المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أخي العزيز كميل ،
لا إشكال في اتباع النموذج القياسي للزمكان أو الفضزمان لكن دون اعتبار
ه جسمًا وجوديًا ، بل هو مجرد تعبير معرفي عن العلاقات بين الأجسام في الفضاء والأحداث المتتابعة في الزمن ، قريبٌ من هذا أن يصف أحدنا علاقات الأبوة والبنوة والأخوة والخؤولة والعمومة .. إلى آخره في شجرة للعائلة ، ثم يأتي من يعتقد أن شجرة العائلة هذه كائن وجودي حقيقي ، بينما هي مجرد نظام معرفي لوصف العلاقات بين أفراد العائلة .
والنزاع شهير في هذه القضية بين أنصار Manifold Substantivalism وأنصار Manifold Relationism .. وقد قال ابن القيم في النونية :
وحقيقة الأزمان نسبة حادث ****** لسواه تلك حقيقة الأزمان
وخطورة تجسيم الزمان هي نفي أن يوجد شيء قبل نقطة بداية الزمان المخلوق ، وبالتالي لا يوجد للعالم المخلوق (قبل) ، وهذا قريب من الإشكال الذي اعترض به ابن رشد على الغزالي في تهافت التهافت وانتهز إقرار الغزالي ببدء الزمان عند خلق العالم لينطلق منه إلى إقرار أزلية العالم على عقيدة الفلاسفة ، وهي من المسائل الشهيرة في الخلاف بين الفلاسفة والأشاعرة ..
لكن الإشكال الأبرز عندي هو أن الله تعالى يفعل الفعل تلو الفعل ، وفي القرآن أفعال الله تأتي وبينها حروف العطف (ثم والفاء) التي تفيد التعاقب ، وفي القرآن أنه جل وعلا يحدث من أمره ما يشاء ، أي أنه يفعل أفعالاً وقتية ، وفي حديث الشفاعة "إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله" ، فهذا يعني أن أفعال الله تعالى يمكن وضعها في إطار زمني - إن جاز التعبير - بحيث تكون هناك أفعالٌ سبقت غيرها ، فكيف يتفق هذا الأمر مع القول بأن الزمان مخلوق وله بداية ؟
فما رأيك يا أخي في هذا الإشكال ؟ وما هي وجهة نظرك ؟
Bookmarks