صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 64

الموضوع: ’,.’,.’.,’. القضاء والقدر ’,.’.,’,.,’.

  1. افتراضي

    عزيزي اتماكا,

    أولا اسمح لى ان أُحيي فيك الشجاعة الادبية في قولك:
    اخى نعم الاسلام هو الدين الذى لاينفى العدل والعلم عن الله --- المسيحية تحمل البشرية خطأ ادم وهذا من اوجة الظلم
    وبهذا الزمتني الاجابة على سؤالك وسأفعل بإذن الله العلي القدير. خاصة بعد ما رأيت من فطنتك. وأرى لك عقل راجح ادعو ربي الا يُسلمك الا لخير.

    لقد اعطيت أنت تصورك لاجابة السؤال وقبلك الاخت اية ايضا اعطت تصورها. وبرأي ان التصوران غير كاملان ولا انفي عنهما الابداع. هذان تصوران وأنا وعدتك بثالث إذا في المجموع ثلاث. وهناك مسألة رابعة تخص ابطال منطق السؤال المبني اساساً على مفهومنا للزمن.

    هناك المسائل الاتية للنقاش بالترتبت الاتي:
    1. مناقشة تصور الاخت اية (التصور رقم 1)
    2. مناقشة تصورك (التصور رقم 2)
    3. مناقشة تصوري (التصور رقم 3)
    4. ابطال مفهوم الزمن (التصور رقم 4)

    المسألة الرابعة ستكون اختيارية اذا اردت ان نستمر فيها فما عليك الا الامر وعلي الطاعة.

    -----***-----

    التصور رقم 1
    اقترحت اختنا الفاضلة تصور يعتمد على ان الاحداث معلومة مثل اللقطات في شريط سينمائي فهي معلومة عند عرضها والاختيار كان متاح عند تصويرها.

    ولكن للاسف هذا التصور يزيح المسألة المدروسة فى الوقت وبالضبط الى لحظة بداية التصور – فهل كان السيناريو معلوم ام غير معلوم؟

    وبهذا نرجع الى نقطة البداية!.
    -----***-----


    التصور رقم 2

    للاسف هذا التصور ايضاً به مواطن ضعف!.

    أولاُ انت استبدلت العلم اليقيني (للاله) بالعلم الظني (للام). وهما شيئان مختلفان. فالام تظن ولا تعلم. إذاً نحن لم نستبعد صفة الجهل.
    ثانياً: حتى لو فرضنا العلم اليقيني للام وفرضنا ان طفلها سيذهب ويشتري بهذا المال مخدرات وسمحت له بذلك, اصبحت بهذا ام جاهلة وقاسية وغير مسئولة. وبهذا لم نستبعد صفة الظلم.

    ومع انني ابدي شديد اعجابي بذكائك إلا أنني ارى انك لم تجب على السؤال. فإن كنت توافقني فى ملاحظاتي انتقلنا الى التصور رقم 3. اما اذا لم توافقني فسنستمر فى نقاش التصور رقم 2.

    وبغض النظر عن النتيجة فإنه يسعدني جداً النقاش معك لانني أجد فيه صدق كبير.

    ملاحظة: التصوران 1,2 غير كاملان ولكنهما مهمان جداُ للتصور 3.
    مع تحياتي.

  2. افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أعلم أن هدف هذا المنتدى محاورة غير المسلمين و لكن رأيت من الواجب إيضاح الأمور و وضع النقاط فوق الحروف و تحتها أيضا .
    و إني إذ أتوجه بكلمتي هذه إلى الأخت آية فإني أطلب من الفاضل أتماكا أن يمهلني فإني بإذن الله تعالى مجيبه على تساؤلاته في القضاء و القدر و التسيير و التخيير .. و ما شجعني على ذلك ما لمست فيه من صدق في البحث عن الحقيقة و رغبة في الوصول إلى عقيدة صحيحة .

    إلى الأخت آية :

    أذكرك بسورة قصيرة يحفظها حتى الأطفال إنها سورة المسد . يقول سبحانه و تعالى :

    " تبت يدا أبي لهب و تب ما أغنى عنه ماله و ما كسب سيصلى نارا ذات لهب و امرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد "

    ماذا تفهمين من هذه السورة ؟ و لماذا أنزلها الله تعالى ؟ ما فائدتها لنا اليوم في القرن الحادي و العشرين ؟ ألمجرد أن نعلم أن مصيرأبي لهب و زوجته في النار ؟و انتهت القصة ؟ لا.. فلو تأملت فيها جيدا ما تجرأت و قلت أن الله لا يعلم .

    ستبقى هذه السورة تتلى إلى قيام الساعة دليلا على :

    1 - أن الله علام الغيوب : إذ أنه حين نزلت السورة في مكة كان أبو لهب حيا و قد أكدت السورة أن مآل أبي لهب جهنم فالله سبق في علمه أن أبا لهب سيبقى على كفره هو و زوجته حتى مماتهما .
    و لكن ألم يخطر ببال أبي لهب و لا زوجته و لا أي مشرك من صناديد قريش أن يكذبوا محمدا أو القرآن . فلم يخطر ببالهم أن يظهر أبو لهب أو زوجته الإسلام و يشهدوا نفاقا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله . و بذلك يظهر " كذب " النبي في زعمه دخول أبي لهب جهنم و يظهر " جهل " الله ( و أستغفر الله من ذلك ) بما سيؤول إليه مصير أبي لهب و زوجته .

    2- أن الله لا يظلم أحدا : إذ كان بمقدور أبي لهب و زوجته الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه و سلم كما آمن الكثير من قريش و لكنه أصر على كفره و جحوده .ألم تكن أمامه فرصة بل فرص عديدة لإعلان توبته و إسلامه لكنه رفض و تكبر .

    3 - أن هذا القرآن ليس من عند محمد إذ أن محمدا لا يعلم الغيب بل هو من عند الله علام الغيوب .


    كيف تصفين إلهك و خالقك بالعجز بينما هو نفسه يصف نفسه في سورة سبأ : " عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض و لا أصغر من ذلك و لا أكبر إلا في كتاب مبين "

    ثم ألم تقرئي آية الكرسي " يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه ..." .

    إن ما قلتِـه ليس اجتهادا كما بدا للأخ أحمد المنصور بل مع الأسف الشديد " جهل " مفض إلى كفر فـ " استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " .

    إن موضوع القضاء و القدر شائك لمن جهله و قد تناوله بعض المنتسبين لهذا الدين فضلوا و أضلوا .

    و لا حول و لا قوة إلا بالله .

  3. #33

    افتراضي

    عزيزي أتماكا ،، أنا سعيد جدًا بمداخلاتك و ردودك على الأخوة التي تدل على وعي و نضج و فهم
    بالنسبة لسؤالك عن سبب خلق الكافر و معلوم أنه سيدخل النار ، فهو مما يتعلق بحكمة الله تعالى و نحن لا سبيل لنا لإدراك حكمة الله في هذه المسائل و أمثالها مثل : لماذا خلق الله الشر ؟ و لماذا خلق إبليس ؟ لماذا يبتلي الله العبد المؤمن بالفقر و الأمراض و يمنح الكافر الجاحد المال و الثروات ؟

    هذه أمور تتعلق بحكمة الله البالغة و علمه الواسع و نحن لا نستيطع ان نبلغ حكمته و لا علمه سبحانه ؛ أليس يقول تعالى في التنزيل الحكيم : { و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا } و يقول أيضًا جل شأنه : { و لا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء } ؟
    و نحن قد ثبت لنا بالأدلة العقلية و الشرعية أن الله موجود و حي و عليم و حكيم و رحيم و عادل ، فلا نتوقف فيما لا تبلغه عقولنا مما يتعلق بحكمة الله عز و جل لقصر في أفهامنا ، بل نحمد الله على ما علمنا و لا نسأل عما لا يعنينا .

    و قضاء الله تعالى كله خير للمؤمن و بلاء للكافر كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور‏:‏ ‏« ‏اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك‏.‏ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي‏.‏ ما قالها أحد قط إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحاً » قالوا‏:‏ « أفلا نتعلمهن يا رسول الله‏؟‏» قال‏:‏ «بلى ينبغي لمن يسمعهن أن يتعلمهن‏» ‏‏.‏

    والمقصود‏:‏ قوله ‏ «عدل في قضاؤك‏» وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم‏.‏ وسبب ذلك فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب، وهو عدل في هذا القضاء، وهذا القضاء خير للمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ « ‏والذي نفسي بيده يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن‏» ‏‏.

    يقول الامام ابن القيم في الفوائد :
    فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها، فانظر إلى غارس جنة من الجنات، خبير بالفلاحة، غرس جنة وتعاهدها بالسقي والإصلاح حتى أثمرت أشجارها فأقبل عليها يفصل أوصالها ويقطع أغصانها؛ لعلمه أنها لو خليت على حالها لم تطب ثمرتها فيطعمها من شجرة طيبة الثمرة، حتى إذا التحمت بها واتحدت وأعطت ثمرتها أقبل يقلمها ويقطع أغصانها الضعيفة التي تذهب قوتها ويذيقها ألم القطع والحديد لمصلحتها وكمالها لتصلح ثمرتها أن تكون بحضرة الملوك، ثم لا يدعها ودواعي طبعها من الشرب كل وقت بل يعطشها وقتاً ويسقيها وقتاً ولا يترك الماء عليها دائماً، وإن كان ذلك أنضر لورقها وأسرع لنباتها، ثم يعمد إلى الزينة التي زينت بها من الأوراق فيلقي عنها كثيراً منها؛ لأن تلك الزينة تحول بين ثمرتها وبين كمال نضجها واستوائها، كما في شجر العنب ونحوه، فهو يقطع أعضاءها بالحديد‏.‏ ويلقي عنها كثيراً من زينتها، وذلك عين مصلحتها، فلو أنها ذات تمييز وإدراك كالحيوان لتوهمت أن ذلك إفساد لها وإضرار بها، وإنما هو عين مصلحتها‏.‏

    وكذلك الأب الشفيق على ولده بمصلحته، إذا رأى مصلحته في إخراج الدم الفاسد عنه بضع جلده‏‏ وقطع عروقه، وأذاقه الألم الشديد‏.‏ وإن رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه، كل ذلك رحمة به وشفقة عليه، وإن رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطه ولم يوسع عليه؛ لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب إلى فساده وهلاكه، وكذلك يمنعه كثيرًا من شهواته حماية له ومصلحة لا بخلاً عليه، فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم، ومن آبائهم وأمهاتهم إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيراً لهم من ألا ينزله بهم، نظراً منه لهم وإحساناً إليهم ولطفاً بهم‏.‏ ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادة وعملاً، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته، أحبوا أم كرهوا فعرف ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته، فلم يتهموه في شيء من أحكامه وخفي ذلك على الجهال به، وبأسمائه وصفاته، فتنازعوا تدبيره وقدحوا في حكمته ولم ينقادوا لحكمه وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة، فلا لربهم عرفوا، ولا لمصالحهم حصلوا، والله الموفق‏.‏

    ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها إلا نعيم جنة الآخرة، فإنه لا يزال راضياً عن ربه والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين، فإنه طيب النفس بما يجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له، وطمأنينتها إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرضا بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً‏.‏

    وما ذاق طعم الإيمان من لم يحصل له ذلك، وهذا الرضا هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره‏.‏ فكلما كان بذلك أعرف كان به أرضى، فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك ألبتة
    .

    و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    2,203
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين

    جميع ما قيل عن القضاء والقدر كان بالنسبة للإنسان
    كل منا أكل لحما وسمكا لكائنات حية سخرها الله لنا نأكل منها ونحيا
    وأحل لنا ذبحها
    وليس لها اختيار ولم نذبحها لخطأ وقع منها فى العقيدة أو فى حقنا
    هذا الإنسان المتكبر لا يساوى عند الله جناح بعوضة بالنسبة لنا
    ويتكلم بجرأة عن ظلم الله للكافر وهو قد اختار الكفر بنفسه
    ويأكل لحم الحيوان والسمكة ولا يفكر فى أنه ذبح حيوانا بنفسه أو بواسطة جزار لن يذبح إلا لأنه يجد من يشترى
    خلق الله الجنة وجعل لها رزقها من البشر من أهل الطاعة
    وخلق الله النار وجعل لها رزقا من أهل الكفر
    وخلقك وجعل لك رزقا من لحوم كائنات حية
    ميز المكلفين ممن رزقهم العقل بأن يختاروا أن يكونوا من رزق الجنة أو من رزق النار
    نحمد الله على فرصة الإختيار وعلينا أن نغتنمها
    فنختار الأفضل لنا وهو الجنة
    ومن يشأ فيقول الله للنار ( هل امتلأت فتقول هل من مزيد )
    التطاول على الله بوصفه بالظلم إثم كبير
    وعلينا أن نتبع القاعدة الآمنة
    ( إذا ذكر القدر فأمسكوا )
    فترك الأفكار والألسنة فى هذه القضية لا يأتى بخير
    لأننا نتكلم فى حق الله بما لا نعلم إلا القليل
    إجتهد سكان إحدى الجزر فقتلوا كل الأسود والنمور والذئاب
    ليحافظوا على حيوانات الجزيرة الأليفة ويخصوا أنفسهم بلحومها
    فزاد تكاثر الغنم والبقر بسرعة كبيرة حتى قضوا على كل أخضر بها ومات الجميع من الجوع
    هذا التوازن الذى وضعه الله لهم والذى ينظم الحياة كان للحيوان المأكول فيه حياة
    ما أتفه عقل الإنسان
    وما أشد اعتداده بعقله
    صنع قنابل النيوترون بعد القنابل الذرية والهيدروجينية ليدمر نفسه وغيره ولم يعرف كيف يخضع لخالقه
    أوجد الله توازنا فى كل مخلوقاته ونسعى للإخلال بهذه التوازنات
    اعتقادا منا أنه لصالحنا
    وهو ضار بنا
    هذا الإنسان القليل العلم يتجرأ على الله وينتقد علمه وعدله وقد خيره بين الخير والشر
    وقد اختار الكفر والمعصية
    هذا علم الإنسان وعدله
    وليس عند الإنسان كل العلم
    وليس لدى الإنسان صورة كافية عن كيف يكون عدل الله وما هى العوامل التى يضعها الله لتطبيق عدله على الكائنات المختلفة وبينها الإنسان
    نأخذ العلم عن الله وعن رسوله
    ولا يجب علينا أن نكتفى بعقولنا فمعطيات العقل محدودة بنقص العلم
    والعقل أيضا محدود القدرة بقدر ما رزقنا الله من عقل
    وما أمرنا أن نمسك عنه فلنمسك
    ( إذا ذكر القدر فأمسكوا )
    والله هو القوى القادر
    وهو الرحمن الرحيم
    ورحمته غلبت عدله
    فقط آمنوا بأنه الواحد الأحد
    وبأنه أرسل الرسل
    وبأن محمدا آخر الرسل
    وارتضوا بنعمته وما ارتضاه لكم ربكم
    (اليوم أتممت عليكم نعمتى) ( ورضيت لكم الإسلام دينا )
    ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )
    والله أعلم
    الدنيا ساعة اختبار *** فإما جنة وإما نار تحقق من حديث
    http://www.dorar.net/hadith.php


  5. #36
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    egypt
    المشاركات
    2,149
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اعتذر عن الغياب بسبب مشاكل فى الجهاز

    ولى عودة بعد اكثر من يوم

    اشكركم

  6. #37
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    egypt
    المشاركات
    2,149
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    سلام ياامة الاسلام

    اعزائى اعتذر عن كل هذا التأخير بسبب مشاكل فى الجهاز وانا الان اتحدث من نت كافى

    وفى الرسالة السابقة كنت اتحدث من جهاز احد اصدقائى -- لذا اعتذر ولى عودة

    معكم . . . .

    واشكر الاخ احمد المنصور على السؤال ؟

    وغيابى ليس هربا ولكن بسبب صيانة الجهاز

    وشكرا
    التعديل الأخير تم 01-01-2005 الساعة 06:10 AM

  7. افتراضي القضاء و القدر

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    هذا ملخص لموضوع القضاء و القدر وما يتعلق بهما من تسيير الإنسان و تخييره ...
    وستجد فيه - أيها الفاضل العزيز أتماكا -أجوبة عن بعض أسئلتك التي طرحتها في مداخلة أخرى .

    و نحن دائما في انتظار تعليقاتك .


    القضاء و القدر ركن من أركان الإيمان فمن أنكره فقد كفر .
    و إذا توهم إنسان أنه مجبور على أفعاله و أنه لا قدرة له في حياته و أنه كالغصن في الريح فإذا توهم ذلك شُلت قدرته و استسلم . وإذا توهم إنسان أنه قادر على كل شيء و يفعل ما يشاء فإنه يطغى و يبغي و يستطيل .

    فهل أنت مخير بلا حدود ؟ و هل أنت مسير بلا شروط ؟

    القضاء و القدر :
    القضاء : إرادة الله أن يوجد الأشياء على وجه مخصوص .
    القدر : إيجادها فعلا على وفق المراد .
    فمن قصََـر في فهم القضاء و القدر انعكس هذا التقصير خللا و انحرافا في سلوكه ( انغماس في الشهوات و المعاصي و ابتعاد عن التوبة )

    و لبحث موضوع القضاء و القدر يجب أن نتناول الموضوع من ثلاث زوايا : من واقع حال الإنسان . من منطلق العقل السليم و من منطلق النصوص الشرعية الصحيحة :

    1- حال الإنسان : هناك أمور نشعر أنها تحدث دون إرادتنا : وُلدنا من أب و أم معينين في بلد معين في تاريخ معين .. نموت في مكان وزمان معينين وفي حالة معينة .. فهذه الأمور تسير دون إرادتنا و نحن مسيرون فيها .
    وهناك أمور أخرى نحن مخيرون فيها : تذهب إلى المسجد أو لاتذهب . تصلي أو لاتصلي . تنظر إلى حرام أو تغض البصر. تكذب أو تصدق. تتصدق أو تبخل ...
    ولمزيد الإيضاح أضرب مثلا : هناك قفص فيه عصفور و عصفورة و طعام و ماء . هذا العصفور له أن يأكل أو لا . يشرب أو لا . يلاطف العصفورة أو لا . يغرد أو لا . فهذا كله داخل في إرادة العصفور . بينما صاحب القفص يمكنه أن يحمل القفص و يضعه أين شاء . أن يسافر به من مكان إلى مكان .. وهذا خارج عن إرادة العصفور . ولن يحاسب عليه بل هو محاسب عن تناوله الاكل و الشرب ومعاملته أنثاه .
    واقع حال الإنسان : أي إنسان يمكنه أن يصلي أو لا يصلي أن يستحم أو لا . أن يسرق أو لا . أن يكذب أو يصدق .....هذا كله باختياره أما كونه ابن رجل غني أو أنه طويل القامة أو أنه أصيب بمرض فهذا لا دخل للاختيار فيه .
    فالإنسان بين دائرتين دائرة هو مخير فيها و محاسب عليها و دائرة هو مسير فيها و لن يحاسب عليها .

    2 - زاوية العقل : فكل عاقل يدرك أن مسؤولية أي إنسان منوطة باستطاعته . إذا كان أمرا خارج استطاعته لا يمكن أن يحاسب عليه .
    شرب رجل خمرا فجيء به إلى عمر بن الخطاب فقال أقيموا عليه الحد .فقال الرجل : والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر علي ذلك . فقال عمر رضي الله عنه : ( وقد فهم القضاء و القدر فهما دقيقا ) أقيموا عليه الحد مرتين . مرة لأنه شرب الخمر و مرة لأنه افترى على الله . ثم قال له: ويحك إن قضاء الله لم يخرجك من الاختبار إلى الاضطرار .

    3 - زاوية النقل : شاء الله سبحانه و تعالى أن يمنح الإنسان إرادة حرة و استحال أن يسلبه هذه الإرادة و يجعله مجبرا لأنه يستحيل أن تتناقض إرادة الله . فما دام منحه الإرادة الحرة فقد جعله مختارا و سيحاسبه على ذلك .
    يقول عز و جل : " و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما تعمدت قلوبكم " و يقول أيضا " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت "
    قال الحسن بن علي رضي الله عنهما : " من أنكر القضاء و القدر فقد كفر و من حمل ذنبه على الله فقد فجر . و إن الله لا يطاع استكراها و لايعصى بغلبة . فإنِ العباد أطاعوه لم يحل بينهم و بين طاعتهم و إن عصوه فلو شاء لحال بينهم و بين ما عملوا و ليس هو الذي أجبرهم على المعصية . لو أنه أجبرهم على الطاعة لسقط الثواب . ولو أجبرهم على المعصية لسقط العقاب . ولو تركهم هملا لكان هذا عجزا في القدرة .إنهم إذا أطاعوه فله المنة و الفضل . و إن هم عصوه فعليهم الحجة البالغة . "

    إذا سألت إنسانا : لماذا عصيت الله ؟ فقال :إن الله قدََر علي ذلك ... هذا كفر . هل الله هو الذي حملك على المعصية . هو الذي أمرك بالزنا أو بالسرقة أو بالكذب ؟ لقد ردََ الله على هؤلاء :
    " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ".
    يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن الله تعالى أمر تخييرا و نهى تحذيرا . و كلف يسيرا و لم يكلف عسيرا . ولم يـُعص مغلوبا و لم يـُطع مستكرها. و لم يرسل الرسل إلى خلقه لعبا . و لم ينزل الكتاب عبثا . ولم يخلق السماوات و الأرض و ما بينهما باطلا . ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار " .

    ما هي المشيئة الربانية وما علاقتها بمشيئة الإنسان ؟

    المشيئة الربانية لها ثلاث احتمالات :
    1 - إما أن يشاء الله أن يجبر الناس على طاعته " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة " (هود118) " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا "(يونس 99)
    2 - وإما أن يشاء الله أن يجبر الناس على معصيته " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء " ( الأعراف 98 ) .
    3 - و إما أن يشاء الله أن يمنح الناس مشيئة حرة يختارون بها إما طريق الهداية و إما طريق الضلال " قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها" .
    وبالمثال يتضح المقال : هناك جامعة . يمكن لأي جامعة أن تجعل جميع طلابها ينجحون بعلامات تامة . وذلك بأن توزع الأسئلة على الطلبة و معها الإجابات الصحيحة مطبوعة . فيسند الأستاذ لكل الطلبة 100/100 . ولكن حينذاك ما قيمة الجامعة ؟ و قيمة الشهادة و قيمة الطلاب ؟

    فلو أجبر الله عباده على طاعته لأصبح التكليف باطلا و الابتلاء باطلا . و صار مجيئنا إلى الدنيا عبثا و لسقط الثواب و العقاب و الوعد و الوعيد . و أصبح إرسال الرسل عبثا .
    فكانت حكمة الله أن لا يجبر العباد على طاعته و أن لا يجبرهم على معصيته و لكنه شاء أن يكونوا أحرارا في مشيئتهم : شاء لهم أن يختاروا إما طريق الهدى أو طريق الضلال " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ( الكهف 29 ) " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و لايزالون مختلفين " ( هود 118 ) .
    و لماذا أراد الله للبشر أن يكونوا مختلفين ( مذاهب. نظريات . مشاحنات ..) لأن هذا هو الاختيار الذي منحهم الله . فالاختلاف نتيجة طبيعية لحرية الاختيار .إذ حينما تجبر الناس على سلوك معين لا تجد اختلافا فيما بينهم . أما إذا منحتهم حرية الاختيار فهذا يريد كذا و الآخر يريد كذا .. فهذه الخلافات من لوازم حرية الاختيار .
    " و لو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات "
    أي لو شاء الله لأجبر الناس على طاعته و ألغى التكليف و الابتلاء و لكنه شاء الاختيار لنا . لماذا ؟؟ ليبلونا و يمتحننا و ليميز الخبيث من الطيب .
    إذا : حرية الاختيار من أجل الابتلاء . و من لوازم حرية الاختيار الاختلاف بين الناس . و حرية الاختيار تنفي الإكراه في الدين . و حرية الاختيار تقتضي المسؤولية .

    و قد يتعلل المشركون بمشيئة الله في إشراكهم . فمنهم من يعتقد أن الله خلقهم و أجبرهم على الشرك و أن لا خيار لهم في ذلك .
    " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرمنا من شيء . كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا . قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون " ( الأنعام 148 )
    هؤلا ء الذين يزعمون أنهم أشركوا لأن الله خلقهم مشركين و أجبرهم أن يكونوا كذلك , هؤلاء يطالبهم ربنا عز و جل بالدليل " قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا "
    ثم تأتي الحجة البالغة الداحضة لكذبهم " قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين"
    أي أن مشيئة الله لم تتعلق بالإجبار و لكنها تعلقت بالاختيار .
    و لنضرب على ذلك مثالا : لا تخلو بلاد من سجن . فلو قال سارق أو مجرم بعد الحكم عليه بالحبس : إن هذه الدولة هي التي أجبرتني على السرقة أو القتل . فهي التي بنت السجن و هيأته , إن هذه الدولة ظالمة ؟ فهل يصدق هذا المجرم في دعواه ؟ طبعا لا . بل العدل يقتضي أن يوجد مثل هذا المكان لمعاقبة المخالفين و المعتدين.. فالله عز و جل حينما خلق جهنم إنما أعدها للمجرمين و لم يجبر أحدا على دخولها إلا من سلك سبيل الإجرام .

    الهداية و الإضلال :

    يقول الله في سورة فاطر " يضل من يشاء و يهدي من يشاء"

    هل معناها أن الله هدى فلانا أو أضل فلانا و انتهى الأمر ..؟ إن هذا فهم خطير ..
    فالله أعطى لكل إنسان مشيئة حرة . وهذه المشيئة الحرة تحتاج إلى قدرة كي تتحقق و هذه القدرة هي قدرة الله .فإذا أراد الإنسان بمشيئته الحرة أن يكون ضالا فلا بد بحكم الأمانة التي أوكلنا الله إياها ( وهي التكليف ) لا بد من أن يمد الله الإنسان بقدرة يحقق بها اختياره .
    هذا هو المعنى الذي يستفاد من كلمة أضله الله أي إذا اختار الإنسان الضلال بمشيئة حرة و وبحكم أن الإنسان في الدنيا مخير و أنه مكلف أمدََه الله بالقدرة المادية التي يحقق بها اختياره الحر.
    فإذا نسبت الهداية والضلالة إلى الله عز و جل فمن باب أن كل شيء لا يحدث إلا بأمره و لا يحدث إلا بإرادته . وأن الله سبحانه و تعالى أراد أن نكون أحرارا في مشيئتنا فإذا شاء أحدنا الهداية هداه الله بمعنى أنه وفقه للوصول إليها . و إذا شاء أحدنا الضلالة - لا سمح الله - أضله الله بمعنى أمدََه بالقدرة اللازمة لتحقيق مشيئته الحرة .
    إذا أنت حر في مشيئتك و الله عز وجل هو الذي يحقق هذه المشيئة إن كانت خيرا فخيرا و إن كانت شرا فشرا . فإذا نسب الفعل إلى الله مباشرة فلأنه سمح بحدوثه . وإذا نسب الفعل للإنسان فلأنه هو الذي اختار .
    و لك هذا المثل البسيط: طالب رسب في دراسته . يمكن أن نقول : مدير المدرسة هو الذي رسََََََََـب الطالب الكسول و يمكن أن نقول لقد رسب الطالب الكسول . فإذا نسبت الرسوب إلى المدير فلأنه هو الذي نفذ و قرر وفق مبادئ العدالة . وإذا نسب الرسوب إلى الطالب فلأنه هو السبب في كسله و إهماله .
    إذا يمكن أن تنسب الفعل إلى الله عز و جل بمعنى أنه سمح بحدوثه و أن كل فعل لا يقع إلا إذا أراده هو . و إذا نسبت الفعل إلى الإنسان فبمعنى أن هذا من كسبه وهو المسؤول عنه .

    المصائب :

    يقول المولى سبحانه و تعالى " ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " ( الحديد 22 )
    المصيبة : أي أصابت الهدف .
    فالمتكبر قد تأتيه مصيبة تذل كبرياءه . والمبذر قد تأتيه مصيبة تفقره ليعرف قيمة المال . و الذي يعتدي على أعراض الناس قد تأتيه مصيبة فيها عدوان على عرضه ..
    فمعنى مصيبة أنها مـُحكمة مسددة صائبة و أنها من يد خبير عليم حكيم بصير عادل .
    فقبل أن تقع المصيبة هناك حكيم قررها و عليم و خبير سمح بها و هناك إله عادل أراد أن ينزلها . و ما من شيء اعتباطي أو ارتجالي .. ليس عند الله خطأ : شظية طائشة ..؟ . لا .. بل كل الشظايا عند الله عز و جل مصيبة و ليست طائشة .
    كلنا يعلم أن الله حكيم أي أن أفعاله كلها حكيمة فلا بد أن يكون قضاؤه و قدره حكيما . و الحكمة لا تكون إلا في الخير . فليس هناك حكمة في الشر .

    ثم إن للمصائب ثلاث أهداف كبيرة :
    1 - الابتلاء :
    فأنت لو كنت مؤمنا و لك دخل كبير و صحة جيدة و مكانة في المجتمع و بيت واسع و زوجة مطيعة و أولاد أبرار .. ما مصير إيمانك و محبتك لله لو قلََ دخلك أو مرضت زوجتك أو فـُصلت عن العمل .. فهذه المصيبة لتمتحن صدقك و لتكشف عن معدنك فالناس معادن .
    فالمصيبة تكشف عن حقيقة النفس لا ليعلم الله - فالله عليم - و لكن لتعلم أيها المؤمن من أنت ؟ و ليعلم الناس من أنت ؟ لا بد أن يكشف الله الناس على حقيقتهم .
    " ونبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون " (الأنبياء )
    " ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين " ( البقرة 155 )
    قد يصاب الإنسان بمصيبة طفيفة فيسب الدين . و يصاب آخر بمصيبة ساحقة فيقول : الحمد لله رب العالمين . هذا امتـُحن .. و هذا امتـُحن ...

    2 - التربية و التأديب :
    مثال : إنسان متكبر يبتليه الله بمصيبة تضعه في موقف حرج فيضطر أن يسأل و أن يترجى و يستعطف .. فهذا التحجيم سببه الكـِبر . فهو مرض استوجب علاجا .
    إذا أصابتك مصيبة - لا سمح الله - يجب أن تفهم لم أصابتك ؟ هل هي للامتحان أم للتأديب ؟
    إذا كنت مستقيما استقامة تامة و أنت على يقين بأنه لا انحراف و لا زلل .. فلـِم المصيبة ؟ فهي من أجل أن تمتحن .
    أما إذا رافق المصيبة خلل أو انحراف أو تقصير أو معصية فهي من أجل التأديب .

    3 - الجزاء المعجل :
    و هذا لحكمة الله العظيمة . فلو أن كل الجزاء في الآخرة و كل الثواب في الآخرة فلا شيء يدفعنا في حياتنا إلى الطاعة و لا شيء يخيفنا فيها من المعصية .
    تعجيل الجزاء في الدنيا هو لمكافأة المحسن ليزداد إحسانا و معاقبة المسيء حتى يرتدع .
    و لكن الذي لا ينال عقابا دنيويا لن ينجو في الآخرة فالله سبحانه و تعالى لحكمة يريدها يختار بعض المذنبين في الدنيا ليعجل لهم العقاب .

    و الله أعلم .

  8. #39
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    السلام عليكم،،

    هذه إضافة بسيطه حول:

    الحكمة من خلق الشر

    خلق الشر ليس مراداً لذاته، فهو مبغض مكروه، وإنما هو مراد لغيره مراد لمحبوب آخر، وقد يخفى هذا المحبوب على كثير من الناس، (وَمَا يعقِلُهَا إِلا َّ العَالِمُونَ)"العنكبوت: 43"


    ولو قدر أن جهلنا الحكمة بالكلية فلا يعني ذلك عدم ثبوتها، وهنا ثلاثة أمور فى الحكمة من خلق الشر:

    1- إظهار نوع من العبادة يرى فيه حِكَمُ الأسماء والصفات الإلهية وآثارها فى الخلق ودعوة الله تعالى بها، وهذا لا يتأتى بدون خلق الشر، فأنت حين تقول: "ياغفار اغفر لي"، ترجو بذلك عفو الله تعالى، فلازم ذلك أن ترتكب إثماً حقيقة أو حكماً، فوجود الإثم كان ضرورياً لسؤال الله تعالى باسمه الغفار، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة فى كتاب التوبة(2749): (والذى نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم) الحديث. وكذلك حين تقول: "اشف وأنت الشافي"، فلازم ذلك ومتعلقه أن تمرض لكي تسأل الله تعالى باسمه الشافي، فلكي يظهر أثر هذا الاسم وحكمــة دعاء الله به، لا بد من وجود المرض، وهكذا. ثم يتضح للمعافى كيف هى عظم المصيبة ويعلم أنها من عند الله فيرضى ويصبر ويسلم.

    2- وأيضاً فمن الحكمة فى خلق المتضادات أنها يعرف بعضها من بعض ويُميز بعضها من بعض كما يقولون: وبضدها تتميز الأشياء، أو كما قال الشاعر:

    عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه:::::: ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه

    والمراد أن حقيقة الحق لا تعرف جلية إلا بمباشرة الباطل أو رؤيته أو السماع به، وحقيقة التوحيد لا تظهر جلية واضحة إلا بمعرفة الشرك، وهكذا، ولذا حكي أن رجلاً دعا لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قائلاً له: تعلم لا علمك الله مكروهاً. فقال له: ويحك، لقد دعوت عليَّ ولم تدع لي. قال: كيف؟ قال: إن لم أعرف الباطل لا أعرف الحق، وإن لم أعرف البدعة لا أعرف السنة. وهكذا، أو كما قال رحمه الله. ومن هنا كان فى خلق الشر حكمة أخرى يظهر من خلالها كيف كان وجود الشر ضرورياً لتحديد حقيقة الحق بحيث إنه إذا نشأ فى الإسلام من لا يعرف الجاهلية فقد أسهم فى هدم الإسلام أو نقض عراه كما أشار الأثر عن عمر رضي الله عنه.

    3- وهنا فائدة ثالثة فى حكمة خلق الشر، يظهر من خلالها أن وجود الشر أمر ضروري لاستكشاف أو استخراج العلم المكنون أوالحقيقة المكنونة فى النفس من العالم الغيبي إلى العالم المشهود، وتلك هى حكمة الابتلاء والامتحان الذى خلق الله تعالى من أجله الخلق، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) "هود: 7"، وقال تعالى: (ولِيَبْتَلِيَ الله ما فِى صُدُورِكُمْ)"_ ليقع منكم ما علمه غيباً.

    والله تعالى جعل منا فقيراً وغنياً، وضعيفاً وقوياً، ومريضاً وصحيحاً، ومؤمناً وكافراً، وامتحن بعضنا ببعض؛ ليصفي من يشاء، وقد امتحن الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأمم كافرة ظالمة ترى أن لها الحق فى الحياة تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد.(مجلة التوحيد)

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  9. #40
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    2,203
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    إضافة إلى إضافة الأخت أميرة الجلباب
    1) بعض الشر دفع لبعض الشر ففى القصاص حياة وفى الكوارث كإبادة الأمم تحجيم للشر فى باقى الأمم
    2) فى بعض الشر دفع للخير لتثبيت الخير بالدفاع عن نفسه وأنماء نفسه
    ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )صدق الله العظيم
    والله أعلم
    الدنيا ساعة اختبار *** فإما جنة وإما نار تحقق من حديث
    http://www.dorar.net/hadith.php

  10. #41
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    egypt
    المشاركات
    2,149
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    سلالالالام

    الاخ احمد المنصور - اهلا بك ياعزيز -- اسعدنى جدا ماكتبت ويدل على

    وعى وفهم للطرف الاخر -- لانى دائما اعتاد من المسلمين ردود تقليدية ولكن ردك كان مشوق

    التصور رقم 2

    للاسف هذا التصور ايضاً به مواطن ضعف!.
    حسنا لنرى سويا

    أولاُ انت استبدلت العلم اليقيني (للاله) بالعلم الظني (للام). وهما شيئان مختلفان
    علم الام ليس ظنى يااخى احمد - بل هى تعرف جيدا ان ابنها سيذهب ليؤذى نفسة

    بالمال الذى اخذة .

    ثانياً: حتى لو فرضنا العلم اليقيني للام وفرضنا ان طفلها سيذهب ويشتري بهذا المال مخدرات وسمحت له بذلك, اصبحت بهذا ام جاهلة وقاسية وغير مسئولة. وبهذا لم نستبعد صفة الظلم.
    لا من قال هذا

    هى سمحت لة بذلك حتى تكون عادلة بينة وبين الطفل الاخر -- لانها لو لم تعطى الابن الاخر المال

    ستكون ظالمة .

    فما رأيك حتى الان ؟

  11. #42
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    egypt
    المشاركات
    2,149
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اخى الفاضل د. هشام عزمي

    اشكرك على ردك الذى استفدت منة كثيرا ومعلوماتك واتمنى لك الخير كلة

    ولكن لى تحفظ على اسلوب تفكيرك انت ومن يقول ان حكمة الله المفروض ان لانعلمها -- فأنت قلت

    بالنسبة لسؤالك عن سبب خلق الكافر و معلوم أنه سيدخل النار ، فهو مما يتعلق بحكمة الله تعالى و نحن لا سبيل لنا لإدراك حكمة الله في هذه المسائل و أمثالها مثل : لماذا خلق الله الشر ؟ و لماذا خلق إبليس ؟ لماذا يبتلي الله العبد المؤمن بالفقر و الأمراض و يمنح الكافر الجاحد المال و الثروات ؟

    هذه أمور تتعلق بحكمة الله البالغة و علمه الواسع و نحن لا نستيطع ان نبلغ حكمته و لا علمه سبحانه
    اخى مادام السؤال قد طرح فى العقل -- فسيظل العقل يفكر حتى يجد اجابة وافية ومقنعة .

    الخالق اعلم منا وهذا شىء طبيعى لانة الذى خلقنا ولكن العقل المزعج سيظل يسأل ويسأل حتى يجد

    اجابة لسؤالة .

    فلا نستطيع ان نمنع انفسنا من التفكير . او نقول هذة حكمة الخالق المسلم بها -- ولن نسأل فيها !!

    والفرق بيننا وبين باقى المخلوقات هو التفكير .

    وبرايى لايوجد سؤال ليس لة اجابة -- مادام السؤال مر على العقل سيجد اجابة .

    اليس عندكم اية تقول

    " ويتفكرون فى خلق السموات والارض "

    وشكرا لك

  12. #43

    افتراضي

    شكرا على أتماكا على تعقيبك .. أنا أقصد أن الإنسان قد لا يدرك حكمة الله فيكتفي بالإذعان و الطاعة لكنه لا يتشكك أو يجعل فهم الحكمة الإلهية في مقابل الإيمان ؛ لأنه ليس مكلفًا بإدراك الحكمة .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  13. #44
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    2,203
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين

    عزيزى أتماكا
    يعمل المرء عقله ليعرف الحق
    ومتى استأنس به وعلم أن الله حق وأن هذا الدين حق وأنه آت من رب العالمين فهو يسلم بالقضايا الواردة من هذا المصدر لثقته فى صحة المصدر
    ويصعب على المرء الإلمام بالحكمة كل الحكمة
    ولكن عليه أن يستمر سعيه للفهم الصحيح بالمزيد من التدبر وهو واثق من صحة المصدر
    وهذا لا يتأتى إلا للمؤمنين بصحة المصدر بسبب صدق المصدر فى قضايا أخرى عديدة طمأنته إلى صحة مصدره
    فلا شك هناك فرق بين من لم يتعرف على الدين الصحيح ولم يعلم منه ما يدله على صحته ولا يزال متشككا وبين من علم من الدين ما يدله على أنه اختار الحق وذلك فى بحثه للقضايا المجهول بعض معطياتها
    وهو نفسه الفرق بين الكافر لعدم اكتمال علمه ولكنه يسعى إلى معرفة الحق وبين المؤمن الذى اطمأن بالحق
    وكلاهما مختلف عن الكافر الذى ضل الطريق إلى الله وآمن بغير الحق
    التعديل الأخير تم 01-13-2005 الساعة 10:41 PM
    الدنيا ساعة اختبار *** فإما جنة وإما نار تحقق من حديث
    http://www.dorar.net/hadith.php

  14. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ATmaCA
    سلالالالام
    الاخ احمد المنصور - اهلا بك ياعزيز -- اسعدنى جدا ماكتبت ويدل على
    وعى وفهم للطرف الاخر -- لانى دائما اعتاد من المسلمين ردود تقليدية ولكن ردك كان مشوق
    وعليك السلام,
    عزيزي آتماكا شكرا لكلماتك اللطيفة وإعلم انني سعيد بالحوار معك جدا – وبدون مجاملة. بالنسبة للردود التي أسميتها أنت تقليدية, أقول: هي ليست تخص المسلمين او غيرهم, الناس بطبيعتهم هكذا. والقضية قضية ميول وأسلوب تفكير.

    المهم في الموضوع انه لدينا ميولات مشتركة. وإن وافقتني سنُهري هذا الموضوع بحثا من الناحية التصورية (وأقصد بكلمة تصورية هي الفكرة المحتملة الوقوع غير المشروطة).

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ATmaCA
    علم الام ليس ظنى يااخى احمد - بل هى تعرف جيدا ان ابنها سيذهب ليؤذى نفسة بالمال الذى اخذة
    الأم في مثالك لا تعلم ماذا سيحدث ولكنها تتوقعه والفرق كبير جدا. نحن نتحدث عن علمٍ لا شك فيه. وعلى سبيل المثال هي لا تعلم ماذا سيشتري ابنها بالضبظ هل سيشتري حلوى أو زجاجة بيبسي مثلجة أو سجائر ام أنه يتعاطي المخدرات ويخفي هذا الامر امامها...... الخ. والحقيقة انك قلت تعلم بأن أبنها سيفعل تم قررت انت عنه والزمته بالفعل فأين ارادته هو! وما هي الخيارات المتاحة له. لو قلت لديه خيارات وعنده ارادة لنفيت عن امه العلم اليقيني.

    من ناحية اخرى, لنفرض ان العمل الذي سيقوم به الابن سيؤدي به الى الموت, فهل ستوافق الام حتى تصبح امام ابنها عادلة!. لا توجد ام عاقلة تسمح بذلك. ولو فعلت لاصبحت مسئولة امام القانون (أي مجرمة) وبالتأكيد هذا يدل انها ليست رحيمة بأبنها.

    انتظر رأيك بالخصوص.

    تقبل مني اجمل التحية.

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القضاء.. والقدر
    بواسطة عائدة إلى الله في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-14-2011, 11:05 AM
  2. ما هو القضاء والقدر ..؟!
    بواسطة حائر في زمن الشكوكـ! في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-12-2009, 04:05 AM
  3. القضاء والقدر
    بواسطة noor في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-10-2005, 04:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء