صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 29 من 29

الموضوع: متى بدأ الله يخلق ؟

  1. #16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    خطأك هنا أنك سلمت لله تعالى بالأزلية .. ولكنك لم تفهم معناها !!..
    فإذا فهمت معناها .. وجدت أنها لا بداية (محددة) لها ..
    وما دام الله تعالى خالقا لم يزل ..
    أنالم أقل لا بداية (محددة) بل قلت :لانهاية لبدايته


    فهذا يعني (( أزلية )) جنس المخلوقات التي يخلقها الله تعالى (أي لا بداية معينة لها : لا س ولا غيرها)
    ولكن في مقابل : كل مخلوق منها له بداية معينة وهي لحظة خلقه وظهوره في الوجود ..
    لقد حملتُ ذلك على هذا المعنى ولكن

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كان الله ولم يكن شيء معه)

    هذا يقتضي أن للخلق بداية .

  2. افتراضي

    الله حضور تام، لا ماضي له ولا مستقبل – وهذا لأن الأزلية أو السرمدية الإلهية لا تبدأ ولا تنتهي. ولما كان الله لا محدودا ، فإنه يخرج عن نظام الزمان والمكان. والحق أن الله لا يتطور في الزمان لأنه يفقد أزليته وسرمديَّته في مثل هذا التطور. وهكذا يكون الله حاضرًا قبل التاريخ وبعده.

    يمكنني الآن أن أضيف قائلاً: بدأ الخلق بعد أن وضع الله نواميسه وقوانينه. والحق أن الوجود الأرضي يتمثل بجسر يتصل في بدايته بالأزلية، أو اللابداية، ويتصل في نهايته بالأبدية، أو اللانهاية. إنه وجود يستمد كيانه من حقيقة سامية سرمدية، ويتوق، في النهاية، للعودة إلى الحقيقة التي انفصل عنها لحظة الخلق. وهكذا يمكنني أن أتحدث عن وجود الألف، أي البداية، ووجود الياء، أي النهاية. لقد بدأ الزمان والمكان لحظة بدء الخلق. ولما كان الوجود الأرضي متصلاً، في بدايته ونهايته، باللانهاية أو الأبدية، فإن الألف والياء مضمونان في هذه الأبدية اللازمانية واللامكانية.
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  3. #18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله
    يخص العضو "الجرار"
    تحية عطرة لشخصكم المفضال
    قبل أن أجيب عن سؤالك فاني أنبيك أنه ليس من مصلحة المسلم الخوض في هاته الملفات لأنها ملفات كلامية فيها تضييع الوقت و الأولى الاستعداد للغد ...فماذا قدمنا لغد.
    أما سؤالك فهو بسيط فان الله الخالق يخلق ما يشاء متى يشاء وهو الرحيم يرحم من أحب متى شاء
    وهو المنتقم يري الفاجرين بطشه متى شاء
    والله أعلم ودمت سالما

  4. #19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجرار مشاهدة المشاركة
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كان الله ولم يكن شيء معه)
    هذا يقتضي أن للخلق بداية .
    سياق الحديث يبين أن سؤال هل اليمن هو عن خلق هذا العالم لا عن أول نوع الخلق..وها هي الرواية كاملة (( قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله . قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر . قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض ))
    وفي رواية (( ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، قال: كان الله، ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض ))
    يعني واضح من أن السؤال عن خلق هذا العالم..أولا لإشارة اهل اليمن بــ ((أول هذا الأمر)) وهو إشارة إلى أمر مشاهد ولو كان الحديث عن أول نوع الخلق لما أشاروا إليه (بهذا الأمر) لأنهم لم يشهدوه ولم يشاهدوه..ثم لأن الحديث ذكر العرش ثم خلق السماوت والأرض وهذا موافق لقوله تعالى (( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ))..أي: هذا العالم..وبالتالي يكون النبي قد أجابهم على سؤالهم..ولو كان قصد أهل اليمن أول نوع الخلق فهذا يعني أن النبي لم يُجبهم لأنه لم يذكر أول نوع الخلق وإنما ذكر أول هذا العالم..وبالتالي ليس ذاك مقصدهم..
    خلاصة القول:
    أعيان المخلوقات حادثة يخلقها الله متى شاء وفق إرادته وحكمته سبحانه..أما نوعها فهو قديم: أي دوام فاعلية الخلق أزلا وأبدا..

    والله أعلم..
    التعديل الأخير تم 11-14-2013 الساعة 01:48 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  5. #20

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
    انا دخلت لهذا الموضوع ليس بغرض الرد على التساءل , انا ألقيت نظرة سريعة على مواضيعه...انا لاحظت انوجميع تساءلاته ليست بريئة , لا ادري هو يبحث عن
    الاقتناع اكثر بالاسلام ام التشكيك ام ام .. اعتذر ان كنت مخطئة

  6. #21

    افتراضي

    شكرا لكم اخوتي ولكن مازال الامر عالقا قليلا في ذهني (أرجو ان تعذروا جهلي )

    دعونا الان من مسألة بداية الخلق فلنتكلم على بداية خلق الله لنا ..أول واحد خلق في عالمنا هذا من البشر هو آدم عليه السلام .
    لاحظ معي جيدا سننجز برهانا مماثلا(يشبه الذي كتبته سابقا) ولكن هذه المرة بالحديث عن عالمنا :
    الله يخلق أكوانا (أو بالشكل الادق كما سبق أن وضحتم أن أزلية جنس المخلوقات بلا بداية معينة)
    وبما أن الله يخلق أكوانا فمثلا خلق شيء ما ثم خلق شيء ثم خلق ثم خلق الى غاية أن خلقنا نحن (ولايقتضي من هذا الفرض أن هناك بداية محددة للخلق فمجرد أريد أن أقرب الفكرة الى الاذهان) وهذا الترتيب في الخلق يقتضي الزمنية ولاأقول أن الله يتطور في الزمان فهو أزلي بأسمائه وصفاته
    اذا فتلكن نقطة أول شيء خلقه الله في كوننا هي "أ" مايسبق الحدث أ هو فترة زمنية (لاندري ماذا كان الله يفعل فيها) فلتكن "س" و س لايمكن تعيينها لأن الله لانهاية لبدايته أي ان س=مالانهاية .
    ولكن بما أن الله خلقنا اذا فالله قد قطع هذا الشوط الزمني "س" ووصل الى النقطة "أ" ممايعني أن "س" يمكن تعيينها ، وان كان يمكن تعيينها اذا فالله له بداية.

    أرجو ان مقصودي واضح

  7. #22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجرار مشاهدة المشاركة
    شكرا لكم اخوتي ولكن مازال الامر عالقا قليلا في ذهني (أرجو ان تعذروا جهلي )

    دعونا الان من مسألة بداية الخلق فلنتكلم على بداية خلق الله لنا ..أول واحد خلق في عالمنا هذا من البشر هو آدم عليه السلام .
    لاحظ معي جيدا سننجز برهانا مماثلا(يشبه الذي كتبته سابقا) ولكن هذه المرة بالحديث عن عالمنا :
    الله يخلق أكوانا (أو بالشكل الادق كما سبق أن وضحتم أن أزلية جنس المخلوقات بلا بداية معينة)
    وبما أن الله يخلق أكوانا فمثلا خلق شيء ما ثم خلق شيء ثم خلق ثم خلق الى غاية أن خلقنا نحن (ولايقتضي من هذا الفرض أن هناك بداية محددة للخلق فمجرد أريد أن أقرب الفكرة الى الاذهان) وهذا الترتيب في الخلق يقتضي الزمنية ولاأقول أن الله يتطور في الزمان فهو أزلي بأسمائه وصفاته
    اذا فتلكن نقطة أول شيء خلقه الله في كوننا هي "أ" مايسبق الحدث أ هو فترة زمنية (لاندري ماذا كان الله يفعل فيها) فلتكن "س" و س لايمكن تعيينها لأن الله لانهاية لبدايته أي ان س=مالانهاية .
    ولكن بما أن الله خلقنا اذا فالله قد قطع هذا الشوط الزمني "س" ووصل الى النقطة "أ" ممايعني أن "س" يمكن تعيينها ، وان كان يمكن تعيينها اذا فالله له بداية.

    أرجو ان مقصودي واضح
    منشأ خطأك - وغيرك - هو قياسك لعلمك على علم الله .. ولقدرتك على قدرة الله ..
    فما خرج عن علمك وعن قدرتك : حكمت بأنه خارج عن علم وقدرة الله قياسا !!!!..
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !

    في الصورة التالية نرى خطا مستقيما للتشبيه فقط - حيث يمثل الزمن الأزلي بلا بداية ولا نهاية -
    ونرى فيه نقطة (ب) كمثال .. وهي تمثل أي حدث فيه - أو أي مخلوق - ..



    السؤال :
    هل وقوع هذه النقطة على هذا الخط المستقيم : غير من لا بدايته أو من لا نهايته شيء ؟!
    الإجابة لا !!!!..
    فوجودها واقع ومعلوم لله تعالى الذي أحاط بكل شيء علما !!!..
    والتقصير في التصور هو من جهتك أنت كإنسان ..

    طيب .. هل وقوعها على الخط المستقيم الذي بلا بداية ولا نهاية : ينفي أنها حدثت ؟؟؟..
    الإجابة لا !!!!..
    والخلط هنا هو بين استحالة تسلسل الأسباب التي نستخدمها لإقامة الحُجة على الملاحدة :
    وبين معقولية أزلية مخلوقات الله تعالى التابعة لأزلية وجوده - لأن أهل السنة يعتبرون الخلق صفة ذاتية وفعلية وليست فعلية فقط -

    فوجود الحدث نفسه : دليل أنه موجود في هذا الزمن النسبي لأزلية الله ...
    والإشكال هو من صنعك أنت ..
    ولم ير أحدنا فيه إشكالا !!!..

    بالتوفيق ..

  8. #23

    افتراضي

    اخونا الجرار:
    سؤالك متناقض (معذرة ارجو التركيز)
    س= مالانهاية ,,,,, س يمكن تعيينها؟؟؟
    الاجابة احد ثلاث
    1- "س" ممكن ان يعرفها الخلق.
    2- "س" لا يمكن ان يعرفها الخلق ولكن يعرفها الله الخالق.
    3- "س" غير موجودة اصلا ,,
    اما رأيى الاجابة 3 صح, فما رأيك؟؟
    هل كما تقول انت الله لا نهاية لبدايته, وكما يقول المسلمون "أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء " وكما وضح جليا استاذنا ابوحب الله.

    نقول سبحانه وتعالى – اى ننزه الله عن اى فهم خاطىء او تصور محدود او غرور مزيف فى عقولنا –
    يا جرار : اذا اجتمع ذوى العقل او الروح من انس و جن و ملاك وغيرهم ان يحيطوا بكنه الله او حياته فمحال,,,
    مشكور

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجرار مشاهدة المشاركة
    شكرا لكم اخوتي ولكن مازال الامر عالقا قليلا في ذهني (أرجو ان تعذروا جهلي )
    للأسف سيظل الأمر عالقا عندك طالما تفكر في الله بنفس طريقة تفكيرك في المخلوق, فتجري مماثلة بينه و بين الخلق من حيث لا تدري, مع أنني سبق و نبهتك لهذه المغالطة فقلت (أخي الجرار أرجو اعادة التدبر في طرحك للأسئلة ستجد أنها خطأ لأنها تقوم علي تشبيهك لله بمخلوقاته, فتجعله محدود بالزمان و المكان محتاجا لخلقه لتظهر أسمائه و صفاته, فقط اردت لفت نظرك الي هذا الخلل العقدي لتتدبر قوله تعالي (ليس كمثله شيء), فلا تجري عليه احوال المخلوقين)

    أعلم أنك ستنفي تشبيهك لله بالخلوقين, و لكن لنري طبيعة سؤالك و كيف شبهت الله بالخلوقين من حيث لا تدري

    أنت تقول

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجرار مشاهدة المشاركة
    فتلكن نقطة أول شيء خلقه الله في كوننا هي "أ" مايسبق الحدث أ هو فترة زمنية (لاندري ماذا كان الله يفعل فيها) فلتكن "س" و س لايمكن تعيينها لأن الله لانهاية لبدايته أي ان س=مالانهاية . ولكن بما أن الله خلقنا اذا فالله قد قطع هذا الشوط الزمني "س" ووصل الى النقطة "أ" ممايعني أن "س" يمكن تعيينها ، وان كان يمكن تعيينها اذا فالله له بداية. أرجو ان مقصودي واضح
    طبعا مقصدك واضح لا غبار عليه, تريد أن تجعل لله بداية بفهم مغلوط ناتج عن خلل عقدي في تصورك لمعني الأولية (أولية الله تعالي) و علاقته سبحانه و تعالي بالزمان و المكان
    منشأ الخطأ توهمك أن قبل نقطة (أ) هناك زمان أو مكان, سميته أنت بالفترة (س) و أن الله قطع الزمن (س) الي أن وصل الي (أ), فجعلت الله كالمخلوق في مرور الزمن عليه عندما يتحرك بين نقطتين, فخالفت قوله تعالي (ليس كمثله شيء), و لم تفهم معني قول الله خارج الزمان و المكان, أي لم تفهم حقيقة أولية الله

    و لأبسط عليك الأمر انظر الي الدائرة الآتية و لاحظ:

    الاســـم:	New عرض تقديمي من Microsoft Po.jpg
المشاهدات: 423
الحجـــم:	11.9 كيلوبايت

    ملحوظة
    اللون الأبيض خارج الدائرة لا يرمز لله حتي لا يتوهم أحد ذلك و لكنه الصفحة البيضاء التي تم عليها الرسم (فالله لا تمثيل له)

    1. اذا افترضنا أن الدائرة الكبيرة هي كل ما أوجده الله منذ أبدي الخلق (أظهره للوجود) = الكون الأكبر
    2. الدوائر الصغيرة الملونة هي عدد لا نهائي من الأكوان التي أظهرها الله الي الوجود و منها الكون الذي نعيش به = أكوان صغري
    3. لا حظ أين يقع الزمن, تجد أنه بداخل الكون, و ليس بخارجه
    4. لاحظ أين يقع المكان , تجد أنه بداخل الكون و ليس بخارجه
    5. أين الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الله خارج الزمان و المكان و هو بكل شيء محيط
    6. هل يمكن الآن القول أن الله قطع زمن (س) ليصل الي (أ)
    مستحيل
    لأنه قبل الكون الأكبر لا زمان و لا مكان لنقيس فيه
    7. هل نستطيع أن نقول أين الماضي و الحاضر و المستقبل داخل دائرة الكون الأكبر
    بالطبع لا, و الله محيط بالماضي و الحاضر و المستقبل يفعل ما شاء في أي وقت شاء و في اي مكان شاء

    و هذا ما لم تفهمه أنت فجعلت الأحداث تتسلسل من (أ) الي (ب) الي ما لا نهاية و كأن الله مر به الزمان فلا يستطيع أن يفعل (ب) قبل (أ), أي تفوته الأشياء زمانا كما تفوتنا (أي مثل البشر) و هو ليس كمثله شيء
    فالله قادر علي أن يبدي ما شاء من خلقه في الوقت الذي يشاء و في المكان الذي يشاء و هو في كل ذلك مطلع علي الماضي و الجاضر و المستقبل, و كأنهم جميعا نقطة واحدة و ليس كما توهمت أنه خط مستقيم تريد أن تجعل له بداية و تزعم أنك تؤمن بالأزلية
    نعم أخي الفاضل كل ملك الله عنده نقطة لا قيمة لها بالنسبة له, فلا هو داخل فيها و لا هو مر عليه زمان يجعل له بداية فهو أول بلا بداية آخر بلا نهاية, ليس قبله شيء

    مزيد من الشرح علي أولية الله
    ومعناها: نفي العدم السابق للوجود، ولا يقصد بها أنه أول شيء سيسترسل وراءه ما بعده، فالمقصود أنه لم يمض زمان إلا وهو موجود فيه. والمقصود (بالزمان) هنا ما كان حقيقياً وما كان وهمياً، فالزمان ينقسم إلى قسمين: إلى زمان حقيقي وهو منذ خلق الله السماوات والأرض إلى أن ينتهي الزمان. والقسم الثاني: الزمان الوهمي والمقصود به ما نتصوره نحن زماناً وليس زماناً، وهذا ما قبل خلق العالم فإنه يسمى أزلاً والأزل أزمنة متوهمة لا يطلق عليها زمان في الواقع؛ لأن الزمان هو اسم للوحدات المعروفة بالليل والنهار، وما كان قبل خلق السماوات والأرض ليس فيه ليل ولا نهار فلا يوصف بالزمان، لكن يسمى بالأزل, (و هذا ما ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية)

    وهذه الأولية ليس لها ابتداء، وهذه من الأمور التي لا يدركها العقل دون وحي، فالعقل نظراً لأن نطاقه الوجود الضيق الذي سبقه عدم ويلحقه عدم، لا يمكن أن يسلم صاحبه إلا إذا سلم للوحي، والإنسان لا يتصور إلا الشيء الذي يكون في المكان لأنه هو كذلك. ومن هنا قال الغزالي : إن العقل بمثابة المائع إذا صب في شيء أخذ شكله، أي: أخذ شكل الشيء الذي يصب فيه، فالعقل صب في الإنسان، والإنسان حادث وسيعدم فلم يستوعب العقل إلا ما كان كذلك. ومن هنا فتصورات الإنسان ناشئة عن تشبيهه بنفسه وبما يعرفه من هذه الكائنات، ومن هنا جاءت فكرة التشبيه وفكرة التعطيل، وكلها ناشئة عن أن عقل الإنسان لا يتصور إلا ما كان كالإنسان مما يسبق وجوده عدم وسيلحق وجوده عدم، وهكذا، وما سبق وجوده لا يمكن أن يدركه عقله، وما بعد عدمه أيضاً لا يمكن أن يدركه عقله، ومن هنا لا يتجاوز العقل حدوده وعليه أن يسلم بالوحي، وإذا تجاوزنا نطاق العقل وأخذنا بالوحي، فالوحي يغطي ما وراء ذلك من المساحات التي وراء العقل.

    أما حديث (كان الله ولا شيء معه)، فالمقصود بذلك سبقه للزمان و المكان، ولم يسبق عليه عدم قط، فلما أوجد الخلق، كان خلقه منفصل عنه, فلا يقارن بهم زمانا و لا مكانا, و ينبغي أن نفهم أن الله لما أوجد المخلوقات، فذلك ليس ابتداء لصفات الله بل ابداء لما أراد الله ظهوره، فلم يستفد سبحانه من الخلق صفة الخالق، فهو الخالق ولا خلق، وهو الرازق ولا رزق ولا مرزوق، وهو العالم ولا معلوم، فكل هذه الصفات كان متصفاً بها قبل أن يخلق خلقه، ولم يتجدد عليه أي شيء، لكن تجددت الأفعال فقط, فهي أمور يبديها و لا يبتديها, اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون, و ارادة الله لا تتعلق بزمان محدود أو مكان محدود فهو بكل شيء محيط في الماضي و الحاضر و المستقبل, فلا هو غاب عنه الماضي و لا هو غاب عن المستقبل, فهو سبحانه ليس محدودا بحاضر نعيشه نحن الآن, بل هو خارج الزمان و المكان و مطلع علي كل ذلك, سبحانه و تعالي.
    يقول ابن تيمية
    إن ما كان قبل خلق السماوات والأرض من المخلوقات ليس بعضه سابقاً بعضاً بمعنى السبق الذي نفهمه نحن؛ لأننا نفهم السبق بمعنى أن هذه الدقيقة قبل هذه وهذه الساعة قبل هذه، وهذا الليل قبل هذا النهار مثلاً، لكن قبل خلق السماوات والأرض لا زمان، فيكون الترتيب إنما هو حسب إرادة الله ومشيئته لا لذات الكون ولا لذات الأشياء أنفسها.

    و بعد كل ذلك لا يبقي الا أن أقول اللهم اغفر لي ان أسأت الفهم, و نعوذ بك أن نعتقد عنك أو فيك ما ليس بحق, فلا نقر لك الا بما تحب و ترضي, فقد عجزت العقول عن ادراك وجودها و وجود الروح التي تحيا بها و عن وجود الوجود أين مبدأه و مما بدأ, فكيف لعقولنا القاصرة أن تحيط بك علما, سبحانك أنت من تحيط بالخلائق علما, و لا نحيط بشيء من خلقك علما الا أن تشاء.

    منقول بتصرف من موضوع (أولية الله وحدوث الخلق )
    للشيخ : ( محمد الحسن الددو الشنقيطي )

  10. #25

    افتراضي

    شكرا لكم
    للاخ
    أبو حب الله
    و محمود عبدالله نجا

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    330
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الرجل الكريم كريم سواء أتاه ضيف أم لا ... ولله المثل الأعلى
    والخالق سبحانه هو الخالق المتصف بصفات الكمال كلها أزلا سواء كنا موجودين أو معدومين

  12. #27

    افتراضي

    فلم يستفد سبحانه من الخلق صفة الخالق، فهو الخالق ولا خلق،
    اخوي جرار هذي النقطة مهمة ركز فيها

    وركز اننا نقسم كل المخلوقات من عناصر مختلفة ومواد مختلفة وثديات ورخويات ونباتات بانواعها وانسان وتجد اختلااااف شاسع بين المخلوقات

    فما ظنك باختلاف بين الخالق والمخلوق ...؟؟؟ فتنبه

    صعب جدا نقيس المخلوق بالخالق ...وانت تعلم ان هناك مخلوقات لا تقيسهم ببعضهم البعض فما ظنك بين الخالق العظيم والمخلوق المصنوع ..؟

    بالتاكيييييييد اختلاف لا تستطيع ابدا ان تقدره بحواسك وعلمك البسيط
    انا بحثت عن الحق فكنت متخبطا بين هذا وذاك فما وجدت ملة اقرب للعقل وانقى للروح من اهل السنة والجماعة (السلف الصالح) فهم الوسطيون الذين يعطون كل ذي حق حقه
    فاعطوا الله العبادة وحده بلا شريك ولم يبتدعوا واتبعوا السنة بحذافيرها
    ولم ارى ملة ولا مذهب يقدس الذات الالهية مثل مذهب السلفية
    فالحمدلله رب العالمين وحده

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    متى بدأ الله يخلق = متى بدأت أُلوهيّة الله!
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  14. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجرار مشاهدة المشاركة
    شكرا لكم
    للاخ
    أبو حب الله
    و محمود عبدالله نجا
    الحمد لله الذي سهل عليك الوصول الي مبتغاك
    أسأل الله أن يعلمنا جميعا ما ينفعنا

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: ألم يخلق الله الكون من العدم
    بواسطة elmolhed في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 73
    آخر مشاركة: 12-17-2012, 05:34 PM
  2. لماذا يخلق الله النار ثم يحذرنا منها
    بواسطة مماجد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 10-17-2010, 12:25 AM
  3. تعليقات: الرد على شبهة (هل الله يستطيع أن يخلق إله مثله)
    بواسطة الليـــث في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 03-20-2010, 08:35 PM
  4. الرد على شبهة (هل الله يستطيع أن يخلق إله مثله) ببضع كلمات
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 01-03-2010, 01:35 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء