الاخوة الأعزاء رواد المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله
كلما أمعنت النظر، وتتالت عليّ التجارب، وسمعت الحوارات وما تنطق به أفئدة المسلمين بين سطور ألسنتهم، في حضور الإسلام أو غيابه عن مفاتيح الحياة، ما بين تأييد، ودعم، وتردد، وتشكك، وارتياب، وتوعد، واتهام، ودحض، ووعيد، وخروج عن الجادة، ومنهاج النبوة .... إلخ، أيقنت أننا نحن المسلمين نعاني من إشكاليات عديدة في علاقة ديننا الحنيف بالعلوم الحديثة، والتي هي روح هذا العصر .. ولسان حاله .. ومفاتيح أبوابه، ... ثم .. ما وراءها من معاني واصطلاحات حضارية عديدة .. جدّت ولم نجد لها في معجمنا التراثي محلاً. ... فتعثرنا ... فانكفـنا، وقمنا ... فمشينا فتعثرنا .. فسقطنا فقمنا... فركضنا ... فتعثرنا فانكفأنا ... وآل بنا الأمر إلى دوار وخوار ... لا ندري أين السراط ! .. إلا من ذهب يعض على أصل شجرة، ويموت على ما مات عليه الأحباب.
وتتفجر بين الفينة والأخرى دواعي تستلزم النهوض والرد، وإلا انتُقصت من الدين معاني من وراءها معاني، وانتُهكت من حول الحمى أطرافٌ وراءها أطراف.
ومن هذه التفجرات التي لم أستطع الصمت بإزائها، ولا الخلود للراحة مع بقاء تشويشها، كان طعن (عدنان إبراهيم) في حديث طول آدم، وتناقصه مع الزمان، من بين طعون عديدة أثار الرجل زوابعها حول صحيح البخاري، وغيره.
ونظرت وقرأت وتفحصت، فوجدت أنه قد أتى بعلل للدحض استخرجها من مقولات العلوم الحديثة، والتي لم يكن لمثلها في تراثنا الاجتهادي مثيل ولا قريب. ومن أهم ما جاء به في هذه المسألة أن علاقات الأوزان تتناسب مع الأطوال على التكعيب. أي أنه إذا كان آدم ستون ذراعاً في طوله، أي عشرين ضعفاً من أطوالنا، كما قال، وجب أن يكون وزنه 20*20*20 .... أي 8000 ضعفاً من وزننا.
وهو الأمر الذي يمنعه (أي يدحضه) علم وظائف الأعضاء المعاصر لكائن حي يمكن أن يتواجد على الأرض!!! ...... والنتيجة .... أن حديث طول آدم غير معقول (علمياً) ... وأنه – من ثمَّ – واجب الإسقاط والإهمال!!!
... فماذا يجب أن نفعل؟! ...
... هل الحديث موضوع واندس في الصحاح؟!
... هل الحديث صحيح، ونطق به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولكن العلم الحديث أصح؟! ... حاشا الله رسوله الصادق الأمين، ... "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى"(النجم:3)
... هل ... وهل .. وهل ؟!
إن المسألة – وما تتطلبه من دراسات داعمة عن عمر البشرية - ليست إذاً من باب الإعجاز العلمي للقرآن والسنة (كما فهم بعض الزملاء حين قال:
)،
بل هي من باب إعجاز العلم لنا ولديننا، فإما أن ننتهض وندرأ عن ديننا العبث والشبهات بإسم العلم، أو نكون كمثل الذين قال الله تعالى فيهم "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "(محمد:38).
ومعلوم أن الاستنقاص مما كتبت ونشرت لا يكون قبل الإحاطة، وفي سؤال الفهم غُنية ومحمدة عن سؤال الاستنقاص!!! ... فنتجاوز عن ذلك ولنتابع مسألتنا في المداخلة التالية:
ملاحظة هامة: آمل من جميع الزملاء عدم التعقيب حتى أنهي موضوعي كاملاً إن أذنتم لي. وأقول عندها قد فرغت.
Bookmarks