمن (مثلاً كافيار أعده خالي لوليمة ينوي إقامتها لأحد وجهاء المدينة ، فدخلت أنا مطبخه وأكلت الكافيار بدون إستذانه ، مبرراً فعلي ذلك بالتصريح الممنوح لي في الآية !!)... أليست المسألة هنا أيضاً هي مسألة تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنصوص ؟
    ----------
    الآية بينت هذا واضحا فمن لللآية للتبعيض فلا يجوز أن يأكل كل طعامه و نعم المسألة تقدير شخصي ما المشكلة في هذا بل هذا من سماحة الإسلام و رفعه الحرج عن اتباعه فهناك مسائل في الشرع متروكه للإجتهاد الشخصي يقدرها في ضوء إطار عام و في هذا من مرونة الشريعة فهناك تشريعات تتكيف مع حاجات الأشخاص المختلفة و هناك تشريعات مطلقة لا تختلف باختلاف الأشخاص و الزمان و المكان !


    تقول الآية ما معناه ... بأنه ليس عليكم جناح بأن تأكلوا في بيوت صديقكم ... فما معنى الصداقة المقصود وما هو معيارها أو مقياس قوتها ... الصداقة كلمة عامة جداً وليس لها حدود واضحة ، فأي نوع من الأصدقاء أو أي مستوى صداقة تقصده الآيات ؟ وكيف الحال إذا كان هذا الصديق هو شخص يدعي صداقتي وأنا لا أطيقه ولا أعتبره صديقاً !! وشاءت الظروف أن يدخل بيتي لسبب أو لآخر !! أليست القضية هي قضية تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنص قرآني ؟
    ---
    الصداقة في لغة العرب صدق المودة فإذا وجدت من نفسك للشخص صدق الموده و ظهرت لك علامات صدق مودته لك فلا حرج و نعم تخضع للتقدير الشخصي و هذا مثل جوابنا على سؤالك السابق

    قولك
    وتقول الآية ... (أو ما ملكتم مفاتيحه) ، فهل يعني ذلك مثلاً أن بواب العمارة الذي لديه نسخة من مفاتيح شققها لديه تصريح قرآني بالأكل في كل شقق السكان ؟؟؟ كيف يستقيم السماح للغريب الذي يملك مفاتيح منزلي بالأكل في منزلي بدون إذني! ، ولو قصد بمعنى (ما ملكتم مفاتيحه) الوكيل المستؤمن كما قال بعض المفسرين ، فبدايةً المعنى غير متفق عليه مرة أخرى ، وثانياً هل من العدل أو من الذوق أن يأكل الوكيل المستؤمن من بيت أو مخزون غذاء موكله بدون إذن صريح أو ضمني من هذا الموكل ، وطالما أنه كذلك ، فمرة أخرى أجد أن الفائدة العملية من هذه الآية بحاجة لتوضيح !!
    ---------
    فهمت الآية فهما خاطئا و تبني عليه نتائج خاطئة ملكتم مفاتحه أي البيوت التي تملكون التصرف فيها بإذن أربابها فبواب العمارة لا يتنطبق عليه الآية و بهذا يزيل الإشكال الذي تتصوره في ذهنك !

    قولك
    8. قرأت في تفسير القرطبي هذا المقطع عن تفسير الآية : (الأولى : قوله تعالى : ليس على الأعمى حرج اختلف العلماء في تأويل هذه الآية على أقوال ثمانية . أقربها : هل هي منسوخة ، أو ناسخة ، أو محكمة)(

    هذا كلام القرطبي !!! فهل هناك تبرير منطقي لوجود ثمانية أقوال لتفسير آية يفترض أنها نزلت في قرآن منزل لهداية البشر ومفترض فيه الوضوح وسهولة الفهم؟
    -----
    تفسير منطقي ؟!!!!
    أظن هذا أوضحناه في المشاركة السابقة فالناس ليسوا على درجة واحدة من العلم و الفهم فمدارك الناس تختلف و هناك قواعد و أصول في التفسير و توضيح هذا الأصول و القواعد و بيان براهينها يحتاج مجلد كمل قلنا على كل حال ما وافق هذه القواعد فقول المقبول و مخالفها رددناه و لسنا ملزمين بتفسيره !!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    بالنسبة للآية موضوع النقاش ... وهي قول القرآن :

    (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ...)

    وهي بالفعل آية عجيبة ، ففيها بلاغة قرآنية فائقة لا تتدرك إلا عبر تأمل الآية بشئ من العمق ... وعلى كل حال لا ينكر بلاغة القرآن من اللادينين منصف وإنما نحن ننكر إعجازه البلاغي فقط ... أما بالنسبة لتحفظاتي على الآية ، فأحسب أن الزملاء قد أجابوا على بعضها إجابات معقولة ... ولكن تبقى عدة تساؤلات غير مجابة بخصوص تلك الآية ...


    الزميل محب أهل الحديث يقول بأن غرض الآية هو السماح بالأكل في بيوت هؤلاء المذكورين في الآية ... ويكفي ذلك سبباً لنزولها ودحضاً لتحفظاتي عليها ، وأقول للزميل ، صحيح أن القرآن نزل للسماح بالأكل في بيوت الأصدقاء والأقرباء ، ولكن ما هي أهمية السماح بما هو عادي (عندما يكون الأكل في بيوت هؤلاء عادياً ومقبولاً) ، وكيف يسمح القرآن بما هو ليس عادياً (إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء ليس عادياً)

    وإذا كان الأمر خاضع للتقدير الشخصي ، (كما ذكر الزملاء) ويختلف التصرف المناسب بإختلاف العادات والظروف ، فما أهمية قيام القرآن بالسماح بالأكل في بيوت المذكورين في الآية ،، الفكرة الأساسية لهذا الموضوع هي التحفظ على دخول القرآن في تفاصيل دقيقة لا تتناسب (من وجهة نظري) مع كونه دستور شامل للناس في كل زمان ومكان ، والدساتير عادة لا تخوض في التفاصيل الدقيقة ، والصلاحية لكل زمان ومكان تقتضي ترك التفاصيل ما لم يمكن تعميمها ، ولا أرى إمكانية لتعميم ما جاء في هذه الآية

    وأخيراً ... هل هناك حالات عملية محددة يمكن الإستفادة بهذه الآية منها أو أحكام شرعية محددة يمكن إشتقاقها من الآية

    الزميل السيف المصقول ، لي مداخلة منفصلة للرد على ما جاء في مداخلاتك

    مع خالص تحياتي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولكن ما هي أهمية السماح بما هو عادي (عندما يكون الأكل في بيوت هؤلاء عادياً ومقبولاً) ، وكيف يسمح القرآن بما هو ليس عادياً (إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء ليس عادياً)
    قال ابن عباس: لما أنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ} تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

    و معنى هذا أن الآية أزالت إشكالا كان موجودا فأصحاب العاهات كانوا مبعدين من المؤاكلة تقززا و المسلمون كانوا يجدون حرجا في الأكل مع بعضهم أو من أكل بعضهم خوفا من أن يكون في أكلهم تجاوزا لحق المضيف كأن يكون المضيف فقيرا أو متضايقا من الضيف فشعر هؤلاء المسلمون أن طعامهم ربما كانت فيه شبهة فبين الله لهم الحق و انه لا حرج عليهم .

    و قال سعيد بن المسيب :أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم، وكانوا يأمرونهم أن ياكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها، ويقولون: نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
    و هنا تكون الآية أيضا قد حلت مشكلا فالمجاهدون كانوا يتركون بيوتهم بما فيها أمانة عند المتخلفين و كان هؤلاء المتخلفون يحرسون البيوت و يجدون حرجا في الأكل مما فيها فوضح الله عز وجل لهم أنه لا حرج عليهم في الاكل ..

    وأخيراً ... هل هناك حالات عملية محددة يمكن الإستفادة بهذه الآية منها أو أحكام شرعية محددة يمكن إشتقاقها من الآية
    الحالات العملية واضحة فالمؤاكلة بين المسلمين حلال و ليس فيه تعدٍ ولا أكل بالباطل و فيها جواز مؤاكلة المرضى و فيها جواز الأكل من بيوت المجاهدين التي يحرسونها دون إذنهم .

    و أما قولك :
    وإذا كان الأمر خاضع للتقدير الشخصي ، (كما ذكر الزملاء) ويختلف التصرف المناسب بإختلاف العادات والظروف ، فما أهمية قيام القرآن بالسماح بالأكل في بيوت المذكورين في الآية
    هذه الآية مجيزة و ليست مجبرة فليس كل واحد من المذكورين مجبر على استضافة غيره أو مجبر على السماح لغيره بتفتيش بيته بحثا عن الأكل بل هي مجيزة ترفع الحرج عن المسلمين
    فمن كان في بيت صديقه و وجد أكلا فله أن يأكل ذلك حلالا دون إنه و لاحظ أننا نتكلم عن الأكل و ليس عن المال ولا عن جمع الأكل في كيس و أخذه ؟؟؟؟ بل نتكلم عن حكم القرابة و الصداقة التي تفرح بأكل القريب و الصديق عندهم .
    التعديل الأخير تم 05-03-2013 الساعة 08:27 PM
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  7. #7

    افتراضي

    الزميل الربوبي - وقد عهدت منك ذكاء ولكن مع نقص علم في الدين واللغة والتاريخ للأسف - :
    أود أن أنصحك بنصيحتين مختصرتين قبل أن تسرد لنا باقي الـ 20 نقطة وسؤال أو شبهة وهما :

    1- لا تجعل حالك دوما هيحال مقياس كل ما تقرأ .. فالقرآن نزل لكل الناس ولكل زمان .. وبالتأكيد فيهم ما لا يوجد فيك : وفيك ما لا يوجد فيهم : فتنبه ..

    2- هناك بعض الشبهات التي لو نظرت في تقييمها لأول وهلة : وهل تظن أنها مرت على أمة بعلمائها طيلة 14 قرن من الزمان : فهذا وحده كفيل بإعادتك النظر فيما تظن وإعادة البحث فيه .. فربما أغنيتنا وأغنيت نفسك عن السؤال ...

    بالتوفيق ...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    الزميل السيف المصقول ... تحية طيبة

    لا بأس مما ذكرته في مداخلاتك ، ولكن لي بعض التعقيبات

    هناك قواعد و أصول في التفسير يجب على المفسر أن يلتزم بها و هي ما تسمى بأصول التفسير يجب مراعاتها عند تفسير الآيات الكريمة
    تذكرني هذه العبارة بالإعجازيون (الذين يستخرجون الإعجازات العلمية من القرآن) ، فلا أظن أنهم يلتزمون بأي من أصول التفسير في تأويلاتهم تلك لآيات القرآن ... وعلى كل حال بالنسبة لموضوع التفسير وتحفظاتي على تعدد تفاسير الآية وعدم وجود تفسير قطعي لها ، فهذه النقطة متشعبة ومن عدم الإنصاف إنتقادها بدون الخوض في تفاصيلها كما تفضلت بالقول ...

    قولك ( ما هو الحرج في أن يأكل الأعمى والأعرج من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية .... وهل الآية تختص بالأكل أم بالجهاد كما قال بعض المفسرين أو بغير ذلك ) قوله سبحانه و تعالى ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج عرج و لا على المريض حرج ) منفصل عن ( و لا على أنفسكم .... الآية )
    شكراً على التوضيح ... ولكن هل أنت متأكد بأنها منفصلة ،
    يبدو لي كلامك هنا كمجرد رأي ، وهناك آراء أخرى تخالفه !! أنا عن نفسي محتار ، وكنت أتمنى أن تكون فعلاً منفصلة حتى أستطيع فهم الآية ، فلا تتصور مقدار الجهد والوقت الذي بذلته في محاولة فهمها ، وقد ضعت بين أقوال المفسرين وما ينسبونه من أقوال للصحابة والتابعين حول تفسير الآية

    طبائع الناس تختلف فما لم تتحرج فيه غيرك قد يتحرج في ذلك و القرآن لم ينزل ليخاطب فرد أو مجتمع واحد بل ليخاطب البشرية كلها و عوائد المجتمعات و طبائعهم تختلف من مكان لآخر و من زمان إلى زمان و تتغير
    أفهم ذلك ... وانا لم أحاول فهم الآية بظروف عصرنا أو ظروفي الخاصة وتجاربي الشخصية ... وما أتحفظ عليه بخصوص الآية هو تقديم نص يحدد للناس كيفية التصرف في شئ يخضع التصرف فيه لإختلاف الظروف والطبائع ومعطيات كل موقف

    أما مسألة أن الآية نزلت لكي تسمح للشخص أن يأكل منفرداً دون باقي أهله بدون حرج ... (وطبعاً هذا لا يكون إلا في ظروف ندرة الطعام) ، فلا بأس في ذلك ، ولكن أنا أرى المسالة ببساطة هي ... أما حساسية مفرطة من شخص متحرج من شئ لا يدعو للحرج وعندها مثل هذا الشخص لا يستحق قرآناً منزلاً لرفع تكلفه في الحرج أو خجله الزائد ، وأما أن يكون هناك فعلاً سبب للحرج ، وعندها فالآية ليس لها فائدة عملية وستكون غير صالحة للتطبيق ، فإذا كان هناك ما يدعوني للتحرج من الأكل بدون باقي الأسرة (خوفاً من أن أكل أكثر من نصيبي مثلاً) فالحل لا يكون بالسماح لي بالأكل بدون تحرج ...

    لا يتوقف فهم الآية على أسباب النزول و لم يقل بهذا أحد من علماء المسلمين و هناك قاعدة شرعية متقررة عندهم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ففهم الآية متوقف بالدرجة الأولى على البنية اللغوية و دلالاتها و موقعها مما تقتضية الصنعة الإعرابية و هناك قواعد أخرى مذكورة في أصول التفسير ليس منها سبب النزول و وجود روايات مختلفة لأسباب النزول لا يستغرب ما دام وجود الكذب و الكذبة في البشر فمل تقوله في أسباب النزول غير صحيح فلا تلزمنا بشيء لا نلتزمه !!!
    أتفق معك أيضاً بأن فهم أسباب النزول ليس هو الشئ الوحيد المعتبر ، ولكن لا بد أنك تتفق معي في أهميته ، فكثير من آيات القرآن هي بالاساس تتعامل مع أحداث محددة وقعت في زمن الرسول فنزلت الآيات لتبين الحكم الشرعي وقواعد التصرف في هذه الحالات ... وعندها فإن أسباب النزول تكون أساسية جداً جداً لفهم سياق الآيات، ولكن مع الأسف وكما أسلفت ، معظم أسباب النزول رغم أهميتها غير قطعية الثبوت ... الشيعية مثلاً أدركوا أهمية اسباب النزول لفهم القرآن فأختلقوا أحاديث بأسانيد مزيفة منسوبة لعلي بن أبي طالب ثم إدعوا بعد ذلك بأن ما من آية من آيات القرآن لها سبب نزول إلا وقام الرسول بتعليم علي بن أبي طالب بأسباب النزول تلك وإعطاءه تفسير قاطع للآيات ...

    و هذه من التنظيمات التشريعية في داخل الصف الإسلامي الذي تميزه عن غيره من المجتمعات و التميز فيه من الفوائد و الحكم الكثيرة النفسية و الإجتماعية التي تحافظ على بقاء المجتمع و استمراريته في أداء رسالته و كم من دخل مجتمع مسلم فأسلم و لم يدعه أحد للإسلام و ذلك لمجرد مشاهدته التنظيم الداخلي للمجتمع المسلم
    أتفق معك في قضية التظيم الداخلي الرائع للمجمتع المسلم ، ولكن أذكرك بأن هذا التنظيم ليس مرتبطاً بالضرورة بالإسلام ، فهذا التنظيم الرائع الذي تتحدث عنه تجده في معظم المجتمعات الشرقية وفي معظم المناطق الريفية في شتى أنحاء العالم ، وفي نفس الوقت لن تجده في الأحياء الراقية ولدى الطبقات الغنية وحتى المتوسطة التي تعيش في مدن القاهرة والرباط وتونس وعمان ودمشق وغيرها من المدن الكبرى في العالم الإسلامي .

    ولكن ما هو علاقة التنظيم الداخلي للمجتع الإسلامي بهذه الآية ... الناس كانت تأكل في بيوت أقاربهم (عندما كانت المجتعمات متماسكة ، بدون ان تعرف أو تسمع حتى بهذه الآية) ، وعندما تفككت المجتمعات الإسلامية الحضرية لم تنفع تلك الآية في حث الناس على تجاوز الحواجز النفسية والاكل بدون إستئذان في بيت العم أو الخال الذي أصبح كالغريب بسبب تباعد المسافات بين الناس في المدن ... ولا أظن أن الآية القرآنية محل النقاش ستكون ذات جدوى في حل تلك المعضلة أو أنها ساهمت في الماضي في حل تلك المعضلة ، فالآية بالأساس غامضة وغير مفهومة ومختلف حولها بين المفسرين ، فكيف يكون لها فائدة عملية

    نعم المسألة تقدير شخصي ما المشكلة في هذا بل هذا من سماحة الإسلام و رفعه الحرج عن اتباعه فهناك مسائل في الشرع متروكه للإجتهاد الشخصي
    وهذا هو لب المشكلة ، نص قرآني يعطي رأياً غير واضح ، في أمر متوقف على الإجتهاد الشخصي وظروف المجتمعات ويختلف التصرف الأمثل بحسب ظروف الموقف

    وتقول الآية ... (أو ما ملكتم مفاتيحه) ، فهل يعني ذلك مثلاً أن بواب العمارة الذي لديه نسخة من مفاتيح شققها لديه تصريح قرآني بالأكل في كل شقق السكان ؟؟؟ كيف يستقيم السماح للغريب الذي يملك مفاتيح منزلي بالأكل في منزلي بدون إذني! ، ولو قصد بمعنى (ما ملكتم مفاتيحه) الوكيل المستؤمن كما قال بعض المفسرين ، فبدايةً المعنى غير متفق عليه مرة أخرى ، وثانياً هل من العدل أو من الذوق أن يأكل الوكيل المستؤمن من بيت أو مخزون غذاء موكله بدون إذن صريح أو ضمني من هذا الموكل ، وطالما أنه كذلك ، فمرة أخرى أجد أن الفائدة العملية من هذه الآية بحاجة لتوضيح !!
    ---------
    فهمت الآية فهما خاطئا و تبني عليه نتائج خاطئة ملكتم مفاتحه أي البيوت التي تملكون التصرف فيها بإذن أربابها فبواب العمارة لا يتنطبق عليه الآية و بهذا يزيل الإشكال الذي تتصوره في ذهنك !
    يعني الآية تقصد ، لو ملكت مفتاح منزل وحصلت على إذن من صاحب المنزل للأكل فيه ، فكل ولاحرج عليك !!! يعني كما قلت لك الآية تذكر بديهيات لا تحتاج لتشريع أو تحليل إلهي ، أليس كذلك

    تحياتي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    الزميل متروي ... تحية طيبة

    فيما ردي المختصر على مداخلتك ، وأعذرني على الإختصار ، فأنا مجهد صراحة وقد قضيت ساعات بدون مبالغة في محاولة فهم الآية وفهم تفاسيرها ، بدون جدوى !! المشكلة أن كتب التفسير تحتوي أقوالاً وكأن كاتبها لا يتوقع أن هناك شخص ما سيقوم بقراءة ما تمت كتابته ... كلام يفتقد للمنطق وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع ... وعلى أي حال مع إحترامي للقيمة العلمية التي يحظى بها هؤلاء المفسرين القدامى ... إلا أن شخص لا يتورع عن سرد الإسرائيليات في كتابه مثل الطبري أو إبن كثير ويورد حكايات عن سفينة نوح بأن الفأر إنبثق من منخار الأسد وما شابه ذلك من الحكايات التي تمتلئ بها كتب المفسرين القدامى ، مثل هذا الشخص لا يمكن أن أعطيه عقلي وأنا أقرأ له !!!

    والمشكلة الأساسية فيما أوردته أنت هو أنك ذكرت ثلاث أو أربع أسباب نزول ، لا يمكن توفيقها مع بعضها ولا بد من أخذ أحدها على أنه الصحيح وطرح الباقي ولكن أي واحد سنأخذ !!!

    قال ابن عباس: لما أنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ} تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

    و معنى هذا أن الآية أزالت إشكالا كان موجودا فأصحاب العاهات كانوا مبعدين من المؤاكلة تقززا و المسلمون كانوا يجدون حرجا في الأكل مع بعضهم أو من أكل بعضهم خوفا من أن يكون في أكلهم تجاوزا لحق المضيف كأن يكون المضيف فقيرا أو متضايقا من الضيف فشعر هؤلاء المسلمون أن طعامهم ربما كانت فيه شبهة فبين الله لهم الحق و انه لا حرج عليهم .
    نص الآية يصعب فهمه على هذا النحو ، فلو كان هذا هو المقصود فما هي علاقة الآباء والأصدقاء والعمات والخالات بذلك ؟ ولماذا ذكرتهم الآية ؟ فأرجو التوضيح ، لو كان التقزز من مؤاكلة أصحاب العاهات أو الحرص على عدم ظلمهم عند الأكل معهم هو الحرج الذي أرادت الآية رفعه لكان الأولى ذكر الغريب وليس الأقرباء والاصدقاء ، فهم أكثر تقززاً وربما هم من يتحرجون من الأكل مخافة ظلم أصحاب العاهات عند مؤاكلتهم ، أما القريب فهو لا يتقزز ولا يتحرج من الظلم لأنه ينأى بنفسه عنه غالباً وليس بينه وبين ذي العاهة كلفة حتى يتحرج منه ... أرجو منك فقط محاولة وزن كلام إبن عباس وتطبيقه على الآية ، صدقني لن تستطيع ... كلام إبن عباس في وادي والآيات في وادي (طبعاً لو كان هذا كلام إبن عباس أصلاً)

    و قال سعيد بن المسيب :أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم، وكانوا يأمرونهم أن ياكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها، ويقولون: نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
    الله يفتح عليك ، اخيراً وجدت شئ منطقي ومعقول يمكن ان يساعد في فهم الآية ... أنا الآن تقريباً فهمت الآية (أو على الأقل شقها الأول المتعلق بذوي العاهات) ، فهي تعطي تصريح لذوي العاهات ممن يتخلفون عن الجهاد لأن يأكلوا من بيوت المجاهدين التي يحرسونها بدون إذنهم ... كلام جميل جداً ... وأظن أن هذا هو سبب نزول الآية ... ولكن ماذا عن التفاصيل ... (بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتهم ، أو بيوت أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم ... أو بيت صديقكم .. أو ما ملكتم مفاتيحه) ... أحسب أن قول القرآن ما ملكتم مفاتيحه بدون تفصيل يغني ، خصوصاً أن هذا المجاهد قد يستخلف شخصاً في بيته ليس من أقرباءه المذكورين في الآية وليس صديقه ...

    هذه الآية مجيزة و ليست مجبرة فليس كل واحد من المذكورين مجبر على استضافة غيره أو مجبر على السماح لغيره بتفتيش بيته بحثا عن الأكل بل هي مجيزة ترفع الحرج عن المسلمين
    ما كنا ماشين كويس ... لو أخذنا قول سعيد بن المسيب فإن الآية يجب ان تكون مجبرة وليست مجيزة ...فهي تجبر المجاهدين على قبول قيام متعهدي بيوتهم بالأكل من بيوتهم أثناء خروجهم للجهاد ، وستتحول الآية لنص محلل لشئ محدد (نص محكم) وليس مجرد حديث عن آداب عامة ... لكن عندها سأجد صعوبة في فهم نص مشرع يقول "صديقكم" وهي كلمة عائمة ... تصور نص قانوني مسموح الأكل في بيوت الأصدقاء بدون إذن دون أن يضع تعريفاً دقيقاً لمعنى كلمة الأصدقاء !

    الآية لو كانت مجيزة يا زميلي فستصبح بلا معنى ، وأنا لما أبديت إعتراضي على الآية في أول مداخلة كان هذا الإعتراض بناءاً على فهمي للآية بأنها مجيزة وأنها آية آداب عامة ... فقلت لماذا يؤطر القرآن آداب عامة تخضع في المقام الأول لمسألة الذوق والتقدير الشخصي بنصوص محددة ، ولماذا لا تترك هذه المسألة مثلاً للأحاديث النبوية التي تخوض أكثر في التفاصيل ... ولكن عموماً أعجبني ما ذكره "سعيد بن المسيب" من سبب نزول للآية وأراه منطقي جداً

    فمن كان في بيت صديقه و وجد أكلا فله أن يأكل ذلك حلالا دون إنه و لاحظ أننا نتكلم عن الأكل و ليس عن المال ولا عن جمع الأكل في كيس و أخذه ؟؟؟؟ بل نتكلم عن حكم القرابة و الصداقة التي تفرح بأكل القريب و الصديق عندهم .
    أنت الآن تتكلم عن الشق الثاني من معنى الآية (على إفتراض أن الآية يمكن أن تفهم في شقين مختلفين) ، هذا الشق الذي لا يخص ذوي العاهات والمرضى ولكن يخص كل الناس ... (شق "ولا على أنفسكم") ... وعندها سأقول لك ما ذكرته للزميل السيف المصقول ... كيف ينزل الله قرآناً ليحلل شئ هو حلال بالبديهة أو ليحدد طريقة التصرف في موقف تختلف طريقة التصرف المثلى فيه حسب الزمان والمكان ومعطيات الموقف ... ولماذا يخوض القرآن في تفاصيل لا يمكن تعميمها

    الحالات العملية واضحة فالمؤاكلة بين المسلمين حلال و ليس فيه تعدٍ ولا أكل بالباطل و فيها جواز مؤاكلة المرضى و فيها جواز الأكل من بيوت المجاهدين التي يحرسونها دون إذنهم .
    بالنسبة لمسألة بيوت المجاهدين التي يحرسونها فليس لي إعتراض عليها تقريباً كحالة عملية واضحة ، أما باقي ما ذكرته فلا يمثل حالات عملية ، فكيف ينزل الله قرآناً ليحلل شئ هو حلال بالبديهة أو ليحدد طريقة التصرف في موقف تختلف طريقة التصرف المثلى فيه حسب الزمان والمكان ومعطيات الموقف

    شوف أنا كانت فاكر إني حأختصر لكن ما إختصرت ...

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    الزميل الربوبي - وقد عهدت منك ذكاء ولكن مع نقص علم في الدين واللغة والتاريخ للأسف - :
    أود أن أنصحك بنصيحتين مختصرتين قبل أن تسرد لنا باقي الـ 20 نقطة وسؤال أو شبهة وهما :

    1- لا تجعل حالك دوما هيحال مقياس كل ما تقرأ .. فالقرآن نزل لكل الناس ولكل زمان .. وبالتأكيد فيهم ما لا يوجد فيك : وفيك ما لا يوجد فيهم : فتنبه ..

    2- هناك بعض الشبهات التي لو نظرت في تقييمها لأول وهلة : وهل تظن أنها مرت على أمة بعلمائها طيلة 14 قرن من الزمان : فهذا وحده كفيل بإعادتك النظر فيما تظن وإعادة البحث فيه .. فربما أغنيتنا وأغنيت نفسك عن السؤال ...

    بالتوفيق ...
    شكراً زميلي الفاضل على الإطراء ، ونصيحتك مقبولة عموماً ، ولو كانت نصيحتك متعلقة تحديداً بما طرحته في هذا الشريط ، فأطمئنك بأنني أعمل بها ، ولم أقيس على نفسي أو ظروفي أو طباعي الشخصية أو ظروف عصري عندما تناولت الآية موضوع هذا الشريط

    أما بالنسبة للشبهات التي مرت أم لم تمر على العلماء (علماء الدين) ، فأنا على يقين بأن كل الشبهات مرت عليهم ، ولكن لا يهمني مرورها عليهم أو عدم مرورها ، يهمني بالمقام الأول تقديمهم لمبررات قوية لدحض هذه الشبهات أم لا ... أعلم بان هناك من سيقدم المبررات ، ولو لم تقدم المبررات فهذا يعني الإعتراف بعدم صحة الدين ...

    وأسترجع هنا مداخلة الزميل اللاديني "إنسان راقي" عندما قال بأن صحة الإسلام تتوقف على كماله ، وأي نقض لكماله يعني نقض الإسلام كلياً ، وبالتالي فأي شبهة لا تجاب بشكل واضح هي تعطي مبرر كافي لمن يختار عدم الإيمان لأن دين الله يجب أن يكون أدلة ثبوته واضحة وأدلة نفيه باهتة

    وأعلم بأن الشبهات قد مرت على هؤلاء العلماء ولم يكفروا ، (مما يعني بأنهم قد وجدوا تبريراً يقنع عقولهم لهذه الشبهات) ... وهذه أحد الأمور التي تحيرني ... لولا أني آخذ في الإعتبار بان ليس كل البشر مثلي ، ففيهم ما ليس في وفي ما ليس فيهم ...

    تحياتي الخالصة

    ملحوظة : لن اطيل عليكم بشبهاتي ، وأظن أنني سأطرح موضوعاً آخر فقط بعد هذا الموضوع وأكتفي بهذا القدر ، فليس لي طاقة للدخول في حوارات الساحات التي تتطلب جهداً كبيراً ويكون مطلوب منك فيها محاورة أكثر من شخص

  11. #11

    افتراضي

    الزميل ربوبي ...
    إذا كنت قارئا للقرآن وتفاسيره :
    وجدت أن الآية الواحدة قد تأتي لحكم عديدة ..
    ولذلك تجد العلماء الجامعين للرأي في المسألة الواحدة أو أسباب نزول الآية الواحدة يقولون لك :
    ولا مانع من اجتماع كل ذلك في سبب نزول الآية ..
    أقول : بل ذلك من كمال حكمة الله تعالى ..

    وأما بالنسبة للآية : فهي لبيان جواز : وليس بيان وجوب ...

    وأما اعتراضك ((الوهمي)) على أنها تتحدث عن أشياء تختلف من أحد لآخر ومن بيئة ومجتمع لآخر :
    أقول : بل هذا من قصور نظرك !!..
    بل الله تعالى يحدد أدنى العلاقات المسموح بها والجائزة في الطعام :
    ثم يترك لك ولأي أحد أو مجتمع الأخذ بها أو الترك ..!
    فماذا في هذا ؟!!..

    هل لما يذكر الله تعالى في قرآنه مثلا ً: " وأن تعفوا أقرب للتقوى " : هل يعني ذلك أن الذي لا يعفو يكون ارتكب جرما ؟!
    وهل لما يقول : " ادفع بالتي أحسن " أو غيرها من آيات العفو : هل يعني ذلك أن من يعمل بالعدل فيقتص لنفسه : يكون أجرم ؟!
    العبرة هنا وكمال التشريع هو في بيان الحد الأدنى المسموح به شرعا ..
    فمن أراد الأخذ والعمل به كان .. ومن لم يرد : فلا شيء عليه !!

    هذا يرد الكلام الكثير الذي ذكرته وحاولت الطعن به والتشكيك به في آيات محكمات من أروع الآداب الإسلامية !

    ورد في الإباحة في هذه الآيات أسباب عدة وكلها وجيهة : ولا مانع من اجتماعها فنزلت تلك الآيات جوابا لها ومثل غيرها من القرآن ..
    جاء فيها تحرج أكل المرضى مع الأصحاء .. وتحرج أكل المدعوين منهم مع الأصحاء إذا أخذوهم لبيوت أقاربهم لعدم وجود أكل في بيوتهم : فيتحرج المرضى من الأكل في بيوت غير التي دعوا إليها !!.. وجاء فيها تحرج أكل المرضى من المخلفين في بيوت من تركوا مفاتحها معهم !!.. وورد فيها بعض الحرج عند بعض القبائل من الأكل من بعض بيوت الأقارب أو الصديق .. أو الأكل منفردين أو جماعات - وهي عادات كانت في بعض القبائل - .. فجاء الإسلام في كل ذلك ليبين لهم الأصل والأدنى الذي لا شيء فيه ..

    وأما شبهتك أخيرا بأن القرآن يتحدث عن أشياء - لو أخذناه بظاهرة - : ليس لها معنى مثل قوله : " أو من بيوتكم " ؟؟..
    أقول :
    لو نظرت للفئات المذكورة في الآية - وبكل بساطة - : لن تجد فيها بيوت (( أبنائكم )) ..
    فدل ذكره عز وجل بلفظة : " بيوتكم " أنها تشمل بيوت الأبناء : وأن في ذلك عبرة وأدب بليغ وهو :
    أنه رغم الأمر بالاستئذان المفصل في الآية الأخرى من القرآن ومجيء كلمة " بيوتكم " فيها - وذلك مراعاة لحرمة زوجة الابن وبناته وعوراتهن - :
    فإنه في الحديث عن الطعام : لم يفصل الله تعالى بين وصف بيوتكم : وبيوت أبنائكم ليبين لنا أن ما للابن من رزق وخير وطعام :
    هو يحل للوالدين الطعام منه على أي حال ولعظيم ما بذلا لأولادهما ولعظيم حقهما عليهم .. والأحاديث في ذلك واضحة المعنى مثل أنه لا يُقتل والد بولده .. ومثل الحديث التالي :
    عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :
    " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي اجتاح مالي ..! فقال : أنت ومالك لأبيك !!!.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أولادكم من أطيب كسبكم : فكلوا من أموالهم " .. والحديث رواه ابن ماجة وصححه الألباني ..

    بالتوفيق ..

  12. افتراضي

    الزميل محب أهل الحديث يقول بأن غرض الآية هو السماح بالأكل في بيوت هؤلاء المذكورين في الآية ... ويكفي ذلك سبباً لنزولها ودحضاً لتحفظاتي عليها ، وأقول للزميل ، صحيح أن القرآن نزل للسماح بالأكل في بيوت الأصدقاء والأقرباء ، ولكن ما هي أهمية السماح بما هو عادي (عندما يكون الأكل في بيوت هؤلاء عادياً ومقبولاً) ، وكيف يسمح القرآن بما هو ليس عادياً (إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء ليس عادياً)

    وإذا كان الأمر خاضع للتقدير الشخصي ، (كما ذكر الزملاء) ويختلف التصرف المناسب بإختلاف العادات والظروف ، فما أهمية قيام القرآن بالسماح بالأكل في بيوت المذكورين في الآية ،، الفكرة الأساسية لهذا الموضوع هي التحفظ على دخول القرآن في تفاصيل دقيقة لا تتناسب (من وجهة نظري) مع كونه دستور شامل للناس في كل زمان ومكان ، والدساتير عادة لا تخوض في التفاصيل الدقيقة ، والصلاحية لكل زمان ومكان تقتضي ترك التفاصيل ما لم يمكن تعميمها ، ولا أرى إمكانية لتعميم ما جاء في هذه الآية
    ما أهمية السماح !
    هل هذه شبهة يا رجل بالله عليك ؟؟
    أهمية السماح رفع الحرج وهي قضايا لها أسباب نزلت من أجلها ؟؟؟
    لكن أنا فهمتك لأن قولك أن القرآن يقول كذا ويفعل كذا معناه أنه من تأليف محمد عليه السلام فليكن هذا واضحا ؟؟؟
    طبعا وعلى طريقة الأستاذ السرداب رضي الله عنه أنت وقعت في فخ كبييييير !
    هات لنا دليل على أن محمد عليه السلام كان قد ألف الآيات وكان يكذب على الناس بقوله قال الله وأنزل الله ؟؟؟
    ها نحن ننتظر ونرجو من الإخوة إلزامه بذلك كون مشكلته ليست في فهم النص وإنما في أصل التنزيل هل هو من الله العزيز الحكيم أم من تأليف بشر كان يصدق القول والفعل مع الناس ويكذب على الله ؟؟؟
    التعديل الأخير تم 05-04-2013 الساعة 07:22 PM
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  13. افتراضي

    مجمل مشاركتك تدور حول تيهك في اختلاف المفسرين و دخول الإسلام في تفاصيل تراها بديهية و ذكرت تعبك في قراءة تفسير الآيات و كل هذا يتعلق بقصورك الذاتي فالمشكلة مشكلتك أنت و ليست مشكلتنا فأنت تعاني من قصور في معرفة اللسان العربي من الناحية النحوية و اللغوية و البيانية بل تعاني من مشكلة كيفية الحصول على المعرفة بذاتها ثم تريد أن تٌبرز هذه المشكلة كمشكلة مطلقة للجميع !!! و قدقلنا اختلاف المفسرين لها أسباب منها تنوع ثقافة كل مفسر وما لديه من علوم ومعطيات وما يستجد في عصره من قضايا و هناك قواعد تحسم خلافهم مثل أن الأصل عودة الضمير علي أقرب مذكور سابق ، وأن الواجب الأخذ بظاهر النص فالأصل هو إجراء الكلام علي معناه الظاهر و أن الأصل بقاء العام علي عمومه ما لم يرد ما يخصصه ، وبقاء المطلق علي إطلاقه ما لم يرد ما يقيده ، و أن النصوص تجمع و يعمل بها جميعا وأن الأصل بقاء النظم القرآني على نسقه وترتيبه ، والاستفادة من تنوع القراءات في إثراء المعنى فلا نرجح قراءة علي قراءة أخري قد ثبتت ، ولا يجوز رد القراءة الثابتةو أن معنى المفردة اللغوية يؤخذ من لسان العرب ما لم يرد نقله من الشارع إلى معنى آخر فحينها يجب الأخذ به و أن يجب مراعاة بنية اللفظة القرآنية من الناحية الصرفية و من الناحية الإعرابية إلى غيرها من قواعد يجب مراعاته أثناء التفسير و التعامل مع اختلاف المفسرين أما قولك أن القرآن في هذه الآيات تتطرق إلى بدهيات فعلى التسليم لك بذلك نسلم لك ذلك جدلا فأولا الله يفعل ما يشاء سبحانه و لا يُسأل عما يفعل و ثانيا كأنك لا تعلم أن هناك من جادل في البديهيات و شكك في الحقائق كلها فما بالك بتشريعات تنظيمية و آداب حسنة لا تهتدي إليها العقول و القرآن الكريم ليس لي أو لك أو لفئة معينة من الناس أو لطبقة معينة القرآن الكريم يخاطب جميع البشر على شتى فئاتهم و اختلاف ثقافاتهم و تنوع طبائعهم و عاداتهم و قدراتهم العقلية و ما دمت أنك صرحت بأن ليس لك طاقة للدخول في حوارات الساحات التي تتطلب جهداً كبيراً كما تزعم فأنصحك بكتابين أولاهما للدكتور الفاضل / فاضل صالح السامرائي هو متخصص كبير في اللغة العربية و له مؤلفات غاية في النفاسة تتعلق باللغة العربية و أبحاثها و الكتاب هو
    نبوة محمد من الشك إلى اليقين
    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7548
    و لعلمك هذا الدكتور كان ملحدا فهداه الله
    http://www.youtube.com/watch?v=H2eyXRwIa80

    و الكتاب الآخر هو
    ظاهريه ابن حزم الاندلسي:نظريه المعرفه و مناهج البحث
    و هو بحق قنبلة معرفية يجيب على السؤال الذي أقلق الفلاسفة و أقض مضاجعهم كيف تحصل على المعرفة بيقين ؟!!
    فقد لا حظت أن مشكلتك هي تتمحور في عدم التمييز بين المعرفة الظنية و المعرفة اليقينية
    http://www.book.feqhweb.com/?book=%D...B1%D9%81%D9%87

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    فقط للتخفيف وترطيب الموضوع أورد هذا الكليب الرائع ، وجدته صدفة أثناء بحثي في الموضوع ، ولي عودة لاحقة للرد على مداخلات الزملاء


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مشكلة الربوبي أنه يقرر العادي و غير العادي بناء على واقعه هو بعيدا عن الواقع الذي نزلت فيه الآية و الوقائع المشابهة فعادات الشعوب تختلف و المسلمون عند نزول الآية كانوا في واقع جديد مختلف تماما عن واقع الجاهلية الذي كانوا فيه و أصبح عندهم تحرج جديد من ظلم بعضهم البعض بقصد أو بغير قصد و لولم يكن واقعهم يحتاج لهذه الآية ما نزلت بل حتى اليوم نجد كثيرين يتحرجون من الأكل عند الأصدقاء دون إذن بل وحتى عند الأقارب فنجد الكثيرين لا يأكلون حتى يُحثون و يقسم عليه و لو كانوا لوحدهم و الطعام أمامهم ما أكلوا و بعضهم يفعل ذلك حياء و بعضهم دينا حسب فهمهم فجاءت الآية لتوضح الأمور بشكل جلي فلا حرج في الأكل و لا حرج في ذلك لا على المرضى ولا على الأصحاء فالمسلمونفكلهم سواء في ذلك ..
    أما عدم ذكر الغريب فهو الطبيعي ؟؟؟؟ فالغريب غريب لا يعرف طبعه فكيف يسمح بالإقتراب من بيته دون إذنه ؟؟؟
    و أضرب مثلا واقعي هل عادات شعوب أوروبا و الصين و غيرهم مثلا تسمح لأحدهم أن يأكل من بيوت هؤلاء المذكورين بعفوية ؟؟؟؟
    التعديل الأخير تم 05-04-2013 الساعة 08:11 PM
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إستفسار : قضية اللغة العربية و مسألة إرتباطها يما يسمى "السامية"
    بواسطة خلف السنة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 11-27-2012, 03:30 AM
  2. مسألة خلق القرآن (( دراسة خفيفة ))
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-13-2011, 08:26 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء