ربما البعض منكم حينما قرأ عنوان الموضوع شمّر عن يديه ليصفع كاتب هذه الشبهة القديمة .لم تُستخدم كلمة "البسط" في تاريخ العربية الفصحى بمعنى " عدم الانحناء " أو " الاستقامة " أو المعنى الإنجليزي " FLAT " إلا في العصر الحديث .
أوافقكم الرأي ، فقضية الأرض بالنسبة للقرآن و العلم قضية قديمة وقد أخذت وقتها ، لكنّي في موضوعي سأطرح طرحاً مختلفاً بعضَ الشيء عن الأطروحات المعهودة ..
خاصة و أنني قلتُ في عنواني أنّ الأرض منبسطة في العلم .
مستغرباً من حديثي ؟
بصراحة لا أظنّكم تخالفوني الرأي ..
فجميعكم يصدّق بانبساط الأرض ،
مسلمين وملحدين ..
ولا أقصد أبداً انبساط الأرض بالنسبة للعين .
بل جميعكم تعتقدون أنّ الأرض بالفعل منبسطة بذاتها ..
ولستُ أنا وأنتم فقط من يعتقدون ذلك ..
بل العلم أثبت ذلك أيضاً .
تتساءلون كيف..؟
الإجابة سهلة ،
سآخذكم في موضوعي إلى رحلة لغوية قصيرة من الممكن أن تفيدكم ، عندما نعرف المعنى الأصيل لـ "البسط" .. سنتأكد أن الأرض منبسطة .. ليسَ بالنسبة لأعيننا... بل هيَ منبسطة فعلاً بذاتها ..
فقط عليك متابعة الموضوع كاملاً..
و أتمنى أن تستمتعوا جميعاً بهذه الأطروحة ... مسلمين وملحدين وغيرهما ..
لنعرف حقاً وبمعنى أصيل معنى البسط ..
.
.
.
فهل يعني البسط " عدَم الإنحناء " أو " الاستقامة " كما يفهم العامة ؟
بمعنى عندما أقول : الأرض منبسطة .
هل يعني هذا أن الأرض مستقيمة كسطح المكتب ؟ كما في هذه الصورة :
http://sevendesktop.com/wp-content/u...-Wallpaper.jpg
خطأ.. في الحقيقة كل من يظنّ أن البسط يفيد هذا المعنى فهو مخطئ
بل لهُ معنى آخر تماماً سأشرحه و ستثبته لكم المصادر لاحقاً .
و قبل دخولنا في فقرة المصادر..
سأختبركم اختباراً خفيفاً..
سأطرح عليكم جُملاً مشهورة عن " البسط " وعليكم بخبرتكم المجردة معرفة معنى هذه الجمل .
الجملة الأولى :
أنعم الله عليه بـ ( بسطة ) في الرزق .
ما هو المعنى في الجملة السابقة ؟
سنتفق بالتأكيد أن المعنى : أن الله أنعمة عليه بـ سعة في الرزق .
ولا تعني أنّ الرزق مستقيم كسطح المكتب مثلاً
الجملة الثانية :
رجل لديه ( بسطة ) في العلم .
هل تعني أن العلم غير كروي ؟
بالتأكيد تعني : رجل لديهِ علمٌ واسع
الجملة الثالثة :
أنا مبسوط ، أنا منبسط
تفيد سعة الصدر وانشراحه بشكل معنوي - الفرح -
حسناً..
لنطرح عليكم آيات قرآنية وحاولوا فهم معناها من خبرتكم المجردة..
الآية الأولى :
( إنّ ربك يبسط الرزق ويقدر ..)
سهلة.. وتعني أنّه يوسع الرزق
الآية الثانية :
( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض..)
أيضاً تعني أن أن الله لو وسّع الرزق لعباده لبغوا .
.
.
الآن في كلّ الأمثلة السابقة .. لاحظنا أن معنى البسط محصور في معنى محدد وهو " السعة "
ولم نسشتف أي معنى يفيد عدم الإنحناء أو الاستقامة .
حسناً.. لنختصر الأمر ..
عندما يُخبر الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم أنّ الأرض منبسطة ..
مالذي يقصده حينها ؟
البعض يقول القرآن يقصد أن الأرض غير كروية بأعيننا فنراها مستقيمة ..
والملحدين يقولون القرآن يقصد أن الأرض غير كروية أساساً..
وفي الحقيقة القرآن لم يقصد الأولى ولا الثانية ، بمعنى لم يتناول القرآن الحديث عن شكل الأرض أساساً .. بل يتحدث عن صفة خاصة بالأرض وهي اتساع الأرض وعظمتها ..
يقول الله تعالى ( والله جعل لكم الأرضَ بساطاً )
ويكمل قوله :
( لتسلكوا منها سُبلاً فجاجاً )
العجيب أنّ الفجاج لغةً هيَ الطرق الواسعة .
فكان الإخبار أنّ الأرض بساطاً - سعةً -
وما الغاية من جعلها سعة ؟
ليسلك البشر فيها طرقاً فجاجا - طرق وسيعة - .
إذاً الأرض مخلوقة واسعة لغاية الطرق الواسعة .
وليس الأرض مخلوقة غير كروية لغاية الطرق الواسعة ( هذا غير منطقي ، لغوياً وعقلياً ) .
فبعيداً عن كلّ الحروب والمعمعة في شبهات الأرض في القرآن الكريم.. أقول :
القرآن الكريم في كل آياته لم يتناول أبداً الحديث عن شكل الأرض الهندسي ، بل يتناول صفة محددة عن الأرض وهي السعة ،
القرآن يريد إخبارنا بعظمة الأرض وحجمها الهائل والشاسع بالنسبة لنا ...
فالعظمة والإعجاز يكمن في حجم الأرض الهائل ليسَ في شكلها الهندسي ..
والجميع مسلمين وملحدين يقرّون أنّ الأرض واسعة..
والعلم أثبت أنّ الأرض مساحتها 510101×310كم 2 ويصل حجمها إلى 1083320×610كم 3
فالملحد عندما يأتي بهذه الآيات ويقول انظروا لقرآنكم يقول أن الأرض منبسطة
أقول له نعم ياجاهل الأرض منبسطة أي واسعة شاسعة ولا ينكر ذلك عاقل ولا حتى مجنون .
والمسلم عندما يقول كلا الأرض منبسطة فقط بالنسبة لأعيننا لكنها في الاصل غير منبسطة ، كأنه يقول الأرض واسعة في أعيننا لكنها في الأصل غير واسعة !
( المدّ ، الدحي ، الفرش ، السطح ، الطحي ، المهد ) ، كلها كلمات تعني ( البسط ) .. والبسط يعني ( السعة ) .
لنضخّ لكم الآن المصادر اللغوية من كافة المعاجم العربية لاثبات أنّ البسط والدحي والمد والفرش كله يعني السعة ، وأنّ الآيات القرآنية لم تقصد الإخبار إلاّ بسعة الأرض لا بشكلها الهندسي .
-----------------------------------------------------------------------------
المصدر الأول من : مختار الصحاح :
ب س ط - (بسط) الشيء . و(البـَـسطة) السعة . و (انبسط)الشيء على الأرض . و(الانبساط)ترك الاحتشام يقالُ (بسطت)من فلان (فانبسط) و(البساط) ما يُبسط. و (بسيط) أي واسعٌ ويدُ .
المصدر الثاني من : معجم المـُـنجد :
بَسْط :
بـَـسـَـطَ : " بـسَـطَ سجادة " وسـّعَ ، مدَّ ، مددَّ ، فرشَ ، || نشرَ ، فتحَ على أوسع مدى : " بسط طائر جناحيه " || سطـَّـحَ ، مهـَّـدَ : " بسط َ أرضاً " || هيأ وأعدَ: " بسط َ المائدة " || كثـّرَ ووسع : "بسطَ الله الرزق لعباده " || أشاع مظهر الفرح والسعادة : " بسط الوجه " || وسـَّـع مدّ ، زاد في المدى والمجال : " بسطَ نفوذه " ... الخ
بـسـّــط َ :
نشر ما كان مطوياً : "بسط منديلاً" || وسع ، مدّ : " بسطَ العجين " || .. الخ
تبسـَّـطَ َ :
انتشر، صار ممتداً ، توسـّـعَ .
انبساط :
امتداد بحركة انفتاح واسعة : "انبساط ذراعين"
المصدر الثالث : لسان العرب
- وصف الغَيْثِ: فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع،
-والبَسْطةُ: السِّعةُ
- البساط، بالفتح والكسر والضم، وقال الأَزهري: هو بالكسر جمع بِسْطٍ،
وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها،
وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار، وكذلك قال الجوهري؛ فأَما بالفتح فهو
الأَرض الواسعة،فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض
الواسعة،
-وتَبَدَّحَتِ الناقةُ: توسعت وانبسطت
-إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه
-وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته
-وقيل: البَسِيطةُ الأَرض اسم لها. أَبو عبيد وغيره: البَساطُ والبَسيطة
الأَرض العَريضة الواسعة.
- خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط، وهي
الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين. ابن السكيت: فرَشَ لي فلان فِراشاً لا
يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك، وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً، وهذا فراش
يبسُطك إِذا كان واسعاً، وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك
- وبسط فلان يده بما يحب ويكره، وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره،
وبسطُها مَدُّها، وفي التنزيل العزيز: لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني. وأُذن
بَسْطاء: عريضة عَظيمة. وانبسط النهار وغيره: امتدّ وطال.
الفجاج :
http://www.almaany.com/home.php?lang..._word=0&dspl=0
Bookmarks