أيها الملحد التطوري,
تصور أنك تشتري آخر طراز من سيارة ميرسيدس, ثم تفاجأ بعد يومين أنها تعطلت, تعود للصانع, فيفحص كل جزء فيها, ويقول: "انس السيارة, سنعطيك غيرها!" فتسأله, لكن هل من سبب لهذا الخلل؟" فيجيبك: "هذا لغز محير, يفترض أن تعمل, كل القطع الميكانيكية والوصلات الكهربائية والإلكترونية سليمة, ويمكن أن نركبها بنجاح في أي سيارة أخرى ما زالت صالحة, لكنها لم تعد تفيدنا في هذه السيارة بالضبط, إننا نسمي هذه الظاهرة "موت", ولم ينجح أحد من قبل أن يعيد سيارة ميتة للعمل من جديد."
تصور أن مثل هذا يحدث بالفعل, فهل ستثق في مثل هذه المصنوعات التي تتوقف عن العمل فجأة بدون سبب ظاهر؟
لنعد الآن إلى أنصار نظرية التطور أتباع أبي الطفرات دارون, هب أن التطور حصل كما تتوهمون, وأن هذه الصورة الإنسانية المتميزة ثمرة ملايين السنين من الإنتخاب الطبيعي, وهب أن التطور يكفي لتفسير كل هذا التعقيد الذي نراه في أنفسنا, من الموضع الدقيق الذي وضع فيه إبهام كل فرد منا, إلى الشبكة الهائلة من الشعيرات الدموية الدقيقة في أجسامنا.

لكن لماذا لم يستطع التطور أن يزيح أكبر خلل نراه في هذه "الآلة الداروينية العجيبة"؟
لماذا يموت الشاب القوي الصحيح الرياضي, ويسقط فجأة كأنه جذع شجرة في وسط الملعب لتتحول صيحات المعجبين إلى وجوم ودموع؟
كيف استطاع التطور أن يصل إلى مسائل دقيقة مثل هضم الطعام, وضبط التنفس وتنقية الجسم من السموم, وتهيئة كريات الدم لطرد الدخلاء, وجعل بعض الخلايا تتحول لعظام, وأخرى لعضلات, وأخرى لأظفار, وأخرى لشعر, ثم لم يستطع أن تحافظ على عمل الجسم, على الأقل في فترة الشباب والقوة؟

هل أقول إن الموت أعظم ثغرة في تطوركم المزعوم, أم أقول كما كررت مرارا: حقا, لقد فضح الموت الإلحاد!