بداية هذا الموضوع ما هو إلا إجتهاد منى فأرجو إن كنت مخطئا أن تصححوا لى ......

يقول شيخ الإسلام بن تيمية تفريقا بين وسوسة النفس و وسوسة الشيطان " ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان و ما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه "
و لكن من آيات القرآن تجد أن مهمة الشيطان أساسا هى تحبيب و تزيين الشئ للإنسان حتى يقع فيه و إلا لما وقع فيه , لذا فقد وجدت أن الموضوع أعمق و أخطر من ذلك و قد حاولت فهم ذلك بتفسير آيات القران ببعضها بعضا .
فمهمة الأنسان و إن طال الزمان و قصر فلن تخرج عن عبادة الله إبتداءا و إنتهاءا و كذا مهمة الشيطان لن تخرج عن إغواء الإنسان , و لما كان كانت هذه هى أهم القضايا على الإطلاق لكلا الطرفين ( و إن غفل عنها الإنسان ) و لما كان العليم الحكيم هو خالقهما فوجب التوضيح و التبين فى كتابه الحكيم .
و أرى أنه بكون الأثنين خلقا من شيئين مختلفين ( الطين و مارج النار ) فقد كانت النفس هى الترجمان بينهما فتصبح وسوسة الشيطان للنفس و تصدق النفس ذلك أو تكذبه فإن صَدًقت ذلك خبثت و أنتكست و أمرت بالسوء و إن كَذًبت صحت النفس و علت و تزكت .
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا - فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا - وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا – الشمس
و بإختصار فإن الشيطان لديه خطط محددة لإغواء الإنسان تعتمد أساسيتها على التدرج حتى يصل بالإنسان إلى جهنم و هذا مراده الأعظم و منها ترتيبا :

1. التزيين : فيقوم بتزيين المعصية للنفس ثم موافقة النفس للشيطان ثم حديث النفس للإنسان بالمضى قدما .
2. الزلل : يعمل الشيطان على إيقاع الإنسان فى زلل و إن صغر إلا إنه يكون إنتصار للشيطان و يعمل على أن يجعله يحقر الذنب فيعتاده القلب و لا حرج .
3. الصد : يصد الشيطان الإنسان عن رجوعه الله مستخدما الأمانى و الغرور و يوجهه إلى سبل الشيطان فيضمن أول طرق الإتباع .
4. الإتباع : و هو السير على خطى الشيطان و الإصرار على المعاصى .
5. الإستحواذ : مرحلة خطيرة يستولى فيها الشيطان على الإنسان فيسيطر على قلبه و أفكاره فيرى الحق باطلا و يرى الباطل حقا فيصعب عليه الرجوع .
6. العبادة : المرحلة الأخيرة و هى الطاعة العمياء للشيطان فى كل أوامره .

و لما كان الإسلام قد بنى على سياسة معينة و هى تجفيف منابع الفتن قبل تفقمها فقد عمل على حماية الإنسان منها منذ مراحلها الأولية :
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ – فصلت
و إذا حدث الزلل فالرجوع بسرعة و الإنتباه :
إنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ - وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ - الأعراف
فالمتقون يتذكرون و سريعا ما يبصرون و يرجعون إلى ربهم , أما إخوان الشيطان فلا يقصرون و لا يرجعون بل يتمادون و يبعدون عن السبيل القويم .
هكذا حاول القرآن الحفاظ على الإنسان من عدوه اللدود فقام بكشف أسراره و ألاعيبه و عَلًم الإنسان كيفية التعامل معه .
إن الشيطان لا هم له ولا شاغل فى هذه الدنيا غير إغواء إبن آدم و لا غير , و لديه العديد من المداخل التى يستطيع الولوج إلى قلب ابن آدم , و ما يفتأ الشيطان التزيين للإنسان حتى يوقعه فى شراكه , ومهمته تلك لا كلل فيها ولا ملل و إن لكم فى قصة برصيصا لخير عبرة و أجل تذكرة .
و من أجل الأسلحة التى أوردها المصطفى صلى الله عليه و سلم لمحاربة الشيطان هى ذكر الله و فى الحديث الصحيح المعروف بحديث يحيي بن زكريا والذى رواه الترمذى هذا الجزء الخاص بذكر الله ( ............ وأمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله )
و فى الحديث الصحيح الذى رواه الترمذى أيضا ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب والورق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى, قال: ذكر الله تعالى )

و صدق عز وجل القائل فى ذكره الحكيم :

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ – العنكبوت
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ – البقرة


و ليت الناس رجعوا لقرآنهم ولوجدوا فيه الشفاء من تلك الأمراض النفسية المتفشية و تلك الوساوس القهرية التى تتطفل ثم تتسلط و تسيطر على عقل صاحبها فما يدفعها و يزيلها غير كتاب الله ؟؟؟؟

الموضوع فى هذا الأمر لأعظم و أكبر من مما كتبت من كلمات متواضعة فأعذرونى لضيق وقتى و صححوا لى إن كنت أخطأت فإن كنت أصبت فمن ربى و كنت أخطأت فمن الشيطان و من نفسى ,,,,,