هذا اجتهاد من أخيكم حول الحالة المصرية المتردية التي تسبب فيها أتاتورك القرن الواحد والعشرين السيسي بانقلابه عليه من الله ما يستحق، ومن أقدار الله تعالى أن يشترك السيسي وأتاتورك في الأم اليهودية من جهة، وانقلابه على الإسلاميين وتنكيله بأهل الدين من جهة ثانية .
1- عدم ترك الميادين والتشبت بالسلمية : وإن كان في موروثنا الفقهي وفيما قاله الوحي رخصة في حمل السلاح والجهاد ضد كل من يريد بيضة الدين بسوء، وأن الإخوان المسلمين وهم أكبر جماعة منظمة بعد العسكر في مصر لو حملت السلاح لأبكت قوات التمرد، إلا أنه في ظل الأصوليات الفقهية من جهة وأن السيسي ينتظر أي نشاط مسلح حتى يزيد من خنقه للمسلمين وتقتيله فيهم بمباركة غربية ومساعدة خليجية تحت مبررات الإرهاب وغيره، إلا أنه ليس الطريق الوحيد لنصرة الدين والحاكم الشرعي، فالاعتصامات المفتوحة والمظاهرات المتواصلة السلمية أبانت عن نجاعة في الضغط على القيادات، والمعركة يحسمها الأصبر المتصبر، ومن كان حظه من الدين أقل هو من سيسلم أولا، في ظل سلمية تساندنا فيها كل المنظمات الحقوقية الكبرى والجماعات المتحررة المنصفة الغربية، التي تضغط بدورها على حكومات بلدانها للتدخل ديبلوماسيا وسياسيا لقض مضاجع ديكتاتورية السيسي وخارطة طريقه، فكلما استعمل الجنرال القوة وقتل في أهل الثبات يسقط درجات من مخيال المجتمع الدولي .
2- توحيد الصف وإشراك الجماعات الإسلامية في القرارات : ولا أقصد هنا حزب النور الذي ظهر تواطؤه ولا الحركات التي تأتمر بأمر السعودية كالجامية بقيادة الشيخ رسلان أو غيرها، ممن طمس الله على قلوبهم وأعماهم عن النظر الشرعي وما يقوله ربنا ورسوله صلى الله عليه وسلم وسائر جبال العلم من السلف، بل القصد استمالة الحركات التي لم تشارك في الاعتصامات والجماعات الإسلامية التي فضلت الصمت خوفا من السيسي وبطشه، وتذكيرهم بميثاق ربنا وإشراك قياداتهم في التخطيط لمآلات الثورة الإسلامية المباركة.
3- توثيق جرائم الانقلابيين ورفعها عبر الإنترنت : كأن تتفرغ جماعة من الناس على تصوير كل الفظائع وتبني جسور وصل بين الحركات الغربية المتحررة ووسائل الإعلام المؤثرة .
4- تأسيس حزب سياسي بديل : يكون حزبا إسلاميا مخفي المرجعية حتى يسهل الترخيص له يظهر إن لم تنفرج الأمور وصمم النظام على انتخابات مبكرة، والعبرة في النهاية ليست في فصيل أو شخص بل الحرص على استرجاع الإسلاميين للحكم وعدم الوقوع في السقطات التي جعلت أهل الغدر يتقوون من خلالها .
5- تقسيم القيادات : وذلك عبر اختيار قيادات جديدة للثورة في ظل حبس واعتقال القدامى، فوج يكون في الميادين وفوج يخرج من أرض مصر جملة وتفصيلا، على ان يكون التنسيق بين الداخل والخارج، والناس إن افتقدت قياداتها سهل على النظام بعثرتها واللعب على مشاعرها.
6- استمالة قيادات الجيش والشرطة : فلا يعقل أن الناس على قلب رجل واحد، خاصة وأن التنظيمات تجمع بين الكافر والمؤمن، المتدين والضعيف الإيمان، الذي يتعاطف مع الشعب ويشجب الظلم والظالم الفاسق الذي لا يتقي في إخوانه إلا ولا ذمة، ولم لا الاجتماع السري مع جنرلات ورتب مختلفة في الجيش والشرط، فيتم توضيح الرؤى لهم وإغراؤهم وتشجيعهم على نصرة الحق وأهله، بصفة مباشرة أو عبر مراسلات ومهاتفات عسى أن يقذف الله في قلب أحدهم الانقلاب على السيسي وإرجاع الرئيس المنتخب وفرض القانون على الخونة والعملاء مقابل أن يحفظ له مكان القيادة العليا للجيش، وما السيسي إلا فرد مقابل جماعة على الحقيقة، ومن ذا الذي سيأتمر بأمره إن عصاه الكافة أو على الأقل من هو أقل منه رتبة ؟ وهنا أستحضر قول سيد قطب رحمه الله : [فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير ، وذلتها ، وطاعتها ، وانقيادها ، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ، ولا سلطاناً ، وإنما هي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد لها أعناقها فيجر ، وتحني لها رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، وخائفة من جهة أخرى ، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها ، وكرامتها ، وعزتها ، وحريتها.]
والله ولي التوفيق .
Bookmarks