من لم يؤمن بالله آمن بغيره
ليس هناك حل وسط أو اعتقاد وسط بين الإيمان بالله و عدم الإيمان به، فإما أن تؤمن بأن لك خالقا أوجدك من عدم و صورك على هيئتك و منحك القدرة على النمو و التفكير و الإحساس، أو تؤمن بأن شيئا آخر غير الله قد فعل ذلك لك.
و بغض النظر عن طبيعة إيمانك أو أسبابه أو حججه فأنت لا يمكنك بأي حال أن تتخذ موقف الحياد، أو ما يسمى باللاأدرية، لأن عقلك يحتم عليك أن تتساءل عن الوجود و ماهية الوجود و يضعك على المحك أكثر فأكثر حين تصل إلى خبرات محددة عن الوجود متمثلة في ما يلي :
1- سنن الوجود واحدة، أي القوانين الفيزيائية ذاتها
2- سنن الوجود ثابتة
3- سنن الوجود سببية و تسلسلية و لا تنسب أبدا إلى الخوارق و الصدف
4- الوجود في تنوع مستمر و تجدد لامتناهي : دائما إبداع في الخلق
5- الوجود على مراتب لا متناهية من الجمال و الكمال
6- الحق و الميزان سنة من سنن الوجود التي لا يمكن إنكارها
كل هذه المعطيات لا يمكن بأي حال نسبتها إلى العدمية، أو العشوائية، فيبقى إما أن تنسبها إلى الله تعالى الذي تقدس في علاه و تنزهت أسماءه عن كل عيب و نقص فلا تدرك العقول كنه جماله و كماله .. أو .. أو تنسب الوجود إلى ذاته، و ما الوجود سوى أنت و أنا .. و هذه الأشياء من حولنا التي تماثلنا في كل الخصائص الفيزيائية و لا تحيد عنها مطلقا،
فانظر بماذا تؤمن
قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ( 37 ) لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ( 38 ) سورة الكهف
Bookmarks