عندما يقل في الشر و الفضول كلامك و يكثر في الخير و البذل و القربات صنيعك أنت تؤمن بالآخرة.

عندما يسعدك الألم لذكر الغفران و الثواب و تحزنك اللذة لذكر الحساب و خوف الغفلة و العتاب فأنت مؤمن بالآخرة.

عندما تأمن في الخوف و تخاف في الأمن فأنت مؤمن بالآخرة.

عندما تزيدك كثرة المال و رفعة الشأن تواضعا و خوفا من الملام و السؤال .. و عدمهما أو سلبهما رضى و احتسابا و ارتياحا فأنت مؤمن بالآخرة.

عندما تقضي يومك كأنه آخر يوم في حياتك لا يعدو نظرك إلى ما بعده فأنت مؤمن بالآخرة.

عندما تسيء فتعظم الإساءة في عينيك و إن صغرت و تحقر حسناتك و إن عظمت فأنت تؤمن بالآخرة.

عندما يقض مضجعك أن تلقى الله بذنب إقترفته خاصة في حق غيرك و لو قيد شبر اقتطعته من أرضه أو ماله أو متاعه أو كلمة سوء آذيته بها و لو في ظهر الغيب فأنت تؤمن بالآخرة.

عندما تتخذ النعم و الطيبات سبلا إلى ابتغاء ما عند الله فلا تبطرها أو تسرف فيها بل تشكرها و تشرك فيها أهل بيتك و المسلمين و تنفق مما تحب منها فأنت مؤمن بالآخرة.

عندما تسر برؤية من هم أكثر إحسانا و أحسن عملا منك فتغبطهم أشد غبطة و ترى من هم أقل منك إحسانا و أسوء صنيعا فتحمد الله على فضله عليك و تخشى أن تكون مثلهم و لا تغتر ... فأنت تؤمن بالآخرة.

عندما ترى الحسنة الصغيرة عظيمة في عينيك فتسارع إليها و تتحين الفرصة تلو الفرصة لترضي الله بما هو أفضل بحسب الحال فأنت .. أنت حقا تؤمن بالآخرة.

عندما لا تنسى منظر القبور .. و قرب النهاية .. و طي صفحات العمر .. و لا تنسى عرض الأعمال على الله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .. فتحسب عمرك لا شيء فأنت تؤمن بالآخرة.

عندما تفعل الشيء لا تفعله إلا ابتغاء مرضاة الله و تتحرى الصواب فيه .. و تجبر النقص بما سواه كصلاة الفرض تجبرها بصلاة النافلة فأنت تؤمن بالآخرة.

عندما تتورع عن الآثام في حق الله و في حق أي مخلوق كما تتورع عن النار .. فأنت تؤمن بالآخرة.

عندما ترى شهوات الدنيا عوائق لك عن ابتغاء ما عند الله و يقل في عينك كثيرها و يصغر كبيرها و يهون صعبها و عسيرها لذكر يوم عسير و أجر عند الله عظيم لا انقطاع له كما تنقطع الشهوات باضمحلالها و أجور الخلق بنفادها .. فأنت حقا تؤمن بالآخرة.

و الله المستعان و عليه التكلان