النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: خطبة الوداع و حجة الوداع

  1. #1

    افتراضي خطبة الوداع و حجة الوداع

    خطبة الوداع و حجة الوداع
    خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونتوب اليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أوصيكم عباد الله بتقوى الله, وأحثكم على طاعته, وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد, أيها الناس, اسمعوا مني أبيّن لكم, فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. أيها الناس, ان دماءكم وأموالكم حرام عليكم الى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا, ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد. فمن كانت عنده أمانة فليؤدها الى من ائتمنه عليها. ان ربا الجاهلية موضوع, وان أوّل ربا أبدأ به ربا عمّي العباس بن عبد المطّلب, وان دماء الجاهلية موضوعة, وأول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث, وان مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية, والعمد قود, وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر, وفيه مائة بعير. فمن زاد؛ فهو من أهل الجاهلية. أيها الناس, ان الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه, ولكنّه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقّرون من أعمالكم. أيها الناس, ان النسيء زيادة في الكفر, يضل به الذين كفروا, يحلّونه عاما, ويحرّمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرّم الله, وان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض, منها أربعة حرم: ثلاث متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة ومحرّم ورجب الذي بين جمادى وشعبان, ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد . أيها الناس: ان لنسائكم عليكم حقا, ولكن عليهنّ حق ألا يوطئن فرشكم غيركم, ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيتكم الا باذنكم, ولا يأتين بفاحشة؛ فان فعلن, فان الله قد أذن لكم أن تعضلوهن, وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح, فان انتهين وأطعنكم, فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وانما النساء عندكم عوان, ولا يملكنّ لأنفسهن شيئا, أخذتموهن بأمانة الله, واستحللتم فروجهن بكلمة الله. فاتقوا الله في النساء, واستوصوا بهن خيرا, ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد. أيها الناس, انما المؤمنون اخوة, ولا يحل لامرئ مال أخيه الا عن طيب نفس منه, ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد. أيّها الناس, ان ربكم واحد, كلكم لآدم وآدم من تراب, أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس لعربي فضل على عجمي الا بالتقوى. ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد. فليبلّغ الشاهد منكم الغائب. أيها الناس, ان الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث, ولا تجوز لوارث وصيّة, ولا تجوز وصيّة في أكثر من الثلث, والولد للفراش وللعاهر الحجز. من ادّعى الى غير أبيه أو تولّى غير مواليه؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم ورحمة الله ".

    ---------------------
    -----------------
    ------------
    حجة الوداع

    يُعتبر الحجُّ مُؤتمرًا عالميًّا، يَجتمع فيه المسلمون من كلِّ بِقاع العالم، فيلْتقون على عبادة الله، والاستجابة لنداء إبراهيم - عليه السلام - وقد أصبح الحجُّ في أيامنا مُلتقى الملايين من هؤلاء المسلمين، الذين يتقاطرون على أماكن العبادة بمكة، راغبين في الأجر والثواب، ومَحْو الذنوب، والأوبِ إلى الله - عز وجل - وهو ما لا تجده في شريعة أخرى غير شريعة الإسلام.

    وقد كان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَستغلُّ فرصَ تَجمُّع المسلمين؛ ليفقِّههم في دينهم، ويوصيهم بما ينفعهم في الدنيا والآخرة؛ بل إن مجالسه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلها ترغيب وترهيب وتذكير بالله، كما قال ابن رجب الحنبلي.

    وقد أحببتُ - أيها المسلمون - أن نقفَ على بعض مَعالم تلكم الخطبة العظيمة، التي لم يَعرف التاريخُ مثلَها، ولم يَنطق أحدٌ بأفصحَ منها، وهي المشهورة بخطبة (حَجَّة الوداع)، التي ألقاها - عليه الصلاة والسلام - بين يدي الصحابة الكرام يومَ عرفة، ومنها ما ذكره بمنًى يوم النحر، من حَجَّته الوحيدة التي حَجَّها - في الإسلام - في السنة العاشرة، وكان قد أذَّن في الناس أنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حاجٌّ - كما في صحيح مسلم - فاجتمع بين يديه أزْيَد من مائة وأربعين ألفًا، آمرًا إياهم أن يأخذوا عنه مناسكهم، بعد أن قال لجرير: ((استنصِتِ الناسَ))؛ مُتفق عليه، بل كان من الكَرامات أن هذا الجمَّ الغفير كان يَسمع صوت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - دون مُكبِّرات صوت، ولا أجهزة تسميع، إلا ما كان من ربيعة بن أمية بن خلف، الذي كان يُعيد أقوال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليسمع الناس، قال عبدالرحمن بن مُعاذ التيمي - رضي الله عنه -: "خطبَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونحن بمنًى، فَفُتِّحَتْ أسماعُنا، حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار".

    لقد تضمنت هذه الخطبة الإعلان الحقيقيَّ لحقوق الإنسان، وشغلتْ قضايا التوحيد نحوَ الثُّلث منها، وَوضعت اللمسات الأخيرة على صَرحِ الدين الإسلامي، الذي حكم الدنيا وشغل الناس بمبادئه، لا بالمظاهر الخارجية، قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: حَجَّ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على رَحلٍ رَثٍّ، وقطيفة تُساوي أربعة دراهم، أو لا تساوي، ثم قال: ((اللهم حَجَّة لا رياءَ فيها ولا سمعة))؛ "صحيح سنن ابن ماجه".
    وَرَحَّبَ النَّاسُ بِالإِسْلاَمِ حِينَ رَأَوْا أَنَّ الإِخَاءَ وَأنَّ العَدْلَ مَغْزَاهُ
    وإنما سُمِّيت بحَجَّة الوداع؛ لأنه لم يَحج بعدها، فكأنه ودَّعهم بهذه النصائح الجليلة، حيث لم يَمكث - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعدها سوى ثلاثة أشهر - في أشهر الأقوال - حتى توفَّاه الله.

    عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رجلاً من اليهود قال له: "يا أمير المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرؤونها، لو علينا - معشرَ اليهود - نزلتْ، لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيُّ آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو قائم بعرفة يوم جمعة"؛ مُتفق عليه.

    وهذا الزمان قد استدار، وأصبح الإسلام غريبًا بين أبنائه، فهلاَّ استمعنا إلى هذه الخطبة البليغة من جديد، لا سيما وأنها غَضَّة طريَّة، أصدق ما تكون على مجتمعاتنا بكلِّ المقاييس؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أيها الناس، اسمعوا مني أبيِّن لكم، فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في مَوقفي هذا.

    أيها الناس:
    إن دماءكم، وأموالَكم، حرامٌ عليكم إلى أن تَلقَوْا ربَّكم، كحرمةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغتُ، اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة، فليؤدِّها إلى من ائتمنه عليها.

    إن ربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربًا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبدالمطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث، وإن مآثر الجاهلية - يَعني أعمالها - موضوعة، غيرَ السِّدانة والسقاية، والعَمْد قَوَدٌ – يَعني: القتل العمد قصاص - وشِبْهُ العَمد ما قُتِلَ بالعصا والحَجَر، وفيه مائة بعير، فمن زاد، فهو من أهل الجاهلية.

    أيها الناس:
    إنَّ الشيطان قد يئسَ أن يُعبدَ في أرضكم، ولكنه قد رضي أن يُطاعَ فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم.

    أيها الناس:
    إن النسيء زيادةٌ في الكفر، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدةَ الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعةٌ حُرم: ثَلاثٌ متواليات، وواحدٌ فرد، ألا هل بلَّغت، اللهم فاشهد.

    أيها الناس:
    إن لنسائكم عليكم حقًّا، ولكم عليهن حقٌّ؛ ألا يُوطِئنَ فُرُشَكم غيرَكم، ولا يُدخِلنَ أحدًا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتِينَ بفاحشةٍ، فإذا فعلنَ ذلك، فإنَّ الله أذِنَ لكم أن تَهجروهُنَّ في المضاجع، وتَضربوهُنَّ ضربًا غير مُبَرِّحٍ، فإن انتهينَ وأطعنكم، فعليكم رزقهُنَّ وكِسوتهُنَّ بالمعروف، وإنما النساء عوانٍ عندكم - يَعني أسيرات - ولا يَملكنَ لأنفسهِنَّ شيئًا، أخذتموهُنَّ بأمانة الله، واستحللتم فروجَهنَّ بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهنَّ خيرًا، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

    أيها الناس:
    إنما المؤمنون إخوة، ولا يَحلُّ لامرئٍ مالُ أخيه إلا عن طيب نفسٍ منه، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، فلا ترجعوا بعدي كفَّارًا يَضرب بعضُكم رقابَ بعض، فإني قد تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده؛ كتاب الله.

    أيها الناس:
    إن ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحد، كلكم لآدمَ، وآدمُ من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عَجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

    أيها الناس:
    إنَّ الله قد قسم لكلِّ وارثٍ نصيبَه من الميراث، ولا تَجوز لوارثٍ وصيَّةٌ، ولا تَجوز وصيَّة في أكثر من الثُّلثِ، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، من ادَّعى لغير أبيه، أو تَولَّى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يَقبلُ الله منه صرفًا ولا عدلاً))[1].

    هذه خطبته التي أقام بها الحُجَّة على العالمين، فقد سألهم بعد الانتهاء منها قائلاً: ((وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟))،

    قالوا: نشهد أنك قد بلغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ، فقال بإصبعه السبَّابة يَرفعها إلى السماء، ويَنكُتُها إلى الناس: ((اللهم اشهَدْ، اللهم اشهد، اللهم اشهد))؛ مسلم.

    الخطبة الثانية
    يتهيَّأ المسلمون هذه الأيام لشراء أُضْحية العيد، وهي سُنَّة مُؤكَّدة على صاحبها، وعلى من تَجبُ نفقتُه عليه، وهي مُتعلِّقة بالاستطاعة، فمن لم يجد مالاً سقطتْ عنه، ولا حاجةَ للتَّمحُّل ودخول مَداخل الضِّيق من أجلها، كمن يبيع أثاثه، أو يَستدين دون أن تكونَ له القدرة على الوفاء، أو أن يستدينَ من البنوك الربويَّة، وتَصحُّ بالجذَع من الضأن (خروف - شاة)، وهو ما له 6 أشهر فما فوق، وبالثنِيِّ من المَعْز، وهو ما له سَنةٌ كاملةٌ، وبالثنِيِّ من البقر، وهو ما له سنتان كاملتان، وبالثنِيِّ من الإبل، وهو ما له 5 سنوات، كما يجوز اشتراك سبعة أو أقل في بَدَنَة: بقرة أو جمل.

    ويحرص في الأضحية على السلامة من العيوب البيِّنة؛ كما جاء في الحديث: ((أربعٌ لا تُجِزئُ في الأضاحي: العوراء البيِّن عورُها، والمريضة البيِّن مرضُها، والعرجاء البيِّن ظَلْعُها - عرجها - والكسيرة التي لا تُنقِي - المنكسرة الرِّجل، التي لا تقدر على المشي)) وفي لفظ: ((العَجفاء - الهزيلة - التي لا تُنقِي (لم يبق لها مُخٌ من هزالها))؛ رواه مالك في "الموطأ"، وهو في "صحيح ابن ماجه".

    ويُسنُّ الإمساك عن الأكلِ في عيد الأضحى حتى يُصلي، فيأكل من أضحيته، ووقت الصلاة من ارتفاع الشمس قيدَ رُمْحٍ إلى قُبيل الزَّوال.
    ويُسنُّ للذاهب لصلاة العيد، أن يُخالفَ الطريق، وذلك أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر.
    ويسن للنساء حضور الصلاة، وإن كانت المرأة حائضًا، فإنها تَحضرُ لسماع الخطبة، ولكن تَعتزلُ المصلَّى.

    فإذا حضرتَ المصلَّى، فاجلس مباشرة دون صلاة ركعتين؛ لأنه ليس بمسجد، وأكثِرْ من التكبير حتى يَحضر الإمام.

    ويَبتدئ وقتُ النحر من بعد صلاة العيد، إلى غروب شمس اليوم الثالث.

    ولا نَنسَ المقاصد المطلوبة من الأضحية؛ فقد قيل: "مَن أرادَ مَعرفة أخلاق الأمة، فليراقبها في أعيادها"، فالأضحيةُ لم تُشرعْ للتفنُّنِ في أنواع المأكولات فقط، وإن كانت التوسعة على العيال مَقصدًا مطلوبًا في العيد؛ بل العيدُ مناسبة تَمتدُّ فيها مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى، حيث يبدو المجتمع الإسلامي في العيد متماسكًا، متعاونًا، مُتراحمًا؛ يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كُلُوا، وادَّخروا، وتصدَّقوا))؛ متفق عليه، قال محمد بن الحسن في روايته للموطأ: "وبهذا نأخذ، لا بأسَ أن يأكلَ الرجل من أضحيته، ويدَّخرَ، ويتصدَّق، وما نُحبُّ له أن يتصدقَ بأقل من الثلث، وإن تصدَّق بأقل من ذلك، جاز".
    د. محمد ويلالي
    ألقيت بتاريخ: 1/8/1430هـ
    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/9353/#ixzz2hcUfBHVo

  2. #2

  3. #3

    افتراضي

    ما ينفع يرفع

  4. #4

    افتراضي

    ماينفع يرفع

  5. #5

    افتراضي

    ارجوا ان تكون بخير استاذنا الكريم

  6. #6

    افتراضي

    ماينفع يرفع

  7. #7

    افتراضي

    أيها الناس:
    إن دماءكم، وأموالَكم، حرامٌ عليكم إلى أن تَلقَوْا ربَّكم، كحرمةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغتُ، اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة، فليؤدِّها إلى من ائتمنه عليها.

  8. #8

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين وعلى اله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم

  9. #9

    افتراضي

    ((أيها الناس، اسمعوا مني أبيِّن لكم، فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في مَوقفي هذا.

    أيها الناس:
    إن دماءكم، وأموالَكم، حرامٌ عليكم إلى أن تَلقَوْا ربَّكم، كحرمةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغتُ، اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة، فليؤدِّها إلى من ائتمنه عليها.

  10. #10

    افتراضي

    أيها الناس:
    إن ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحد، كلكم لآدمَ، وآدمُ من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عَجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
    =============
    الحج أعظم شعيرة تعلمنا أننا عبيد لله، فننفذ أوامر الله بلا تفكير طلباً للتقوى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، فنقف على حجر، ونقبل حجر، ونرجم حجر بحجر، ونطوف حول حجر، وهذا هو معنى الإسلام، أن نستسلم لأوامر خالقنا بلا تفكير ليقيننا أنه أعلم بما يصلح أحوالنا. ولذا كانت المغفرة المترتبة على الحج أعظم من غيرها من العبادات، لأن القلوب تنكسر لله في الحج بدرجة يصعب أن نجدها في عبادة غيره، والطاعة مطلقة دون أن نعرف حكمة لما نفعل سوى أننا نطيع الخالق، ونثبت له أن العبادة شرف لنا.
    الله يرزقنا القبول والعفو والمغفرة، ويكتب لنا الحج إليه
    د/محمود نجا


  11. #11

    افتراضي

    تحليل خطبة حجة الوداع
    ما أروعها من كلمات ، تلك التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم على سفوح عرفات، يخاطب فيها الأجيال والتاريخ بعد أن أدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الدعوة إلى ربه ثلاثة وعشرين عاما، لا يكل ولا يمل. والله ما أروعها من ساعة تلك التي اجتمع فيها حول رسول الله صلى الله عليه وسلم الآلاف المؤلفة ، خاشعين متضرعين ، و طالما تربصوا به قبل ذلك متآمرين ومحاربين ، آلاف مؤلفة ما يمتد به النظر من كل الجهات، تردد بلسان حالها قول الله عز وجل : ( اِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالذِينَ ءَامَنُواْ فِے اِ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪ا وَيَوْمَ يَقُومُ اُ۬لَاشْهَٰدُ ) [ غافر/51 ].

    و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر من خلال وجوههم إلى الأجيال المقبلة إلى العالم الإسلامي الكبير الذي سيملأ شرق الأرض وغربها، يلقي على مسامع هذا العالم خطاب المودع : ( أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدرى لعلي لا ألقاكم بعد عامى هذا، بهذا الموقف أبدا .. ) . وأنصتت الدنيا لتسمع قوله ، وأنصت الحجر والقفر والمدر إلى الكلمة المودعة ينطق بها فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن أنست و سعدت به الدنيا كلها ثلاثة وستون عاما. ها هو اليوم يلمح بالرحيل، بعد أن قام بأمر ربه وغرس الأرض بغراس الإيمان، وها هو الآن يلخص المبادئ التي جاء بها وجاهد في سبيلها في كلمات جامعة، وبنود معدودة، يلقي بها إلى مسامع العالم.

    1 – البند الأول : كان أول بند قوله : ( أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا .. ) ، ولقد كرر هذه التوصية نفسها مرة أخرى في خاتمة خطابه وأكد ضرورة الاهتمام بها، وذلك عندما قال : ( لا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلغت ؟ ) .

    2 – البند الثانى : فلم لم يكن مجرد توصية ولكنه قبل ذلك قرار أعلن عنه للملأ كله لأولئك الذين كانوا من حوله و للأمم التي ستأتي من بعده، وهذه صيغة القرار : ( ألا و إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، دماء الجاهلية موضوعة .. ربا الجاهلية موضوع.. ) .

    فما المعنى الذي تتضمنه صيغة القرار؟

    إنه يقول : إن كل ما كانت الجاهلية تفخر وتتمسك به من تقاليد العصبية والقبلية وفوارق اللغات والأنساب والعرق واستعباد الإنسان أخاه الإنسان بأغلال الظلم والمراباة قد بطل أمره ومات اعتباره، فهو اليوم جيفة منتنة غيبتها شريعة الله في باطن الأرض، وأصبح مكانها من حياة المسلم اليوم تحت موطئ الأقدام، إنه رجس ولى وعماهة أدبرت وغاشية بادت، فمن ذا الذي يرجع بعد ذلك لينبش التراب عن الجيفة المنتنة فيعانقها ؟

    3 – البند الثالث : فقد أعلن فيه صلى الله عليه وسلم عن تطابق الزمن إذ ذاك مع أسماء الأشهر المقسم عليها، وذلك بعد طول تلاعب بها من العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، فقد كانوا كما يقول مجاهد وغيره يجعلون حجهم كل عامين في شهر معين من السنة، فيحجون في ذي الحجة عامين، ثم يحجون في المحرم عامين وهكذا، فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العام، وافق حجه شهر ذي الحجة ، وأعلن إذ ذاك أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، أي فلا تتلاعبوا بالأشهر تقديما وتأخيرا، ولا حج بعد اليوم إلا في هذا الزمن الذي استقر اسمه : ذا الحجة.

    4 – البند الرابع : أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا بالنساء، وأكد في كلمته المختصرة الجامعة القضاء على الظلم البائد للمرأة في الجاهلية، وتثبيت ضمانات حقوقها وكرامتها الإنسانية التي تضمنتها أحكام الشريعة الإسلامية. ولقد كانت هذه الحقيقة جديرة بتأكيد التوصية بها، بسبب أولئك المسلمين كانوا قريبى عهد بتقاليد الجاهلية التي تقضي بإهمال شأن المرأة وعدم الاعتراف بأي حق لها، ولعل هناك حكمة أخرى لهذه التوصية والاهتمام بها، وهي أن يكون المسلمون في كل عهد و طور من الزمن على بينة من الفرق الكبير بين كرامة المرأة وحقوقها الطبيعية التي ضمنتها الشريعة الإسلامية، وما يهدف إليه البعض من استباحة الوسائل المختلفة إلى التمتع والتلهي بها، و هو ما حاربه الإسلام.

    5 – البند الخامس : وضع النبي صلى الله عليه وسلم الناس من جميع المشاكل التي قد تعترض حياتهم أمام مصدرين لا ثالث لهما، ضمن لهم الاعتصام بهما هو الأمان من كل شقاء وضلال، هما كتاب الله وسنة رسوله، وإنك لتجده يتقدم بهذا التعهد والضمان إلى جميع الأجيال المتعاقبة من بعده، ليبين للناس أن صلاحية التمسك بهذين الدليلين ليس وقفا على عصر دون غيره.

    6 – البند السادس : فقد أوضح صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن تكون عليه علاقة الحاكم أو الخليفة أو الرئيس مع الرعية أو الشعب، إنها علاقة السمع والطاعة من الشعب للحاكم مهما كان نسبه وشأنه ومظهره، ولقد أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا ، أنه لا امتياز للحاكم من وراء حدود كتاب الله تعالى وسنة نبيه، ولا يمكن لحاكمتيه أن ترفعه قيد شعرة فوق مستوى المنهج والحكم الإسلامي، إذ هو في الحقيقة ليس بحاكم ولا يتمتع بأي حاكمية حقيقية، ولكنه أمين من قبل المسلمين على تنفيذ حكم الله تعالى. ومن هنا لم تتعرف الشريعة الإسلامية على شيء مما يسمى بالحصانة أو الامتيازات لطبقة ما من المسلمين في شؤون الحكم أو القانون والقضاء .

    وأساس ذلك كله تلك الأخوة الإيمانية التي يجب أن تكون بين جميع المسلمين على اختلافهم وتنوع مسؤولياتهم.

    وفي الختام، يشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخرج مسؤولية الدعوة وتبليغها عن عنقه فها هو الإسلام قد انتشر، وها هي ضلالات الجاهلية والشرك قد تبددت، وها هي أحكام الشريعة الإلهية قد بلغت، وها هو الوحي ينزل عليه صلى الله عليه وسلم مخاطبا البشر كلهم : ( اِ۬لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِے وَرَضِيتُ لَكُمُ اُ۬لِاسْلَٰمَ دِيناٗۖ ) [ المائدة/03 ].

    ولكنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يطمئن إلى شهادة أمته بذلك أمام الله تعالى يوم القيامة عندما يسألون. فأعقب توصياته هذه لهم بأن نادى فيهم قائلا: ( إنكم ستسألون عني، فما أنتم قائلون ؟ )

    و ارتفعت الأصوات من حوله تصرخ: نشهد إنك قد بلغت .. وأديت.. ونصحت. وحينئذ اطمأن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم.

    أحكام وإرشادات من خطبة الوداع
    1 – الوصية بتقوى الله تعالى.

    2 – حرمة سفك الدماء بغير حق، وإقرار العدالة والمساواة.

    3 – حرمة الربا، لأنه النظام الذي يسحق الفقراء، ويجعل المجتمع طبقيا يمتلئ بالأحقاد والضغائن و تكثر فيه الجرائم.

    4 – دفن الجاهلية ووضعها تحت الأقدام.

    5 – التحذير من طاعة الشيطان.

    6 – الأشهر الحرم لها حرمة في الإسلام.

    7 – الوصية بالنساء خيرا.

    8 – التمسك بكتاب الله ,وسنة نبيه صل الله عليه وسلم والاعتصام بهما هو سبيل العزة والنصر والنجاح في الدنيا والآخرة.

    9 – وجوب الأخوة بين المسلمين.

    10 – مسؤولية الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالة وأدائه الأمانة
    ---------------
    الحج مباشر - ركن الحج الاعظم بـ جبل عرفات [يوم عرفة 9 ذي الحجة 1444 -
    https://www.youtube.com/watch?v=a7u3UQy0y7U


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اشرقت شمس الوداع ...تلاقينا على خير ... اخيكم يستاذنكم بالانصراف
    بواسطة عبدالرحمن الحنبلي في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-21-2012, 08:43 PM
  2. خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع
    بواسطة ابوابراهيم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-01-2012, 08:02 AM
  3. قبسات من حجة الوداع,,, الاخ (سمير السكندرى)
    بواسطة سمير السكندرى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-27-2009, 05:05 PM
  4. حذاء الوداع
    بواسطة muslimah في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 09-03-2009, 09:51 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-27-2009, 04:01 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء