صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 115

الموضوع: عودٌ على بدء

  1. #16

    افتراضي

    عود على بدء..
    اللادرية في ظني مرحلة انتقالية لطالب الحق أو كما أسمتها أختنا بالمنطقة الرمادية..
    وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من المنطقة السوداء لا من الرمادية
    التعديل الأخير تم 09-08-2013 الساعة 10:45 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من الأسود لا من الرمادي
    بالفعل، و المشكلة ان بعض النصوص القديمة التي تمثل الاسود قد ضاعت لكن اعتمد على ذكاء القارئ الذي لن يفوته هذا..
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  3. افتراضي

    Mia sorella un meraviglioso
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    - كل ما وضعته بين علامتيّ اقتباس و لم انسبه لأحد فهو لي، لكنه مقتطع من نص اخر.

    7

    "كان ضخمًا، هائلاً.. مرعبًا و لا يمكن ايقافه.. كان اكبر من كل بشري، كنت وحدي امامه.. لم استطع الا ان اتوب.. عندما زال كل شيء، رجعت لمعاصيّ"

    استيقظت من النوم و في رأسي لحن جاهليّ قديم " نحن غرابا عك عك.. عك اليك عانية عبادك اليمانيا".. تخيلت شكل الاعراب الجاهليين و هم يقطعون الصحراء على جمالهم من اليمن الى مكة وسط القيظ القاتل و ندرة المياه و خطر النهابة كي يطوفوا حول الكعبة و يقدموا القرابين و يسجدوا امامها، مع ان العرب الجاهليين كانوا " علمانيين" بشق من المعنى.. فالدين لم يكن يعني لهم الا مكة بالاشهر الحُرم و قسمهم باللاتي و العزى.. غريبة نزعة التدين هذه، الرغبة العارمة بأن يسجد الشخص لشيء ما.. يبدو لي بأحيان كثيرة ان التعبد ليس خيارًا، فالمرء عبدٌ شاء ام ابى... نزعة العبودية العميقة هذه بالانسان.. تقابلها نزعة اخرى و تناقضها.. رغبة التأله، الرغبة بأن يكون المرء إلهًا... هذا الشيء و نقيضه.. الفناء و العدم مقابل الوجود، الجحود مقابل عرفان الجميل.. الطاعة مقابل العصيان.. الكبر مقابل التواضع و تقدير حقوق الخلق، الجهل مقابل العلم.. الايمان مقابل النفاق و العلم مقابل التناقض.. هذه التناقضات التي تتصارع داخل العالم الداخلي لنفس كل شخصٍ منا.. و ما يطرحه هذا الصراع و هذه التناقضات من الامكانيات الهائلة.. عدد الاشخاص الهائل الذي يمكن ان نكونه حسب توليفة الصراعات و نتائجها الذي نملك شطرًا كبيرًا من السيطرة الواعية عليه.. هذه القوى النفسية الواعية و غير الواعية..ما يُفرض عليها من الظروف الخارجية و الصدف او القدر الخارج او تأثير العالم الخارجي بالعالم الداخلي.. هذه الاشياء تجعل الانسان من اكثر المخلوقات اعجوبة.. ليس الانسان فقط، بل عالمه الداخلي الواسع الذي يتضائل الكون المنظور امامه لو اطال الشخص النظر فيه.. او كما عبر الامام علي " و تحسب انك جرم صغير و فيك انطوى العالم الاكبر".. ليس فقط عالمًا واسعًا و متناقضًا.. بل هو نسخة مصغرة للكون، الكون الذي هو الاخر مليء بالتناقضات و الامكانات و التغييرات التي لا نملك السيطرة عليها.. الكون الذي يحتوي الموت مقابل الحياة و الطيبين مقابل الاشرار و المساحات الرمادية الهائلة التي ترفض ان تكون خيرا او شرا، الكون الخارجي الذي نعلق عجزنا عن فهمه شماعةً للاادرية و التسخط على خالقه.. هو نفسه الكون الخارجي الذي يجعلنا نحسب انفسنا الهةً او انصاف الهةّ كلما ظننا بانفسنا القدرة على فهمه و على اسبابه.. المفارقة ان هذا الكون الخارجي الذي يكاد يكون المحل الوحيد لتفكيرنا و ارائنا و هواجسنا.. لا يساوي شيئًا امام العالم الاكبر الموجود بنفس كل منا، الذي لا نوليه عادة قدرا من الاهتمام رغم انه الاصل.. لو نظر الانسان لنفسه قليلاً.. لهذا العالم العملاق داخله الذي قد يعبر عنه بكلمة واحدة.. "انا"، و نظر عجزه عن فهمه الفهم الكامل و عن ادراك دواخل نفسه هو تمام الادراك.. فضلا عن عجزه عن السيطرة على نفسه و شهواتها سيطرة كاملة.. علمه الناقص بذاته، سيطرته الناقصه على ما حوله.. غضبه و غروره و حزنه و حبه و كل مشاعره التي لا يستطيع دفعها.. لفهم عظمة سقراط بقوله " الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لا اعرف" و لامتلئ داخله بالتواضع و الرغبة بالسجود لذلك العظيم الذي خلق كل هذه الصراعات و تسامى عليها، و اعلن انه هو الوحيد الذي يملك العلم الكامل ورائها.. و وراء صراعاتها و الغازها التي تشتهي النفس معرفتها.. مثل سر القدر، الذي لا يعلمه و لا يفهمه حق الفهم الا من يملك العلم الكامل.. العلم المطلق، صفة العلم هذه، لو تأمل الشخص بها حق التأمل.. العلم المطلق الذي يقتضي القدرة المطلقة، العلم بكل شيء.. حتى بما قبل خلق المكان و الزمان - الشيء الذي نفهمه و نعجز عن تصوره - لأدرك دونما شك عظمة الذي يحملها.. و لادرك ان حاملها من يستحق ان يعبد حق العبادة، و ان ما دونه دونه و ان توهم لغروره و عجلته شيئًا اخر ... فان كنت يا من تزعم انك شيء اخر.. تجهل كونك الذي داخلك و نفسك و لا تملك تمام السيطرة عليها ..فكيف تنسى علاقة كونك الاكبر بكونك الاصغر اللذان ما هما الا شيء و انعكاسه.. تراقبهما الذات نفسها.. بالروح نفسها؟
    Questo brano mi accompagnato nei miei sogni molto anche in tempi di risveglio per diversi mesi e non so perché.

    Meraviglioso e creativo
    " تباً للحرية عند العرب ناقضو عهود! " Christina Samuil

    Io sono di zeloti

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    معذرة على الاخطاء الاملائية في الردود فانا اكتب بسرعة و لا اراجع ما اكتب :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    (4)
    " كبريت، نار، تيتان "

    1\10
    "
    يبدو ان هذه الحرب ستستمر طويلاً، و الحسنة الوحيدة لها هي طي طلب محاكمتي على ما فعلت.. (..) كان اول ما خطر على بالي تلك الكلمة المقيتة اللعينة: النسبية.. فإن كان طول الحرب يحمل مضرةً لي فهو قد حمل منفعة و اي منفعة؟ و هكذا لا تكون الحرب شرًا و لا تكون خيرًا.. و مثلها لا يكون الصدق خيرًا بكل حال و لا يكون الكذب شرًا بكل حال، بل ان الخير و الشر يفقدان معنيهما ان استعملتهما بهذا الاسراف.. لم اكن ادرك خطورة هذا المفهوم عندما اخرجت المارد من قمقمه و اتبعت دخيلة من دواخل قلبي ثم أصلتها و نظرت لها، كانت النسبية مفهومًا خطرًا لم احسن استعماله و لأن اصبح كل شيء نسبيًا فأي معنى بقي لي لأعيشه؟

    ان كان الجمال نسبيًا و قدرة العقل على الحكم نسبية و الاخلاق نسبية و حتى بعد الشخص عن السماء نسبي، فلم لا يكون الحق نفسه نسبيًا.. بل لم يجب ان يكون هناك حق باطلاق، لم لا تكون حقوقًا خاصة بكل حالة، بل هل لكلمة الحق وجود حقيقي بعيد عن منطوقها؟ ادركت خطورة هذا المفهوم و انه لن يمر وقتٌ طويل قبل ان يسير حياتي مثلما تسير اي عقيدة صاحبها و ان كان لا يعي.. اندفعت مثل الاحمق بحثًا عن مرجعية احتكم اليها كي لا اجن او افقد اخر قطعة تبقت لي من الإنسانية .. فإن كان كل شيء يخصع لقانون النسبية فلا بد من وجود حق مطلق تتناسب بقية الاشياء بقربها او بعدها عنه.. و ليس اطلاق النسبية على كل شيء الا هدمًا للنسبية التي كانت حقيقة بعقلي لم استطع منازعتها و لم استطع انكارها، مثل شخص يصارع وحشًا لاهو قادرٌ على الفتك به و لا هو قادرٌ على انكار وجوده ليختفي.. اردت شيئًا حقيقيًا لكي لا يفقد الكون كلٌ معنى له و اعلق في كون رمادي خالٍ من المعنى، و ادركت عظمة هذا الحق المطلق و انه واحدٌ لا يتعدد قبل ان اتلمس وجوده.. ادركت انه لابد ان يكون شاملاً لكل شيء و عالمًا بكل شيء و يخضع له كل شيء، بل لا بد ان يكون كيانًا فوق القوانين.. أجل! اليست النسبية نتاجًا لجمع من القوانين و العوامل؟ فلأن كان لا يخضع لها فهو لا يخضع لعواملها و قوانينها.. فهو متسامٍ فوقها، خالق لها..

    كان الله هو الحل الوحيد لتلك الأحجية التي بدت عصية على الفهم و لوهلة بدت سرمدية بعقلي، لكني كنت مقاطعًا لله منكرًا لوجوده عمليًا و ان لم انكره بعقلي و خلجات قلبي.. كنت الوم الله على أنه (..) لم جعلني هكذا بينما كان من الأسهل ان اكون كالبقية؟ لم استطع ان اسامح الله و لم ارد ان اعترف له بما هو له ، فكان لابد لي من البحث عن اله اخر و الا علقت في دوامة لا نهاية لها الا الجنون.. كنت املك من البصيرة ما يكفي لأن ادرك نهاية طريق يؤمن سالكوه ان الكون نسبي بكل مخلوقاته و معانيه، زد عليها اني ادرك مغالطاتهم و ادرك ان لا انفكاك من وجود مرجعية تتناسب الاشياء بناءً على مقاربتها لها و الا فقدت النسبية معناها، ما معنى ان يكون الصدق نسبيًا؟ بالنسبة لماذا؟ و ان كانت المرجعية نسبية فهي بذاتها سترجع لمرجعية اخرى و ان كانت هذه نسبية فسنرجع لأخرى و هكذا دواليك الى ان نصل لأرض صلبة نثبت اقدامنا عليها.. و لم يخطر لي ان ابحث بكتب الفلاسفة لأني كنت اشد الناس احتقارًا لهم و لمن يدرس اقوالهم، بأي شيء يفضل عني هؤلاء كي ابحث عن الحق بما كتبوه؟ ان الحقائق و ادلتها تكون اشد وضوحًا فيما يحتاجه الناس و تنطوي عليه بداهتهم ثم تقل قوة الادلة و تستغلق مرورًا بما تقل حاجة الناس له و منفعتهم به الى ان نصل لفضول العلوم و الاقوال التي لا تكاد تجد حقًا بينا فيها.. و معرفة تلك المرجعية اشد ما يحتاجه البشر لأن حياتهم كلها تقوم على دستور من الاخلاق عرفيّ و فطريّ و قوانين نسبية هم لم يدركوها و لم يتعلموها فلم يبق الا تلك المرجعية فكان لابد ان تكون ادلة الاهتداء اليها اقوى من ادلة معرفة فضول الأمور.. و ان كان الأمر هكذا فلا احتاج الا لعقلي لأبحث، و هؤلاء لم يتفقوا على شيء و لم يهدوا انفسهم او بعضهم فلن التمس الهداية عند من لم يهد نفسه او من كان على شاكلته، ثم ماهي الفلسفة التي تعظم بصدور من يدرسها؟ ان هي الا تاريخ لأقوال هؤلاء الرجال و فهمها اما التفكير و ايجاد حلول تلك المسائل بنفسك فقلما وجدت دارسًا للفلسفة يتجاوز حفظ قول فلان و علان الى التفكير بنفسه و لو كان الأمر لي لضممت الفلسفة لأحدى شعب التاريخ، و لأن كانت الحال هذه فأنا فيلسوف على كرهي لتلك الكلمة.

    لم يطل بي البحث، ادركت اني ان كنت ارفضُ الله فأي مرجعية اعدها سواه هي إله.. و اي كيان عاقل اختاره مرجعية سيكون الهًا و خالقًا للنسبية و قوانينها، اي اني هربت من التأليه لاثباته دون وعيّ بالبداية ثم ادركت ما فعلت لاحقًا.. و مادمت ارفض تأليه الله فلم يبق لي الا ان اجعل الانسان الهًا.. تلك كانت اول نتيجة لبحثي "
    ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
    - بعد البحث في النسبية يصل المرء الى انه يتجوب عليه الايمان بالحقيقة المطلقة، و من امن بها فيلزمه الايمان بالله، فاي حقيقة اجمل و اكمل من الواحد القهار...
    - هناك معايير موضوعية للجمال و للكمال وضعت ربما اذركها في موضوع اخر، فالقضية الجمال على الاقل تجاوزت النسبية و لا يخفى عليكم النسبة الذهبية كدليل على ذلك..

    " لكن فكرة المحاكمة تضحكني جدًا.. قضية العدل الذي يتجسد بشكل قاضٍ لا يمكن التشكيك بنزاهته او قراراته لأن " القضاء عادل و مستقل" مع ان القاضي انسان مثلنا كلنا و ليس معصومًا من النسيان و السئم و سبق الوهم و الخطأ و حتى الارتشاء و خيانة الذمة، لكن جزئي المفضل بالمحاكمات هو المحامين، محامي الدفاع و محامي الادعاء العام.. كلٌ منهما يحاول الظهور بمظهر المدافع عن الحق، الذي يطلب عقاب\تحرير المتهم لأنه كمحامي يمثل الحقيقة و ما يجب ان تنطق به العدالة المتمثلة بجسد و امعاء و عروق القاضي.. مع انه بالواقع يمثل جيبه فقط، كلٌ منهما يقول ما يقوله لأنه دُفع له لأن يقوله... و لو تبادلا الاماكن لتبادلا الحجج و المرافعات و لبقيا على نفس الادعاء الصفيق انهما يمثلان العدالة.. قد اقبل ان يعظني لِص او خائن عن النزاهة و العدالة لكني لن اقبل ان يعظني محامِ.. قتلوا العدالة عندما جسدوها بشكل انسان، مثلما تقتل اي قيمة عندما يقدم شخص او منهجٌ على انه التجسيد لها، كما لو اننا لسنا بشرًا.. كما لو ان الخطأ و السهو و الشك ليس سمة ملازمةً لنا مثل التنفس و التكاثر و الموت، ثم اي قيم اتكلم عنها؟ يجب ان اخلد للنوم."
    هذا حديث عن المحاكمات في المؤسسات في الانظمة العلمانية و المدنية التي نعيش فيها، و الا فقصة الاسلام مع القضاء معروفة تشريعيا و تطبيقيا...

    بل عالمه الداخلي الواسع الذي يتضائل الكون المنظور امامه لو اطال الشخص النظر فيه.. او كما عبر الامام علي " و تحسب انك جرم صغير و فيك انطوى العالم الاكبر".. ليس فقط عالمًا واسعًا و متناقضًا.. بل هو نسخة مصغرة للكون، الكون الذي هو الاخر مليء بالتناقضات و الامكانات و التغييرات التي لا نملك السيطرة عليها.. الكون الذي يحتوي الموت مقابل الحياة و الطيبين مقابل الاشرار و المساحات الرمادية الهائلة التي ترفض ان تكون خيرا او شرا، الكون الخارجي الذي نعلق عجزنا عن فهمه شماعةً للاادرية و التسخط على خالقه.. هو نفسه الكون الخارجي الذي يجعلنا نحسب انفسنا الهةً او انصاف الهةّ كلما ظننا بانفسنا القدرة على فهمه و على اسبابه.. المفارقة ان هذا الكون الخارجي الذي يكاد يكون المحل الوحيد لتفكيرنا و ارائنا و هواجسنا.. لا يساوي شيئًا امام العالم الاكبر الموجود بنفس كل منا، الذي لا نوليه عادة قدرا من الاهتمام رغم انه الاصل.. لو نظر الانسان لنفسه قليلاً.. لهذا العالم العملاق داخله الذي قد يعبر عنه بكلمة واحدة.. "انا"، و نظر عجزه عن فهمه الفهم الكامل و عن ادراك دواخل نفسه هو تمام الادراك.. فضلا عن عجزه عن السيطرة على نفسه و شهواتها سيطرة كاملة.. علمه الناقص بذاته، سيطرته الناقصه على ما حوله.. غضبه و غروره و حزنه و حبه و كل مشاعره التي لا يستطيع دفعها.. لفهم عظمة سقراط بقوله " الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لا اعرف" و لامتلئ داخله بالتواضع
    ما يلفتني في هذا الموضوع هو ان كل اعضاء هذا المنتدى تقريبا لهم رحلة فكرة، شاؤوا ام ابوا، و اكثرهم رحلته الفكرية ليست عميقة، و اخرون رغم عمقها، فهم لا يتقاسمونها معنا، فقد اخرجت امور باطنية يستحيل كتابتها و التواصل بها مع الاخرين، فهي شخصية، لدرجة تعجز انفسنا عن فهمها فكيف بايصالها لاخرين، و لهذا قد يظهر من كلامك بعض التناقض او بعض التخبط كما يخيل للبعض الذي ليس سببه الاختلاف الزمني بقدر ما هو حادث بسبب غموض ما بداخلك.

    ضرب احدهم مثالا، ان رجلا محبوس في غرفة، و لا يتواصل مع العالم الخارجي الا بثقب موجود على الباب يمكنه من رؤية السيارات التي تمر في الشارع امامه، فتصنيف السيارات لدى هذا الرجل : اما هي موجودة الان امامه او انها مرت و ذهبت او انها لم تأت بعد و في طريقها للمرور امام غرفته. لذلك فالنوع الاخير هو بمثابة غيب لهذا الرجل، و النوع الثاني هو الماضي و النو الاول هو الحاضر، فلو ان رجلا اخر يجلس فوق هذه الغرفة، و اطل على الشارع، لاستوت كل السيارات امامه، و تكون السيارات التي كانت غيبا للاول هي واقعا مشاهدا للثاني، و من هنا يظهر سبب قلة علومنا، و تخبطها و اختلافها من شخص الى اخر، لاننا بباسطة نستعمل حواس معينة في مكان و زمان معينين.

    هذا بالنسبة للعلم، اما بالنسبة للنفس الانسانية، فيقول ابو حامد مرة اخرى : “اعلم أن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس، كما قال سبحانه وتعالى: (سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) - حديث موضوع-. وليس شيء أقرب إليك من نفسك، فإذا لم تعرف نفسك، فكيف تعرف ربك؟ فإن قلت: إني أعرف نفسي! فإنما تعرف الجسم الظاهر، الذي هو اليد والرجل والرأس والجثة، ولا تعرف ما في باطنك من الأمر الذي به إذا غضبت طلبت الخصومة، وإذا اشتهيت طلبت النكاح، وإذا جعت طلبت الأكل، وإذا عطشت طلبت الشرب.”

    و الرغبة بالسجود لذلك العظيم الذي خلق كل هذه الصراعات و تسامى عليها، و اعلن انه هو الوحيد الذي يملك العلم الكامل ورائها.. و وراء صراعاتها و الغازها التي تشتهي النفس معرفتها.. مثل سر القدر، الذي لا يعلمه و لا يفهمه حق الفهم الا من يملك العلم الكامل.. العلم المطلق، صفة العلم هذه، لو تأمل الشخص بها حق التأمل.. العلم المطلق الذي يقتضي القدرة المطلقة، العلم بكل شيء.. حتى بما قبل خلق المكان و الزمان - الشيء الذي نفهمه و نعجز عن تصوره - لأدرك دونما شك عظمة الذي يحملها.. و لادرك ان حاملها من يستحق ان يعبد حق العبادة، و ان ما دونه دونه و ان توهم لغروره و عجلته شيئًا اخر ... فان كنت يا من تزعم انك شيء اخر.. تجهل كونك الذي داخلك و نفسك و لا تملك تمام السيطرة عليها ..فكيف تنسى علاقة كونك الاكبر بكونك الاصغر اللذان ما هما الا شيء و انعكاسه.. تراقبهما الذات نفسها.. بالروح نفسها؟
    احسنت...

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    طالبة علم و تقوى، لست من اهل اللغة و الادب و الله.. و من عرف اهلها عرف اني لست منهم، اما عن الكتابة فلا ادري.. لا اظن نشر كتاب سيستهويني فضلاً عن اني لا ارى كثير فائدة لنشر ما اكتب.. كلها خواطر ذاتية، ان شاء الله هديتك محفوظة
    يبدو أن الكلام موجه إلى الأخت طالبة علم و تقوى و لكن سأحشر أنفي قليلا
    بل أنت من أهل اللغة و كما قلت في إحدى كتاباتك عندما تحدثتي عن صور ما بعد الحداثة التي هي أساسا عبارة عن خطوط و أشكال لا معنى لها و لكن لمن تفكر فتلك الصور فيها من المعاني ما فيها فهي تعبر عن التناقض و العبثية.... قد تكون هي الأشد حقيقة و كذلك كتاباتك فقد تكون غير مفهومة أو مبهمة أو بعيدة قليلا عن النثر و اللغة و لكن قيمتها في معانيها و شخصيا أعتبر قيمة اللغة في قيمة معانيها أكثر من التراكيب و على هذا المقياس تعتبر مثل هذه الكتابات من أجود و أفضل الكتابات
    شخصيا و بدون مجاملة يعجبني هذا النوع من الكتابة و قليلا ما أتم قرأة موضوع كاملا خاصة المواضيع الطويلة و التي تحوي العديد من المشاركات و لكن هذا الموضوع أتممت قرأته و أنتظر المزيد
    قد لا تشعري بالفائدة بحكم أنك أنت من يكتب هذه الخواطر و لكن قد تكون لغيرك دافع الى التفكير في الخلق و في النفس البشرية و حتى يمكنك تطويع كتاباتك لمعالجة قضايا معاصرة مثل تلك الخاطرة التي تحدثتي فيها عن المحكمة
    و إن أردت أي خدمة في تحويل هذه الخواطر إلى كتاب فيمكنني المساعدة

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    اختي ام سمية شكراً لحسن الظن ... صدفة جميلة ان نتشارك هذا و ان كنت أحب سماع تجربتك. .
    اخي حمزة مﻻحظات قوية اشكرك عليها.. لي رد مفصل ﻻحقا ان شاء الله
    مسلم بيور ما هذا اﻻ من لطفك و حسن ظنك.. و فكرة الكتاب خارج بالي كليا..لكن اقدر لك مساعدتك.
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    جزء من نصيحة غوته للشعراء : " ... بينما نرى اخرا - يقصد قسم اخر من الشعراء - ذا طبيعة ذاتية ﻻ يلبث ان يستنزف سريعا ما عنده من مواردة داخلية نزرة، و ان ينتهي الى افسادها بالتكلف ... "
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    " ... بينما نرى قسمًا اخرًا -من الشعراء - ذا طبيعة ذاتية ﻻ يلبث ان يستنزف سريعًا ما عنده من موارد داخلية نزرة، و ينتهي الى افسادها بالتكلف ... "
    غوته
    هذه حرمتني النوم، هل يستنزف الكاتب الذاتي نفسه، يعلق في دوامة من الاجترار و التكرار بعد فترة و تنتهي صلاحيته ككاتب، و تصبح نصوصه مكرورة متكلفة بنفس الافكار لكن بقيمة اقل؟ يبدو لي الأمر مشكلًا.. لأني اعد ادب المرء مرآة و انطباعًا لذاته و نظرته للحياة و العالم حوله، و عليه فبصمة الكاتب و اسلوبه فرع عن هويته.. و ان كان الكاتب ذاتيًا فهو ذاتي لأن هويته و شخصيته تفرض عليه، او لنقل.. لا تسمح له الا بالاسلوب الذاتي في الكتابة، و عليه فحل هذه "المعضلة" غير متصور.. لأن حلها سيكون بانكار النفس ثم تعديلها او تبني هوية جديدة.. اشبه بأن تجري عملية تجميلية لروحك.. حتى لو نجحت فستكون زيفًا و شيئًا غير اصيل، و التكرار و انتهاء الصلاحية افضل من الكتابة المنافقة.. و ما من شيء ذاتي يستمر للأبد، و المرء لا يسعه عيش كل التجارب الانسانية و الكتابة عنها.. الحياة اكبر من الفرد الواحد منا، و حتى سرطان الروح.. لن يجعلك تكتب ادبًا يستمر معك فترة طويلة دون ان تقع بفخ التكرار و الاجترار.
    و يبدو لي اذًا، كما يبدو لي دائمًا.. ان هذه القضية مرتبطة بالجبر، كأننا مجبورون ان تنتهي صلاحيتنا ككتاب ان كنا اشخاصًا متصومعين داخل ذواتنا و نرقبها بمنظار.. سنرى نفس الاشياء تتكرر مرارًا و تكرارًا، يبدو ان القلم قد انكرني.. و اشعر بنكرانه لي منذ فترة، و هذا ليس سهلًا ان كانت الكتابة عند البعض شيئًا مما يحدد ذواتهم.
    التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 05:43 AM
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    قد اخرجت امور باطنية يستحيل كتابتها و التواصل بها مع الاخرين، فهي شخصية، لدرجة تعجز انفسنا عن فهمها فكيف بايصالها لاخرين، و لهذا قد يظهر من كلامك بعض التناقض او بعض التخبط كما يخيل للبعض الذي ليس سببه الاختلاف الزمني بقدر ما هو حادث بسبب غموض ما بداخلك.
    و احيانًا ترى من نفسك اشياءً ثم ترى نقيضها بعد فترة.. تعتبر نفسك تعديت مرحلةً معينة ثم ترجع اليها، تظن انك ادركت جانبًا من ذاتك ثم تصدم انك لم تفهمه بعد.. و احيانًا تشعر باشياء لا تستطيع وصفها.. تكون اللغة ضيقة جدًا عندها.. ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    خطرت لي هذه الخواطر.. المشكلة عندي اني اتخوف من عرضها لأني لا اجزم بصحتها.. - و لا احب ان ينقلب الامر جدلًا او نقاشًا مستعرًا، فإن اخطأت فنبهوني كأني تلميذة لدى اصغركم بدون جدل او محاسبة -:

    بالنسبة لي، و عندما كنت اقوم "برحلتي الفكرية" كما دعاها اخونا حمزة.. كنت اقوم بها بجانب واحد فقط، قسم مني فقط كان يتسائل و يشكك اما القسم الاخر فكان "عارفًا".. لن اقول انه كان مطمئنًا لان الاطمئنان لا يكون الا بايمان القلب و العقل، و انا قلبي كان دائمًا يشعر بوجود الله.. يشعر بوجوده، اما عقلي فقد كانت تعرض له الاشكالات و المسائل.. و ربما استبد به الامر و طغى، لكن بأعمق بقعة في قلبي كنت اعرف.. بل اوقن ان الله موجود لأني كنت اشعر به، المفارقة اني كنت لوقت طويل احقر الادلة الوجدانية.. التي كنت اشعر بها بقوة بنفس الوقت، و اعتبر ان الجبر و المادة هما طريق الاستدلال الوحيد، اي اني كنت اعرف و انكر ما اعرفه.. و الحقيقة هذا كان جزءًا ملازمًا لي لفترة طويلة.. كنت انكر باللسان ما اعرف انه حق (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) الحمد لله على هدايته.. لا احب استرجاع كثير مما حصل بتلك الفترة، اما لاني لا استطيع وصفه لأنه امر فكري-وجداني.. كما وصفه احد الاخوة، و يحضرني هنا قول هيرقليطس ( الطريق لأعلى و الطريق للداخل هما نفس الطريق ) - احب هذه المقولة جدًا، لو مت اكتبوها فوق قبري - او لأسباب اخرى.. المهم و دون مقدمات، كان اوضح دليل بالنسبة لي، الدليل الذي كانت عامية مثلي تستطيع ان توقن به هو ما اسميته بدليل الحاجة، كان الله موجودًا لاني كنت محتاجة اليه.. و هذا و للمفارقة دليل يستعمله الملاحدة ايضًا.. لكن بالنسبة لي، كانت حاجتي لوجود الله اشد قوة من الدليل الانثروبولجي و من نشوء الكون و من ايِ من الادلة.. كنت موقنةً ان المرء لا يحتاج لشيء غير موجود، ربما كان هذا لبسًا تسلسل من طبيعة مادية او داروينية.. لكن الحاجة عندي تأتي من النقص.. و النقص دليل الكمال، و ما دمت ناقصة و اتلمس هذا النقص فيّ فثمة طريقة لسده.. ان كان نقصًا بالجوع فأسده بالطعام.. ان كان نقصًا بالعطش فأسده بالماء، لكني لن اشعر بحاجة او نقص بيوم ما لشيء غير موجود بهذا العالم.. العدم لا يحتاج اليه احد.. احتاج الله اذا الله موجود - بغض النظر عن الديانة الصحيحة - .

    كانت عندي و لا تزال فكرة ان الدافع الذي يحرك كل الكائنات.. و الذي هو وراء كل الدوافع و الرغبات و الشهوات، هو الاحساس بالنقص و ما يتبعه او يسبقه - لم اجزم بعد - من رغبة بالتكميل.. و التكميل يعني وجود المثال الكامل، و هكذا فان افتقاري لله و حاجتي الدائمة اليه كانت دليلاً قاطعًا عندي ان الله موجود.. رغم اني لم اتحسس "جمال" هذه الفكرة، الرابط البديع بين الازلي الكامل و الحادث الناقص.. الا لاحقًا جدًا، و ليس بشكل كامل حتى.. ما دعاني للتساؤل ان كان الطريق الى الله و الروحانية واحدًا، و حاجة الانسان الى الروحانية واحدة، ام ان كل شخص و قسمته من الطبائع.. كان الله عندي موجودًا، كنت موقنة انه موجود لاني احتاجه.. لم يكن بالكون وقتها سوانا، انا و الله.. انا المحتاجة و هو المالك، و عندها لا يعود ثمة مجال للشك.. هذا كان قدر الغيب الذي احتاجه و الذي استطيع العيش فيه - لاني لا استطيع العيش بدون اله -.. كل مخلوق محتاج.. كل مخلوق يسد حاجة مخلوق اخر، كل المخلوقات لها نفع و افتقار لغيرها.. سلسلة من الافتقار و الاتصال لابد ان يكون ورائها كامل لا يحتاج، جربت تطبيق نفس النموذج على صفة اخرى من صفات الله و هي العلم و هي ان كل مخلوق محتاج لأخر يعلم بوجوده.. و كل المخلوقات تعلم بوجود بعضها علمًا ناقصًا.. فلا بد ان يكون قمة من تحتاجه هذه المخلوقات و يعلمها علمًا كاملًا، و حتى لو قلبنا الامر فهو قدرة تتبع علم او علم يتبع قدرة، لاني لا استطيع تصور الصفتين منفصلتين.. كل واحدة تجذب الاخرى.. لهذا رفضت نموذجًا يوزع الصفات هذه على الكون و يجعله واحدًا، لان الشيء لا يكون عالمًا و جاهلًا بنفس الوقت، النموذج لا يصنع نفسه و لا يفهم نفسه.. لابد من شيء خارجي، و عندما يتفكر المرء بالله بهذه الطريقة.. ليست بالطريقة اللاهوتية الغبية، التي تقلب صفاته البديعة الى جدل بيزنطي.. بل بالطريقة الاخرى، الطريقة التي تجعل مسائلًا يسمونها فلسفة و علومًا.. مسائل اقرب لقصائد الصوفية و التمجد بالرب، سيعرف.. سيوقن ان هذا الرب.. هذا الاله.. كامل القدرة و كامل العلم، الذي يعلم بوجوده و يقدر على سداد كل نقصه، الذي اراد وجوده لانه ممكن الوجود، اراده هو بعينه.. ستجعله يشعر بشيء يعرفه من جربه، لست صوفيةً و الله.. و من يعرفني حق المعرفة يعرف.. لكن المرء امام هذا البهاء و الجلال.. لا يمكنه الا ان يسجد و يركع، و ان سموه فلسفةً او عقليات او علومًا بحتة.. كل ما سواه باطل، هو الحقيقة الكاملة و الكمال المطلق و ما يرتبط به فيه من كماله و حقيقته بقدر ما فيه.. و لست من عباد الله الزاهدين، و الله يعلم... و كل ما دون الله، دونه.
    التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 08:24 AM
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    و ربما يكون الامر غريبًا او غير مفهوم لدى البعض و اتفهم هذا.. لأن بعض الاشياء لا يمكن تصورها او فهمها قبل ان يمر الشخص بها، لكن مدونةً كهذه.. توقف التدوين بها من سنة 2008 و لا اعرف صاحبتها اصلًا، مما يذكرني بالغربة الروحية التي يشعر المرء بها بلحظات نقصه و حاجته.. التي قد تكون اكثر لحظات قربه من الله، يقول دوستوفيسكي.. "كلما تعمق الالم كلما زاد الله قربًا "
    "The darker the night, the brighter the stars,
    The deeper the grief, the closer is God!”
    هذه المدونة.. تبعث بي بقوة احاسيس قديمة احتاج لاسترجاعها احيانًا http://alexandriabeirut.blogspot.com...blog-post.html ، كلمة سرطان الروح من اكثر الكلمات التي "فهمتها" و التي كان لها معنى شخصيّ بالنسبة لي، و هو ايضًا عنوان كتاب لأروى صالح هرمت و انا ابحث عنه دون جدوى، الغريب ان اروى صالح و كتابها المبتسرون يبعث في المرء نفس الاحاسيس.. الغربة الروحية و الخواء الداخلي الشديد، و البرد.
    التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 08:47 AM
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    انا المحتاجة و هو المالك، و عندها لا يعود ثمة مجال للشك.. هذا كان قدر الغيب الذي احتاجه و الذي استطيع العيش فيه - لاني لا استطيع العيش بدون اله -.. كل مخلوق محتاج.. كل مخلوق يسد حاجة مخلوق اخر، كل المخلوقات لها نفع و افتقار لغيرها.. سلسلة من الافتقار و الاتصال لابد ان يكون ورائها كامل لا يحتاج، جربت تطبيق نفس النموذج على صفة اخرى من صفات الله و هي العلم و هي ان كل مخلوق محتاج لأخر يعلم بوجوده.. و كل المخلوقات تعلم بوجود بعضها علمًا ناقصًا..
    سبحان الله.. ما ذكرتيه و ما أحسستي به هو تعريف اسم الله "الصمد".

    الصمد: هو الذي يصمد إليه (يقصده) الخلق في حوائجهم و مسائلهم، إذ لا يقدر على قضائها لهم غيره سبحانه.

    الصمد: هو المستغني عن كل أحد و المحتاج إليه كل أحد.

    الصمد: هو الذي يُصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤوده، وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه.

    حين سئلت اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم: من هو ربك؟، نزلت سورة الإخلاص التي لخصّت بأوجز العبارات أعظم صفات الله:

    وحدانيته (الله أحد)، و افتقار كل الكائنات إليه (الله الصمد).

    و هاتين الصفتين هما من أرسخ الصفات التي يستشعرها الإنسان بفطرته و دون أدنى تكلّف أو عناء فكري.

    و ما أجمل أن يستشعر الإنسان صفات الله سبحانه و تعالى بروحه و قلبه و عقله بل و كل كيانه، و لا يقلبها إلى مجرد أفكار جدلية كما قلتِ.
    التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 09:30 AM
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    شكرا على الإضافة امة الرحمن، سورة الإخلاص بها شيء احبه.. الله يقول ( و لم يكن له كفؤا احد ) بالماضي، بالجزم و قطع الامل

    لم يكن له كفء اذا لن يكون، كل ما سيأتي حادث. . .
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كل ما قلته صحيح و صدقيني لقد اخترتي احسن الطرق، انا اعتبر دليل النقص و الكمال اعظم الادلة على وجود لله، يكفي انه هذب من طرف اعظم عقلين طبعا الساحة الفكرية الاسلامية من بعد السلف ( الغزالي و ابن تيمية ) لمعرفة مدى قوة البرهان، لان الاحاطة بتفاصيل هذا البرهان سيوصلك الى المعرفة الحقة بالله دون دروس عقيدة و لا شيء، و قد كان لي مقال صغير كتبه هنا يختصر هذا الدليل بطريقة مبسطة، انقله هنا لكي تكتمل الفائدة :

    لجأ بعض الملاحدة الى فرضيات تفسر الانفجار الكبير الذي وضعهم في حرج كبير بعدما كانوا ينكرون حدوث المادة، حتى مع افتراض صحة هذه الفرضيات فهي لا تحل كل الاشكالات بل هي ترجع المسألة خطوة الى الوراء، فاثبات بداية بطريقة علمية للكون ليس هو الدليل الوحيد على حدوثه، فالمتكلمون عندما صاغوا هذا الدليل لم يكونوا يعرفون لا بالانفجار الكبير و لا بفرضية الاكوان المتوازية.

    بل استدلوا على الحدوث بنواقص يبتصف بها العالم من حولنا، و من هذه النواقص نذكر العجز ( لا يخلقون شيئا و هم يخلقون )، انعدام الارادة ( و ربك يخلق ما يشاء و يختار ) و الجهل بالذات ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ ) و الموت ( اموات غير احياء )، و عدم القدرة على الكلام ( فاسألوهم ان كانوا ينطقون ) و عدم القدرة على السمع و البصر ( انْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ).

    و هناك نواقص اخرى اتى بها العلم الحديث، فخضوع هذا الكون على المستوى الماكروي و الكمي لقوانين معينة، و عدم حتمية المعادلات الرياضية الحاكمة( امكانها ) و كذلك عدم حتمية القوانين كالجاذبية مثلا، و غيرها من الادلة التي تثبت عجز كل شيء موجود في العالم من حولنا.

    فكل هذه نواقص استيقت اغلبها من القران العظيم لتبيان هذا المعنى، فاي الهة مزعومة ( مادة، طاقة، اكوان متوازية، اوثار، الخ ) مفتقرة الى مسبب لا يوصف بالنقص و الافتقار لان ذلك يحيلنا الى السؤال عن سبب نقصه الخ، و من هنا نعلم ان مسبب الاسباب تجب عقلا في حقه كل الكمالات و المحامد على الوجه الذي يليق به.

    فالكون اذا كان عاجزا، فهو محتاج الى القدير ، و الكون ان لم يكن مريدا فهو محتاج الى المريد، الكون ان كان جاهلا فهو محتاج الى العليم، و الكون ان كان ميتا فهو يحتاج الى الحي، و الكون ان لم يكن قائما بذاته و لا لغيره فهو يحتاج لمن هو قائم بذاته و لغيره، و، و كذلك يوصف الله تعالى بالسمع و البصر و الكلام و الحكمة كما تبين.

    و هنا يظهر لنا معنى قاعدة اخرى، هو كون كل كمال ثبت للناقص فالكامل احق ان يوصف به، فان اتصف الانسان الناقص مثلا بصفة الكلام التي هي من الكمالات فيجب عقلا اثباتها للمتسبب في وجود الانسان على الوجه الذي يليق به، فاثبات وجود ذات بهذه الصفات كاف لاثبات وجود الله بالمعنى الاسلامي، ثم يأتي الدور على بقية الاسماء و الصفات بعد التصديق بالرسالة و بالاخبار التي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
    و اختم الانسان الذي يحس بنقصه و يعترف به، يعرف حجمه جيدا في الكون، فتجده دائما يتفادى الغرور الفكري و يبحث عن الحقيقة المطلقة التي تفسر له سبب وجوده و نقصه، و قد كنت كتبت كلمات اخرى بخصوص الوصول الى الله انقلها هي ايضا هنا :

    الله...ذلك الشيء الذي حير كل المتشككين، هل هو موجود او لا ؟ و هل يستدل علي وجوده اصلا بالادلة العلمية، اقول : قضية وجود الله قضية اصلا لا يكون الوصول الى نتيجة فيها باستخدام العقل، فمهما جئنا بالادلة التي قد يصدق بها المتشككون فلن يحصل هؤلاء على تلك الراحة النفسية او تلك الحالة من اليقين ان جاز التعبير.

    لان عقل الانسان لا يصل الى قناعات بطريقة خطية يعني مثلا ان جئته باعجاز نبوي فسوف يتكون في داخله يقين بصحة النبوة، لا الامر ليس كذلك و هذا ما نبه عليه انطوني فلو في كتابه الشهير، فالانسان ليس الة مبرمجة 1+1=2 بل يدخل فيه الجانب العاطفي و الشخصي... اذن كيف يصل الشخص الى اليقين ؟ يجب اولا وقبل كل شيء تربية النفس، و اقصد هنا ازالة الاحكام المسبقة، و الغرور و عدم اتباع الشهوات، فهذه المرحلة تحضيرية لمن اراد الوصول الى الله، فلا يمكن لشخص يرتكب شتى انواع المعاصي و سيئ الخلق ان يصل الله، لذلك نجد كل المتمردين على الله هم في الغالب متمردون على الاخلاق و القيم الانسانية السامية.

    فلا تجد ملحدا الا و لسانه سليط الا من رحم الله، بالتوازي مع ذلك، يجب على الانسان ان يطور في نفسه خاصية التفكر، البحث عن " لماذا " الاشياء هكذا، لماذا هي ليست مخلتفة، حتى يصل به الامر الى التفكر في طعامه و ملبسه، و الهدف هو تطوير نظرته التحليلية للعالم من حوله، طبعا بالنسبة للاشخاص العاديين سيكونون قطعوا الطريق كاملا ان نجحوا في المرحلتين الاوليين، لكن مع ذلك يجب الانتهاء من هذه الرحلة عن طريق اتباع المنهجية الصحيحة، يعني بعد ان يحس هذا الشخص انه غالبا هناك اله و ان الاسلام هو في الاغلب الدين الصحيح، يستحسن ان نطلعه على نظرية المعرفة في الاسلام و لماذا طريق الاسلام خير من طرق المذاهب الفلسفية الاخرى للوصول الى المعرفة الحقة.

    فيتحصل لدى الباحث عن الحقيقة وعي، وفهم للمناهج الاسلامية في طرق الاستدلال، و قوتها مقارنة مع باقي النحل، و اخيرا يبدأ الباحث رحلته في الادلة المطروحة و هو متسلح بالاخلاق و القيم و المنهجية الصحيحة، فيصل بسرعة الى اليقين المنشود لانه سيكون حينها في غنى عن الاخرين و عن مساعدتهم ، ويبدؤ عندها رحلة طلب العلم الشرعي للاجهاز على الشكوك،

    ملاحظة : هذا منهج عام، ساضيف عليه بعض الامور لاحقا، و لا يعني باي حال من الاحوال ان هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول الى الله.

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    و احيانًا ترى من نفسك اشياءً ثم ترى نقيضها بعد فترة.. تعتبر نفسك تعديت مرحلةً معينة ثم ترجع اليها، تظن انك ادركت جانبًا من ذاتك ثم تصدم انك لم تفهمه بعد.. و احيانًا تشعر باشياء لا تستطيع وصفها.. تكون اللغة ضيقة جدًا عندها.. ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة
    انت تصفين ما يمر به كل من دخل الى هذه المتاهات، انا شخصيا بعد خروجي من المتاهة، رأيت خلفي، فقلت اني لو كنت متسلحا بالمنهجية الصحيحة و بخطة عمل كما يفعل مع المشاريع لاختصرت علي الكثير من الوقت و الجهد الفكري الذي اثر في و في علاقتي بمن حولي، مثلا لو كنت تعلمت علم المنطق لعلمت سقوط مقالات بعضهم دون تضييع الوقت في القراءة و البحث... فهي الحرب الفكرية...و ما ادراك ما الحرب الفكرية... اصعب حرب يمكن ان يخوضها الانسان...فان خرج منها سالما، يكون غنم عندها الدنيا و الاخرة...و لعل اثار هذه الحرب تزداد عندما يشعر المرء انه الوحيد الذي يخوضها و يحسب الناس من حوله هم عبارة عن جهلة يستمتعون بحياتهم كالانعام، فيحسدهم على ذلك و يتمنى لو كان مثلهم.

    ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة
    اما هذه فيلزمها موضوع لوحدها...لان بسببها ظن بعض المتشككة ان عرش الله مثلا هو كعرش الملوك، و لم يعرفوا ان الله تعالى وصف ذلك المخلوق بالعرش لتقريب المعنى لانه ليس في قاموس اللغة عندنا كلمة تصفه على حقيقته، اللغة هي في رأيي سجن الانسانية...

صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء