إذا كان حتى المفسرون أولي العلم و النُهى اختلفوا في معناها فما دخل حمارك في أسبوع الفرس ؟
لكن هذا لا ينفي طبعا المعاني الأخرى حولها و لا الجدوى من ذكرها لأنها إحدى عجائب خلق الله التي من المفترض أن تُسبِّح الله من أجلها .. لأن من المتعارف عليه خاصة عند العرب هو أن العيون تكون باردة بل شديدة البرودة و ليس العكس باعتبار أن المعنى هو عين حارة ساخنة.
فليس في الأمر أبدا إشكالا أو استحالة عقلية أو علمية بل العكس كما سنثبت لك .. بل إن في الأمر إعجازا لمن أحاط.
و لأضرب لك مثالا على إمكان وجود عين بهذه الصفة في أمكنة من الأرض .. مثال : بحيرة المقلاة التي توجد نيوزنلاندا في أقصى المشرق :
للإشارة و التلميح فقط دون تأكيد -فالله أعلم بمراده من كلامه- فنيوزنلاندا توصف بأنها في الغرب الجنوبي من المحيط الهادي .. و قد يكون حدث فيها ما رآه ذو القرنين أو في مكان آخر .. و ما حدث معه قد يحدث معك أو مع أي شخص .. و بالنسبة لإحداثيات الخريطة فالبحيرة المقصودة هنا نفسها توجد غرب نيوزلاندا .. فمغرب الشمس المذكور في الآية نسبي إلى المكان الذي بلغه ذو القرنين. فاحتمال أن يكون نسبة إلى البلاد التي شرق نيوزنلاندا أو إلى المحيط الهادي أو إلى شرق البلاد نفسها. أو إلى مكان آخر غير معلوم.
و بما أن هذه العين حديثة الميلاد فهي دليل على أن حادثا مشابها ممكن الوقوع في أي زمن.
لكننا هنا فقط بصدد ذكر أمر نادر الوقوع و يعتبر بالنسبة لعرب الجزيرة حينئذ آية غيبية لم يروها و لكننا رأيناها نحن فهي بمثابة إعجاز غيبي ..
لشهودنا مثالا على هذه العين في أماكن عدة من الأرض حيث المياه البركانية، و بحيرة المقلاة هي أوضح مثال على ذلك :
بحيرة المقلاة بنيوزيلندا..حفرة طبيعية خلفها ثوران بركان تاراويرا
تصل حرارة بعض الأماكن فيها إلى درجة الغليان — بحيرة المقلاة… أكبر ينبوع ساخن في العالم
في عام 1886، ثار بركان جبل تاراويرا، بالقرب من بلدة روتوروا في الجزيرة الشمالية بنيوزيلندا. كان ذلك أكبر ثوران شهدته نيوزيلندا وكارثة أودت بحياة أكثر من مئة شخص، تاركة وراءها حفرة طبيعية واسعة تحولت بعد 130 عاما إلى أكبر ينبوع ساخن في العالم وأصبحت معلما سياحيا تفتخر نيوزيلندا باحتضانه.
ولم يتردد الأوروبيون المحليون في إطلاق اسم (Frying Pan Lake) أو “المقلاة” على البحيرة كونها فعلا تؤدي مهام هذه الأخيرة وهي “القلي”، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة 50 درجة مئوية فيما تصل حرارة الأماكن الأكثر حرارة فيها إلى درجة الغليان، مما يؤدى إلى تدفق كمية كبيرة من الغازات السامة والبخار باستمرار.
على جانب “بحيرة المقلاة” تشكل ما يشبه مدخنة طبيعية كبيرة وطحالب زرقاء مائلة إلى اللون الأخضر يغطيها اللون البرتقالي وهو مادة الكيراتين التي تنتجها الطحالب لحماية نفسها من الأشعة فوق البنفسجية.
ووفقاً لموقع “kuriositas”، يبلغ عمق “بحيرة المقلاة” ستة أمتار، ومياهها حامضية يصل متوسط حموضتها إلى 3.5PH مما يعني أنها ليست صالحة للشرب، وتبدو من السطح وكأنها تغلي ولكن ذلك ليس ناتجاً عن سخونة المياه وإنما بسبب تفاعل غازات ثاني أوكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين. ومع ذلك، فهناك حالات غليان حقيقية تجري تحت مياه “بحيرة المقلاة” ولكنها تصبح أقل حرارة عندما تلامس السطح.
تغطي “بحيرة المقلاة” مساحة قدرها 38 ألف متر مربع، يغذيها عدد لا يحصى من الينابيع الحمضية. ومع أنها حديثة التكوين، فلم تمنع مياه البحيرة الساخنة الغابات الأصلية من النمو باستمرار لتغطي حافة أكبر ينبوع ساخن في العالم.
Bookmarks