النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لحظة تأمل في سورة الفاتحة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي لحظة تأمل في سورة الفاتحة

    كتب ملحد قبل أسابيع تعليقا حين ذكر له أحد الإخوة سورة الفاتحة قال فيه:
    "وأي شيء في سورة الفاتحة؟"
    فقلت في نفسي لا بد أن أكتب شيئا عن هذه السورة العظيمة.

    الاســـم:	fàtiha.jpg
المشاهدات: 3307
الحجـــم:	20.9 كيلوبايت

    يحيا الملحد في صحراء شكه وتشكيكه وتخبطه وانغلاق قلبه وبصيرته عن رؤية النور القرآني, فيظن أنه يستطيع أن يرد آيات القرآن وحججه وبراهينه بالدعاوى الجوفاء المجردة, لكن أنى للملحد أن يرد البرهان القرآني العملي الذي نراه في واقع الحياة كل يوم؟ أنّى له أن ينكر الأثر القرآني المتزايد في مشارق الأرض ومغاربها؟
    نفتتح الفاتحة بالبسملة, ونقرأ فيها اسم الله, واسمه ينادى في الأرض بكل لسان, إن الحاجة لذكر الله ومناجاته ودعائه لم تنقرض من الأرض أيها الملحد, لذا كان من يقبل على القرآن أو ترجمات معانيه تاليا وللهداية طالبا, يقرأ (بسم الله...) فلا يقول أنا لا أدري ما الله, بل يستمر: (بسم الله الرحمن الرحيم), فهل يصل إنسان مهما كان جنسه أو موطنه إلى هذا الموضع فيلتبس عليه وصف الخالق بالرحمة؟ أليس العالم من حولنا يفيض بتجليات الرحمة؟ ألسنا نراها حتى في العجماوات والبهائم؟ فهل هذه الرحمة من تجليات المادة؟ هل الرحمة مطلب من مطالب الجسد؟ أم أن الجسد لا يطلب إلا إشباع حاجاته الغريزية؟ أليست الرحمة مطلبا من عالم آخر؟ دعونا نفكر قليلا, القانون الوضعي اخترعه الإنسان الأبيض الملحد ليبني مجتمعا يائسا من لقاء ربه, ففي أي فصل من فصول القوانين الوضعية تجدون معاني الرحمة, وتغليب العفو على العقوبة؟ أم أن ذلك لا يوجد إلا في الدين؟
    العالم المادي في زعم الملحد ثمرة تفاعل عشوائي لعوامل مادية طبيعية, فمن أين اكتسبت البهائم الرحمة حتى ترفع الدواب حوافرها رحمة بصغارها؟ في أي طبقة من طبقات المادة تطورت الرحمة؟ هل اكتشف العلماء إلكترون الرحمة أم "جين" الرحمة؟

    يقرأ الإنسان اسم ربه فيشعر بالهيبة, ثم يقرأ اسمين يفيضان بالرحمة, فتطمئن نفسه وتمتلئ طمعا ورجاء فيما عنده, ثم يقرأ: (الحمد لله رب العالمين) إن الله محمود بكل لسان, إني لا أعلم لغة من اللغات ليس فيها هذا المعنى, يحمد الناس ربهم باللسان ويشكرونه عند انفراج الشدائد خاصة فيقول الإنجليزي: "Thank God" ويقول الفرنسي: "Dieu soit loué" ويقول الألماني: "Gott sei Dank" هؤلاء كلهم من هذا العالم, فهل من مانع عقلي لوجود عوالم أخرى لا ندركها ولا نعيها؟

    توسط العالَمون في سورة الفاتحة أسماء الرحمة (بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم) فدل ذلك على أن رحمة الله سبقت غضبه, إن الرحمة تكتنف تالي القرآن كما اكتنفت "العالمين" عن يمين وشمال.
    إذن سورة الفاتحة تحقق للإنسان ذلك المطلب العجيب المسمى "رحمة" وتغمره بالأمل وتمسح عنه اليأس.

    (ملك يوم الدين)
    ومما ينشد الناس أيضا مما ليس من مطالب الجسد: "العدل" لكن العدالة في أغلب الأحيان غير متحققة في هذا العالم, لكننا -ويا للغرابة- لا نعتقد سقوط الجرم عن المجرمين بعد موتهم, بل إنا لا نفتأ نذكرهم بالثلب والهجاء لإجرامهم, بل إن الإسبان يضعون الأغلال على قبور من لم يتموا مدة عقوباتم من المجرمين! فما بالكم بالإجرام الذي يخفى على البشر؟ ما بالكم بالإجرام الذي انطوت عليه السرائر؟ ما بالكم بالإجرام الذي لم تسجله كاميرا ولا اطلع عليه إنسان؟ هل يُبطل خفاؤه علينا توقنا وظمأنا إلى تحقيق العدالة؟ إننا نتوق إلى يوم يعتدل فيه الميزان, ويرجع الحق إلى ذويه, وينكشف من أمر المجرمين ما كانوا يخفون من قبل, ونحن إنما نتوق في واقع الأمر إلى يوم الدين, يوم الحساب, يوم الفصل, وقد أجمع كل من أدركه شيء من علم النبوة على وجود ذلك اليوم, والآية تقرره من أقرب سبيل, فهي تصف الله الرحمن الرحيم المستحق للحمد كله, بأنه (ملك يوم الدين) (مالك يوم الدين) كأن الآية تبشر المؤمنين ممن عبدوا الله وحمدوه حق حمده, بالأمن يوم الدين, فإن ربهم رحمن رحيم.


    (إياك نعبد وإياك نستعين)
    ولما ذكّرت الآية المؤمنين بذلك اليوم العظيم, وقد جعلوه نصب أعينهم, ناسب ذكر حالهم: فهم يُخلصون في عبادة ربهم وفي استعانتهم به, فجمعوا بين طرفي العبادة, فلم يغلب عليهم التأله حتى تركوا الأسباب, بل جمعوا بين العبادة والتوكل. فتأمل -هداني الله وإياك- المناسبة اللطيفة بين ذكر يوم الدين الذي هو زمان الجزاء, وبين ذكر العبادة والإستعانة الذين هما موضوع التكليف. إن المؤمنين يحتاجون للعبادة للنجاة من أهوال ذلك اليوم, ويحتاجون إلى الإستعانة بربهم على العبادة نفسها, وعلى ما يترقبونه من شدة ذلك الموقف.

    (اهدنا الصراط المستقيم)
    (صراط الذين أنعمت عليهم, غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
    ثم يسأل العباد ربهم الهداية إلى الصراط المستقيم, وقد علم البَرُّ والفاجر أن وجود طريق واحد مستقيم ناصع واضح ضرورة عقلية, وإلا لما كان لحياة الإنسان ولا لبحثه عن الحق معنى. ولما سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم وهم سالكوه بالفعل, دل ذلك على أن الثبات عليه مِنَّة زائدة على مجرد الإهتداء إليه, فلا بد لطالب النجاة أن يحقق الهداية إليه والهداية فيه, وهذه إشارة إلى كثرة العوائق والقواطع. ولما أفردت الآية الصراط, دلت على أن الطرق المخالفة له سبل ضلال مهما تعددت واختلفت وانخدع بها الناس. ثم إن الآية تجلي حقيقة هذا الصراط ببيان حال من سلكوه, وحال من تنكّبوه, فالأولون الناجون المفلحون, فهم أهل سابقة إنعام من ربهم الرحمن الرحيم, فما أعظم منزلتهم وقد نسب الله الصراط إليهم, فصاروا علامة له, وصار علامة لهم.
    ولما كان الناس بطبعهم يغترّون وينخدعون, فإن الآية زادت أمر الصراط المستقيم بيانا, بذكر حال النَّاكِبين عنه, فهم بين ضالٍّ ومغضوبٍ عليه, جزاء وفاقا, فإن العدول عن هذا الصراط الواضح البين المستقيم مما يدعو للعجب. إن هذه السورة لعجيبة من العجائب, ولكأني بها بذرة للقرآن وغيرها لها فروع, فيا ويل من أنكرها وطعن فيها, إنه إذن لضالٌّ أو مغضوبٌ عليه.

    فيا من لم يتذوق شيئا من هذه المعاني من أهل الإلحاد والشك والعناد, فإنا ندعوك أن تأتينا بكلام:
    - يحوي من المعاني ما يداني ما حوته الفاتحة.
    - ترابطت أجزاؤه فبعضه آخذ بحجز بعض كأنه قطعة واحدة لا خلل فيه ولا عوج.
    - حصلت به الهداية والطمأنينة لتاليه ومتبعيه.
    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام بن الزبير مشاهدة المشاركة
    كتب ملحد قبل أسابيع تعليقا حين ذكر له أحد الإخوة سورة الفاتحة قال فيه:
    "وأي شيء في سورة الفاتحة؟"
    فقلت في نفسي لا بد أن أكتب شيئا عن هذه السورة العظيمة.

    الاســـم:	fàtiha.jpg
المشاهدات: 3307
الحجـــم:	20.9 كيلوبايت

    يحيا الملحد في صحراء شكه وتشكيكه وتخبطه وانغلاق قلبه وبصيرته عن رؤية النور القرآني, فيظن أنه يستطيع أن يرد آيات القرآن وحججه وبراهينه بالدعاوى الجوفاء المجردة, لكن أنى للملحد أن يرد البرهان القرآني العملي الذي نراه في واقع الحياة كل يوم؟ أنّى له أن ينكر الأثر القرآني المتزايد في مشارق الأرض ومغاربها؟
    نفتتح الفاتحة بالبسملة, ونقرأ فيها اسم الله, واسمه ينادى في الأرض بكل لسان, إن الحاجة لذكر الله ومناجاته ودعائه لم تنقرض من الأرض أيها الملحد, لذا كان من يقبل على القرآن أو ترجمات معانيه تاليا وللهداية طالبا, يقرأ (بسم الله...) فلا يقول أنا لا أدري ما الله, بل يستمر: (بسم الله الرحمن الرحيم), فهل يصل إنسان مهما كان جنسه أو موطنه إلى هذا الموضع فيلتبس عليه وصف الخالق بالرحمة؟ أليس العالم من حولنا يفيض بتجليات الرحمة؟ ألسنا نراها حتى في العجماوات والبهائم؟ فهل هذه الرحمة من تجليات المادة؟ هل الرحمة مطلب من مطالب الجسد؟ أم أن الجسد لا يطلب إلا إشباع حاجاته الغريزية؟ أليست الرحمة مطلبا من عالم آخر؟ دعونا نفكر قليلا, القانون الوضعي اخترعه الإنسان الأبيض الملحد ليبني مجتمعا يائسا من لقاء ربه, ففي أي فصل من فصول القوانين الوضعية تجدون معاني الرحمة, وتغليب العفو على العقوبة؟ أم أن ذلك لا يوجد إلا في الدين؟
    العالم المادي في زعم الملحد ثمرة تفاعل عشوائي لعوامل مادية طبيعية, فمن أين اكتسبت البهائم الرحمة حتى ترفع الدواب حوافرها رحمة بصغارها؟ في أي طبقة من طبقات المادة تطورت الرحمة؟ هل اكتشف العلماء إلكترون الرحمة أم "جين" الرحمة؟

    يقرأ الإنسان اسم ربه فيشعر بالهيبة, ثم يقرأ اسمين يفيضان بالرحمة, فتطمئن نفسه وتمتلئ طمعا ورجاء فيما عنده, ثم يقرأ: (الحمد لله رب العالمين) إن الله محمود بكل لسان, إني لا أعلم لغة من اللغات ليس فيها هذا المعنى, يحمد الناس ربهم باللسان ويشكرونه عند انفراج الشدائد خاصة فيقول الإنجليزي: "Thank God" ويقول الفرنسي: "Dieu soit loué" ويقول الألماني: "Gott sei Dank" هؤلاء كلهم من هذا العالم, فهل من مانع عقلي لوجود عوالم أخرى لا ندركها ولا نعيها؟

    توسط العالَمون في سورة الفاتحة أسماء الرحمة (بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم) فدل ذلك على أن رحمة الله سبقت غضبه, إن الرحمة تكتنف تالي القرآن كما اكتنفت "العالمين" عن يمين وشمال.
    إذن سورة الفاتحة تحقق للإنسان ذلك المطلب العجيب المسمى "رحمة" وتغمره بالأمل وتمسح عنه اليأس.

    (ملك يوم الدين)
    ومما ينشد الناس أيضا مما ليس من مطالب الجسد: "العدل" لكن العدالة في أغلب الأحيان غير متحققة في هذا العالم, لكننا -ويا للغرابة- لا نعتقد سقوط الجرم عن المجرمين بعد موتهم, بل إنا لا نفتأ نذكرهم بالثلب والهجاء لإجرامهم, بل إن الإسبان يضعون الأغلال على قبور من لم يتموا مدة عقوباتم من المجرمين! فما بالكم بالإجرام الذي يخفى على البشر؟ ما بالكم بالإجرام الذي انطوت عليه السرائر؟ ما بالكم بالإجرام الذي لم تسجله كاميرا ولا اطلع عليه إنسان؟ هل يُبطل خفاؤه علينا توقنا وظمأنا إلى تحقيق العدالة؟ إننا نتوق إلى يوم يعتدل فيه الميزان, ويرجع الحق إلى ذويه, وينكشف من أمر المجرمين ما كانوا يخفون من قبل, ونحن إنما نتوق في واقع الأمر إلى يوم الدين, يوم الحساب, يوم الفصل, وقد أجمع كل من أدركه شيء من علم النبوة على وجود ذلك اليوم, والآية تقرره من أقرب سبيل, فهي تصف الله الرحمن الرحيم المستحق للحمد كله, بأنه (ملك يوم الدين) (مالك يوم الدين) كأن الآية تبشر المؤمنين ممن عبدوا الله وحمدوه حق حمده, بالأمن يوم الدين, فإن ربهم رحمن رحيم.


    (إياك نعبد وإياك نستعين)
    ولما ذكّرت الآية المؤمنين بذلك اليوم العظيم, وقد جعلوه نصب أعينهم, ناسب ذكر حالهم: فهم يُخلصون في عبادة ربهم وفي استعانتهم به, فجمعوا بين طرفي العبادة, فلم يغلب عليهم التأله حتى تركوا الأسباب, بل جمعوا بين العبادة والتوكل. فتأمل -هداني الله وإياك- المناسبة اللطيفة بين ذكر يوم الدين الذي هو زمان الجزاء, وبين ذكر العبادة والإستعانة الذين هما موضوع التكليف. إن المؤمنين يحتاجون للعبادة للنجاة من أهوال ذلك اليوم, ويحتاجون إلى الإستعانة بربهم على العبادة نفسها, وعلى ما يترقبونه من شدة ذلك الموقف.

    (اهدنا الصراط المستقيم)
    (صراط الذين أنعمت عليهم, غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
    ثم يسأل العباد ربهم الهداية إلى الصراط المستقيم, وقد علم البَرُّ والفاجر أن وجود طريق واحد مستقيم ناصع واضح ضرورة عقلية, وإلا لما كان لحياة الإنسان ولا لبحثه عن الحق معنى. ولما سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم وهم سالكوه بالفعل, دل ذلك على أن الثبات عليه مِنَّة زائدة على مجرد الإهتداء إليه, فلا بد لطالب النجاة أن يحقق الهداية إليه والهداية فيه, وهذه إشارة إلى كثرة العوائق والقواطع. ولما أفردت الآية الصراط, دلت على أن الطرق المخالفة له سبل ضلال مهما تعددت واختلفت وانخدع بها الناس. ثم إن الآية تجلي حقيقة هذا الصراط ببيان حال من سلكوه, وحال من تنكّبوه, فالأولون الناجون المفلحون, فهم أهل سابقة إنعام من ربهم الرحمن الرحيم, فما أعظم منزلتهم وقد نسب الله الصراط إليهم, فصاروا علامة له, وصار علامة لهم.
    ولما كان الناس بطبعهم يغترّون وينخدعون, فإن الآية زادت أمر الصراط المستقيم بيانا, بذكر حال النَّاكِبين عنه, فهم بين ضالٍّ ومغضوبٍ عليه, جزاء وفاقا, فإن العدول عن هذا الصراط الواضح البين المستقيم مما يدعو للعجب. إن هذه السورة لعجيبة من العجائب, ولكأني بها بذرة للقرآن وغيرها لها فروع, فيا ويل من أنكرها وطعن فيها, إنه إذن لضالٌّ أو مغضوبٌ عليه.

    فيا من لم يتذوق شيئا من هذه المعاني من أهل الإلحاد والشك والعناد, فإنا ندعوك أن تأتينا بكلام:
    - يحوي من المعاني ما يداني ما حوته الفاتحة.
    - ترابطت أجزاؤه فبعضه آخذ بحجز بعض كأنه قطعة واحدة لا خلل فيه ولا عوج.
    - حصلت به الهداية والطمأنينة لتاليه ومتبعيه.
    يا ليت كل الناس يقرأون سورة الفاتحة هي أعظم سورة في كتاب الله تعالىهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن عظمة هذه السورة فيقول: (ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته) [البخاري ومسلم].
    للهداية إلى الطريق الصحيح
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملَك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) [مسلم].أنك عندما تقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فهذا يعني أن الله سيهديك إلى الطريق الصحيح في حياتك وعملك ويهديك إلى اتخاذ القرار المناسب في كل شؤون حياتك، والهداية لا تقتصر على الهداية الدينية بل جميع أنواع الهداية تتحقق لك، فإذا أردت أن تقوم بعمل سوف تجد نفسك تتخذ القرار الصحيح وأن الله سيساعدك على ذلك، وإذا تعرضت لموقف صعب أو مشكلة سوف تجد أن الله يهديك إلى الحل الصحيح.
    عندما تقرأ هذه السورة العظيمة سبع مرات بشيء من التدبر إنما تقوم بإيصال رسالة إيجابية إلى عقلك الباطن كل يوم سبع مرات مفادها أن الحمد لا يكون إلا لله تعالى لأنه رب هذا الكون ورب العالم ورب العالمين، فهو أكبر من همومك ومشاكلك، وهو الرحمن الرحيم الذي تحتاج لرحمته.
    فعند قراءتك لهذه الآية
    (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سوف تحس بقوة غريبة، لأن الرحمن سبحانه وتعالى معك، سوف تحس بقربك منه، وأنه سيكون معك في أصعب المواقف، وهذا سيعطيك شعوراً كبيراً بالراحة النفسية ويزيل الاضطرابات مهما كان نوعها أو حجمها.
    وعندما تقول (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فأنت توصل رسالة لعقلك الباطن والتي سيتأثر بها ويتفاعل معها بعد أيام معدودة، هذه الرسالة مفادها أنه يجب عليَّ أن أدرك أننا سنقف جميعاً يوم القيامة وهو يوم الدين أي اليوم الذي يوفّي الله فيه كل نفس ما كسبت وهو مالك هذا اليوم، وهو الذي سيحاسب الناس، ولذلك لا داعي لأن أحمل أي همّ ما دام الله تعالى سيعوضني خيراً، ومادام تعالى سيحاسب كل شخص على أخطائه ولن يظلم أحداً.
    وأنت عندما تقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأنت توصل رسالة إلى عقلك الباطن مفادها أن العبادة لا تكون إلا لله، وأن الاستعانة لا تكون إلا بالله، ومع تكرار هذه الرسالة الإيجابية تكون قد "غذّيت" دماغك بقناعة مهمة وهي أن معك الله، وهذا يمنحك الإحساس بالقوة، فأنت تستعين به على قضاء حوائجك وتستشيره في أي موقف تتعرض له، وتعتمد عليه في حل همومك ومشكلاتك، فهل هناك أجمل من هذا الإحساس؟
    يقول عليما البرمجة اللغوية العصبية إن أهم شيء لتحقيق النجاح أن تحس بأنك فعلاً إنسان ناجح وقوي وتنمّي هذا الإحساس في داخلك حتى يصبح جزءاً منك، ليست قراءة القرآن تقوم بهذا الغرض؟ أليس تدبر آيات القرآن يقوي لديك الإحساس بالنجاح في الدنيا والآخرة ويقوي إحساسك بأن الله تعالى معك في ثانية ولن يتخلى عنك وفي الاخير حروف شكر وعرفان اسطرها للاستاذ هشام بن الزبير شكرا لك استاذي لجهودك وعطاءك اللامحدودين آملين من الله العلي القديربالنجاح في سبيل الهدف الذي نسعى له جميعا النجاح في طلب العلم

    وعبارات الشكر لاتفيك حقك ولكن ندعوا الله العلي القدير أن يكلل جهودك بالنجاح

    وان يجعل كل ماتقوم به في ميزان حسناتك



    ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شرح بعض أحكام تجويد سورة الفاتحة
    بواسطة عبد الرحمن الحسيني في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-19-2011, 08:02 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء