وهو كذلك إن شاء الله..فليتك تُفصّل المسألة بالدليل سواء هنا أو في موضوع آخر..لأن الإجمال لا يُفيد في أمور كهذه..
وفقك الله لما يحب..
وهو كذلك إن شاء الله..فليتك تُفصّل المسألة بالدليل سواء هنا أو في موضوع آخر..لأن الإجمال لا يُفيد في أمور كهذه..
وفقك الله لما يحب..
التعديل الأخير تم 01-13-2014 الساعة 06:58 PM
التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
بخصوص النقاش الدائر حول قضية مناسبة الدليل لكل أحد ، فالراجح عندي أن كل امرئ بحسبه في هذه القضية ، فهناك من لا يحتاج لإقناع ولا إلى نظر ، وهناك من يحتاج إلى معرفة الدليل اليسير المباشر ، وهناك من لا يقتنع إلا بالدليل الفلسفي بالغ التعقيد ، وأرشح لكم هذا المقطع بما فيه من تأصيل جيد لهذه المسألة :
إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
[ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].
ليس الخلاف في نوع الدليل الذي يجب أن يُقدم حسب نوعية المتلقي..
الخلاف عما طُبع في الفِطر عن وجود الله..فالإلحاد كما تعلم دكتور هشام حديث العهد..والبشرية في عصورها الأولى إلى اليوم (في عمومها) لم تعرف غير التدين..هذا يعبد بقر وآخر شجر وآخر حجر..لم يختلفوا في وجود الله باعتباره أمر بديهي يعرفه كل إنسان..بل حتى الطفل الصغير في أي مكان أو زمان لو فعل فعل ما ونهرته بحجة ان هذا الفعل حرام ويُغضب الرب.فلن يرد عليك بسؤال ماذا تقصد بالرب ؟..أو وما معنى حرام ..أو هل هو موجود أم لا..هذا الأمر ينطبق على جميع الاطفال سليمي الفطرة دونما استثناء..مع انك لم تحدثه في المقدمة عن دليل وجود الله وان الكون يستوجب خالق -وهذا الذي أناقش فيه الاخ حمزة-..لكن لو لقنته أن لا وجود للرب وتربى على تلك الفكرة فأكيد سيكون ملحد..وعندها يأتي دور ما تفضلتَ به حول الأدلة وأن لكل دليله حسب نوعية المؤثرات التي أثرت على نقاء الفطرة..وهذه نقطة أخرى..لم أخض فيها..ولا أنكرها..بل وأدعمها..
التعديل الأخير تم 01-13-2014 الساعة 08:15 PM
التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
نستمر ان شاء الله في البحث عن صفات محدث العالم...
1) القدم
18 : اظن ان الكلام واضح، ولا يستلزم منا اضاعة الوقت في شرحه بعد التفصيل الذي قدمه الامام بعد هذه الفقرة، فثبث ان الذي احدث هذه الاجسام او بعضها يجب ان يكون قديما يستحيل فيه.الدعوى الثالثة: ندعي أن صانع العالم مع كونه موجوداً لم يزل فهو باق لا يزال لأن ما ثبت قدمه استحال عدمه. وإنما قلنا ذلك لأنه لو العدم لافتقر عدمه إلى سبب فإنه طارئ بعد استمرار الوجود في القدم. وقد ذكرنا ان كل طارئ فلا بد له من سبب من حيث انه طارئ لا من حيث أنه موجود، وكما افتقر تبدل العدم بالوجود إلى مرجح للوجود على العدم، فكذلك يفتقر تبدل الوجود بالعدم إلى مرجح للعدم على الوجود18
الحدوث والعدم.
2) في اثبات كون محدث أجسام العالم واحد :
19 : بمعنى ان الوحدانية هي صفة سلبية فقط، اي تسلب منه معاني لا تليق بذاته العلية كالكمية والتعدد وغيرها، وليس في اثبات ان الله واحد اثبات لمعنى وجودي كعلمه مثلا، لذلك وجب التفريق.ندعي أنه سبحانه واحد. فإن كونه واحداً يرجع إلى ثبوت ذاته ونفي غيره، فليس هو نظر في صفة زائدة على الذات19، فوجب ذكره في هذا القطب. فنقول: الواحد قد يطلب ويراد به أنه لا يقبل القسمة، أي لا كمية له ولا جزء ولا مقدار، والباري تعالى واحد بمعنى سلب الكمية المصححة للقسمة عنه؛ فإنه غير قابل للانقسام. إذ الانقسام لما له كمية، والتقسيم تصرف في كمية بالتفريق والتصغير، وما لا كمية له لا بتصور انقسامه. وقد يطلق ويراد أنه لا نظير له في رتبته كما تقول الشمس واحدة، والباري تعالى أيضاً بهذا المعنى واحد؛ فإنه لا ند له. فأما انه لا ضد له فظاهراً، إذ المفهوم من الضد هو الذي يتعاقب مع الشيء على محل واحد ولا تجامع وما لا محل له فلا ضد له، والباري سبحانه لا محل له فلا ضد له. وأما قولنا لا ند له، نعني به أن ما سواه هو خالقه لا غير
20 : في هذا جواب لمن يقول ما المانع في ان يكون هناك الهين مثلا متفقان في الارادة، فالامام يريد ان يقول باختصار انه لو كان لهذين الالهين نفس الصفات، فهما في حقيقة الامر اله واحد ولامجال للنزاع في ذلك، فثبت انه لو فرض وجود قديمين فيجب ان يكونا متغايرين،و وفي الكلام الذي بعده تفصيل على استحالة وجود الهين موصفين بالتغاير.وبرهانه أنه لو قدر له شريك لكان مثله في كل الوجوه أو أرفع منه أو كان دونه. وكل ذلك محال. فالمفضي إليه محال، ووجه استحالة كونه مثله من كل وجه أن كل اثنين هما متغايران، فإن لم يكن تغاير لم تكن الإثنينية معقولة، فإنا لا نعقل سوادين إلا في محلين، أو في محل واحد في وقتين، فيكون أحدهما مفارقاً للآخر ومبايناً له ومغايراً إما في المحل وإما في الوقت، والشيئان تارة يتغايران بتغاير الحد والحقيقة، كتغاير الحركة واللون فإنهما وإن اجتمعا في محل واحد في وقت واحد فهما اثنان، إذ أحدهما مغاير للآخر بحقيقته، فإن استوى اثنان في الحقيقة والحد كالسوادين، فيكون الفرق بينهما إما في المحل أو في الزمان؛ فإن فرض سوادان مثلاً في جوهر واحد في حالة واحدة كان محالاً إذ لم تعرف الاثنينية. ولو جاز أن يقال هما اثنان ولا مغايرة، لجاز أن يشار إلى إنسان واحد ويقال أنه انسانان بل عشرة وكلها متساوية متماثلة في الصفة والمكان وجميع العوارض واللوازم، من غير فرقان، وذلك محال بالضرورة، فإن كان ند الله سبحانه متساوياً له في الحقيقة والصفات استحال وجوده، إذ ليس مغايره بالمكان إذ لا مكان ولا زمان فإنهما قديمان، فإذاً لا فرقان، وإذا ارتفع كل فرق ارتفع العدد بالضرورة، ولزمت الوحدة20. ومحال أن يقال يخالفه بكونه أرفع منه. فإن الأرفع هو الإله والإله عبارة عن أجل الموجودات وأرفعها، والآخر المقدر ناقص ليس بالإله. ونحن إنما نمنع العدد في الإله، والإله هو الذي يقال فيه بالقول المطلق أنه أرفع الموجودات وأجلها. وإن كان أدنى منه كان محالاً، لأنه ناقص ونحن نعبر بالاله عن أجل الموجودات فلا يكون الأجل إلا واحداً،21 وهو الإله ولا يتصور اثنان متساويان في صفات الجلال، إذ يرتفع عند ذلك الافتراق ويبطل العدد كما سبق. فإن قيل: بم تنكرون على من لا ينازعكم في إيجاد من يطلق عليه اسم الإله، مهما كان الإله، عبارة عن أجل الموجودات، ولكنه يقول العالم كله بجملته ليس بمخلوق خالق واحد، بل هو مخلوق خالقين، أحدهما مثلاً خالق السماء والآخر خالق الأرض22،
21 : القول بان هناك رتبة بين الالهة يعود الى اثبات ان القديم الاعلى رتبة هو الاله الحق، المستحق لكمال الربوبية والاخر انما هو ناقص تابع له.
22 : يبدأ الامام هنا في الرد على دعاة تقسيم المقدورات فيجعلون الها مثلا يخلق الارض واخرا يخلق الشمس
23 : هذه هي الشبهة الاولى وهي المشهورة بين الملاحدة، اما الثانية فلا أحد يقول بها تقريبافنقول: يدل على استحالة ذلك أن هذه التوزيعات للمخلوقات على الخالقين في تقدير هذا السائل لا تعدو قسمين: إما أن تقتضي تقسيم الجواهر والأعراض جميعاً حتى خلق أحدهما بعض الأجسام والأعراض دون البعض23، أو يقال كل الأجسام من واحد وكل الأعراض من واحد، وباطل أن يقال إن بعض الأجسام بخلقها واحد كالسماء مثلاً دون الأرض؛ فإنا نقول خالق السماء هل هو قادر على خلق الأرض أم لا ؟ فإن كان قادراً كقدرته، لم يتميز أحدهما في القدرة عن الآخر، فلا يتميز في المقدور عن الآخر فيكون المقدور بين قادرين ولا تكون نسبته إلى أحدهما بأولى من الآخر،24 . والقاسم الثاني أن يقال: أحدهما يقدر على الجوهر والآخر على الأعراض وهما مختلفان، فلا تجب من القدرة على أحدهما القدرة على الآخر، وهذا محال، لأن العرض لا يستغني عن الجوهر، والجوهر لا يستغني عن العرض، فيكون فعل كل واحد منهما موقوفاً على الآخر25، فإن قيل. فيكون أحدهما خالق الشر والآخر خالق الخير، قلنا: هذا هوس، لأن الشر ليس شراً لذاته، بل هو من حيث ذاته مساو للخير ومماثل له، والقدرة على الشيء قدرة على مثله، فإن إحراق بدن المسلم بالنار شر، وإحراق بدن الكافر خير ودفع شر، والشخص الواحد إذا تكلم بكلمة الإسلام انقلب الإحراق في حقه شراً، فالقادر على إحراق لحمه بالنار عند سكوته عن كلمة الإيمان لا بد أن يقدر على إحراقه عند النطق بها، لأن نطقه بها صوت ينقضي لا يغير ذات اللحم، ولا ذات النار، ولا ذات الاحتراق، ولا يغلب جنساً فتكون الاحتراقات متماثلة، فيجب تعلق القدرة بالكل ويقتضي ذلك تمانعاً وتزاحماً. وعلى الجملة: كيفما فرض الأمر تولد منه اضطراب وفساد وهو الذي أراد الله سبحانه بقوله "لو كان فيهما آلهة إلا اللّه لفسدتا" فلا مزيد على بيان القرآن. ولنختم هذا القطب بالدعوى العاشرة فلم يبق مما يليق بهذا الفن إلا بيان استحالة كونه سبحانه محلاً للحوادث، وسنشير إليه في أثناء الكلام في الصفات رداً على من قال بحدوث العلم والإرادة وغيرهما.
24 : بمعنى ان فرض الهين مطلقي القدرة مع وحدة الاثر كالارض مثلا هو محال، لان يستحيل ان تتعلق قدرتهما بنفس الاثر، فان قدر واحد على خلق الارض ولم يقدر الاخر كان هذا مناقضا للفرض الاول، اي في كونهما مطلقي القدرة، وهذا يعود بنا الى ان الفرض من اساسه محال.
25 : وهذا يكفي من اجل الاجابة عن هذه الشبهة الساذجة
25 : الشر والخير ليس امورا وجودية حتى نقول انها تخلق، بل الشر والخير نسبيين يتبعان افعاله تعالى، فالقادر على خلق نعيم الجنة قادر ايضا على خلق النار، فان كان اختص احد الالهين بخلق الجنة رجعنا الى الرد الاول في استحالة محدودية القدرة بقدر من الممكنات،اذ يرجع ذلك على اثبات النقص، اما ان كانت قدرة الالهين متعلقة بخلق الجنة والنار، فليزم من ذلك تزاحم قادرين على مقدور واحد والتزاحم محال كما اشرنا اعلاه وبهذا تكون كل الاشكالات والشبهات مندفعة ولله الحمد.
وبعيدا عن الادلة العقلية على نفي التعدد، هناك العديد من الشواهد التي نراها في حياتنا اليومية التي تدل على وحدانيته تعالى، فنرى الكون كله يخضع لنفس القانون، فالالكترون المتواجد في مجرات تبعد عنا بملايين السنوات الضوئية له نفس الكتلة كالالكترونات المشكلة لجسد الانسان، ومن هذا ايضا وحدة القانين الاخرى كالجاذبية، والنسبة الذهبية التي نجدها في كل مخلوقات الكون وفي كل المتسويات سواء في الاجرام الكبيرة او في الدقائق الصغيرة،وغير ذلك كثير، وايضا التشابه بين الخلائق، فتجد كافة الكائنات تملك تصاميم متقاربة، وتملك نظاما بيلوجيا كونيا مبني على التشفير بلغة واحدة، والامر لا يقف عند هذا الحد فقط، بل الكون كل بذراته مترابط و متشابك مع بعضه البعض، فتحريك الكترون على الارض قد يصدر عنه انيا تغيير في حركة الكترون يقع على بعد ملايين السنوات الضوئية، وهذا لا يكون الا في كون يقوم عليه اله واحد، لا اله الا هو، وعلى العموم الانسانية تجاوزت الشرك ولله الحمد وقد قضت ايات الكتاب العزيز على هذا المرض منذ الاف السنين، فلا نطيل المقام في توضيح الواضحات، واعلم ان فرض خالقين او ثلاثة يجعلهما حادثين وليس واجبي الوجود، لانه عددها ان كان اثنان او ثلاثة هو في حد ذاته ممكن، والممكن حادث، اما العدد واحد فهو ليس عددا اصلا حتى يقال انه ممكن هذا وقد اشرنا ان الله تعالى منزه عن الكمية، هذا فرق دقيق وهو لمن تنبه له، علم بوحدانيته تعالى.
3) اثبات ان محدث العالم القديم متصف بالارادة :
26 : الدليل واضح، فانت ايها القارئ عندما ترى هذا العالم وترى الظواهر من حولك، تسأل السؤال المشهور، " لماذا الاشياء هكذا ؟" "من الذي هكذها هكذا ؟"، ولا يمكنك تجيب على هذه الاسئلة ما دمت لم تثبت لصانع هذا العالم صفة تفسر امرين : الاول كون سبحانه غير مكره على الفعل، اذ في ذالك دليل على حدوثه، وهذا محال فقد بينا انه قديم، والثاني : تفسر لنا سر خلق العالم على النحو الذي هو عليه، وقد اضرب مثلا تشبيهيا والله المثل الاعلى بطالب دخل كلية الهندسة، فأقرباؤه سيسألونه السؤال التالي : لما دخلت هذه الكلية يا زيد ؟ فيكون جواب هذا الاخير : انني اولا لم اكره على دخول هذه الجامعة، ثانيا ان ليس تخرجي كمهندس هو سبب دخولي لهذه الجامعة، بل حبي لهذه الغاية هو السبب، فالحب الذاتي عند الانسان هو منبع الاختيار، فكيف برب العزة، لذلك فسر اختيار الله تعالى لخلق العالم على هذه الشاكلة انما هو راجع لمعنى قائم بذاته اطلقنا عليه اسم "صفة الارادة" نعلم تعلقاتها، ونجهل حقيقتها وماهيتها فلا يجوز تشبيهه تعالى بأحد من خلقه.ندعي أن الله تعالى مريد لأفعاله وبرهانه أن الفعل الصادر منه مختص بضروب من الجواز لا يتميز بعضها من البعض إلا بمرجح، ولا تكفي ذاته للترجيح، لأن نسبة الذات إلى الضدين واحدة فما الذي خصص أحد الضدين بالوقوع في حال دون حال ؟26
و بهذا نكون قد اثبتنا ان العالم حادث مفتقر الى محدث قديم لا اول له واحد في ذاته وصفاته متصف بالصفات الكمالية الجلالية والجمالية التي تليق بقدمه وبوحدانيته جل جلاله، عند هذا الحد نكون ولله الحمد قد اثبتنا وجود الله تعالى بالادلة الجلية، والحمد لله رب العالمين.
وأفتح الباب لتعليقاتكم وملاحظاتكم وأرائكم أيها الافاضل ومن استفاد من هذا العمل ولو بمعلومة بسيطة فليدعو للفقير في ظهر الغيب....
إجابتي أختصرها في توقيعك أخي الفاضل حمزة :
هناك الدليل الفطري يعلوه مقاما دليل التصميم
ويعلو هذا الاخير الدليل الكلامي، يعلوه الدليل الانساني القراني
ثم يأتي دليل صدق النبوة مصدقا لهم كلهم جميعا ليقطع الشك باليقين.
غير أني لا أقول بالعلو و التفاضل بين هذه الدلائل (اعتبارا لما ذكره الدكتور الجليل هشام عزمي من حيث أن لكل منا دليل يناسبه) و أقول بالخصوصية. أي الثاني أخص دلالة من الأول و هكذا، لكنني حينما وصلت إلى عبارة الدليل الإنساني القرآني لم أفهمها حقا، فماذا تقصد بها بارك الله فيك ؟
العلامات في الدلائل العلمية والعقلية على وجود الله القدير The Sign
نسف خرافة التطور في 5 دقائق فقط - البروفيسور جيمس تور
الدلائل العقلية على نبوة محمد صلى الله عليه و سلم
أقوى الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
يارب لك القدرة المطلقة و نحن الضعفاء العاجزون.
يارب لك الحمد المطلق و نحن الجاهلون المذنبون,
ليس التفاضل أخي الفاضل، بل كل دليل يستعمل في حالة معينة وفي وقت معين، وما قاله الدكتور هشام في هذا الباب هو الذي يقوله اهل السنة، يكفي الانسان العادي ان يعرف الدليل الاجمالي على وجود الله فقط.
سأعطيك مثالا من جنس هذا الموضوع و أرجو من الجميع ان ينتبهو له، فدليل الحدوث الذي قدمته والذي به استدليت على وجود الباري عز وجل، لا يستطيع ان يقطع بعدم وجود موجود ازلي غير متحيز وغير وغير مقتض لغيره من الاشياء جنبا الى جنب مع الله تعالى، الجواب اخي لمن فتن بدليل الحدوث هو استنجاده بالسنة المطهرة، وقالوا ان امام عدم قدرة الدليل على نفي وجود هذا الشيء، فلا بد بأن نستنجد بنصوص الشرع التي يقول فيها عليه الصلاة والسلام : "كان الله ولم يكن شيء غيره"، فابطلوا بهذا امكانية وجود هذا الشيء. فهذه من الامور التي تحسب لاهل الكلام وهي توفيقهم بين العقل والشرع، فالعقل ليس اداة مطلقة يعرف بها كل شيء، بل هي اداة لها حيز ضيق، لكن مع ذلك فالاحكام الصادرة في هذا الحيز تتسم بالقطعية وقد مكنتنا من الاستدلال على وجود الله وعلى صفاته
اما الجواب على سؤالك :
هناك دليل الفطرة، واقصد بالفطرة هنا قابلية الانسان للتعرف على الله عز وجل، فنحن عندما نخرج الى هذا العالم ونراه من حولنا، نحس مباشرة بتوغل عقيدة التوحيد في قلوبنا، لكن المشكل ان فئة من الناس لا يتحقق فيها هذا الامر، فنستعمل معها كخطوة ثانية ادلة التصميم في الكون، فنوريهم الكائنات المعقدة والثوابث الفزيائية الدقيقة التي تحكم الكون، لكن مع ذلك هناك فئة تصر على ان التصميم الذي نشاهده في الكون ما هو الا نتاج صدفة، فيستنجدون بالانتخاب الطبيعي وبالاكوان المتوازية وغير ذلك، فنستعمل مع هؤلاء الدليل الكلامي، الذي يقطع اي طريق على دوي الشبهات ويبرهن على وجود الله بصفات العلية، لكن حتى مع الالزام العقلي، فالملاحدة كي يؤمنوا يلزمهم نوع اخر من الادلة، أدلة تخاطب القلب، ارجو ان يكون كلامي واضحا ان شاء الله، فالادلة الوحيدة التي تخاطب القلب هي الادلة القرانية الانسانية، كالتي تجدها في اوائل سورة النحل، او كالتي تجدها في سورة الروم، وغيرها، وأستسمحك وكل قارئ لكلامي ان تقرأ معي هذه الايات بارك الله فيك :
وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ ﴿5﴾ وَلَكُم فيها جَمالٌ حينَ تُريحونَ وَحينَ تَسرَحونَ ﴿6﴾ وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ ﴿7﴾ وَالخَيلَ وَالبِغالَ وَالحَميرَ لِتَركَبوها وَزينَةً وَيَخلُقُ ما لا تَعلَمونَ ﴿8﴾ وَعَلَى اللَّـهِ قَصدُ السَّبيلِ وَمِنها جائِرٌ وَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعينَ ﴿9﴾ هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُم مِنهُ شَرابٌ وَمِنهُ شَجَرٌ فيهِ تُسيمونَ ﴿10﴾ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتونَ وَالنَّخيلَ وَالأَعنابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴿11﴾ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمرِهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ ﴿12﴾ وَما ذَرَأَ لَكُم فِي الأَرضِ مُختَلِفًا أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَذَّكَّرونَ ﴿13﴾ وَهُوَ الَّذي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلوا مِنهُ لَحمًا طَرِيًّا وَتَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها وَتَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيهِ وَلِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ ﴿14﴾ وَأَلقى فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم وَأَنهارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدونَ ﴿15﴾ وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهتَدونَ ﴿16﴾أَفَمَن يَخلُقُ كَمَن لا يَخلُقُ أَفَلا تَذَكَّرونَ ﴿17﴾ وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّـهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّـهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ ﴿18﴾وَاللَّـهُ يَعلَمُ ما تُسِرّونَ وَما تُعلِنونَ ﴿19﴾ وَالَّذينَ يَدعونَ مِن دونِ اللَّـهِ لا يَخلُقونَ شَيئًا وَهُم يُخلَقونَ ﴿20﴾ أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ وَما يَشعُرونَ أَيّانَ يُبعَثونَ. - سورة النحل-
لاحظ كم منفعة للانعام اشار الله تعالى اليها... أليس مذهلا ؟ هذه المنافع ليست مرتبطة مع بعضها البعض،كالعلاقة بين الحليب والبروتينات، لا بل كل منفعة لا علاقة لها بالاولى، فلا علاقة بين لحمها وبين جمالها وبين قدرتها على التحمل، وتراه تعالى يركز على هذا المعطى وكأنه يقول لك سبحانه : "انظر كيف جمعت لك هذه الفوائد في مخلوق واحد مسخر لك"، ويستمر المولى في احصاء المنافع الظاهرة لكل موجود من حولنا، فهو لم يترك شيئا تقريبا الا واعطاك وظيفة يحققها للانسان حتى يقول سبحانه : ( وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّـهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّـهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ ).
لذلك لا تسطيع اي نظرية صدفوية ان تفسر لنا هذا النظام البديع، وهو كيف تكون كل اجزاء الوجود عاملة من اجل هذا الانسان بالشكل الذي وصفه رب العزة، لا اعلم لكن لاحظ اللفتة العظيمة حين يقول سبحانه ان هذه النجوم الضخمة من وظائفها ان ترشد الناس في ظلمات الليل. فلا علاقة بين وظيفة انشاء الذرات الثقيلة كذرات الحديد التي تتم في بطن هذه النجوم، وبين وظيفتها الارشادية... هذا فقط مثال والكتاب العزيز طافح بهذه الايات التي تدل على بصمته لا اله الله وهدايته للمخلوقات ولله الحمد. وهذه الايات اخي العزيز هي وحدها التي تجعلك ترتاح في قلبك لعقيدة التوحيد، وتجعلك تتعرف على صفات المولى عز وجل بطريقة اكثر عمقا من الادلة الكلامية. قال الإمام الرازي رحمه الله في تفسيره مفاتيح الغيب ( فكل من وقف على نوع آخر من أنواع تلك الحكمة فقد وصل إلى معرفة اسم آخر من أسماء الله تعالى ، ولما كان لا نهاية لمراتب حكمة الله تعالى ورحمته فكذلك لا نهاية لأسمائه الحسنى ولصفاته العليا)
لكن المرحلة الكلامية لا بد منها من اجل افحام العقل، وصده عن اثارة الشبهات، لان الادلة القرانية الانسانية ادلة قلبية لن تستطيع استعمالها في الدفاع عن الدين ضد من يؤمن بوحدة الوجود وغيرهم من المبتدعة، هذا رأيي في هذه القضية والله تعالى أعلى واعلم
بالمناسبة كنت انتظر واقول من هذا الذكي الذي سينتبه على توقيعي، فلما رأيت تعليقك ارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة
تسجيل متابعة ...
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59
أعتقد أن تقريب فلسفة الغزالي هي مَهمّتك أخي الحبيب، طبعا مع مراعاة ثوابت القرون الفاضلة الأولى لأهل السنة في الإعتقاد قبل ظهور الملوثات الفلسفية التي ظهرت من خلالها بدع كثيرة من القول و العمل، و إني لأراك جديرا بتلك المهمة أخي و أهلا لها. و أحسب أن هذا رأي الأساتذة الكرام (إلى ما خفت نكذب) و هذه لهجة تعرفها.
لدي تعليق طفيف على مقولتك هاته، ذلك أن الأدلة الكلامية و أخص بالذكر دليل الحدوث الذي تفضلت بشرحه - و بالإضافة لما قلت أنه لا يتضمن دليل الوحدانية - فهو لا يخبر عن صفات الله الذاتية و الفعلية التي جاءت عن الوحي المنزل. و لذلك لا يُعتمد عليه بالكامل إلا بقدر إثبات أن هذا الكون محدث بقدرة و إرادة إلهيتين و ليس بذاته.
زادك الله حرصا على الخير أخي الفاضل.
العلامات في الدلائل العلمية والعقلية على وجود الله القدير The Sign
نسف خرافة التطور في 5 دقائق فقط - البروفيسور جيمس تور
الدلائل العقلية على نبوة محمد صلى الله عليه و سلم
أقوى الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
يارب لك القدرة المطلقة و نحن الضعفاء العاجزون.
يارب لك الحمد المطلق و نحن الجاهلون المذنبون,
هذا من حسن ظنك أخي...بارك الله فيك...أعتقد أن تقريب فلسفة الغزالي هي مَهمّتك أخي الحبيب، طبعا مع مراعاة ثوابت القرون الفاضلة الأولى لأهل السنة في الإعتقاد قبل ظهور الملوثات الفلسفية التي ظهرت من خلالها بدع كثيرة من القول و العمل، و إني لأراك جديرا بتلك المهمة أخي و أهلا لها. و أحسب أن هذا رأي الأساتذة الكرام (إلى ما خفت نكذب) و هذه لهجة تعرفها.
شكرا على الموضوع و الايضاح الأخ حمزة ، جزاك الله خير
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59
بارك الله فيك اخ حمزة على الموضوع الجميل . لدي استفسار لو سمحت . عند استدلال الغزالي على ان السكون حادث قال. لماذا قال الغزالي ان الجوهر الساكن فرض حركته ليس بمحال ? وقال ايضا بانه اذا وقع جواز الحركة كان حادثا ; لكن ماذا لو لم يقع ذلك الجائز ? . بعد ذلك انكر الغزالي ان يخرج الجسم من حالة السكون اللانهائي الى الحركة على اساس ان القديم لا ينعدم . لماذا انكر الغزالي ذلك ولم ينكر خروج العالم من عدم لا نهائي الى الوجود على اساس نفس الحجة ? . وشكرا لك اخي الكريم ونفعنا الله بعلمك .وإن فرض جوهر ساكن كالأرض، ففرض حركته ليس بمحال بل نعلم جوازه بالضرورة، وإذا وقع ذلك الجائز كان حادثاً وكان معدماً للسكون، فيكون السكون أيضاً قبله حادثاً لأن القديم لا ينعدم كما سنذكره في إقامة الدليل على بقاء الله تعالى،
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks