صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 21

الموضوع: خرافة المادة ولا شئ غير المادة

  1. افتراضي خرافة المادة ولا شئ غير المادة

    خرافة المادة ولا شئ غير المادة

    مقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين

    كنت قد وعدكم من قبل فى موضوعى المعنون ب
    الالحاد والبهيمية والفرق بينهم

    على هذا الرابط

    http://antiatheist1.blogspot.com/201...g-post_31.html

    والذى تناول كم ان الملحد اكبر عدو للعلم

    وان الملحد يؤمن بخرفات كثيرة نسفها العلم تباعا

    حتى قضى على كل خرفات الالحاد

    وقد وعدت انى سأخصص مواضيع كاملة

    لكل خرافة من خرفات الالحاد وكيف قضى عليها العلم

    واليوم سنفرغ هذا الموضوع لأهم خرفات الملحد

    وهى خرافة المادة ولا شئ غير المادة

    احب اولا قبل ان ابدأ فى الموضوع القى معلومة صغيرة

    لها علاقة بالموضوع

    عاش فى منتصف القرن التاسع عشر 2 من الماسون

    هم كارل ماركس و انجليز ودرجتهم الماسونية هى الدرجة 33

    وقام الشخصين المذكورين ماركس و انجلز باعادة صياغة الالحاد

    الذى تكلم عنه ديموقرطيس من خمس قرون قبل الميلاد فى صورة جديدة

    اسموها ب
    الفلسفة المادية الجدلية التى لا تؤمن بأى شئ غير مادى وتنكر وجود اله للكون
    باختصار شديد حتى يتسوعب القارئ ما اقوله الشيوعية هى الالحاد فى ثوبه الجديد بعدما قام 2 من الماسون هو ماركس وانجليز بصياغة الحاد ديموقريطس فى ثوب جديد اسموه بالشيوعية او الفلسفة المادية الجدلية

    خرافة المادة ولا شئ غير المادة

    المادة ولا شئ غير المادة هذا ما يؤمن به كل ملحد او مادى

    اى لا يؤمن الملحد بأى شئ لا يخضع للحواس الخمس او يمكن قياسه بوسائل القياس المختلفة

    هنا يقع الشيوعى او الملحد فى فخ كبير حيث يتسند فقط على الادلة المادية

    ويهمل الادلة العقلية وكذلك الادلة الرياضية

    رغم ان الادلة الرياضية والادلة العقلية اعلى من الادلة المادية وأصدق منها

    لكن العلم دائما ما يسدد الضربات القاضية الواحدة تلو الاخرى لخرفات الالحاد

    لكن هذه المرة الضربة قاسمة يا ملحدين

    لن يبقى ملحد واحد على الارض بعد ان يعرف هذه الحقيقة العلمية

    الملحد دائما يقول المادة او خطابنى بأدلة مادية

    لا اؤمن الا بأى شئ مادى

    حسنا نسألكم سؤال الان هل يوجد شئ اسمه المادة اساسا

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    اعلم ان كثيرا سيتعجب من هذا السؤال

    لكن هذه هى الحقيقة

    هل يوجد شئ اسمه المادة اساسا

    وما السر وراء المادة




    وهل نسف العلم اكبر خرافة للملحدين

    وهى خرافة المادة

    وذلك من خلال علم ما وراء المادة

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








    يتبع




    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  2. افتراضي


    السرّ الكامن وراء المادة



    إن من يتأملون في الكون وما يحيط بهم بإمعان وعقل واع، يدركون أن كل ما في الكون من حي أو جماد قد خُلق. ومن ثم يصبح السؤال هو ‘’من خالق كل هذه المخلوقات؟’’.

    من الواضح والثابت أن ‘’حقيقة الخلق’’، التي تظهر بوضوح في كلّ جزء من أجزاء الكون، لا يمكن أن تكون نتيجة إيجاد الكون نفسه. وعلى سبيل المثال، فالحشرة لا يمكن أن تكون قد خلقت نفسها. والمجموعة الشمسية لم تَخلِق وتُنظِّم نفسَها بنفسها. وكذلك لا يمكن أن تكون الكائنات من نبات، وإنسان، وبكتريا، وكريات الدم الحمراء وفراشات قد خلقت نفسها بنفسها. إن احتمال أن تكون كل هذه الكائنات قد وُجدت ‘’بالصدفة’’ هو أمر لا يمكن حتى تخيله، ناهيك عن تقبله. ولهذا يمكننا أن نخلچ إلى النتيجة التالية: كل ما تقع عليه أعيننا مخلوق، إلا أن أيًّا من هذه الكائنات لا يمكن أن يكون هو ذاته ‘’خالقًا’’. فالخالق يختلف عما نشاهده وهو أعظم وأقوى مما تقع عليه العيون. والخالق بقوته لا يُرى، ومع ذلك تشهد كل الكائنات والمخلوقات على وجوده وصفاته.

    هذه هي النقطة التي يعترض عليها الذين لا يؤمنون بوجود الله، فهم يشترطون أن يروه بأعينهم قبل أن يؤمنوا به.

    إنّ هؤلاء الذين يُعرضون عن حقيقة ‘’الخلق’’ يضطرون إلى إنكار هذه الحقيقة التي تظهر بجلاء في الكون بأسره، ويحاولون تقديم أدلة مزيّفة على أنّ الكون والكائنات جميعها لم تُخلق، وليست نظرية التّطور سوى مثال واضح لمحاولاتهم اليائسة لتحقيق هذا الغرض.

    والخطأ الأساسي، الذي يقع فيه من ينكرون وجود الله، يشاركهم في الوقوع فيه كثير من الناپ الذين لا ينكرون في الحقيقة وجود الله، إلا أن لديهم إدراكاً وفهماً خاطئاً لقضية وجود الله. فهم لا ينكرون ‘’الخلق’’، إلا أن لديهم معتقدات خرافية عن ‘’مكان وجود’’ الله. فمعظمهم يعتقد أن الله في ‘’السّماء’’، ويتصوّرون حسب اعتقادهم هذا أن الله يوجد خلف كوكب بعيد جدا، ويتدخل في ‘’شؤون الدنيا’’ بين الحين والآخر، وربما لا يتدخل أبدا: فالله سبحانه وتعالى قد خلق البشر وتركهم يحدّدون مصائرهم بأنفسهم.

    وهناك أيضا آخرون قد سمعوا أن القرآن الكريم يذكر أن الله سبحانه وتعالى ‘’في كلّ مكان’’، إلا أنّهم لم يفهموا ما يعنيه ذلك فهما تامّا. وهم- لا شعوريا- يظنون أنّ الله يحيط بكل شيء مثل موجات الراديو، أو مثل الغاز الذي يحيط بالإنسان ولكنه لا يراه ولا يستطيع لمسه.

    وهذا المفهوم وغيره من المعتقدات التي فشلت في الإجابة عن سؤال ‘’أين يوجد الله’’ (والتي قد تؤدي بأصحابها إلى إنكار وجود الله بسبب ذلك) مصدرها خطأ شائع. ذلك أنهم يعتقدون رأياً مسبقاً لا يقوم على أي أساس ثم يعتنقون آراء خاطئة عن وجود الله. فما هو هذا الرأي المسبق؟

    يتصل هذا الرأي المسبق بماهية المادة وخصائصها. لقد انحصر تفكير الإنسان في افتراضات حول موضوع وجود المادّة، إلى درجة أنّه لم يفكر فيما إذا كانت المادة موجودة فعلا أم لا، أم أنها مجرد ظل. إنّ العلم الحديث يتصدى لهذا الرأي المسبق ويكشف عن واقع في غاية الأهمية. وسنوضّح في الصفحات التالية هذا الواقع الذي أشار إليه القرآن الكريم.


    يتبع
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  3. افتراضي



    عالم الإشارات الكهربائية



    إنّ كل المعلومات التي نعرفها عن العالم الذي نعيش فيه تصل إلينا عن طريق حواسنا الخمس. فالعالم الذي نعرف يتكون مما نراه بأعيننا، وما تلمسه أيدينا، وما تستنشقه أنوفنا، وتتذوّقه ألسنتنا وتسمعه آذاننا. ولم يخطر لنا أن العالم ‘’الخارجي’’ يمكن أن يحتوي على خلاف ما تنقله لنا حواسنا الخمس إذ أنّنا نعتمد عليها منذ نعومة أظافرنا.





    إلا أنّ كثيرا من الدراسات والأبحاث التي أجريت في فروع العلوم المختلفة تشير إلى مفاهيم مختلفة تماما عما نعرفه، وتخلق شكوكا هامة تتعلق بحواسنا الخمس وما نتلقّاه من معلومات عن العالم من خلالها
    .

    ونقطة البداية التي انطلقت منها هذه المفاهيم هي أن ‘’العالم الخارجي’’ كما نعرفه في أذهاننا هو ردود فعل تتكون في أدمغتنا نتيجة إشارات كهربائية. فكلّ شيء بداية من لون التفاح الأحمر وصلابة الخشب بل ووالدتك ووالدك، وأسرتك بأكملها، وكل ما تملكه، منزلك وعملك وحتى أسطر هذا الكتاب الذي بين أيدينا، تتكون جميعها من إشارات كهربائية في أدمغتنا فقط لا غير.

    ويشرح ‘’فردريك فيستر’’ (Frederick Vester) ما توصل إليه العلم حتى الآن في هذا الموضوع فيما يلي:

    يبدو أن العلم قد أثبت في أيامنا هذه تقريرات بعچ العلماء التي تفترض أن ‘’الإنسان مجرد صورة’’ وأن كل ما يمر بنا من تجارب هي أمور مؤقتة وخادعة وأن الكون كله ما هو إلا خيال’’. (173)

    ويعلّق الفيلسوف المعروف ‘’جورج بيركلي’’ George Berkeley على هذا الموضوع بما يلي:

    نحن نؤمن بوجود الأشياء فقط لأننا نشاهدها ونلمسها فهي تنتقل إلينا من خلال حواسنا ووسائل إدراكنا. ولكن ما ندركه هو مجرد أفكار توجد في أذهاننا. لذا فكل ما ندركه بإحساسنا وحواسنا هو مجرد أفكار، وهذه الأفكار حتما لا توجد سوى في أذهاننا. وما دامت كل هذه الأشياء لا توجد إلا في أذهاننا، فنحن نقع إذن تحت تأثير تضليل وخداع ما نتخيله بأنفسنا من أن الكون والأشياء لها وجود خارج أذهاننا. فلا شيء مما يحيط بنا له وجود خارج أذهاننا. (174)

    ولكي نلقي مزيدا من الضوء على هذه القضية، دعونا نتأمل حاسة الإبصار، هذه الحاسة التي تمدّنا بأوفر المعلومات عن العالم الخارجي.

    كيف نبصر ونسمع ونتذوق؟

    تتم عملية الرّؤية على عدة مراحل متتالية. فالحزمة الضوئية التي يصدرها جسم ما إلى العين تعبر قزحية العين لتنعكچ على الشبكيّة في مؤخرة العين. ويتحوّل الضوء الذي تنقله الخلايا العصبية إلى إشارات كهربائية ثم ينتقل إلى نقطة صغيرة جدا تقع في مؤخرة المخ يطلق عليها مركز الإبصار. ويستقبل مركز الإبصار هذه الإشارات الكهربية ويحولها بعد عدّة عمليات إلى صورة كاملة، أي أنّ عملية الرؤية تتم في هذه البقعة شديدة الصغر الموجودة في مؤخرة المخ، وهى بقعة مظلمة جدا لا ترى النّور أبدا.

    فلنتفحّص الآن هذه العملية التي تبدو عادية في ظاهرها. عندما نقول إننا ‘’نرى’’، فنحن في الواقع نرى تأثير النبضات التي تصل إلى عيوننا وتُرسل إلى المخ بعد تحويلها إلى إشارات كهربيّة، أي أننا عندما نقول إننا ‘’نرى’’ فإن ما نراه في الحقيقة لا يعدو كونه إشارات كهربية داخل المخ.

    إنّ كل ما نراه حولنا في حياتنا يتكون في مركز الإبصار الذي يبلغ حجمه بضعة سنتيمترات مكعّبة داخل المخ. فالكتاب الذي تقرؤه الآن وجميع المناظر التي تراها في الأفق وعلى مدى البصر، والتي لا حدود لها، تقع في هذه البقعة الصّغيرة. وهناك نقطة أخرى يجب ألاّ تغيب عن الأذهان وهي، كما بينا من قبل، أنّ المخ في حد ذاته معزول عن الضوء الخارجي وداخله ظلام دامس لأنه لا يوجد اتصال مباشر للمخ مع الضّوء بأي حال من الأحوال.


    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  4. افتراضي

    تابع وفقك الله

  5. افتراضي

    الامر غريب

    ما هذه الدراسات اخي؟

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتيقن بالله محمد مشاهدة المشاركة
    تابع وفقك الله
    بارك الله فيك

    اشكرك على حسن المتابعة
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  7. افتراضي


    ويمكننا توضيح هذا الأمر المثير بالمثال التالي. فلنفترض أنّنا نرى أمامنا شمعة، فعندما نجلچ نحن أمامها نتأملها، لا يكون للمخّ أي اتّصال مباشر بضوء الشّمعة الأصلي. فحتى ونحن نرى ضوء الشمعة، يظل المخ من الداخل غارقا في ظلام دامچ. فنحن نرى عالما مليئا بالألوان ومضيئا داخل المخّ الذي يلفّه الظلام الدامس




    حتى في اللحظة التي نحس فيها بضوء النار وحرارتها، فإن داخل أدمغتنا يكون مظلما تماما ولا تتغير درجة حرارته أبدا
    .



    الحزم الضوئية التي تصل من الجسم تسقط رأسيا على الشبكية بشكل مقلوب. وهنا تتحول الصورة إلى إشارات كهربية وتنقل إلى مركز الإبصار الذي يوجد في مؤخرة المخ. وبما أن المخ معزول عن الضوء فمن غير الممكن للضوء أن يصل إلى مركز الإبصار. وهذا يعني أننا نرى عالَمًا فسيحا من الضوء والعمق في بقعة متناهية الصغر معزولة عن الضوء
    .

    ويشرح لنا العالم ‘’ر.ل. جريجوري
    ’’ (R.L. Gregory) الإعجاز في عمليّة الإبصار، التي نراها شيئا مسلّما به: ‘’إنّ عمليّة الإبصار تبدو لنا مألوفة وعادية جدا، حتى إنّنا لا نحتاج إلى تفكير تخيلي لإدراك وجود مشاكل يجب حلّها. والحقيقة أنه ينبغي علينا التفكير مليّا في الأمر. فالصّور التي تقع على عيوننا تكون صغيرة ومشوّشة ومعكوسة، بينما نحن نرى من حولنا أجساما واضحة منفصلة عن بعضها البعض. وبعد نماذج المحاكاة التي تقوم بها الشبكية داخل العين، نرى العالم الخارجي وما به من أجسام مختلفة، وهذا ليس بعيدا عن المعجزة في شىء’’ .(175)

    وقس على ذلك بالنّسبة إلى بقية الحواس. فما نتلقاه عن طريق الصّوت واللّمس والتذوق والشمّ ينتقل إلى المخ في شكل إشارات كهربائية، ويتم إدراكه في المركز الخاص بكل من هذه الحواس.

    وعمليّة السّمع هي أيضا كذلك، فالأذن الخارجيّة تجمع الموجات الصّوتية المحيطة بها وتوصلها إلى الأذن الوسطى. وهكذا فالأذن الخارجيّة تلتقط الأصوات بواسطة غشائها الخارجي وتنقلها إلى الأذن الوسطى، ثم تنقل الأذن الوسطى الذبذبات الصوتية التي تلقتها إلى الأذن الداخلية، وتقوم الأذن الدّاخلية بتحويل هذه الذبذبات إلى إشارات كهربائية ثم ترسلها إلى المخ. وكما يتم الإبصار في مركز الإبصار في المخ، تتم عملية السّمع في مركز السمع بالمخ كذلك. والمخّ معزول عن مصدر الصّوت الخارجي تماماً مثلما هو معزول عن مصدر الضوء الخارجي. فمهما كانت شدّة الضوضاء في الخارج، يظل المخّ من الداخل هادئًا تماما.



    كل الصور التي نراها في حياتنا تتشكل في جزء من المخ يسمى مركز الإبصار، ويوجد في مؤخرة المخ، وهو يشغل بضعة سنتمترات مكعبة فقط من حجم المخ . إن كلاًّ من الكتاب الذي تقرأه بين يديك الآن والمناظر الطبيعية اللامتناهية التي تراها عندما تتأمل الأفق تتكيف مع هذا الحيز المتناهي في الصغر، لهذا السبب فنحن لا نرى الأجسام في حجمها الحقيقي الموجود في الخارج، وإنما نراها في الحجم الذي يدركه المخ
    .

    ومع ذلك، فحتّى أدقّ الأصوات يستطيع المخّ تمييزها. وهذا يعنى تحديدا أن أذن الإنسان السليم تسمع كلّ الأصوات بوضوح دون أي تشويچ أو تداخل. فعن طريق مركز السّمع بالمخ، وعلى الرّغم من أنّ هذا المركز معزول عن كلّ مصدر صوت خارجي، فإنكم تستمعون إلى سيمفونيات تعزفها الأوركسترا، وتسمعون الضّوضاء في الزّحام، وتسمعون كلّ الأصوات الأخرى ذات الترددات المختلفة بدءا من حفيف ورق الأشجار وانتهاء بهدير الطائرة النّفاثة. ولكن لو حاولنا قياپ شدّة الصّوت داخل المخ بأحد الأجهزة الدقيقة- في هذه اللحظات التي نستمع فيها بالفعل إلى الأصوات الخارجية- لوجدنا أنّ الصمت المطبق هو الذي يسود داخل المخ. إنّ إدراكنا للروائح التي نستنشقها يتحقق بنفس الطريقة. فالذّرات المتطايرة من أشياء مثل الفانيليا أو زهرةٍ ما تصل إلى المستقبلات التي تقع على الشعيرات الدقيقة متناهية الصّغر في منطقة تجويف الأنف، ثم يحدث لها ما يشبه التفاعل. هذا التفاعل ينتقل إلى المخ على شكل إشارات كهربائية، يتلقاها المخ على هيئة رائحة. فكل ما نستنشقه من روائح- طيبة كانت أو كريهة- هو عبارة عن تلقي المخ للتفاعلات التي تجرى على الذّرات الصغيرة المتطايرة بعد أن تكون قد تحولت إلى إشارات كهربائية. فنحن نستقبل رائحة العطور والزهور ورائحة الطّعام الذي نحبه ورائحة البحر وكلّ الروائح الأخرى التي نحبها أو لا نحبّها عن طريق المخ. وكما هو الحال بالنسبة إلى حاسّة السّمع والإبصار، فإنّ الذّرات المتطايرة لا تصل إلى المخ أبدا. أما الذي يصل إلى المخ فهو مجرّد إشارات كهربائية. وبمعنى آخر، إنّ كلّ الروائح التي نفترض منذ ولادتنا، أنها تصدر من الأجسام الخارجية، ما هي إلا إشارات كهربائية نشعر بها من خلال حواسّنا العضوية.

    وما سبق يسرى بالمثل على حاسّة التذوق. فهناك أربعة أنواع مختلفة من المستقبلات الكيمائيّة، تقع على الجزء الأمامي من لسان الإنسان وهي المسؤولة عن التعرف على المذاق المالح والحلو والمر والحامچ. تقوم هذه المستقبلات بتحويل المذاقات- بعد أن تمرّ بعدة عمليات كيميائية- إلى إشارات كهربائية وترسلها إلى المخّ، وهذه الإشارات يستقبلها المخ على أنها مذاقات مختلفة. فالمذاق الذي نستشعره من تناول قطعة شيكولاتة أو ثمرة فاكهة هو تفسير المخّ لهذه الإشارات الكهربائية. ونحن لا نصل إطلاقا إلى الجسم الموجود بالخارج، إذ إننا لا نرى أو نشم أو نتذوق الشّيكولاتة ذاتها. وعلى سبيل المثال، إذا انقطعت أعصاب التذوق الموصلة للمخ، لن يدرك المخ أو يستشعر أي مذاق لما تأكله، وستفقد حاسّة التذوق تماما.

    وهنا تظهر لنا حقيقة أخرى، وهي أنه لا يمكن التأكّد من أنّ ما نشعر به عند تناولنا طعاما معينا هو نفچ ما يشعر به شخص آخر عند تناوله الطّعام نفسه، أو أنّ ما نتلقاه من مؤثّرات عند سماع صوت ما هو نفس ما يتلقاه شخص آخر من مؤثرات عند سماع الصّوت نفسه. وعن هذه الحقيقة، يقول ‘’لينكولن بارنت’’ ما يلي:

    ‘’
    نحن لا نستطيع أن نحدّد ما إذا كان ما يراه شخچ ما من لون أحمر، أو ما يسمعه من نغمة مثل (دو) الموسيقية، هو نفسه ما يراه غيره ويسمعه. لا يمكن لأحد أن يتأكّد من ذلك أبدا’’ .(176)

    ولا تختلف حاسّة اللمس كثيرا عن بقية الحواپ التي تناولناها. فعندما نلمس جسما ما، فإنّ كل المعلومات التي ستساعدنا على تمييز العالم الخارجي المحيط بنا وما به من أجسام، ستنتقل إلى المخ عن طريق الأعصاب الحسّية الموجودة على الجلد. فالشعور بلمس شيء ما يتكون داخل المخ. فعلى عكس الاعتقاد الشائع، نحن لا ندرك الشّيء عندما نلمسه بأطراف أيدينا أو عن طريق الجلد، بل إنّ عملية اللمس تتم في مركز الإحساپ داخل المخ. وكنتيجة لتقدير المخ للتنبيهات الكهربائية التي تنطلق من جسم ما، نشعر بأحاسيس مختلفة ترتبط بما نلمسه من أجسام، مثل الصّلابة أو النّعومة، والسخونة أو البرودة، فنحن نستمدّ جميع المعلومات التي تساعدنا على تمييز جسم ما بعينه من خلال هذه التـنبيهات. وعن هذه الحقيقة المهمّة أيضا، كتب اثنان من مشاهير الفلاسفة ‘’ب. راسيل، و ل.

    ويتجينستين’’ (B. Russel & L. Wittgeinstein) آراءهما كما يلي:

    ‘’
    لا يمكن مناقشة قضية وجود ثمرة اللّيمون من عدمه وكيف وُجدت هذه الثمرة، فالليمون عبارة عما نتذوقه من طعم باللّسان، وما نشمه من رائحة بالأنف، وما نراه من لون وشكل بالعين، وهذه الصّفات فقط هي التي يمكن أن تخضع للدراسة والتقييم، فالعلم لا يمكن أن يدرك حقيقة العالم ويعرفها’’.(177)

    يستحيل على العقل البشرى أن يصل إلى الحقيقة المادية للعالم. فكل الأشياء التي حولنا هي عبارة عن مجموعة من المؤثرات التي ندركها بواسطة حواسنا كالإبصار والسمع واللمچ. وعن طريق تحليل البيانات التي يتلقاها مركز الإبصار وغيره من مراكز الإحساپ في المخ، يواجه المخ، خلال مراحل حياتنا المختلفة، الصورة التي تكوَّنت داخله للأجسام المادية، وليس هذه الأجسام ذاتها. وهنا يضل الإنسان بافتراضه أنّ هذه الصّور أو النّسخ هي أمثلة لمادة حقيقيّة موجودة خارجنا.
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتيقن بالله محمد مشاهدة المشاركة
    الامر غريب

    ما هذه الدراسات اخي؟
    علم الفيزياء يا اخى هو كما اسميه انا هو سفير الاسلام الاول

    ومدمر كل خرفات الالحاد

    تابع حتى النهاية

    وستعرف كيف دمر العلم الفلسفة المادية الجدلية
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  9. افتراضي


    انتبه عزيزى القارئ لهذه النقطة الغاية فى الاهمية وهى انه
    يستحيل على العقل البشرى أن يصل إلى الحقيقة المادية للعالم. فكل الأشياء التي حولنا هي عبارة عن مجموعة من المؤثرات التي ندركها بواسطة حواسنا كالإبصار والسمع واللمس. وعن طريق تحليل البيانات التي يتلقاها مركز الإبصار وغيره من مراكز الإحساپ في المخ، يواجه المخ، خلال مراحل حياتنا المختلفة، الصورة التي تكوَّنت داخله للأجسام المادية، وليس هذه الأجسام ذاتها. وهنا يضل الإنسان بافتراضه أنّ هذه الصّور أو النّسخ هي أمثلة لمادة حقيقيّة موجودة خارجنا.





    نتيجة للتنبيهات الاصطناعية، فإنه يمكن أن يتشكل في المخ عالم مادي له درجة الصّدق نفسها والواقعية نفسها للعالم الذي نعرفه، وذلك دون أن يكون موجودًا. ونتيجة للتنبيهات الاصطناعية، فإنه يمكن أن يعتقد الشخص أنه يقود سيارته، بينما هو في الحقيقة جالچ في منزله.
    ‘’
    العالم الخارجي’’ كما يتشكّل في عقولنا

    إنّ الحقائق المادية التي بيناها حتى الآن تقودنا إلى النتيجة التالية: إنّ ما نراه ونلمسه ونسمعه وندركه بوصفه ‘’المادة، ‘’والعالم’’ و’’الكون’’ بأسره هو عبارة عن إشارات كهربائية يتلقاها المخ.

    إنّ الشخص الذي يتناول فاكهةً ما لا يواجه في الحقيقة الفاكهة بعينها، بل الصّورة التي يدركها المخ لها. فالجسم الذي يمثل ‘’الفاكهة’’ بالنسبة إلى شخص ما يتكون من إشارات كهربائية خاصة بشكل هذه الفاكهة ومذاقها ورائحتها. فإذا تم قطع العصب البصري الذي يمتد إلى المخ فجأة، فإنّ صورة الفاكهة ستختفي فجأة أيضا. وكذلك لو انقطع الاتصال بين الأعصاب الممتدة من أجهزة الإحساپ في الأنف إلى المخ، فسيؤدّى ذلك إلى انعدام حاسة الشم تماما. وبعبارة بسيطة، إن صورة الفاكهة ليست إلاّ تفسير المخ للإشارات الكهربائية.

    الأمر الآخر الذي لابد أن نتوقف عنده هو الإحساپ بالمسافة، فالمسافة بينك وبين هذا الكتاب على سبيل المثال هي ذلك الشعور بالفراغ الذي يتكون في المخ، فالأجسام التي يظنها المرء بعيدة عنه توجد أيضا داخل مخه. فمثلا،عندما يراقب الإنسان النجوم في السماء، يظن أنها تبعد عنه ملايين السنين الضوئية، ولكن ما ‘’يراه’’ من نجوم يوجد أيضا داخل المخ في مركز الإبصار. وبينما تقرؤون هذه الأسطر، لستم- كما تظنون- داخل الغرفة التي تجلسون فيها، بل إن الغرفة هي التي توجد داخلكم، ولكن لأنكم تستطيعون رؤية أجسامكم، فإنكم تظنون أنكم بداخل الغرفة. ومع ذلك، فإن عليكم أن تتذكروا أنّ أجسامكم هي أيضا صور تكونت داخل عقولكم .

    وما سبق ينطبق على بقية الحواپ. فعندما تظن أنك تسمع صوت التليفزيون في الحجرة المجاورة، فإنك في الواقع تسمع الصوت الذي يوجد داخل مخك وتتفاعل معه. فلا يمكنك إثبات وجود غرفة مجاورة لك، ولا أنّ هناك صوتًا يصدر من تليفزيون بداخلها. فالصوت الذي تسمعه على بعد أمتار منك والمحادثة التي يجريها شخص مع آخر بالقرب منك، كلاهما يتكون داخل بقعة صغيرة لا تتعدى بضعة سنتيمترات مربعة هي مركز السّمع بالمخ. وبدون مركز الإدراك الحسي هذا ، فلا يوجد ما يسمّى باتجاه اليمين أو اليسار أو الأمام أو الخلف، أي أن الصّوت لا يأتي من أيّ من هذه الاتجاهات أو حتى من الهواء؛ فالاتجاهات ذاتها لا وجود لها. وكذلك الروائح التي نشمها، فنحن لا نشم هذه الروائح عن بعد، بل نعتقد أن ما يصل إلينا في النهاية عن طريق مركز الشم في المخ هو رائحة الأجسام الموجودة في الخارج. ومع ذلك، فكما أن صورة الزهرة تتكون داخل مركز الإبصار، فإن رائحة هذه الزهرة كذلك تتكون داخل مركز الشم في المخ. فلا وجود في العالم الخارجي للزهرة ولا لرائحتها.

    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  10. افتراضي





    إن معطيات الفيزياء الحديثة أيضا تؤيد أن الكون المادي ما هو إلا مجموعة من مدرَكات الحواس. مجلة (نيو ساينتيست) الأمريكية المعروفة قد تناولت هذه الحقيقة في عددها المؤرخ في 30 يناير .1999 وكان موضوع الغلاف السؤال التالي: ‘’ماذا وراء الحقيقة: هل الكون بالفعل عبارة عن هزل من المعلومات الأولية وهل المادة مجرد سراب فقط؟’’

    إن ‘’العالم الخارجي’’ الذي ندركه بحواسنا ما هو إلا ‘’الإشارات الكهربائية’’ التي تصل إلى المخ. وعلى مدار حياتنا، تخضع هذه الإشارات لعمليات مختلفة في المخ، فنحيا دون أن ندرك الخطأ الذي وقعنا فيه بافتراض أن ما نراه هو أصل المادة التي يتكون منها ‘’العالم الخارجي’’. وقد ضللنا لأننا لا يمكن أن نصل إلى المادة ذاتها بحواسنا.

    إنّ المخ هو المسؤول عن التفسير وإعطاء معنى للإشارات التي نفترض أنها هي ‘’العالم الخارجي’’. ولنأخذ على سبيل المثال حاسة السمع: إن المخ في حقيقة الأمر هو الذي يحول الموجات الصوتية في ‘’العالم الخارجي’’ إلى سيمفونية، أي أنّ الموسيقى هي نوع من المدرَكات الحسية التي يوجدها المخ. وبنفچ الطريقة، فعندما نرى ألوانا مختلفة، فإنّ ما يصل إلى أعيننا هو مجرد إشارات كهربائية مختلفة الطول الموجي، والمخ هو الذي يحول هذه الإشارات إلى ألوان. فلا توجد أي ألوان في ‘’العالم الخارجي’’. فلا التفاحة لونها أحمر، ولا السّماء لونها أزرق ولا الأشجار لونها أخضر. فهي تبدو بألوانها هذه لأننا نستقبلها بهذا الشكل. إنّ ‘’العالم الخارجي’’ يعتمد كليا على وسيلة الإدراك.

    وقد يؤدى خلل بسيط في شبكية العين إلى إصابتها بعمى الألوان، فيرى بعچ الناپ اللون الأزرق على أنه لون أخضر، ويرى البعچ الآخر اللون الأحمر أزرق، ويرى آخرون الألوان كلها كدرجات مختلفة من لون واحد فقط هو الرمادي، وفى هذه المرحلة لا يهم كثيرا ما إذا كان الجسم الخارجي ملونا بالفعل أم لا. ويناقچ المفكر المعروف ‘’بيركلي’’ Berkeley هذه الحقيقة بقوله:

    ‘’في بداية الأمر كان الاعتقاد الشائع هو أن الألوان والروائح ... ‘’توجد بالفعل’’ في العالم الخارجي، ولكن وجهات النظر هذه تم التخلي عنها فيما بعد، فقد ثبت أن وجودها إنما هو متوقِّف على إحساساتنا’’ .(178)

    والنتيجة التي نخلُچ إليها هي أننا لا نرى الأجسام ملونة لأن لها لونها الخاص بها أو لأن لها وجودها المادي المستقل في العالم الخارجي. إن حقيقة المادة هي أن كل الصفات التي نضفيها على الأشياء والأجسام إنما توجد بداخلنا فقط وليس في ‘’العالم الخارجي’’.

    وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يبقَى إذن من ‘’العالم الخارجي’’؟

    ألا مفرّ من وجود ‘’العالم الخارجي’’؟

    خارجي’’ وعن عالم من الإدراكات يتشكل داخل عقولنا، وهو العالم الذي نراه. لكن مادمنا لن نصل أبدا إلى ‘’العالم الخارجي’’، فكيف نتأكد أن عالَماً كهذا يوجد بالفعل؟ في واقع الأمر ليچ بإمكاننا أن نتأكد، فما دامت كل الأجسام التي نراها هي مجموعة من الإدراكات الحسية التي لا توجد إلا في الأذهان، فإنه يصبح أكثر دقةً أن نقول إن العالم الوحيد الموجود هو عالم الإدراكات الحسية. العالم الوحيد الذي نعرفه هو الذي يتشكل داخل المخ، وهذا هو العالم الوحيد الذي نحن على يقين من وجوده. إننا لا نستطيع إثبات أن ما ندركه داخل عقولنا له أصل مادي، فهذه الإدراكات يمكن أن يكون مصدرها وهميا.

    ويمكن لنا أن نلاحظ ما يلي: إن التنبيهات الوهمية يمكن أن تخلق داخل عقولنا صورة خيالية تماما للعالم المادي. ولنأخذ المثال التالي: فلنتخيل جهاز تسجيل حديثا يمكنه التقاط جميع الإشارات الكهربائية وتسجيلها، وليكن أول ما نقوم به هو نقل جميع البيانات المتعلقة بموقف معين (وليكن جسدك أحد عناصر هذا الموقف) إلى جهاز التسجيل هذا بتحويل هذه البيانات إلى إشارات كهربائية. وثانيا، فلنتخيل معا أن بإمكان مخك أن يحيا خارج الجسد، وأخيرا، فلنربط بين جهاز التسجيل والمخ (المفتر? وجوده خارج جسدك) عن طريق موصلات كهربائية (تقوم بوظيفة الأعصاب)، ثم نرسل الإشارات التي سبق تسجيلها إلى المخ. إن الشعور الذي سينتابك في هذه الحالة هو أنك تعيچ في موقف ‘’صنعته’’ أنت بنفسك، ويصبح من السهل أن تصدق أنك تقود سيارتك على الطريق السّريع. ويصعب عليك إدراك أنك لا تتكون من شيء سوى مخك لأنّ تكوين عالم داخل عقلك لا يتطلب وجود هذا العالم بالفعل بل يتطلب فقط وجود تنبيهات، ومن الممكن تماماً أن يكون مصدر التنبيهات ‘’مصطنعا’’ مثل جهاز التسجيل في المثال السابق.

    وعن هذا يقول العالم والفيلسوف الكبير ‘’برتراند راسيل: (Bertrand Russel)

    ‘’أما ما نشعر به عندما نضغط بأطراف أصابعنا على طاولة ما، فهو يرجع إلى الاضطراب الكهربائي الذي يحدث في الإلكترونات والبروتونات الموجودة في أطراف أصابعنا، وطبقا لعلم الفيزياء الحديث، فإنه يحدث بسبب تقارب الإلكترونات والبروتونات الموجودة على الطاولة. ولو أن هذا الاضطراب الكهربائي نفسه الذي حدث في أطراف أصابعنا قد حدث بأي أسلوب مختلف، لشعرنا بالشعور نفسه ولو لم تلمس أصابعنا سطح أي طاولة’’ .(179)

    نعم، من السّهولة بمكان أن ننخدع فنعتبر الإدراكات الحسية التي ليس لها أي صلة مادية بالواقع أشياء حقيقية. ففي أحلامنا يحدث كثيرا أن نرى أحداثا وأناسا وأشياء ومواقف تبدو لنا واقعية تماما، ولكنها في الحقيقة ليست سوى إحساسات تدركها المراكز الحسية بالمخ لا أكثر. فليس هناك فرق جوهري بين الأحلام و’’العالم الخارجي الواقعي’’، فكل منهما نشهده في العقل.
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  11. افتراضي


    من الْمُدرك؟

    مما ناقشناه حتى الآن، يتضح بلا شك أن العالم الذي نظن أننا نعيچ فيه أو ما نطلق عليه ‘’العالم الخارجي’’ لا يوجد إلا في عقولنا فقط. وهنا يظهر سؤال على قدر كبير من الأهمية، فإذا كانت جميع الأحداث المادية التي نعرفها ما هي إلا إدراكات حسية داخل المخ، فماذا عن المخ ذاته؟ فبما أن المخ جزء من العالم المادي شأنه شأن الذراع والقدم وأي جزء آخر، فإنه يجب أن يكون كذلك مجرد إدراك حسي مثل بقية الأجسام الأخرى تماما.

    ولنأخذ من الأحلام مثالا لإلقاء مزيد من الضوء على الموضوع. فإذا كنا نحلم بهذه الطريقة، فسيخيل إلينا أن لدينا ذراعاً وبدناً وعيناً ومخاً، وإذا ما سألَك شخص ما أثناء الحلم ‘’أين ترى؟’’ لأجبته: ‘’إنني أرى في مخي’’. ومع ذلك، فإنه لا يوجد أي مخ مما نتحدث عنه. كل ما هنالك بدن خيالي ورأپ خيالي ومخ خيالي. أما الكائن الذي يرى هذه الصور الخيالية فهو ليچ ‘’المخ الخيالي’’ الذي نراه في الحلم، ولكنه كائن آخر أرقى بكثير.

    نحن نعلم أنه لا يوجد فرق جوهري بين الوضع الذي نكون فيه أثناء الحلم والوضع الذي نطلق عليه الحياة الواقعية التي نعيشها. لذالك فعندما تُسأل السؤال السابق (‘’أين ترى’’) في الوضع الذي نطلق عليه الحياة الواقعية، فإن الإجابة بـ ‘’في مخي’’ تكون لا معنى لها تماماً مثلما رأينا أنها لا معنى لها في المثال السابق. ففي كلتا الحالتين، فإن الذي يرى ويدرك ليس هو المخ، الذي لا يعدو كونه قطعةً من اللحم لا حياة فيها.

    وإذا ما قمنا بتحليل المخ، فسنجد أنه لا يوجد به إلا دهون وبروتينات، وهذه المكونات نفسها توجد في كثير من الأعضاء الحيّة الأخرى، أي أنه لا يوجد في قطعة اللحم التي نطلق عليها ‘’المخ’’ ما يجعلنا نرى صورا مختلفة، أو يشكل لدينا الوعي، أو يوجِد لدى كل منا الكيان الذي يسميه ‘’أنا’’.

    ويشير ‘’ر. ل. جريجوري’’ (R.L. Gregory) إلى الخطأ الذي يقع فيه الناس فيما يتعلق بإدراك الصور في المخ:

    ‘’
    يجب أن نتجنب الإغراء الذي يقودنا إلى القول بأن العين تكوّن الصور داخل المخ. ووجود صورة في المخ يتطلب ما يشبه العين الداخلية لرؤيته، مما يتطلب عينا أخرى لرؤية الصورة. وهكذا دواليك... عدد لا نهائي من الأعين والصور، مما يجعل الأمر يبدو سخيفا للغاية’’.(180) هذه هي النقطة الرئيسية التي تضع الماديين، الذين لا يؤمنون بوجود شيء غير المادة، في مأزق: فلمن تكون ‘’العين الداخلية’’ التي ترى وتدرك ما ترى وتستجيب له ؟

    وقد ركز ‘’كارل بريبرام’’ (Karl Pribram) على هذا السؤال الهام في العلوم والفلسفة، وهو ماهية المدرِك:

    ‘’
    منذ عهد اليونانيين، والفلاسفة يفكرون عن ‘’الشبح الموجود داخل الآلة’’، و ‘’الإنسان الصغير الموجود داخل الإنسان الصغير’’، إلخ. ويطرحون ذلك السؤال: ‘’أين أوجد أنا’’؟ الشخص الذي يستخدم عقله؟ من هو ذلك الكائن الذي يدرك ويعرف؟ فكما يقول القديس فرنسيس من ‘’أسِّيسي’’ (Saint Francis of Assisi) : ‘’إن ما نبحث عنه هو الكائن الذي يرى’’.(181)

    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  12. افتراضي

    سنكمل غدا ان شاء الله
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

  13. #13

    افتراضي

    الاستاذ الفاضل اسامة النميري آمل منكم بعد اذنكم ان تراجعوا هذا الموضوع من منظور اسلامي لان الاعتماد على فلسفات غربية لدحض الالحاد قد تودي لنتائج سلبية
    فبركلي من اتباع المذهب الاسمي و اللامادي والذي يرى ان المادة ليست سوى فكرة ومعنى وان ما هو مدرك منها ومحسوس فقط هو الحقيقة
    وكان يقول "وجود الموجود هو أن يدرِك أو أن يدرَك" وباقي الاشياء الغير مدركة بالنسبة له لا يعترف بوجودها
    فنفيه المطلق للمادة ليس من الاسلام في شيء وتوغله في الداخل يعد تطرف منه , فإذا كانت الحقائق فقط كما يدعون هي مجرد المدركات التي يصفونها بهذه الآلية فما قولهم في الروح والغيب وفي سائر الوقائع التي من حولهم ولا يدركونها ؟ انها تمثل لهم وهم ولا شيء ولا مادة ....
    وماذا اذا عن الاعمى والاصم هل يعيش في عالم من الخيال المحض ؟
    اعلم انني لا ارد عليكم مباشرة لكن هذا نقد متواضع للامادية والاسمية التي نزع اليها بركلي وبنى على اساسها فكرته في نقض الالحاد ومهمتنا لا شك الاستفادة من مثل هذه المذاهب لكن في ضوء الكتاب والسنة على فهم السلف . والامر شاق لكنه ينتظر امثالكم .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تركتُكم على الواضحةِ ، ليلُها كنهارِها ، لا يَزيغُ عنها إلَّا جاحدٌ "

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أرجو من الإدارة حذف الموضوع
    الموضوع منقول من موقع هارون يحيى وقمنا بالرد عليه مرارا وتكرارا من قبل
    يا أخ أسامة لا يوجد شيء اسمه انكار المادية وليس معنى أن نرد على الملحدين أن نتبنى آراء تخالف العقيدة كتلك الآراء
    فالله خلق العالم المادي وعلم آدم الأسماء كلها ولم يُعلمه أوهام سبحانه وتعالى وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  15. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواضحة مشاهدة المشاركة
    الاستاذ الفاضل اسامة النميري آمل منكم بعد اذنكم ان تراجعوا هذا الموضوع من منظور اسلامي لان الاعتماد على فلسفات غربية لدحض الالحاد قد تودي لنتائج سلبية
    فبركلي من اتباع المذهب الاسمي و اللامادي والذي يرى ان المادة ليست سوى فكرة ومعنى وان ما هو مدرك منها ومحسوس فقط هو الحقيقة
    وكان يقول "وجود الموجود هو أن يدرِك أو أن يدرَك" وباقي الاشياء الغير مدركة بالنسبة له لا يعترف بوجودها
    فنفيه المطلق للمادة ليس من الاسلام في شيء وتوغله في الداخل يعد تطرف منه , فإذا كانت الحقائق فقط كما يدعون هي مجرد المدركات التي يصفونها بهذه الآلية فما قولهم في الروح والغيب وفي سائر الوقائع التي من حولهم ولا يدركونها ؟ انها تمثل لهم وهم ولا شيء ولا مادة ....
    وماذا اذا عن الاعمى والاصم هل يعيش في عالم من الخيال المحض ؟
    اعلم انني لا ارد عليكم مباشرة لكن هذا نقد متواضع للامادية والاسمية التي نزع اليها بركلي وبنى على اساسها فكرته في نقض الالحاد ومهمتنا لا شك الاستفادة من مثل هذه المذاهب لكن في ضوء الكتاب والسنة على فهم السلف . والامر شاق لكنه ينتظر امثالكم .
    انا لم اكمل بعد حتى تحكمى على الموضوع اختى

    رجاء متابعتى للاخر
    دليل مدونات المناظر المسلم

    http://fast00fast.blogspot.com/

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عن المادة
    بواسطة الألوهي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-06-2012, 01:30 AM
  2. المادة والكون .
    بواسطة مجدي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-09-2012, 08:07 AM
  3. المادة أو الله.. المادة في ضوء الفيزياء 2
    بواسطة ontology في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-30-2010, 01:47 AM
  4. المادة أو الله.. المادة في ضوء الفيزياء
    بواسطة ontology في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-26-2010, 01:11 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء