بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن كثيراً منا هنا قد خالط الملحدين و رأى طينتهم من جميع أنواعها فمنهم مهتد و كثير منهم فاسقون . و من التجربة فمهما اختلف الملحدون في مذاهبهم المتعددة تجمع أغلبهم عادة عدة أشياء و خصوصاً الملحدين النفسانيين . فهؤلاء الذين أتحدث عنهم هم النوع الذي مات حيوانه الأليف في صغره فراح يصيح و يتباكى "لماذا الشر ؟!" . هذه النوعية غالباً ما تلحد أولاً ثم تحاول إيجاد مبرر .
و من مبرراتهم أن الأديان كلها خرافات - و لو سألته في الإلحاد لكان جاهلاً و في الإسلام أجهل - و أنه بإلحاده صار يتبع العلم و المنطق و يشغل عقله . إذاً و كما قلت فالمسألة مسألة نفسية تدخل فيها عدة طباع على رأسها الغرور و الجحود و سوء الخلق .
بالنسبة لقوله أن الأديان خرافات تجده يردد ما تم تلقينه سواء سمعاً أو قراءة من مواقع الجرب و الجذام . فتارة يقول لك "كيف تقول لي أنك على حق و دينك يقول بأن هذا التنوع في الناس أتى من رجل و امرأة فقط ؟" و تارة "أتعلم أن دينك يقول بسطحية الأرض و أن السماء قبة ؟" و تارة "إن دينك أيها الجاهل يقول أن بول الإبل المسموم فيه شفاء" و يكفيكم لتعلموا الرد على هذه الخزعبلات أن تبحثوا في مربع البحث أعلى الصفحة .
لكن دعونا نفكر قليلاً ، دائماً ما يهاجم الملحد معتقدك ليبرر لإلحاده . إذاً ما مبادئ الإلحاد ؟ الجواب هو أنه لا مبادئ سوى أننا أتينا من عدم و نعود لعدم هكذا بلا سبب . هنا أسأل سؤالاً : من حقاً يؤمن بالخرافات فينا ؟
مرة على اليوتيوب تهجم علي أحدهم و لم تخل مشاركة واحدة له من شنيع الألفاظ . إن أردتم الاطلاع فالموضوع هنا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%CD%CF%ED%E4
في فيديو آخر أعلق على مسلسل الكابتن ماجد الذي كنا نتباعه و نحن صغار أجده يرد علي قائلاً "إذاً تمضي وقتاً طويلاً أمام التلفاز ! لهذا تؤمن بإله لا يمكنك إثبات وجوده . هعهعهع ! ربما ستعبد ألعاب البوكيمون"
و حين ذكر البوكيمون لم أدر هل أضحك أم أبكي ! أولاً ، يظهر هوسه الشديد بمحاربة الدين حتى أنه يترصد لي أي تعليق في أي مكان كي يسب و يرمي بالنجاسات . ثانيا ، الشيء المضحك و الذي يجعل من منظرك (مصخرة) هو ما أراه على قناتك من تفاعل مع أفلام الكرتون من جنس إنيوشا و ناروتو و دراغون بول ! حقاً رمتني بدائها و انسلت ! لكن ما يزيد الطين بلة هو أنك يا ملحد أقرب الخلق إلى عبادة البوكيمون ! فأنت من تؤمن أن الديناصور الذي يحاول صيد الذباب يصبح طائراً و أن الدب الذي ينزل في الماء ليصطاد السمك يصبح حوتاً و أن الغزال الذي يحاول أكل ورق الشجر البعيد عن مناله يصبح زرافة ! فمن فينا يتابع أفلام الكرتون كثيراً ؟!
في نفس الموضوع تجدون المدعو نك . فماذا يقول نك هذا ؟ يقول أننا قد نكون مجرد شحنات كهرومغناطيسية في لعبة حاسوب كبيرة ! يبدو أن الزميل يكثر من مشاهدة أفلام "ماتركس" ! طيلة الوقت ظل يصفني بالجهل و التخلف و الرجعية و أنني لا أفهم أي شيء في العلوم و أنه لا يوجد دليل و لا برهان على الإطلاق - أي و الله هذا ما قاله ! - و في النهاية يقول لي أننا قد نكون برامج على سطح مكتب كمبيوتر . فعجباً لما يفعله الإلحاد و الكفر بالإنسان .
و هذا الآخر ينكر على المسلمين إيمانهم بوجود سبع سماوات قائلاً أننا لم نكتشف إلا واحدة . و في هذه يرد على نفسه فهو بعلمه القاصر و الذي أعماه غروراً لم يقدر على استكشاف واحد بالمئة من هذا الكون الشاسع فما بالكم بالسبع سماوات ؟ لكن لحظة ! ألست أنت أيها الملحد من تؤمن بما في مسلسلات الأنمي من وجود أكوان متوازية لا متناهية حيث يوجد اختلاف طفيف في كل واحد منها ؟ ففي أحدها حكمت القرود العالم ، و في الآخر كان أن تطور البشر ليصبحوا مخلوقات بأجنحة على ظهورها ، و في غيرهما وُلدت فلانة ذكراً ، و في غيرها لم يذهب فلان إلى السوق صباح الاثنين !
كيف ننسى الفضائيين ؟ عجبت كثيراً حين سمعت من الملاحدة من يقول بإمكانية استعمار الكواكب و السفر عبر الثقوب الدودية و اختراع أجناس جديدة من المخلوقات العاقلة لتخدم البشر أو تعمل في بيئات قاسية في الفضاء الخارجي ! و الأكثر عجباً هو إيمان نفر منهم بأن الفضائيين سافروا سنين ضوئية طويلة ثم زرعوا الحياة على الأرض و رحلوا هكذا ! لكن إذا عرف السبب بطل العجب . فقد قال لي زميل ذات مرة متعجباً أنه توجد في مسلسلات الأنمي أفكار عن موت تدرجي لكوكب الأرض اضطر البشر لإيجاد كوكب بديل حيث صنعوا مخلوقات هجينة من البشر و الحيوانات لتعمل في عمار هذه الكواكب البديلة ! و الاكثر من هذا أن هذه المخلوقات التي صنعها البشر تمردت عليهم و تشتغل اسطوانة الدراما عن الحرية و الإرادة و وجود قلب لما صنعه البشر ! و يحكي لي عن فيلم آخر يسمى "الجزيرة" تم فيه استنساخ البشر بنجاح لكي يتم استخدام أعضاء المستنسخين في استبدال الأعضاء التالفة للأصليين ! و لكن - و لا عجب في الهبل السينمائي - طالب المستنسخون بحرياتهم و قاتلوا من أجلها و في النهاية عاش الأصل و النسخ في وئام !
و هكذا يتبين لنا أن من الأمور المؤثرة على الملحدين ما يرونه في أفلام الخبال العلمي - لم أخطئ في وضع الباء
- و الأنمي الياباني و الكرتون الأمريكي . و إن لم تصدقوا ففي منتدانا يستشهد أحد الملحدين بفيلم الجزيرة المذكور في أنه قد تم استنساخ البشر فعلاً ! يبدو أن الزميل لا يفهم في مجال الخداع البصري أو استخدام الأشباه . و إن لم يفرق بين الواقع و الخيال
فليكف عن مشاهدة أفلام الكرتون !
Bookmarks