قضية الصدام مع الشبهات في هذا العصر اصبح محتوما تقريبا مع الاسف ، و حال المتلقي للشبهات في بادئ الامر يكون مضطربا فاقدا لاتزانه ،فقد بدؤا يشككونه بالقضية التي من اجلها يعيش و التي لا يساوره فيها معشار شك ، تسود الدنيا في عينه ، يعيش حالة من الهلع و الخوف الدفين (طبعا هذا لمن كان الدين عنده جوهرا و لم يكن عبد شهواته ، فهذا الاخير يعتبر الشبهات و حتى الكفر منقذا له من قيود الدين الرجعية) ..
الشبهات و مزاعم المضللين يضع المسلم على مفترق طرق ، يصقله ليظهر معدنه الاصلي ، هل هو من الذين لم يصدقوا ان هناك مخرجا من قفص الدين و تشريعاته الاستبدادية فأسرعوا اليه يبتلعون كل جيفة من كل مستنقع الحادي حتى اصبح كل منهم مستودعا للتخريفات لا يعلم من الاسلام إلا ما يقال عنه على ألسنة مناوئيه و اعدائه،
ام هو من الذين تريثوا و تصبروا و اخذوا لا اقول بالقران و السنة و لكن اخذو بالعقل و المنطق ، لم تخدعه خدعة التقدم الغربي ، و لم تخدعه لعبة التطور الذي يدرس في ارقى جامعات اوربا ! و لم يصدم بإرتداد هاوكنغ ، أعمل عقله ليرى ان لا صلة بين مسألة الايمان و الكفر و قضايا الغرب .
المسلم الذي ربما لا ينام الليالي بسبب تلك الشبهات إن ثبت و صبر و تعلق بخالقه تعالى فسيجعل له الرحمن ودا ، اذكر قبل سنوات حين مررت بتلك التجربة لم آكل و لم اشرب لشهور طوال و قد نقص وزني و ضعفت دراستي ، و المشكلة كانت في فقداني لجزء من قدرتي للتفكر و التأمل بسبب التشويش ، انظر الى هذه القطة الحسناء الجميلة الواسعة العينين فأقول سبحان الله ثم يرد عقلي الباطن ليقول هذا نتاج التطور الذي يؤمن به عظماء العلماء في العالم ! علما بأني لم اكن اعلم اي شيئ حول التطور و لا عن علماء التطور ، لكن بعد الصبر و التمسك بحبل الله انزاحت تلك الغمة ، و اليوم انظر الى تلك القطة و هي تدفن فضلاتها بسرية تامة في احد زوايا الحديقة ثم انظر لباقي القطط لأراهم يفعلون نفس الفعل ، بماذا سيجيبك التطور على مثل هذا الموقف البسيط ؟؟ هل علمتهم امهاتهم ؟ حسنا خذ قطة من كل قارة و راقبهم و هم يدفنون فضلاتهم بكل أدب او على الاقل يتخفون اثناء قضاء الحاجة ، ثم ارى الكلاب و هي تبرز و تبول في الشوارع و امام الناس بكل جرأة ، و العجيب انهم ينحدرون من نفس النوع و حتى عند انصار التطور الموجه يعني المايكرو افيليوشن ، لن يجدوا اجابة إلا في قوله تعالى (ربنا الذي اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى ).
الشاهد : نعمة التفكر و التأمل و التعقل هي من اعظم و اغلى النعم التي اهدرها الملحد ، و لن يشعر بفقدانه و افتقاره لهذه النعمة إلا اذا عمل بها و هيهات لملحد ان يتفكر بحق.
Bookmarks