المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُستفيد
ما أثاره الأخ حمزة تضمنه الرد على الأستاذ القلم الحر..
أخي مستفيد ان شئت اكملت معك النقاش على الخاص او بالرسائل، رغم تفضيلي ان يكون الحوار هنا :
قلت أخي بارك الله فيك : القول أن النزول مع إثبات العلو نقيضين ؟..أتفق معك في لو أننا احطنا بذات الله علما وتوصلنا إلى أن نزوله سبحانه هو كانتقال الإنسان من مكان لآخر فلا يملأ مكان إلا بخلو الآخر..
لا مدخلية لحقيقة الذات في اثبات المنتناقضين، فانت تقول ان الله ينزل ولا ينزل في نفس الوقت، ينزل لانكم تثبتون النزول ....ثم لا ينزل لانكم تثبتون دوام فوقية الله للعرش مما يستحيل معه تخيل النزول، فهذا رفع للنقيضين وهو محال عقلي كيف ما كانت هذه الذات، ونفس الشيء بالنسبة للذين يقولون ان الله عالم وليس بعالم مريد وليس بمريد، فتبنه...
ولتوقعي هذه الاجابة قلت قبلها : من حقكم ان تقولوا لا يجب قياس الله على المخلوقات، لكن من حقنا عليكم ان لا تحرفوا معنى الكملة فتجعلونها من قبيل المشترك اللفظي، فقد الزمتم انفسكم انكم تثبتون معاني الصفات، فالمعنى الذي تثبتونه ليس نزولا كما هو في الشاهد، فنحن على طريقة الشيخ ابن تيمية رحمه الله : لم نشاهد نزولا الا بانتقال الشيء من حيز الى حيز وعلى هذا تواضع الناس ، أما شغل حيز جديد مع البقاء في الحيز القديم : فهذا لا نسميه نزولا بل تمددا في ذات الله.
اما قولك :
وسؤالي إليك أستاذي: نحن لا نعلم ماهية الروح ولا شك..ولكننا نعلم يقينا أن روح العبد في بدنه لا تزال ليلا ونهارا إلى أن يموت ووقت النوم تعرج..فهل عند النوم يصح أن نصف هذا العبد أنه ميّت ؟
الجواب : ما هذا أخي ؟ نقول لك ان هناك تناقضا منطقيا، في انك تثبت ان الله فوق العرش بذاته وليس بعضهما ثم في نفس الوقت تقولون ان بعض ذاته يكون ادنى هذا الاخير والبعض الخر فوق !!!
كان لزاما عليك ان توضح لنا اين الخطأ في كلامنا قبل ان تأتي بمثالك الذي هو الاخر مشكل بين الناس، الروح سيدي مختلف فيها بين العلماء في حقيقتها وطبيعتها بل وفي التغيرات التي تحدث عليها.
أولا ليست الروح التي يتوفاها الله بل النفس فكن دقيقا بارك الله فيك، ثانيا : الله وصف نفسه بانه يتوفى النفس، وليس بانها تعرج اليه في الاية الكريمة.
فالقول بان النفس تعرج كالاجسام اثناء النوم ومع ذلك فهي تبقى في الجسد تناقض اخر ننزه عنه القران الكريم، لان العروج الجسماني يعود الى الانتقال الذاتي من حيز الى حيز مختلف عن الاول، وبدون هذا الانتقال لا يكون عروجا، فان فرضت بقاء النفس في الحيز الاول الذي هو جسم الانسان لم يكن ذلك عروجا، ليس المشكل اخي في حقيقة ذات الله بل في المعنى المثبت، فان اثبت المعنى فلا تختفي وراء حقيقة الشيء وماهيته من اجل اثبات المتناقضات... بل ما يحدث اثناء النوم هو توفية من الله تعالى وليس عروجا جسمانيا + يجوز تخيل الانسان خاليا من نفسه عند نومه مع دوام عمل الانشطة البيلوجية+ ...يقول الامام الرازي :
فنقول النفس الإنسانية عبارة عن جوهر مشرق روحاني إذا تعلق بالبدن حصل ضوؤه في جميع الأعضاء وهو الحياة ، فنقول إنه في وقت الموت ينقطع تعلقه عن ظاهر هذا البدن وعن باطنه وذلك هو الموت ، وأما في وقت النوم فإنه ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن من بعض الوجوه ولا ينقطع ضوؤه عن باطن البدن ، فثبت أن الموت والنوم من جنس واحد إلا أن الموت انقطاع تام كامل والنوم انقطاع ناقص من بعض الوجوه ،
فليس هذا الانقطاع الذي يصفه الامام او التوفية كما يصفها رب العزة عروجا جسمانيا من حيز الى حيز حتى تقيس هذا على ذاك، فافهم هذا بارك الله فيك، هذا ان افترضنا ان للروح طبيعة جسمية لطيفة، فما بالك بمن يقول بالنفوس المجرد من السادة العماء !!!
Bookmarks