عود على بدء..
اللادرية في ظني مرحلة انتقالية لطالب الحق أو كما أسمتها أختنا بالمنطقة الرمادية..
وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من المنطقة السوداء لا من الرمادية
عود على بدء..
اللادرية في ظني مرحلة انتقالية لطالب الحق أو كما أسمتها أختنا بالمنطقة الرمادية..
وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من المنطقة السوداء لا من الرمادية
التعديل الأخير تم 09-08-2013 الساعة 09:45 PM
التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
بالفعل، و المشكلة ان بعض النصوص القديمة التي تمثل الاسود قد ضاعت لكن اعتمد على ذكاء القارئ الذي لن يفوته هذا..وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من الأسود لا من الرمادي
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
معذرة على الاخطاء الاملائية في الردود فانا اكتب بسرعة و لا اراجع ما اكتب :
ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ- بعد البحث في النسبية يصل المرء الى انه يتجوب عليه الايمان بالحقيقة المطلقة، و من امن بها فيلزمه الايمان بالله، فاي حقيقة اجمل و اكمل من الواحد القهار...
- هناك معايير موضوعية للجمال و للكمال وضعت ربما اذركها في موضوع اخر، فالقضية الجمال على الاقل تجاوزت النسبية و لا يخفى عليكم النسبة الذهبية كدليل على ذلك..
هذا حديث عن المحاكمات في المؤسسات في الانظمة العلمانية و المدنية التي نعيش فيها، و الا فقصة الاسلام مع القضاء معروفة تشريعيا و تطبيقيا..." لكن فكرة المحاكمة تضحكني جدًا.. قضية العدل الذي يتجسد بشكل قاضٍ لا يمكن التشكيك بنزاهته او قراراته لأن " القضاء عادل و مستقل" مع ان القاضي انسان مثلنا كلنا و ليس معصومًا من النسيان و السئم و سبق الوهم و الخطأ و حتى الارتشاء و خيانة الذمة، لكن جزئي المفضل بالمحاكمات هو المحامين، محامي الدفاع و محامي الادعاء العام.. كلٌ منهما يحاول الظهور بمظهر المدافع عن الحق، الذي يطلب عقاب\تحرير المتهم لأنه كمحامي يمثل الحقيقة و ما يجب ان تنطق به العدالة المتمثلة بجسد و امعاء و عروق القاضي.. مع انه بالواقع يمثل جيبه فقط، كلٌ منهما يقول ما يقوله لأنه دُفع له لأن يقوله... و لو تبادلا الاماكن لتبادلا الحجج و المرافعات و لبقيا على نفس الادعاء الصفيق انهما يمثلان العدالة.. قد اقبل ان يعظني لِص او خائن عن النزاهة و العدالة لكني لن اقبل ان يعظني محامِ.. قتلوا العدالة عندما جسدوها بشكل انسان، مثلما تقتل اي قيمة عندما يقدم شخص او منهجٌ على انه التجسيد لها، كما لو اننا لسنا بشرًا.. كما لو ان الخطأ و السهو و الشك ليس سمة ملازمةً لنا مثل التنفس و التكاثر و الموت، ثم اي قيم اتكلم عنها؟ يجب ان اخلد للنوم."
ما يلفتني في هذا الموضوع هو ان كل اعضاء هذا المنتدى تقريبا لهم رحلة فكرة، شاؤوا ام ابوا، و اكثرهم رحلته الفكرية ليست عميقة، و اخرون رغم عمقها، فهم لا يتقاسمونها معنا، فقد اخرجت امور باطنية يستحيل كتابتها و التواصل بها مع الاخرين، فهي شخصية، لدرجة تعجز انفسنا عن فهمها فكيف بايصالها لاخرين، و لهذا قد يظهر من كلامك بعض التناقض او بعض التخبط كما يخيل للبعض الذي ليس سببه الاختلاف الزمني بقدر ما هو حادث بسبب غموض ما بداخلك.بل عالمه الداخلي الواسع الذي يتضائل الكون المنظور امامه لو اطال الشخص النظر فيه.. او كما عبر الامام علي " و تحسب انك جرم صغير و فيك انطوى العالم الاكبر".. ليس فقط عالمًا واسعًا و متناقضًا.. بل هو نسخة مصغرة للكون، الكون الذي هو الاخر مليء بالتناقضات و الامكانات و التغييرات التي لا نملك السيطرة عليها.. الكون الذي يحتوي الموت مقابل الحياة و الطيبين مقابل الاشرار و المساحات الرمادية الهائلة التي ترفض ان تكون خيرا او شرا، الكون الخارجي الذي نعلق عجزنا عن فهمه شماعةً للاادرية و التسخط على خالقه.. هو نفسه الكون الخارجي الذي يجعلنا نحسب انفسنا الهةً او انصاف الهةّ كلما ظننا بانفسنا القدرة على فهمه و على اسبابه.. المفارقة ان هذا الكون الخارجي الذي يكاد يكون المحل الوحيد لتفكيرنا و ارائنا و هواجسنا.. لا يساوي شيئًا امام العالم الاكبر الموجود بنفس كل منا، الذي لا نوليه عادة قدرا من الاهتمام رغم انه الاصل.. لو نظر الانسان لنفسه قليلاً.. لهذا العالم العملاق داخله الذي قد يعبر عنه بكلمة واحدة.. "انا"، و نظر عجزه عن فهمه الفهم الكامل و عن ادراك دواخل نفسه هو تمام الادراك.. فضلا عن عجزه عن السيطرة على نفسه و شهواتها سيطرة كاملة.. علمه الناقص بذاته، سيطرته الناقصه على ما حوله.. غضبه و غروره و حزنه و حبه و كل مشاعره التي لا يستطيع دفعها.. لفهم عظمة سقراط بقوله " الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لا اعرف" و لامتلئ داخله بالتواضع
ضرب احدهم مثالا، ان رجلا محبوس في غرفة، و لا يتواصل مع العالم الخارجي الا بثقب موجود على الباب يمكنه من رؤية السيارات التي تمر في الشارع امامه، فتصنيف السيارات لدى هذا الرجل : اما هي موجودة الان امامه او انها مرت و ذهبت او انها لم تأت بعد و في طريقها للمرور امام غرفته. لذلك فالنوع الاخير هو بمثابة غيب لهذا الرجل، و النوع الثاني هو الماضي و النو الاول هو الحاضر، فلو ان رجلا اخر يجلس فوق هذه الغرفة، و اطل على الشارع، لاستوت كل السيارات امامه، و تكون السيارات التي كانت غيبا للاول هي واقعا مشاهدا للثاني، و من هنا يظهر سبب قلة علومنا، و تخبطها و اختلافها من شخص الى اخر، لاننا بباسطة نستعمل حواس معينة في مكان و زمان معينين.
هذا بالنسبة للعلم، اما بالنسبة للنفس الانسانية، فيقول ابو حامد مرة اخرى : “اعلم أن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس، كما قال سبحانه وتعالى: (سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) - حديث موضوع-. وليس شيء أقرب إليك من نفسك، فإذا لم تعرف نفسك، فكيف تعرف ربك؟ فإن قلت: إني أعرف نفسي! فإنما تعرف الجسم الظاهر، الذي هو اليد والرجل والرأس والجثة، ولا تعرف ما في باطنك من الأمر الذي به إذا غضبت طلبت الخصومة، وإذا اشتهيت طلبت النكاح، وإذا جعت طلبت الأكل، وإذا عطشت طلبت الشرب.”
احسنت...و الرغبة بالسجود لذلك العظيم الذي خلق كل هذه الصراعات و تسامى عليها، و اعلن انه هو الوحيد الذي يملك العلم الكامل ورائها.. و وراء صراعاتها و الغازها التي تشتهي النفس معرفتها.. مثل سر القدر، الذي لا يعلمه و لا يفهمه حق الفهم الا من يملك العلم الكامل.. العلم المطلق، صفة العلم هذه، لو تأمل الشخص بها حق التأمل.. العلم المطلق الذي يقتضي القدرة المطلقة، العلم بكل شيء.. حتى بما قبل خلق المكان و الزمان - الشيء الذي نفهمه و نعجز عن تصوره - لأدرك دونما شك عظمة الذي يحملها.. و لادرك ان حاملها من يستحق ان يعبد حق العبادة، و ان ما دونه دونه و ان توهم لغروره و عجلته شيئًا اخر ... فان كنت يا من تزعم انك شيء اخر.. تجهل كونك الذي داخلك و نفسك و لا تملك تمام السيطرة عليها ..فكيف تنسى علاقة كونك الاكبر بكونك الاصغر اللذان ما هما الا شيء و انعكاسه.. تراقبهما الذات نفسها.. بالروح نفسها؟
يبدو أن الكلام موجه إلى الأخت طالبة علم و تقوى و لكن سأحشر أنفي قليلاطالبة علم و تقوى، لست من اهل اللغة و الادب و الله.. و من عرف اهلها عرف اني لست منهم، اما عن الكتابة فلا ادري.. لا اظن نشر كتاب سيستهويني فضلاً عن اني لا ارى كثير فائدة لنشر ما اكتب.. كلها خواطر ذاتية، ان شاء الله هديتك محفوظة
بل أنت من أهل اللغة و كما قلت في إحدى كتاباتك عندما تحدثتي عن صور ما بعد الحداثة التي هي أساسا عبارة عن خطوط و أشكال لا معنى لها و لكن لمن تفكر فتلك الصور فيها من المعاني ما فيها فهي تعبر عن التناقض و العبثية.... قد تكون هي الأشد حقيقة و كذلك كتاباتك فقد تكون غير مفهومة أو مبهمة أو بعيدة قليلا عن النثر و اللغة و لكن قيمتها في معانيها و شخصيا أعتبر قيمة اللغة في قيمة معانيها أكثر من التراكيب و على هذا المقياس تعتبر مثل هذه الكتابات من أجود و أفضل الكتابات
شخصيا و بدون مجاملة يعجبني هذا النوع من الكتابة و قليلا ما أتم قرأة موضوع كاملا خاصة المواضيع الطويلة و التي تحوي العديد من المشاركات و لكن هذا الموضوع أتممت قرأته و أنتظر المزيد
قد لا تشعري بالفائدة بحكم أنك أنت من يكتب هذه الخواطر و لكن قد تكون لغيرك دافع الى التفكير في الخلق و في النفس البشرية و حتى يمكنك تطويع كتاباتك لمعالجة قضايا معاصرة مثل تلك الخاطرة التي تحدثتي فيها عن المحكمة
و إن أردت أي خدمة في تحويل هذه الخواطر إلى كتاب فيمكنني المساعدة
اختي ام سمية شكراً لحسن الظن ... صدفة جميلة ان نتشارك هذا و ان كنت أحب سماع تجربتك. .
اخي حمزة مﻻحظات قوية اشكرك عليها.. لي رد مفصل ﻻحقا ان شاء الله
مسلم بيور ما هذا اﻻ من لطفك و حسن ظنك.. و فكرة الكتاب خارج بالي كليا..لكن اقدر لك مساعدتك.
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
جزء من نصيحة غوته للشعراء : " ... بينما نرى اخرا - يقصد قسم اخر من الشعراء - ذا طبيعة ذاتية ﻻ يلبث ان يستنزف سريعا ما عنده من مواردة داخلية نزرة، و ان ينتهي الى افسادها بالتكلف ... "
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
هذه حرمتني النوم، هل يستنزف الكاتب الذاتي نفسه، يعلق في دوامة من الاجترار و التكرار بعد فترة و تنتهي صلاحيته ككاتب، و تصبح نصوصه مكرورة متكلفة بنفس الافكار لكن بقيمة اقل؟ يبدو لي الأمر مشكلًا.. لأني اعد ادب المرء مرآة و انطباعًا لذاته و نظرته للحياة و العالم حوله، و عليه فبصمة الكاتب و اسلوبه فرع عن هويته.. و ان كان الكاتب ذاتيًا فهو ذاتي لأن هويته و شخصيته تفرض عليه، او لنقل.. لا تسمح له الا بالاسلوب الذاتي في الكتابة، و عليه فحل هذه "المعضلة" غير متصور.. لأن حلها سيكون بانكار النفس ثم تعديلها او تبني هوية جديدة.. اشبه بأن تجري عملية تجميلية لروحك.. حتى لو نجحت فستكون زيفًا و شيئًا غير اصيل، و التكرار و انتهاء الصلاحية افضل من الكتابة المنافقة.. و ما من شيء ذاتي يستمر للأبد، و المرء لا يسعه عيش كل التجارب الانسانية و الكتابة عنها.. الحياة اكبر من الفرد الواحد منا، و حتى سرطان الروح.. لن يجعلك تكتب ادبًا يستمر معك فترة طويلة دون ان تقع بفخ التكرار و الاجترار." ... بينما نرى قسمًا اخرًا -من الشعراء - ذا طبيعة ذاتية ﻻ يلبث ان يستنزف سريعًا ما عنده من موارد داخلية نزرة، و ينتهي الى افسادها بالتكلف ... "
غوته
و يبدو لي اذًا، كما يبدو لي دائمًا.. ان هذه القضية مرتبطة بالجبر، كأننا مجبورون ان تنتهي صلاحيتنا ككتاب ان كنا اشخاصًا متصومعين داخل ذواتنا و نرقبها بمنظار.. سنرى نفس الاشياء تتكرر مرارًا و تكرارًا، يبدو ان القلم قد انكرني.. و اشعر بنكرانه لي منذ فترة، و هذا ليس سهلًا ان كانت الكتابة عند البعض شيئًا مما يحدد ذواتهم.
التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 04:43 AM
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
و احيانًا ترى من نفسك اشياءً ثم ترى نقيضها بعد فترة.. تعتبر نفسك تعديت مرحلةً معينة ثم ترجع اليها، تظن انك ادركت جانبًا من ذاتك ثم تصدم انك لم تفهمه بعد.. و احيانًا تشعر باشياء لا تستطيع وصفها.. تكون اللغة ضيقة جدًا عندها.. ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغةقد اخرجت امور باطنية يستحيل كتابتها و التواصل بها مع الاخرين، فهي شخصية، لدرجة تعجز انفسنا عن فهمها فكيف بايصالها لاخرين، و لهذا قد يظهر من كلامك بعض التناقض او بعض التخبط كما يخيل للبعض الذي ليس سببه الاختلاف الزمني بقدر ما هو حادث بسبب غموض ما بداخلك.
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
خطرت لي هذه الخواطر.. المشكلة عندي اني اتخوف من عرضها لأني لا اجزم بصحتها.. - و لا احب ان ينقلب الامر جدلًا او نقاشًا مستعرًا، فإن اخطأت فنبهوني كأني تلميذة لدى اصغركم بدون جدل او محاسبة -:
بالنسبة لي، و عندما كنت اقوم "برحلتي الفكرية" كما دعاها اخونا حمزة.. كنت اقوم بها بجانب واحد فقط، قسم مني فقط كان يتسائل و يشكك اما القسم الاخر فكان "عارفًا".. لن اقول انه كان مطمئنًا لان الاطمئنان لا يكون الا بايمان القلب و العقل، و انا قلبي كان دائمًا يشعر بوجود الله.. يشعر بوجوده، اما عقلي فقد كانت تعرض له الاشكالات و المسائل.. و ربما استبد به الامر و طغى، لكن بأعمق بقعة في قلبي كنت اعرف.. بل اوقن ان الله موجود لأني كنت اشعر به، المفارقة اني كنت لوقت طويل احقر الادلة الوجدانية.. التي كنت اشعر بها بقوة بنفس الوقت، و اعتبر ان الجبر و المادة هما طريق الاستدلال الوحيد، اي اني كنت اعرف و انكر ما اعرفه.. و الحقيقة هذا كان جزءًا ملازمًا لي لفترة طويلة.. كنت انكر باللسان ما اعرف انه حق (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) الحمد لله على هدايته.. لا احب استرجاع كثير مما حصل بتلك الفترة، اما لاني لا استطيع وصفه لأنه امر فكري-وجداني.. كما وصفه احد الاخوة، و يحضرني هنا قول هيرقليطس ( الطريق لأعلى و الطريق للداخل هما نفس الطريق ) - احب هذه المقولة جدًا، لو مت اكتبوها فوق قبري - او لأسباب اخرى.. المهم و دون مقدمات، كان اوضح دليل بالنسبة لي، الدليل الذي كانت عامية مثلي تستطيع ان توقن به هو ما اسميته بدليل الحاجة، كان الله موجودًا لاني كنت محتاجة اليه.. و هذا و للمفارقة دليل يستعمله الملاحدة ايضًا.. لكن بالنسبة لي، كانت حاجتي لوجود الله اشد قوة من الدليل الانثروبولجي و من نشوء الكون و من ايِ من الادلة.. كنت موقنةً ان المرء لا يحتاج لشيء غير موجود، ربما كان هذا لبسًا تسلسل من طبيعة مادية او داروينية.. لكن الحاجة عندي تأتي من النقص.. و النقص دليل الكمال، و ما دمت ناقصة و اتلمس هذا النقص فيّ فثمة طريقة لسده.. ان كان نقصًا بالجوع فأسده بالطعام.. ان كان نقصًا بالعطش فأسده بالماء، لكني لن اشعر بحاجة او نقص بيوم ما لشيء غير موجود بهذا العالم.. العدم لا يحتاج اليه احد.. احتاج الله اذا الله موجود - بغض النظر عن الديانة الصحيحة - .
كانت عندي و لا تزال فكرة ان الدافع الذي يحرك كل الكائنات.. و الذي هو وراء كل الدوافع و الرغبات و الشهوات، هو الاحساس بالنقص و ما يتبعه او يسبقه - لم اجزم بعد - من رغبة بالتكميل.. و التكميل يعني وجود المثال الكامل، و هكذا فان افتقاري لله و حاجتي الدائمة اليه كانت دليلاً قاطعًا عندي ان الله موجود.. رغم اني لم اتحسس "جمال" هذه الفكرة، الرابط البديع بين الازلي الكامل و الحادث الناقص.. الا لاحقًا جدًا، و ليس بشكل كامل حتى.. ما دعاني للتساؤل ان كان الطريق الى الله و الروحانية واحدًا، و حاجة الانسان الى الروحانية واحدة، ام ان كل شخص و قسمته من الطبائع.. كان الله عندي موجودًا، كنت موقنة انه موجود لاني احتاجه.. لم يكن بالكون وقتها سوانا، انا و الله.. انا المحتاجة و هو المالك، و عندها لا يعود ثمة مجال للشك.. هذا كان قدر الغيب الذي احتاجه و الذي استطيع العيش فيه - لاني لا استطيع العيش بدون اله -.. كل مخلوق محتاج.. كل مخلوق يسد حاجة مخلوق اخر، كل المخلوقات لها نفع و افتقار لغيرها.. سلسلة من الافتقار و الاتصال لابد ان يكون ورائها كامل لا يحتاج، جربت تطبيق نفس النموذج على صفة اخرى من صفات الله و هي العلم و هي ان كل مخلوق محتاج لأخر يعلم بوجوده.. و كل المخلوقات تعلم بوجود بعضها علمًا ناقصًا.. فلا بد ان يكون قمة من تحتاجه هذه المخلوقات و يعلمها علمًا كاملًا، و حتى لو قلبنا الامر فهو قدرة تتبع علم او علم يتبع قدرة، لاني لا استطيع تصور الصفتين منفصلتين.. كل واحدة تجذب الاخرى.. لهذا رفضت نموذجًا يوزع الصفات هذه على الكون و يجعله واحدًا، لان الشيء لا يكون عالمًا و جاهلًا بنفس الوقت، النموذج لا يصنع نفسه و لا يفهم نفسه.. لابد من شيء خارجي، و عندما يتفكر المرء بالله بهذه الطريقة.. ليست بالطريقة اللاهوتية الغبية، التي تقلب صفاته البديعة الى جدل بيزنطي.. بل بالطريقة الاخرى، الطريقة التي تجعل مسائلًا يسمونها فلسفة و علومًا.. مسائل اقرب لقصائد الصوفية و التمجد بالرب، سيعرف.. سيوقن ان هذا الرب.. هذا الاله.. كامل القدرة و كامل العلم، الذي يعلم بوجوده و يقدر على سداد كل نقصه، الذي اراد وجوده لانه ممكن الوجود، اراده هو بعينه.. ستجعله يشعر بشيء يعرفه من جربه، لست صوفيةً و الله.. و من يعرفني حق المعرفة يعرف.. لكن المرء امام هذا البهاء و الجلال.. لا يمكنه الا ان يسجد و يركع، و ان سموه فلسفةً او عقليات او علومًا بحتة.. كل ما سواه باطل، هو الحقيقة الكاملة و الكمال المطلق و ما يرتبط به فيه من كماله و حقيقته بقدر ما فيه.. و لست من عباد الله الزاهدين، و الله يعلم... و كل ما دون الله، دونه.
التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 07:24 AM
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
و ربما يكون الامر غريبًا او غير مفهوم لدى البعض و اتفهم هذا.. لأن بعض الاشياء لا يمكن تصورها او فهمها قبل ان يمر الشخص بها، لكن مدونةً كهذه.. توقف التدوين بها من سنة 2008 و لا اعرف صاحبتها اصلًا، مما يذكرني بالغربة الروحية التي يشعر المرء بها بلحظات نقصه و حاجته.. التي قد تكون اكثر لحظات قربه من الله، يقول دوستوفيسكي.. "كلما تعمق الالم كلما زاد الله قربًا "
هذه المدونة.. تبعث بي بقوة احاسيس قديمة احتاج لاسترجاعها احيانًا http://alexandriabeirut.blogspot.com...blog-post.html ، كلمة سرطان الروح من اكثر الكلمات التي "فهمتها" و التي كان لها معنى شخصيّ بالنسبة لي، و هو ايضًا عنوان كتاب لأروى صالح هرمت و انا ابحث عنه دون جدوى، الغريب ان اروى صالح و كتابها المبتسرون يبعث في المرء نفس الاحاسيس.. الغربة الروحية و الخواء الداخلي الشديد، و البرد."The darker the night, the brighter the stars,
The deeper the grief, the closer is God!”
التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 07:47 AM
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
سبحان الله.. ما ذكرتيه و ما أحسستي به هو تعريف اسم الله "الصمد".انا المحتاجة و هو المالك، و عندها لا يعود ثمة مجال للشك.. هذا كان قدر الغيب الذي احتاجه و الذي استطيع العيش فيه - لاني لا استطيع العيش بدون اله -.. كل مخلوق محتاج.. كل مخلوق يسد حاجة مخلوق اخر، كل المخلوقات لها نفع و افتقار لغيرها.. سلسلة من الافتقار و الاتصال لابد ان يكون ورائها كامل لا يحتاج، جربت تطبيق نفس النموذج على صفة اخرى من صفات الله و هي العلم و هي ان كل مخلوق محتاج لأخر يعلم بوجوده.. و كل المخلوقات تعلم بوجود بعضها علمًا ناقصًا..
الصمد: هو الذي يصمد إليه (يقصده) الخلق في حوائجهم و مسائلهم، إذ لا يقدر على قضائها لهم غيره سبحانه.
الصمد: هو المستغني عن كل أحد و المحتاج إليه كل أحد.
الصمد: هو الذي يُصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤوده، وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه.
حين سئلت اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم: من هو ربك؟، نزلت سورة الإخلاص التي لخصّت بأوجز العبارات أعظم صفات الله:
وحدانيته (الله أحد)، و افتقار كل الكائنات إليه (الله الصمد).
و هاتين الصفتين هما من أرسخ الصفات التي يستشعرها الإنسان بفطرته و دون أدنى تكلّف أو عناء فكري.
و ما أجمل أن يستشعر الإنسان صفات الله سبحانه و تعالى بروحه و قلبه و عقله بل و كل كيانه، و لا يقلبها إلى مجرد أفكار جدلية كما قلتِ.
التعديل الأخير تم 09-11-2013 الساعة 08:30 AM
{قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}
شكرا على الإضافة امة الرحمن، سورة الإخلاص بها شيء احبه.. الله يقول ( و لم يكن له كفؤا احد ) بالماضي، بالجزم و قطع الامل
لم يكن له كفء اذا لن يكون، كل ما سيأتي حادث. . .
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
كل ما قلته صحيح و صدقيني لقد اخترتي احسن الطرق، انا اعتبر دليل النقص و الكمال اعظم الادلة على وجود لله، يكفي انه هذب من طرف اعظم عقلين طبعا الساحة الفكرية الاسلامية من بعد السلف ( الغزالي و ابن تيمية ) لمعرفة مدى قوة البرهان، لان الاحاطة بتفاصيل هذا البرهان سيوصلك الى المعرفة الحقة بالله دون دروس عقيدة و لا شيء، و قد كان لي مقال صغير كتبه هنا يختصر هذا الدليل بطريقة مبسطة، انقله هنا لكي تكتمل الفائدة :
و اختم الانسان الذي يحس بنقصه و يعترف به، يعرف حجمه جيدا في الكون، فتجده دائما يتفادى الغرور الفكري و يبحث عن الحقيقة المطلقة التي تفسر له سبب وجوده و نقصه، و قد كنت كتبت كلمات اخرى بخصوص الوصول الى الله انقلها هي ايضا هنا :لجأ بعض الملاحدة الى فرضيات تفسر الانفجار الكبير الذي وضعهم في حرج كبير بعدما كانوا ينكرون حدوث المادة، حتى مع افتراض صحة هذه الفرضيات فهي لا تحل كل الاشكالات بل هي ترجع المسألة خطوة الى الوراء، فاثبات بداية بطريقة علمية للكون ليس هو الدليل الوحيد على حدوثه، فالمتكلمون عندما صاغوا هذا الدليل لم يكونوا يعرفون لا بالانفجار الكبير و لا بفرضية الاكوان المتوازية.
بل استدلوا على الحدوث بنواقص يبتصف بها العالم من حولنا، و من هذه النواقص نذكر العجز ( لا يخلقون شيئا و هم يخلقون )، انعدام الارادة ( و ربك يخلق ما يشاء و يختار ) و الجهل بالذات ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ ) و الموت ( اموات غير احياء )، و عدم القدرة على الكلام ( فاسألوهم ان كانوا ينطقون ) و عدم القدرة على السمع و البصر ( انْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ).
و هناك نواقص اخرى اتى بها العلم الحديث، فخضوع هذا الكون على المستوى الماكروي و الكمي لقوانين معينة، و عدم حتمية المعادلات الرياضية الحاكمة( امكانها ) و كذلك عدم حتمية القوانين كالجاذبية مثلا، و غيرها من الادلة التي تثبت عجز كل شيء موجود في العالم من حولنا.
فكل هذه نواقص استيقت اغلبها من القران العظيم لتبيان هذا المعنى، فاي الهة مزعومة ( مادة، طاقة، اكوان متوازية، اوثار، الخ ) مفتقرة الى مسبب لا يوصف بالنقص و الافتقار لان ذلك يحيلنا الى السؤال عن سبب نقصه الخ، و من هنا نعلم ان مسبب الاسباب تجب عقلا في حقه كل الكمالات و المحامد على الوجه الذي يليق به.
فالكون اذا كان عاجزا، فهو محتاج الى القدير ، و الكون ان لم يكن مريدا فهو محتاج الى المريد، الكون ان كان جاهلا فهو محتاج الى العليم، و الكون ان كان ميتا فهو يحتاج الى الحي، و الكون ان لم يكن قائما بذاته و لا لغيره فهو يحتاج لمن هو قائم بذاته و لغيره، و، و كذلك يوصف الله تعالى بالسمع و البصر و الكلام و الحكمة كما تبين.
و هنا يظهر لنا معنى قاعدة اخرى، هو كون كل كمال ثبت للناقص فالكامل احق ان يوصف به، فان اتصف الانسان الناقص مثلا بصفة الكلام التي هي من الكمالات فيجب عقلا اثباتها للمتسبب في وجود الانسان على الوجه الذي يليق به، فاثبات وجود ذات بهذه الصفات كاف لاثبات وجود الله بالمعنى الاسلامي، ثم يأتي الدور على بقية الاسماء و الصفات بعد التصديق بالرسالة و بالاخبار التي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الله...ذلك الشيء الذي حير كل المتشككين، هل هو موجود او لا ؟ و هل يستدل علي وجوده اصلا بالادلة العلمية، اقول : قضية وجود الله قضية اصلا لا يكون الوصول الى نتيجة فيها باستخدام العقل، فمهما جئنا بالادلة التي قد يصدق بها المتشككون فلن يحصل هؤلاء على تلك الراحة النفسية او تلك الحالة من اليقين ان جاز التعبير.
لان عقل الانسان لا يصل الى قناعات بطريقة خطية يعني مثلا ان جئته باعجاز نبوي فسوف يتكون في داخله يقين بصحة النبوة، لا الامر ليس كذلك و هذا ما نبه عليه انطوني فلو في كتابه الشهير، فالانسان ليس الة مبرمجة 1+1=2 بل يدخل فيه الجانب العاطفي و الشخصي... اذن كيف يصل الشخص الى اليقين ؟ يجب اولا وقبل كل شيء تربية النفس، و اقصد هنا ازالة الاحكام المسبقة، و الغرور و عدم اتباع الشهوات، فهذه المرحلة تحضيرية لمن اراد الوصول الى الله، فلا يمكن لشخص يرتكب شتى انواع المعاصي و سيئ الخلق ان يصل الله، لذلك نجد كل المتمردين على الله هم في الغالب متمردون على الاخلاق و القيم الانسانية السامية.
فلا تجد ملحدا الا و لسانه سليط الا من رحم الله، بالتوازي مع ذلك، يجب على الانسان ان يطور في نفسه خاصية التفكر، البحث عن " لماذا " الاشياء هكذا، لماذا هي ليست مخلتفة، حتى يصل به الامر الى التفكر في طعامه و ملبسه، و الهدف هو تطوير نظرته التحليلية للعالم من حوله، طبعا بالنسبة للاشخاص العاديين سيكونون قطعوا الطريق كاملا ان نجحوا في المرحلتين الاوليين، لكن مع ذلك يجب الانتهاء من هذه الرحلة عن طريق اتباع المنهجية الصحيحة، يعني بعد ان يحس هذا الشخص انه غالبا هناك اله و ان الاسلام هو في الاغلب الدين الصحيح، يستحسن ان نطلعه على نظرية المعرفة في الاسلام و لماذا طريق الاسلام خير من طرق المذاهب الفلسفية الاخرى للوصول الى المعرفة الحقة.
فيتحصل لدى الباحث عن الحقيقة وعي، وفهم للمناهج الاسلامية في طرق الاستدلال، و قوتها مقارنة مع باقي النحل، و اخيرا يبدأ الباحث رحلته في الادلة المطروحة و هو متسلح بالاخلاق و القيم و المنهجية الصحيحة، فيصل بسرعة الى اليقين المنشود لانه سيكون حينها في غنى عن الاخرين و عن مساعدتهم ، ويبدؤ عندها رحلة طلب العلم الشرعي للاجهاز على الشكوك،
ملاحظة : هذا منهج عام، ساضيف عليه بعض الامور لاحقا، و لا يعني باي حال من الاحوال ان هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول الى الله.
انت تصفين ما يمر به كل من دخل الى هذه المتاهات، انا شخصيا بعد خروجي من المتاهة، رأيت خلفي، فقلت اني لو كنت متسلحا بالمنهجية الصحيحة و بخطة عمل كما يفعل مع المشاريع لاختصرت علي الكثير من الوقت و الجهد الفكري الذي اثر في و في علاقتي بمن حولي، مثلا لو كنت تعلمت علم المنطق لعلمت سقوط مقالات بعضهم دون تضييع الوقت في القراءة و البحث... فهي الحرب الفكرية...و ما ادراك ما الحرب الفكرية... اصعب حرب يمكن ان يخوضها الانسان...فان خرج منها سالما، يكون غنم عندها الدنيا و الاخرة...و لعل اثار هذه الحرب تزداد عندما يشعر المرء انه الوحيد الذي يخوضها و يحسب الناس من حوله هم عبارة عن جهلة يستمتعون بحياتهم كالانعام، فيحسدهم على ذلك و يتمنى لو كان مثلهم.
اما هذه فيلزمها موضوع لوحدها...لان بسببها ظن بعض المتشككة ان عرش الله مثلا هو كعرش الملوك، و لم يعرفوا ان الله تعالى وصف ذلك المخلوق بالعرش لتقريب المعنى لانه ليس في قاموس اللغة عندنا كلمة تصفه على حقيقته، اللغة هي في رأيي سجن الانسانية...ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks