الإعجاز العددي هو محاولة استنتاج قضايا إعجازية من الأرقام، إما على سبيل التوافق وإما بعمليات حسابية أو بما يسمى بحساب الجُمَّل الذي يذكر في الحروف المقطعة كما سيأتي.
من أي الأرقام يتم الاستنتاج؟
الجواب: يتم ذلك من رقم السورة ورقم الآية ورقم الجزء وعدد الكلمات وعدد الحروف وعدد الآيات، ومن أرقام صرح القرآن بها...الخ.
ثانياً: الجذور التاريخية لهذه المزاعم:
هل هناك أشياء يستندون إليها؟
هناك حديث أخرجه ابن خزيمة والبيهقي والحاكم وصححه الحاكم وهو بإسناد صحيح، وصححه من المعاصرين الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وهو حديث ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان يدخله مع الصحابة فسألهم يوماً عن ليلة القدر متى هي؟ فكل واحد أجاب بما عنده، ونحن نعرف أن ليلة القدر فيها عدة أقوال، فالذي يحضرني الآن أن الحافظ ابن حجر ذكر فيها في الفتح أربعين قولاً وهو شهر واحد، ولربما ذكر بعضهم أكثر من هذا.
عمر سأل الصحابة -رضي الله عنهم- والصحابة مختلفون في ليلة القدر متى هي، فكل واحد ذكر له شيئاً فسأل ابن عباس وقال له: لماذا لا تتكلم؟ فقال له: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، فأمره أن يتكلم، فقال: السبع -بناءً على أي شيء قال ذلك ابن عباس؟- قال: رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعاً، وخلق الإنسان من سبع، وبرز نبات الأرض من سبع، فسأله عمر عن بعض تفصيل هذا ووافقه عليه، هل هذا الكلام الآن يتعلق بالإعجاز؟ هل فيه إعجاز من قريب أو بعيد؟
أبداً، إنما هي محاولة للاستنباط من قِبل ابن عباس -رضي الله عنه- في معرفة ليلة القدر مستأنساً بذكر العدد سبعة في قضايا متعددة في القرآن، ومن أقوى الأقوال في ليلة القدر أنها ليلة السابع والعشرين مثلاً، فاستأنس بهذه الأمور فقط، لكن هل لهذا علاقة بموضوع الإعجاز؟ أبداً، ليس له علاقة ولم يدعي هذا أحد البتة.
ابن رجب -رحمه الله- في كتابه لطائف المعارف ضعّف هذا الأثر أصلاً وردّه، وقال: قد صحّ عن ابن عبّاس أنه كان ينضج على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين، يقول معنى هذا أن له رأي آخر في المسألة.
ثم ذكر ابن رجب شيئاً آخر في قضية العدد، فيقول بأن طائفة من المتأخرين -ليسوا السلف بل من المتأخرين- استنبطوا من القرآن أنها ليلة سبعة وعشرين من موضعين من القرآن، الأول قالوا: تكرر ذكر ليلة القدر في ثلاثة مواضع في القرآن، و(ليلة القدر) حروفها تسعة، والتسعة إذا ضربت في الثلاثة المواضع التي تكررت فيها فهي سبع وعشرون.
والثاني: أن الله قال فيها: سَلَامٌ هِيَ [(5) سورة القدر] فيقولون: كلمة هِيَ هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة، يقولون الكلمات ثلاثون كلمة السابعة والعشرون سَلَامٌ هِيَ.
ثم نقل ابن رجب -رحمه الله- عن ابن عطية المفسر صاحب كتاب المحرر الوجيز، أنه قال: هذا من ملح التفسير، لا من متين العلم.
عندنا أشياء من صلب العلم وعندنا أشياء من ملح العلم، وعندنا أشياء ليست من العلم، كما قسم الشاطبي -رحمه الله- فابن عطية يقول: هذا من الملح، يعني ممكن يذكر من باب الملاطفة، يعني أنه شيء لطيف، لكن تذكره على أنه معنىً ثابت تفسر به وتبني عليه حكماً بأن ليلة القدر هي ليلة سبعة وعشرين، فليس الأمر كذلك.
يقول ابن رجب: وهو كما قال، يعني قول ابن عطية: إن هذا من ملح العلم وليس من صلب العلم فلا يلتفت إليه.
ثالثاً: المؤلفات في الإعجاز العددي:
المؤلفات في الإعجاز العددي كثيرة جداً، أذكر بعضها:
يوجد كتاب اسمه: رسم المصحف والإعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم للدكتور: أشرف عبد الرزاق قطنة، وهو يرد على الإعجاز العلمي، وهذا الكتاب حاولت أن أحصل عليه لكن لم يتيسّر لي ذلك، وهو يرد على أصحاب الإعجاز العددي، هذا الكتاب قام بدراسة ثلاثة كتب من كتب الإعجاز العددي، وهي من أشهر كتب الإعجاز العددي، كتاب اسمه: معجزة الرقم 19، مقدمات تنتظر النتائج لبسّام جرار، هذا يدرس فيه العلاقة بين الحروف في فواتح السور وبعض كلمات القرآن الكريم والعدد 19، ودرس كتاباً آخر اسمه: الإعجاز العددي للقرآن الكريم لمؤلفه: عبد الرزاق نوفل وهذا الكتاب يدرس العلاقة بين تكرار ورود الكلمات المترادفة والمتضادة في القرآن.
الكتاب الثالث الذي درسه هذا الكتاب النقدي اسمه: المعجزة النظرية الأولى لمؤلفه: عدنان الرفاعي وهذا يحصي الحروف والكلمات في القرآن، ويعمل على بيان الترابط العددي بينها من جهة، وترابطها مع الظواهر الكونية من جهةٍ أخرى.
ومن الكتب أيضاً: كتاب موسوعة الأعداد في القرآن الكريم: لمهدي كري...م، وأيضاً تعرض لهذا الموضوع: مصطفى الدبّار في كتابه: وجوه من الإعجاز القرآني،.
وكذلك يوجد كتاب اسمه: أسرار معجزة القرآن الكريم لعبد الحليم الخطيب، وهناك رسالة علمية في جامعة اليرموك بعنوان: الإعجاز العددي بين الحقيقة والوهم، وما وقفت عليه، ويبدو أنها ما طبعت، وهناك أيضاً رسالة أخرى في جامعة أم القرى في عام 1408هـ في هذا الموضوع: دراسات في الإعجاز العددي بين الماضي والحاضر، ويبدو أنها ما طبعت ولم أقف عليها.
رابعاً: الأسس والأصول التي يبنون عليها هذا النوع من الإعجاز:
ما هي المنطلقات التي ينطلقون منها في هذا الإعجاز؟
خذ هذا المثال على ذلك:
هذا أحد المؤلفين يقول: الطريقة التي سرت عليها:
اعتمدت المصحف الإمام كمرجعٍ وحيد: وهل هذا يصلح في العدد؟ هل يصح أن يعوّل عليه في العدد؟ لا، لماذا؟ لأن طريقة الرسم العثماني تختلف من كلمة إلى كلمة، وعما ننطق به أيضاً.
يقول: اعتمدته بعدد سور القرآن، وعدد آياته وكلماته وحروفه، ثم يقول: بنيت على أن عدد سور القرآن 114: وهل هذا محل اتفاق؟ الجواب: لا.
يقول: أولها فاتحة الكتاب وآخرها سورة الناس: معناها أنه اعتمد الترتيب الذي عليه المصاحف العثمانية مع أنه ليس بتوقيفي، فكيف يبني عليه أحكام واستنتاجات ومعاني وإعجاز؟
يقول: عدد آيات القرآن: ست آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية: هل هذا محل اتفاق؟ لا، فكيف يبني عليه؟ ويقول: وتعداد الكلمات ما قمت بعدّها: نحن ذكرنا لكم الاختلاف في عد كلمات القرآن.
ويقول: تعداد الكلمات يعتمد على رسم الكلمة، فالطريقة التي سرتُ عليها أن الكلمة المرسومة برسمٍ واحد، أعتبرها كلمة واحدة: وهذه الطريقة صحيحة أم غير صحيحة في العدّ؟ غير صحيحة.
كذلك أيضاً هو لا يعد الضمائر في الكلمة، فمثلاً: حينما يقول: تأخذونها –مثلاً- أصل الكلمة: أخذ، فهو يعتبر مثل هذه كلها كلمة واحدة: (تأخذونه) يعتبرها كلمة واحدة، بينما هي لا تعتبر كذلك، ففيها لواصق من الضمائر ونحوها، وهكذا يبدأ يبني على هذا أشياء ويذكر أمثلةً له.
ومن الأمثلة أيضاً: تركيب في قوله: (ما يقولون) يقول هو: أعتبرها كلمتين (ما أنت) كلمة واحدة (ما لم) يقول: أنا أعتبرها كلمتين.
ويقول: بعض من كتب في الإعجاز العددي يعتبرون (ما لم) –مثلاً- كلمة واحدة: بناءً على ماذا؟ رأيتم التفاوت في كتابة هذه الكلمات؟!
ويقول: هذا بعض من اصطلحت عليه في تعداد الكلمات، وأعتقد أنه مطابق لإجماع العلماء: وأين الإجماع؟ هل المسألة فيها إجماع؟ أو أحد ادعى الإجماع؟ أيداً، لكن هؤلاء يكتبون ويأتي من يقول: ما شاء الله، ثم يقبل هذا الكلام على عواهنه!.
يقول: أسير على تعداد الحروف وفق رسم الحرف في المصحف العثماني: فكلمة مَلِكِ هي تقرأ (مالك) فهي أربعة حروف وهو يحسبها ثلاثة أحرف، ولا أدري هل يعتمد رواية حفص عن عاصم في المصاحف المطبوعة عليها أو قراءة ورش أو نافع؟ على أي شيء يبني هذا الإعجاز؟
الهمزة والألف له اصطلاح معيّن في عدّها، كذلك أيضاً يذكر أنه لا يراعي النطق بالحرف، فكلمة بِسْمِ من بِسْمِ اللّهِ يعدها باء وسين وميم -ثلاثة أحرف- بينما هي في الواقع أربعة أحرف، فيبني كذلك، وهكذا يذكر أشياء من مصطلحاته التي بناها على أمورٍ لا يصح البناء عليها، ثم بدأ يذكر أشياء من ذلك، وبنى عليها ألواناً من الإعجاز.
بالنسبة للسور المكية والسور المدنية، ما هو ترتيب نزول القرآن؟ من أول سورة نزلت إلى آخر سورة؟
حسب ما أذكر الآن أن فيه روايتين، وكلاهما لا تصح في الترتيب حسب النزول، ومع هذا فهؤلاء يأتون مثلاً وينظرون إلى ترتيب النزول، وينظرون إلى ترتيب المصاحف ويستخرجون أشياء من الإعجاز، بينما ترتيب السور في المصاحف ليس بتوقيفي، وترتيب النزول لا يصح فيه حديث، فكيف تبنون عليه مثل هذه الاستنتاجات؟!
كذلك أيضاً: السورة المكية الأصل أن جميع آياتها مكية إلا ما دل الدليل على أنها ليست بمكية، فالعلماء أحياناً -وهذا كثير جداً في التفسير- يقولون: هذه السورة مكية إلا ثلاث آيات، بناءً على ماذا قالوا: إلا ثلاث آيات؟ أحياناً بناءً على ما لاح لهم من المعنى، ولكن هذا لا يجوز.
فسورة الأنعام سورة مكية نزلت جملة كما ثبت هذا في روايات صحيحة، شيّعتها الملائكة في ليلة واحدة، ومع هذا نجد من المفسرين من يقول: يُستثنى منها بعض الآيات.
ما هي الآيات التي تستثنى منها؟
يقول: يستثنى منها قول الله -تبارك وتعالى-: وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [(141) سورة الأنعام]، لماذا وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ مدينة والسورة بنص الحديث نازلة في ليلة واحدة في مكة؟
قال: لأن هذه تتكلم عن الزكاة والزكاة ما فرضت إلا بالمدينة!
والصواب أن هناك من الآيات ما ينزل قبل تقرير الحكم، وأيضاً قوله تعالى: وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ الراجح أن أصل الزكاة فرض بمكة، لكن الأنصبة والتفاصيل كانت بالمدينة، فكان يجب على الإنسان أن يخرج يوم الحصاد شيئاً غير مقدر.
فلاحظ كيف قال بعضهم بأن السورة استثني منها بعض الآيات، وهذا أوضح مثال إذ أن هذه سورة نص الحديث أنها نازلة جملة واحدة ومع ذلك يستثنون بناءً على ما لاح لهم من المعنى.
الآيات التي تحدثت عن اليهود كقوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ [(146) سورة الأنعام] قال: الآيات التي تتحدث عن اليهود هذه في المدينة -مع أنها من الآيات المكية- لماذا؟ إنه يأتي وينظر إلى هذه الاستثناءات مع أنها ليست محل اتفاق ويستنبط منها استنباطات.
ومن الأمثلة:
أتى إلى سورة يوسف وسورة النحل وهما سورتان من السور المكية -بعض العلماء يقول: أن سورة يوسف مكية- فهذا ينظر أعلى السورة في المصحف ويظن أنها قضية نهائية فيقول: سورة يوسف سورة مكية إلا الآيات 1 و 2 و3 و7 فمدينة، بناءً على ماذا؟
سورة النحل يقول: إنها مكية إلا الآيات: 126 و 127 و128 فهي مدينة، ثم يضع جدولاً بهذه الطريقة: الآيات سورة يوسف سورة النحل، رقم الآية وعدد الكلمات، الآيات المستثناة من سورة يوسف، الآية رقم 1 كم عدد كلماتها؟ يقول: خمس، الآية رقم اثنين عدد كلماتها ست، الآية رقم ثلاثة عدد كلماتها 16، الآية رقم سبعة عدد كلماتها 7.
سورة النحل: الآية رقم 126 قالوا: إنها مدينة –مستثناة- عدد كلماتها 12، وهكذا، ثم خرج بمجموع الكلمات من السورتين من الآيات المستثناة، مجموع الكلمات للآيات الأربع من سورة يوسف: 34 كلمة، ومجموع الكلمات من سورة النحل المستثناة (34) كلمة ويقول: هذا إعجاز، والكتاب مليء بهذه الجداول وبهذه الطريقة، يقول: النتيجة لقد تساوى عدد الكلمات في الآيات المدينة في السورتين في كل سورة (34) كلمة، بالله عليكم أهذا إعجاز؟ أصلاً من قال لك: إن هذه الآيات فعلاً مستثناة؟ ومن قال لك: إن طريقتك في عدّ الكلمات أصلاً صحيحة؟
مثال ثان:
سورة هود وسورة الحج وسورة الشورى، تعامل معها بنفس الطريقة على أن فيها آيات مستثناة، ووضع جدولاً ثم خرج بنتيجة مجموع الكلمات في الآيات الثلاثة من سورة هود المستثناة ثمانين كلمة، ومجموع الكلمات في سورة الحج ثمانين كلمة، وكذا الأمر في سورة الشورى ثمانين، ثم كتب النتيجة وكتب بين قوسين (تناسق عجيب)، ثم كتب تعليقاً: الإحصاء صحيح والمرجع المصحف الإمام، وهكذا ذكر عدة أمثلة على ذلك بنفس الطربقة، فيا ترى بناءً على أي شيء حكمت؟ ومن قال لك: إن هذا الاستثناء صحيح أصلاً؟
وهذا أصدر سلسلة من الكتب، وذكر أننا في عصر الأرقام، وأننا في عصر الكمبيوتر والحاسبات، فهذا هو الإعجاز الذي ينبغي أن نبرزه أن الناس، لم يعودوا يفقهون البلاغة والفصاحة ولا يتذوقونها فينبغي أن نبرز الإعجاز العددي في القرآن!!
خامساً: الأقسام التي تندرج تحتها مزاعمهم في هذا الباب:
أولاً: موافقات رقمية إما ابتداءً وإما بتكلفات حسابية، ومن أمثلة ذلك أنهم وضعوا جداول في الانترنت -مواقع خاصة- وفي كتب، وبعضهم ينقل عن بعض، وجمعت ما كتبوا، وأعطيتها أحد فضلاء طلبة العلم ممن يتميّزون بالدقة العلمية، فأحصى لي هذه الأشياء بعدهم وتتبّعهم فيها فكانت النتائج كالآتي:
هم يقولون: الدنيا ذكرت 115 والآخرة 115 مرة، فلننظر هذا الكلام الذي قالوه أهو صحيح أم لا؟ هذه الكلمة وردت في القرآن بهذا العدد المزعوم سبعة وستين مرة (الحياة الدنيا) أو (حياتكم الدنيا)، وثمانية وأربعين مرة (الدنيا) وحدها، ووردت أربع مرات لا يراد بها ما يقابل الآخرة، كقوله تعالى: إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا [(42) سورة الأنفال] يعني القريبة، شاطئ الوادي هو الجانب الآخر من الوادي، الجانب الذي يلي المدينة، وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى: مما يلي مكة وهذا في غزوة بدر.
كذلك قوله تعالى: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ [(6) سورة الصافات] فليس ذلك مما يقابل الآخرة.
وقوله تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ [(5) سورة الملك]، فيكون العدد الحقيقي لعدد مرات ذكر (الدنيا) بالمعنى المقابل للآخرة 115 مرة الذي ذكروه ننقص منها الأربع الآيات هذه التي ليست مقابل الآخرة، فتكون قد ذكرت في الحقيقة 111 مرة، وهذا لا يتناسب مع عدد مرات ذكر الآخرة.
كلمة الآخرة في القرآن يقولون: وردت 115 مرة، وهي جاءت باسم اليوم الآخر 26 مرة أيضاً، فينبغي أن نعد: 115 + 26 = 141 مرة، ومع ذلك فـ 115 التي ذكرت فيها الآخرة ليست كلها بمعنى اليوم الآخر فمن ذلك: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ[(7) سورة ص]، فالملة الآخرة بعضهم يقول: إنها النصرانية، والمشركون يقولون ذلك: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ، فليس هو اليوم الآخر؟ فكيف تعدّها معها؟
وكذلك قوله تعالى: فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا [(7) سورة الإسراء]، فليس المراد بالآخرة هنا اليوم الآخر، وإنما المراد بذلك الكرة الثانية.
وعليه يكون العدد الحقيقي: 141 فإذا نقصنا الاثنتين اللتين ليستا في مقابل الآخرة يصير عندنا: 139 مرة، وكذلك أيضاً وردت كلمة الآخرة على سبيل الوصف أحياناً لا التسمية مثل: قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ [(94) سورة البقرة]، يصف الدار بأنها الآخرة، وكقوله تعالى: وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ [(30) سورة النحل] الأولى وردت ست مرات، والثانية مرتين، وكقوله تعالى: ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ [(20) سورة العنكبوت] وردت مرة واحدة.
ومن ذلك الملائكة يقول وردت: (الملائكة) ثمان وثمانين مرة و(الشياطين) ثمان وثمانين مرة، وإذا كان كذلك فما الذي تريد أن تصل إليه؟ ثم إننا لا نسلّم لك هذا العدّ؛ فالملائكة وردت في تصريفات متعددة، جاءت ملك عشر مرات، ملكاً ثلاث مرات، ملكين مرتين، الملائكة: 68 مرة، ملائكته: خمس مرات، بهذه التصريفات: 88 مرة، ما حسبنا جبريل: ثلاث مرات، ولا حسبنا ميكال: مرة، ولا حسبنا مالك: مرة، الزبانية ما حسبناها وقد وردت مرة، هاروت وماروت على القول بأنهما ملائكة وردت مرة، بينما هم حسبوا ملك الموت، والشياطين يقولون: وردت 88 مرة ، هي وردت كلمة الشيطان 68 مرة، الشياطين 17 مرة، شيطاناً مرتين، شياطينهم: مرة واحدة، المجموع 88 مرة، وإحدى هذه المرات تشبيه: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ [(65) سورة الصافات]، وما عدوا إبليس معها، وقد ذكر 11 مرة.
الملائكة وردت بتعبير آخر في مواضع كثيرة مثل:
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [(1) سورة الصافات] وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا [(1) سورة المرسلات] على قول بعض السلف، كذلك: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى [(5 -6) سورة النجم].
وقوله تعالى: وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ [(164 -165) سورة الصافات] فالمراد بهم الملائكة.
وقال تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ [(19 - 20) سورة التكوير] جبريل.
وكذلك قوله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ [(24) سورة الذاريات].
بينما كلمة: مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ [(31) سورة يوسف] التي قيلت في يوسف -صلى الله عليه وسلم- يعدونها من جملة هذه الأشياء.
وعن الحياة والموت يقولون: ذكرت 145 مرة، الحياة وقد وردت تصريفاتها متعددة، حي: مرة، وتحيون: مرة، ونحيا: مرتين .. الخ التصريفات المتعددة بما فيها: حياة، حياتكم، حياتنا، الحيوان، محياهم محياي، محيي، مجموع هذه الأرقام 136 مرة، ما الذي أخذ منها حتى قال 145 مرة؟ لا ندري، من وأين أوصلها إلى الـ 145 مرة؟ وبناءً على ماذا انتقى؟ لا ندري.
الموت: يقولونعنه: ورد 145 مرة، وتصريفاته كثيرة: مات، وماتوا -وكلها مكتوبة عندي بأرقامها- مجموع هذه التي تكررت في الواقع 158 مرة، إذا أضفنا إليها الميتة ست مرات زد 158 + 6= 164، وهم يقولون 145 مرة! بناءً على ماذا 145؟
والعجيب أنك تجد من يقرأ هذا وينتشي ويقول: سبحان الله، مع أنه لو فرضنا أنها توافقت فعلاً فما العجيب وما الإعجاز فيها؟ اجمع من أي كتاب أرقاماً أو كلمات، ثم اربط بين كلمتين وقل: هذا وجه من الترابط والتناسق، ما المشكلة في ذلك؟!!
يقولون أيضاً: كلمة النفع وردت خمسين مرة، والفساد: خمسين مرة، مع أن أكثر ما وردت كلمة النفع المذكورة كانت منفية ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: وَمَا لَا يَنفَعُهُ [(12) سورة الحـج]، وقوله تعالى: وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا [(3) سورة الفرقان]، وكقوله تعالى: وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا [(219) سورة البقرة]، وقوله: يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ [(13) سورة الحـج] وما أشبه ذلك.
كذلك الفساد يقولون: وردت خمسين مرة، مع أن له معانٍ متعددة، مرة مثبت، ومرة منفي كقوله تعالى: لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ [(251) سورة البقرة]، وقوله: أَفْسَدُوهَا [(34) سورة النمل]، وقوله: مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ [(73) سورة يوسف]، وقوله: لَتُفْسِدُنَّ [(4) سورة الإسراء]، وقوله: إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [(4) سورة القصص]، وأشباه ذلك.
ما العلاقة بين النفع وبين الفساد؟
هناك كلمات متعددة لو ربطنا بينهما كالنفع والضر، والإثم والشر، والفساد والصلاح، فمثلاً كلمة: النفع والضر وردت 66 مرة، الإثم 48 مرة، الشرّ: 30 مرة، الفساد والصلاح: 180 مرة، الخير: 188 مرة، لو أردنا أن نجمع ونجري إحصائيات سنخرج بنتائج أحسن من التي يذكرونها.
يقولون: المصيبة وردت 57 مرة، والشكر: 57 مرة، كان من المناسب أن يذكر مع المصيبة الصبر لا الشكر، والحاصل أن كلمة المصيبة في الواقع وردت عشر مرات، والباقي خمسة وستين مرة وردت بمعان وصيغ أخرى مثل: أصاب أصابت، أصابتكم، أصابكم، أصبتم، تصبهم، وآيات أخرى لا علاقة لها كقوله تعالى: كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ [(117) سورة آل عمران]، وقوله: إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ [(50) سورة التوبة]، وقوله تعالى: وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ [(78) سورة النساء]، وقوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ [(120) سورة التوبة]...فكل ذلك ليست هي المصيبة؟ ومع ذلك يعدون ذلك معه.
كذلك الشكر تارة تأتي منفية كقوله تعالى: لاَ يَشْكُرُونَ [(243) سورة البقرة]، وكقوله: وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [(17) سورة الأعراف]، وتارة مثبتة كقوله تعالى: لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [(189) سورة الأعراف]، وتارة تأتي بصيغة الأمر كقوله تعالى: وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ [(144) سورة الأعراف] وهكذا...
بينما المناسب ذكر الصبر، الصبر ورد 103 مرات، الرضا ورد نحو 73 مرة، هذا مجملاً بغض النظر عن كونه منفي ومثبت وبأي طريقة ورد.
يقولون: الضالون ورد 17 مرة، والموتى 17 مرة، فما العلاقة بينها وبين الموتى؟ ثم الضالون والضالين ومضل والمضلين وضالاً وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى [(7) سورة الضحى] هل هذه عدها كلها حتى يستخرج هذا الرقم 17 مرة؟ وكذلك الموتى جمعها من أمواتاً، أموات، الميت، ميتون، ميتين، ولم يذكر التصريفات الأخرى فيها، فاقتصر على بعض الأشياء، وكذلك في الضالين اقتصر فقط على الضالين، وترك أشياء كثيرة كان المفترض أن يذكرها على طريقته في العد سابقاً، لكن ما عدّها حتى يستخرج هذا التوافق، وما جاء بجميع التصريفات كما في المواضع الأخرى، وهو كاتب واحد.
وهناك أشياء تكررت برقمٍ واحد مثل 17 مرة، كلمة: (عبادي) (ضر) (سليمان) صلى الله عليه وسلم (سمعنا) (الرجال) (الكذب) (رسلنا) (رسله) (الحسنى) هل يمكن أن نركب منها شيئاً؟
لو جاء إنسان وقال كلمة: (الرجال) 17 مرة وكلمة (الكذب) 17مرة، إذن: (الرجال) و(الكذب) بينهما تلازم!!؟
كلمة (ضر) وكلمة (رجال) قال: الرجال ملازمة للضر، كلها وردت 17 مرة هذه الكلمات.
وشخص آخر يريد يثبت إعجاز فيقول: كلمة (سليمان) وردت 17 مرة، والرسل 17 مرة (رسلنا) 17 مرة و(رسله) 17 مرة و (الحسنى) 17 مرة فسليمان من الرسل، ومن رسله رسل الله 17 مرة، والحسنى هي مثواه -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء وهي الجنة، فهذا توافق، طبعاً هم ما قالوا هذا، لكن هذا ممكن نحن نأتي بأشياء منه ونقول هذا من الإعجاز العددي!!
(الذهب) يقولون: ثمان مرات و(الترف) ثمان مرات بينما كلمة (الترف) جاءت بتصريفات كثيرة كـ(أترفناهم، أترفتم، أترفوا، مترفوها، مترفين، مترفيها...) جمع كل التصريفات وما أشبه ذلك.
البركة: يقولون: 32 مرة والزكاة 32 مرة، جمع (بارك، باركنا، بورك، تبارك، بركات) الخ وخرج بـ 32 مرة منها: تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [(54) سورة الأعراف]، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [(14) سورة المؤمنون]، ومنها: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ [(155) سورة الأنعام]، وقوله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ [(3) سورة الدخان].
أما الزكاة ما عد كل التصريفات جمع معها أشياء لا تصلح أن تجمع مع الزكاة التي هي إخراج المال، قال: قوله تعالى: فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [(156) سورة الأعراف] هذه من الأعراف وهي مكية، يؤتون الزكاة يعني الإيمان، تزكية النفس هذا معناها، ليست الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام.
وكذلك في قوله:فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا [(81) سورة الكهف] ليست زكاة المال المخرجة المخصوصة، وإنما زكاةً يعني طهارةً وصلاحاً.
عدوا أيضاً قوله تعالى: وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً[(13) سورة مريم]، وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ*الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [(6 -7 ) سورة فصلت] يعني الإيمان على قول مشهور في الآية.
ومما يذكرون أيضاً: (الصلاة) يقولون: وردت خمس مرات و(الشهر) 12 مرة و(اليوم) 365 مرة، بينما إذا جمعنا كلمة الصلاة بجميع تصاريفها فإننا في الواقع نخرج برقمٍ آخر غير ما ذكر، لكنه اختار الصلوات المجموعة دون سائر الاستعمالات لتوافق العدد الذي يريد، وإلا فهي: صلى: ثلاث مرات تصلي: مرة، ويصلوا: مرتين، ويصلون: مرة، ويصلي: مرتين، وصلوا: مرة، والصلاة: 67 مرة، وصلاتك: ثلاث مرات، وصلاته: مرة، وصلاتهم: ست مرات، لماذا لم يجمع هذا كله وإنما اقتصر فقط على (الصلوات)، فقال خمس مرات؟
الشهر جاء عشر مرات (الشهر) وشهراً: مرتين، وشهرين: مرتين، والشهور: مرة، وأشهر: ست مرات، المجموع 21 مرة، لكنه اختار فقط المفرد -الشهر أو شهراً- من أجل أن يقول: السنة: 12 شهراً.
وبالنسبة لليوم كذلك، كلمة اليوم وردت في القرآن 349 مرة ويوماً: 16 مرة، ويومكم خمس مرات، وغير ذلك، فالمجموع 475 مرة، بينما هو اختار بعضها وترك الباقي وقال وردت كلمة اليوم 365 مرة.
أنا أمامي الأمثلة التي ذكروها، وهي عشرون مثالاً ولربما تزيد، وكلها بهذه الطريقة، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وإلا فكل الأرقام التي يذكرها تحتاج إلى مناقشة فيها أصلاً ولا يسلّم له ذلك، وتوجد أشياء ليس لها معنىً أصلاً أذكر منها شيئاً وأختم، فمن ذلك أنه يقول:
(الأصنام) ذكرت خمس مرات و(الخنزير) خمس مرات (والخمر) خمس مرات، و(البغضاء) خمس مرات و(التنكيل) خمس مرات و(الحسد) خمس مرات، و(الرعب) خمس مرات، و(الخيبة) خمس مرات، فما الذي يريد أن يصل إليه؟ مع أني ما تابعته في صحة هذه الأرقام.
ومن الأمثلة أنه ذكر الناس والرسل، فالناس أدخل معها الإنسان وأدخل معها البشر من أجل أن يقول أنها وردت 368 مرة ولتوافق الرسل، وأدخل مع الرسل (المرسلات) ليقول: إنها 368 فالناس توافق عدد الرسل، فلو فرضنا توافق عدد الناس والرسل في القرآن ماذا يعني ذلك؟ أين الإعجاز في ذلك؟ لا يوجد إعجاز.
يقولون أيضاً: متاع الإنسان كذلك تكرر 368 مرة، طبعاً نحن ما تابعناه بالعدد لكن سنفترض أنه صحيح- فما هو متاع الإنسان الذي تكرر؟
يقول: الرزق تكرر: 120 مرة، والمال: 86 مرة، والبنون: 162 مرة، المجموع: 368 مرة، طيب وأين ذهبت الزوجات؟ وأين ذهبت المراكب والحرث والأنعام، وما إلى ذلك من الأشياء التي هي من متاع الإنسان؟ لم يعدها، وإنما عدَّ بعض متاع الإنسان.
وهذا يقول بأن قول الله -عز وجل- عن أهل الكهف: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا [(25) سورة الكهف]، يقول: لاحظ أنه ما قال: ثلاث مائة وتسع سنين، وإنما ثلاث مائة سنة يعني قمرية، وثلاثمائة وتسع سنوات شمسية، فهذا إعجاز.
يقول: إذا حسبت عدد أيام السنة القمرية ثم ضربتها في 300، ثم حسبت عدد أيام السنة الشمسية ثم ضربتها في 300 تجد أن الفرق بين عدد الأيام الشمسية والقمرية تسع سنوات بالضبط، ويقول: القرآن يقول لك: ماذا تريدها؟ تريدها ميلادي أو هجري؟ هذه نص عبارته في الشريط: تريدها ميلادياً أو هجرياً؟
القرآن خاطبنا بالسنوات الشمسية أو السنوات القمرية؟ وعلى أي شيءٍ نحمل ألفاظ القرآن وعلى أي معهود؟ على معهود الفرس الروم، أو على معهود الأميين في الخطاب فما هذا التلاعب؟
الله أخبرنا أنهم بقوا ثلاث مائة سنة وتسع سنوات، فكيف تقول: إنهم جلسوا في القمرية ثلاث مائة سنة، وفي الشمسية 309 سنوات؟
بل بحسابنا بقوا ثلاث مائة وتسع سنوات، وليس هذا من الإعجاز في شي.
أتوقف هنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين
Bookmarks