الحُجة :
الداروينية تلقى قبولاً واسعاً بين العلماء، ويتم تدريسها في جامعات العالم ؛ وهو عُنصر قوة يُضاف للنظرية!

الرد :
علم النفس يُدَّرس في جميع جامعات العالم .. هل تؤمن بوجود النفس زميلي المُلحد ؟

مشروع ستار جيت Stargate Project فخر العسكرية الأمريكية والذي تم إنشاؤه عام 1972 ودفعت فيه الحكومة الأمريكية ملايين الدولارات لتمويله وهذا المشروع كان يهدف مباشرة لدراسة قدرة العرافين - نعم العرافين - على الحصول على معلومات مفيدة عسكريا مثل منشأة نووية سوفيتية في فترة الحرب الباردة وكان ممثلوا الحكومة يمدون العرافين بإحداثيات الطول والعرض للمنطقة المطلوب فحصها ويبدأ العراف في الإدلاء بمعلوماته .. وظل البرنامج يعمل حتى عام 1995 .
هل تؤمن بالعرافين زميلي الملحد لمجرد أن أكبر دولة علمية في العالم ظلت تُطَّبقه أكثر من عشرين سنة وربما لو لم يتفكك الإتحاد السوفيتي لخرج علينا باراك أوباما مُعلقا تعاويذ على بذلته، ولظل البصل مُعلقا في مداخل البيت الابيض خوفاً من عين جورباتشوف .

أيضاً نظرية الفلوجستون كان يتم تدريسها رسمياً في جميع جامعات العالم؛ وهي ترى أن كل عُنصر قابل للإشتعال يحتوي داخله على مادة الفلوجستون، وتبين فيما بعد أن الفلوجستون خرافة علمية!

ثم إن نظرية التصميم الذكي مثلاً تم السماح بتدرسيها رسمياً في ولايات كنساس و جورجيا و أوهايو؛ هل هذا يُضيف قيمة أو حُجية أو برهان على قضية التصميم الذكي ؟

وبعيداً عن هذا وذاك فإن إطار التدريس الجامعي هو إطار تدريس مُعطيات لا مُسلمات، فهل مثلاً كليات اللاهوت في أغلب جامعات العالم، تؤكد صحة دين ما؟
إذن الأمر أبعد ما يكون عن الحُجية أو البرهان!

المناقشة الختامية:
بمنتهى الصراحة يا زميلي المُلحد! ستظل الداروينية خُرافة علمية pseudoscience بمقياس العلم التجريبي نفسه؛ حيث أنه علمياً لا يوجد أب واحد مباشر لأي كائن حي من المليوني نوع على وجه الأرض الآن، أيضاً علمياً لم يتم رصد عملية تطور macro-evolution واحدة حتى الآن لا حفرياً ولا بداهة رصدياً، إذن تبقى الداروينية مجرد خرافة علمية ووهم لا يرقى لإطار النظرية العلمية.
ربما تقول لي أن التطور عملية بطيئة تتطلب آلاف السنين، حسناً: لكن نحن عندنا مليوني نوع من الكائنات الحية المستقلة وبحساب معدل الظهور على زمن ظهور هذه الكائنات، ستكون النتيجة أنه لابد أن يظهر كائن حي مستقل جديد كل بضعة ساعات، وآلاف الكائنات المتحورة كل دقيقة، هذا في الرصد التجريبي المباشر.
ونفس الكلام يُقال عن الرصد الأحفوري؛ فما الحال ونحن لا نعرف إلى الآن أب واحد مباشر لأي كائن حي على وجه الأرض!
لا نعرف الأب المباشر للإنسان مع أنه أعظم الكائنات وأرقاها وأقدرها على البقاء، ولا يتفوق عليه إلا الإنسان المُعاصر.!
لا نعرف عن الداروينية إلا المظهريات، بما أن فلان يُشبه فلان إذن بينهما قرابة، وهذا من باب وضع العربة قبل الحصان، وهذا ليس علم وإنما تصنيف أنساب، وهنا تكمن المغالطة المنطقية الكبرى في الداروينية والتي تُسمى مغالطة الإستدلال الدائري؛ بما أن الإنسان يُشبه الشمبانزي إذن بينهما سلف مُشترك،وكان الأصح علمياً وتجريبياً ومنطقياً أن يُوجد السلف المشترك أولاً قبل الحديث عن انشقاق الأبناء!
وكما يقول البيولوجي جوناثان ويلز في كتابه icons of evolution " هل تشابه السحاب والآيس كريم يعني السلف المُشترك ؟"
هل معنى تشابه السيارات في تركيبها الخارجي أنها من سلف مشترك ؟ أم الأقرب منطقياً أن نقول أنها مصنوعة على نظام مُعين؟
وقد أثبتت ثورة الجينوم أن الأجزاء المتناظرة في الكائنات الحية لا تتحكم فيها جينات مُتناظرة، فهناك غاية وقصد في الخلق، وصورة رائعة في النهاية، لكن ليس على طريقة الدراونة ولا كما يتمنون من قلوبهم.