الحمد لله خالق السماوات والأرض، جاعل الظلمات والنور، أحمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله، وأستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة إلا به، وأستهديه بهُداه الذي لا يضل من أنعم به عليه، وأستغفره لما أزلفتُ وأخرتُ استغفار من يُقر بعبوديته، ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قائم بلا عمد، واحد بلا عدد، لا يفنى ولا يَبيد، ولا يكون إلا ما يُريد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خصه تعالى بجوامع الكلم، وغرر الحكم، علم المؤمنين الكتاب والحكمة. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. وبعد :

فإن الشريعة الإسلامية قائمة بذاتها غنية بنفسها مصداقا لقول الله عز وجل : { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً }، والكمال يكون بالوفاء لا بالنقص، ومن كمالها اشتمالها على الأحكام الكلية، ودعوتها للاجتهاد فيما عداها من الأحكام الجزئية المتغير بتغير الزمان والمكان، والمتقصي لمصادر التشريع يتأكد ذلك.

الكلام في مصادر التشريع ومراتبها :


المصادر التشريعية التي تستنبط منها الأحكام أربعة، هي بالترتيب كالآتي : القرآن والسنة والإجماع والقياس. وقد اتفق جمهور علماء المسلمين على أن الأدلة الشرعية مرتبة في القوة حسب ورودها في الآية : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } . وما رواه أبو داود في كتاب الأقضية عن معاذ بن جبل لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى اليمن سأله : كيف تقضي إذا عرض عليك القضاء ؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال: فبسنة رسول الله. قال فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله ؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو - أي لا أقصر - فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال" الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله.

وهو ترتيب راعاه الخلفاء الراشدون وأقرهم على ذلك كبار الصحابة المجتهدون من بعدهم، فلقد روى البغوي عن ميمون بن مهران قال:" كان أبو بكر إذا ورد عليه الخصوم نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به، وإن لم يكن في الكتاب وعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر سنة قضى بها، فإن أعياه أن يجد في سنة رسول الله جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم فإن أجمع رأيهم على أمر قضى به، وكذلك كان يفعل عمر، وأقرهما على هذا كبار الصحابة ورؤوس المسلمين ولم يعرف بينهم مخالف في هذا الترتيب" - إعلام الموقعين ص 51 -.

والأصل في الشريعة الإسلامية أنها شريعة مستندة إلى مصادر مقدسة، ودراسة هذه المصادر واستنباط الأحكام الشرعية منها وإسناد كل حكم إلى مصدره الذي يؤيده أمر واجب .

الكلام في القرآن الكريم


يقول الله تعالى في سورة النحل : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } .

وروي الدارمي في سننه، باب فضائل القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ خَبَرُ مَا قَبْلَكُمْ وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ , هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ , هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ , وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ , وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ رَدٍّ , وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ , هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ , وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ , هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ , وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ , وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ , هُوَ الَّذِي مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ , وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ , وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "

والحديث وإن كان ضعيفا غير أن المعنى صحيح لا يخالف فيه أحد، ويرتقي لدرجة الحسن إذا توبع كما قال ابن منده وأبو نعيم والبيهقي.

والقرآن الكريم لغة : مصدر قرأ بمعنى القراءة. يقال : قرأ قراءة وقرآنا، ومنه قوله تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ .. } - القيامة 16/17 -.
وسمي كتابا لأنه مكتوب. قال تعالى : { حـمۤ * وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }- الزخرف-.

أما اصطلاحا : فهو كما قال الأصوليون : كلام الله تعالى الذي نزل به الروح الأمين على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بألفاظه العربية ومعانيه الحقة، ليكون حجة للرسول على صدق رسالته، ودستورا للناس يهتدون به، المعجز بسورة منه، المتعبد بتلاوته المدون بين دفتي المصحف المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس، المنقول إلينا بالتواتر كتابة ومشافهة جيلا عن جيل، محفوظا من أي تغيير أو تبديل مصداقا لقوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } - الحجر-.

- فالقرآن الكريم أنزله الله تعالى بلسان عربي مبين وإن وجدت فيه كلمات لها أصل غير عربي مثل " سندس" و " استبرق " فهي مما اتفقت فيه اللغتان أو مما عُرب فأصبح عربيا .

- وهو المتعبد بتلاوته فمجرد قراءته تعتبر عبادة خالصة لله تعالى كما جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي : "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ".

- وهو الذي كل ألفاظه ومعانيه منقولة إلينا متواترة جيلا عن جيل، مشافهة وكتابة، عن جمع يستحيل تواطؤهم على كذب، رغم تنوع أعراقهم وجنسياتهم، وتباعد ديارهم وأقطارهم، وهو جامع لأحكام الشريعة الإسلامية وهو في الدرجة الأولى من حيث الإزام والقوة، نعتمد عليه وتؤول إليه جميع المصادر الأخرى، فهو أصل الأصول.

- أما الأحاديث القدسية والنبوية فلا تعتبر قرآنا ولا يثبت لها حكم القرآن فلا تُعطى لهما نفس درجة الحجية ولا تصح الصلاة بهما ولا يتعبد بتلاوتهما.

- والقراءة المروية بغير طريق التواتر لا تعد قرآنا، ولا تثبت لها أحكامه، ولا حجة لها في استنباط الأحكام الشرعية عند جمهور العلماء، ومثال ذلك قراءة ابن مسعود عند الآية " فصيام ثلاثة أيام متتابعات" بزيادة كلمة " متتابعات" وهي محمولة على أنها تفسير للثلاثة أيام على رأي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

- اما تفسير القرآن أو ترجمته إلى لغة أجنبية فلا يعدان قرآنا، ولا تصح الصلاة بهما ولا يحتج بهما ولا يعتبران مصدرا لاستنباط الأحكام.

الكلام في حجية القرآن الكريم .


ومتى عُلم بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى المنقول إلينا بطريق قطعي لا مجال للشك فيه فإن أحكامه تبقى حجة على المسلمين، وملزمة لهم، يجب العمل بها في كل ما يتعلق بأمور الدين والدنيا، حيث قال الباري سبحانه وتعالى :

{ وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } -المائدة 49/50-

والحكم بما أنزل الله واجب شرعي، ويحرم على المسلم مبايعة أو انتخاب حاكم لا يلتزم بالقرآن الكريم، والمسلمون آثمون جميعا حتى يتحقق الحكم بالقرآن ولا يستثنى من هذا الإثم إلا نوعان :مسلم منكر - ولو بالقلب-. وآخر ساع إلى الدعوة هادف إلى استعادة الحكم الإسلامي الرشيد .

وأكبر دليل على أن القرآن الكريم هو من عند الله تعالى إفحامه لفصحاء العرب وبلغائهم، حيث أعجزهم فلم يستطيعوا الإتيان بمثله رغم أنه بلسان عربي ميسر للفهم { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } وهذا من الوجوه الإعجازية فيه حيث إذ لو خرج بالإعجاز عن إدراك العقول لمعانيه لكان تكليفا بما لا يطاق، وهذا مرفوع عن الأمة، ذلك لأن كلام الله عز وجل من جنس كلام البشر في الألفاظ والتراكيب، وهذا موطن الإعجاز الذي سيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإعجازه لا ينحصر في ناحية معينة، بل يشمل نواحي متعددة لفظية وروحية ومعنوية تظافرت وتساندت فأعجزت الناس، واتفق أهل العلم على أن العقول لم تصل حتى الآن إلى إدارك كل نواحي الإعجاز وحصرها في وجوه معينة، فكلما كشف البحث العلمي عن أسرار الكون إلا وتأكد لنا أن القرآن من عند الله تعالى، { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }.

الكلام في دلالات القرآن الحكيم :


وإن علمتَ أيها المسترشد أن القرآن الكريم قطعي الثبوت لأنه منقول بالتواتر، فعليك أن تعلم بأن دلالاته على معانيه قد تكون قطعية أو ظنية :

النص قطعي الدلالة:
هو ما تعين المراد منه دون أن يحتمل تأويلا مغايرا أو فهما مخالفا مثل : { وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَٰجُكُمْ إِنْ لَّمْ يَكُنْ لَّهُنَّ وَلَدٌ .. } - النساء 12- ، فهذا النص قطعي الدلالة على أن فرض الزوج في هذه الحالة هو النصف لا غير. ومثاله أيضا : { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ .. } - النور 2- ، فالنص قطعي الدلالة على أن حد الزنا مائة جلدة لا أقل ولا أكثر . ومثل كل نص دل على فرض مقدر في الإرث، أو حد معين في العقوبة، أو عدد محدد في أي خطاب شرعي.

النص الظني الدلالة :
وهو ما دل على معنى مع احتمال التأويل وصرفه إلى معنى مغاير للمعنى الأول، مثل قوله تعالى : { وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ .. } - البقرة 228-، فلفظ القرء في اللغة مشترك بين معنيين: الحيض، والطهر، لذا اختلف الفقهاء في عدة المطلقة أهي ثلاث حيضات أم هي ثلاثة أطهار. ومن قبيل الظني الدلالة :

1- العام لأنه يبقى عاما حتى يثبت ما يخصصه، ومثاله قوله تعالى: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ .. } حيث لم يُخصَّص إلا بوجود المخصِّص وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " أحلت لكم ميتتان السمك والجراد، ودمان الكبد والطحال " - رواه أحمد كتاب الأطعمة-.

2- المطلق يبقى ظني الدلالة إلى أن يثبت ما يقيده، ومثاله تحريم الدم حيث ورد التحريم مطلقا في آية ومقيدا بكونه مسفوحا في آية أخرى.

3- ومن الظني الدلالة قوله تعالى : { .. وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ .. } - المائدة 6-، لأن الآية ظنية الدلالة في المقدار الواجب مسحه لاحتمال أن يكون المراد بالمسح كل الرأس أو بعضه، وذلك لاختلافهم في معنى الباء في الآية، هل هي للتعدية ؟ أم للإلصاق ؟ أم للتبعيض ؟

4- اللفظ المشترك بصفة عامة واللفظ غير الواضح الدلالة بجميع مراتبه، كلفظ الكلالة، فإنه يطلق على من لم يخلف ولدا ولا والدا، وعلى من ليس بولد ولا والد من المخلفين، وعلى القرابة من جهة غير الولد والوالد. ومثاله أيضا لفظ اليد في قوله تعالى : { وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا .. } - المائدة 38-، فهو لفظ مشترك بين الذراع ، وبين الكف والساعد، وبين اليمنى واليسرى، فجاءت السنة العملية لتعيين المراد في الآية وهو المعنى الأخير أي الكف من رؤوس الأصابع إلى الرسغين في اليمنى .

5- وقد تكون ألفاظ لبعض ألفاظ القرآن معان خفية لا تدرك إلا بعد التدبر والتفكير العميق، لذا فإن الواجب يقتضي البحث عن هاته المعاني البعيدة والخفية وعدم الوقوف عند ظاهر اللفظ والكلام لأن العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني، ومن هذا القبيل :

* لما نزل قوله تعالى : { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً }، فرح الصحابة وبكى عمر رضي الله عن الجميع وقال : " ما بعد الكمال إلا النقص" مستشعرا نعي الرسول صلى الله عليه وسلم.

* ما فهمه علي رضي الله عنه من أقل مدة الحمل ستة أشهر، وذلك استنتاجا من قوله تعالى : { وَحَمْلُهُ وَفِصَٰلُهُ ثَلٰثُونَ شَهْراً } وقوله في آية أخرى : { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } .

وهنا يتضح بأن الصحابيين الجليلين نفذا إلى باطن القرآن الكريم ومراميه وأبعاده الخفية ولم يقفا عند ظاهره، وهو من قبيل التفقه في الدين .

فتبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ووفاه مراتب البلاغة إلى مقام لو اجتمعت الجن والإنس على معارضته لم يقدروا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

والحمد لله رب العالمين .