النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الطريق إلى الراحة النفسية

  1. افتراضي الطريق إلى الراحة النفسية

    الطريق إلى الراحة النفسية
    الراحة النفسية مطلب كل حي وغاية كل إنسان في هذه الدنيا أن الإسلام هو الدين الوحيد من بين بقية الأديان الذي يشبع حاجات الإنسان الأساسية ويلبي مطالبه الروحية والجسدية في آن واحد ويوازن بينها حتى لا يطغى جانب على آخر وإذا حصل أي اختلال في تلبية أحد هذين المطلبين اختلت راحة الإنسان النفسية وصحته العضوية
    ومن ثم فإنه على قدر إيمان الإنسان والتزامه بهذا الدين القويم تكون سعادته وراحته النفسية وعلى قدر فقده أو ضعفه تكون شقاوته وتعاسته فإذا كان غاية الإنسان وهدفه من هذه الحياة إشباع مطالب الجسد فحسب والتمتع بخيرات الدنيا والتقلب بملذاتها فإنه سيسقط أمامها صريعا لا يستطيع مقاومة أحداثها وشدائدها عند أدنى مصيبة أو فتنة ذلك أن الإنسان بالفطرة بأشد الحاجة إلى إله يعبده ويلجأ إليه ويسنده وقت الشدائد والمحن والعلاج النفسي المادي بدون إيمان لا يؤتي ثماره الأرقام الكبيرة والإحصاءات العديدة عن الذين يعانون حالات الاكتئاب حيث أطلقت منظمة الصحة العالمية صافرة إنذار من جرّاء الانتشار المذهل للأمراض النفسية في العالم، فقد أعلنت: أن 40 % من سكان العالم مصابون بمرض الاكتئاب. فإذا علمنا أن مجموع سكان العالم أكثر من (ستة مليارات) نسمة، فإن هناك 2.400.000000 (ملياران وأربعمئة مليون) يعانون مرض الاكتئاب
    كما أعلنت المنظمة أيضا أن نسبة المصابين بالأمراض النفسية في دول أوربا بلغت (25%) من مجموع السكان وعلقت المنظمة على ذلك قائلة ونسبة هذه الأمراض النفسية في ازدياد مستمر في الدول الأكثر غنىً ورفاهية والتي يرتفع فيها متوسط دخل الفرد، بعكس الدول الفقيرة حيث تنخفض فيها نسبة الإصابة بهذه الأمراض - فمثلاً - دولة السويد التي تُقدم لرعاياها خدمات وتسهيلات ورفاهية لا تكاد تقدمها دولة أخرى وتصنف عالمياً بأنها من الدول الأولى في مستوى دخل الفرد السنوي (13897 دولار) ومع ذلك كله فهي تتصدر قائمة دول العالم في ارتفاع معدلات نسب الانتحار!

    وفي المقابل فإن أقل دول العالم في مستوى دخل الفرد السنوي دولة بنقلاديش (170 دولار) فقط ومع ذلك فإن نسب معدلات الانتحار فيها تنخفض إلى أدنى مستوياتها عالمياً، والسر في ذلك لا يحتاج إلى كبير تأمل فيكفي أن تعلم أن دولة بنقلاديش دولة مسلمة وأهلها يدينون بالإسلام.

    وحينما نتحدث عن الانتحار فلا يغيب عنا ذكر الكاتب الأمريكي الشهير (ديل كارنيجي) مؤسس معهد العلاقات الإنسانية! وصاحب أروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعاً في العالم والتي ترجمت إلى معظم اللغات العالمية وعلى رأسها كتابه (دع القلق وابدأ الحياة) الذي وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة، حيث دعا إلى الدين وبين أهميته وأكد عليه من خلال الاستشهادات التي بثها في ثنايا كتابه، إلا أن ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر عليه، فعصفت الكآبة بحياته وسادت التعاسة والشقاء أيامه بالرغم من التدين الذي عرف به فقرر التخلص من حياته عن طريق الانتحار.

    وفي ذلك دلالة أكيدة على أن الدين الذي كان يدين به دين محرف لا يشفي النفس ويسد فراغها، ولا يُذهب القلق والحزن، ولا يطفئ حسرات المصائب والأزمات، ولا يوازن بين مطالب الروح والجسد، وفيه دلالة كذلك على أن النظريات العلمية والعلاجات المادية وحدها، لا تكفي لراحة الإنسان النفسية.

    ولا يعني هذا أن الانتحار لا يحدث إلا في المجتمعات الغربية فهو متلازم مع فقد الإيمان أو ضعفه، فمتى ما فُقد أو ضَعف وحصل للإنسان ما يؤثر على مسيرة حياته كفقد جاهه أو ماله أو حتى نظارة جسمه وانزواء أضواء الشهرة عنه! أو قد لا يحصل شيء من ذلك، فقد يكون ممتلكاً لكل مقومات الراحة النفسية - الظاهرة- ولكنه مع ذلك لم يجد للحياة طعماً ولا للراحة طريقاً بسبب الفراغ الروحي والخواء النفسي الذي يعيشه، مما يجعل الإنسان يهرب من ذلك العذاب إلى الانتحار!.

    ولعل أبلغ موعظة نخرج بها من ذلك هي أن الدنيا بزينتها ومباهجها ولذاتها وأموالها أعجز وأقل من أن تسعد إنساناً واحداً، وأن الحياة بلا إيمان صحيح تضيق بصاحبها حتى تصبح أضيق من سم الخياط.

    فالحياة بلا إيمان ثقيلة وثقيلة جداً، ولا يمكن لإنسان أن يتعايش مع أحداثها ومصائبها وأحزانها وحسراتها؛ إلا بالفرار إلى الله - تعالى - والأنس بجنابه والرضى بقضائه والصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
    الصور المرفقة الصور المرفقة  

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيد الجزائري الجزائر مشاهدة المشاركة
    وحينما نتحدث عن الانتحار فلا يغيب عنا ذكر الكاتب الأمريكي الشهير (ديل كارنيجي) مؤسس معهد العلاقات الإنسانية! وصاحب أروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعاً في العالم والتي ترجمت إلى معظم اللغات العالمية وعلى رأسها كتابه (دع القلق وابدأ الحياة) الذي وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة، حيث دعا إلى الدين وبين أهميته وأكد عليه من خلال الاستشهادات التي بثها في ثنايا كتابه، إلا أن ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر عليه، فعصفت الكآبة بحياته وسادت التعاسة والشقاء أيامه بالرغم من التدين الذي عرف به فقرر التخلص من حياته عن طريق الانتحار.
    بارك الله فيك أخانا الفاضل زيد على الموضوع الطيب والمفيد - ولكن حبذا لو تبحث أكثر في توثيق لانتحار كارنيجي لكي يكون المقال أكثر مصداقية ؟

  3. #3

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي زيد
    و جزاك الله خيرا اخونا المشرف .. السير كارينجي توفي متأثرا بالليوكيميا ...
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  4. #4

    افتراضي

    شيء شيق صراحة

  5. #5

    افتراضي

    بارك الله فيك اخانا زيد , في ميزان حسناتك ان شاء الله

  6. افتراضي

    اشكركم جميعا على مروركم الرائع
    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
    مشرف 7 مشرف عام اشكرك على هذة الملاحظة القوية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تطاردونني وتحرمونني الراحة مع نفسي،فاضطررت للهروب الى جهنم
    بواسطة ابوبكر الجزائري في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-22-2011, 01:31 PM
  2. العلم الشرعي وأثره في التمكين وتوحيد الراية
    بواسطة أبو ذر المصري في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-21-2011, 07:40 PM
  3. فلنصحح النية ونرفع الراية
    بواسطة عبد الله بن أدم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-23-2010, 11:43 PM
  4. اشتراط إذن الإمام ووجود الراية في قتال الكفار - ردا على القاديانية -
    بواسطة فخر الدين المناظر في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-26-2010, 12:48 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء