النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: البرهان الأخلاقي كدليل على وجود الله عز وجل | وليا كريچ

  1. افتراضي البرهان الأخلاقي كدليل على وجود الله عز وجل | وليا كريچ

    البرهان الأخلاقي كدليل على وجود الله عز وجل | وليا كريچ
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

    من البراهين الدالة على وجود الله عز وجل هو البرهان الأخلاقي ..

    يقول الفيلسوف الأمريكي وليام كريچ

    البرهان الأخلاقي منطقي جداً وإذا أردت أن تنكر النتيجة فيجب عليك إنكار المقدمتين ، وإذا قبلت المقدمتين فيجب عليك أيضا قبول النتيجة لأنها متلازمة، والبرهان الأخلاقي بهذا الشكل ..

    1- إذا كان الله عز وجل غير موجود، فالقيم والواجبات الأخلاقية المطلقة غير موجودة.
    2- لكن القيم والواجبات الأخلاقية المطلقة موجودة.
    3- إذا الله عز وجل موجود.


    •أولا ما الفرق بين "القيم والواجبات" الأخلاقية..
    أ-القيم لها علاقة بـ " جيد وسيء ".
    ب- الواجبات لها علاقة بـ " صح وخطأ ".

    للوهلة الأولى ستظن أن لا فرق بينهما، ولكن في الحقيقة يوجد فرق بينهما، فـ الواجبات هي ما أنت مجبر عليه أخلاقياً، بمعنى أنِّي لست مجبراً أخلاقياً على فعل شيء جيد لي أخلاقيا، على سبيل المثال أن تكون طبيباً هو جيد لي، لكن هذا لا يعني أنني مجبر أخلاقيا أن أكون طبيباً، مثال آخر: أم لطفلين قيل لها أنك ستختارين أحدهما ليُرسل للإعدام وإلا فسوف يُقتلان معاً هنا أنت مجبر على الأختيار مع أن هذا سيء .. وهلمّ جراً ...
    إذاً، القيم هي استحقاق، سواء كان جيداً أم سيئاً.

    • ثانياً ما معنى مطلقة ؟!
    نعني بها أنها مستلقة عما يعتقده الناس ويرونه، فهذا الشيء جيد أو سيء، صح أو خطأ، بغض النظر عما يعتقده الناس تجاهه، حتى لو كان الكل لا يوافق أو يعتقد خلافه، فهي ستبقى حقيقية وصحيحة.
    فكما في المقدمة الأولى، إذا كان لا يوجد إله، إذا القيم والواجبات الأخلاقية ليست مطلقة.

    *مثال:
    قتل الأبرياء خطأ مطلقاً ..
    وللتوضيح أكثر ..
    قتل النظام السوري للشعب السوري خطأ مطلقاً ..
    حتى لو كان النظام السوري محقاً في القضية، وحتى لو ربح النظام الحرب ونجح في غسل أدمغة الناس، وإعدام كل من يختلف معه فبدأ العالم كله يعتقد أن قتل الشعب السوري جيد وصحيح، سيبقى قتل الشعب السوري خطأ. وهذا معنى المقدمة الأولى والتي تقول : إذا كا ن لا يوجد إله، فالقيم والواجبات الأخلاقية غير مطلقة ..

    ______________
    *غيرتُ المثال فمثاله كان حول الهولوكوست، وأنا من وضع الشعب السوري، لأنه جرح لايزال ينزف والله المستعان ..






    يُتبع ... إن شاء الله
    سيكون حول المقدمة الأولى ...

    ترجمة أبو البراء ..

    - محمود المغيربي -
    يا آخذا بالنواصي ** أدرك غريق المعاصـي
    واغفر له كـــل ذنب ** يخشاه يوم القصاصِ
    إن لم تدارك بلطف ** فليس لي من منــاصِ

  2. افتراضي

    بسم الله

    نكمل كلام الفيلسوف الأمريكي وليام كريچ ..

    يقول:

    "بعد أن تحدثنا عن الأخلاق والواجبات، والفرق بينهما، وتحدثنا عن معنى مطلق ..

    نأتي الآن للحديث حول المقدمة الأولى، والتي تقول:

    1- إذا كان الله عز وجل غير موجود، فالقيم والواجبات الأخلاقية المطلقة غير موجودة.

    أي أن القيم والأخلاق كلها نسبية لا يوجد فيها مطلق.

    نحن نعلم أن من أوجد القيم الأخلاقية هو الله، لكن لنفرض أن الله عز وجل غير موجود، فمن أوجد إذا القيم الأخلاقية المطلقة التي لا يخلوا مجتمع بشري منها؟!.
    وفي المقابل، لماذا يملك الناس القيم الأخلاقية المطلقة في النظرة الإلحادية؟!
    إن أشهر أنواع الإلحاد، هو المذهب الطبيعي، والذي يقول أن العلم والعلم فقط من يحدد ما في الوجود.
    فيتم تحديد ما في الوجود عن طريق النظريات العلمية، فإذا لم يتم إثبات الشيء والكشف عنه، عن طريق النظريات العلمية فهو غير موجودٍ إذا.
    ولكن هذا مدمر للأخلاق، فالعلم محايد أخلاقياً.
    فمن وجهة النظر المادية الأخلاق لا وجود لها، هي فقط أوهام نسبية في الإنسان، إذ أنك لا تستطيع الكشف عن الأخلاق عن طريق أنبوب الإختبار.

    لكن لنفرض أن الملحد ليس متطرف مادياً، ولا يرى بأسا بتعَدِّي حدود العلم ليرى ما في الوجود ..
    يمكننا سؤاله هنا، لماذا يملك الإنسان قيم أخلاقية مطلقة؟!.
    أو ما هو الإنسان من وجهة النظر الإلحادية للعالَم؟!.
    هو فقط كائن عرَضي جاء بالصدفة وتطور بشكل نسبي في بقعة من التراب متناهية في الصغر، تُدعى الأرض، وسوف يهلكه الموت وحيدا ونسبيا وبشكل انتقائي في فترة قصيرة من الوقت.
    قد تكون محبطة بعض الشيء قيمة الإنسان عند ريتشارد دوكنز، إذ يقول:" أنه لا يوجد تصميم ولا غائية، ولا خير ولا شر، لا شيء سوى لامبالاة تافهة، نحن فقط آلات للـ دي إن إي، فهي المادة الأساسية للوجود". اهـ
    هذه هي منزلة ومستوى الإنسان في النظرة الإلحادية.

    فما منزلة الأخلاق من النظرة الإلحادية؟!، هي فقط ناتج عرضي للتطور - البايواجتماعي -، تماما مثل قرود البابون الأفريقية، حيث سترى بعض التضحية بالنفس من أفراد مجموعة قرود البابون، بحيث سيراعي كل واحد اهتمامات الآخر حسب ما تم تحديده مسبقا بواسطة الإختيار الطبيعي لأن ذلك مهم في معركة البقاء، وكما أن ذلك موجود في قرود البابون ستجد ذلك في من هم أعلى منهم في سلم التطور - الإنسان -، حيث تطورت مجموعة من الأخلاق النافعة لاستمرارية الإنسان في البقاء.

    وإذا تحدثنا عن الواجبات، من وجهة النظر الإلحادية، الإنسان هو فقط حيوان، والحيوانات لا واجبات لها تجاه بعضها البعض، على سبيل المثال، عندما يأتي الأسد فيفترس حمار الوحش، هو يفترسه لا يقتله، أو عندما #يجبر ذكر حوت القرش أنثى القرش على الجِماع، هو يجبرها لا يغتصبها، إذ لا بُعد أخلاقي لهذه المعاني في الحيوانات، فهي ليست ممنوعة ولا واجبة، فلا يوجد واجبات وموانع أخلاقية يجب الالتزام بها.#فإذا كان الله جل في عُلاه غير موجود، لماذا يوجد واجبات أخلاقية يجب الإلتزام بها؟!، من وضع هذه الواجبات والموانع الأخلاقية ؟! من أين أتت؟!.

    إنه لمن الصعب الإعتقاد أن الواجبات الأخلاقية عبارة عن أوهام نسبية، تم ترسيخها فينا عن طريق المجتمع والوالدين فحسب، فبعض الأفعال كـ زنا المحارم، والإغتصاب ممنوعة ومحرمة في الثقافة البشرية جَمْعاء، وإذا نظرنا إلى من يقوم باغتصاب الأطفال، أو من يقوم باغتصاب الفتيات ويقوم بتعذيبهن وقتلهن، هو وجهة النظر الإلحادية لا يقوم بأي خطأ أخلاقي، هو يقوم بفعل غير مقبول اجتماعيا فقط، كمثل من يقوم بالتجشؤ بصوت عالٍ على طاولة الأكل، إذ يتعدى فقط قواعد الإيتيكيت، أو من يقوم بارتداء جوارب بيضاء مع بدلة رسمية غامقة، هو يقوم بفعل غير متعارف عليه اجتماعيا، فلا فرق أبدا بين من يغتصب الأطفال والفتيات وبين من يتجشأ أو يلبس جوارب بيضاء، من وجهة النظر الإلحادية، فهم يخالفون ما هو متعارف عليه اجتماعيا فقط.
    فإذا كان لا يوجد إله فكل شيء سيكون نسبيا ولن#يوجد أخلاق مطلقة والتي نجد أنفسنا مجبرين على الإلتزام بها، وقد رأينا أن الأخلاق المطلقة موجودة.

    والملاحدة يرون أن الأخلاق المطلقة لا توجد فهي فقط أوهام نسبية وقد بينا خطأ هذا الإعتقاد، فكتابات الملاحدة كريتشارد دوكنز، راسل، سارتر، ونيتشا، ساعدتنا كثيرا في فهم مقدار الورطة التي وقع فيها المنكرون لوجود الله.
    وهذا بالضبط المقدمة الأولى.

    وهنا يرد سؤال؛
    هل هذا يعني أنك يجب أن تؤمن بالله حتى تكون ذو أخلاق حسنة؟!
    والجواب؛ لا، وهذا خطأ شائع، الناس يجيبون الإجابة الخطأ عندما يقولون، نحن لا نحتاج للإيمان بالله حتى نكون ذوي أخلاق حسنة، فأنا شخص جيد ولا أؤمن بالله، أو يقول: أنا أعرف من لا يؤمن بالله ولكنه ذو أخلاق حسنة.#
    وهذه الإجابة ليست لها علاقة بالبرهان أبداً، فالبرهان لا يقول أن القيم والواجبات المطلقة لا يمكن أن تكون موجودة من غير أن يكون الشخص مؤمنا بوجود الله، بل أن القيم والواجبات الأخلاقية المطلقة لا يمكن أن توجد من غير الله، تحتاج لله عز وجل كموجد لها بعد أن لم تكن، وإيمان الشخص بالله من عدمه، ليس له علاق بالبرهان.
    وعلي أن أخبركم أني في الحقيقة صُدمت، #ببعض الفلاسفة الذين من المفترض أن يعرفوا أكثر من غيرهم، كيف أجابوا على هذا السؤال، ففي مناظرة سابقة مع الفيلسوف الهيوماني - بول كورتز - بكلية فرانكلين ومارشال في بنسلفينيا، أجاب على هذا البرهان بهذا النحو :
    " إذا كان الله ضروريا، فقل لي كيف لملايين البشر من الذين لا يؤمنون بالله، يتصرفون أخلاقياً؟!" اهـ
    وقد وقع في نفس الخطأ ." اهـ


    يتبع .. إن شاء الله
    حول بعض الإضافات والمقدمة الثانية.
    الشكر موصول للأخ أبو البراء

    - محمود المغيربي -
    يا آخذا بالنواصي ** أدرك غريق المعاصـي
    واغفر له كـــل ذنب ** يخشاه يوم القصاصِ
    إن لم تدارك بلطف ** فليس لي من منــاصِ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ياجماعه مش قادر اتصور وجود ناس ينكرون وجود الله
    بواسطة عبدالرحمن الحنبلي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 02-08-2012, 01:43 AM
  2. البرهان الرياضي على اثبات صدق الله تعالى
    بواسطة عبدالرحمن الحنبلي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-18-2011, 02:17 PM
  3. تقرير البرهان الأخلاقي في إثبات وجود الباري سبحانه وتعالى
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-25-2011, 10:24 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء