هذا هو الموضوع الثاني والأخير الذي افتحه ، بخصوص شبهة أود الحصول على رد منطقي عليها ... وانا ألزم نفسي في حال وجود رد مقنع على هذه الشبهة بالذات أن اعيد حساباتي كلها وأبدأ في البحث عن صحة الإسلام من جديد ، بدأاً من نقطة الصفر ، طارحاً كل أحكامي وقناعاتي السابقة على جنب
وفضلت أن يكون طرح هذه الشبهة متزامناً مع طرح الشبهة السابقة لأني متفرغ حالياً وقبل أن أدخل في أي إلتزامات تمنعني من تخصيص وقت كافي لنقاش الآراء المطروحة في هذا الشريط الذي أفتحه ، وفي نفس من أجل ترشيد وقتي المخصص للمنتدى ، بحيث أقوم في هذا الوقت بنقاش الموضوعين في ذات الوقت (هذا الموضوع والموضوع السابق المتعلق بسماح القرآن بالأكل في بيوت الأصدقاء والأهل)
----------------------------------------------------------------
هل قصص نبي الله يونس ونبي الله سليمان ينطبق عليها مفهوم المعجزة ، وإذا كان لا ينطبق فما الحكمة من قيام الله بخرق قوانين الطبيعة لهاذين النبيين !!
ملخص الشبهة
وفقا لقوانين الطبيعة يستحيل تماما أن يبتلع الحوت إنساناً فيظل في بطنه عدة أيام ثم يخرج حياً ، لا يمكن أن يحدث ذلك بدون حدوث خرق لسنن الطبيعة ... ولكننا سنفترض بأن مشيئة الله سمحت بحدوث تلك "المعجزة" ... فهذا ليس وجه الإعتراض على تلك القصة (التي وردت في التوراة وأظن شخصياً أن القرآن نقلها منها)
وجه الإعتراض على قصة يونس والحوت هي أنها معجزة غير مبررة الحدوث وتتوافر فيها كل أركان "الإسطورة" ... فالمعجزة هي شئ خارق للطبيعة يؤيد بها الله رسله لإثبات صدقهم أمام المكذبين ، وهذا التعريف لا ينطبق إطلاقاً على قصة يونس مع الحوت ، حيث لم يرى أحداً الحوت وهو يلتقم يونس أو ينبذه بالعراء ، كما أن قوم يونس - كما يخبرنا القرآن - قد آمنوا قبل أن يعرفوا بما جرى لنبيهم وقبل أن يرجع لهم يونس ليخبرهم بتلك القصة .. إذاً القصة لا تنطبق عليها أهم شروط المعجزة ولا تصلح لأن تكون معجزة .
وهذه القصة لا تصلح أن تكون معجزة لإثبات صدق رسول كما هي معجزات عيسي في إبراء الأبرص والأعمي ، ولا هي تدخل إلهي لنصرة نبي في لحظة خطر كما حدث مع موسي عندما أنقذه الله بمعجزة شق البحر من بطش فرعون ، ولا هي لاقامة الحجة على الكفار قبل عذابهم كما هو الحال في معجزات صالح وثمود ؟ إذا فما فائدة هذه القصة وما الحكمة منها ... ولماذا يخرق الله سنن الكون ؟؟
قد يقول البعض بأن القصة فيها إبتلاء لنبي الله يونس عقابا له لأنه ترك قومه دون أمر الله ، ولكن هذا ليس مبرراً لخرق السنن الكونية ، فلماذا لم يعاقب الله يونس في إطار تلك السنن الكونية كما فعل مع ايوب مثلا حيث سلط عليه مرضا !!! لماذا يخرق الله سنن الكون بدون داعي ، وأحسب بأن هناك إتفاق بين جميع علماء وشيوخ الإسلام بأن الله لا يمكن أن يخرق سنن الكون إلا لغاية ، وأن سنن الله في الكون هي الغالبة ... فلماذا خرق الله سنن الكون في قصة يونس !!!
*******************************************
ونفس الشئ يتكرر في قصص نبي الله سليمان ... حيث تروي لنا تلك القصص القرآنية بعض الأشياء الغريبة والمثيرة بخصوص "نبي الله" سليمان مثل فهمه للغة الطير والنمل ، وقصص جيشه العجيب المكون من الجن والوحوش والإنس ، وعن طيران سليمان مع جيشه فوق بساط الريح ، وعن ذلك الجني الذي تقمص شخصية سليمان وصار مطابقاً له في الشكل ثم إستولي على ملكه لبعض الوقت ، وموت سليمان العجيب وهو متكأ على عصاه ، وتروي لنا السنة أيضاً عن مجامعة سليمان ل100 إمراة في يوم واحد ، وغيرها من القصص العجيبة ، التي هي أيضاً تتوافر فيها كل عناصر الأسطورة ، وتشترك تلك القصص أيضاً مع قصة يونس في كونها وردت في النصوص اليهودية قبل ورودها في القرآن
ولكن لنتجاوز عن كل ذلك ، ولنطرح نفس السؤال مرة أخرى بخصوص قصص سليمان العجيبة تلك ... هل ينطبق تعريف المعجزة على قصص نبي الله سليمان؟؟ وهل هناك مبرر منطقي لخرق قوانين الطبيعة وعمل هذه المعجزات لنبي الله سليمان ، سوى إثارة إستغراب ودهشة المستمع ؟؟ وهل كان نبي الله سليمان في حاجة لكل تلك المعجزات ... الإجابة التي تبدو واضحة هو عدم الحاجة لكل تلك القصص العجيبة عن سليمان وقومه ، فقد كان سليمان ملكا على مملكة تدين باليهودية وكل شعبه كان يهوديا مؤمنا بالله ، وهو قد أرسل لليهود تحديداً ، فما فائدة خرق سنن قوانين الطبيعة بهذا الشكل ، ولم ترد إشارة بالاساس في القرآن إلى قوم سليمان وإحتياجهم لهذه المعجزة ، ولو كانت تلك المعجزة بغرض هداية هؤلاء القوم لما أغفل القرآن ذكرهم وما أغفل الإشارة لموقفهم من تلك المعجزات ؟؟ ... مرة أخرى يحلو لبعض الشيوخ تبرير تلك القصص بالقول بانها جاءت كعظة !! ولا ندري ما هي العظة أو الدرس المستفاد من نملة تتحدث أو نبي يطير على بساط الريح أو يسخر الجن لخدمته !!!
هذا ما لدي بخصوص تلك القصة ، والتي تشكل حقيقة سبباً في تخلي الكثير من اللادينيين عن الإسلام ، فأرجو تقديم إجابات واضحة ومنطقية لهذه القضية
والشكر الجزيل مقدماً لكل من ساهم في الموضوع
Bookmarks