صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 75 من 83

الموضوع: شهادة التوحيد...و الفقه السياسي و العسكري (رد على مقالات لجمال سلطان)

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مجتمع المدينة كان عبارة عن مجتمع تعددي غير المسلمين فيه لم يكن لهم أي حق في إدارة دولة المدينة بدليل أنهم لم يستشاروا في خوض الحروب الخارجية على عكس المسلمين الذين كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلب رأيهم مرة بعد أخرى و كان غير المسلمين ملزمين بوثيقة المدينة التي لم يكن لهم أن يغيروا فيها أو يبدلوا أو يعترضوا و المنافقين في المدينة فئة محسوبة على المسلمين لكنهم لا يملكون حق تقرير سياسة الدولة و كانوا يرتكبون فتن و مشاكل للدولة لكن الدولة لم تعتبر اعتراضهم حق مشروع بل اعتبرتهم منافقين خونة لم تثبت في حقهم الجريمة بأدلة مادية لهذا كانوا يحلفون بالكذب لينقذوا أنفسهم من العقاب و لم يكونوا يرفضون الشرع أو يرتكبون المحرمات جهاراو لهذا لا يمكن تشبيههم بعلماني هذا الزمان لأن الأخرين يرفضون الشرع جهارا نهارا بل و يصفونه بأبشع الأوصاف و يتعاهدون على الإستماتة في عدم تطبيق الشرع و هم بهذا الشكل فاقوا يهود المدينة كفرا فاليهود لم يتعرضوا على تطبيق الشريعة على المسلمين و نفس الشيء عن المنافقين ..
    و دستور المدينة لم يكتب بالإجماع كما يقول الأستاذ عياض بل كتب بالأغلبية الإسلامية و لهذا من رفضه هرب من المدينة كأبي عامر الراهب و من معه و كانوا من النصارى و المنافق ابن أبي وافق عليه غصبا و قهرا و اليهود لا يتصور أحدا أنهم وافقوا عليه عن رضا و اختيار بل أجبروا عليه إجبارا ..
    ثم هذه الدولة في المدينة لم ينفع فيها التدافع السلمي و قول الأستاذ عياض أن طرد بني قينقاع ثم بني النضير ثم قتال بني قريظة تم بالإجماع كلام غير صحيح و لا يستقيم في العقل موافقة باقي اليهود على مصير إخوانهم في كل مرة بل حزب المنافقين نفسه لم يرضى عن طرد بني قينقاع فاستمات ابن سلول في الدفاع عن بني قينقاع حتى أخرجهم بأفضل الشروط ..
    ثم حصول التدافع العسكري مرات عديدة في المدينة خلال بضع سنوات ينقض كلام الأستاذ تماما فهو لا يوافق على امكانية طرد النصارى الأقباط مثلا حتى و لو ارتكبوا ما ارتكبه بنو قينقاع و بنو النضير و بنو قريظة و هم قد فعلوا أسوأ من ذلك و ما قضية الأخوات المختطفات و التدخل في سياسة الدولة و رفضهم للشريعة جهارا نهارا و استعلاؤهم على المسلمين و تجميعهم للسلاح في الكنائس و غير ذلك كثير فالأستاذ يعتبر مواطنتهم حصانة دائمة لهم ..
    فالمهم أن التدافع العسكري حصل بغير وفاق ولا إجماع ولا مرعاة للمواطنة و ما حصل في مصر يجعل التدافع العسكري مطلوبا أو على الأقل جائزا و عندما أقول التدافع العسكري فلا أقصد به القتال الذي يشنه بضعة أفراد أو جماعات صغيرة كما يكرر الأستاذ بل أقصد العمل العسكري الكبير الذي يقوم به غالبية الإسلاميين ففي مصر مثلا تحالف دعم الشرعية لو كان فيه قادة حقيقيون لكان قادرا ببساطة على المغالبة العسكرية لكنه لم يفعل و ما يحدث في مصر الآن من أفراد قليليون لا يسمى تدافع عسكري و إنما هو أعمال للنكاية و ليست للإنتصار لا ينبني عليها تحقيق نصر و هي أشبه بأعمال الصحابي أبي بصير لم يكن يهدف للإنتصار لكن للإضرار بالعدو و ليس هذا مقصودي من التدافع العسكري فمثلا حماس في غزة لجأت إلى التدافع العسكري بعدما أصبح معلوم يقينا أن الحلول السلمية لن تعني شيئا فلا يمكن لعاقل أن ينتقد الحركة التي قامت بها حماس و نجاح ما قامت به ناتج عن أنها جماعة كبيرة تضم جزءا معتبرا من الشعب الغزاوي و لا يعيبها اللجوء إلى العنف إذا لم تعد الحلول السلمية تغني شيئا ..
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أما مسألة التوافق التي تسعى حركة النهضة إليها فليس أسهل منه إذا نحينا الشرع فإذا تحللنا فنستطيع حتى إحداث أعظم التوافق بين اليهود و الفلسطنيين و لا يشك أحد في التوافق الحاصل بين اليهود و عرب 48 و أخونا أدناكم علما أحد هؤلاء و لا أشك أنه يتمتع بالحرية أفضل منا نحن العرب في أوطاننا ؟؟؟
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    الأخ عياض بارك الله فيك، الأخ المتروي لم يستزلك لشيء، إنما هو أدرك خطورة بعض ما ذهبت إليك فجعلك يستوضحك حول مرادك، عوض أن يبقى الكلام هلاميا نظريا، فنحن أيضا نحسن أن نقول بأن الحق لا تمتلكه طائفة ونلمز بها أهل السنة والجماعة، ونستطيع أن نضرب في حجية الإجماع بكلام عام عائم، ونستطيع أن ننكر ما جاء به الشرع الحنيف عبر ضرب جينالوجيا المبادئ .

    وخطورة كلامك قد يغفل عنه عامة الأعضاء لكن لن يمر مرور الكرام مع متخصصي المنتدى، لأننا نقتسم كافة الاطلاع على العلوم الإنسانية كما العلوم الشرعية وفي ذلك نحن وأنت على درجة واحدة، وكلامك هذا ليس فيه جديد بل هو إعادة استنساخ لمبادئ فلسفية وقمتَ بإلباسها لباسا شرعيا كما هي عادة أغلب المتأثرين بالفلسفة من إخواننا الإسلاميين.

    تحمر انوف قوم و يواجهوك : نحن على يقين بالحق الذي تمتلكه جماعتنا...
    وإن كنت تقصد قولي الآتي يا أخ عياض :

    فنحن أهل السنة نمتلك الحق الرباني ولا نشك فيه قيد أنملة فالمسألة ليست محتاجة إلى إجماعات وإنما هي صريحة نصوصا قرآنية وسنية زاخرة، والنص أعظم في مصادر التشريع من الإجماع - على فرض عدم وقوعه - { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } .. { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ } ..{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم [ قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ] ... [ فَجَاءَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فقال يا رسولَ اللهِ أَلَسْنَا على الحَقِّ وهُمْ على الباطِلِ؟ قال بَلَى ] ..
    فمعتقد أهل السنة خط أحمر شاء من شاء وأبى من أبى، ولا تحمر أنوفنا فقط بل أوداجنا تنتفخ في سبيلها، لأن الإسلام النقي الرباني هو ما تمثله هذه الطائفة بفضل الله تعالى في أصولياتها الكبيرة المشتهرة، نقولها بيقين الدارسين ورسوخ الباحثين، فكما أننا مجنا في بحور الأديان والمذاهب الفلسفية حتى تيقنا بأن الحق في الإسلام وليس في سواه أبحرنا في لجج الفرق الإسلامية وعرفنا بحق، فلا يسلم عقلا أن يكون الدين محفوظا في أصوله وكلياته ولا تكون هناك طائفة ممثلة له محفوظة أيضا ربانيا، وهو مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في عصمة الجماعة من الزلل، وإن كنتَ لا تتفطن لخطورة كلامك أعلاه فصلت لك مآلاته غدا وعرضته لك على ميزان الشرع حتى تعلم خطورته، وقد قلتُ لك في مداخلتي السابقة :

    فأخرج لنا حججك الشرعية في مواقفك مستدلا بالوحي واتركني من بنيات الطريق ونتائج التأثيرات المتنوعة حفظك الله ورعاك .
    وأنت تعلم قبلي أن مقالك أعلاه مصادم لعدد من أصوليات أهل السنة وقد ذكرتُ لك ذلك في مداخلتي رقم 28 التي لم تعلق عليها بالمطلق .. ولهذا نحى مقالك منحى الغموض عوض التصريح والقصد .

    " فالإجماع الدستوري " الذي ليس لك فيه سلف أدنى ما يقال عنه أنه مصطلح مستحدث لا وجود له في العقل الشرعي والأصولي، والإجماع أصوليا هو اتفاق مجتهدي عصر من العصور من أمة النبي صلى الله عليه وسلم على أي كان من أمور الدين، ويشترط لهذا الإجماع أن يكون فيه شق الاجتهاد وشق العدالة وشق الإسلام، ثم يأتي إجماع الأمة السليمة الاعتقاد ويشترط فيه الإسلام وعدم مخالطة ببدعة اعتقادية .

    ولا وجود لشيء أصوليا اسمه " الإجماع الدستوري " لأن هذا الأخير يفترض اجماع مجتمع برابط ترابي أيا كانت معتقداته، والمتناقض لا يمكن أن يجتمع على دستور إلا إن تنازل الناس عن أجزاء كبيرة من معتقداتهم كالمسلم يتنازل عن الحكم بالشريعة واليهودي كذلك والنصراني كذلك وأي تنازل من أهل الأديان هو يصب في آخره إلى الليبرالية العلمانية، هاته الطائفة لن تتنازل عن شيء لأن تعريف العلمانية هو اللادينية، فمتى تنازل أهل الأديان وقعوا في اللادينية الدستورية التي يمجدها أهل العلمنة، فيكون في حقيقته ليس إجماعا بل تنازلات لصالح طائفة معينة .

    ولا يوجد دستور في عالم اليوم حصل على إجماع بل على أغلبية ففي كل الدول المتقدمة كان الدستور أثناء الاقتراع له معارضون بالمئات إن لم يكن بالآلاف والملايين فتنخرم بذلك دعوى الإجماع الدستوري هذه جملة وتفصيلا .

    ونحن نرى أن مطالبك تنحصر في مواضعة أهل التيارات والتنازل عن فروض الشارع لسواد عيونهم وهو ما عارضه القرآن بصفة صريحة من أمثال قوله تعالى : { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ } .. { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } فالموقنون لا يرضون بحكم وضعي جاهلي، وما الإسلام إلا استسلام لأوامر الله تعالى فإن نزعنا هذا الشرط الأساسي اختل إيمان المسلم وتعطلت مصالح الشارع المبتغاة، { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }، { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } .. { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

    ولهذا انعقد الإجماع المسترشد بالنصوص الصريحة والصحيحة على عدم إقرار ولاية الكافر، {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}، {يأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم} ، { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء} .. ولأدلة نبوية أخرى صريحة ومن هنا كان تشدد أهل العلم في عدم إقرار ولاية الكافر، وفي ذلك يقول القاضي عياض : يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى : " لا خلاف أنه يجب على المسلمين عزل الإمام إذا فسق بكفر، وكذلك إذا ترك إقامة الصلاة، والدعاء إليها، أو غير شيئا من الشرع" ويقول في موضع آخر : [ فإذا طرأ مثل هذا على وال من كفر وتغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية ، وسقطت طاعته ، ووجب على المسلمين القيام عليه ، وخلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، وإن لم يتفق ذلك إلا مع طائفة وفتنة وحرب فيجب القيام بذلك على الكافر ] - إكمال المعلم-.

    وصلت إلى حد أن الفقهاء نصوا على انه إن يستطع أهل البلد دفع الولي الكافر فإن الهجرة واجبة من تلك الأرض، ولم يتبعوا بنيات الطريق في ذلك وهو قول الإمام ابن حجر رحمه الله : " يعزل بالكفر إجماعا ، فيجب على كل مسلم القيام في ذلك ، فمن قوي على ذلك فله الثواب ، ومن داهن فعليه الإثم ، ومن عجز وجبت عليه الهجرة من تلك الأرض ." - رسالة الإمامة-.

    أما من يستشهد بقول الإمام ابن تيمية بجواز ترك الواجب فذاك له مناطات أخرى، وهو من التدليس على رأي الشيخ، فهو لم يكن يقر ولاية الكافر جملة وتفصيلا ودعا إلى مجاهدة التتار نفورا تاما وعاما ومتابعة من يقول به ومبايعته وإن كان ظالما، بل كان يرى رحمه الله بسقوط بيعة الخليفة الذي يشيع الخمور فما بالك بمن هو دونه ومجموع الفتاوى مليئة بذلك وأضرابها، والناس ليست متخصصة بأصول الفقه وتنقل النقولات عمياء لا تفقه فيها شيئا، فالواجب أقل درجة من الفرض، وبينهما فرق :

    الواجب : هو اسم لما ثبت حكمه بدليل ظني كخبر الواحد أو الإجماع السكوتي أو القياس وجميع الألفاظ الظنية

    في حين أن الفرض : هو اسم لما ثبت حكمه بالدليل المقطوع به، كالآية والحديث المتواتر اللذين قد قطع بدلالتهما على الحكم، والإجماع الصريح المنقول .

    والناس تحسب أن الحكم بالشريعة وتولية الإمام المسلم هو من قبيل الواجب، وهو خطأ بل هي من قبيل الفرض الذي لا يجوز التنازل عنه، وفيه أدلة صريحة قرآنية وسنية متواترة ، ولهذا كان كلام شيخ الإسلام متوجها إلى الواجب دون الفرض، والحكم بما أنزل الله وتولية الإمام الشرعي هي أمور فرضية وليست واجبة .

    ولي عودة ثالثة بإذن الله تعالى.

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اليهود على عهد رسول الله كانوا ككونفدرالية يسيرون امورهم بانفسهم و لهم ميزانيتهم و يشتركون مع المسلمين في الدفاع عن المدينة كبلد واحد ضد من يدهمها مالا و نفسا ان ارادوا هذا...و على هذا الأساس كان لهم الحق في تقرير سياسة الدولة فيما هو مشترك بينهما مما نصت عليه هذه المعاهدة و قبله منهم رسول الله عليه وسلم ...و بسبب اخلالهم ببنود هذه المعاهدة التي حددت ملامح العلاقة الدستورية بين المجتمع المدني و خاصة قوله "إن بينهم النصرَ على من دَهِمَ يثرب" , فقد قام كان للنبي صلى الله عليه و سلم الحق في محاربتهم كممثل السلطة على حسب القوانين المرتضاة , و هذا ما كان...و لاادري كيف لا يتصور الا الاجبار على اليهود , فما حاجة حاكم الى التعاقد مادام الاجبار ممكنا و هل التعاقد الا مفاوضة على الرضى؟؟ نعم قد يكونوا قبلوا شروط المسلمين في هذه الوثيقة كرها منهم لما علموه من ان لا شعبية عندهم كما قبلها المنافقون كرها ايضا لما رأوا كيف ان شعبية هذا الدين اكتسحت المدينة و فرحة اهلها بمقدم هذا الحاكم الجديد و توليه للحكم حتى ان الاماء و العبيد عبرت عن رضاها و فرحها ...و لكن ما حفظ ان احدهم اجبر على قبولها بقوة السلاح حتى اباعامر الراهب اب حنظلة غسيل الملائكة فلم يهرب و لم يذهب بل لم يزل في المدينة بعد توقيع المعاهدة غير مبايع للنبي صلى الله عليه و سلم لا هو و لا المنافقين و الوثنيين الذي بعضهم بايع بعد النصر في بدر طمعا في اللحاق بجاه قد توجه اما هو فقد بقي معلنا بغضه بل و ما زال يامر قومه و يحضهم على ترك النبي صلى الله عليه و سلم و يتامر مع قريش و الروم و اليهود باتصالات خارجية و داخلية حتى فاض به كيل حقده لما رآه من عدم جدوى تامره في ابطال قوة الجماعة و فضها و ايقاف التدافع السلمي فيها فخرج الى قريش يحضهم على غزوة احد بل هو نفسه من حفر الحفرة للنبي صلى الله عليه و سلم لأحد و بني له من منافقي قومه و بعض من ضعاف القلوب من الصحابة مسجد الضرار لمحاربة الله و رسوله و لم يرفع قط النبي صلى الله عليه و سلم السلاح قط على احد من هؤلاء جميعا حتى خرجوا على القانون و نقضوا وثيقة العهد الدستورية تلك فكانت لديه الشرعية القانونية الجماعية التي لن تتسبب في انقسام المجتمع المدني و احترابه احترابا لا يدري فيه القاتل فيم قتل و لا المقتول فيم قتل لأن القانون و سلطة القانون وحده هي التي تمنع من مثل هذه الفوضى...و لم يتخل حتى ذلك الحين عن التدافع السلمي حيث كانت النصارى و اليهود و المنافقين يتناظرون مع المسلمين و يقدحون في دينهم و يعارضون ما ياتي به النبي صلى الله عليه و سلم امنين على انفسهم و ازواجهم و اولادهم و اموالهم ما داموا لم يخرقوا القانون و لم يرفعوا السلاح لابطال التدافع السلمي داخل الجماعة بل و ما زال يتألف الجميع و يصلى الى قبلة اليهود وهواه و هوى المسلمين في غيرها و لم يأمر بتحويلها و يسمح للمنافقين مع ذلك بحضور مجالس الشورى و قصة احد و غضب عبد الله بن ابي سلول ان ترك النبي صلى الله عليه و سلم رأيه و رأي شيوخ الأنصار لرأي شبابهم مشهورة معلومة...و ما زال النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه يدفعون بالحسنى و باللتي هي احسن معهم سلميا رغم كثير من اساءاتهم و جهرهم بعداوة الاسلام و اهله و اذاية المنافقين و المشركين و اليهود للمسلمين اشد الأذى كماورد في رواية كعب بن مالك في قدوم النبي صلى الله عليه و سلم على المدينة و اهلها اخلاط و ان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول مالك اراد استصلاحهم و شواهده كثيرة كحديث اسامة بن زيد في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يهدئ بين المسلمين و المشركين و اليهود اذا قامت بينهم قائمة و يخفضهم بسبب ما كان المنافقون و اليهود يلمزون به النبي صلى الله عليه و سلم و النبي يخفضهم و يامر بالعفو و الصفح دلالة على حرصه صلى الله عليه و سلم على السلم الاجتماعي ما امكن و يامر الجميع بالعفو و الصفح و امر هو و المسلمون بالصبر و صبروا وصابروا في سلمية دون ان يتخلى المسلمون عن واجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بيان المنكر في انظمة هؤلاء و كتبهم و تحريفاتهم ودجلهم مما هو مقتضى اسم السنة و نشرها حتى قويت الجماعة مع كل انتصار لها و ظهور الحاجات الواقعية التي استلزمت مزيدامن التشريع الذي بدأ يخلق اجماعا بعد اجماع و رأيا عاما بعد رأي عام تهمشت معه قوة هؤلاء المنافقين و اليهود و مبادئهم التي ظهر عدم موافقتها للمصالح الواقعية مع مرور الوقت و احتدام التدافع السلمي حتى اضطر من بقي منهم الى الزلل و حتى اقام الله عليهم الحجة بالقانون و الشرع , فكانت المعاملة لهم شرعية لا مطعن لأحد فيها الى اليوم لا لغيرهم من اليهود و لا لابن سلول و لاغيرهم من المنافقين الذين كان فيهم كثير من المسلمين سماعون لهم و لو وجدوا فعلا ثغرة ينفذون فيها الى عدم شرعية قتال النبي صلى الله عليه و سلم لهم لكانوا رفعوا السلاح هم ايضا ولم يكتفوا بالسكوت و محاولة تقليص خسائر اخوانهم بالتفاوض ما امكن ..فضلا عن ان الصحابة انفسهم عبروا عن كل غزوة من هذه الغزوات بنقض هؤلاء للعقد و التعاقد الاجتماعي الذي كان بينهم و بين السلطة نقضا بينا فاستحقوا ما هو مثبت في كل الشرائع من وجوب رد كل ما يهدد سلمية المجتمع من داخله برفع السلاح او التهديد برفع السلاح ...و هذا لا يسمى اقصاءا اذ الاقصاء ما يكون بدون مبرر قانوني و لهذا يبحث حاكمو مصر الآن عن اي زلة للاسلاميين تخرق القانون المعمول به ليكون اقصاؤهم قانونيا و المشكلة ان البعض يعمى عن هذا و يكاد يدعو لاعطائهم الحجة و الباب الذي يبحثون عنه...
    ...

    اما للأخ ابن عبد البر فالمشاركة طويلة و لا استطيع مواصلة الجدال فرأسي ينفجر فعلا من كثرة التفكير في ما حل بنا ...اكتفي اخي بقول ان ما تسميه انت خط احمر ربما يكون هو ما تربيت عليه انت سيدي الفاضل و اخي الكريم من مفاهيم السنة و الجماعة و التي قد لا تكون موافقة بالضرورة لأهل السنة و الجماعة كلهم فضلا عن اهل الاجتهاد من كافة الطوائف فضلا عن اجماع المسلمين بأجمعهم الا ان كنت تقول بانحصارها في جماعة معينة واقعية فانذاك لا كلام لي ...و مثله في كلامك عن الاجماع و غيره و هو مراتب كل مرتبة لا اجماع عليها تقريبا الا ماذكرته قبلا من مصطلح الجماعة..و بين هذه المراتب فروق كبيرة ليس اقلها ان الاجماع الذي يكفر قائله لا يعني كما قلت نفي حجية بقية الاجماعات التي لا يكفر قائلها و لا يعني ان ما عليه الاجماع الآن لا يمكن ان يؤدي الى تمتين اجماع اغلبي او ما كان قبلا قولا للجمهور فقط بالتدافع و هكذا....و ما سميته فروض الشارع قد تنازل النبي صلى الله عليه و سلم في وقت من الأوقات عن الواجب لما هو اوجب منه و رآه عامة المسلمين انذاك دنية مخصصا صلى الله عليه و سلم الآيات التي اوردتها و الاحتجاج بالعام دون البحث عن الخاص نقص في الفقه ...و ما تقول عن الاجماع على ولاية الكافر مع ان هذا الاجماع داخل في هذه الوجوبات المذكورة وتعليقها بالقدرة و العلم مع انكم لا تكفرون المجتمع و ليبراليوه و اشياعهم يقتربون من نصفه في بعض الحالات و لهذا يبدو لي انك انت سيدي مع تقديري لعلمك و فضلك من لم يفهم كلام شيخ الاسلام و يجتزؤه لما استقر في نفسه من اجماعات محكية عند طائفته و جماعته ان حققت لم يوجد لها سند قطعي ظاهر ملزم.......
    و الحاصل ان الصورة هي ان الخيار خيار رفع السلاح داخل الجماعة بلا قانون و تعاقد سابق ارتضته هذه الجماعة لم يثبت سواء في العهد المكي او المدني..و اعلم اني ناقل هذا الكلام و اطرافه عن كثير من المشايخ قديما وحديثا و اعلم ان هناك غيرهم ممن اجتهاده مخالف لكن لا ارى اجماعا في هذه المسائل و لا ادعاءا له يصح و لهذا سأكتفي بهذا الرد لعلمي كما قلت ا ن لااحد هنا منزه عن التخليط و الخطأ و التعصب و التقليد خاصة في هذه الفتن و اكتفي بقراءة الردود و لعل الواقع و الوقت يبين اي هذه الاجتهادات هي الأصح و الأوفق و الأكثر اعلاءا لكلمة الله على غيرها و هذا نفسه تدافع سلمي...و الله اعلم و احكم
    التعديل الأخير تم 09-06-2013 الساعة 02:56 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    المسألة الثانية : هي مسألة إنزال الليبراليين والعلمانيين منزلة المنافقين .

    والنفاق هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وبعيدا عن تعيين كل حالة بنفسها، إلا أنه من غير المنهجي إنزال الملاحدة منزلة المنافقين لأشياء :

    أولا : أنه شتان بين منافقي المدينة وبين ملاحدة اليوم، فالأوائل كانوا يظهرون إسلامهم واتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم ويصلون مع المسلمين ويزكون ويقومون بشتى الفرائض لكنهم كانوا يخذلون أهل الإسلام حين الابتلاء، {إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }، أي كانوا ظاهرا من أهل الإسلام وباطنا كفارا، وطبعا مثل هؤلاء يصعب إلصاق التهمة بهم لأننا نتولى الظواهر والله تعالى يتولى السرائر، أما أهل العلمنة واللبرلة فأغلبهم خاصة في القيادات ملاحدة مستهزؤون بدين الله وشريعته لا يستحون من ذلك ولا يخفونه، ولا نراهم من طائفة المصلين ولا المزكين إنما أغلبهم من أهل السمر والمعاصي، يدعون جهرا بأن حد الردة باطل وتحريم الزنا باطل وأن الخمور من المشروبات الروحية الجائزة وأن الشريعة أحكام متخلفة فات زمن العمل بها وأن السنة ليست وحيا وغيره من المهلكات، بعكس المنافقين الذين كانوا يستخفون من التصريح بهذه الأشياء، ومن لم يدرك الفرق الدقيق بين الطائفتين تعذر عليه التماس الطريق الشرعي .

    ثانيا : هب أننا سنوافقك جدلا في أنهم كالمنافقين فلماذا تدعو لمعاملتهم على غير نهج الله ورسوله ؟ فإن الله عز وجل توعدهم في بادئ الأمر بفضحهم، وهو مصداق قوله سبحانه { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } وقد صدق الرحمن وعده وأنزل فيهم سورة مستقلة وهي سورة المنافقين، أضف إلى آيات زاخرات منتشرات في السور الأخرى منها قول الله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } .. وأنت ترى الآن بأن الطائفة العلمانية هي أشد على الإسلام من هؤلاء لا تستحي من إبراز حرابتها للدين ولا شك في أن سياسة التعامل مع هؤلاء غير سياسة التعامل مع أولئك .

    ثالثا : أن الله تعالى أرشد المؤمنين إلى أماراتهم وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم وذكر صفاتهم حتى يكونوا معلومين عند أهل الإيمان، وأنزل تعليمات واضحة في التعامل معهم هي كالآتي :

    1- جهادهم والإغلاظ عليهم : وهو قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } ، وكان الجهاد المأمور به في الآية جهادا فكريا وحجاجيا لأنهم كما سبق وأوضحنا معصومي الدماء لظاهر أعمالهم، ولنا في حادثة طرد المنافقين من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا أيوب وأوس بن زيد وأبا الحارث رضي الله تعالى عليهم بطردهم، وكذلك في حادثة طردهم من بيت سويلم اليهودي حين بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يجتمعون لتثبيط الناس عن غزوة تبوك فبعث إليهم الصحابة وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم ليحرق المنزل بما فيه لما نشبت النار فروا من البيت . وهذا من تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للآية الكريمة.

    2- ترك الصلاة عليهم والقيام على قبورهم : وهو تطبيق للأمر الإلهي : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } وفي حوادث عديدة لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على أموات المنافقين وكان يقول " شأنكم بها " وكان الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه لا يصلي على أحد حتى يصلي عليها حذيفة بن اليمان الذي أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين جميعا .

    3- منع المنافقين من الخروج للقتال في صف المسلمين : وهو مصداق قول الله تعالى { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ } ... { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } ومنه نص الفقهاء على حرمة تعيين المنافقين في رتب قيادية في الجيش والدولة الإسلامية لخطرهم .

    4- النهي عن اتخاذهم بطانة : بله أن يقول قائل بجواز ولاية الملحد على الأمة، { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } يقول مجاهد : [ نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصافون المنافقين، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ] - معالم التنزيل للبغوي - وقال قتادة : [ نهى الله عز وجل المؤمنين أن يستدخلوا المنافقين أو يؤاخوهم أو يتولوهم من دون المؤمنين ] - جامع البيان -

    والإسلام قسم الطوائف إلى ثلاثة كبرى : هي طائفة المؤمنين وطائفة الكفار وطائفة المنافقين ، وجعل لمعاملة الطائفة الثالثة حدودا معينة ليس هنا السبيل لبسطها تفصيلا، فما بالك بمن هو أشد كفرا منهم ؟ أفنخضع لهم أعناقنا طائعين ونبيع عقيدتنا ونركن إليهم تحت مبررات الإجماع الدستوري الذي ما أنزل الله به من سلطان فضلا عن أن نؤمر واحدا منهم يهلك الحرث والنسل ويعيث في الدين فسادا ويلبس على العامة دينهم ؟ ونترك الوصية الربانية الخالدة { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } ؟

    والحمد لله الذي يميز بالفتن الطوائف ويظهرهم لأهل الإسلام : { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } .

    ورحم الله الإمام ابن القيم القائل : [ فهذه والله أمارات النفاق . فاحذرها أيها الرجل قبل أن تنزل بك القاضية . إذا عاهدوا لم يفوا، وإن وعدوا أخلفوا، وإن قالوا لم ينصفوا، وإن دعوا إلى الطاعة وقفوا، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدَفوا، وإذا دعتهم أهواؤهم إلى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا، فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران، فلا تثق بعهودهم، ولا تطمئن إلى وعودهم، فإنهم فيها كاذبون، وهم لما سواها مخالفون .. { وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ * فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } ] - مدارج السالكين -

    والله تعالى أعلى وأعلم
    التعديل الأخير تم 09-06-2013 الساعة 02:46 AM

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و ارجو ان لا يغلق الموضوع فاقل ما فيه انتفاع الناس بما فيه من بيان السنن و الفروق من جميع الأطراف على اخطائهم المحتملة جميعا و نفس هذا الاختلاف ما لم يؤد للخلاف و التنازع مفيد لي و لغيري و لكافة الناس و الله تعالى اعلم

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    نحن الآن يا أخي عياض نناقشك مناقشة علمية شرعية، فأنت الآن تتكلم في دين وسياسة شرعية ولسنا بصدد نقاش فلسفي حتى تتوهم حفظك الله أن بإدراجك فقرة مرسلة بدون أدلة شرعية كفيلة بإبلاغ مرادك أو بيان حجية رأيك، وإن كنتُ أنا أيضا لا أرى الطريق العسكري كحل لأزمة مصر لكني لا أنكر أصولا سنية متواترة تحت أي مبرر كان، فحين تقول حفظك الله :

    أكتفي اخي بقول ان ما تسميه انت خط احمر ربما يكون هو ما تربيت عليه انت سيدي الفاضل و اخي الكريم من مفاهيم السنة و الجماعة و التي قد لا تكون موافقة بالضرورة لأهل السنة و الجماعة كلهم الا ان كنت تقول بانحصارها في جماعة معينة واقعية فانذاك لا كلام لي
    فإن هذا عين ما يكرره الملاحدة علينا من أننا مسلمون بالتوارث، في حين أننا بفضل الله لسنا مقلدين بل متبصرين وهو ما أشرتُ إليه أعلاه كإجراء احترازي من جملتك هذه، ولا أدري من هم أهل السنة والجماعة كلهم وما معنى عدم انحصارها في جماعة ؟ فهل مثلا المعتزلة والرافضة عندك أهل سنة وجماعة ؟ فنحن لا نتحدث في فقه يجوز للمالكي أن يكون رأيه ويجوز للحنبلي أن يخالفه، بل نتحدث عن أصول صريحة في القرآن والسنة، ولم أستشهد بإجماع واحد ولا نقلته لك أصوليا إنما أغلب مداخلتي ما قال الله ورسوله، ولو أردت الدخول لغمار الإجماعات دخلناه ولو أردنا تشريح سيرة النبي صلى الله عليه وسلم شرحناها بكل حقبة معينة بل ورتبنا الأدلة حسب النزول، فكثير من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في حقبة معينة نسخت أو عوتب فيها بصريح القرآن، فحتى على فرض وجود ذلك ليس من المنهجية والعلمية أن نغفل مسألة الناسخ والمنسوخ وأن فعلا معينا كان قبل اكتمال الوحي والفصل بينها على أساس الصورة الكلية وليست الجزئية . ودخلنا لغمار العام والخاص بشروطه المرتضاة وأبحرنا في كلام شيخ الإسلام وشيوخ السلف كما تحب، فمثلا لو سألناك سؤالا بسيطا هو أعطنا شيخا واحدا من بين من تقول أنك نقلت عليهم من السلف قال بجواز انعقاد الإمامة لكافرـ لعجزت عن ذلك حتى تعرف أنه ليس لك سلف في ما قررته أعلاه .

    نسأل الله لك تيسير الأمور والحفظ من كل سوء، وأنا أعلم قبل غيري أنك من أهل الإخلاص وأنك ما تكتب إلا ما تراه من اجتهاد، وأنك مجهد فكريا من تتبع الأحداث، لكن من واجبنا النصح ومناقشة إخواننا فيما نراه خارجا عن الجادة . والمدارسة لها ثمار دون شك .

    والله أعلم.
    التعديل الأخير تم 09-06-2013 الساعة 03:13 AM

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لو دققت سيدي ستجدني اني ما انكرت الاجماع الذي حكيته عن ولاية الكافر و ان تاملت بعدها ان هذا الواجب هو ايضا داخل في تعلقه بالقدرة و العلم و هو ياتي على ما ذكرته من النسخ في افعال النبي صلى الله عليه و سلم و هو نفسه الضابط فيما ذكره الأصوليون من جواز العمل بالمنسوخ في حال عدم القدرة او العلم بالناسخ و هكذا..و لو تأملت كل الكلام لفهمت اعتراضي و ما تذكره عن اهل السنة و الجماعة و المعتزلة و الأشاعرة و غيرهما فهذا اختلاف امرنا فيه ايضا بالرد الى كتاب الله و سنة نبيه و الاجماع فما وافق منها فهو السنة و الجماعة و اهله اهل السنة و الجماعة بغض النظر عن التسميات و امثالها...و ما تتكلم فيه عن اصول هو ايضا متعلق بهذه الثلاثة و ليس متعلقا بوصف او جماعة عند التحقيق فما وافقها قطعا هو الأصل الذي لا يجوز مخالفته...و اكثر الغلط هنا جاء من التعيين و الانزال على الواقع بما ليس لكثير من الناس قبل بتعيين نفس هذه الطائفة المنصورة اهل السنة و الجماعة من هي على التعيين و انتهى محققوهم الى ان لا حاصل من التعيين خاصة بعد الاختلاف الحادث بعد القرن الثالث...و لهذا و غيره فالموضوع طويل و لا قبل لي الآن للخوض في الجدل فيه و انما كانت افكارا اخذتها من قدماء و معاصرين توالوا على التنبيه اليها و قلت اني لا الزم بها احدا و لا طاقة الان على الجدال و انما تحرير ما لدي فانقد سيدي ما شئت منها سيدي فلك الحق و لن نعدم فائدة و اني مع غيري من المستمعين

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    مجتمع المدينة كان نظاما جديدا يبنى من الصفر.. الحالة المصرية ليست كذلك..
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و هذا يؤيد معنى التوافق الذي يجب ان يسعى اليه اولا بانه توافق و اجماع الجماعة كلها بدلالة الأولى...فان كان الحال الآن افضل فتحصيل هذا الاجماع و التوافق سيكون اسهل اذ لم يياس النبي صلى الله عليه و سلم من المدافعة سلميا حتى حصله مع ان احتمالات التوافق كانت صفرا كما تقولين و رغم ذلك تحقق التدافع السلمي حتى اوصل الى كمال التشريعات برضا الأغلبية الساحقة و ايجاد الجماعة ذات العصبة و التماسك المتلاحم...فكيف بنا اليوم و ليس فينا اخلاط كاخلاط مجتمع المدينة بل عامة الليبراليين و كثير من العلمانيين ليسوا ملحدين و كثير منهم لا يعلم ان بدعته او كفرياته مخرج من الاسلام لانتشار الجهل و انعدام السنن ...بل و عامة من يدعو لاقصائهم من الاسلاميين لا يريد ان يعدهم حتى منافقين لكن ان سالتهم عن تكفيرهم و اشياعهم جبن و تكلم باسلامهم على الظاهر لانعدام الأدلة و القانون العام الذي يضبط التكفير و الاقصاء القانوني بعدل...و الضابط في هذا هو العلم و الاستطاعة ...فما لم تتوفر الاستطاعة و القدرة و انتشار العلم به فكثير من الواجبات تسقط وجوبها حتى تتوفر دواعيها وحاجاتها التي تمكن لها و هذه لا تتوفر الا بتدافع سلمي و هذا كله هو ما يشار اليه من هدي النبي المذكور في التدرج بالناس حسب الامكان و الاستطاعة كما ذكر الشيخ تقي الدين و دلل عليه في غير ما موضع بعدم قدرة النجاشي ايضا على التزام شرائع الاسلام على قومه الكفار الذين لا يقرونه على ذلك لفقدانهم شرط القدرة و العلم لبعدهم عن دار النبوة مع انه في المدينة انذاك كانت نزلت و طبقت كثير من شرائع الاسلام ...و ارجو الرجوع في هذا الى مباحث المقاصديين الكبار كابن حزم و الغزالي و ابن تيمية و الشاطبي و غيرهم ممن انفوا و زهقت روحهم من كثرة التحكمات و التصنيفات في الفقه و الدين بفروعه و اصوله باسم اهل الحق و الطائفة الناجبة ...فان لم يمكن فالرجوع الى كتب الاولين و خاصة كتابات الامام الشافعي ففيها قدر من التحرر قد يفاجئ الكثيرين من الملتزمين فقط بما ورثوه ...و ان لم يمكن فمجرد التأمل في السيرة و سياسة النبي صلى الله عليه و سلم بتفاصيلها كفيل بتوضيح اكبر لهذه الرؤية ...اقول هذا لأني فعلا لا احب ان تنقلب جدلا هنا و انما ان يدلي كل منا بدلوه و ياتينا بفوائد فلا شك ان الخطوب اليوم لن تحل على نظرة واحد منا و لا طائفة من طوائفنا بل على نظر الجميع ان قاربوا و سددوا و الله اعلم

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  11. افتراضي

    شخصيا أجد من المحال تحقيق أي خلافة إسلامية بدون استقراء التسلسل الذي أخبر عنه عليه الصلاة والسلام والذي نهايته أحداث الساعة الكبرى ....
    الذي أخبر أن الإسلام سيعود غريبا قد تحققت نبوته في ذلك وقد أخبر بعدها بتغير الأحداث وفقا للعلامات الكبرى وسيظل تدافع الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كعلامة إلى اتباع طريق العبودية التي خلقنا من أجلها مهما صعب واستحال ....
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    لوكانت صفرا ﻻنهارت و هذا ما لم أقله.. و لم اقل كثيرا من الاشياء أيضاً، و الأمر بنظري موازنة بين المصلحة و فرض الواقع و موازنة المصالح و المفاسد، و عليه فالتوافق و المشاركة بين العلمانيين و الاسلاميين ضرورة ﻻ انكرها الى ان تمر ربما عقود و سنوات و يكتمل الناقص لدينا فلا يعود ثمة حاجة لمشاركة العلمانيين الحكم.. براجماتية؟ نعم لكني ﻻ اراها معيبة.. دون الدخول بتنظيرات حول حكم كفر العلمانيين او وﻻية المبتدع مما ﻻ املك طرفه اصلا، الواقع و العمل خير من التنظير و المصلحة أفضل فقيه. . بالضوابط الشرعية كي ﻻ يظن اني ميكافيللية صميم .
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أعود فأقول أن مجتمع المدينة لم يبنى على التوافق أو الإجماع الدستوري بل بني على أساس الأغلبية الإسلامية التي فرضت شروطها و هذه الشروط أعطت لغير المسلمين حقوقا لم تنسخ بعد ذلك فإدارة اليهود لشؤونهم الداخلية بقيت كما هي بإقرار عهد الذمة فاليهود و النصارى طيلة التاريخ الإسلامي يتحاكمون فيما بينهم إلى قوانينهم الداخلية إلا من شاء منهم أن يحاكم بالشريعة الإسلامية و لا يعني هذا اشراكا ولا توافقا ولا تنازلا ولا إجماعا ..
    و طائفة المنافقين التي يبدو أن الأستاذ عياض عنده عدم وضوح في ما هيتها فمن جهة يشبه العلمانيين و الليبراليين اليوم بهم و من جهة ثانية يصفهم بالصدق في الإسلام رغم الجهل أو حتى الإجتهاد و هنا عليه أن يبين لنا هل هم مسلمون أم منافقون ..
    ثم رؤوس العلمانيين و الليبرالين الذين يصرحون برفضهم للشريعة و للحدود و للحجاب أو يعترضون على التفريق بين المسلم و النصراني و أنه لا فرق بين المسلم و النصراني فهؤلاء كفار و ليسوا منافقين لأنهم لا يظهرون الإسلام و يبطنون الكفر بل يظهرون الكفر و يسرونه و أما أتباعهم فلا نعرف عنهم شيئا فهم عندنا مجاهيل و أغلبيتهم العظمى غوغاء يتجمعون من أجل بطونهم و شهواتهم و هذا ما يظهر في كل استحقاق انتخابي حقيقي و أما حكمهم فبحسب اعتقادهم فإن كانوا على ما عليه رؤوسهم فهم مثلهم و إلا ففيهم و عليهم ..
    أما المشكلة الأخرى فهي إنكارك للتدافع العسكري فحتى و إن اختلفنا في الواجب في هذا الواقع فلا يجوز لك إنكار التدافع العسكري و قد سألتك سؤالا و لم تجبني عليه و هو هل المواطنة تحصن المواطنين الغير مسلمين من أحكام الشريعة أم لا فهم حتما غير قابلين لها إلا على الإكراه ؟؟؟
    ثم أنتَ يا أستاذ كنت تقول بالإجماع الدستوري ثم عدت و أقررتَ أن يهود المدينة و منافقوها ما قبلوها إلا مكرهين و كفارها فقلتَ :
    نعم قد يكونوا قبلوا شروط المسلمين في هذه الوثيقة كرها منهم لما علموه من ان لا شعبية عندهم كما قبلها المنافقون كرها ايضا لما رأوا كيف ان شعبية هذا الدين اكتسحت المدينة و فرحة اهلها بمقدم هذا الحاكم الجديد و توليه للحكم حتى ان الاماء و العبيد عبرت عن رضاها و فرحها ...و لكن ما حفظ ان احدهم اجبر على قبولها بقوة السلاح
    و هذا في الحقيقة هدم منك لكلامك فالأغلبية ليست هي الإجماع بأي حال من الأحوال ؟؟؟؟ و التراضي ليس هو الإكراه بأي حال من الأحوال ؟؟؟؟
    و أما استدراكك بعدم حمل السلاح على بقاء الإجماع أو الرضى فكلام باطل فعدم حملهم للسلاح ما هو إلا ضعف و جبن و قراءة للواقع فقد علموا أنهم لو رفضوا لقوتلوا و طردوا فرضوا مجبرين و مكرهين بما يفرضه عليهم الشرع و هذا عين ما حدث بعد ذلك للطوائف الكافرة و المنافقة فهي مخيرة بين الإسلام و الجزية و القتال و قبولهم بالجزية لا يمكن لأحد أن يقول أنه تم بالإجماع الدستوري أو التراضي أو التدافع السلمي ..
    ثم أنتَ تتغاضى عن عدم نجاح التدافع السلمي في المدينة مع الكفار و اليهود و المنافقين مع أن مدة دولة المدينة عشر سنوات فقط بينما تم التخلص منهم كلهم في السنة السادسة للهجرة أي ستة سنوات ظهر فيها استحالة التدافع السلمي مع تلك الطوائف المجاهرة بعداوة الشرع و لم يبقى إلا المنافقين المظهرين للإسلام و هؤلاء على طول التاريخ الإسلامي يعاملون وفق ظاهرهم و هذه في الحقيقة قد فصل فيها رب العالمين فلن يتوافق الإسلام مع الكفر إلا على الكفر..
    فأنت يا أستاذنا الكريم تنكر التدافع العسكري تماما داخل حدود الوطن و بين أبناء الوطن مستدلا بدولة المدينة على رغم الكفر و النفاق و التعدي السافر على الدين و هذا ما يحتاج منك تبيين و توضيح ثم لم تحدد لنا حدود التدافع السلمي فهي عندك مفتوحة حتى يقتنع الكافر ؟؟؟
    ثم مسألة التوافق بين الإسلام و الكفر قضية مبهمة عندك لا نعرف حدودها و قد ضربت لنا مثالا غريبا بتنازلات حركة النهصة فلا أعرف كيف سنتنازل على إسلامنا و على ماذا سنتنازل منه و حتى متى نتنازل و ما هي آخر حدود التنازل ؟؟؟؟ فليتك توضح و حبذا لو ضربت لنا أمثلة من واقع تونس و مصر فالكلام النظري و إن كان تأصيلي يبقى دائما في خانة الإبهام ..
    و أما ضربك للمثل بالحديبية فغير صحيح مطلقا فليس فيه أي تنازل عن الشرع بل فيه وحي من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه و سلم بأنه عز وجل سيجعل للمسلمين في مكة مخرجا و فرجا و كذلك كان فليس لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم المسلمين للكفار ثم يزعم أن الله سيجد لهم مخرجا ؟؟؟
    ثم هذه قضية لا علاقة لها بالتشريع ولا التوافق ولا التنازل بل هي قضية عسكرية حربية بين دولتين .

    و أما أفكارك الجديدة هذه فهي غير واضحة المعالم و الأصول فلا نعرف على أي أسس تستقي أرائك فمن جهة نراك تستدل بالسيرة لكن من جهة أخرى نراك تهمل النصوص و عمل الصحابة كما أننا لا نعرف مفهوم الكفر و الإيمان عندك ..فكما يبدو أنك لا ترى أن المسلم يكفر سوى بالإعتقاد و الجهل عندك عذر في كل شيء فأنت استدللت بإسلام من شهد بالشهادتين و لا يعرف غيرهما مع علمك بأن هؤلاء في زمان مختلف تماما حيث لا قرآن ولا كتب حديث ولا فقه ولا علم و لا علماء و لا أي شيء فأنزلت حكمهم على حكم أمثالهم (...) اليوم ممن يعيشون وسط العلماء و الدعاة و كل وسائل المعرفة عندهم و يسمعون و يصمون أذانهم و هذا قياس عجيب ؟؟؟؟
    و لا نعرف حكمك على من يصر إصرارا على رفض الشريعة رغم إقامة الحجة عليه ؟؟؟ و أصلا أنتَ لم تتكلم عن إقامة الحجة لا من قريب ولا من بعيد فالتدافع السلمي عندك هو الأساس فلا فرق في الحكم عليهم قبل إقامة الحجة و بعده و هذا غريب جدا ؟؟؟
    التعديل الأخير تم 09-06-2013 الساعة 02:22 PM
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  14. #74

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عبد البر الصغير مشاهدة المشاركة
    ثانيا : هب أننا سنوافقك جدلا في أنهم كالمنافقين فلماذا تدعو لمعاملتهم على غير نهج الله ورسوله ؟ فإن الله عز وجل توعدهم في بادئ الأمر بفضحهم، وهو مصداق قوله سبحانه { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } وقد صدق الرحمن وعده وأنزل فيهم سورة مستقلة وهي سورة المنافقين، أضف إلى آيات زاخرات منتشرات في السور الأخرى منها قول الله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } .. وأنت ترى الآن بأن الطائفة العلمانية هي أشد على الإسلام من هؤلاء لا تستحي من إبراز حرابتها للدين ولا شك في أن سياسة التعامل مع هؤلاء غير سياسة التعامل مع أولئك
    صحيح..الحالتين لا تخدم الأخ عياض في شيء..فالمنافقين لم تنل أفكارهم حظا من معاهدة المدينة فسقط الإستدلال والإسقاط وهو ما قلناه..وإن كانوا على غير ذلك فحكمهم لا يكون حكم اليهود وغيرهم وإنما حكم المحارب المرتد التارك لدينه المفارق للجماعة والمشتت لها..وهذا ما يجعل من الأخ عياض يدافع عن الشيء ونقيضه..من جهة يرفض حامل السلاح بالحق بحجة تشتيت الجماعة ولنا في ذلك نصوص شرعية صريحة تدل على خلاف استنتاجه ومن جهة اخرى يقبل بمن ترك دينه وفارق الجماعة ولا يرى في ذلك فرقة لها وتشتيت ولنا في ذلك أيضا نصوص..إذ سماه عليه الصلاة والسلام (( التارك لدينه المفارق للجماعة )) !
    وأرى أن الموضوع مصيره الغلق..فالأخ عياض لا يتحدث بحجج شرعية وإنما هو رأي بلا سند..كلام مرسل يختمه في النهاية بعبارة ((ربما أكون مخطئ)..ومثل هذا الكلام بُطلناه يُغني عن إبطاله وليس محل نقاش أصلا..ولعل أكبر سقطة في كلام الأخ وما ينبئ من أن هذا النقاش لن يؤدي إلى شيئ هو قوله:
    لكن قصدي اساسا بيان تفوق السياسة النبوية واقعا لا تنظيرا ذهنيا
    سبحان الله هل كانت سياسة النبي واقعا مخالفة لنصوص الكتاب أو لما نصت عليه المعاهدات ؟
    هذا يعني أنه مهما أتينا من نصوص شرعية سيراها الأخ مجرد تنظيرات ذهنية لم يعمل بها النبي على أرض الواقع..!!
    التعديل الأخير تم 09-06-2013 الساعة 02:29 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لن ابين لك الفرق بين الاكراه و القبول على كره يا متروي و لن ابين لك كذب الفرق بين القيادات العلمانية و تابعيها الذين قواعدهم من الشعب كثيرا ما يكونو اشد تطرفا من قياداتهم فيلزم تكفير نصف المجتمع بهذا الفقه ...فضلا عن ان كثيرا من الليبراليين القادة لا يمانعون في تبني أمرجعية الاسلامية فضلا عن ان لا دليل لك على ان النبي و صحابته اشتغلوا بما تموتون فيه انتم من فتن التكفير و التكفير المضاد بل اشتغلوا بالدعوة و سياسة الناس لرفغهم من الكفر الى الايمان بدل الاشتغال بتكفيرهم رغم وضوح الكفر في كثير من الحالات فضلا عن ان يكون حالهم مشتبها و مختلطا كحال علمانيي اليوم الذي يبحث عن مسطرة سحرية تبين لك من الكافر و من المومن كما لو ملكنا اعجوبة الدابة في فقه مسطح لا يبحث الا عن سبيل للتخلص من سلطة القانون و البحث عن اي مبرر لرفع السلاح بلاقانون سابق متعاقد عليه من كل الجماعة وهو الذي اتحداك ان تجده و لم يجده كل الخائضين في فتنة التكفير التي ارجعتنا للقرون ااجاهلية كقبائل العرب التي تتقاتل على ادنى اختلاف و لن ابين لك ان رفع السلاح داخل الجماعة محرم تحريما قاطعا بمئات النصوص الا ان يكون بقانون و القانون لا بد ان يكون صادرا من سلطة حائزة على الرضا الشعبي و رضا الجميع لا ان تاتي لنا فئة من الجماعة و المجتمع و تبحث عن اي سبيل لفرض رؤيتها ولو برفع السل.ح دون رضى حتى الاغلبية زاعمة ان هذا مقصود الله بجزم و بدون شك في تال على الله الذي ما جعل العصمة لفرد و لا طائفة الا باجماع الجميع من المسلمين لكن ما نفعل بمرض القرعونية المسماة زورا الجهادية من نهجها الفرعوني لا اريكم الا ما ارى و على هذا كرههم الناس و نفروا بسببهم من الدين جملة فان خالقهم نفسه لم يفرض عليهم الشرع كله باجماعاته التي ستظهر لاحقا رغم علمه السابق حتى ظهرت الحاجة المقتضية للبيان فما بالك بهؤؤلاء الحديثي الاسنان الخارجين عن جماعة المسلمين اليوم باستبدادهم برايهم و الذين ثمارهم تشهد عليهم و لو عرضوا على الناس لما حازوا حتى ما يحوزه شيوعي كافر لرهقهم و استبدادهم و لمعرفة الناس فطريا و نفورهم من ثمارهم على مدى نصف قرن لم يجروا علينا الامزيدا من الضعق و النتائج العكسية اينما حلوا و ارتحلوا و هو ادل شيء على عوج فقههم الاستبدادي لمخالفته الواضحة لثمار الدعوة النبوية التي لم تكن فيها عنف سلاحي و عسكري داخل الجماعة الا بقانون سابق متعاقد عليه و كذب من قال ان هذا التدافع السلمي زال حتى موت النبي فما زالوا حتى عصر الخلفاء الراشدين موحودين وثنيين و منافقين و يهودا و نصارى و لم يتدافع معهم الا سلميا دون عمل عسكري الا بقانون سابق متعاقد عليه و نظرية العقد تمس كل فروع الفقه بلا استثناء لكونها ضمانة الرضا في القانون المانعة من الاستبداد الذي ينخر هذه الجماعات المتعطشة للحرب الجاهلية التي تسميها جهادا و لهذا حتى النبي لم يسر لاحد ابا حذيفة باسماء المنافقين و كان يمكنه نحرهم بدون قانون سابق متعاقد عليه وضامن للحقوق و الحريات صادر عن سلطة مرتضاة من الجميع...و الحق ان سياسة النبي اعلى و اكبر حرية و عدالة من سياسة الخلفاء الراشدين و هؤلاء اعلى من سياسة المذاهب الفقهية الكبرى و هؤلا اكبر من سياسات المذاهب التقليدية التي كثر فيها الاستبداد لتطرق المعاني الالحادية الانانية اليه و تلمورثة للتعصبات الطائفية و المذهبية التي خرجت من رحمها اغلب هذه المذاهب ألمنطرفة اليوم التي نبذت وصية نبيها في الالتزام بفقه الجماعة سواء رففت شعار الاسلام او شعار الليبرالية او ما رفعت...و من ثمارهم تعرفهم و الله سيحكم بينهم بالزمن و الدإر الذي يقلبه بمصالحه فيما كانوا فيه يختلفون باستبدادهم دون الجماعة كلها و رفعهم السلاح بعضهم على بعض كل حزب بما لديه من علم فرحون ..

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. 'الفقه السياسي'
    بواسطة شريف المنشاوى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-03-2012, 09:08 PM
  2. هذه شهادة أودعها عند مسلمي منتدى التوحيد الأفاضل
    بواسطة أبو يحيى الموحد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 11-14-2011, 08:09 PM
  3. خبر: رسالة من الأخت إيمان نور لأهل التوحيد
    بواسطة أبو كنزى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 01-05-2010, 04:04 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء