صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 19

الموضوع: تفنيد كذبة حرية التعبير

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي تفنيد كذبة حرية التعبير

    كما في العنوان يا أهل التوحيد . نرجو من كل من يدخل الصفحة أن يضع ما عرفه من أخبار و أحداث و أدلة تبين زيف و كذب هذا المصطلح الذي لا يستخدم إلا في قول الزور و البهتان حول الإسلام العظيم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    http://blackagendareport.com/content...ican-democracy
    Most Americans are convinced, mistakenly, that they live in a democratic nation. The idea of democracy is upheld with reverence, making it one of the most cherished of all mythologies, but its true meaning is obscured in a country where money is king. There have been many times in history when America was anything but democratic, when the country’s original inhabitants were slaughtered, or when millions were enslaved, or during the reign of Jim Crow and lynch law, or when women couldn’t vote. We are accustomed to thinking that because those days are over, we continue to make progress and that our country is improving over time.

  4. #4

    افتراضي

    رحماك يا الله

  5. #5

    افتراضي

    بسم الله الهادي إلى سواء السبيل ..
    موضوع يوجد الكثير للحديث عنه ، نشكرك أخي مسلم أسود على طرح هذا الموضوع للأخوة الأصدقاء .
    أقول بدايةً ، لا يستطيع الحديث عن هذا الموضوع من يعتمد على المراجع بقدر من اختلط بالشعوب الغربية واطلع على ثقافتهم (فمن تعلم لغة أمن شرهم)
    نذكر على سبيل المثال الشيخ أحمد ديدات رحمه الله ، كان له فهم عميق للثقافة الغربية لذلك تجده ناجح جداً في حواراته معهم.
    بالنسبة لي ، لي اختلاط مع الغرب لا بأس به، لا أقول أنني عشت هناك ، ولكنني عرفت الكثير منهم وعرفت أفكارهم . ودار بيني وبينهم الكثير الكثير الكثير من القضايا الفكرية ونقاشات عن الدين الإسلامي وغيرها.
    أقول أولاً وبالله التوفيق: الغرب لديه ثقافة معينة مثله مثل باقي الأمم ، هذه الثقافة تقيدهم بتصرفاتهم بل وتجبرهم أيضاً على التقيد بها ربما أكثر من المسلمين أنفسهم في بعض الأمور، هذه الثقافة تتفاوت بين بلد وآخر ، فالثقافة الأوروبية الغربية (مثلاً بريطانيا) ربما تبيح للفتاة الارتباط بشاب واحد والخروج معه وعمل كل شيء، إلا أنها تستهجن العلاقة مع شخص من أجل المال أو العلاقة مع شخص جديد كل يوم (ربما تكون العلاقة مع شخص واحد لمدة يوم وتتركه بسبب خلاف ينجم بينهما) إلا أن النية المسبقة هو محاولة مداومة العلاقة.
    أما في السويد،الدنمارك والنرويج (يستثنى من ذلك فنلندا) فالفساد الأخلاقي في أوجه ، والدول الأخرى تعتبر هذه الدول قمة الفساد الأخلاقي. حيث أن الفتاة تلتقي بشاب لا تتعرف عليه في اليوم التالي أجارنا الله من ذلك (فعلاً هم أحفاد تلك الشعوب الذين كتب عنهم ابن فضلان في رحلته وكتب عن قذاراتهم) .
    المهم في كل هذه القصة ، كل دولة لها تقاليدها التي تستنكرها في أمور وتبيح أموراً أخرى ، الدول الغربية تبيح الصداقة والعلاقة الحرة بين الذكر والأنثى، ولا تبيح أموراً أخرى كثيرة.
    وعلى فكرة الكثير من المسلمين للأسف يرون الغرب وكأنهم (أصحاب المدينة الفاضلة) بلا غيبة ولا نميمة ولا حسد ومجتمع قمة في الحضارة لا يسوده الحقد أو التعدي على حقوق الغير . الغرب باختصار لديه إمكانيات مادية كبيرة وغير ذلك الغرب بشكل عام الشعب الغربي مشغول بحياته طوال الوقت فهو ليس لديه الوقت للثرثرة والكلام الفارغ أو عمل طنجرة كبيرة من المحشي (كما تتقنه سيدات البيوت في سوريا)، وهو يشغل وقت فراغه بقراءة الكتب وممارسة الهوايات، وكل من رحل من بلادنا إلى هناك سواء كان متديناً أو متحررا من قيم عائلته فهو سيمارس نفس الأمور تقريباً من حيث انشغاله الشديد بعمله وممارسة القليل من الحياة الإجتماعية متى تسنى له ذلك.
    لا شيء يذكر من موضوع الحريات لدى الغرب سوى مايدعونه بتحرر المرأة أن تخرج متى تشاء وتذهب مع من تشاء وهو شيء أجوف طبعاً يهدم الأسرة بالنسبة لمجتمعنا، وهناك أيضاً حرية فكرية يعتبرونها وسببها عدم وجود قيمة للدين لديهم ولو كانت هناك قيمة للدين لديهم لوجدتهم أكثر المهاجمين لحرية المعتقدات.

    أرجو إبداء اقتراحكم فيما أكتب ولكم جزيل الشكر..

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Almumen مشاهدة المشاركة
    من يفهم اللغة الفرنسية فليشاهد الفيديو.
    و أطلب من الإخوة ممن يتقن الفرنسية أن يترجم الفيديو لنا.
    أنا أفهم الفرنسية لكني لست أهلا للترجمة
    رحماك يا الله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بينما أنا في النت أمخر عبابه ، وقعت عيناي على اسم للعبة هو "إبادة المسلمين"="Muslim Massacre" . و لا أنصح أحداً برؤية أي فيديو لها فأنا أيضاً لم أر غير المكتوب عنها - و الحمد لله كان ضد المبرمجين - . لا تفاصيل في اللعبة سوى أن هناك "بطلاً أمريكياً" يقوم بـ "تخليص" العالم من المسلمين بأي أسلحة لديه . لا أرى مثل هذه الفيديوهات تحظر على اليوتيوب . أما بشأن لعبة أخرى تسمى "الإبادة العرقية"="Ethnic cleansing" و التي تشمل اليهود فلا أظنكم تحتاجون عبقرياً لتعلموا أن فيديوهاتها تحظر على وجه السرعة !

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما حدث في تونس و الله المستعان
    معرض لعرض لوحات كفرية و سب الجلالة باسم حرية التعبير و السب صريح و واضح جدا لا يحتاج تاويل لم يتم منعها بل تم الاشادة بالعمل و منع خيم دعوية لم تقم باي عمل مخل بالنظام فقط توزيع مطويات و تعريف بالاسلام تم منعها بالقوة و اطلاق الغازات المسيلة للدموع و حتى في حالات تم استعمال العنف المفرط و اطلاق الرصاص بدعوى مقاومة الارهاب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    مع المجاهدين
    المشاركات
    124
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Almumen مشاهدة المشاركة
    من يفهم اللغة الفرنسية فليشاهد الفيديو.
    و أطلب من الإخوة ممن يتقن الفرنسية أن يترجم الفيديو لنا.
    أنا أفهم الفرنسية لكني لست أهلا للترجمة
    رأيت هذا الفيديو مترجماً من قبل ، ولا أتذكر رابطه الآن ، وخلاصته أنّ المذيع الفرنسي كان يدافع عن الرسومات المسيئة للرسول بحجّة أنّها من حرية التعبير ، وكان يلوم المسلم الحاضر في اللقاء على نقده للرسومات ..
    ونفس المذيع في حلقة أخرى استضاف شخصاً من الغرب قام بنقد اليهود في أحد أعماله الفنية ، فوبّخه المذيع توبيخاً شديداً واعترض على ذلك وأكّد على أنّ حرية التعبير لا تعني الإساءة للآخرين !!!!!!!
    فشتيمة المسلمين حرية ،، أما شتيمة اليهود جريمة !
    هذه الحلقات فضيحة كبرى للغرب بكل المقاييس ، ويجب نشر هذا الفيديو على أوسع نطاق ممكن ، ليعلم الجميع حقيقة هؤلاء الكذابين .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سؤال بسيط لكنه في الصميم : على أي أساس - Why on EARTH - تعتبر الحرية المطلقة في الكلام مهما كان غاية مقدسة لا يجب التعرض لها بأي حال من الأحوال ؟!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    إن فكرنا في الأمر قليلاً وجدنا أن مصطلح الحرية ينهار على نفسه ! فدعاة الحرية يقومون بقمع من يرفض منظومتهم الفكرية . و يزعمون أن الحق معهم في قمعهم . أما إن قلت لهم أن الحق مع الإسلام و لهذا لا يسمح للكعاء و التفهاء بنشر سمومهم ناح و تباكى بأنك لا تتقبل الحرية و لا يقدم أي سبب لم علينا اعتبار الحرية حقاً مقدساً لا يتم المساس به ! فبدل أن يسألوا - و لا أذكر من قال التالي - "لماذا تظنون أن معكم الحق ؟" تجدهم يقولون أموراً لو أرجعتها لأصولها لوجدتها تعني "لماذا تنشرون الحق ؟" ! فلو سألوا الأولى لقذفنا بالحق على الباطل فوراً و ظهر فساد ما كانوا يفترون . و لكنهم يصادرون على هذا و يعتبرون أنه لا يحق لأحد فرض شيء حتى و لو كان الحق و بالتالي يتناقضون مع أنفسهم !

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    21
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السّلام عليكمّ ورحمة الله تعالى وبركاته .. مثال جميـل ..
    حريّة التّعبير والهـولوكـوسـت .. ؟! أين حريّة التّعبير والاعتقـاد .. ؟!
    بأكثر من 7 دول من أكثر الدّول المتقدّمة في العالم يوجد عقوبات مشدّدة ضد من ينكر الهولوكوسـت !!
    ومنهـا : "يعتبر إنكار الهولوكوست مخالفة للقانون في كل من ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، بولندا، أستراليا، لوكسمبورغ، البرتغال، إسبانيا، رومانيا، سويسرا وإسرائيل. في بعض الدول، مثل فرنسا، هناك قوانين تحظر إنكار عمليات إبادة جماعية أخرى حدثت عبر التاريخ."
    "Holocaust denial is explicitly or implicitly illegal in 17 countries: Austria, Belgium, Canada, Czech Republic, France, Germany, Hungary, Israel, Liechtenstein, Lithuania, Luxembourg, Netherlands, Poland, Portugal, Slovakia, Switzerland, and Romania"

    يا سلام على الحريّة !!
    وعشراات الكتاب والباحثين تعرّضوا لعقوبات قاسية نتيجة تشكيكهـم بالهولوكوسـت !!
    أمثال : المحامي الأمريكي فرانسز باركر يوكي الذي كان من المحامين الذين أوكل إليهم في عام 1946 مهمة إعادة النظر في محاكم نورمبرغ، وأظهر أثناء عمله امتعاضا كبيرا مما وصفه بانعدام النزاهة في جلسات المحاكمات، ونتيجة لانتقاداته المستمرة تم طرده من منصبه بعد عدة أشهر في نوفمبر 1946، وهاري أيلمر بارنيس وهو أحد المؤرخين المشهورين والذي كان أكاديميا مشهورا في جامعة كولومبيا في نيويورك باتباع نهج يوكي في التشكيك بالهولوكوست وتلاه المؤرخين جيمس مارتن James J. Martin وويلس كارتو Willis Carto وكلاهما من الولايات المتحدة، وفي 26 مارس 2003 صدرت مذكرة اعتقال بحق كارتو من السلطات القضائية في سويسرا . وفي الستينيات أيضا وفي فرنسا قام المؤرخ الفرنسي بول راسنير Paul Rassinier بنشر كتابه "دراما اليهود الأوروبيين" The Drama of the European Jews، ومما زاد الأمر إثارة هذه المرة أن راسنيير نفسه كان مسجونا في المعتقلات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية ولكنه أنكر عمليات الهولوكوست.
    في السبعينيات نشر آرثر بوتز أحد أساتذة الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في جامعة نورث ويسترن الأمريكية Northwestern University في ولاية إلينوي كتابا باسم "أكذوبة القرن العشرين" The Hoax of the Twentieth Century وفيه أنكر الهولوكوست وقال أن مزاعم الهولوكوست كان الغرض منها إنشاء دولة إسرائيل ، وفي عام 1976 نشر المؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينغ الذي حكمت عليه محكمة نمساوية في 20 فبراير 2006 بالسجن لمدة ثلاث سنوات بسبب إنكاره للهولوكوست في كتابه "Hitler's War" حرب هتلر. وفي 1974 قام الصحفي الكندي من أصل بريطاني ريتشارد فيرال Richard Verrall بنشر كتابه "أحقا مات 6 ملايين ؟" Did Six Million Really Die وتم استبعاده من كندا بقرار من المحكمة الكندية العليا عام 1992 ..- راجــع ويكيبديـا ، إنكار الهولوكوسـت بلغتين العربيّة والإنجليزيّــــة .. -
    وأيضًا أشهـر الأمثلة وهو الفيسلوف الشّهيـر روجيه جارودي - رحمه الله - .. والذي ألّف كتاب دقيق جدًا وهو " الأساطيـر السّياسيّة المؤسسـة للسياسة الصّهيونيّـــة .. " ...

    نظرة سريعة وعميقة على الحريّـات ... زيف فعلًا أم مـــاذا .. ؟!
    تحياتي لكـم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيراً على النقل .

  14. افتراضي

    لا يوجد شئ اسمه حرية مطلقة , لكل قوم مقدسات لا يجوز مساسها.

    القانون الاساسي لجمهورية المانيا الاتحادية ( طبعة شهر تموز 2002 )
    مادة ١٨
    [سقوط الحقوق الأساسية]
    كل من يسيء استعمال حرية التعبير عن الرأي، وخاصةً حرية الصحافة (مادة ٥ فقرة
    ١)، حرية التعليم (مادة ٥ فقرة ٣)، حرية التجمع (مادة ٨)، حرية تكوين الجمعيات (مادة
    ،( ٩)، سرية الرسائل والبريد والاتصالات الهاتفية (مادة ١٠ )، حق الملكية (مادة ١٤
    أوحق اللجوء السياسي(مادة ١٦ أ)؛ كل من يسيء استعمالها للكفاح ضد النظام الديمقراطي
    الأساسي الحر يسقط عنه التمتع بهذه الحقوق الأساسية.
    هنا تقع صلاحية الحكم بإسقاط
    الحقوق ومدى إسقاطها بيد المحكمة الدستورية الاتحادية
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

  15. افتراضي

    يقول شيخنا الفاضل أبو الفداء بن مسعود
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وآلِه وصحبه ومَن اتَّبع سبيله مِن بعده.



    أما بعد:

    فقد بات ذائعًا مُنتشِرًا في هذا الزمان كلام الليبراليين والعلمانيين وعموم المَلاحِدة وأذنابِهم مِن بني جِلدتنا في مسألة "حرية التعبير"، وحرية الكلمة، وحرية الفِكر والنشْر ونحوها، على اعتبارٍ مِن التسليم المُسبق التام بكون تلك الحرية حقًّا مُكتَسبًا لا يَقبل النزاع ولا المِراء، وكون مَنحِها لطالبها واجبًا سياسيًّا مُسلَّمًا به على أولي الأمر في سائر البلاد، وواجبًا أخلاقيًّا مُتعيَّن الاعتبار والاحتِرام والتقديس على عامَّة المجتمع الإنساني، بموجَب الحضارة المعاصِرة و"الانفتاح العِلمي والمعرفي"، والتحرُّر مِن قوالب النُّظُم الديكتاتورية القمعيَّة، وما إلى ذلك مِن دعاية برَّاقة فَضفاضَة قد باتَت تُتلى علينا وترتَّل ترتيلاً، آناء الليل وأطراف النهار.



    والواقع الذي يَخفى على كثير مِن أفراد الطائفة العلمانية في بلاد المسلمين، ويَحتاج إلى مَن يَصدمهم به صدمًا، ويَصعَقهم به صعقًا لعلهم يَعقلون: أن الفلسفات الليبرالية المُعاصِرة لا تقوم في الحقيقة عند تأسيسها لتلك الحرية الأخلاقيَّة المحضَة وذاك "الحق السياسي" المزعوم على شيء ذي بالٍ مِن الأدلة العقلية أو الفلسفية، سواء في دائرة فلسفة الأخلاق أو فلسفة المَعرفة المعاصِرة؛ بل إن العاقل المُنصِف المتجرِّد - مِن أي ملَّة كان - ليَشهد بضرورة العقل والفِطرة الظاهِرة ببطلان تلك الدعوى العمياء التي تُجيز لكل جاهل غويٍّ أن يُفسد في الأرض ويدعو الناس لاتِّباعه على باطله - أيًّا ما كان - بدعوى أن هذا أحفظ "للسلام الاجتماعي"، وأبعد عن أسباب التشاحُن والقِتال وسفك الدماء.



    ذلك أن تلك القيمة الأخلاقية الموضوعية المُجمَع على حُسنِها بين العقلاء، الداعية لضبط أفعال البشر في كل مجتمع يَجتمعون فيه وتقييدها بقَيد معرفي أخلاقي مُلزِم - إنما يأتي حسْنُها العقليُّ مِن مجرَّد إثبات معنى الألفاظ "إفساد" و"إضلال" و"نشْر الباطل" و"تزيين القبائح والمهالِك" و"ضرَر" و"أذى"، ونحو ذلك مِن المعاني المُستهجَنة في اللغة الطبيعية للإنسان، فهي معاني قبيحَة مطلَقًا لا يَنبغي أن يُماري في قبحِها عاقل، هذه المعاني أو الصفات نازِلة على بعض الأقوال والأفعال البشرية لا مَحالة، بما يَعني لزوم العمل على منْع تلك الأقوال والأفعال مِن الظهور والانتِشار في المجتمَع البشري؛ من حيث المبدأ العقلي والأخلاقي المجرَّد، وهو أمر ظاهِر مِن مجرَّد الاتِّفاق اللُّغوي على استِقباح تلك الأوصاف الموصوفة بها، وعليه يُصبح مِن الضرورة العقلية المحضَة أن يظهَر في أي مجتمع بشري - أيًّا ما كانت مرجعيَّته الأخلاقية - نظام أخلاقيٌّ وتشريعي يضَع قدرًا مِن الضوابط الحاكِمة للحريات الفردية في ذلك المجتمَع، بما يَمنع مِن ظهور تلك الأفعال والأقوال الباطلة والمستقبَحة التي يتَّفق المشرِّعون على ضرَرِها وخطورتها على أفراد المجتمَع.

    هذه القاعدة العقلية الكلية لا انفِكاك لأي مجتمع بشريٍّ من اعتمادها، ومِن ثمَّ فلا مفرَّ مِن ظهور التشريع الضابط والمقيِّد لحريات البشر، مهما كان ذلك المجتمع مُفاخِرًا بكونه "حرًّا"، ومهما كان مُنفكًّا من ضوابط هذه الملَّة أو تلك، ومِن قواعد هذه الفلسفة أو تلك، فإنما تختلف المجتمعات فيما بينها في تصور آحاد الأقوال والأفعال التي يصحُّ عندهم أن توصَف بتلك الصفات القبيحة إلى الحدِّ الذي يوجب منعها مِن الظهور والتفشِّي في المجتمع، وهو ما يرجع بالأساس إلى اختلافهم في المرجعية الأخلاقية والتشريعية المتَّفق بينهم على اعتمادها والرجوع إليها في ذلك.

    ولهذا نقول:

    إنه ليس في الأرض شيء اسمه "حرية مطلَقة"، بل لا يُعقل أن يوجد ذلك الشيء في الأرض أصلاً، الحرية المطلَقة ليست إلا وهمًا وسرابًا يُداعِب به الطواغيت في بلاد الغرب "المستنير" أهواء وشهوات المغفَّلين من شعوبهم؛ الإنسان مقيَّد في حياته - شاء أم أبى - بقيد لا يسعه الانفِكاك منه مهما تحرَّر، ألا وهو قاعدة الأخلاق الكُبرى وأساسها العقلي المتين: ضرورة فعل الصواب (الشيء المستحسَن بدليله أيًّا ما كان تصوُّره)، واجتناب الخطأ (الشيء المستقبَح بدليله أيًّا ما كان تصوره)، ووجوب قَبول الحق (الشيء المطابِق للدليل أيًّا ما كان)، ورد الباطل (الشيء المخالِف للدليل أيًّا ما كان)، فليس القيد مقصورًا على كونه مضطرًّا للتعامُل في سياق المجتمع الذي يعيش فيه مع أناس قد يؤذيهم منه هذا المسلك أو ذاك، كما تراه سائدًا في فلسفات كثير مِن الماديِّين والملاحِدة وتنظيرهم الأخلاقي، ويُترجمه بعضهم بقوله: "أنت حرٌّ ما لم تضُرَّ"؛ أي: ما لم تتسبَّب في الإضرار بغيرك بصورة ما أو بأخرى، وإنما هو نابع بالأساس مِن اعتقاد الإنسان أن مِن الأفعال والأقوال ما هو قبيح في نفسه، فيَقبح بالإنسان أن يتلبَّس به، وإن لم يؤذِ بذلك أحدًا من الناس فضلاً عن أن يضرَّه! فإذا ما عُلم أن تصديق القول الباطل أو ادِّعاء صحته - أيًّا ما كان ذلك القول - قبيح في العقل مُطلقًا، لم يَجزْ - كحكْم أخلاقي موضوعي فِطري - تحسين ذلك الاعتقاد أو الادِّعاء والسماح بدعوة الجهلاء إليه وتزيينه لهم، بل لزم أن يكون ذلك حكمًا قبيحًا مُستحِقًّا للذمِّ.

    وعليه؛ فإذا تقرَّر أن فعلاً مِن الأفعال أو قولاً من الأقوال أو حكمًا مِن الأحكام الأخلاقية قبيح مذموم، لزم الإنسان - بضرورة العقل والفطرة - أن يرضى بمطلَق وجود التشريع المانع مِن ذلك، وإلا لم يكن للحكْم الأخلاقي أي قيمة أو معنى، كيف لا يرضى عاقل بمنْع ما يشهَد بأنه قبيح، وصيانة الناس منه؟ هذا لا يَستقيم في العقل السليم!

    وهل خرَج دعاة الإلحاد الجديد في صولاتهم وجولاتهم الإعلامية في أوروبا وأمريكا في السنوات القليلة الماضية إلا سعيًا في "صيانة الناس" مما يَزعُمون أنه قبيح؟ فبأيِّ عقل يكون جواب هؤلاء بالرفض وعدم الرِّضا، إن عُرض عليهم وضْع نظام تشريعي يقمَع تلك الأقوال ويمنَع مِن انتِشارها في الأرض؟ بأي حجَّة يتمسَّكون بحرية نشْر تلك الأقوال التي بذَلوا في محاربتها ما بذلوا؟! يقينًا ليس بحجَّة استِحسانها، فلولا أنهم استقبَحوها ما حارَبوها تلك الحرب وما سعَوا في ذلك ما سعَوا! فما وجه استِحسانهم حرية نشر تلك العقائد التي يَزعمون أنها هادِمة للعِلم، ومضادَّة للعقل، ومتسبِّبة في كل فساد وكل كراهية في العالَم بطول تاريخه وعرضِه؟ أليس هذا تناقضًا فجًّا، وفسادًا ظاهرًا في فلسفة الأخلاق والتشريع لدَيهم؟ أليس هذا نقضًا لمبادئهم العُليا وهدمًا للغاية الأسمى التي يسعَون لتحقيقِها في العالم؟ بلى، ولا ريب!

    لقد ذكرتُ مِن قبل في موضع لا يَحضرني الآن ذكره، أن حرية التعبير عقيدة تهدِم نفسها بنفسها؛ أي: إنها متناقِضة ذاتيًّا (Logically Inconsistent)؛ ووجه ذلك أن القائل بها يلزمه أن يسمَح - بموجب العمل بها لمن يَسعى في هدمِها هي نفسها - بالتعبير عن رأيه ونشْر فكره المضادِّ لها، إلى الحد الذي قد يُفضي في نهاية المطاف إلى اندِثارها مِن الأرض وزوالِها أصلاً! وعليه فإن أراد المشرِّع أن يتمسَّك بمبدأ "حرية التعبير" (Free Speech)، ويضمَن بقاءه في الأرض، فإنه يتعيَّن عليه منْع مَن يُخالف ذلك المبدأ مِن نشر رأيه بين الناس، وهو ما يعني أنه أمام خيار من اثنين؛ إما أن يقبَل بانتشار تلك الآراء والأقوال التي تُهدِّد ذلك المبدأ بالزوال والاندِثار مِن الأرض، أو يُضطر إلى أن يَخرم هو ذلك المبدأ بنفسه ويعمل بنقيضِه؛ إذ يمنَع مِن نشر هذا الكلام الخطير ويَحجبه عن الناس!

    فكيف يكون المبدأ الفكريُّ مُتناسقًا من الناحية المنطقية المجرَّدة، وهو يشتمِل على لوازم ترجع عليه هو نفسه بالنقض والهدم؟

    ومِن المعلوم أن أصحاب "حرية التعبير" في أوروبا وأمريكا لديهم تشريعات مُتفاوتة في مقدارِ ما تسمح به وما تمنعُه بلادهم مِن أقوال وأفعال؛ فمنهم - على سبيل المثال - مَن اتَّفقوا على منْع ما يُقال له "خطاب الكراهية" (Hate Speech)، وتعريفه أنه: كل خِطاب قد يُفضي إلى غرْس الكراهية بين البشر، مِن خلال انتِقاد العِرق، أو الجنس، أو الدِّين، أو المذهب الأخلاقي، أو "التوجُّه الجِنسي"، أو الجنسية.. إلخ، وبعبارة أخرى أعمُّ: هو كل خِطاب قد يُفضي إلى ظهور العنف في المجتمَع! وأينما بحثتَ لذلك المصطلَح عن تعريف عندهم فلن تجد إلا هذه العبارات المطَّاطة ونحوها مما يؤدِّي نفس معناها، فما "خطاب الكراهية" هذا وما ضابطه؟ أهو كل نصٍّ مَسموع أو مقروء قد يُفضي نشره بين الناس إلى أن يكره بعضهم بعضًا أو أن يَعتدي بعضهم على بعض؟ فما قولهم في صنوف مِن صناعة الترفيه عندهم (Entertainment arts) تعلِّم الناس القتْل والسرقة وفنون الجريمة تحت شِعار الفنِّ والترفيه، ألا يُفضي مثل هذا إلى تهوين الجَريمة في أعيُن الناس وتزيينِها للسُّفهاء منهم، ومِن ثمَّ يوصِل إلى انتِشار الكراهية بينهم؟ فإن قالوا: كلا، فبأي حجَّة؟ إن قالوا: بدليل الإحصائيات النفسيَّة والاستبيانات والأبحاث الإمبريقيَّة، قلنا: إن كِلا الطرفَين في هذا النزاع البحثيِّ عِندكم لدَيهم من الإحصائيات ما يدعمه، بصرف النظر عن مصداقيَّة الاستِدلال الإحصائي نفسِه (Statistical Inference) وهذا أمر معروف لمن بحَث فيه! ثم إنه مِن الحماقة أن يكون ضابط الإجازة والمنْع فيما يُقال له "خِطاب الكراهية" هذا، إنما هو الاستِدلال الإمبريقي على ظهور علامات الكراهية أو العنْف تحقيقًا مِن بعد انتشار هذا القول أو ذاك بالفعل! فالمفسَدة إذًا تكون قد وقعت تحقيقًا، مع أنها مِن المفترَض أن تكون هي علَّة المنع بالأساس، كعاقِبة محذورة! فهل الأمر متروك للتجريب؛ بحيث إذا تفاعَل أكثر الناس في مجتمع ما بالاستياء مِن سماعهم مقالةً بعَينها، أصبحت هي وكل ما يُناظِرها ممنوعة النشر أيًّا ما كان محتواها، والعكس صحيح؟ أليس قد عُلم بالمشاهَدة أن مِن الناس مَن قد يغضب مِن سماع الحق، بل ربما يَشرع بإيذاء مَن تكلَّم به؟ فهل يصحُّ في العقل السويِّ أن يُمنع الكلام بالحق لمجرَّد ذلك؟ معلوم أن الإنسان يكره بطبيعته أن يُقال له: إن شيئًا قد اعتقدته مِن نعومة أظفارك باطل فاسِد، والحق بخلافِه! فهل يُترك البشر على هواهم ليعتقد كل امرئ منهم ما يهوَى مِن الباطل المحض، بدعوى أن مخاطبتهم بخلاف ذلك قد تُغضِبهم ونحن لا نحب أن يكرَه بعضهم بعضًا لمجرَّد ظهور الخِلاف في تلك القضايا؟[1]

    لقد رأينا بالفعل مَن يتَّهم بعض أفاضِل المسلمين "بازدراء الأديان" لمجرَّد أن غضب عليهم بعض أهل المِلَل الباطلة؛ إذ تكلموا ببيان باطل تلك المِلَل وكشْف عوارها؛ بُغيَة دعوة أصحابها إلى الحق وتحذير الناس مِن دعاتها، ورأينا مَن يزعم أن مجرَّد تَكفير المسلمين لغيرهم مِن أهل الملل ووصفِهم باسم الكفر "خِطاب كراهية"، بل رأينا مَن يزعم أن القرءان نفسَه فيه "خطاب كراهية"، ويجب منعه، أو منْع بعض الآيات منه! فتحصَّل إذًا أن "خطاب الكراهية" هذا ليس في حقيقتِه إلا طريقة المشرِّع العَلماني الماكِرة لمنْع ما يكرهه العلمانيُّون مِن صنوف الخِطاب، من غير أن يظهر مِن مجرَّد ذلك انهِدام قاعدتهم الكلية في "حرية التعبير"! والواقع أن القاعدة ذاهبة أصلاً لا حقيقة لها في التطبيق؛ إذ إن مناط تعريف "الضرَر" أو "الأذى" الذي يَرجع مِن هذا السماح بنشْر هذا القول أو ذاك على الفرد أو المجتمَع، يؤول لا محالة إلى النظرية الأخلاقية التي يَعتنقها المشرِّع نفسُه أيًّا ما كانت، وهو ما به يتقرَّر في نظره أي صنوف الخطاب تُمنَع على أنها "خطاب كراهية"، وأيُّها تُجاز على أنها ليست ذات ضرَر أو إفساد في الناس، والخِلاف التشريعيُّ بل النزاع القضائي في تلك البلاد في هذه المسائل لا أول له ولا آخِر كما هو معلوم، فالحاصل أن "حرية التعبير" المزعومة هذه ليست إلا وهمًا وسرابًا في الحقيقة، تُستغفَل به الشعوب لابتلاع النحلة العلمانيَّة وقَبول سيادة الفلسفة التشريعيَّة الإلحادية فوق رؤوس أهل المِلَل جميعًا!

    فإذا كان المعنى القبيح مرفوضًا لمجرَّد قبحِه، فلا بدَّ أن يكون مِن المستقبَح كذلك - مِن حيث المبدأ العقلي والأخلاقي - أن تُقبل تلك المعاني القبيحة أو يُسمح بتحسينها والدعاية لها، والحق (المعنى الحسن) والباطل (المعنى القبيح) لا يُعرَفان بمِقدار ما يتسبَّب الكلام بهما في ظهوره مِن محبَّة ووئام بين الناس، أو مِن كره وبَغضاء في نفوس البشَر، وإنما يُعرَفان بالدليل والدليل وحده، وقد تقدَّم بيان أن الحق حسَنٌ في نفسِه، والباطل قبيح في نفسِه، فكيف إذا قام الدليل على أن مِن الحق معرفة أن الهلَكة الكُبرى تترتَّب على مجرَّد اعتِقاد الباطل في هذه القضية أو تلك، وأن مَن مات عليه فقد آل إلى عذاب أبديٍّ لا انتِهاء له؟ إذا عُلم هذا، وصحَّت هذه المقدِّمة بدليلها، تبيَّن للعاقل عِظَم الجريمة في نشْر ذلك الباطل وفي السماح بنشرِه في الأرض! وهو الدليل العقليُّ الواضِح الذي جاء الشرع بمصداقِه في باب الأمر بالمعروف والنهْي عن المنكَر، فاجتمَع للمسلمين في ذلك دليل العقل ودليل النقل جميعًا، ولله الحمد مِن قبل ومِن بعْد.

    فإذا ما تقرَّر أن البشَر لا يُتصوَّر لمجتمعاتهم شيء اسمه "حرية التعبير" أصلاً، وإنما تتقيَّد حرية الإنسان - لا محالة - في نشْر ما يريد مِن الأقوال والأفكار وإظهار ما يُريد مِن الأفعال، بقيُود الحكم التشريعيِّ المستمَدِّ مِن المرجعية الأخلاقية الحاكمة لذلك المجتمَع - أيًّا ما كانت تلك المرجعية - ومِن ثمَّ يؤول الأمر في معرفة أي الحقوق والحريات يجب حفظه للناس وأيها يُهمَل ولا يُعتبَر، إلى الحكْم على تلك المرجعية نفسِها، فإن كانت حقًّا، كان المجتمَع على الحق فيما يُجيز وما يَمنع من ذلك، وفيما يُقيِّد مِن "حريات" الأفراد فيه، وإلا كان المشرِّع في ذلك المجتمَع على الباطل بداهَةً، مهما استحسَن العوامُّ والدهماء تلك الحريات وعدُّوها مِن حقوقهم المكفولة وجوبًا!

    وبهذا القدر يتحقَّق المطلوب في مُحاجَجة الملاحِدة والعلمانيين مِن أي ملَّة كانوا، والحمد لله ربِّ العالمين.
    --------------------------------------------------------------------------
    [1] وعلى سبيل الاستِطراد المفيد في هذا السياق؛ إذ الشيء بالشيء يُذكَر، فقد رأينا مِن جهَّال المسلمين وضالَّتِهم ممَّن افتُتن بذلك المنحى العلماني المعوَجِّ مَن يقول: إن النزاع الاعتقادي بين "طوائف الأمة" أمر يجب دفنُه وكَتمُه حتى يَسهُل لنا جمعُهم على راية واحدة أو تحت جماعة واحدة، ويَسهُل إذًا أن نوحِّدهم في مواجَهة "العدو" الصِّهيَوني ونحو ذلك الكلام! فأجابهم أهل العلم والتحقيق بالقاعدة المشهورة: "كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة"، بل إن هذه الأخيرة لا تكون إلا ثمرةً للأولى؛ إذ المسلمون ما أصبَحوا أمةً واحدة - في الأصل الأول - إلا باتِّفاقهم في كلمة التوحيد، فإذا ضرب الخلاف في هذا المعتقد نفسِه، في كلمة التوحيد، صاروا أممًا شتَّى، لا أمةً واحدة، وإن جمعتْهم أرض واحِدة، ولم يكنْ مِن سبيل لتوحيدهم إلا جَمْعهم على عَين ما جمعَهم عليه رجالات الصدْر الأول - رضي الله عنهم وأرضاهُم. والقصد أن هؤلاء المُنحرِفين متأثِّرون في دَعواهم بمسألة "خِطاب الكراهية" هذا، فلا شكَّ أننا - على مَنطِق هؤلاء - إن قُلنا للسنِّي (المسلم) والرافِضيِّ (المُشرِك): "ليس بينكما خِلاف في الحقيقة إلا في الفروع، والجعفريَّة هذه ليست إلا مذهبًا مِن مذاهب الإسلام المُعتبَرة التي يَجوز التعبُّد بها؛ كالحنفيَّة والمالكيَّة والشافعية والحنبليَّة، فإن رأيتم خلافًا في الدِّين، فلتتعاونوا فيما اتفقْتُم عليه، وليَعذر بعضكم بعضًا فيما اختلفتم فيه"، فلن يبغض أحدهما الآخَر كما لو قلنا لهما: "إن الإسلام والرفض ملَّتان مُختلفَتان خلافًا جذريًّا يَبدأ مِن مصادر التلقي نفسها، فلا القرءان هو القرءان؛ إذ يَعتقِدون تحريفه، ولا السنَّة هي السنَّة، وهم يتعبَّدون ليل نهار بسبِّ الصحابة الأخيار... إلخ"! هذه خُطوة مِن الخطوات على طريق شيطاني خبيث، لا ترى في آخِره إلا عقيدة وحدة الأديان، التي حقيقتُها إيهام البشَر كلهم بأن المِلَل كلها عند الله سواء، وأن الخِلاف بينها يَسير لا يؤثِّر، فكلُّها تتقرَّب إلى الله بطريقتِها، وهو يَقبلهم جميعًا ويُحبُّهم جميعًا ولا فرقَ بين المسلم وغير المسلم أصلاً! ومعلوم بالبداهة أنه لا شيء أحبُّ للعلماني المُلحِد مِن أن يَنتهي أهل سائر المِلَل المخالِفة له في الأرض إلى مقالة تجمعهم كلهم على مبدأ "نسبية الأخلاق"، بحيث تُصبح الأديان كلها حق، والناس كلها سواء في ميزان العقيدة، وترتاح بذلك رؤوسهم مِن مساعي أهل الأديان لمُنازعتهم السيادة على البلاد في الحكْم والتشريع!
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نقاش مسألة حرية الإعتقاد, حرية التعبير عن الرأي و حد الردة
    بواسطة رائد الخير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 11-03-2012, 05:57 PM
  2. حرية.."التعبير المراوغ" السيد إبراهيم أحمد
    بواسطة السيد إبراهيم أحمد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-20-2012, 12:45 AM
  3. هل حرية التعبير ستكفل للجميع ؟؟ (حملة تطبيق الشريعة)
    بواسطة طالب العفو في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-12-2011, 01:57 PM
  4. لادينية البقر و بقر اللادينيه >>> بقر داروين و حرية التطاول لا التعبير!!!
    بواسطة سبع البوادي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-23-2008, 09:18 PM
  5. الهولوكوست .. والنفاق الأوربي في حرية التعبير
    بواسطة الخطاب في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-19-2006, 12:47 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء