. الحديث فيه خلق الشجر الاثنين و النور (الشمس) الأربع
ولن اقول بأن هذا مستحيل علمي فكما قلت لا أستشهد بالعلم علي رد الحديث فالعلم أجهل من أن يرد قولا لله او لرسوله ان صح وثبت الحديث
ولذا أعيب علي أخي د. منصور العبادي وكل من قال بقوله أن خلق النور في الحديث هو زيادة لا تثبت لأنها تخالف العلم فينبغي حذفها ثم عد الأيام في الحديث ستة ايام و ذلك حتي يتمكن من اثبات وجود اعجاز علمي في خلق المكروه (بكتيريا و فيروسات), و حقيقة هذا منهج غير علمي بالمرة, فأهل الحديث علي قولين لا ثالث لهما اما تضعيف الحديث كله او تصحيحه كله
أما ما حملني علي قول أن الحديث يخالف القرآن في مسألة ايجاد الشجر قبل النور, هو أن القرآن ربط الانبات بدورة تعاقب الليل و النهار في عدة مواضع, و اليكم الدليل علي ذلك من بحث سبق و كتبنه علي الرابط التالي
http://e3jaz.way2allah.com/modules.p...rticle&sid=170
قال تعالي{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الجاثية5, أتي الله بهذا الرابط الخاص الذي جعل إحياء الأرض ليس فقط بالرزق النازل من السماء بل قدم عليه عنصر آخر لم يكن معلوم في زمن النبي صلي الله عليه و سلم, و له اهمية خاصة في إحياء الأرض و إنبات النبات و هو اختلاف الليل و النهار , قال الشوكاني في فتح القدير ( قوله { وما أنزل الله من السماء من رزق } معطوف على اختلاف الليل و النهار, والرزق المطر لأنه سبب لكل ما يرزق الله العباد به وإحياء الأرض), فمنفعة رزق السماء للنبات معطوفة علي منفعة اختلاف الليل و النهار و لا تتم إلا به, و لذا ربط الله بينهما.
و لا يمكن لأي عقل مهما أوتي من الذكاء و قوة الملاحظة في عهد النبي صلي الله عليه و السلم أن يربط هذا الربط الدقيق بين اختلاف الليل و النهار و الرزق النازل من السماء و إحياء الأرض إلا إذا كان يتلقى الوحي من الله العليم الخبير , فهذا الربط يحتاج إلي بحث علمي دقيق لا يمكن للنبي صلي الله عليه و سلم و لا لغيره في زمانه أن يقوم به, و لذا وجب علي كل منصف من العباد إذا نظر إلي هذه الحوادث التي تتجدد في كل وقت كاختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وحياة الأرض بها بعد موتها وتصريف الرياح, أن يقر بأنها مصنوعة وأنه لا بد لها من صانع حكيم عليم, أنزل هذا القرآن بعلمه ليهتدي به العلماء إلي الإقرار بفضله.
Bookmarks