توضيح للتطوريين المؤمنين و الملحدين
في الآونة الاخيرة لاحظت أن اغلب انصار التطور يتهمون مناوئيهم من نقاد النظرية بأنهم يحملون عدائا خاصا للنظرية على الرغم من كونها نظرية عالمية و هي اليوم الرائدة بل الوحيدة في ساحات العلم الغربي و حتى في جميع الجامعات المعتبرة ..
سنترك جانبا شماعة (نظرية التطور تدرس في جميع الجامعات ..) .. فالكلام حول : لماذا نرفض التطور ؟ هل ﻷنه يتعارض مع الدين ؟ هل عندنا نصوص شرعية تدفعنا لمعاداة التطور ؟ لا طبعا ! كيفية خلق الكائنات في الاسلام هو من الغيب .. لكن النص القرآني يحثنا نحو البحث حولها (قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدء الخلق) ، بل المسلم لن يجد ما يحرجه إذا ما اثبتوا بالتجربة و البرهان و بالادلة المادية صحة التطور ! إذا ما سر هذا العداء للتطور ؟
الجواب هو بأن التطور الدراوني مجرد فرضية يفترض انصاره افتراضات تخيلية ليجعلوا منها ادلة و براهين مجربة ، و كل المعطيات لهذه الافتراضات لا تعطي اي نتائج قد تدعم نظرية التطور لا عمليا و لا نظريا !
و لو اثبتوا لنا التطور بالدليل و البرهان و الله ما انتظرت ولا لحظة لكي اؤمن به ! فإن قيل أنك تخاف على دينك : قلنا بأننا سنجد مخرجا لنجمع التطور مع الدين (فقط الانسان له خلق خاص كما دلت الايات القرانية و الاحاديث النبوية، وإن حاول البعض ان يصل لتفاسير لا تقطع بالخلق المباشر حتى للانسان لكنها تفاسير متكلفة و غير دقيقة).. الشاهد : حجة اننا نرفض التطور لانه يعارض الدين هي نوع من المغالطات ، فالمسلم بكل يسر يستطيع ان يجمع بين التطور و الدين إن لزم الامر لكن الفضيحة كل الفضيحة هي سقوط التطور ! فهي ترمي بالالحاد الى غياهب الضياع ، فالمشكلة عكسية اذا ! ليس المؤمن يخاف على ايمانه بل الملحد يخاف على إلحاده لذلك يدافع عن التطور بكل بسالة و بكل الطرق المشروعة و الغير مشروعة ﻷنه يعلم يقينا ماذا يعني سقوط التطور ، يعلم بأن التطور هو عرش الالحاد المعاصر ، هو المخلص لهم من كل تهم المؤمنين فأي ازعومة من مزاعم المؤمنين الخلقيين يمكن ردها بإحالتها الى غيبيات التطور ، يا اهل التطور لو كان دينكم حقا لما اعلن (هارون يحيى) و امام المﻷ بأنه سيمنح جائزة نقدية فلكية ﻷي شخص يأتي بأحفورة وسطية واحدة فقط !!!! علما بأنه رجل شبه علماني و إن كان مسلما لكنه من اولئك الذين لا يتقيدون بالنصوص ولا بالتشريعات الالهية بكل تزمت بل يبحث عن التسهيلات و الرخص لمواكبة التقدم الحضاري! و وقت اعلانه التحدي كانت عدد الاحافير المستخرجة اكثر من مئة و خمسون مليون احفورة !!
التطور انتحار عقلي و كفر صريح ببديهيات العلوم .. لهذا نرفضه لا غير.
Bookmarks