هذا مجرد تنبيه و تذكير لا اكثر و ليس موضوعا للنقاش والجدل

إن من أبغض ما يراه المسلم الحذق الفطن في هذه الايام النحسات هو الخلاف الغير المبرر بين المسلمين و حتى بين اهل السنة انفسهم ،الامر الذي بات سخيفا و ربما مخزيا في كثير من الاحيان ، لا اقصد بذلك الخلاف بين السنة و الشيعة او بين السنة و الدروز او بين السنة و البهائية .. بل ولا تلك التي بين السلفية و الاخوان !
هو و صاحبه متفقون على اصول الدين و حتى فروعه!! كلاهما مؤمنان بالله و يوحدانه بالربوبية و الالوهية ، وسائر اصول الاعتقاد ، ثم تأتي اللحظة التي تغلبه فيها العاطفة المهيجة في غير محلها، يفقد فيها الرؤية البعيدة و لا يبالي بما مضى و لا بما سيأتي بل يريد الانتصار فيها لرأيه و اثبات ثباته على المبدء و انه المسلم الذي لا يهتز او يتنازل عن اي من اعتقاداته ، يكون كالذي يهدم بناءا عملاقا لشعرة علقت بين طوبين ..

اذكر لكم صديقان حميمان بل اخوان متحابان في الله كان سبب تمزيق الود بينهما هو ان احدهما زعم بأن منزلة ابن حزم اعلى من ابن تيمية و فضله اعظم !، و الاخر يرى عكس ذلك ، و قد احتدم الخصام بينهما الى ان افترقا كليا و لم يعد احدهما يلقي السلام على احد!
انا اعتبر هذا استخفافا بالاسلام بحد ذاته ، فمنذ متى شرعن الاسلام قضية تصنيف العلماء و اعتبارها من المسائل المفصلية و متى اوجب على المسلم ان يكون له سلم خاص ينظم فيها اسماء العلماء حسب فضائلهم !؟ و ما هذا الاصرار على ضرورة ابداء الرأي و بيان الموقف حول العالم فلان ؟ الامر اصبح قبيحا جدا لدرجة ان قسم من المسلمين لن يصاحبك حتى توافقه في موقفه من الشيخ ... و بعضهم في اول مصاحبته لك يسألك عن (معتقدك) في المشايخ المدرجة اسمائهم ...!!!
لا بد من قهر النفس و جرها نحو التسامح و المؤاخاة و خصوصا في مثل هذه الزمان الذي ندر فيه من يعينك في دينك و ان لا تفرط بإخوانك لمجرد خلاف تافه يكون للنفس فيها الحظ الاعظم من اللذة ..
نسأل الله ان يرزقنا اخوانا يكونون انوارا على الدرب و ان ينعم علينا بدوام الاخوة..امين