المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamzaD
أولا ليست هناك اي عناصر جامدة في الكون، فكل شيء يتحرك ويتغير بسرعات رهيبة، ثانيا، الخلايا الحية ان حللناها فلن تجديها مركبة الا من العناصر التي تجدينها في الجدول الدوري والذي يشكل الدعامة الاساسية للنظرية الذرية، فخلايا الكائنات الحية تتكون مثلا من : الهيدروجين + الاكسجين + الفوسفاط+ الكربون+ النيتروجين وغيرها
فالخلايا الحية تتكون من جزئيات قد تكون كبيرة او صغيرة، كالدنا مثلا، او الاحماض الامينية، وهذه الجزئيات تتألف من ذرات وهذه الذرات هي العناصر الكميائية التي تعرفينها.
نهبط قليلا الى الاسفل فنجد : الذرة تتأف من الكترونات تشكل بدورانها السريع سحابة حول نواة مادية تتكون من جسيمين : البروتونات موجبة الشحنة والنيوترونات المتعادلة كهربائيا.
في داخل النواة : البروتونات تتحول باستمرار الى نيوترونات والعكس الصحيح، وهذا الذي يجعل البروتونات متماسكة في حيز صغير رغم أنها تملك نفس الشحنة الموجبة، فقنبلة هيروشيما هي ناتجة عن تحرير الطاقة التي تمسك اجزاء النواة مع بعضها البعض وذلك عن طريق شق النواة. فاي دليل اكبر من هذا ؟
حسنا مما يتكون البروتونات والنيوترونات بدورهم ؟
الجواب : من اجزاء اصغر من ذلك تسمى بالكواركات، والى حد الكواركات لم تقدم لنا التجربة على وجود شيء أدق من ذلك كالاوتار مثلا.
والكواركات + البوزونات ( كالفوتونات الضوئية ) + الليبتونات ( كالالكترونات ) هي اللبنات الاساسية المكتشفة لحد الان تجريبيا والتي لا ينبغي الشك فيها.
سيدتي....كون الفكرة قديمة لا يعني انها باطلة وقد اشرنا في موضوع سابق ان الفلسفة ليس كالفزياء، بمعنى أنه كلما تقدم الزمن => كانت الافكار الجديدة صحيحة !!
وليس في كلامك ايتها الفاضلة، اي دليل على سقوط هذه النظرية، بل هي أنجح نظرية فزيائية بالإتفاق. فلماذا نشغب عليها وما السبب لذلك ؟
ليس هناك اوثار فائقة ولم يقم الدليل على ذلك، بل مع افتراض وجودها لا يمكن التحقق من ذلك تجريبيا لانها صغيرة جدا لابعد الحدود.
أما اللبنات التي أصفها لك في الجدول فهي متحققة منها تجريبيا، فما عليك الا ان تبحثي عن اسم الدقيقة وتقرئي سر اكتشافها بل وكيف حصل بعض مكتشفيها على جائزة نوبل.
العلم تجاوز ذرة اليونان بل وذرة بور بسنوات ضوئية !! فهو يهبش في ما دون ذلك كما شرحت لك، أرجو أن تنتبهي لذلك.
وقد تبين لي من خلال اجوبتك ان الشبهة هي كون هذه النظرية تؤيد المنطق المادي ؟ وهذا غير صائب، لان المسلمين سيدتي يحسبون على المدرسة الواقعية في التعالم مع العالم الخارجي، والمسلمون ايضا لا يؤمنون بمقولة الاتصال التي نجدها عند الفلاسفة والشاهد قوله تعالى : "لقد أحصاهم وعدهم عدا" فنحن نؤمن بواقع متعين للاشياء من حولنا، ولا اشكال في أن يكون هذا الواقع مركبا من ابعاد مادية كالذرات وغير مادية كالروح مثلا.
المهم كنت تحدثي عن نظرية المعرفة، وقد كنت كتبت موضوعا لا اظنني سأكلمه بخصوص هذه القضية ومنه أنقل لك هذا الجدول التالي :
فانظري اين يمكن وضع النظرية الذرية في هذا الجدول، فإنك ان وضعتها ضمن المكتسبات التجريبية فلا بأس بالتصديق بها والعمل بها ان توفرت الادلة على ذلك، مادامت لم تخالف دليلا عقليا أو نقليا من الادلة المعتمدة عندنا في الاسلام، أما ان رأيتها تخالف مقررات الاسلام في شيئ -ولا اظنها كذلك- فيمكنك ردها مع تبيان السبب الذي اجله فعلت ذلك.
وقد قلت بخصوص الشبهات التي تكون مصدرها التجربة :
الدليل التجريبي : ان كانت شبهة النصراني او الملحد مستمدة من التجارب ، تحققنا أولا من المعلومة التي جاء بها، وهل هي فعلا تخالف معلوما من العقل والنقل، فان كان الامر فعلا كذلك، وضحنا له كيف لا يمكن الاعتماد على هذه المعلومة وان العقل والنقل أقوى حجة من التجربة، اما ان كانت المعلومة لا تفيد مخالفة للعقل والنقل، وجب على المحاور المسلم ان يصحح فهم مخالفه للمعلومة التي جاء بها.
ملاحظة : النظرية الذرية في نموذجها القياسي لا تفسر لنا مثلا سر عدم التناظر بين مكونات المادة والذي ادى الى خلق الكون كما تفترض النظرية، ولاتفسر لنا ماهي حقيقة المادة المظلمة، ومع ذلك لا يجب اتخاد هذه المشاكل كمبررات من اجل الطعن في نظرية جميلة أيدتها التجارب لقرون طويلة.
أرجو أن يكون في كلامي أفادة لك ومن الله التوفيق والمنة...
Bookmarks