صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: الخيرة هي فيما اختاره الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الخيرة هي فيما اختاره الله

    يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: (والذي نفسي بيده ، لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له ، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له ، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له ، وليس ذلك لأحد غير المؤمن).

    و قال ابن القيم رحمه الله: (لو كشف الله الغطاء لعبده.. وأظهر له كيف يدبر الله له أموره.. وكيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من العبد نفسه.. وأنه أرحم به من أمه.. لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكراً لله).


    _______________________

    الإنسان بطبعه - نظراً لقِصَرِ نظره وما جُبِلَ عليه منَ العَجَلَة وتغليب التَّشاؤم على التَّفاؤُل- يكره المصائب و الأقدار المؤلمة، و لا يكاد يرى بعين بصيرته إلى ما وراء شرنقة الحزن و الألم و الحسرة التي حشر نفسه بداخلها حدّ الإختناق.

    و لأن منحة الله قد تكون مخفية في عمق محنته، و عطائه قد يتجسّد في ابتلائه، فكثيراً ما تمرّ في حياتنا لحظات صعبة ثقيلة على النفس لكن من خلالها تحديداً تتجلّى لنا مظاهر حكمة الله و لطفه و حسن تدبيره.

    و لاشك أن كلّ منا تعرّض لموقف أو مواقف توجَّع منها و ضاق بها ذَرْعاً، و ربما شغل عقله و قلبه بردِّها والوقوف في وجهها، أو تحسَّر على أسبابٍ وموانع في ظنِّهِ أن لو اتَّخذها لنجا منها. فيفتح على نفسه باب (لو) الجالبة للحسرات والأحزان. حتى كشفت له الأيام مصداق قوله تعالى: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)، (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

    فأحببت أن يكون هذا الموضوع - كما يوحي عنوانه - مكاناً نجتمع فيه و يذكر كل منّا موقفاً معيناً ألحّ فيه وراء حاجة أو رغبة.. فقضى له الله بعكس ما اشتهى.. ثم كشف له بعدها أن الخيرة فعلاً هي فيما اختاره الله العليم الحكيم الرحمن الرحيم.

    اسمحوا لي أن أبدأ بنفسي أولاً

    مع بداية العام الدراسي الجديد دعوتُ الله طويلاً و بإلحاح أن يجنبني عناء تدريس طالبات الصف الأول الإبتدائي. فقد درستُ هذه المرحلة عامين متتالين حتى تدهورت صحتي و انهارت أعصابي. و لازلتُ حالياً في مرحلة نقاهة بعد عملية جراحية صعبة.. فخشيتُ على نفسي من ضغوطات و متاعب تدريس هذه المرحلة العويصة للسنة الثالثة على التوالي.

    استبشرتُ خيراً حين أسرّت لي الوكيلة المساعدة بأني سأدرّس طالبات الصف الثالث و الرابع لهذا العام، و فرحتُ حين تأكّدت من ذلك بعد أن اختلست نظرة إلى جدول العام الجديد.

    لكن ما أن بدأت الطالبات بالعودة للمدارس و بدأنا بتدريسهن حتى فوجئت برئيسة القسم تسحب مني الصف الرابع و تكلّفني بتدريس صفين أول ابتدائي! تألمت كثيراً في البداية لكن الله سبحانه ربط على قلبي و وفقني حتى لا أجزع أو أتسخّط (و أنا بطبعي كثيرة التذمر و الشكوى). واصلت الدعاء حتى أتخلص من هذا العناء و ألححت فيه، لكن لم يتغيّر شيء.

    مع مرور الأيام اكتشفت ما لم أتوقعه: معظم معلمات الصف الرابع يشكين مرّ الشكوى من مستوى طالباتهن الضعيف و سوء سلوكهن. بينما طالبات الصف الأول اللاتي بدأت في تدريسهن - و كذلك طالبات الصف الثالث - ظهر أنهن قمة في الأدب و الذكاء. لدرجة أنني لم أضطر حتى الآن لرفع صوتي عليهن قط - وأنا التي بحّ صوتي لمدة أسبوعين و أصابني صداع مزمن بعد تدريسي لهذه المرحلة خلال العامين الماضيين!- لأنهن لا يكدن يعصين لي أمراً، و إن فعلت احداهن فتكفي نظرة أو كلمة تهديد واحدة حتى ترتدع.

    فأحببتهن و أحببت تدريسهن، و هو ما لم أتوقعه أبداً.

    و قبل فترة أخبرتني رئيسة القسم أن معلمة جديدة ستنتقل إلى قسمنا قريباً جداً و ستتكفّل بتدريس صفٍ من هذين الصفين عوضاً عني حتى أرتاح.


    فسبحان الله الذي لا يخرج تقديره عن حكمة أو رحمة أو عدل. و الحمد لله حقاً في كل حال.


    ماذا عنكم يا اخوتي؟
    التعديل الأخير تم 09-23-2013 الساعة 07:58 PM
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك للمبادرة الطيبة . لا يخطر شيء على البال حالياً و لكن سأكتب إن تذكرت إن شاء الله

  3. #3

    افتراضي

    موضوع موفق .........
    ولدينا عشرات المواقف الحياتية التي تؤكده والله .......
    ولولا خوفي - وبعض الإخوة - من العين والحسد لأطلق الواحد منا لنفسه العنان في الحكي !

    ولكن لعلنا نذكر بعض المواقف البعيدة زمنا على الأقل : ومن باب (( فأما بنعمة ربك فحدث )) ..
    ومن باب الرد على المشككين والطاعنين في الدعاء وتأخر الإجابة أو استبدالها بالأفضل منها إن شاء الله ..

    لي عودة حين التفرغ لذلك ...
    وبارك الله في أختنا الفاضلة وفي فكرتها الموفقة ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولكن لعلنا نذكر بعض المواقف البعيدة زمنا على الأقل : ومن باب (( فأما بنعمة ربك فحدث )) ..
    ومن باب الرد على المشككين والطاعنين في الدعاء وتأخر الإجابة أو استبدالها بالأفضل منها إن شاء الله ..
    هذا بالفعل هو هدفي من كتابة الموضوع. و حتى أذكّر نفسي دائماً بنعم الله سبحانه، فما أكثر ما يُنسينا الشيطان.

    و لا أشترط على الإخوة و الأخوات أن يذكروا حادثة وقعت لهم شخصياً، فلا بأس من ذكر حادثة وقعت لأحد الأقارب أو الأصدقاء أو المعارف.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  5. #5

    افتراضي

    و الله إن فى هذه الأمور وجدت أمورا لا تعد و لا تحصى و فعلا ما كنت أحسبه شرا وجدته خيرا , و علمت إن نظرتنا للأمور ضيقة إذ نحن ننظر للأمور حسب تفكير عقلنا القاصر ,,,

    و ما وجدت أشد الأمور راحة و أكثرها خيرا و رخاء غير الذى أختاره الله بدون تدخل منى , فمتى رأيت الأمر يساق إلى سوقا حتى و إن كنت لا أبغيه فما هى إلا هنيهة و يتحول إلى باباً من الخير لا تجد له إنغلاقا ...

    أمور كثيرة جدا أدركت فيها معنى ( و الله يعلم و أنتم لا تعلمون ) أدركت فيها معنى ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أدركت فيها معنى ( و فوق كل ذى علم عليم ) أدركت فيها معنى ( لا تحسبوه شرا لك بل هو خير لكم ) ...

    من أكثر المواقف التى لا أنساها عملت فى شركة و كان معى زميل لى دخلنا نفس القسم و هو قسم مرغوب جدا لدى الجميع إذ تجد فيه راحة إلى حد ما ثم جائتنى رسالة بالبريد الأليكترونى يوما بتحويلى قسم آخر أكره حتى أسمه من شدة ما تلاقيه فيه من تعب و أرهاق و مجهود عصبى رهيب فضلا عن البدنى .. و حاولت المستحيل لألغاء ذلك دون جدوى فوافقت على مضض و أنا غير راض ( مع أنى أندم على ذلك اليوم ) و الله لا تتخيلون مدى الخير الذى عاد على من ذلك إذ بعدها مباشرة تم إسناد مشروع جديد إلينا سيشرف عليه بعض الشركات الأنجليزية و في هذا المشروع لم أجد بدا إلا الكلام بالأنجليزية معهم و أكتسبت الللكنة الإنجليزية البريطانية الصافية و صداقات كثيرة و خبرات لا لها حصر و الكثير و الكثير و كأنه خيرا منهمر ,,,

    موقف أخر فى صغرى

    كنت فى مدينة الإسكندرية و كنت ذاهب إلى مكان على ضواحى المدينة و كان هناك ( أوتوبيس ) تذهب به إلى هذا المكان مباشرة دون تغيير مواصلة أخرى و كان له مواعيد محددة و أقسم لكم إنى وصلت المحطة و الأوتوبيس يتحرك ليس بينى و بينه أمتار و أجرى خلفه و دون جدوى و لا تتخيلون مدى الإحباط الذى أحسست به و قتها و أنا ألتقط أنفاسى من الجرى ثم أضطررت لأن اركب شئيا أخر ثم بعده و سيلتين أخريتين و أمرى لله ( هنعمل أيه ) و أنا فى الطريق سبحانك ربى شاهدت الأوتوبيس على جانبه و الناس تحاول إخراج الركاب الجرحى .. منظر أثر فى نفسى كثيرا و أدركت كثيرا من المعانى حينها ,,,

    فعلا الحياة ما أكثر المواقف فيها التى تنبه الإنسان و لكن من يعتبر هو من كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ,,,

    لك الحمد ربى ملء السماوات و ملء الأرض و ملء ما بينهما و ملء ما شئت من شئ بعد ,,, اللهم ليس لدى الكثير من الأعمال الصالحة أستند عليه لكن واثق من رحمتك إياى بشدة محبتى لك و لنبيك و للصالحين من عبادك ,,,
    { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } - يونس 35

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ملاحظة مهمة و توصيب تُشكر عليه، أخي الفاضل.

    أسأل الله أن يغفر لي و للمؤمنين و المؤمنات.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حدث مع والدتي حفظها الله خلال دراستها أن قالت لها زميلات بتجنب القسم الإنجليزي لأن فيه صعوبات و مشقات و أن الأفضل لها أن تختار غيره . و قد فكرت فيما قلنه فعلاً و لكنها توكلت على الله و تخصصت بعدها و صارت مدرسة و لا هم يحزنون . صحيح أنها من كانت عازمة على هذا منذ البداية و لكني أتحدث عن زميلاتها . فها قد بارك الله فيما حسبنه شراً لها و الحمد لله

  8. #8

    افتراضي

    يبدو أن الله تعالى يأبى إلا أن أذكر لكم أحد مواقف الحياة اليومية حديثا ...
    وقد وقع معي هذا الموقف قبل ظهر اليوم : فشعرت أنه ما وقع إلا لأذكره هنا والله أعلم ...
    فأقول والله المستعان :
    ------------------

    بحكم عملي كمهندس معماري : أقوم بمراجعة أمانة جدة في بعض الأيام : لمتابعة بعض الرخص أو مشاكل إرسال المعاملات عبر نظام الأمانة الألكتروني بجدة .. أو غير ذلك من المشاكل (مبنى الأمانة كبير) ..

    المشكلة الوحيدة مع دخول الدراسة : أنني أنا الذي أقوم بإحضار الأولاد من المدرسة بعد صلاة الظهر - الساعة 1 تقريبا - ..
    ومعلوم أن المواصلات في جدة في هذا الوقت وقبله تكون غاية في الصعوبة .. فضلا عن أن أجد ليموزين أو تاكسي - فالعبد لله لا زال بلا سيارة -

    المهم :
    كانت لدينا أكثر من مشكلة متأخرة : يجب الذهاب بهم إلى مبنى الأمانة اليوم ..
    منها ما يتعلق بنظام الإدخال الألكتروني القديم - وهذا لا يكون زحمة بسبب التركيز الأكبر على الجديد الآن -
    ومنها ما يتعلق بنظام الإدخال الألكتروني الجديد - وهذا زحمة جدا لأنه جديد وبه الكثير من المشاكل والاستفسارات إلخ -
    ولكثرة المترددين على مهندس النظام الجديد لحل مشاكل المكاتب الهندسية والرد على استفساراتهم : يقوم الزائرون إليه بتسجيل أسمائهم في ورقة قبل مجيئة الساعة 11 : بترتيب حضورهم حتى لا تصير مشاكل بعدين بخصوص أولوية السؤال أو الجلوس معه ..

    المهم :
    على مضض شديد .. وبعد محاولة فاشلة لإرسال مهندس آخر زميل : لم أجد بدا من الذهاب بنفسي ...
    خرجت الساعة 10 ونصف صباحا : وأنا أعلم أني هكذا متأخر .. لأني تعودت الذهاب للأمانة باكرا قبل الساعة 11 بساعة على الأقل : لأسجل اسمي في أوائل الورقة إن لم أكن أولهم ..

    وحدث الآتي :

    1- ركبت ليموزين مع سائق لا يعرف الطريق .. أتعبني كثيرا .. وكلما شرحت له طريقا : يأخذ وقتا قبل أن يستوعب : فتكون قد فاتت إحدى دخلات الطريق الهامة !!!.. فأجد نفسي واقفا معه في إشارة طويلة جدا - ربما 7 دقائق ! - ولأول مرة أقف فيها : إذ أن الطريق المفترض لا يمر على إشارات أبدا - إما أنفاق أو كباري -

    2- صبرت ولم أتذمر .. وهذه ممارسة اكتسبتها مع الزمان حتى لازمتني ولله الحمد في عشرات المواقف .. فأنا على يقين من أن لله تعالى في كل شيء حكمة : حتى ولو ظهر غير ذلك .. حتى ولو كانت حكمته في اختباري أو إعطائي درسا جديدا - ولو مُرا - في الحياة !!.. وصبّرت نفسي بقولي أن بعض الأخطاء كانت من السائق بالفعل ولكنه معذور لأنه جديد في هذا الطريق - وبعضها مني لأني سهوت إحدى المرات عن لفت نظره لإحدى الدخلات حتى فاتتنا .. ولكني قلت في نفسي : ها هي الساعة الآن صارت 11 بالفعل : وأنا لم أصل حتى لمبنى الأمانة بعد !!!..
    وقررت ساعتها أني لن أغامر كثيرا .. فعند الساعة 12 أو 12 وربع على الأكثر : سوف أغادر الأمانة : وسواء قضيت حاجتي أو لم أقضها ..! فذنب الأولاد الصغار في رقبتي

    3- عند وصولي لمبنى الأمانة : تركت الدخول لمهندس النظام القديم في الدور الأول - لأني أعرف أنه كده كده فاضي ليس عنده زحمة - : وهرولت لمهندس النظام الجديد في الدور الثالث ..

    4- عندما وصلت وأمسكت الورقة لأسجل اسمي فيها : وجدت أني رقم 11 !!!!.. وهذه بالنسبة لي كانت صدمة قاسية
    لأن كل مكتب غالبا ما يحمل أكثر من مشكلة ليسأل عنها أو يحلها وليس مشكلة واحدة - عن نفسي كان معي مشكلتين -

    5- رغم أن الساعة قد تخطت الـ 11 بالفعل : إلا أن المهندس لم يأت بعد - ليزداد الطين بلة ولسان حالي يقول : هي ناقصة ! -
    نظرت لمهندسي المكاتب بالفعل وهم ينتظرون مثلي : فقلت في نفسي : أنزل لمهندس النظام القديم أفضل .. وأكسب وقتا إلى حين تتقلص بعض القائمة مع المهندس الجديد ...
    أخرجت بعض الأوراق لأدون بعض الملاحظات (( وهذه اللقطة هامة في متابعة الموقف : انتبهوا ))

    6- نزلت على سلم الطواريء : طلبا للسرعة عن انتظار المصاعد في مبنى تصل طوابقه إلى 19 دور ما شاء الله !!..
    تعطلت قليلا إلى أن استطعت دخول قسم الـ it .. ثم مكتب مهندس النظام القديم ... وهنا :
    لم أجد الورقة التي فيها المشكلة ورقمها التي أريد أن أسأله عنها !!!!..
    أخذت أقلب في حقيبتي وأوراقي يمنة ويسرة وفي جيوبي : لم أجدها .... إذا :
    هي إما ضاعت أو سقطت مني والله المستعان .. وإما قد نسيتها في مكتب مهندس النظام الجديد عندما كنت أدون بعض الملاحظات (وهذه هي اللقطة الهامة التي أخبرتكم عنها)

    7- من جديد : لم أتذمر ولم أغضب .. فقط : أيقنت أنه قد ضاع من الوقت بالفعل ما ينسف احتمالية جلوسي مع مهندس النظام الجديد اليوم !!..
    فإلى الساعة 11 لم يكن قد أتى بعد !!!.. فضلا عن أنه قبلي 10 أشخاص !!!..

    8- عند وصولي لمكتب مهندس النظام الجديد : وجدت الورقة بالفعل .. فأخذتها وفتحت الباب لأخرج من صالة الانتظار : وجدته هو يفتح الباب ليدخل !!!!!!!.. حيث أنه إلى هذه اللحظة لم يكن قد أتى ...........!
    < كل تأخيرة وفيها خيرة إن شاء الله >

    9- سلمت عليه وهممت بالانصراف - فأنا حالة هوبليس كيس hopeless case والساعة صارت 12 إلا ثلث !!!.. وأمامي 10 مكاتب ... ولكن : شيئ ما - ربما الفضول - شدني للوقوف لحظات والنظر إلى ما سيحدث ... أو ربما لأني لم أجد أحدا من الجالسين يندفع إليه كعادتهم عند دخوله - ولاحظت هنا أن الوجوه تغيرت من المنتظرين - المهم :
    وقفت أشاهده ...

    10 - نادى على أول اسم في القائمة : فلم يرد عليه أحد ...!
    نادى على الاسم الثاني : فلم يرد عليه أحد ....! < هنا سارعت بالجلوس إلى جواره >
    نادى على الاسم الثالث والرابع : فلم يرد عليه أحد ...! < قلت يا واد مش معقول العشرة كلهم مشيوا .؟! >
    سكت المهندس قليلا في تعجب ... فقال له أحد المنتظرين الواقفين :
    أنه لما تأخر في الحضور اليوم : تفرق المهندسون ليقضوا حاجات أخرى في مبنى الأمانة لحين حضوره لكسب الوقت ..! وأن منهم مَن مشى !
    عاد ليقرأ المهندس الأسماء من الأول < كنت عايز أقوله يا ابني الله يخليك : ابدأ من رقم 5 اللي وقفت عنده خلينا نخلص >
    ظل يقرأ رقما رقما في بطيء < الذكي لو لاحظ : أنه لو كان أحد أوائل المسجلين في القائمة موجودا : لجاءه أصلا من دون نداء ! >
    هو يقرأ :
    وأنا أقول في نفسي : مستحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل أن يحدث ما أظن
    هو يقرأ :
    وأنا أقول في نفسي : لو وقع ما أتمناه : لكتبته اليوم في منتدى التوحيد بعد عودتي من العمل ومدرسة الأولاد
    هو يقرأ :
    وأنا جالس بجواره وقد بدأت في الابتسام الشديد غير مصدق نفسي ..! كل ذلك عشان نسيت الورقة ! سبحان الله !
    واللا يمكن عشان لم أتذمر ولم أغضب على التأخير بالتاكسي أو الغضب عند نسياني الورقة ؟!!..
    رقم 8 ......... ليس موجود ..
    رقم 9 ........ ليس موجود ..
    وهنا : لم أتمالك نفسي من الضحك .. حتى أن المهندس نظر لي باستغراب ...! أيه المجنون ده ؟!!.. - أكيد قال كده -
    لأنه ما فيش أي سبب ظاهر للجالسين يدعوا للضحك - ربنا يسامحني - ...!
    رقم 10 ....... ليس موجود .. <<< مش ممكن ! >>>
    رقم ......................... إيوه حضرتك ... - لم أتركه يكملها - .. أنا العبد الفقير الجالس أمامك ...
    ياللا بسرعة قبل ما حد من الإخوة الغير موجودين ييجي ...............
    < مصائب قوم عند قوم : فوائد >

    11- أنهيت مهمتي معه في ثلاث دقائق ولله الحمد !!!.. ثم نزلت إلى مهندس النظام القديم وأنهيت مهمتي معه في عشر دقائق ولله وحده الفضل والمنة !
    ورجعت مبكرا إلى البيت - قبل حتى صلاة الظهر بنصف الساعة !!! - : ثم خرجت مرة أخرى صلاة الظهر : وأحضرت الأولاد ...

    أعتذر عن الرغي والإطالة المعتادين مني
    ولكن شعرت أن الموقف قد وقع اليوم والله لأذكره هنا ... !
    ولن أبخل بالمزيد إن شاء الله حين يتسنى ... - وإن كنت أود تخصيص مشاركة عن كيفية تدريب النفس على ذلك أولا -

    فاللهم لك الحمد ... ارزقنا اليقين والإيمان والصبر وحسن الظن بك والتوكل عليك ...
    اللهم آمين ...
    التعديل الأخير تم 09-24-2013 الساعة 03:24 PM

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وإن كنت أود تخصيص مشاركة عن كيفية تدريب النفس على ذلك أولا
    ليتك تفعل يا أستاذنا! لعل المبتدئين أمثالي يستفيدوا و يفيدوا.

    فاللهم لك الحمد ... ارزقنا اليقين والإيمان والصبر وحسن الظن بك والتوكل عليك ...
    آمين يا رب العالمين. فلنكثر من هذا الدعاء يا اخوتي، فربنا يقول: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء). و عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.

    فاللهم ارزقنا حسن الظن بك كما يليق بجلالك و جمالك، و لا تجعلنا من الذين أرداهم سوء ظنهم بك. سبحانك يا ذا الجلال و الإكرام.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال ابن مسعود رحمه الله و رضى عنه: (والذي لا إله إلا غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله ظنه، ذلك بأن الخير بيده).
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أحب ما وقع لي من هذا هو وقوفي على رابط منتدى التوحيد في موضوع في منتدى رصين قبل ثمان اعوام تقريبا في مشاركة للجندي المجهول الذي لا ادري اين اختفى , فكرهت الدخول اليه لظني انه من المنتديات التي يكثر فيها الجدال و الشتائم و تقل فيها الفائدة , و ها أنذا كل يوم أستفيد و على ذكر الفائدة وصف الله بالحرص في الكلام المنسوب لابن القيم لا يبدو ان عليه شيء . فيبدو انه من باب الاخبار الأوسع من باب الأسماء و الصفات بلفظ مرادف لها , و هو من التوسعات التي لها أمثلة في كلام الناس و كلام العلماء قديما و حديثا بلا نكير ...و الله أعلم

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا حرمنا الله من مشاركاتكم النافعة.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  13. #13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمَة الرحمن مشاهدة المشاركة
    ليتك تفعل يا أستاذنا! لعل المبتدئين أمثالي يستفيدوا و يفيدوا.
    أقول في عجالة لضيق الوقت :
    ------------------------

    1...
    لكي تكتسب مع الزمن قدرة على استشفاف الخيرية دوما فيما كتبه الله لك - ما دمت مؤمنا راضيا به - وأن الخيرة هي فيما كتب لك : لا فيما تظن أحيانا أنه الأفضل لك :
    يجب أن تملك عقلا عاملا ......!
    أي :
    عقلا تدربه دوما على التبصر في حالك وفيما حولك : وأن تتدبر وتفكر وتقوم بتحليلات لتخرج بنتائج ...!
    ولعلك تدرك - بعد قصير وقت أو طويل وقت حسب قدراتك وما سيتيسر لك النظر فيه - : هذه الحقائق لأكثر من مرة !!!..
    وهنا يطمئن عقلك إلى أنه ما ثبت بالتجربة والواقع أكثر من مرة : فهو قاعدة تليق بحكمة الله تعالى الذي تؤمن به :
    سواء تبدت لك أحيانا أخرى في باقي حياتك ولنفسك أو لغيرك : أو استعصت أحيانا عن التماس حكمتها ....
    فسيبقى الأصل دوما في داخلك وفي يقينك ... والعاقل مَن يقيس المختلف فيه على الثابت لا العكس ..!

    2...
    في طفولتي امتلكت هذا العقل ولله تعالى الشكر والنعمة ...
    جزء منه هبة ربانية .. والآخر هبة أيضا ولكن عن طريق تيسير الله تعالى الوالدين لي فيه ...
    حيث منحاني مساحة واسعة من الحرية التي لا تعيق العقل والتفكير فيها عوائق ...
    ورغم أن ذلك لم يكن حسنا بأكمله 100 % - أي كان له سيئات - : إلا أن حسناته كانت أكثر والحمد لله ..
    تعلمت النظر في كل شيء حولي من أشخاص لظروف لملابسات لمواقف لنتائج إلخ ..
    فإذا فعل فلان كذا : أتساءل في داخلي : لماذا فعل كذا ؟؟.. وأحاول أن أقترح الردود والاحتمالات بيني وبين نفسي ..
    وإذا وقع كذا لفلان - خيرا أو شرا - : أتساءل أيضا في داخلي عن الأسباب المقترحة لوقوع ما وقع له ؟؟..
    وبهذه الصورة :
    انقلب هذا التفكير بعد فترة يسيرة للتفكير في حالي أنا نفسي ...
    وصرت أغلب الوقت في حوار داخلي .. وأحيانا أستشعر فيه معية الله تعالى بالمراقبة والحُكم والحكمة في التدبير والتقدير ....

    3...
    فصرت مثلا إذا ذهبت للبقالة أو أحد المشاوير في ذلك السن الصغير : أنظر للطريق الذي سرت فيه وأسأل :
    أليس من تقدير الله أني سأسلك هذا الطريق بدلا من الطريق الآخر من عند فلان ؟؟.. أكيد هناك حكمة وقدر معين !!!.. وهكذا ..
    وبالطبع كان هذا التفكير مبالغ فيه أحيانا - أي تصور أنه مع كل مشوار وطريق أسلكه هناك سبب ما وحكمة ما لصرف شيء عني أو وقوع شيء لي - .. ولكن مثل هذا التفكير كان مترسخا فيّ زمانها من واقع بعض المواقف بالفعل التي كانت تحدث لي - أو لغيري - من سلوكه لطريق فيقع له مكروه - وعليه : لو كان سلك الآخر ما كان وقع له مكروه : ومن هنا بدأ التفكير في الاحتمالات والأقدار وكيف يسوق الله تعالى الناس إلى مقاديرهم بلطف وحكمة - ...!

    4...
    استمريت على هذا الحال زمنا طويلا .. حتى صرت أهدأ حالا وأهدأ بالا عن أقراني في تلقي الأخبار - حزينة أو مُفرحة - ..
    فكل شيء مكتوب ............
    أيضا كان لوالدي حفظه الله وجزاه عني خيرا دور في تثبيت ذلك الحس في (عمليا) ...
    فما أشبه حاله في رفقه بي بحال النبي صلى الله عليه وسلم في رفقه بأنس رضي الله عنه وهو الطفل الصغير ...
    وأرجو التركيز في الأحاديث التالية من صحيح مسلم عن أنس : لأني سأخرج منها بفائدة جليلة بعدها .. إذ قال أنس :

    " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين .. والله ما قال لي أفا قط !!.. ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا : وهلا فعلت كذا " !!..

    " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة : أخذ أبو طلحة بيدي : فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. إن أنسا غلامٌ كيّس .. فليخدمك .. قال : فخدمته في السفر والحضر .. والله : ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا !!.. ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا " ...!

    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحسن الناس خلقا .. فأرسلني يوما لحاجة .. فقلت : والله لا أذهب !!.. وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم !!.. فخرجت .. حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق .. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي !!.. قال : فنظرت إليه وهو يضحك فقال : يا أنيس : أذهبت حيث أمرتك ؟.. قال : قلت : نعم .. أنا أذهب يا رسول الله " ...!

    والشاهد إخواني .. والفائدة الجليلة التي أخبرتكم أني خرجت بها من مثل هذه الأحاديث :
    هو أنه بجانب دلالتها على شدة رحمة النبي بالأطفال ورفقه بهم : إلا أنها تدل على شيء آخر يبين لنا سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم في أنه :
    هناك بعض الأشخاص - كالطفل الصغير والمجنون والمريض مثلا - : لا ينبغي لعاقل أن يتوقف معهم طويلا في أشياء أجراها الله تعالى منهم قدرا : هم غالبا يكونون أبعد عن التعمد فيه ...!
    ولكن الحكيم الفطن السايس الهاديء : يقيم لكل إنسان قدره في التعامل .. ولكل موقف قدره كذلك ...!!
    فمثلا :
    لماذا كثير الحزن والتذمر والغضب إلخ إلخ على شيء : ليس لك يد فيه أصلا - وربما غيرك كذلك - ! مثل موت قريب أو ضياع حقيبة سفر في حادث أو أو أو !
    وإنما يمكن التوقف قليلا مع الأشياء التي يكون لك يد فيها : فتلوم نفسك وتستحثها على النتباه في المرة القادمة أو تصحيح الوضع أو الاستفادة من معلومة جديدة من خطئك الفائت إلخ

    5...
    بدأت مع الوقت - ومع كثرة قراءتي في الدين والقرآن والسنة بتمعن - ألحظ توافقا بين ما استشعرته ووصلت إليه من معاني في حياتي - صرت كالمحلل النفسي لكل مَن حولي - : وبين نصوص القرآن والسنة الدالة على نفس هذه الحقائق بل وتثبتها !!!.. فحمدت الله تعالى وعلمت أني على صواب : فزاد يقيني بقدر الله تعالى وحكمته وخيريته للمؤمن .. وعليه :
    فليقر المؤمن وليهدأ بالا في كل ما يتعلق بتصاريف ربه عز وجل : ما علمنا منه حكمته أو استشفينا بعضها أو ما لم نعلمه !
    يقول عز وجل :
    " ما أصاب من مُصيبة في الأرض ولا في أنفسكم : إلا في كتاب من قبل أن نبرأها .. إن ذلك على الله يسير .. لكيلا تأسوا على ما فاتكم .. ولا تفرحوا بما آتاكم : والله لا يُحب كل مختال فخور " الحديد 22 - 23 ..

    ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
    " لا يؤمن عبد : حتى يؤمن بالقدر خيره وشره .. وحتى يعلم أن ما أصابه : لم يكن ليخطئه .. وما أخطأه : لم يكن ليصيبه " .. رواه الترمذي ..

    ومثل هذه المعاني العظيمات في النفس : لا تبعث فقط على راحة البال وهدوء الحال - ولا أعني الكسل أو بلادة المشاعر - ولكنها تبعث أيضا على مكارم الأخلاق بصورة أكبر ممَن تضعف عنده مثل هذه المعاني أو لا يلمسها يقينا في حياته !!!..
    مثلا :
    تجد المؤمن بذلك كريما : لا يخشى إنفاقا في الخير !!!.. فيقينه بالله تعالى أكبر من غيره .. ويقينه بخيرية الله تعالى له أكبر كذلك سواء خلفه في الدنيا أو الآخرة !
    ومثلا :
    تجده أكثر صبرا وثباتا عند وقوع المصائب وعند اشتداد الملمات بالناس !!.. فهو أقلهم جزعا .. وأقلهم خوفا ...
    ومثلا :
    تجده أكثر شجاعة في قول كلمة الحق لا يخشى فيها لومة لائم !!!.. كيف وقد امتلأ قلبه يقينا وعبرة وعظة بأن الباقيات الصالحات هي الأفضل ثوابا عند الله !!.. وأن موت الإنسان وحياته أو هلكته ونجاته إلخ إلخ : هو مرهون بقدر الله تعالى : لا بيد غيره من البشر !!!..
    " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء : لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك !!.. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء : لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك !!.. رُفعت الأقلام وجفت الصحف " !!.. رواه الترمذي من حديث نصيحة النبي لابن عباس رضي الله عنه .. وفي رواية غير الترمذي :
    " واعلم أن ما أخطأك : لم يكن ليصيبك !.. وما أصابك : لم يكن ليخطئك !.. واعلم أن النصر مع الصبر .. وأن الفرج مع الكرب .. وأن مع العسر يسراً " ..

    فإنما كل البشر : هم أسباب !!.. مهما بلغت سلطاتهم وقواتهم وجبروتهم وطغيانهم !!.. وأنه ليس منهم رب الأسباب !!!..
    فإنما الله تعالى فقط سبحانه هو مسبب الأسباب !!.. وهو القادر فقط سبحانه على التصرف حتى في القلوب فيصرفها حيث يشاء إذا شاء !!!..
    ولعل هذا المعنى الأخير هو الذي ألقى عليّ رهبة من الآية التالية إذ فهمتها على هذا المحمل :
    فوجدت فيها تهديدٌ - وأي تهديد ! - لمَن يتغافل (( عمدا )) عن الاستجابة لدعوة الحق من الله ورسوله :
    " يا أيها الذين آمنوا : استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم !!.. واعلموا : أن الله يحول بين المرء وقلبه !!!.. وأنه إليه تحشرون " الأنفال 24 ..

    حيث فهمت منها أنه - وكما ثبت في القرآن - أن الجزاء من جنس العمل .. وأن الله يهدي مَن يستحق الهداية وسعى لها .. ويُضل مَن يستحق الضلال بإعراضه عن الحق :
    فإن الله تعالى قادر على أن يقابل المتغافل (عمدا) عن سبيله : بأن يصرف قلبه عن اتباع الحق بعد ذلك : فيحول بينه وبين اليقظة والتوبة حتى إذا أراد لنفسه النجاة بغير صدق عمل وسعي !
    والله المستعان ...!
    ----------------------

    هذه بعض الخواطر التي رأيت أن أكتبها هنا لعلها تفيد أحد الإخوة أو الأخوات ...
    أو أحد الآباء والأمهات فيُربون أبناءهم وبناتهم عليها : ويغرسونها فيهم منذ الصغر .......
    لعلها تكون لهم طريقا هاديا في الحياة ...
    وحبلا لمناجاة الخالق عز وجل دوما في السكنات والحركات وفي السر والعلن ....!
    حتى أن أحدنا ليدعو الله قبل المعصية أو الوقوع في الشبهات بين الحلال والحرام أن يبعده عنها : فيبعده عنها برحمته :
    فتكون في عين أحدنا نعمة وأي نعمة !!.. فوالله نحن الضعفاء حتى عن المعاصي لولا أن يُثبتنا الله !!!.. ونحن الأجرأ على الشبهات لولا أن يصرفها الله أو يلهمنا رشدنا !!!..
    ولعل في صلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة هنا من الفوائد الكثير الذي يبث معاني التسليم لعلم الله تعالى ولقدره ولحسن الظن والتوكل عليه ..

    والله تعالى أعلى وأعلم ...

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رغم اني ارى ان احافظ على خصوصية هذه المواضيع لانها بين العبد و ربه لكن مشاركتها هنا انفع و احب الى الله من كتمانها :


    منذ مدة طويلة جدا...عندما كنت امر بمرحلة البحث عن الحقيقة، في احد ليالي الشتاء، و الكل نائم، اطفأت جهاز الحاسب و دخلت الصالة و جلست وحيدا في الظلام و رفعت يدي الى السماء و قلت : ربي لقد داق بي الحال، و قد تسبب لي ذلك فيما تعلم من ضياع للاعمال و الشباب و الطمأنينة و السكينة....اللهم اني ما عدت استطيع، فقد اشتد علي هذا البلاء حتى بلغ مني مبلغه، اللهم انك ان تعلم اني امضيت حياتي جلها في البحث عنك، فاستجب لي و ازل عني هذه الحال، او ائتني ببرهان منك، اعلم به انك مطلع علي و انك موجود للاستجابة لي، و الا فاني قد هلكت في ديني و دنياي و انا من اخسر الخاسرين...". و هذه هي المرة الوحيدة التي دعوت فيها الله بهذا الشكل و بهذا الخشوع و التسليم التام على ما اذكر.

    مسحت قطرات الدموع، و قلت ليس من الاحسن الا الهرع و البحث عن كتاب الله في احد رفوف الغرفة، فهو خير انيس في جوف هذا الليل، و بدون قراءته لن استطيع النوم، و عندما كنت ابحث عنه وسط الكتب الاخرى، التي قرأتها كلها تقريبا، فاذا بيدي لا اراديا و الله... تذهب لاحد الكتب صغيرة الحجم مباشرة، و استغرب و اقول منذ 15 سنة و انا في هذا المنزل و لم ارى في حياتي هذا الكتاب ؟ ايعقل امضي كل هذا الوقت في قراءة كل الكتب الموجودة عندنا و لم اره ؟ المهم هذه اللحظة اخوتي مهمة جدا لماذا ؟ لاني حينها علمت ان عنوان الكتاب ليس عادي، و قلت معقول ؟ ايمكن ان يكون في اكتشافي لهذا الكتاب جواب لداعي الذي توجهت به لله تعالى منذ قليل، كيف ذلك ؟ بل يا اخوتي لكي اكون صادقا علمت في تلك اللحظة ان الدعاء استجاب، و المشكلة ان الكتاب قديـــــــم جدا، لدرجة يستعسر فتح صفحاته، بل اكاد اقول انه من يوم وضع في المنزل لم يفتحه احد، حتى بدأت تتلاشى صفحاته، فاذا بي اضعه امامي لاقرأ العنوان : فاذا بالكتاب اسمه :

    " اللـــــــــــه جل جلاله " طبعا لا يمكن تخيل الحالة النفسية التي كنت فيها قبل ان افتح الكتاب، اترك لكم ان تتخيلوا ماذا فعلت لمدة ربع ساعة قبل ان اشرع في القراءة....بصراحة لم يكن يهمني المضمون بقدر ما ادهلتني سرعة الاستجابة، ايعقل ؟ اسقط على كتاب اسمه مطابق لذلك الشيء الذي شككت فيه فقط بعد دعائي له .
    الكتاب تقريبا 15 سنة و هو يجول في رفوف المنزل دون الحظ ذلك ؟ فقرأت و قرأت و الكتاب على قدمه يشرح ادلة وجود الله شرحا مبسطا ميسرا،تخيلوا ؟ لم يتحدث مثلا عن جوده و لا كرمه و لا جنته و لا ناره بل فقط عن الادلة التي نستخدمها تقريبا هنا في المنتدى الدالة عليه و على صفاته....طبعا عند نومي تلك الليلة، تغير كل شيء، تغيرت نظرتي للحياة تقريبا، كيف لا و انت تعلمه ان خالقك يحبك و نظر الى حالك فاستجاب لك دعائك مباشرة.

    طبعا هناك اشياء اخرى، اذكرها في ما بعد ان سنحت الفرصة....فاللهم لا تحرمنا من الاستجابة لدعواتنا، فقد كانت سببا في هدايتي و هداية الكثيرين...و اقدم هذه المداخلة لكل متشكك باحث عن الحق لاني اعزم ترك المنتدى مؤقتا...و الحمد لله رب العالمين...

  15. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ساكتب ما حدث لصديقتي اول امس
    من المقرر في كليتنا ان نختار التخصص في السنة ال1 لكن لقلة معلوماتنا حول هذه التخصصات احترنا حول التخصص المناسب لنا خصوصا ان هناك موادا لم ندرسها من قبل بحكم ان تخصصنا في الثانوية كان اداب و فلسفة ..المهم اننا احترنا بين التخصص الذي يقال ان الاستفادة تكون فيه اكبر وكان هذا كتاب وسنةوبين تخصص االعقيدة وبما اننا نحب الفلسفة كثيرا واستطيع القول اننا تذوقناها فالتخصص المفيد لنا كان العقيدة باعتبار اننا ندرس فيها فلسفة اسلامية و موادا فكرية....المهم ان مواد تخصص العقيدة رائعة ..فكانت الحيرة هل نختار ما نحب ام مايتوجب اختياره (الافضل); طبعا انا اخترت ما احب و حسمت امري واخترت العقيدة ففي النهاية ما يراه الاخر جيدا قد لا اراه انا كذلك و الطبع لم اخبرها انا عن التخصص الذي اخترته حتى لا ترجح كفة العقيدة بسببي..وكانت المفاجاة ان اختارت كتاب و سنة تحت ضغوطات وبمجرد ان اختارت بدات تبكي ولكم ان تتخيلوا ...وما زادها تعاسة انني اخترت ما اردت وضربت باقوال الناس عرض الحائط رغم كل المحاولات وهي استسلمت للراي الاخر..وامضت كل الاجازة الصيفية تندب حظها وتبكي ليلها ونهارها وفي هذا العام عند اقتراب موعد التسجيلات تدهورت حالتها فعلا حتى انها لم تر المحاضرات المبرمجة عليهم بل شاهدت محاضراتي!!حينها لم تجد الا ان تقدم الطعن وقبوله كان من 7 المستحيلات (بدون واسطة طبعا)فاستسلمت من جديد حينها اخبرتها اننا لا نملك واسطة لكن لدينا الله.. احسني الظن بالله وسترين; في اليوم الموالي ذهبنا لتقديم الطعن بمجرد ان دخلنا واعطينا المسؤول عن التوجيه الورقة قرا العنوان فقط ونادى العامل لديه ليغير لها التخصص هكذا ببساطة وسهولة حتى أن ذلك العامل تفاجأ وسألنا كيف استطعنا تغيير التخصص لما قلنا له بفضل الله لم يصدقنا..الحمد لله ..من وجد الله فماذا فقد
    وهي تعلمت ان تتمسك بمعتقداتها ;تؤمن بافكارها; ان تدافع عما تحب; والا تستمع لكلام الناس دائما.. والان هي تشعر بالاستحقاق _انظروا مالذي يقوله عنه ابراهيم الفقي رحمه الله_ وان تحسن الظن بالله وامورا اخرى ​حتى لا أطيل لن أذكرها
    كن مع الله ولا تبالي​..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟
    بواسطة أخوكم في المنتدى خنفشاريات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-25-2014, 02:00 AM
  2. تعليل أفعال الله وإثبات الحكمة فيها.
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-18-2011, 03:31 AM
  3. نعم .. هذه المسألة يخطئ فيها كثير حتى بعض طلبة العلم قد يقع فيها
    بواسطة ابوابراهيم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-19-2010, 01:42 PM
  4. الحليم حيران فيما يحصل الآن
    بواسطة البرنس في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-01-2007, 07:41 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء